logo
غموض يلف الرسوم الجمركية الأميركية بحق الدول العربية

غموض يلف الرسوم الجمركية الأميركية بحق الدول العربية

العربي الجديدمنذ 20 ساعات
تعاني معظم الدول من ضغوط اقتصادية ومالية ونقدية وشح في السيولة، لا سيما على مستوى النقد الأجنبي، ثم جاء ليصب الزيت على نار بعضها المعيشي قرار
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
قبل يومين إطلاق موجة جديدة من الرسوم الجمركية تستهدف ثماني دول، تراوح نسبها بين 20% و50%، على أن تدخل حيّز التنفيذ مطلع الشهر المقبل، فيما تسعى إدارته إلى إبرام اتفاقات تجارية مع دول أُخرى لتجنب فرض رسوم إضافية عليها. ومن بين هذه الدول ثلاث عربية هي
الجزائر
والعراق وليبيا بنسبة 30% أصابتها سهام ترامب
التجارية
الأربعاء، إضافة إلى تونس التي فرض عليها رسم 25% يوم الاثنين الفائت. لكن ماذا تعني هذه الرسوم بالنسبة لهذه البلدان وكيف تتأثر بسريانها؟
لا بد قبل الخوض في تفاصيل التأثيرات المرتقبة للقرارات الجديدة من الإشارة إلى أن جميع الرسائل (بما في ذلك الموجهة إلى الجزائر والعراق وليبيا، وهي دول مصدّرة رئيسية للنفط والغاز)، وردت عبارة أن الرسوم تسري "على جميع المنتجات"، ما يعني أن القرار يشمل كل السلع من دون استثناء محدد في النص، إلى جانب عبارة "بشكل منفصل عن الرسوم القطاعية"، بما يعني أن هذه الرسوم تُفرض فوق أي رسوم موجودة مسبقاً قد تخص قطاعات معينة، مثل الطاقة أو المعادن أو المنتجات الزراعية.
لكن رغم عدم تضمين رسائل ترامب استثناء واضحاً صريحاً للنفط أو الغاز، فيمكن تفسير الموقف اعتماداً على إعلان صادر عن البيت الأبيض في الثاني من إبريل/نيسان، أعفى بموجبه واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة من الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة، ليمثل الإعفاء مصدر ارتياح لقطاع النفط الأميركي الذي عبّر عن مخاوفه من أن الرسوم الجديدة قد تربك التدفقات وترفع التكاليف على كل شيء، بدءاً من النفط الخام الكندي الذي يغذي مصافي الغرب الأوسط، وصولاً إلى شحنات البنزين والديزل الأوروبية إلى الساحل الشرقي. وعليه، كيف ستكون تداعيات الرسوم الجديدة على كل من الجزائر والعراق وليبيا وتونس؟
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
الاتحاد الأوروبي يأمل التوصل إلى اتفاق مع واشنطن حول الرسوم قريباً
1 - الجزائر
سنة 2024، بلغت واردات الولايات المتحدة من الجزائر 2.46 مليار دولار، بينما سجلت صادراتها إلى الجزائر 1.01 مليار دولار، ما يعني أن ثمة عجزاً تجارياً أميركياً بمقدار 1.45 مليار دولار، وفقاً لتقرير أوردته "وول ستريت جورنال". والسلع الرئيسية المصدّرة إلى أميركا منتجات الطاقة (نفط، غاز، بنزين) بنحو 2.09 مليار دولار (2024)، إضافة إلى الأسمدة والخامات المعدنية والمواد الكيماوية، علماً أن إجمالي صادرات الجزائر سنة 2023 بلغ 58.49 مليار دولار، يمثل البنزين والنفط أكثر من 90% منها، بحسب خدمة "يو إس ترايد نمبرز" (U.S. Trade Numbers).
الرسوم الجمركية مفروضة بنسبة 30% على كل صادرات الجزائر إلى أميركا، لكن الطاقة مستثناة، وبالتالي الرسوم لن تطاول صادرات النفط والغاز، وبالتالي، يبدو أن التأثير المحتمل على اقتصاد الجزائر سيكون محدوداً ما دام النفط والغاز يمثلان 90% من الصادرات إلى أميركا.
2 - العراق
يرجع الجزء الأكبر من الصادرات العراقية إلى النفط الخام (أكثر من 99% من الصادرات الإجمالية). ولذلك، فإن الرسوم الجديدة (30% على الصادرات العامة) ستُطبّق عملياً فقط على بقية السلع غير النفطية (مثل الأسمدة أو المنتجات الزراعية)، وهي نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالإيرادات النفطية. وبحسب مكتب الممثل التجاري الأميركي (USTR)، بلغ إجمالي تجارة السلع بين الولايات المتحدة والعراق نحو 9.1 مليارات دولار عام 2024. أما الصادرات الأميركية إلى العراق فبلغت 1.7 مليار دولار، بانخفاض 26.4% عن عام 2023، في حين أن الواردات من العراق إلى الولايات المتحدة سجلت 7.4 مليارات دولار، بانخفاض 12.2%.
وفي الثاني من إبريل الماضي، قال مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية فرهاد علاء الدين، في تصريح صحافي، إن "صادرات العراق من الطاقة وبينها النفط الخام ليست مشمولة بالرسوم"، معتبراً أن "الأثر الاقتصادي للرسوم الأميركية على العراق محدود جداً".
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ترامب يفرض رسوماً على عدة دول بينها 3 عربية.. ويدعو لخفض الفائدة
3 - ليبيا
صادرات ليبيا إلى أميركا تتركّز بالكامل تقريباً في قطاع النفط، في حين أن الرسوم الجمركية الأميركية البالغة 30% النفط معفي منها، كما في حالة الجزائر. وبالتالي، فإن اقتصاد ليبيا لن يتأثر بشكل ملموس بسبب استمرار تدفق إيرادات النفط. وقد بلغت الواردات الأميركية من ليبيا 1.49 مليار دولار سنة 2024، بحسب بيانات الممثل التجاري الأميركي، بينما بلغت صادرات أميركا إليها 567.2 مليون دولار، ما يعني أن العجز التجاري الأميركي ناهز 898.3 مليون دولار.
4 - الرسوم وتجارة تونس
تبلغ الرسوم الجمركية التي ستفرض على صادراتها إلى أميركا 25%. ويتضمن هيكل الصادرات منتجات صناعية مثل النسيج الملابس والقطع الميكانيكية، وربما سلعاً غذائية وزراعية لكن بتنوّع أكبر من دول النفط. وبما أن تونس لا تعتمد بشكلٍ رئيسي على النفط، فإن الرسم الجديد سيؤثّر عليها لناحية زيادة تكلفة المنتجات التونسية في السوق الأميركية، من خلال رفع الأسعار أو تقليل الطلب وتقلص الصادرات، ما يعني بالتالي تأثيراً سلبياً على العمالة والصناعات الصغيرة والمتوسطة. ولهذه الأسباب، قد تواجه تونس خسارة في حصتها السوقية داخل الولايات المتحدة.
وقد بلغ إجمالي حجم تجارة تونس مع الولايات المتحدة 1.6 مليار دولار عام 2024، بحسب خدمة "فاينانس إن أفريكا" (Finance in Africa)، ليسجل العجز التجاري الأميركي مع تونس 619.6 مليون دولار، علماً أن صادراتها إلى الولايات المتحدة بلغت 1.1 مليار دولار بزيادة 30.4% عن 2023، وهي تشمل الملابس وزيت الزيتون والفوسفات وغيرها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ليبيريا تنفي أن تكون زلة لسان ترامب بشأن لغة الرئيس بواكاي قد شكلت 'إهانة'
ليبيريا تنفي أن تكون زلة لسان ترامب بشأن لغة الرئيس بواكاي قد شكلت 'إهانة'

القدس العربي

timeمنذ 32 دقائق

  • القدس العربي

ليبيريا تنفي أن تكون زلة لسان ترامب بشأن لغة الرئيس بواكاي قد شكلت 'إهانة'

مونروفيا: اعتبرت وزيرة خارجية ليبيريا الجمعة، أن الرئيس الليبيري لم يشعر بالإهانة بسبب تعليق ترامب حول طلاقته بلغته الأم، مشيرة إلى أن جوزيف بواكاي 'تشرّف' بلقاء نظيره الأمريكي هذا الأسبوع. وتحولت زلة لسان الرئيس الأمريكي إلى مصدر نقاش ودعابة على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أنها ألهمت مغنية لتصدر أغنية لاقت انتشارا واسعا. وأشاد ترامب الأربعاء بالرئيس جوزيف بواكاي لإتقانه اللغة الإنكليزية، دون أن يعلم أن الإنكليزية هي اللغة الرسمية في ليبيريا. وسأل ترامب بواكاي خلال قمة مصغرة في البيت الأبيض مع خمسة رؤساء لدول غنية بالمعادن في غرب إفريقيا، 'لغتك الإنكليزية ممتازة، أين تعلمتها؟'، ليجيبه الرئيس الليبيري متصنعا ضحكة بأنه تلقى تعليمه في وطنه. وصرحت وزيرة الخارجية الليبيرية سارة بيسولو نيانتي: 'تشرفنا بدعوة البيت الأبيض للرئيس بواكاي للقاء الرئيس ترامب وقادة أفارقة'. أضافت: 'لم يكن هناك شعور بالإهانة'. وأكدت حرص ليبيريا على تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة 'المبنية على الاحترام المتبادل'. وتأسست ليبيريا عام 1822 عندما بدأت جمعية الاستعمار الأمريكية، بتمويل من الكونغرس ومالكي العبيد، بإرسال العبيد المحررين إلى شواطئها. ثم بدأ آلاف المستوطنين 'الأمريكيين الليبيريين' بالتدفق إلى هناك قبل أن يعلنوا الاستقلال عام 1847 ويشكلوا حكومة هيمنت على الغالبية الإفريقية. واللغة الإنكليزية هي اللغة الرسمية والأكثر استخداما في جميع أنحاء البلاد. وفي رد على زلة ترامب، كتبت المغنية وسفيرة الثقافة السابقة كوين جولي إندي، أغنية تكريما لبواكاي تقول: 'نحن نحيي رئيسنا الأسود، ملك إفريقيا الإنكليزي الجميل'، تمت مشاركة الفيديو الخاص بها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وأبدى الليبيريون ردود فعل متباينة حيال ما حدث، حيث اعتبر بعضهم أن ترامب سخر من رئيسهم، فيما رأى البعض الآخر في زيارة بواكاي للبيت الأبيض إنجازا. (أ ف ب)

ترامب يحض أنصاره على التخلي عن هوسهم بـ'ملفات إبستين'
ترامب يحض أنصاره على التخلي عن هوسهم بـ'ملفات إبستين'

القدس العربي

timeمنذ 32 دقائق

  • القدس العربي

ترامب يحض أنصاره على التخلي عن هوسهم بـ'ملفات إبستين'

واشنطن: حض الرئيس دونالد ترامب السبت، قاعدته السياسية على التوقف عن مهاجمة إدارته بشأن ملفات تتعلق بجيفري إبستين، رجل الأعمال المتهم باعتداءات جنسية والاتجار بفتيات قاصرات، بعد أن تحولت هذه القضية إلى هاجس لدى معتنقي نظريات المؤامرة. ونفت وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي في مذكرة نشرت الأسبوع الماضي وجود دليل على احتفاظ إبستين الذي انتحر داخل زنزانته بـ'قائمة عملاء'، أو أنه كان يبتز شخصيات نافذة. كما رفضا المزاعم بأن إبستين قُتل، مؤكدين وفاته منتحرا في أحد سجون نيويورك عام 2019 وأنهما لن يفصحا عن أي معلومات إضافية متعلقة بالقضية. وقوبلت هذه الخطوة باستغراب من بعض المؤثرين اليمينيين الذين دعم الكثير منهم ترامب لسنوات، كما وُجهت انتقادات لاذعة لوزيرة العدل بام بوندي ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل. وكتب ترامب السبت في منشور مطول على منصته تروث سوشيال: 'ماذا يحدث مع أبنائي، وفي بعض الحالات أصدقائي؟ جميعهم يهاجمون وزيرة العدل بام بوندي التي تقوم بعمل رائع'. أضاف: 'نحن في فريق واحد، فريق ماغا'، في إشارة إلى حركته 'لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى'، مضيفا: 'لا يعجبني ما يحدث. لدينا إدارة مثالية، باتت حديث العالم، وأشخاص أنانيون يحاولون الإضرار بها، بسبب رجل لا يموت أبدا، جيفري إبستين'. ويزعم الكثير من بين أتباع 'ماغا' أن شخصيات فاعلة تنتمي إلى 'الدولة العميقة' تخفي معلومات عن شركاء لإبستين من طبقة النخبة في المجتمع. وكتب أليكس جونز، مؤيد ترامب والمروج لنظريات المؤامرة: 'بعد ذلك، ستقول وزارة العدل: في الواقع، لم يكن جيفري إبستين موجودا في الأساس'، مضيفا: 'هذا فوق كل شيء مقزز'. أما المؤثرة اليمينية المتطرفة لورا لومر، فطالبت ترامب بإقالة بوندي بسبب هذه القضية ووصفتها بأنها 'تسبب الإحراج'. لكن السبت، دافع ترامب عن بوندي واعتبر أن ما يسمى بـ'ملفات إبستين' ما هي إلا خدعة دبرها الحزب الديموقراطي لتحقيق مكاسب سياسية. وقال: 'دعونا لا نضيع الوقت والجهد على جيفري إبستين، شخص لا يبالي به أحد'. ودعا الرئيس الأمريكي باتيل وبوندي إلى التركيز بدلا من ذلك على ما أسماه 'انتخابات 2020 المزورة والمسروقة' التي خسرها ترامب أمام جو بايدن. وطالب بالسماح لمكتب التحقيقات الفدرالي بالتركيز على هذا التحقيق 'بدلا من قضاء شهر تلو الآخر في البحث فقط عن نفس الوثائق القديمة حول جيفري إبستين المستلهمة من اليسار الراديكالي'، متابعا: 'فلتقم بام بوندي بعملها.. إنها رائعة'. وترامب الذي ظهر في مقطع فيديو واحد على الأقل مع إبستين خلال حفلة تعود إلى عقود مضت، نفى مزاعم عن وجود أي صلة مباشرة معه أو ورود اسمه في ملفات تتعلق بقضيته. وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السبت قبل ساعات من ظهور منشور ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي/ 'نظريات المؤامرة غير صحيحة، ولم تكن كذلك قط'. وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن دان بونجينو، وهو مقدم برامج بودكاست يميني عينه ترامب نائبا لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي، هدد بالاستقالة بسبب طريقة تعامل الإدارة مع هذه القضية. (أ ف ب)

نفاق نتنياهو في الذروة
نفاق نتنياهو في الذروة

العربي الجديد

timeمنذ 9 ساعات

  • العربي الجديد

نفاق نتنياهو في الذروة

من بين أمور مثيرة للاستفزاز، في المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرسالة الرسمية التي وجهها إلى أوسلو يطالب فيها بمنح جائزة نوبل للسلام إلى الرئيس الأميركي، لـ"دوره الكبير في ترسيخ مساعي السلام وتوسيع اتفاقات أبراهام". هنا وصلت وقاحة نتنياهو السياسية إلى الذروة. ما شاهدناه حول مائدة العشاء في البيت الأبيض سلوك مريب ومثير للاشمئزاز، مزيج من النفاق والسعي الفاضح إلى التودّد إلى رئيس أميركي معروف بنرجسيته المفرطة، وإعجابه ببطولة صديقه "بيبي". ومن جهة أخرى، لم يترك نتنياهو، الذي يريد ضمان الحصول على رضى ترامب، ويتخوّف من تقلبات مزاجه، وسيلةً إلا واستخدمها من أجل دغدغة مشاعر الأنا لدى ترامب، وجنون العظمة لديه. حتى نتنياهو يتخيّل نفسه يلعب أدواراً تاريخية، "تشرشل" الجديد، ومنقذ الشعب اليهودي من "محرقة" ثانية من خلال حرب الـ12 يوماً التي شنّها على إيران لتدمير برنامجها النووي، بمساعدة حثيثة من صديقة ترامب. هذه الأجواء البطولية الزائفة، وحفلة تبادل الثناء المبالغ فيها بين الرجلين، تبدو منقطعةً تماماً عن الواقع الفعلي للأحداث عموماً، وبصورة خاصّة عما يجري في قطاع غزّة، منذ مارس/ آذار الماضي، تاريخ انتهاء هدنة، واستنئاف الجيش الإسرائيلي عمليات القتل والإبادة الجماعية للغزّيين الأبرياء. "البطولات" التي يدّعي نتنياهو وترامب أنهما حقّقاها في هجماتهما على إيران، رغم تداعياتها الكبيرة والخطيرة، ليس على إيران، بل على "محور الممانعة" كلّه، لم تتجسّد واقعاً سياسياً مختلفاً، فما زال الجيش الإسرائيلي عاجزاً عن حسم الصراع مع حركة حماس، ولا يزال يتلقّى الضربات والخسائر البشرية. وعلى الرغم من مرور قرابة تسعة أشهر على وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وبعد أقلّ من شهر على حرب الـ12 يوماً ضدّ إيران، ورغم الضعف الذي اعترى حزب الله، لم نشهد تحوّلاً جذرياً في لبنان بشأن مطلب نزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني وشماله. ينطبق هذا على استمرار إطلاق الحوثيين الصواريخ على إسرائيل. أمّا العلاقة مع سورية، فلا يزال يلفّها الغموض على الرغم من كلّ التسريبات بشأن المحادثات التي تجريها إسرائيل مع الإدارة الجديدة في سورية. ولم تؤدِّ نتائج الحرب على إيران إلى عودة هذه الأخيرة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي. يسعى نتنياهو إلى إقناع دول العالم بأنه صانع للسلام، وليس أكبر مرتكب لجرائم حرب وإبادة جماعية في زمننا الحالي وعلى الرغم من هذه الصورة القاتمة، يحاول نتنياهو في واشنطن أن يسوّق لنفسه صورة من يرسم مستقبلاً واعداً للمنطقة، ويتحدّث عن ولادة "شرق أوسط جديد"، ومن خلال كلامه هذا يسعى إلى إقناع دول العالم بأنه صانع للسلام، وليس أكبر مرتكب لجرائم حرب وإبادة جماعية في زمننا الحالي. وهو، في الوقت عينه، يسعى إلى تلميع صورته وسط الجمهور الإسرائيلي، ويستغلّ موقف هذا الجمهور الداعم للحرب على إيران، كي يستعيد ثقته التي خسرها بعد هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويتساءل الجميع: ما الذي يجري فعلاً في واشنطن؟ هل سيجري التوصّل إلى هدنةٍ تؤدّي إلى وقف الحرب في غزّة، وإلى إعلان ترامب خطته الكبرى لمنطقة الشرق الأوسط، أم أن ما يحدث مناورة أخرى من نتنياهو للتوصّل إلى صفقة جزئية ووقف إطلاق نار مؤقّت؟... تشير الدلائل كلّها إلى أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، بل يريد صفقةً جزئيةً لن تؤدّي، لا إلى إنهاء الحرب كما تطالب "حماس"، ولن تحقّق الإفراج عن كلّ المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس"، كما يطالب معظم الإسرائيليين. وهو بحسب ما يُنقل عنه، لا يزال بحاجة إلى أشهر أخرى من القتال للقضاء على "حماس" قضاء مبرماً، وحينها يمكنه إعلان "النصر المطلق". والأخطر أنه يريد استغلال التوصّل إلى وقف مؤقّت لإطلاق النار في القطاع من أجل تحقيق مخطّط لا يقلّ أهميةً، تهجير أكثر من 600 ألف غزّي إلى رفح، وإسكانهم في "مدينة إنسانية" ستبنيها إسرائيل. وفي حال حدوث ذلك، ستتحوّل (بحسب رأي أكثر من معلّق إسرائيلي) إلى أكبر معسكر اعتقال جديد في العالم. المشهد في اجتماعات البيت الأبيض بين نتنياهو وترامب أشبه بمسرحية احتفالية زائفة، تخفي في طيّاتها التعامي الذي تتعامل من خلاله إدارة ترامب مع مأساة الشعب الفلسطيني في غزّة، وانحيازها الأعمى للسردية التي يقدّمها نتنياهو لهذه الحرب العبثية، والأهم من هذا كلّه كيف يساهم ترامب وإدارته في تبييض صفحة نتنياهو باعتباره بطلاً، بينما هو مجرم حرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store