
"نيويورك تايمز": تحول ترامب نحو روسيا يقلب أجيالاً من السياسة الأميركية رأساً على عقب
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر تحليلاً لموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه روسيا، وخوضه محادثات معها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا مستبعداً كييف وأوروبا.
أدناه نصّ التحليل منقولاً إلى العربية بتصرّف:
منذ أكثر من عقد من الزمان، واجه الغرب الشرق مرة أخرى في ما أطلق عليه على نطاق واسع "حرب باردة جديدة". ولكن مع عودة الرئيس ترامب إلى منصبه، تعطي أميركا الانطباع بأنها قد تتحوّل إلى جانب آخر.
مع جلوس المفاوضين الأميركيين والروس معاً يوم الثلاثاء للمرّة الأولى منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، أشار ترامب إلى أنه على استعداد للتخلّي عن حلفاء أميركا من أجل إقامة مصالح مشتركة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يقترح ترامب أنّ روسيا ليست مسؤولة عن الحرب، وبدلاً من ذلك، يقترح أنّ أوكرانيا هي المسؤولة عن غزو روسيا لها. في رواية ترامب، كان القادة الأوكرانيون مسؤولين عن الحرب لعدم موافقتهم على تسليم الأراضي، وبالتالي، اقترح أنهم لا يستحقّون مقعداً على الطاولة لمحادثات السلام التي بدأها للتوّ مع بوتين. قال الرئيس الأميركي في إشارة إلى القادة الأوكرانيين: "كان من المفترض أن تبرموا صفقة". في حديثه في منتجعه مار إيه لاغو في فلوريدا، تابع: "لديك الآن قيادة سمحت باستمرار حرب لم يكن ينبغي لها أن تحدث أبداً". وعلى النقيض من ذلك، لم ينطق ترامب بكلمة واحدة من اللوم على بوتين أو على روسيا.
ترامب في خضمّ تنفيذ أحد أكثر التحوّلات المذهلة في السياسة الخارجية الأميركية منذ أجيال، وهو تحوّل بمقدار 180 درجة سيجبر الأصدقاء والأعداء على إعادة ضبط أنفسهم بطرق أساسية. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، رأى العديد من الرؤساء الأميركيين الاتحاد السوفياتي أولاً، وخليفته روسيا ثانياً، كقوة يجب الحذر منها، على أقلّ تقدير، لكن يبدو أنّ ترامب ينظر إلى روسيا باعتبارها شريكاً في مشاريع مشتركة مستقبلية.
ويوضح ترامب أنّ الولايات المتحدة لم تعد قادرة على عزل بوتين. وبدلاً من ذلك، يريد الرئيس الأميركي، الذي كان لديه دوماً شغف محيّر ببوتين، إعادة روسيا إلى النادي الدولي وجعلها واحدة من أفضل أصدقاء أميركا.
وقال كوري شاك، مدير دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أميركان إنتربرايز، وكان مساعداً للرئيس جورج دبليو بوش لشؤون الأمن القومي: "إن هذا يمثّل تراجعاً مشيناً عن ثمانين عاماً من السياسة الخارجية الأميركية".
في دائرة ترامب، يعدّ التحوّل تصحيحاً ضرورياً لسنوات من السياسة المضلّلة. يرى هو وحلفاؤه أنّ تكلفة الدفاع عن أوروبا مرتفعة للغاية، نظراً لاحتياجات أخرى. من هذا المنظور، فإنّ التوصّل إلى نوع من التسوية مع موسكو من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بإعادة المزيد من القوات إلى الوطن أو تحويل موارد الأمن القومي نحو الصين، التي تعتبرها "التهديد الأكبر"، كما قال وزير الخارجية ماركو روبيو الشهر الماضي.
لقد تمّ الإعلان عن التراجع الأميركي خلال الأسبوع الماضي. وبعد أيام قليلة من انتقاد نائب الرئيس جيه دي فانس للحلفاء الأوروبيين، قائلاً إنّ "التهديد من الداخل" أكثر إثارة للقلق من روسيا، التقى روبيو بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وتحدّث عن "الفرص المذهلة المتاحة للشراكة مع الروس" إذا تمكّنوا ببساطة من التخلّص من حرب أوكرانيا.
لم يكن هناك أيّ زعيم أوكراني في الغرفة في الاجتماع، الذي عُقد في الرياض، ناهيك عن الأوروبيين الآخرين، على الرغم من أنّ روبيو اتصل بعدّة وزراء خارجية بعد ذلك لإطلاعهم على المعلومات. وبدلاً من ذلك، كان هذا، من جميع النواحي، اجتماعاً بين قوتين عظميين تتقاسمان مناطق الهيمنة، وهو يعدّ مؤتمر فيينا أو مؤتمر يالطا الحديث.
لطالما نظر ترامب إلى بوتين باعتباره مواطناً، ولاعباً قوياً و"ذكياً للغاية" كانت جهوده في ترهيب أوكرانيا وإجبارها على تقديم تنازلات إقليمية لا تقلّ عن "عبقرية". في نظره، يُعتبر بوتين شخصاً يستحقّ الإعجاب والاحترام، على عكس زعماء حلفاء الولايات المتحدة التقليديين مثل ألمانيا أو كندا أو فرنسا، الذين يظهر لهم ازدراءه.
18 شباط 09:40
17 شباط 14:38
الواقع أنّ ترامب أمضى الشهر الأوّل من ولايته الثانية في تجاهل الحلفاء، ليس فقط باستبعادهم من محادثات أوكرانيا الناشئة، بل وهدّدهم بفرض تعريفات جمركية عليهم، وطالبهم بزيادة إنفاقهم العسكري وأكّد مطالباتهم ببعض أراضيهم. وقد دعم راعيه الملياردير إيلون ماسك علناً حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرّف.
وقال إيان بريمير، رئيس مجموعة أوراسيا الاستشارية الدولية: "في الوقت الحالي، يرى الأوروبيون هذا على أنه تطبيع من جانب ترامب للعلاقات مع روسيا في حين يعامل حلفاءه الأوروبيين باعتبارهم غير موثوق بهم. إنّ دعم حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يعتبره القادة الألمان حزباً نازياً جديداً، يجعل ترامب يبدو وكأنه خصم لأكبر اقتصاد في أوروبا. إنه تغيير غير عادي".
وتعهّد ترامب خلال الحملة الانتخابية بأنّه قادر على إنهاء حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة، وأنه سيحقّق السلام في أوكرانيا حتى قبل تنصيبه، وهو ما فشل في القيام به. بعد مكالمة هاتفية استمرّت قرابة 90 دقيقة مع بوتين الأسبوع الماضي، كلّف ترامب روبيو ومستشارين آخرين، مايكل والتز وستيف ويتكوف، بمواصلة المفاوضات.
إنّ التنازلات التي طرحها ترامب وفريقه تبدو وكأنها قائمة رغبات للكرملين: حيث تحصل روسيا على حقّ الاحتفاظ بكلّ الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها. ولن تقدّم الولايات المتحدة لأوكرانيا ضمانات أمنية، ناهيك عن عدم السماح لها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وسيتمّ رفع العقوبات عن موسكو. حتى أنّ الرئيس اقترح إعادة قبول روسيا في مجموعة القوى الكبرى السبع بعد طردها بسبب توغّلها الأصلي في أوكرانيا في عام 2014.
إنّ إيمان ترامب الواضح بقدرته على إبرام صفقة مع بوتين يحيّر مسؤولي الأمن القومي المخضرمين الذين تعاملوا مع روسيا على مرّ السنين.
في حديثه مع الصحافيين يوم الثلاثاء، جعل ترامب الأمر يبدو وكأنه يعتبر روسيا صديقة، لا أوكرانيا. وقال: "تريد روسيا أن تفعل شيئاً. إنهم يريدون وقف البربرية الوحشية".
أعرب ترامب عن انزعاجه من القتل والدمار الناجم عن ما أسماه "حرباً لا معنى لها". وقال إن أوكرانيا "تُمحى" ويجب أن تنتهي الحرب. لكنه لم يذكر من الذي يمحو أوكرانيا، تاركاً الأمر واضحاً أنه يلوم قادتها ويرفض إصرارهم على المشاركة في أيّ مفاوضات.
"لقد سمعت أنهم منزعجون من عدم حصولهم على مقعد"، قال ترامب. وأضاف: "حسناً، لقد حصلوا على مقعد لمدة ثلاث سنوات. وقبل ذلك بوقت طويل. كان من الممكن تسوية هذا الأمر بسهولة بالغة. كان بإمكان مفاوض غير متمرّس أن يسوي هذا الأمر منذ سنوات، من دون خسارة الكثير من الأراضي ومن دون خسارة الأرواح".
كرّر ادّعاءه بأنّ الغزو لم يكن ليحدث لو كان رئيساً، متجاهلاً حقيقة أنّ القوات التي ترعاها روسيا خاضت حرباً داخل أوكرانيا طوال السنوات الأربع من ولايته الأولى.
وكما يفعل غالباً، أضاف ترامب إلى تعليقاته العديد من الادّعاءات الكاذبة. ومن بينها، قال إنّ الولايات المتحدة ساهمت بثلاثة أضعاف المساعدات لأوكرانيا منذ بدء الحرب مقارنة بأوروبا. في الواقع، وفقاً لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، خصصت أوروبا 138 مليار دولار مقارنة بـ 119 مليار دولار من الولايات المتحدة.
كما انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلاً أكثر من مرة إنّ "معدل تأييده انخفض إلى نسبة 4%". في الواقع، انخفضت نسبة تأييد زيلينسكي من أعلى مستوياتها إلى نحو 50% فقط وهو ما لا يختلف كثيراً عن نسبة تأييد ترامب.
كما وافق ترامب على وجهة نظر روسية مفادها أنّ أوكرانيا يجب أن تجري انتخابات جديدة لتؤدّي دوراً في المفاوضات.
لم تكن تصريحات ترامب مكتوبة مسبقاً وجاءت ردّاً على أسئلة الصحافيين. لكنها عكست كيف يرى الوضع وتنبّأت بالأشهر القليلة المقبلة. كما أرسلت موجات صدمة جديدة عبر أوروبا، التي بدأت تدرك حقيقة مفادها أنّ حليفها الرئيسي في الحرب الباردة الجديدة لم يعد يرى نفسه بهذه الطريقة.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
سوريا والشرق الأوسط بعد زيارة ترامب: تغيّر يصعب تصديقه
في تعليقه على إعلان ترامب خطة لرفع العقوبات عن سوريا، قال الناطق باسم الكرملين إن الخطة الأميركية لبناء علاقات مع السلطات السورية "مفهومة تماماً". وأضاف، أن روسيا أيضاً تعمل على تطوير العلاقات مع الجانب السوري، حسب صحيفة الإزفستيا في 14 الجاري. ورأى أن إقامة العلاقات ضرورية لكي يحصل الشعب السوري أخيراً على السلام الذي يستحقه، وعلى الاستقرار وإمكانية رؤية المستقبل، لكي تبقى سوريا دولة موحدة. وكالة نوفوستي نقلت في 15 الجاري عن السفير الأميركي السابق في سوريا بيتر فورد قوله، إن قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا، يشير إلى إعادة توجيه السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، وقد يُضعف موقف إسرائيل. ورأى السفير أن إنطلاق التقارب مع سوريا يشكل تحدياً لإسرائيل. فقد كانت إسرائيل (وما زالت) تريد إبقاء سوريا معزولة "لأنها بقيت الدولة العربية الوحيدة القادرة على مقاومة طموحاتها". وأضاف، أن خطوة ترامب تشكل تجلياً نادراً واختباراً لاستقلال واشنطن عن الشريك الرئيسي في المنطقة. ورأى أن المكان الذي أعلن منه ترامب قراره، يمنح الخطوة رمزية خاصة. ويبدو أن السفير السابق ذهب بعيداً في تقديراته، إذ افترض أن سوريا في المستقبل قد تصبح "شريك" الولايات المتحدة، على غرار ما هي عليه الأردن. ويرى أن هذا قد يجبر إسرائيل على إعادة النظر في مقاربتها لسوريا، وقد تخفض من عدد غاراتها على الأراضي السورية. كما يرى أن تطبيع العلاقات مع واشنطن قد يتم بسرعة، وذلك لأن القيادة السورية التي وصلت إلى السلطة في ظل العقوبات، "مستعدة لتولي دور الشريك الإقليمي الأصغر لواشنطن". ورأى السفير السابق، على خلفية التقارب المحتمل مع الولايات المتحدة، تبدو إمكانية تبرير الوجود العسكري الأميركي في سوريا أكثر صعوبة. ويقول إن انسحاب هذه القوات سيكون خطوة منطقية، ومن شأنها أن تخفض المخاطر في حال تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. موقع Caliber الأذري نشر في 14 الجاري نصاً بعنوان "برج ترامب والنفط أيضاً: ما الذي تغري به سوريا الولايات المتحدة؟". اعتبر الموقع أن إعلان ترامب يبدو بمثابة انتصار دبلوماسي كبير للحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع. ورأى أنه، وعلى الرغم من رفع العقوبات، لن يكون من السهل أن تحصل سوريا على استثمارات كبيرة. ويرد السبب إلى اندلاع الصدامات الإثنية الدينية بين المجموعات السورية من وقت لآخر، وإلى الغارات المتكررة لسلاح الجو الإسرائيلي. يشير الموقع إلى المفاوضات غير الرسمية مع إسرائيل التي تخوضها الحكومة السورية في الإمارات وبوساطتها. وينقل عن الصحافي الإسرائيلي المخضرم بن كاسبيت قوله إن الرئيس الشرع يريد وقف الغارات الجوية وانسحاب إسرائيل من جنوب سوريا، بما فيه جبل حرمون، وكذلك "توقف الأنشطة الإسرائيلية التي تقوض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار وتوحيد البلاد". أما ما تريده إسرئيل من سوريا، فيقول الموقع، من دون أن يحدد ما إن كان ينقل ن الصحافي الإسرائيلي، بأنها تريد ضمانات أمن للأقلية الدرزية؛ الحد من نفوذ تركيا ونزع السلاح من منطقة جنوب دمشق المحاذية للحدود مع إسرائيل. ويؤكد الموقع أن حكومة الشرع سبق أن نفذت إحدى اهم الرغبات الإسرائيلية: طرد الإيرانيين والأذرع التابعة لإيران من المنطقة المجاورة لإسرائيل ومن كافة المناطق السورية. يرى الموقع أن الرئيس السوري يبدو رجلاّ براغماتياً وسياسياً حاذقاً. فقد سبق أن صرح بأنه مستعد من حيث المبدأ للموافقة على اتفاق بشأن الاعتراف بإسرائيل مقابل وقف القصف وإنهاء الاحتلال في جنوب سوريا. موقع Detaly الإسرائيلي الناطق بالروسية نشر في 14 الجاري نصاً بعنوان "ترامب يرفع العقوبات عن سوريا. ماذا بعد؟". مما قاله الموقع، إن من شأن رفع العقوبات أن يشكل دفعة قوية للحكومة في دمشق، ولقاء ترامب مع الرئيس السوري في الرياض أصبح إشارة أخرى إلى العالم، بأن العزلة الدولية لسوريا يجب أن تنتهي. أشار الموقع إلى أنه منذ وصول الشرع إلى السلطة في سوريا، أطلق هو وحكومته حملة ضغط مكثفة لتخفيف العقوبات، ومساعدة البلاد على التعامل مع الدمار الواسع النطاق الناجم عن الحرب الأهلية. وكان الشرع يعمل بتأنٍ للحصول على شرعية دولية. وبذلت الحكومة السورية الجديدة جهوداً متناسقة لتقديم نفسها كقوة معتدلة يمكن قبولها في المجتمع الدولي. وكانت تعمل على النأي بنفسها عن الجماعات الإرهابية، وتبذل الوعود بالتعاون مع البلدان الأخرى في مكافحة الإرهاب، وتدلي بتصريحات تدعم حقوق الأقليات. ويشير الموقع إلى أن الولايات المتحدة سبق أن ألغت المكافأة التي رصدتها للقبض على الشرع، مما سمح له بالسفر خارج سوريا. وجاء إلغاء العقوبات إثر خطوة مماثلة اتخذتها بريطانيا في آذار/مارس المنصرم، ورفعت العقوبات عن 24 مؤسسة سورية، بما فيها المصرف المركزي. وسبق للاتحاد الأوروبي قبل ذلك بشهر أن رفع العقوبات عن القطاع المصرفي السوري. بعد أن يستعرض الموقع العقوبات التي يستطيع ترامب شخصياً إلغاءها، وبين تلك التي تحتاج إلى موافقة الكونغرس، يشير إلى أن سوريا لا تزال تحمل صفة "الدولة الممولة للإرهاب". وطالما بقيت هذه الصفة ملتصقة بالسلطة السورية، لا تستطيع الولايات المتحدة دعم حصول سوريا على قروض من البنك وصندوق النقد الدوليين, وعد ترامب برفع العقوبات عن سوريا، كان حدثاً بارزاً في زيارة ترامب، التي ستبقى أصداؤها تتردد طويلاً في فضاء المنطقة، لكنه لم يكن الحدث الابرز، كما لم يكن غير متوقع. فقد نقلت صحيفة Gazeta الروسية في 12 الجاري عن The Times البريطانية قولها بأن السلطات السورية، ولرفع العقوبات الأميركية التي فرضت على سوريا في عهد النظام السوري السابق، سوف تقترح سلسلة من التنازلات، بما فيها حصول الشركات الأميركية على إمكانية استثمار الخامات الطبيعية السورية، على غرار الاتفاقية مع أوكرانيا. وقد يكون الأثر الأبرز والأهم لزيارة ترامب إلى الخليج، ما كشفت عنه من إشارات إلى تغير ما في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، كشفت عنها عدة وقائع مرتبطة بالزيارة ومن خارجها. وقد كرست الصحافة الإسرائيلية والعالمية عدة نصوص تركز على التغيّر الذي يصعب تصديقه في العلاقات الإستراتيجية بين البلدين. من النصوص الإسرائيلية التي تجدر الإشارة إليها، النص الذي نشره في 17 الجاري موقع zahav الإسرائيلي الناطق بالروسية، والذي تحدث فيه عن "الميزة الكبرى" (الثروات الهائلة) التي تتمتع بها الدول الخليجية، والتي تستطيع بفضلها استمالة ترامب إلى جانبها. وترامب، هو الذي يقود الآن التحولات في الشرق الأوسط، والذي ينظر إلى العالم من منظور المال. صحيفة Kommersant الاتحادية الروسية نقلت في 15 الجاري عن عدد من مواقع الإعلام العالمية الكبرى تعليقاتها على زيارة ترامب إلى دول الخليج وإعلانه رفع العقوبات عن سوريا. عنونت الصحيفة نصها المقتضب بوصف ترامب بأنه "يريد الصفقات، الصفقات، والمزيد من الصفقات". نقلت الصحيفة عن الفايننشال تايمز تعليقها على آثار الزيارة على إسرائيل، وأوجزتها بالقول "نتنياهو يتحول إلى مجرد متفرج خلال جولة ترامب في الشرق الأوسط" تايمز أوف إسرائيل: ترامب يرحب بسوريا، يسلح السعوديين، يتعامل مع إيران والحوثيين، ويهمش المشاكل الإسرائيلية. Politico: رحلة ترامب كشفت عن الميزة الشديدة التي تتمتع بها بعض الدول العربية على إسرائيل.

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
واشنطن تعلن بدء سريان وقف العقوبات على سوريا رسمياً
اتخذت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت متأخر من ليل أمس الجمعة، الخطوات الأولى لتخفيف نصف قرن من العقوبات الأميركية على سوريا، معلنة رسمياً العقوبات الاقتصادية عنها، في تحوّل كبير للسياسة الأميركية بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد يفسح المجال أمام استثمارات جديدة. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت، في بيان، إنه يجب على سوريا "مواصلة العمل لكي تصبح بلداً مستقرا ينعم بالسلام، على أمل أن تضع الإجراءات المتّخذة اليوم البلاد على مسار نحو مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر". ووفقاً للبيان الذي نشرته الخزانة الأميركية، يمنح الترخيص العام رقم ،25 الإذن بتنفيذ المعاملات المحظورة بموجب لوائح العقوبات السورية، ما يعني عملياً رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وبحسب الوزارة، سيتيح هذا الترخيص الاستثمارات الجديدة ونشاط القطاع الخاص، بما يتماشى مع استراتيجية "أميركا أولاً" التي يتبناها ترامب. نهاية عهد الأسد وتابعت الوزارة: "لقد انتهى عهد وحشية نظام الأسد ضد شعبه ودعمه للإرهاب في المنطقة، وبدأ فصل جديد للشعب السوري. وتؤكد الحكومة الأميركية التزامها بدعم سوريا مستقرة وموحدة، تعيش بسلام مع نفسها وجيرانها". وأوضحت أن تخفيف العقوبات الأميركية يشمل "الحكومة السورية الجديدة، وذلك على أساس تعهدها بعدم إيواء التنظيمات الإرهابية وضمان أمن الأقليات الدينية والعرقية داخل البلاد. وستواصل الولايات المتحدة مراقبة التطورات على الأرض عن كثب". مستقبل مشرق وقال بيسينت: "كما وعد الرئيس ترامب، تقوم وزارتا الخزانة والخارجية بتنفيذ التراخيص اللازمة لتشجيع الاستثمارات الجديدة في سوريا. ويتعين على سوريا أن تواصل مساعيها نحو الاستقرار والسلام، ونأمل أن تضع إجراءات اليوم البلاد على طريق مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر". ويُعتبر الترخيص العام 25، خطوة أولى مهمة في تنفيذ إعلان الرئيس ترامب الصادر في 13 أيار/مايو، بشأن وقف العقوبات المفروضة على سوريا. وسيسهم هذا الترخيص في تفعيل الأنشطة الاقتصادية في مختلف قطاعات الاقتصاد السوري، دون أن يشمل أي إعفاء للجماعات الإرهابية أو المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب أو مهربي المخدرات أو نظام الأسد السابق، بحسب الخزانة الأميركية. وجاء في الترخيص: "لا يسمح هذا الترخيص العام بأي عمليات لصالح أو نيابة عن حكومات روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية، أو العمليات المرتبطة بنقل أو تقديم سلع أو تقنيات أو برامج أو أموال أو تمويل أو خدمات من أو إلى إيران أو روسيا أو كوريا الشمالية". وأكدت الخزانة الأميركية أن هذا الترخيص يهدف إلى "المساعدة في إعادة بناء الاقتصاد السوري والقطاع المالي والبنية التحتية، بما يتماشى مع مصالح السياسة الخارجية الأميركية". وتابعت: "لهذا، فإن من الضروري جذب استثمارات جديدة ودعم الحكومة السورية الجديدة، وبناء عليه، يتيح الترخيص العام 25 تنفيذ معاملات كانت محظورة سابقا بموجب العقوبات الأميركية، بما في ذلك الاستثمار الجديد في سوريا، وتقديم الخدمات المالية وغيرها، بالإضافة إلى المعاملات المرتبطة بالنفط أو المنتجات النفطية ذات المنشأ السوري. كما يُجيز الترخيص جميع المعاملات مع الحكومة السورية الجديدة، ومع بعض الأشخاص والكيانات المحظورة الواردة أسماؤهم في الملحق المرفق بالترخيص". وفي السياق ذاته، يمنح "شبكة مكافحة الجرائم المالية" (FinCEN) إعفاءً استثنائياً يسمح للمؤسسات المالية الأميركية بالحفاظ على حسابات مراسلة، لصالح "المصرف التجاري السوري". وأفاد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، بأنه سيصدر توجيهات إضافية تتعلق بالترخيص العام 25، مشيراً إلى إمكانية التواصل مع خط الامتثال التابع للمكتب للحصول على المزيد من الاستفسارات. ونشرت الخزانة الأميركية ملحقاً مرفقاً بالترخيص يتضمن أسماء الشركات والمنظمات والأشخاص الذين أصبحت المعاملات معهم مسموحة أبرزهم: الرئيس أحمد الشرع، وزير الداخلية أنس خطاب، الخطوط الجوية العربية السورية، المصرف التجاري السوري، مصرف سوريا المركزي وفندق الفورسيزون – دمشق، بالإضافة إلى مجموعة من المؤسسات السورية الرسمية.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
موسكو تشكك بمحادثات سلام في الفاتيكان عملية تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو وكييف لم تتفقا بعد على مكان انعقاد الجولات المقبلة من المحادثات، وسط ترجيحات بأن تعقد في الفاتيكان. وكانت أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا عن عملية تبادل كبرى للأسرى تم الاتفاق عليها خلال أول محادثات مباشرة بينهما منذ أكثر من 3 سنوات جرت في إسطنبول الأسبوع الماضي. فقد أشار بيكسوف، رداً على سؤال لوكالة "تاس"، إلى أن هذا القرار لا يمكن أن يتخذه طرف واحد، بل يتطلب موافقة الطرفين".وأضاف: "عندما يحين الوقت، سيُتخذ هذا القرار تلقائياً". في المقابل، أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شكوكا في أن يكون الفاتيكان مكانا محتملا لاستضافة محادثات السلام مع أوكرانيا. وقال لافروف "سيكون من غير اللائق كثيرا بالنسبة إلى دول أرثوذكسية أن تناقش على أرض كاثوليكية مسائل تتعلق بإزالة الأسباب الجذرية" للنزاع في أوكرانيا. ورجح دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، بحسب وكالة "بلومبرغ"، أن الجولة الثانية من المحادثات المباشرة بين الطرفين قد تُعقد الأسبوع المقبل. ووفقاً للوكالة، يُناقش الفاتيكان كمكان محتمل للمحادثات، إلا أن مسؤولين أوروبيين أفادوا بعدم وجود اتفاقات واضحة بشأن مكان الاجتماع بين الوفود. ويتواصل ممثلون أميركيون مع الجانب الأوكراني للتحضير للجولة المقبلة من المفاوضات مع روسيا. وأوضحت مصادر بلومبرغ أيضاً أن واشنطن تُشير إلى موسكو بأنها تُفضل عدم المشاركة في اجتماع جديد مع الممثلين الروس الذين اتخذوا موقفاً تفاوضياً صارماً ضد كييف. ولفتت إلى أن روسيا تعتبر إسطنبول المكان المثالي لمواصلة المفاوضات. عملية تبادل الى ذلك أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا عن عملية تبادل كبرى للأسرى تم الاتفاق عليها خلال أول محادثات مباشرة بينهما منذ أكثر من 3 سنوات جرت في إسطنبول الأسبوع الماضي. وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تليغرام "عاد 270 عسكريا روسيا و120 مدنيا، بينهم مدنيون من منطقة كورسك أسرتهم القوات المسلحة الأوكرانية، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف. وفي المقابل، تم تسليم 270 أسير حرب من القوات المسلحة الأوكرانية و120 مدنيا". بدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه تم تنفيذ عملية "تبادل للأسرى مع روسيا شملت 390 شخصا تنفيذا للجزء الأول من اتفاقية التبادل 1000 مقابل 1000″، وتوقع "استمرار تبادل الأسرى يومي السبت والأحد وإتمام الاتفاق بالكامل". وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، قال ترامب تعليقا على عملية التبادل "هل يمكن أن يكون هذا بداية لشيء أعظم؟"، في إشارة إلى إمكانية توصل الطرفين إلى وقف لإطلاق النار وعد ترامب بتحقيقه منذ انطلاق حملته الانتخابية. "تدرس كل الاحتمالات" وتقول أوكرانيا إنها مستعدة على الفور لوقف إطلاق نار لمدة 30 يوما، لكن روسيا -التي بدأت الحرب في 2022 وتحتل الآن حوالي خُمس أوكرانيا– تقول إنها لن توقف الحرب حتى تلبى شروطها أولا. ووصف أحد أعضاء الوفد الأوكراني هذه الشروط بأنها "غير قابلة للتنفيذ". وأكد زيلينسكي أن كييف "تدرس كل الاحتمالات" بشأن مكان عقد اجتماع ثنائي جديد مع الروس، ولا سيما "تركيا والفاتيكان وسويسرا". وأثار البابا ليو الـ14 والولايات المتحدة وإيطاليا احتمال إجراء المفاوضات المقبلة في الفاتيكان. عل الصعيد الميداني علّقت حركة الطيران حول موسكو بسبب هجمات أوكرانية بمسيرات، في حين اخترقت القوات الروسية الخطوط الأوكرانية في دونيتسك، في الوقت الذي يستعد فيه الطرفان لتبادل ألف أسير من كل جانب. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتراض نحو 100 طائرة من دون طيار، بينها 35 لدى اقترابها من العاصمة. من جهته كتب سيرغي سوبيانين رئيس بلدية موسكو على منصة تليغرام أن "أجهزة الإغاثة تعمل في المواقع التي سقطت فيها أجزاء حطام". وفي التطورات أيضا، قالت روسيا إنها أطلقت صاروخا من طراز "إسكندر-إم" على جزء من مدينة بوكروف في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير منظومتين صاروخيتين من طراز باتريوت ورادار. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن أضرارا وقعت في منطقة دنيبروبتروفسك بعد هجوم، لكنها لم تحدد نوع السلاح المستخدم. وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية تتقدم في نقاط رئيسية على الجبهة، وأفاد مدونون للحرب موالون لروسيا بأن القوات اخترقت الخطوط الأوكرانية بين بوكروفسك وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك بشرقي أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن أعنف المعارك على الخطوط الأمامية تدور حول بوكروفسك، ولم يشر إلى أي تقدم روسي. تصريحات عن الحدود وفي سياق آخر، نقل موقع إخباري أوكراني عن القائد العسكري السابق فاليري زالوجني القول إن على أوكرانيا التخلي عن أي فكرة لاستعادة حدودها التي تأسست مع انهيار الحكم السوفياتي عام 1991 أو حتى تلك التي تعود لبداية الحرب الروسية عام 2022. من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع مع أعضاء حكومته في العاصمة موسكو، اعتزام قوات بلاده إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا.وأشار إلى أن مناطق بريانسك وكورسك وبيلغورود (غربي روسيا) هي الأكثر تضررا من الهجمات الأوكرانية. وأكد بوتين أن الجيش الروسي يعمل على ضمان الأمن على الحدود.