
سياقاتالحل ليس تقنيًا دائمًا
دفع هوانغ، بعد ثلاثة أشهر فقط، عجلة مصنعه للإنتاج من جديد. ففي يوليو، عكست الإدارة مسارها وسمحت لشركة نفيديا باستئناف صادرات الرقائق نفسها التي أوقفت. تعلم هوانغ الدرس جيدا، مما ترك الكثيرين في حيرة كيف انهار الحظر الصلب الذي استعصى على الزعزعة بهذه السرعة؟
بذل هوانغ ما بوسعه للتأقلم مع التذبذب في السياسة الأمريكية بين إدارة بايدن وإدارة ترمب. منذ عودة إدارة ترمب هذا العام، تبعثرت السياسة الأمريكية في الذكاء الاصطناعي بين خفض اللوائح لتسريع الابتكار في الداخل، مع التعثر في ضوابط تصدير صارمة وأحيانا تعسفية في الخارج. كان الحل الأمثل لذلك بالنسبة لهوانغ، مصنعا جديدا لتجنب حظر صادراته إلى الصين، لكن حتى ذلك لم يكن كافيا. وجد هوانغ نفسه في زاوية، ولم يعد الحل تقنيا كما يتبادر لذهن المهندسين عادة، بل مداولات دقيقة وسير في الممرات الطويلة عبر القنوات الخلفية، تحت ضجيج الحسابات التجارية قصيرة الأجل، والضغط من المديرين التنفيذيين للتقنية الذين يتزايد قلقهم لفقدان الوصول إلى السوق الضخمة في الصين.
أمضى هوانغ وقتا طويلا لفتح الطريق أمام الحظر الذي سد عليه منافذ الإمداد لأكبر الأسواق العالمية، لكن جهوده أثمرت لنفيديا. في الأسبوع الماضي، التقى هوانغ بترمب في المكتب البيضاوي ليعرض عليه وجهة نظره. بذل هوانغ جهدا كبيرا ليبين أن الفراغ الذي سيولده الحظر سيملؤه المنافسون المحليون في الصين الذين إن فتح لهم المجال سيسحبون البساط من تحت أرجل الهيمنة الأمريكية.
هوانغ محق فالمخاطر الاستراتيجية كبيرة. في عام 2024، ضخت الولايات المتحدة ما يقرب من 109 مليارات دولار في تطوير الذكاء الاصطناعي بأكثر من عشرة أضعاف ما استثمرته الصين بنحو 9.3 مليارات دولار. رغم ذلك، تبدو الصين أكثر تنسيقا، مما يهدد موقع الريادة التي بيد أمريكا اليوم.
ما واجهه هوانغ ليس شأنا محليا، أو أمرا يخص الشركات، بل إن صداه يتردد عالميا. في منطقتنا، حيث نستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي، يعبر الموقف المتغير لواشنطن عن مخاطر تهدد اختياراتنا للبنية التحتية المعتمدة على التقنية الأمريكية. إذا كانت نفيديا تواجه صعوبات داخليا في توفير استقرار لسلاسل الإمداد، فعلى الآخرين أن يتعلموا من الدرس الذي تلقاه هوانغ في الجغرافيا السياسية، فالحل ليس تقنيا دائما.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
تعاونات تنموية وعلاقات استثنائية
في 21 يوليو 1990، أقامت جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية رسميا، وعلى مدى 35 عاما، التزم البلدان دوما بالنية الأصلية لإقامة العلاقات الدبلوماسية، وتمسكا بالاحترام المتبادل والمساواة والتعاون المربح للجانبين، وتحت القيادة الاستراتيجية لقادة البلدين، حققت العلاقات الصينية السعودية تطورا كبيرا، وأثمر التعاون العملي بينهما، وأصبح التبادل الإنساني والثقافي أوثق، مما كتب فصلا جميلا عن التضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة للدول النامية. تقوم العلاقات الصينية السعودية على أساس متين، فهما صديقان حميمان يتسمان بالمساواة والثقة المتبادلة، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، تشهد العلاقات الثنائية تطورا مستمرا بشكل سلس وصحي، ويدعم البلدان بحزم المصالح الجوهرية والاهتمامات الكبرى لبعضهما البعض. وفي عام 2016، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة إلى السعودية، حيث أعلن مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، مما دفع العلاقات الثنائية إلى مرحلة جديدة. وبعد زيارة الملك سلمان إلى الصين في عام 2017، زار الرئيس شي جينبينغ السعودية في عام 2022 مرة أخرى، حيث وقع مع الملك سلمان "اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية "، لتدخل العلاقات الثنائية أفضل فترة في التاريخ، وقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد بزيارتين للصين في عامي 2016 و2019، وزار رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ السعودية في سبتمبر الماضي، وقد عقدت اللجنة الصينية السعودية رفيعة المستوى أربع دورات حتى الآن، مما دفع التكامل بين استراتيجيات التنمية للبلدين وضخ حيوية جديدة في التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وشكلت التوافقات المهمة التي توصل إليها قادة البلدين توجيها استراتيجيا وأساسا متينا لتطور العلاقات الصينية السعودية. يتمتع التعاون الصيني السعودي بآفاق واسعة، فهما شريكان يحققان المنفعة المتبادلة، وتعد الصين أكبر شريك تجاري للسعودية، وتعد السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا وأحد أهم مصادر الطاقة للصين، وهي من أهم أسواق المقاولات للصين في منطقة الشرق الأوسط، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والسعودية في عام 2024 نحو 107.5 مليارات دولار أميركي، بزيادة تزيد على 210 أضعاف مقارنة مع حجم التبادل التجاري بين البلدين عند إقامة العلاقات الدبلوماسية والذي بلغ 500 مليون دولار أميركي فقط، ومع التكامل المتعمق بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية المملكة 2030، ظهرت نقاط مضيئة للتعاون بين الجانبين في مجالات جديدة مثل الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية والتمويل، بالإضافة إلى المجالات التقليدية مثل الطاقة البتروكيماوية ومشاريع البنية التحتية، ودخلت العلاقات الصينية السعودية إلى "المسار السريع"، حيث تعمق التعاون العملي في المجالات الاقتصادية والتجارية، وتوطدت جذور الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بشكل أكبر. يتمتع البلدان بصداقة تقليدية عميقة، فهما رفيقان يتعلمان من بعضهما البعض، فقد تركت التبادلات بين الحضارتين الصينية والإسلامية قبل أكثر من ألفي سنة على طول طريق الحرير القديم، ورحلات البحار الصيني تشنغ خه في عهد أسرة مينغ إلى شبه الجزيرة العربية، بصمات مشرقة في تاريخ التبادل بين الحضارات الإنسانية، وفي السنوات الأخيرة، تعمق التعاون بين البلدين في مجال التعليم، ويستمر تعليم اللغة الصينية في الانتشار في السعودية، كما طبقت الصين سياسة الإعفاء من التأشيرة للمواطنين السعوديين، وهناك 29 رحلة طيران مباشرة أسبوعيا بين الصين والسعودية، مما وفر تسهيلات لتبادل الزيارات والتعاون بين البلدين. ويعد عام 2025 العام الثقافي الصيني السعودي، وقد نظم الجانبان ما يقرب من 40 فعالية ثقافية وفنية وتعليمية سينمائية وغيرها من الفعاليات المتنوعة، فيما شهد التبادل الإنساني بين البلدين ازدهارا غير مسبوق، ويعد تواصل الشعبين المنبع الحيوي لتطور العلاقات الصينية السعودية، ومع تزايد تبادل الزيارات بينهما، وتعاظم التبادل الإنساني والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين، تعمقت الصداقة الصينية السعودية في إطار التوارث، وصعد تواصل القلوب بين الشعبين إلى مستوى جديد. تشهد الصين والسعودية حاليا مرحلة مهمة في مسيرة التنمية المهمة لكل منهما، فالصين تعمل على تعزيز التنمية عالية الجودة والانفتاح على العالم بمستويات أعلى، وتدفع بقوة عجلة بناء دولة متقدمة وتجديد الشباب الوطني العظيم للأمة الصينية من خلال التحديث الصيني النمط، وتسعى السعودية بجدية وإصرار لتحقيق أهداف رؤية 2030. إن البلدين مستقلان ومحبان للسلام ويعدان قوتين مهمتين لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية والاقتصاد العالمي المنفتح والحفاظ على السلام والتنمية في العالم، ويقول المثل الصيني القديم: "أصحاب الطموح الواحد لا يعتبرون الجبال والبحار عائقا أمامهم"، وتستعد الصين العمل مع السعودية لاتخاذ الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين نقطة انطلاق جديدة، والمضي قدما في تنمية الصداقة التقليدية، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتعزيز التكامل بين استراتيجيات التنمية، ومواصلة توسيع التبادل الإنساني والثقافي، وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية، والسعي معا لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وفتح آفاق مستقبلية جميلة للشعبين، وإضافة المزيد من الحيوية الإيجابية في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
«سدايا» تُطلق البيئة التجريبية لتطبيق «توكلنا»
أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، إطلاق البيئة التجريبية التقنية (Sandbox) للتطبيق الوطني الشامل "توكلنا"، وبدء استقبال طلبات الانضمام للمجموعة الأولى من شركات القطاع الخاص، وذلك وفق معايير وضوابط محددة تضمن تقديم خدمات رقمية متكاملة ضمن بيئة آمنة ومحكمة، تدعم الابتكار، وتعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
"نتفليكس" تعترف باستخدام الذكاء الاصطناعي في مسلسل خيال علمي لتقليل التكاليف
استخدمت شركة نتفليكس الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء مشهد في مسلسل الخيال العلمي "ذا إيتيرناوت" (The Eternaut)، وهو ما يمثل سابقة في أحد مسلسلات أو أفلام نتفليكس الأصلية. وخلال مكالمة للأرباح يوم الخميس، قال تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، إن استخدام الذكاء الاصطناعي كان أسرع من استخدام أدوات المؤثرات البصرية التقليدية، وساهم في خفض التكاليف. الذكاء الاصطناعي ذكاء اصطناعي ذكاء اصطناعي في الخفاء.. "مايكروسوفت" تكشف سر إعلان سابق وقال ساراندوس: "مشهد المؤثرات البصرية أُنجز أسرع بعشر مرات مما كان يمكن إنجازه باستخدام أدوات المؤثرات البصرية وطريقة سير العمل التقليدية"، بحسب تقرير لموقع "The Verge" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business". وأضاف: "أيضًا، تكلفته لم تكن ممكنة لمسلسل بهذه الميزانية". وأوضح ساراندوس أن الفريق الإبداعي وراء مسلسل "ذا إيتيرناوت" استخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مشهد انهيار مبنى في بوينس آيرس، بالأرجنتين. وأضاف: "ما زلنا مقتنعين بأن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة مذهلة لمساعدة المبدعين على صناعة أفلام ومسلسلات أفضل، وليس فقط خفض تكلفتها". وفي مايو، كشفت "نتفليكس" عن ميزة بحث جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي على الهواتف المحمولة، تتيح للمستخدمين العثور على المسلسلات أو الأفلام باستخدام عبارات حوارية، مثل "شيء مضحك ومبهج" أو "قصص عن الراقصين". وأعلنت "نتفليكس" أنها ستستخدم الذكاء الاصطناعي لدمج الفواصل الإعلانية بسلاسة مع مسلسلات وأفلام المنصة.