logo
إنها حرب عالمية ثالثة

إنها حرب عالمية ثالثة

الدستورمنذ يوم واحد

الحرب العالمية الثانية انتهت بالقنبلة النووية. ولكن، هل سوف تندلع الحرب العالمية الثالثة بالقنبلة النووية؟ وأين سوف تُلقى القنبلة النووية، طهران أم موسكو أم بكين أم غزة؟ ولربما، تُلقى على تل أبيب.
في القرن العشرين شهد العالم حربين كونيتين. ومن أقصر قرون التاريخ، لأنه بدأ بحرب عالمية أولى، وانتهى بحرب باردة.
وما أطولها وما أقسى برودتها. الكاتب الإنجليزي جورج أورويل، أول من أطلق مصطلح الحرب الباردة، في مقال له «أنت والقنبلة الذرية» نُشر في عام 1945. أول البارحة قرعت طائرات الشبح الأمريكية أجراس الحرب العالمية الثالثة، وقصفت ثلاثة مفاعلات نووية إيرانية. هستيريا القوة الأمريكية. وهل حقًّا أن ترامب لا يقرأ التاريخ؟ تغيّر في المفهوم الاستراتيجي الأمريكي، لعبة خطر الحرب العالمية الثالثة انزلقت من حربي أوكرانيا وروسيا إلى الشرق الأوسط.
كنا نظنُّ أن النووي الروسي سوف يحسم الحرب في أوكرانيا. ولكن، نتنياهو جرَّ عربة الفيلة إلى الشرق الأوسط. وقد استدعى بوتين الرد النووي أكثر من مرة، لردع أوكرانيا، وحلف الناتو الذي نَصَب صواريخه على الحدود الأوكرانية/الروسية.
ولادة نظام عالمي جديد، وتفكيك الأحادية والقطبية الأمريكية، سوف تُقام في فوضى عالمية جديدة، وما دام أن الكرة الأرضية سوف تقف وتدور على رأس قرن الثور الأمريكي، فماذا لو كان هائجًا؟
أمريكا سوف تنقل حربها الاستراتيجية في آسيا عبر إيران. وفي مواجهة صعود التنين الصيني، وإن تأخرت المواجهة مع الصين، فإن المفاجأة الاستراتيجية للصين وروسيا ستكون في إيران.
ما ظهر بعد الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية يشير إلى أن ترامب وغالبية حكام أوروبا فقدوا وعيهم. ويبدو أنهم ينتهجون خيار السياسات العمياء ضد إيران. سقوط إيران، هل هو مشروع أمريكي أم إسرائيلي؟ وما بين ترامب ونتنياهو، تتقاطع ثقافتَا التوراة والكابوي. بدا واضحًا، أن ثمة تعليقات توحي الآن باتجاه الحرب الكبرى والتصعيد العسكري، لا باتجاه السلام وإحياء المفاوضات النووية.
وفي الوحل الإيراني يرتفع صوت العبث الترامبي، وداخل حلقة مقفلة. ولكن، كل هذه القوة الأمريكية والإسرائيلية عجزت عن حسم معركة غزة، فما بالكم بإيران!
الغريب، أن ترامب حصر كل شرور العالم في طهران ونظامها السياسي. واتهامه لها بدعم حركات المقاومة، والضغط على إيران للقبول بشروط الاستسلام الترامبية: لا مشروع نووي، ولا تخصيب نووي، ولا دفاعات جوية، ولا قوة عسكرية، ونفوذ صفر لإيران في الإقليم. لا نتصور أن القيادة العسكرية والسياسية في طهران سوف تقبل بشروط ترامب، وتتراجع قيد أنملة عن حقها في التخصيب النووي، وللانتقال إلى الردهة الدبلوماسية.
الأمريكان يفكرون بخلع أحذية الحرس الثوري الإيراني، والأمر يتعدى تدمير المشروع النووي الإيراني. بوابة تغيير الشرق الأوسط بدأت من غزة
أو دمشق ولبنان، لتكتمل في طهران. المشهد الإقليمي والدولي يزداد تعقيدًا، كأننا نعيش في نهاية التاريخ، بل نهاية العالم. ويبدو ثمة ضرورة لنبش قبور الأنبياء والفلاسفة والحكماء، ليقولوا كلمة لأمريكا: رجاءً، كونوا لحظة من البشرية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: اتفاق وشيك لوقف النار بين إيران وإسرائيل
ترامب: اتفاق وشيك لوقف النار بين إيران وإسرائيل

السوسنة

timeمنذ 18 دقائق

  • السوسنة

ترامب: اتفاق وشيك لوقف النار بين إيران وإسرائيل

السوسنةأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن اتفاقًا شاملًا لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل سيبدأ سريانه خلال الساعات الست المقبلة، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق يأتي في إطار جهود تهدف إلى "إحلال السلام في المنطقة".وفي تصريحات أدلى بها اليوم، قال ترامب: "نُهنئ العالم بإحلال السلام"، في إشارة إلى انتهاء جولة التصعيد الأخيرة بين الطرفين، والتي بلغت ذروتها بعد أن شنت إيران ضربة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الأميركية في قطر مساء أمس.ويرى مراقبون أن الضربة الإيرانية كانت رمزية إلى حد كبير، وجاءت كرد اعتبار بعد الغارات التي نفذتها الولايات المتحدة قبل يومين بواسطة طائرات الشبح "بي-2"، والتي استهدفت ثلاث منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية.يأتي هذا الإعلان في وقت بالغ الحساسية، وسط ترقب دولي لمدى التزام الطرفين بتطبيق بنود الاتفاق وتفادي انزلاق جديد نحو المواجهة

أول تغريدة لترامب بعد القصف الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر
أول تغريدة لترامب بعد القصف الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 37 دقائق

  • سواليف احمد الزعبي

أول تغريدة لترامب بعد القصف الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر

#سواليف في أول تغريدة له بعد #هجوم #إيران على #قاعدة_العديد الأمريكية في #قطر، لم يتطرق الرئيس دونالد #ترامب إلى الموضوع، فيما تحدث عن 'الأخبار الكاذبة' حول نتائج الضربات الأمريكية على إيران. وكتب ترامب عبر حسابه على منصة 'تروث سوشال': 'المواقع التي ضربناها في إيران دُمّرت بالكامل، والجميع يعلم ذلك. وحدها الصحافة المزيفة تقول غير ذلك في محاولة للتقليل من الأمر قدر الإمكان — وحتى هم قالوا إنها 'دُمّرت بشكل جيد جدًا!' وأضاف: 'يعمل بشكل خاص على نشر هذا الزيف أليسون كوبر من 'سي إن إن' الكاذبة، وبرايان إل. روبرتس الغبي، رئيس 'كونكاست'، وجوني كارل من 'إيه بي سي' الكاذبة، وكالعادة، الخاسرون من 'إن بي سي' الكاذبة التابعة أيضًا لـ 'كونكاست'.. الحقارة لا تنتهي في وسائل الإعلام، ولهذا السبب نسب مشاهدتهم في أدنى مستوى على الإطلاق — صفر مصداقية!' تغريدة ترامب تأتي بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني أنه 'في أعقاب العدوان العسكري السافر للنظام الأمريكي المجرم على المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والانتهاك الصارخ للقانون الدولي، وبتخطيط من المجلس الأعلى للأمن القومي وقيادة المقر المركزي لخاتم الأنبياء، استهدف 'حرس الثورة الإسلامية' برمزه المقدس، أبو عبد الله الحسين.. قاعدة العديد في قطر بهجوم صاروخي مدمر وقوي' ضمن عملية 'بشارة الفتح'. وتصاعد التوتر في الشرق الأوسط مع بدء المواجهة بين إيران وإسرائيل، فيما تطور بشكل كبير فجر الأحد، مع ضرب الجيش الأمريكي لـ3 مواقع نووية إيرانية. حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن 'المنشآت النووية الإيرانية الثلاث تم تدميرها بالكامل'،. وحذر الرئيس الأمريكي سابقا إيران من ضرورة الموافقة على 'إنهاء هذه الحرب' أو مواجهة عواقب أكثر خطورة، فيما كانت القوات المسلحة الإيرانية قد توعدت واشنطن، بالرد على هجومها.

أ. د. ليث كمال نصراوين : حظر استهداف المنشآت النووية في الحروب
أ. د. ليث كمال نصراوين : حظر استهداف المنشآت النووية في الحروب

أخبارنا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارنا

أ. د. ليث كمال نصراوين : حظر استهداف المنشآت النووية في الحروب

أخبارنا : تسارعت وتيرة الحرب الصهيوأمريكية على إيران واتسع نطاقها نحو مهاجمة المنشآت النووية المقامة في العديد من المدن الإيرانية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي ترامب نجاح قواته العسكرية في شن هجوم جوي على مواقع نووية في إيران والقضاء عليها، وهو الإجراء الحربي الذي يثير عدة تساؤلات حول مدى توافقه مع المنظومة الدولية ذات الصلة والحماية القانونية المقررة لهذه الأماكن الحيوية. إن المنشآت النووية تعتبر أكثر الأهداف حساسية في المنازعات المسلحة، وذلك لما تمثّله من خطر بالغ في حال تعرضها لأي اعتداء أو هجوم عسكري، فالمفاعلات النووية ليست مجرد منشآت طاقة، بل هي نقاط تماس بين التنمية والكارثة، بين الاستخدام السلمي والتدمير الواسع. لذا، تحظى المنشآت النووية بحماية قانونية متعددة المستويات؛ أولها من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية ((IAEA التي تشرف على سلامة تشغيل هذه المواقع، وتراقب استخدام المواد النووية لضمان بقائها ضمن الأطر السلمية. كما تنص اتفاقية الأمان النووي لسنة 1994 على ضرورة التزام الدول الأطراف بضمان تشغيل منشآتها الوطنية وفق أعلى معايير الأمن والسلامة. ومع تصاعد حدة النزاع العسكري في الشرق الأوسط، لا بد من التذكير بالمبادئ القانونية والإنسانية التي تحكم سلوك أطراف النزاع، وعلى رأسها حظر استهداف المفاعلات النووية، والتي تحتوي على مواد مشعة يمكن أن تتسبب بحدوث كارثة إنسانية وبيئية تفوق بأضعاف أثر الأسلحة التقليدية، وذلك في حال تعرضها للتدمير أو التسرب نتيجة هجوم عسكري. فاستهداف المفاعلات النووية لا يهدد فقط القوات المعادية، بل يُعرّض حياة آلاف المدنيين والبيئة لمخاطر تفوق حدود الدولة ذاتها. لذا، جاء القانون الدولي الإنساني ليضع جملة من القيود التشريعية الصارمة على مهاجمة هذه المواقع الحيوية في أوقات الحرب، والتي جرى وصفها بأنها منشآت تحتوي على "قوى خطرة". ويأتي في مقدمة المواثيق الدولية ذات الصلة، البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977 الذي ينص في المادة (56) منه على أنه "لا تكون المنشآت التي تحوي قوى خطرة محلا للهجوم حتى ولو كانت أهدافا عسكرية، إذا كان من شأن هذا الهجوم أن يتسبب في انطلاق قوى خطرة ترتب خسائر فادحة بين السكان المدنيين". إلا أن البروتوكول نفسه قد أشار إلى حالات معينة تتوقف فيها الحماية الخاصة لهذه المنشآت النووية أهمها "إذا استخدمت في دعم العمليات العسكرية على نحو منتظم وهام ومباشر، وكان هذا الهجوم هو السبيل الوحيد المستطاع لإنهاء هذا الدعم". إن هذا الاستثناء من الحماية الدولية المقررة للمنشآت النووية يبرر استهداف هذه المواقع الحيوية في حال ثبوت أن هذه المنشآت تستخدم لأغراض عسكرية، فيكون الهجوم عليها هو الوسيلة الوحيدة لوقف هذا النشاط الحربي، شريطة مراعاة معياري التناسب والضرورة بين تحقيق السلم المدني ومنع التسلح العسكري من جهة والضرر المتوقع وقوعه على السكان المدنيين من ضرب هذه المنشآت من جهة أخرى. إن هذا المبرر الدولي الذي يرفع الحماية القانونية عن المنشآت التي تحوي "قوى خطرة" دائما ما كان يتم استغلاله من قبل الدول العظمى، وذلك من خلال التوسع في تفسيره لصالح إعطاء مشروعية قانونية للجهمات العسكرية التي يجري شنها على المواقع النووية، والتي كان وآخرها الهجوم الأمريكي على ثلاث مدن إيرانية فيها هذه المنشآت الحيوية. ونظرا للنتائج الوخيمة التي تنشأ عن استهداف هذه الأماكن الحيوية، فإن الإخلال بالحماية القانونية الدولية المقررة للمواقع النووية ومهاجمتها دون مبرر مشروع وبشكل يؤثر سلبا على السلامة الدولية يشكل جريمة حرب لغايات تطبيق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، مما يستوجب المساءلة والملاحقة. وإلى جانب الحماية القانونية الدولية لهذه المقرات ذات الطبيعة الخطرة، فإن حظر استهداف المفاعلات النووية يشكل التزاما أخلاقيا وإنسانيا تجاه الأجيال القادمة، وذلك لما قد يسببه أي تسرب إشعاعي من دمار يمتد لعقود من الزمن. فاحترام القواعد التي تحظر استهداف المفاعلات النووية خلال النزاعات المسلحة لا يجب أن يُنظر إليه كخيار، بل كضرورة إنسانية واستراتيجية لحماية الأمن والسلم الدوليين. وعليه، فإن الحاجة ماسة اليوم إلى إطلاق مبادرة دولية لإعادة النظر في الحماية الدولية المقررة للمنشآت النووية التي يجري استخدامها لغايات سليمة، وفرض قيود أكبر على أي استثناء يمكن أن يبرر الهجوم عليها وتدميرها عسكريا، وذلك تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة وولاية المحكمة الجنائية الدولية في حال ثبوت المخالفة. ــ الراي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store