
مساعي ترامب لإقالة رئيس "المركزي" تصطدم بعقبات كبيرة
فإن كان تعيين رئيس الاحتياطي الفدرالي من صلاحيات الرئيس، إلا أنه لا يمكنه نظريا عزله، ما يضمن استقلال المؤسسة ويجعلها في منأى من الضغوط السياسية.
لكن أستاذ القانون في جامعة كولومبيا، ليف ميناند، لفت إلى أحكام قانونية تجيز نظريا تبديل مسؤول فدرالي في حال الإخلال بالواجب أو الاختلاس أو "عدم الكفاءة".
غير أنه يتعين على ترامب في هذه الحال إثبات أي تهمة بهذا الشأن.
وشدد ميناند لوكالة فرانس برس على أنه "ليس هناك في الوضع الحالي أي دليل يشير إلى سوء إدارة في إطار أعمال الترميم" لمبنيين تابعين للاحتياطي الاتحادي، والتي كانت سببا لاتهام باول بـ"الاحتيال" من قبل ترامب، بسبب كلفتها الباهظة والتي بلغت نحو 2.5 مليار دولار.
الواقع أن كلفة هذه الأشغال تخطت المبلغ المخصص لها أساسا، لكن ميناند ذكر بأن كلفة مواد البناء سجلت ارتفاعا حادا تحت تأثير التضخم، وإصلاح مبانٍ تاريخية في العاصمة الأميركية يستتبع حتما كلفة كبيرة.
وقال، "بحسب المعلومات المتوافرة في الوقت الحاضر، ليس هناك أي مبرر لإقالة جيروم باول"، معتبرا أنه في حال أقدم ترامب على مثل هذا الخيار، فسيتحتم عليه إبلاغ باول بالتهم الموجهة إليه، وسيكون بإمكانه الطعن فيها أمام القضاء، مع البقاء في منصبه في هذه الأثناء.
اتهم ترامب قبل عودته إلى البيت الأبيض الاحتياطي الفدرالي بعدم خفض معدلات الفائدة بنسبة كافية، وصعد هذه الانتقادات لاحقا، فيما لزم البنك المركزي التريث بانتظار رؤية وطأة الرسوم الجمركية المشددة التي فرضها ترامب، على التضخم.
ويعتبر ترامب أن خفض معدلات الفائدة قد يحد من كلفة الدين الأميركي الذي يسجل تزايدا حادا.
لكن الرئيس انتقل الآن إلى مهاجمة باول على الصعيد التقني، ملمحا إلى أنه لا يدير الأموال المخصصة لترميم مباني مؤسسته بشكل صحيح.
وقال، "من المحتمل أن تكون هناك عملية اختلاس لتبرير كلفة الأشغال بـ2.5 أو 2.7 مليار دولار".
وطلب البيت الأبيض من الاحتياطي الفدرالي تبرير تكاليف المشروع، وهو ما فعله باول في رسالة، أول من أمس، مؤكدا أنه طلب عملية تدقيق جديدة من المفتش العام للاحتياطي الفدرالي.
وأشار باول إلى أن مباني المؤسسة "بحاجة إلى إصلاحات هيكلية كبرى"، موضحا أن الخطط الأساسية لم تلحظ "قاعة غداء لكبرى الشخصيات أو مصعدا".
قال بادرايك غارفي، الباحث في مجموعة "آي إن جي" للخدمات المالية، "من المرجح أن تتراجع الأسهم على وقع (الخبر) في ظل توجه للابتعاد من المجازفة والبحث عن ملاذات آمنة".
وتابع، "سيكون هذا في الواقع عزلا قسريا من الرئيس الأميركي لرئيس ذائع الصيت للاحتياطي الفدرالي، وهو حدث غير مسبوق يتحتم على الأسواق الأخذ به".
لكنه أضاف، إن الأسهم قد تنتعش بسرعة مدعومة بنظرية أن "الاحتياطي الفدرالي سيقر تخفيضات كبرى في معدلات الفائدة" ما سيدعم الاقتصاد.
لكن من غير المؤكد أن ترامب سيتمكن من تحقيق أهدافه بخفض معدلات الفائدة بسهولة في حال رحيل باول، إذ إن هذا القرار تتخذه لجنة السياسة النقدية التي تضم 12 عضوا يصوتون على ذلك.
وتوقع غارفي أن يستمر الأعضاء الآخرون في بناء قراراتهم على بيانات الاقتصاد الكلي المتوافرة وعلى حكمهم الخاص على وضع الاقتصاد الأميركي، مع السعي للأخذ بالاعتبار هدف الاحتياطي الفدرالي المزدوج القاضي بإبقاء التضخم منخفضا وتحقيق العمالة الكاملة.
وقد يواجه الدولار أيضا ضغوطا، في رأي غافي.
وقال غافي، إن "مصداقية الاحتياطي الفدرالي لم تمس في الوقت الحاضر، أقله طالما أن الرئيس باول باقٍ في منصبه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 42 دقائق
- معا الاخبارية
انقذوا شعب فلسطين فاهلها تباد وتحترق
يجب عقد قمة عربية طارئة من اجل انقاذ اهل غزة التي بدماء اطفالها ونسائها وشيوخها افشلت مشروع التهجير القسري و سوف تفشل ضم الضفة الغريية التي اتخذته كنيست الكيان الصهيوني بتاريخ 23 / 7/ 2025 يجب عقد قمة عربية بقوة القمة التي انعقدت في الخرطوم عام ال67 صاحبة قرارات اللآت الثلاثة التي شهدت المصالحة التاريخية بين الدول العربية وخصوصآ مصر عبد الناصر والسعودية الملك فيصل ونتج عن ذلك التحضير لحرب وانتصار اكتوبر المجيد فانعقدت القمة العربية عام ال67 في الخرطوم عاصمة السودان بعد نكسة ال67 وسميت بقمة اللات الثلاثة( قمة الخرطوم) 1لا صلح مع الكيان الصهيوني 2ولا تفاوض مع الكيان الصهيوني 3 لا إعتراف بالكيان الصهيوني * توحيد الجهود العربية من أجل تحرير فلسطين لان فلسطين عربية وشهدت قمة الخرطوم مصالحة تاريخية بين الزعيمين الكبيرين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ابو القومية العربية مع الزعيم الراحل ملك المملكة العربية السعودية الملك فيصل الذي أوقف بيع و ضخ البترول الى العالم في انتصار اكتوبر عام ال73 من أجل وقف العدوان الامريكي على مصر لمحاولته ارجاع أبطال الجيش المصري الى ضفة قناة السويس بعد انهيار جيش الكيان الصهيوني ونتج عن قمة الخرطوم عدم التفاوض او الإعتراف او الصلح مع الكيان النازي وكان موقف موحد من جميع الدول العرببة وبعد ان وقع السادات اتفاقية كامب ديفيد تمت مقاطعة مصر عربيآ ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة الى تونس وبعد ان استولت الحركة الصهيونية وهي (تحالف راس المال المسيحي المتطرف مع راس المال اليهودي المتطرف وهو اللوبي الصهيوني متحدة بعدة منظمات صهيونية في منظمة ايباك) ولها عدة اهداف 1 الدفاع عن الكيان الصهيوني 2 حماية الكيان الصهيوني 3 توسيع الكيان الصهيوني على حساب الدول العربية المجاورة واستولت الحركة الصهيونية على جميع مناحي الحياة ومفاصل الدولة في الولايات المتحدة الامريكية من البيت الأبيض والادارات الامريكية و الكنجرس بشقيه( مجلس الشيوخ ومجلس النواب ) وعلى قيادة الحزبين (الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري) اخذ الرئيس الامريكي ترامب في ولايته الأولى بالضغط على الدول العربية من أجل التطبيع مع الكيان الصهيوني وطبعت هذه الدول وهي (الإمارات والمغرب والبحرين والسودان وقطر فهي مطبعة منذ رمن) وهذا الاختراق لقمة الخرطوم بعد أن غابت عنه الشموس وابطال القومية العربية الذين خلدهم التاريخ ونقشت اسمائهم بماء الذهب وجيئ بحكام ضعفاء تتحكم بهم الحركة الصهيونية مثل الدمى واصبح من ارد ان ترضى عنه واشنطن عليه إرضاء الكيان الصهيوني (تل ابيب) فاصبح الجميع يتسابقون للتطبيع مع الكيان الصهيوني النازي الذي فاق هتلر في نازيته و رغم المجازر وحرب الابادة والتطهير العرقي والتجويع والتعطيش وسياسة الأرض المحروقة ضد الشعب الفلسطيني خصوصآ في قطاع غزة نتج عن ذلك (شطب من السجل المدني 2180 عائلة) واستشهاد أكثر من 70 الف شهيد ومفقود وجرح أكثر من 145 الف جريح منهم 1000 شهيد جراء محاولتهم الذهاب لأخذ المساعدات من شركة غزة الامنية الخاصة التي يقودها ضباط سابقون في الموساد والهدف من تكوين هذه الشركة تهجير الجماعي القسري شعب قطاع غزة وجرح 6500 جريح والتجويع والتعطيش جراء إغلاق المعابر من عصابات جيش الكيان الصهيوني من 2 مارس بشكل محكم الى استشهاد المئات بل الالاف من أصحاب الامراض المزمنة (أصحاب أمراض السكر والضغط والقلب وغسيل الكلى والاورام الخبيثة والاطفال) وتدمير البنية التحتية بشكل كامل وتدمير 90 % من مباني قطاع غزة حتى أصبح قطاع غزة منطقة منكوبة (لا تصلح للحياة) وعلى جميع المطبعين او من لهم علاقة مع الكيان الصهيوني قطع العلاقات مع الكيان النازي واغلاق السفارات وطرد السفراء الصهاينة واغلاق المكاتب التجارية الصهيونية في الدول العربية والاسلامية وطرد واغلاق القواعد العسكرية الامريكية وتوحيد الجهود العربية لوقف شلال الدم المتدفق والنازف من الشعب الفلسطيني وعقد مؤتمر دولي للسلام برعاية واشراف ومشاركة الرباعية الدولية وهي (الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا وامريكيا) مضاف لهم الصين واليابان كضامن لقيام دولة فلسطين كاملة السيادة على الاراضي التي احتلت عام ال 67 من الحدود الاردنية وتكون عاصمتها القدس الشرقية وبعقد المؤتمر الدولي برعاية واشراف الرباعية الدولية وهي (الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وامريكيا) مضاف لهم الصين واليابان كضامن لتنفيذ قرارات المؤتمر خوفآ من المماطلة من الكيان الصهيوني النازي بدعم امريكي بقيادة الحركة الصهيونية التي تحكم امريكيا *وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر عابت شموس كتب اسماء أصحابها بماء الذهب مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ( مصر ) الملك الراحل فيصل (السعودية) و الرئيس الراحل هوري ابو مدين (الجزائر) والرئيس الراحل صدام حسين( العراق ) و الشيخ الراحل زايد ( الامارات)و الشيخ الراحل الصباح (الكويت ) والرئيس الراحل معمر القذافي( ليبيا) و الرئيس الراحل ياسر عرفات م ت ف(رئيس فلسطين) ورئيس مجلس السيادة السوداني الراحل اسماعيل الازهري (السودان) لو كانوا موجودين كان لا امريكيا ولا الكيان الصهيوني النازي يتجرأوا على القيام بمجازر و جرائم الابادة والتطهير العرقي وجرائم التجويع والتعطيش التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الاعزل ويجب التصدي لسياسة القطب الواحد ممثل بالولايات المتحدة الامريكية التي تحتلها الحركة الصهيونية وذلك بتفعيل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي تعداد الدول 57 دولة عربية واسلامية مقرها جدة في السعودية بتشكيل لجنة عربية واسلامية تكون قراراتها ملزمة للدول العربية والاسلامية مكونة من 1 مصر 2 المملكة العربية السعودية 3 الجزائر 4 قطر 5 الامارات 6الكويت7 منظمة التحرير الفلسطينية (م ت ف) 8 باكستان 9 تركيا 10 إيران تقوم هذه الدول * بإجراء مصالحة عربية واسلامية بين جميع الدول العربية والاسلامية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول احياء وتنشيط منظمة دول عدم الانحياز والمؤسسين لها هم 1 الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مصر 2 الرئيس الراحل تيتو رئيس الإتحاد اليوغسلافي 3 الرئيس وزراء الهند الراحل نهرو وتعداد منظمة دول عدم الانحيار ما يقارب 120 دولة ومقرها جاكرتا اندونيسيا ان تشرف اللجنة العربية والاسلامية على المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني بدخول الجميع في ( م ت ف) لأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني اولآ على صعيد حركة فتح إجراء مصالحة داخل حركة فتح لان حركة فتح هي العمود الفقري و التنظيم الرئيسي في منظمة التحرير (م ت ف) ونريدها ان تكون حركة فتح معافاة ثانيآ اعلان حماس انهاء الانقسام وتسليم قطاع غزة للشرعية الفلسطينية (م ت ف) ودخول حماس والجهاد الاسلامي في( م ت ف) ثالثآ على الفصائل التي تحتجز رهائن صهاينة تسليم الرهائن الى( م ت ف ) وعلى الفور تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بتسليم الرهائن الى اللجنة العربية والاسلامية وبدورها تقوم اللجنة بتسليم الرهائن الصهاينة إلى الرباعية الدولية( الأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي وامريكيا) مضاف لهم الصين واليابان كضامن لتنفيذ عدة اتفاقيات * قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية من الحدود الاردنية على الأراضي التي احتلها الكيان الصهيوني النازي عام ال 67 من الحدود الاردنية * إعادة اعمار قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقيةعاصمةدولة فلسطين دون تهجير الشعب الفلسطيني بشكل جماعي قسري لان الهدف من التهجير القسري لأهل فلسطين هو إفراغ اهلها منها وتكون (فلسطين ارض بلا شعب بعد تهجير فلسطينيوا الداخل ال 48 ) وبعد ثهجير كامل الشعب الفلسطيني الجماعي القسري على الفور اعلان الكيان الصهيوني عن قيام حلمهم الاكبر قيام دولتهم الكبرى من( نهر النيل الى نهر الفرات) * ان تقوم الرباعية الدولية بالضغط على امريكيا والكيان الصهيوني النازي بتحرير جميع الاسرى الفلسطنيين ( تبيض السجون الصهيونية من الأسرى فلسطين ) * لن ينعم العالم بالامن والسلام إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية وهو قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية متواصلة بين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاشت (م ت ف) الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. .


فلسطين اليوم
منذ 8 ساعات
- فلسطين اليوم
أعضاء في الكونغرس الأمريكي: الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهورًا
أعرب عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي في بيان مشترك عن بالغ قلقهم إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية، محذرين من تداعيات خطيرة تهدد المدنيين والأمن الإقليمي على حد سواء. وأشار البيان إلى وجود فوضى خطيرة في آلية إيصال المساعدات، ما أدى إلى وفاة نحو 700 شخص نتيجة للتوزيع غير المنظم والظروف الميدانية القاسية. وأكد الاعضاء أن الأوضاع الإنسانية في غزة مروعة وغير مقبولة، لافتين إلى تحذيرات أكثر من 100 منظمة غير حكومية من انتشار المجاعة في أنحاء القطاع. وأضافوا أن نحو 75% من سكان غزة يواجهون مستويات جوع كارثية، بسبب الحصار المفروض من قبل حكومة الاحتلال، مطالبين بتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية. وانتقد البيان ما وصفه بـ قصور مؤسسة غزة الإنسانية في تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، معتبرين أن المساعدات المقدمة لا ترتقي إلى حجم الأزمة المتفاقمة. كما عبّر النواب عن اعتراضهم على قرار إدارة الرئيس دونالد ترمب بمنح المؤسسة 30 مليون دولار دون التشاور مع الكونغرس. وحذر الموقعون على البيان من أن توسيع العملية العسكرية يهدد سلامة العمليات الإنسانية، مشيرين إلى أن استمرار الحرب دون خطة واضحة لما بعد النزاع لا يصب في مصلحة الأمن القومي "الإسرائيلي". وفي ختام البيان، دعا أعضاء الكونغرس الإدارة الأمريكية إلى الضغط على رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للقيام بإصلاح جذري في عمل المؤسسة أو إغلاقها، والعمل بشكل جدي من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.


فلسطين أون لاين
منذ 13 ساعات
- فلسطين أون لاين
الانسحاب الأميركي من مفاوضات غزة.. تكتيك تفاوضي أم تصعيد؟
متابعة/ فلسطين أون لاين وسط تصاعد الغموض بشأن مصير مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أثار قرار الولايات المتحدة سحب وفدها التفاوضي من العاصمة القطرية الدوحة جدلاً واسعاً بشأن دلالاته، وتباينت التحليلات بين من اعتبره خطوة تكتيكية للضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومن رأى فيه مؤشراً لتحول استراتيجي أميركي يُنذر بتصعيد وشيك في القطاع. الباحث الأميركي كينيث كاتزمان رأى أن خطوة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة الفريق الأميركي لا تعني بالضرورة انسحاباً من العملية التفاوضية، بل تدخل ضمن "مناورة محسوبة" تهدف إلى دفع حماس للقبول بالطرح الأميركي-الإسرائيلي. وأشار إلى أن إشارات الإشادة السابقة التي وجهتها واشنطن لحماس كانت جزءاً من لعبة تكتيكية معروفة في السياسة الخارجية الأميركية. ورغم اعترافه بأن الانسحاب جاء على خلفية ما وصفه بـ"تعنّت حماس" وغياب المرونة في مواقفها، توقع كاتزمان أن تدفع الإدارة الأميركية قريباً باتجاه تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة كأولوية عاجلة في المرحلة الراهنة. وجاء هذا التحول في الموقف الأميركي بعد تصريحات مباشرة من الرئيس ترامب من حديقة البيت الأبيض، قال فيها إن حماس "لا تريد التوصل إلى اتفاق" وأضاف مهدداً: "حماس تعرف ما سيحدث بعد استعادة الرهائن... إنها تريد أن تموت"، في إشارة إلى فقدان الحركة أوراقها التفاوضية، ما أثار استغراب أوساط فلسطينية رأت في التصريح تهديداً صريحاً بعمل عسكري. وفي هذا السياق، حذر الباحث الفلسطيني سعيد زياد من دلالات الخطاب الأميركي، معتبراً أنه يعكس نوايا مبيّتة تتجاوز الضغط السياسي نحو التلويح بتصعيد ميداني، وربما عمليات اغتيال أو اجتياحات محدودة داخل قطاع غزة. وأشار إلى احتمال أن تُستخدم هذه التحركات لاتهام حماس بعرقلة المفاوضات، كما حدث في مراحل تفاوضية سابقة، مستشهداً باغتيال القيادي إسماعيل هنية في ظروف مشابهة. زياد أكد أن المقاومة الفلسطينية في غزة باتت مستعدة جيداً لأي مغامرة عسكرية، موضحاً أن التكتيكات التي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال في الفترة الأخيرة قد تُستخدم مجدداً بشكل أكثر تصعيداً إذا فشلت المفاوضات. كما حذر من موجة ضغط غير مسبوقة قد تتضمن شقاً إعلامياً ودبلوماسياً وأمنياً. وكان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قد أعلن رسمياً إعادة الوفد الأميركي من الدوحة، معتبراً أن الرد الأخير من حماس "يعكس عدم رغبتها بالتوصل لاتفاق". في المقابل، وصفت حركة حماس تلك التصريحات بأنها "سلبية ومفاجئة"، مؤكدة أنها قدمت موقفاً مرناً ومسؤولاً بعد مشاورات مع الفصائل والدول الوسيطة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من جانبه، أعلن أن حكومته تدرس مع الولايات المتحدة "خيارات بديلة" لاستعادة الرهائن وإنهاء حكم حماس في غزة، مؤكداً دعم تصريحات المبعوث الأميركي. لكنه في الوقت ذاته يواجه ضغوطاً داخلية متزايدة، خاصة من وزراء اليمين المتطرف مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يطالبون بوقف تام للمساعدات الإنسانية، واحتلال كامل لغزة، وتشجيع هجرة الفلسطينيين. الكاتب المتخصص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين رأى أن هذه المواقف لا تعكس بالضرورة الخط الرسمي للحكومة، بل تُستخدم كأوراق ضغط لتوسيع هوامش المناورة. وأكد أن قرار سحب الوفد الإسرائيلي من الدوحة لا يعني نهاية المفاوضات، بل يأتي في إطار كسب الوقت وتأجيل الحسم السياسي، في ظل فشل الحكومة بتحقيق إنجاز عسكري واضح حتى الآن. وأشار جبارين إلى أن نتنياهو يحاول التحرك ضمن فسحة زمنية محدودة لتفادي الضغوط الشعبية والمحاسبة السياسية، لا سيما مع اتساع رقعة المظاهرات داخل إسرائيل، خصوصاً من عائلات الأسرى الذين يطالبون بإعادتهم "بأي ثمن". ولفت إلى أن الضغوط الممارسة على الحكومة تأتي من خمس طبقات متداخلة: أخلاقية، وإنسانية، وأمنية، وسياسية، وأخيراً تلك المتعلقة بصورة إسرائيل الدولية. في هذا السياق، اعتبر جبارين أن التصعيد في الخطاب الأميركي يهدف إلى تحميل حماس مسؤولية فشل المحادثات أمام المجتمع الدولي، وتوفير غطاء سياسي لحرب جديدة محتملة، في ظل تراجع الإجماع الداخلي في إسرائيل. في المقابل، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر إسرائيلية أن قرار إعادة الوفد لا يعني بالضرورة توقف المحادثات، بل يهدف إلى إجراء مزيد من المشاورات، مشيرة إلى أن رد حماس الأخير كان إيجابياً ويساهم في تضييق الفجوات. من جانبها، أكدت حركة حماس أنها تعاملت بـ"مرونة ومسؤولية" مع المقترحات المطروحة، ورحّبت بها قطر ومصر، متهمة الولايات المتحدة باتخاذ مواقف منحازة رغم ما قدمته الحركة من مرونة في المفاوضات. ورغم عدم صدور تعليق رسمي من القاهرة أو الدوحة على التصريحات الأميركية، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أن الجولة الأخيرة من المفاوضات لا تزال مفتوحة رغم تعقيداتها، وأن قرار إسرائيل سحب وفدها لا يعني بالضرورة وقفها. وفي ظل هذه التطورات، تبقى مفاوضات وقف إطلاق النار معلّقة وسط شكوك متزايدة، بينما تتصاعد المخاوف من تصعيد عسكري واسع في القطاع، يُلقي بمزيد من الأعباء على الواقع الإنساني المتدهور أصلاً في غزة. المصدر / الجزيرة نت