
الحيرة المؤلمة حين تسود الوضع العربي؟
وإذا كان ما قاله هذا الصحافي الأمريكي المعروف (1908-1965) ينطبق على وضع يحتار فيه الصحافي في فهم مجريات الأحداث فيبدو عاجزا على التقاط خيوط المشهد، وبالتالي عاجزا أكثر على تنزيل ما يجري في سياق تحليل متكامل، واضح المعالم، عقلاني التسلسل، منطقي الاستنتاجات، فهو بلا جدال الوضع الذي عرفته وتعرفه منطقتنا أخيرا ومنذ عدة أشهر.
ليس الصحافي وحده من وقف محتارا منذ السابع من أكتوبر 2023 عاجزا عن فهم كثيرا مما يدور حوله بل أغلب الناس التي وجدت نفسها عاجزة على الوقوف على حقيقة ما جرى في ذلك اليوم وما أعقبه من تطورات متلاحقة مذهلة إلى يومنا هذا.
كان هناك مباشرة بعد بداية «طوفان الأقصى» هجوم إسرائيلي لا حدود لوحشيته على قطاع غزة ما زال مستمرا إلى اليوم، وما تزامن معه على الجبهة اللبنانية وانتهى بضربة قاسية لحزب الله أعادت خلط الأوراق كاملة في لبنان، وما صاحب ذلك أيضا من عمليات لجماعة «أنصار الله» في اليمن سواء في البحر الأحمر أو ضد إسرائيل، دون أن ننسى ما حدث في الأثناء من انهيار غريب لنظام بشار الأسد الدموي، وصولا في النهاية للحرب الإسرائيلية الإيرانية ودخول الولايات المتحدة على خطها سواء في ضرب المواقع النووية الإيرانية، أو العمل لاحقا على إيقافها بعد اثني عشر يوما فقط.
المشكل هنا أن الناس، وهي تتابع بشغف وتوتر كل هذه التطوّرات، المتلاحقة كانت تلوذ بالمحلّلين العسكريين والسياسيين لمعرفة خلفية ما جرى ويجري ولكنها في الغالب ظلت على ظمئها فلم تظفر بكل الإجابات الشافية للغليل، والسبب أن هؤلاء المحللين في غالبهم لا يقلّون حيرة عن الرأي العام الذي يتابعهم.
قد نكون جميعا في حيرة، لكن ما يدرينا لعلّ هذه الحيرة هي بداية الفهم، لكنه فهم مؤلم للغاية في كل الأحوال
هل معنى ذلك أن كل المحلّلين السياسيين والعسكريين طوال هذه الأشهر لم يكونوا في مستوى الثقة التي وضعتها فيهم وسائل الإعلام التي استضافتهم أو الناس الذين يتابعونهم؟ طبعا لا، ولكن لا يمكن في المقابل الجزم بأن هؤلاء نجحوا في تقديم صورة كاملة وواضحة لما يجري، وهذا طبيعي في النهاية، لأن المشهد السياسي والعسكري في المنطقة والعالم كله سائل ومتحوّل باستمرار، بل وفيه الكثير من الغرائب التي لم يسبق للعالم أن تعامل معها بمثل هذه الدرجة.
وإذا ما استثنينا التحليل العسكري التي يتعامل مع معطيات ميدانية محدّدة، واضحة المعالم إجمالا رغم قسوتها، فإن التحليل السياسي أصيب بضرر كبير نتيجة أننا في نهاية المطاف لم نكن نعلم حقيقة كل ما كان يدور فما لا يقال أكبر بكثير مما يقال، وما كان يدور في الغرف المغلقة هو المحدّد في النهاية حيث إن التصريحات العلنية نجدها في الغالب بعيدة عن الواقع الحقيقي، إن لم تكن أحيانا نوعا من التلهية أو التضليل.
ما كنا نراه طوال الأشهر الماضية في المشهد الإعلامي العربي، سواء المكتوب أو السمعي البصري، هو في الغالب مجموعة آراء أو حتى تكهّنات خضعت في مجملها للقناعات المسبقة والأهواء السياسية أكثر مما خضعت لتفكيك منطقي مبني على الوقائع والمعطيات التي لا قيمة لأي تحليل دونها. لم يكن من السهل دائما أن نعثر على مقالات صحافية أم مشاركات تلفزيونية أو مساهمات مختلفة في مواقع التواصل مبنية على الحقائق الباردة وليس على ما يسمى التفكير الرغائبي الذي يعطي الأولوية لما تهواه الأنفس قبل أي شيء آخر، حتى وإن جاءت بعض الأحداث لتسفّهه أو تنسفه بالكامل.
من الظلم التعميم طبعا، فما كان الجميع من كتاب ومحللين على هذه الشاكلة لكن هذا ما طبع أغلبهم في كل الأحوال. وقد تكون حالة التشوّش التي حالت دون أن نرى المشهد كما هو، وليس كما نريد أن نراه، أن هذا المشهد بدوره لم يبد في حال فوضى واضطراب وغياب للمنطق السليم كما رأيناه طوال هذه الفترة.
من قال مثلا إننا سنكون أمام سياسة أمريكية رسمية موالية بهذه الفجاجة للعدوان الإسرائيلي على غزة وغيرها، مغرقة في التواطؤ اللئيم المخادع زمن بايدن، أو في التهريج والشعبوية الوقحة زمن ترامب؟!!
من قال إننا سنكون أمام حكومات غربية لم تعد لها في أغلبها أي علاقة بقيم الإنسانية وحتى المنطق السليم؟!! من قال إننا سنكون أمام منظومة دولية عاجزة بالكامل أن تفرض أي شيء خارج الإرادة الأمريكية؟!! ووضع رسمي عربي ضعيف ومخز إلى هذه الدرجة غير المسبوقة في التاريخ القريب؟!! وقضية فلسطينية بمثل هذه القيادة المشتتة في وضع لا يحتمل ذلك أبدا؟!! ورأي عام عربي يعاني الاستبداد والخنوع له لكنه يروم الحرية لفلسطين؟! وغير ذلك كثير.
قد نكون جميعا في حيرة، لكن ما يدرينا لعلّ هذه الحيرة هي بداية الفهم، لكنه فهم مؤلم للغاية في كل الأحوال.
كاتب وإعلامي تونسي
نقلا عن القدس العربي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Babnet
منذ 6 أيام
- Babnet
الحوثيون: استهدفنا سفينة "ETERNITY C" المتجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كامل
أعلنت حركة "أنصار الله" اليمنية أنها استهدفا سفينة (ETERNITY C) التي كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، بزورق مسير و6 صواريخ مجنحة وباليستية، ما أدى إلى إغراقها بشكل كامل. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع في بيان له: "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ، وإسنادًا لمجاهديه الأبطال، استهدفت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية، سفينة (ETERNITY C) التي كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش بفلسطين المحتلة. وذلك بزورق مسير وستة صواريخ مجنحة وباليستية". وأكد سريع أن "العملية قد أدت إلى إغراق السفينة بشكل كامل، والعملية موثقة بالصوت والصورة". وتابع سريع: "بعد العملية تحركت مجموعة من القوات الخاصة في القوات البحرية، لإنقاذ عدد من طاقم السفينة، وتقديم الرعاية الطبية لهم، ونقلهم إلى مكان آمن". وشدد المتحدث العسكري باسم الحوثيين على أن "استهداف السفينة المذكورة جاء بعد قيام الشركة التي تتبعها والسفينة نفسها باستئناف التعامل مع ميناء أم الرشراش، في انتهاك واضح لقرار حظر التعامل مع الميناء المذكور، وجاء كذلك بعد أن رفضت السفينة النداءات والتحذيرات من قبل القوات البحرية اليمنية". وأضاف يحي سريع: "تؤكد القوات المسلحة اليمنية أنها مستمرة في منع حركة الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وتجدد تحذيرها لكافة الشركات التي تتعامل مع موانئ فلسطين المحتلة، بأن سفنها وطواقمها ستتعرض للاستهداف في أي منطقة تطالها القوات المسلحة، وبغض النظر عن وجهة تلك السفن، وحرصًا منا على سلامة السفن وطواقمها، فإننا نكرر تحذيرنا للشركات والدول من مغبة التعامل مع الكيان الصهيوني، وإرسال سفنهم إلى موانئ فلسطين المحتلة". وأشار إلى أن "هذا الموقف هدفه إجبار العدو الصهيوني ومن يقف خلفه على رفع الحصار عن إخواننا في غزة، ووقف العدوان عليهم، وإنهاء حرب الإبادة المستمرة بحقهم على مرأى ومسمع من العالم أجمع". وختم سريع بيانه بالقول: "مستمرون في عملياتنا العسكرية الإسنادية للشعب الفلسطيني المظلوم، ولمقاومته الأبية التي تدافع عن كل الأمة، حتى وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها. والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير". وكان الحوثيون قد أعلنوا في بيان صدر عنهم يوم الاثنين، استهداف سفينة "ماجيك سيز" في البحر الأحمر بزورقين مسيرين و5 صواريخ مجنحة وثلاث طائرات مسيرة، مؤكدين أن الهجوم أصاب السفينة بشكل مباشر، ما أدى إلى تسرب المياه إلى داخلها وتعريضها لخطر الغرق. وأوضح الحوثيون أنهم سمحوا لطاقم السفينة بمغادرتها بأمان، وأضافوا في بيانهم" "عملية الاستهداف في البحرِ الأحمرِ، جاءت بعد نداءات وتحذيرات وجهتها قواتنا البحرية للسفينة المذكورة، إلا أن طاقمها رفض كلّ تلك التحذيرات". ولاحقا أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع غرق السفينة المستهدفة "ماجيك سيز" بشكل كامل. كما نشر الإعلام الحربي التابع لـ"أنصار الله" مقطع فيديو يظهر استهداف السفينة وغرقها.


تونس تليغراف
٠٧-٠٧-٢٠٢٥
- تونس تليغراف
Tunisie Telegraph من بينهم التونسي حسن شلغومي.. وفد من أئمة أوروبا يلتقي الرئيس الإسرائيلي في القدس المحتلة
قال الامام التونسي حسن شلغومي، رئيس 'مؤتمر أئمة فرنسا'، خلال كلمته أمام رئيس دولة الكيان اسحاق هرتسوغ: 'جئنا نحمل رسالة محبة. ونصلّي من أجل عودة الرهائن'. مضيفا: 'الحرب التي اندلعت بعد السابع من أكتوبر هي حرب بين عالمَيْن. أنتم تمثّلون عالم الإنسانية والديمقراطية'. استقبل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مقر الرئاسة بالقدس المحتلة وفدًا من الأئمة ورجال دين مسلمين قادمين من عدة دول أوروبية. وشارك في اللقاء نحو عشرة شخصيات دينية من فرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة، ضمن وفد نظّمته منظمة 'إلنِت' (ELNET) التي تُعنى بتعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل. وقال حسن شلغومي، رئيس 'مؤتمر أئمة فرنسا'، خلال كلمته أمام هرتسوغ: 'جئنا نحمل رسالة محبة. ونصلّي من أجل عودة الرهائن'. وأضاف: 'الحرب التي اندلعت بعد السابع من أكتوبر هي حرب بين عالمَيْن. أنتم تمثّلون عالم الإنسانية والديمقراطية'. من هو حسن شلغومي؟ يُعدّ شلغومي من أبرز الشخصيات الدينية المثيرة للجدل في أوروبا، وتحديدًا في فرنسا، حيث يتصدّر اسمه بين الحين والآخر عناوين الصحف والمنابر السياسية والدينية، بين من يراه صوتًا للانفتاح والحوار، ومن يعتبره رمزًا للتطبيع والانخراط في أجندات خارجية بعيدة عن هموم المسلمين في الغرب. ولد شلغومي في تونس وانتقل إلى فرنسا في سن مبكرة. وتولّى عام 2006 منصب إمام مسجد درانسي، إحدى ضواحي العاصمة باريس وبعد الثورة زار تونسي عدة مرات وخصصت له حماية أمنية من أعلى طراز . مواقف مثيرة للجدل رغم ظهوره المتكرر كداعية للتسامح والتقارب بين الأديان، أثارت تصريحات شلغومي العديد من الانتقادات في الأوساط الإسلامية. أبرز هذه التصريحات موقفه من الحجاب الشرعي، حيث قال في مقابلات متعدّدة إن الحجاب 'ليس فرضًا' دينيًا بل عادة ثقافية، وهو ما اعتبره كثيرون تجاوزًا للنصوص الشرعية المعروفة ومسايرة للتيارات المناهضة للرموز الدينية في الفضاء العام. وفي أعقاب الهجمات التي استهدفت صحيفة 'شارلي إيبدو' الفرنسية الساخرة عام 2015، برز شلغومي في الإعلام الفرنسي بوصفه 'صوتًا إسلاميًا معتدلاً' يدين العنف، وقد زار مقر الصحيفة بعد الحادثة، وشارك في مسيرات إلى جانب مسؤولين فرنسيين وزعماء دينيين، في مشهد أثار إعجاب البعض، واستياء البعض الآخر الذي رأى في تصرفه انحيازًا يُحمّل المسلمين تبعات جرائم لا تمثّل إلا مقترفيها. علاقته بإسرائيل يُعدّ ملف العلاقة مع إسرائيل من أبرز محاور الجدل المرتبطة باسم شلغومي. إذ قام بزيارات متكررة إلى تل أبيب، كان آخرها بعد أسابيع من عملية 'طوفان الأقصى' التي شنّتها حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، وما تلاها من تصعيد عسكري واسع في قطاع غزة. نتيجة مواقفه وتصريحاته، كشف شلغومي في أكثر من مناسبة أنه يعيش تحت تهديدات جدّية، ويتنقل بحماية أمنية فرنسية.


Babnet
٠٧-٠٧-٢٠٢٥
- Babnet
غارات جوية تستهدف ميناء الحديدة وعدة مواقع في اليمن
شهدت مدينة الحديدة اليمنية، فجر اليوم، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت ميناء المدينة ومرافق استراتيجية أخرى، وذلك تزامنًا مع إصدار الجيش الإسرائيلي إنذارات بإخلاء مواقع متعددة في غرب اليمن، وفق ما أفاد به مراسل RT في اليمن. استهداف البنية التحتية الساحلية وأعلنت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة "أنصار الله" الحوثية أن "طيران العدو الإسرائيلي" نفّذ غارات جوية على كلّ من: * ميناء الحديدة * ميناء رأس عيسى * ميناء الصليف * محطة الكهرباء المركزية في رأس الكثيب ردّ جماعة "أنصار الله" وأكد العميد يحيى سريع ، المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة لجماعة "أنصار الله" ، أن "القوات الجوية اليمنية تتصدى في هذه الأثناء للعدوان الصهيوني على بلدنا" ، في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية التي طالت مواقع مدنية وعسكرية حساسة على الساحل الغربي لليمن. بيان الجيش الإسرائيلي من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت ما وصفه بـ"أهداف إرهابية" داخل ميناء رأس عيسى، وأشار إلى أن من بين الأهداف التي تم قصفها: * السفينة التجارية "غالاكسي ليدر" ، التي كانت قد استولت عليها جماعة الحوثيين في نوفمبر 2023 إنذارات إسرائيلية قبل الغارات وكانت إسرائيل قد وجهت إنذارات عاجلة قبل تنفيذ الغارات، طالبت فيها بإخلاء: * ميناء الحديدة * ميناء رأس عيسى * ميناء الصليف * محطة كهرباء الحديدة – رأس الكثيب