
أميركا على الجبهة: إسقاط النّظام.. أو تدمير 'النّوويّ' بالكامل؟
بقلم جوزفين ديب
في تعليقه الأخير على الحرب بين إسرائيل وإيران، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: 'قد نتدخّل في الحرب للقضاء على البرنامج النووي الإيراني'. بهذا الكلام وضع ترامب سقف واشنطن، البرنامج النووي بكلّ تفاصيله أو سقوط النظام، وفي الحالتين النتيجة نفسها، وهي سقوط علّة وجود النظام الإيراني الذي قام على منطق القوّة مع إسرائيل.
في المقابل، يردّد المحلّلون المقرّبون من طهران أنّ الأخيرة لا تريد استهداف القواعد الأميركية في المنطقة في محاولة لإبقاء واشنطن بعيدة نسبيّاً عن الهجوم. ولكنّ الواقعية السياسية والميدانية تؤكّد أنّ واشنطن سبق أن دخلت هذه الحرب بالوكالة عبر إسرائيل، ولن تكون بعيدة عن دخولها بشكل مباشر.
منذ أسبوع، كان موعد المؤتمر الذي نظّمته فرنسا والمملكة العربية السعودية لمناقشة إقرار دولة فلسطين في الأمم المتذحدة لا يزال قائماً في السابع عشر من حزيران، أي اليوم. أُلغي المؤتمر بسبب وقائع التطوّرات في المنطقة. وكان لإسرائيل ما تريد. قبل الخامس عشر من حزيران أيضاً، كانت أوروبا تتّجه إلى عدم تجديد العقوبات على إيران في مجلس الأمن، فدخلت واشنطن وتل أبيب على الخطّ ووضعا معاً هذا الموعد مهلة أخيرة لقبول طهران بشروط واشنطن في المفاوضات، أي وقف التخصيب بشكل كامل.
وحين أصرّت طهران على موقفها المتمسّك بالتخصيب استناداً إلى ما تعتبره حقّها وفق قانون الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، بدأت المواجهة مستبقةً كلّ الاستحقاقات الدولية، ومحدثةً تغييراً جذريّاً في موقف الدول الأوروبية التي كانت بدأت تعمل بعكس الأجندة الإسرائيلية.
أمس، أعلنت فرنسا وبريطانيا أنّهما تساعدان عسكريّاً إسرائيل في التصدّي للصواريخ الإيرانية وإسقاطها. قالت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ'أساس' إنّ المشاركة العسكرية هذه لن تقتصر على التصدّي للصواريخ، بل ستتعدّى ذلك إلى الردّ عليها في مواقع إطلاقها. وبهذا تكون تل أبيب قد نجحت في قطع المساعي الأوروبية وتحويلها إلى مساندة كاملة لها في هذه الحرب.
واشنطن-تل أبيب: مسار مشترك
قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ'أساس' إنّ التنسيق بين واشنطن وتل أبيب كان على أعلى مستوى في التعامل مع الملفّ الإيراني. وهو ليس وليد اللحظة أو حتّى وليد بدء المفاوضات. بل تتحدّث المصادر عن عمل مشترك عمره أشهر في غرف عمليّات مشتركة لمواجهة أحداث المنطقة منذ السابع من أكتوبر. وتتحدّث المصادر عن خطط وُضعت على الطاولة لبحث خطّة مواجهة وإسقاط 'المحور الإيراني في المنطقة' منذ أكثر من سنة. وكان 'أساس' قد نقل جوّاً أميركيّاً بدأ يضع في حساباته إسقاط النظام الإيراني أو تعريته بشكل كامل، تحضيراً لتنفيذ خطّة السلام في المنطقة، وذلك في مقالة نُشرت بتاريخ 23/4/2024 تحت عنوان: ليلة قصف إسرائيل: هل تقرّر أميركا إسقاط نظام إيران؟
اقترب اليوم موعد الاستحقاق. وصلت إلى المنطقة مدمّرتان أميركيّتان 'يو إس إس توماس هودنر' و'يو إس إس كارل فينسون'. وغادرت حاملة الطائرات 'يو إس إس جورج واشنطن' ميناءها في اليابان منذ فترة وجيزة، ويمكن استدعاؤها أيضاً إلى المنطقة. ولا يزال الحديث قائماً عن إمكان توجيه حاملة 'يو إس إس نيميتز' من منطقة المحيطين الهندي والهادئ نحو الشرق الأوسط. لا توحي كلّ هذه التحرّكات إلّا باقتراب تدخّل واشنطن بشكل مباشر في الحرب، ليس فقط كما سبق أن تدخّلت في صدّ الصواريخ، بل بالمشاركة في الهجوم على طهران، وهو تطوّر سيكون حاسماً في نتائج الحرب. وهذا ما قاله ترامب في تصريح علنيّ من أنّ إيران لن تفوز في هذه الحرب.
في الوقت الذي تتوجّه الأنظار إلى التوقيت الذي ستختاره الإدارة الأميركية لدخول هذه الحرب، أقدمت واشنطن على نقل طائرات تزويد بالوقود إلى أوروبا لمنح ترامب خيارات أوسع.
إقفال سفارة سويسرا ووساطة قطريّة فرنسيّة
في خطوة يدرك أبعادها من يعرف جيّداً دور السفارة السويسرية، التي هي القناة التقليدية في الحوار بين واشنطن وطهران، أقفلت السفارة أبوابها في طهران، وهذا ما يشير إلى تطوّر بالغ الأهميّة.
تزامناً مع كلّ هذه التطوّرات، رفضت إسرائيل وساطة قطرية – فرنسية لوقف الحرب مع إيران. وقد أتت هذه الوساطة بعد اتّصالات مع الإدارة الأميركية وروسيا ودول فاعلة في المنطقة. إلى ذلك عقد مسؤولون إيرانيون اجتماعات في تركيا مع مسؤولين إقليميّين وغربيّين بهدف تعزيز مساعي وقف الحرب.
هل تنجح هذه المساعي؟ تتشكّك مصادر سياسية في نجاحها، إلّا إذا كان نجاحها يعني نجاح واشنطن في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وهو أمر يساوي سقوط النظام في كلّ أبعاده. ربّما المشهد المقبل على المنطقة اختصره بنيامين نتنياهو في التسمية التي أطلقها على هذه الحرب: الأسد الصاعد. وفي المفهوم التوراتيّ للكلمة النبيّ داوود ملقّب بالأسد، والأسد يفترس فريسته، وأفيخاي أدرعي وضع الأسد على الطائرة ووجّهها إلى إيران، وذلك عبر منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 3 ساعات
- بيروت نيوز
تمتلكها أميركا فقط.. قنبلة واحدة قادرة على تدمير منشأة فوردو
مع تصاعد المواجهة بين طهران وتل أبيب، تسعى إسرائيل إلى استهداف منشأة 'فوردو' النووية المحصّنة قرب مدينة قم، والتي تُعد من أبرز ركائز البرنامج النووي الإيراني. لكن تدميرها يتطلب استخدام قنبلة خارقة للتحصينات لا يمتلكها سوى البنتاغون، ما يعزز فرضية دخول الولايات المتحدة مباشرة في الصراع. وكانت إسرائيل قد حاولت، ضمن اليوم الأول من عمليات 'الأسد الصاعد'، قصف المنشأة دون أن تلحق بها أضرار تُذكر، بحسب ما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتُعتبر فوردو من أكثر المواقع الإيرانية تحصينا، حيث تقع على عمق يُقدّر بين 80 و90 مترا تحت الجبل. وهي ثاني منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران بعد منشأة نطنز، التي سبق أن استهدفتها إسرائيل في ضربات جوية. وذكرت تقارير أن الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تمتلك القنبلة القادرة على تدمير منشأة فوردو. وهي قنبلة الاختراق العملاقة GBU-57/B، التي تزن 15 طنا ويبلغ طولها 6 أمتار. والقاذفة B-2 Spirit الأميركية، هي الطائرة الوحيدة القادرة على حملها. ما هي قنبلة 'خارقة التحصينات'؟ ذكر موقع 'تايمز ناو' أن القنبلة 'خارقة التحصينات الضخمة' (Massive Ordnance Penetrator – MOP) هي ذخيرة تزن 15 طنا، صممتها الولايات المتحدة لتدمير الأهداف المحصنة المدفونة في أعماق الأرض، مثل منشأة فوردو. تتميز القنبلة بجسم فولاذي قوي يُمكنها من تحمل الصدمات عند اختراق طبقات الخرسانة أو الأرض أو الصخور. وتخترق هذه القنبلة حوالي 60 مترا من الصخور والخرسانة قبل أن تنفجر داخل الهدف. كيف تُطلَق القنبلة؟ وبسبب حجمها الكبير، لا يمكن إطلاق قنبلة MOP إلا عبر القاذفة الشبح الأميركية B-2 Spirit، وهي طائرة متطورة لا يملكها سوى سلاح الجو الأميركي. لماذا تسعى إسرائيل للحصول عليها؟ رغم امتلاك إسرائيل تجهيزات عسكرية واستخباراتية متطورة، فإنها لا تملك القنبلة خارقة التحصينات، ولا تمتلك القاذفة B-2 القادرة على حملها. وبالتالي، فإن تحقيق هدفها في تدمير منشأة فوردو، والبرنامج النووي الإيراني عموما، يتطلب استخدام هذه الأسلحة التي لا يملكها سوى الولايات المتحدة. هل سيقصف الجيش الأميركي منشأة فوردو؟ قال ثلاثة مسؤولين أميركيين لموقع 'أكسيوس' إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعقد اجتماعا مع فريق الأمن القومي في 'غرفة العمليات' بالبيت الأبيض، لاتخاذ قرارات بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران. وأفاد المسؤولون بأن ترامب يفكّر بجدية في الانضمام إلى الحرب وتوجيه ضربة أميركية ضد منشآت إيران النووية، وخصوصا منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو. ونقل نفس المصدر، عن مسؤولين إسرائيليين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادة الجيش الإسرائيلي لا يزالون يعتقدون أن ترامب سيدخل الحرب خلال الأيام المقبلة لقصف منشأة فوردو النووية. وذكر تقرير لصحيفة 'الجارديان' البريطانية أن البنتاغون يدرس تنفيذ غارة جوية بعيدة المدى، مستدلة على ذلك برصد تحرك أكثر من 31 طائرة أمريكية للتزود بالوقود جواً يوم الأحد، معظمها من طراز KC-135 Stratotanker وKC-46 Pegasus، حلقت بتجاه أوروبا. (سكاي نيوز)


بيروت نيوز
منذ 3 ساعات
- بيروت نيوز
ترمب يتصل بنتنياهو عقب اجتماعه بفريق الأمن القومي الأميركي
أفاد موقع 'أكسيوس' نقلاً عن مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء. ]]> ونقل 'أكسيوس' عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية لا يزالان يعتقدان أن الرئيس ترامب من المرجّح أن يدخل الحرب في الأيام المقبلة لقصف منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران. واجتمع ترامب بفريقه للأمن القومي، يوم الثلاثاء، وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران. وذكر البيت الأبيض عقب الاجتماع أن المناقشات التي تمت في غرفة العمليات، وهي مركز العمليات الأكثر تأميناً بمقر الحكومة في واشنطن، استمر نحو ساعة ونصف الساعة. ولم تصدر تفاصيل على الفور تتعلق بالقرارت التي اتخذت في الاجتماع.

المدن
منذ 3 ساعات
- المدن
الحرب تتوسع بعد اتصال ترامب_نتنياهو.. وخامنئي المعركة بدأت
دخلت الحرب بين إسرائيل وإيران مرحلة جديدة من الخطورة، مع اتساع رقعة الضربات المتبادلة وتزايد المؤشرات على احتمال تدخل أميركي واضح في النزاع. فبينما تواصل إسرائيل استهداف مواقع إيرانية داخل إيران، وتردّ طهران بهجمات صاروخية على العمق الإسرائيلي، تتزايد المخاوف من تحول الصراع إلى مواجهة أوسع، تشمل قوى إقليمية ودولية، وسط حالة تأهب قصوى على الجبهتين. في ظل اجتماعات عقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فريقه للأمن القومي، وإثر اتصال أجراه برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان تبادل الضربات مستمراً بين إيران وإسرائيل. واصلت طهران إطلاق صلياتها الصاروخية باتجاه تل أبيب وقد فشلت القبة الحديدة في اعتراض العديد من الصواريخ ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة. فيما استكملت تل أبيب خطتها في توجيه ضربات واستهداف المدن الإيرانية ولا سيما وصط العاصمة طهران. ووفق ما نقله موقع أكسيوس عن مصادر مطلعة، فإن ترامب يدرس تنفيذ ضربات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، ما قد يشكّل نقطة تحول حاسمة في مجريات الحرب. وفي المقابل، يرى مسؤولون إسرائيليون أن انخراط واشنطن بات قريباً، وهو ما تُراهن عليه حكومة بنيامين نتنياهو في سعيها لتوسيع العمليات ضد إيران. وفيما انتظرت إسرائيل قرار ترامب للإعلان عن الدخول في الحرب أو الانضمام لشن ضربات ضد إيران، أعلنت الخارجية الأميركية إقفال السفارة الأميركية في القدس حتى يوم الجمعة المقبل بسبب الوضع الراهن، في المقابل كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة رفعت حالة التأهب في مختلف قواعدها في منطقة الشرق الأوسط. من جهته نشر الحساب الرسمي للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي عبر منصة إكس، تصريحاً أكد فيه ضرورة التعامل بقوة مع "الكيان الصهيوني الإرهابي"، مشدداً على أن إيران "لن تساوم الصهاينة أبداً". وفي تغريدة أخرى قال:" تبدأ المعركة باسم حيدر علي.. بسيف ذو الفقارعاد ليفتح باب خيبر". وفي الوقت الذي طالب فيه الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، السكان والعاملين في "المربع 18" جنوب غرب طهران بإخلاء المنطقة فورًا، مهددًا بشن هجوم على مواقع عسكرية تابعة للنظام الإيراني خلال الساعات المقبلة، وفق تحذير نُشر مرفقًا بخريطة للموقع المستهدف، فعّلت إيران منظومات الدفاع الجوي في وسط طهران، بالتزامن مع سماع دوي انفجارات في العاصمة وفي مدينة كرج، وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن استهداف مصنع للبتروكيماويات. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في حديث لـ القناة 14، أنه "بعد النصر سيكون هناك شرق أوسط مختلف". وأشار إلى أن "خلال 5 أيام قلبنا الموازين وفتحنا طريقا جويا إلى إيران". واستكمل، "وجهنا ضربة قاصمة لقيادة إيران العسكرية وعلمائها النوويين"، مردفًا، "نواصل تدمير مستودعات إنتاج الصواريخ الإيرانية". وأضاف"حاولت تدمير قدرات إيران لكنني لم أتمكن من حشد الأغلبية في المؤسسة الأمنية". كما قال: "إذا ضربنا إيران بقوة فإن ذلك سيؤثر على حماس". وأشار إلى أن "إيران خططت لإنتاج 300 صاروخ شهريا و22 ألفا بـ6 سنوات وهذا يعادل قنبلتين نوويتين". وتابع نتنياهو، "نحن نزيل إمبراطورية الشر الإيرانية التي تهدد وجودنا". وقال: "وجهت بالقضاء على تهديد إيران الصاروخي والنووي"، لافتًا إلى أن "سنفعل كل ما يلزم وسندمر المنشآت النووية الإيرانية بطريقة أو بأخرى". ولفت نتنياهو، إلى أن "مسارعة إيران نحو امتلاك السلاح النووي هو ما سرع في مهاجمتها".