logo
فلسطين المتخيلة... هل تحتاجها إسرائيل أيضا؟

فلسطين المتخيلة... هل تحتاجها إسرائيل أيضا؟

Independent عربيةمنذ 3 أيام
لم ينتظر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش طويلاً بعد قرار احتلال غزة، لتصل نشوته الذروة بسبب نجاح ما يخطط له من مكاسب، ويعلن أن الخطوة المقبلة له هي "تصحيح خطيئة غزة" على حد قوله، ويعود إلى تعزيز المستوطنات في الضفة الغربية، وتحديداً في شمالها، لتكون مقدمة لخطوات يزيل في نهايتها فكرة إقامة الدولة الفلسطينية عن جدول الأعمال.
هذا الهدف، بحسبه، سيكون عنصراً مركزياً في الدروس المستخلصة من أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. فـ"المشاريع التي باشرت إسرائيل تنفيذها ستفرض واقعاً على الأرض يضمن تحقيق حلم دولة إسرائيل الكبرى"، وفق رؤية سموتريتش التي ترى جهات إسرائيلية أخرى أنها تجعل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية ضرباً من الخيال.
النشوة التي يعيشها سموتريتش ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو مع مجموعة غير قليلة من وزراء الحكومة واليمين الإسرائيلي بعد فرض خطتهم باحتلال غزة، تشكل عنصراً حيوياً لاستكمال بقية خططهم في كل بقعة أرض فلسطينية لإحباط مشروع الدولة الفلسطينية وتحقيق هدف "إسرائيل الكبرى".
هذا التوجه من قبل الحكومة بدأ الترويج له حتى قبل قرار احتلال غزة، بعدما اتسعت قائمة الدول الداعمة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومن ثم ما تم تناقله في تقارير إسرائيلية من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يسعى إلى خطوات عملية أحادية الجانب للدولة الفلسطينية، وهو ما ضاعف الجهود اليمينية والرسمية في إسرائيل للتصدي لذلك.
لكن، في الداخل الإسرائيلي وعلى طرفي الخريطة السياسية، هناك خلافات ونقاش حول مدى انعكاس سياسة الحكومة تجاه المشاريع الاستيطانية الهادفة إلى فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة وتوسيع الاستيطان ومن ثم تقويض الدولة الفلسطينية، وانعكاس قرار احتلال غزة، الذي يشكل اتخاذه خطوة خطرة تناقض التوجهات الدولية نحو تقريب إنهاء حرب "طوفان الأقصى"، وفق سياسيين إسرائيليين على الساحة الدولية بتعزيز مشروع الدولة الفلسطينية واتساع الدعم الدولي لها في مقابل عزل إسرائيل دولياً.
بين السلام والعنف السياسي
لقد شكل إعلان نيويورك في شأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين في الـ29 من يوليو (تموز) الماضي، الذي أصدرته فرنسا والسعودية بدعم من جامعة الدول العربية و16 رئيساً مشاركاً آخر، زخماً عالمياً، لكنه شكل ضربة لحكومة إسرائيل وجهودها الدولية في كل ما يتعلق بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وأيضاً الإسرائيلي - العربي، فما تضمنه البيان من إنهاء الحرب في غزة، وإنهاء حكم (حماس) وتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية، بمشاركة ودعم دوليين، بما يتماشى مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، انعكس في الداخل الإسرائيلي في مواقف متباينة ومتفاعلة وصلت ذروتها مع اتخاذ قرار احتلال غزة.
فمقابل ما تم التصديق عليه من مشاريع استيطانية في الضفة كرد على هذه الخطوة، هناك من اعتبر أنه على رغم الصعوبات الهائلة التي تعترض التوصل إلى مشروع الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية، فإن ما نفذته هذه الحكومة من مشاريع سيعرقل خلق واقع بديل مختلف. ويرى المتخصص الأميركي في سياسات وشؤون الشرق الأوسط آلون بن مئير، أن مشروع الدولة الفلسطينية والزخم لدعمها يشكل فرصة تاريخية يجب على الفلسطينيين وإسرائيل والولايات المتحدة عدم تفويتها. ليس هذا فحسب، بل إن ثلاثتهم أمام خيارين "إما احتضان هذا الزخم نحو السلام والأمن والنمو والازدهار معاً، أو السماح لفرصة تاريخية أخرى بالانزلاق إلى ظلال العنف والشلل السياسي لعقود مقبلة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي موقف يحظى بدعم جهات إسرائيلية عدة، وإزاء تفشي العنصرية والكراهية للفلسطينيين والعرب عموماً، توجه بن مئير إلى الإسرائيليين محذراً من الانجرار خلف سياسة الحكومة الساعية إلى عرقلة التسوية السلمية وتعزيز الاحتلال والاستيطان وفرض واقع على الأرض من خلال المشاريع الاستيطانية.
ويرى بن مئير أن الهجوم العسكري غير المسبوق على غزة بعد 77 عاماً من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، مؤشر خطر على أن الإسرائيليين سيبقون عالقين مع الفلسطينيين، "لا شيء يمكنكم فعله، لا الآن ولا في أي وقت، للتخلص من 7 ملايين فلسطيني (أي ما يعادل عدد اليهود الإسرائيليين)، إنهم يعيشون داخل مجتمعاتكم ويحيطون بها، ما يقارب ثمانية عقود من الإرهاب والغزوات العنيفة والحروب، وصولاً إلى حضيض جديد لا يصدق خلال الـ22 شهراً الماضية، يثبت أن هناك حلاً واحداً دائماً، هو السلام القائم على حل الدولتين".
ويؤكد أن الحكومة الحالية تسعى كسابقاتها إلى عرقلة إقامة الدولة الفلسطينية على رغم الحاجة الضرورية إليها، "57 عاماً من احتلال الضفة الغربية و18 عاماً من حصار غزة، برهنت بصورة قاطعة على أن الظروف الحالية غير قابلة للاستمرار. إن الضم التدريجي للضفة الغربية وإعادة التوطين في غزة كابوسي من منظور أمني، وكارثي أخلاقياً، ودولياً يحول إسرائيل إلى دولة منبوذة. لن تقبلوا أبداً الخيار الثالث، وهو دولة ديمقراطية واحدة، نظراً إلى المعادلة الديموغرافية واحتمال فقدان إسرائيل سيطرتها وتوقفها عن كونها دولة يهودية".
وفي ذروة النقاش الإسرائيلي حول مخططات الحكومة، التي ترى جهات واسعة وكثيرة في إسرائيل أنها تدار وفق سياسة وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي إيتمار بن غفير، تعالت الأصوات التي تدعو إلى ضرورة تقديم تنازلات متبادلة في شأن المستوطنات الإسرائيلية، واللاجئين الفلسطينيين والأمن والقدس والحدود النهائية.
في هذا الجانب، ترى هذه الجهات، وبينها بن مئير، أن بالإمكان إجراء تعديل للحل القائم على محادثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية السابقة لتلبية كثير من متطلبات إسرائيل الرئيسة، "لا تصدقوا الحجة الزائفة القائلة إن الدولة الفلسطينية تمثل خطراً وجودياً على إسرائيل. العكس هو الصحيح"، قال بن مئير، موضحاً "أي تنازل على جميع الجبهات سيتضاءل مقارنة بإراقة الدماء والدمار المستمر الذي سيعانيه الطرفان بلا حدود لعقود مقبلة. حل الدولتين ليس هبة للفلسطينيين، إنه يصب في مصلحة إسرائيل الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية على المديين القصير والطويل".
الرؤيا الصهيونية وحاجتها
الشعور في إسرائيل هو أن الحكومة الحالية ستبذل قصارى جهودها لعرقلة إقامة الدولة الفلسطينية، على رغم طموحها بتوسيع اتفاقات "أبراهام". وبعد الشروع بتنفيذ خطط الاستيطان في الضفة من جهة، ومشروع احتلال غزة من جهة أخرى فإن مشروع الدولتين يتراجع، حتى في نقاشه وطروحاته.
مدير عام "جي ستريت" في إسرائيل، القنصل العام السابق في بوستن نداف تمير، يقود توجهاً أثار بحد ذاته نقاشاً غير سهل في إسرائيل، فهو يرى أن "الرؤيا الصهيونية للشعب اليهودي في حاجة ماسة إلى دولة فلسطينية، وعلى إسرائيل معانقة واحتضان الجهود الدولية في العمل على واقع آخر يقوم على أساس الحل الوحيد القابل للتحقق في شكل دولتين لشعبين، كجزء من ائتلاف إقليمي".
"يجب عدم التقليل من الأهمية التاريخية للاعتراف بدولة فلسطينية الذي عمل عليه الرئيس الفرنسي في خطوة تشارك فيها السعودية ومعظم الدول العربية. فرنسا وبريطانيا هما عضوان في مجلس الأمن وفي G7 (مجموعة الاقتصادات المتطورة في العالم)، اعترافهما بدولة فلسطينية يمكن أن يجلب معه أيضاً تغييراً أوسع ذا معان سياسية واقتصادية وقانونية، لكن الأهم من كل ذلك، مثلما في حال تصريح بلفور، فإن الاعتراف الدولي هو حجر الأساس لتنفيذ حق تقرير المصير للفلسطينيين، الذي سينقذ إسرائيل من (مسار الذبح) الذي يقودنا إلى كارثة ثنائية القومية دامية، أو إلى دولة أبرتهايد، وفي الحالين، نهاية الصهيونية"، يحذر نداف تمير.
بعد نحو عامين من حرب غزة، وكغيره من السياسيين والأمنيين، يرى تمير أن إسرائيل عادت إلى نقطة البداية، فـ"لن تقوم قائمة للصهيونية بلا دولة فلسطينية لم تقبل بها الدول العربية في قرار التقسيم. والآن عليها إجماع جارف في أوساطها. حكومة نتنياهو الأفشل في تاريخ حكومات إسرائيل، تسعى إلى أن تقودنا إلى واقع دولة واحدة، وفروعها العنيفة في الضفة الغربية سرعت الخطى لدحر السكان الفلسطينيين، والحرب الأبدية في غزة تتواصل بلا أمل ولا هدف وتخلق مأساة إنسانية بأحجام تاريخية. نتنياهو نفسه، في محاولة لمصالحة مسيحانيي حكومته، يشرع في فرض الحكم العسكري على أجزاء من غزة".
وفي ظل سياسة الحكومة الحالية تتعالى الأصوات المحذرة من عرقلة حل الدولتين، أو ما سماها تمير "نشوة الانتصار حتى الثمالة". وتدعو هذه الجهات إلى "طرح بديل سياسي يقوم على أساس تسوية بين كيانين سياديين بعد قيام الدولة الفلسطينية يتوصلان إلى فصل تام، كونفيدرالية أو بكيانين سياسيين في المنطقة التي بين البحر والنهر، بلا حدود متصلبة، إذا كان هذا ما يتفق عليه".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المستوطنون يصعدون هجماتهم بالضفة الغربية
المستوطنون يصعدون هجماتهم بالضفة الغربية

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

المستوطنون يصعدون هجماتهم بالضفة الغربية

بينما يخطط وزراء اليمين المتطرف الإسرائيلي في حكومة بنيامين نتنياهو لدعوته، في اجتماع الحكومة الإسرائيلية المرتقَب، الأحد أو الاثنين، لإعلان تطبيق السيادة على الضفة الغربية، وسَّع المستوطنون من هجماتهم في مناطق متفرقة من الضفة، تزامناً مع إعلان وزير المالية وزير الاستيطان في وزارة الدفاع الإسرائيلية، بتسلئيل سموتريتش، عن مخطط لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم في منطقة «E1»، بهدف منع إقامة دولة فلسطينية مستقبلاً. ولوحِظ تكثيف المستوطنين هجماتهم، منذ إعلان سموتريتش، يوم الأربعاء الماضي، عن خطته، مؤكداً أن هدفه بشكل أساسي «محو فكرة إقامة الدولة الفلسطينية»، في خطوة اعتُبِرت من قبل وسائل إعلام إسرائيلية أنها تأتي رداً على إعلان دول أوروبية اعترافها بفلسطين كدولة. وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يحمل لوحة لمشروع استيطاني خلال مؤتمر صحافي قرب مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة (أرشيفية - أ.ب) وأقدم مستوطنون على إحراق مركبات وكرفانات خلال مهاجمتهم لمنازل وممتلكات الفلسطينيين في قرية المغير، شمال شرقي رام الله، كما اقتحموا سهل مرج سيع، الواقع بين أراضي القرية ذاتها وقرية أبو فلاح، بينما وقعت مواجهات بينهم وبين الشبان الذين حاولوا التصدي للمستوطنين، في ثاني اعتداء لهم ضد القرية، خلال 24 ساعة، حيث أقدموا على قطع أشجار زيتون في القريتين. وأُصِيبت مسنَّة وطفل وشاب بجروح ورضوض، صباح السبت، جراء اعتداء مجموعة أخرى من المستوطنين الذين يقطنون في مستوطنة كرمي تسور، شمال الخليل، على سكان منطقة خيران في بلدة حلحول، حيث وُصِفت حالة المصابين بالمتوسطة. فيما اعتدى بعض المستوطنين المسلحين على ممتلكات المواطنين، وهددوهم بالقتل وإحراق منازلهم وأراضيهم الزراعية، وذلك بعد يوم واحد من إصابة مسنّ وزوجته في منطقة مسافر يطا. وداهم مستوطنون خياماً لفلسطيني في الفارسية بالأغوار الشمالية، بعد يومين من مهاجمته وأفراد عائلته؛ ما أدى لإصابتهم برضوض، بينما هددت مجموعة أخرى مسلحة، الفلسطيني نصار رشايدة، بإخلاء منزله في قرية كيسان شرق بيت لحم، مشيرين إلى إحراق المنزل في حال لم يقم بذلك خلال 24 ساعة، بحجة أنه مقام في أراضٍ استيطانية تابعة لهم. وأجبرت، الجمعة، مجموعة من المستوطنين المسلحين عائلتين من قبيلة الكعابنة على الرحيل من تجمُّع شلال العوجا، شمال أريحا، الذي يتعرَّض لحملة اعتداءات يومية، مع إجبار العديد من العائلات على الرحيل منه تحت تهديد السلاح. وأحرق مستوطنون، فجر الجمعة، أربع مركبات وأجزاء من منزل في المنطقة الشرقية من بلدة عطارة، شمال غربي رام الله، ما تسبب بأضرار مادية، قبل أن يخطُّوا شعارات عنصرية على جدران القرية، وذلك بعد يوم واحد من إعادة المستوطنين نَصْب خيام على أراضي جبل خربة طرفين قرب مدخل البلدة ذاتها، التي هدمها الجيش الإسرائيلي أربع مرات سابقاً، في حين أقدموا، يوم الاثنين، على إقامة المستعمرة للمرة الأولى في المنطقة بهدف الاستيلاء على الجبل الذي تُقدَّر مساحته بنحو 2000 دونم، ويُعدّ منطقة أثرية. شرطيان إسرائيليان يقفان في منطقة «إي1» قرب مستوطنة معاليه أدوميم خارج القدس في الضفة الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب) وأُصيب، ظهر الجمعة، 3 فلسطينيين بالرصاص الحي، في هجوم للمستوطنين على بلدة المزرعة الشرقية، شرق رام الله، حيث وُصِفت حالتهم بالمتوسطة. إدانة فلسطينية وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إرهاب مَن وصفتهم بــ«المستعمرين وجرائمهم المتصاعدة ضد المواطنين وأرضهم ومنازلهم ومركباتهم وأشجارهم ومصادر رزقهم ومقدساتهم». وحمَّلت الخارجية، في بيان لها، الحكومة الإسرائيلية، «المسؤولية المباشرة عن تلك الجرائم التي تحدث بحماية جيش الاحتلال وبتحريض مستمرّ من وزراء في الحكومة المتطرفة»، لافتةً إلى أن «ردود الفعل الدولية على جرائم الاحتلال ومستعمريه غير كافية، ولم ترتقِ لمستوى ما يتعرض له شعبنا من إرهاب وجرائم ابادة وتهجير وتجويع وضم»، مطالبةً بمواقف وإجراءات دولية أكثر جرأة لفرض الوقف الفوري لجرائم الاحتلال. كما جاء في بيانها. يأتي هذا في ظل وضع إسرائيل اشتراطات جديدة تتعلق بعودة الفلسطينيين الذين أجبرتهم على النزوح مجدداً من مخيمات شمال الضفة الغربية، وتحديداً جنين، وطولكرم، ونور شمس، وهي المخيمات الثلاثة التي تتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق، منذ عدة أشهر، حيث دمرت غالبية منازل تلك المخيمات، وجرى شق طرق جديدة تتناسب مع الخطط الأمنية والاستيطانية الإسرائيلية. وأكدت دائرة شؤون اللاجئين والمكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، رفضها لأي محاولات إسرائيلية لفرض أي اشتراطات على عودة النازحين إلى مخيمات شمال الضفة الغربية، التي تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، وفق نص بيان صدر عن الجهتين. سيارة أحرقها مستوطنون إسرائيليون في قرية الطيبة بالقرب من رام الله بالضفة الغربية (أرشيفية - إ.ب.أ) وأكد البيان على الرفض القاطع لأي محاولات إسرائيلية تهدف إلى تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي للمخيمات، والتأكيد على أن هذه المحاولات مصيرها الفشل، مؤكداً الرفض التام لأي اشتراط بإجراء «مسح أمني» لسكان المخيمات، و«نعتبره مساساً بالحقوق الأساسية ومحاولة لفرض سيطرة أمنية على حياة اللاجئين، ⁠فاللاجئون الفلسطينيون ليسوا مجرد مستفيدين من خدمات، بل هم أصحاب حقوق سياسية وإنسانية، ولهم كامل الحق في التعبير عن رأيهم والدفاع عن قضيتهم». وشدد البيان على أن «تفويض (الأونروا) غير قابل للتفاوض، وبالتالي الرفض القاطع لأي اشتراطات تهدف إلى منع عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في المخيمات، على اعتبار أن (الأونروا) تمتلك تفويضاً أممياً واضحاً ومستمراً منذ صدور القرار 302 (د - 4) في 8 ديسمبر (كانون الأول) 1949، وأي محاولة لتعطيل عمل (الأونروا) ما هي إلا جزء من مخطط أوسع يهدف إلى تصفية قضية اللاجئين، وهو ما لن نسمح به تحت أي ظرف». كما جاء في البيان. وأشار إلى أن الحل العادل والدائم لقضية اللاجئين يكمن في تطبيق القرار الأممي 194، وجميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، محذراً من نيات إسرائيل الهادفة لإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني، مشدداً على أنه لا يمكن أن يُعاد تشكيل التعريف وفقاً لمصالح الاحتلال. وترفض إسرائيل إعادة تسليم مخيمات شمال الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية، بحجة تشجيعها لـ«الإرهاب». مستوطنان إسرائيليان في الضفة الغربية (أرشيفية - أ.ب) وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن القوات الإسرائيلية ستبقى منتشرة في مخيمات اللاجئين بشمال الضفة الغربية حتى نهاية العام على الأقل، قائلاً إن «مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس بؤر للإرهاب جرى تمويلها وتسليحها من قبل إيران لتكون جبهة أخرى ضد إسرائيل». وتابع كاتس أنه خلال الأشهر الثمانية الماضية، نفَّذ الجيش الإسرائيلي هجوماً مكثفاً، جرى خلاله إخلاء سكان المخيمات وقتل مسلحين وتدمير البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات المسلحة، قائلاً: «سيبقى جيش الدفاع الإسرائيلي داخل المخيمات في تلك المرحلة، على الأقل حتى نهاية العام، بموجب توجيهاتي... لم يعد هناك إرهاب في المخيمات اليوم». وانتقدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تلك العملية، وقالت الأمم المتحدة إن نساءً وأطفالاً قُتِلوا أيضاً فيها. وفي فبراير (شباط) الماضي، ألقى مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الضوء على نطاق غير مسبوق من النزوح الجماعي لم يُشهد منذ عقود، في الضفة الغربية المحتلة. وكان المنسق الأميركي للشؤون الأمنية في الضفة الغربية، مايكل آر فينزل، زار، بداية الشهر الماضي، مخيم نور شمس في طولكرم، للاطلاع على الأوضاع فيه، وقال محافظ طولكرم، عبد الله كميل، الذي رافق المسؤول الأميركي في جولته بتصريحات للصحافيين إن «الزيارة تأتي في إطار تواصل الجانب الفلسطيني مع مختلف الجهات، بما فيها الأوروبية والولايات المتحدة التي تملك قدرة على الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها». وأضاف كميل، في تصريحات للصحافيين، أن الهدف الفلسطيني «إعادة الناس إلى منازلهم، ورفع الأذى عنهم، وإعادة إعمار المخيمات»، مشيراً إلى الأميركيين اقترحوا أن تكون بداية الإعمار من مخيم نور شمس، وتابع: «لسنا ضد ذلك». وأشار المحافظ إلى أنها المرة الأولى التي يدخل فيها المخيم منذ بدء العملية الإسرائيلية، واصفاً الوضع هناك بأنه «مأساوي»، مشيراً إلى أن المنسق الأميركي «أبدى امتعاضه مما شاهده».

الدنمارك: نتنياهو "مشكلة في ذاته" وحكومته تجاوزت الحدود
الدنمارك: نتنياهو "مشكلة في ذاته" وحكومته تجاوزت الحدود

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

الدنمارك: نتنياهو "مشكلة في ذاته" وحكومته تجاوزت الحدود

عدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن اليوم السبت أن نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمثل "مشكلة في حد ذاته"، مؤكدة رغبتها في الاستفادة من تسلم بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لزيادة الضغط على إسرائيل. وقالت في مقابلة مع صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، إن "نتنياهو بات يمثل مشكلة في حد ذاته"، معتبرة أن حكومته "تجاوزت الحدود". وأسفت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي للوضع الإنساني "المروع والكارثي للغاية" في غزة، منددة كذلك بخطة جديدة لبناء وحدات استيطانية داخل الضفة الغربية. وأضافت "نحن من الدول الراغبة في زيادة الضغط على إسرائيل، لكننا لم نحصل بعد على دعم من أعضاء الاتحاد الأوروبي". لا شيء مستبعداً وأوضحت رئيسة الوزراء أن الهدف هو فرض "ضغط سياسي وعقوبات، سواء ضد المستوطنين أو الوزراء أو حتى إسرائيل ككل"، في إشارة إلى عقوبات تجارية أو في مجال الأبحاث. وأشارت فريدريكسن التي لا تعتزم بلادها الاعتراف بدولة فلسطينية "لا نستبعد أي شيء بصورة مسبقة. وكما هي الحال مع روسيا، سنصمم العقوبات بحيث تستهدف ما نعتقد أنه سيحدث أكبر تأثير". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأعلن وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الأسبوع الماضي خطة لإعادة بناء مستوطنة "صانور"، التي أُخليت قبل 20 عاماً، وذلك ضمن مخططات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. وأسفر هجوم "حماس" خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسمية. وأدت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة إلى مقتل 61827 شخصاً في الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها "حماس" داخل قطاع غزة، وهي أرقام تعدها الأمم المتحدة موثوقة. مقتل 16 فلسطينياً وقُتل 16 فلسطينياً بينهم أطفال اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي داخل مناطق عدة في قطاع غزة، وفق ما ذكر الدفاع المدني ومصادر طبية. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن تسعة فلسطينيين في الأقل قتلوا وجرح أكثر من 30 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي، قرب مركزين للمساعدات جنوب وشمال قطاع غزة. ونفذ الجيش ضربتين جويتين على مخيم البريج وسط قطاع غزة، وعلى منطقة المواصي جنوب القطاع، مما تسبب بمقتل ستة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال، بحسب بصل. وقال مستشفى "العودة" في مخيم النصيرات، إن خمسة من القتلى الذين استهدف منزلهم في البريج هم "أب وأم وأطفالهما الثلاثة، وهناك جثث محترقة وأشلاء". وأفاد بمقتل صياد فلسطيني "بنيران زوارق الاحتلال قرب شاطئ بحر مدينة غزة فجراً". في هذا الوقت، يتواصل القصف المكثف على حي الزيتون ومنطقة تل الهوى داخل مدينة غزة منذ أيام. وقال غسان كشكو (40 سنة) الذي يقيم مع عائلته في مدرسة نازحين داخل الحي "لا نعرف طعماً للنوم. الانفجارات ناتجة من قصف الطيران الحربي، والدبابات لا تتوقف". وأضاف "في حي الزيتون يقوم الجيش الإسرائيلي بإبادة، ولا يوجد عندنا طعام ولا مياه للشرب". وحذرت وزارة الداخلية التابعة لـ"حماس"، من "أخطار تداعيات التصعيد في العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة". وقال مصدر في الوزارة للصحافة الفرنسية "يواصل الاحتلال لليوم الخامس على التوالي عملية عسكرية برية في منطقتي الزيتون وتل الهوى جنوب مدينة غزة"، مشيراً إلى أنه دمر "عشرات المنازل، ويقوم بتجريف الطرق والمباني داخل منطقتي الزيتون وتل الهوى". على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أنها سجلت "11 وفاة بينهم طفل خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية"، لافتة إلى أن العدد بذلك يرتفع إلى "251 وفاة، من بينهم 108 أطفال" عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية.

إسرائيل الكبرى.. مبرر نتنياهو «الزائف» لمزيد من الانتهاكات ولنسف الاعتراف بفلسطين
إسرائيل الكبرى.. مبرر نتنياهو «الزائف» لمزيد من الانتهاكات ولنسف الاعتراف بفلسطين

صحيفة عاجل

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة عاجل

إسرائيل الكبرى.. مبرر نتنياهو «الزائف» لمزيد من الانتهاكات ولنسف الاعتراف بفلسطين

يأبى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا الوقوف ضد ثوابت التاريخ وحقائق الجغرافيا، وتدمير أية حلول سياسية محتملة بتصدير قضية الصراع العربي الإسرائيلي عن أنها صراع ديني، مستعيدا مفهموم «صراع الوجود» ومتجاهلا حدود الخرائط العربية المستقرة تاريخيا وسياسا. في ذلك السياق قفز نتنياهو على حقائق الجغرافيا والتاريخ بل أن بدأ الترويج لما يُسمى «إسرائيل الكبرى»، تلك المسميات العائدة إلى مشاريع توراتية تنبع من موروثات تلمودية، لا تعترف بحقوق الشعوب ولا بوجود الدول وتحاول اختلاق مبررات لأفعال يلفظها قانون دولي يعد الاحتلال أول رافض له، وناسفا بجميع مبادئه في سبيل أحلام التوسع والتهام أراضي الجوار. يشمل مشروع نتنياهو المشؤوم توسعا لحدود إسرائيل لتشمل دمشق، وأراضي دول عربية تشمل سوريا ولبنان والأردن والعراق وجزء من مصر، كما لو كانت هذه الأراضي ميراثا لنتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف يخطط بشأنها ما يشأ في أي وقت يشاء دون حساب أو مساءلة، بل وبما يتجاوز الوعد البريطاني (وعد بلفور) الصادر كرسالة من وزير الخارجية البريطانية عام 1917م إلى اللورد ليونيل روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، والذي تضمن وعدا بإنشاء وطنا قوميا لليهود في فلسطين. ويعود «حلم إسرائيل الكبرى» الذي يروج له نتنياهو إلى خطاب تاريخي متطرف يتحدث عن «أرض الميعاد والشعب المختار، والأرض القديمة»، ولذلك يركز المشروع المزعوم على ما يُسمى «أرض قبائل بني إسرائيل القديمة، أو المملكة الإسرائيلية، أو الأرض التي وعد الله بها إبراهيم وذريته»، اتساقا مع نصوص مختلقة، يبرر بها الاحتلال مساعيه للسيطرة على الأراضي الفلسطينية بالكامل وعلى أراضي دول عربية مجاورة من دون اعتبار للحقوق التاريخية للشعوب. يخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بترويج مشروعه المزعوم «إسرائيل الكبرى»، بذلك إلى محاولة تبرير فشله السياسي والعسكري في قطاع غزة باللجوء إلى مفاهيم دينية مختلقة تضمن له تحييد الأصوات المعارضة للحرب وخصوصا الصادرة من أهالي الأسرى الإسرائيليين المطالبين بتحريرهم من قطاع غزة، فضلا عن إطالة أمد الحرب وكبح مطالب محاسبته في الداخل بشأن جرائم الفساد المثارة ضده والتي يحاول محامي نتنياهو من حين إلى آخر تأجيل بت المحكمة الإسرائيلية فيها بسبب ما أسماه «التطورات الإقليمية والعالمية». مشروع نتنياهو قوبل برفض عربي وإسلامي واسع النطاق، فأدانه بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية والأمناء العامين للجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، واعتبر البيان أن المشروع استهانة بالغة وافتئاتًا صارخًا وخطيرًا لقواعد القانون الدولي، ولأسس العلاقات الدولية المستقرة، وتشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي ولسيادة الدول، والأمن والسلم الإقليمي والدولي. يضع رئيس وزراء الاحتلال بمشاريعه التوسعية، الشرق الأوسط برمته على المحك بعد أن أصبح استقرار المنطقة رهن اختبارات مصيرية على الأرض، فيما يتجاهل اليمين الإسرائيلي المتطرف أصوات عاقلة تحاول الأطراف الإقليمية والعربية الفاعلة من خلالها إرساء حقوق الشعب الفلسطيني ووقف الحرب الغاشمة وإقرار السلام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store