الجزائر تعبّد طريق الطموح الإفريقي
"عمل استشرافي ورصد تحليلي".. هكذا وُصف الجهد الكبير الذي تم إنجازه عقب مشاورات تناولت تقييم الوضع الرّاهن والتوصيات الخاصة بالمرحلة الجديدة من تكثيف التحضيرات للنّسخة الرابعة من المعرض التجاري الإفريقي البيني، المقرّر تنظيمه من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، في الجزائر العاصمة. وهو حدث يتجاوز بكثير حدود مجرد تظاهرة اقتصادية، وإنما يشكّل محطة استراتيجية في مسار التكامل الإفريقي.
في سياق دائم التحوّل، حيث تعاد صياغة التوازنات والرهانات التي تشكّل أولويات إفريقيا، يأتي تنظيم هذا المعرض في الجزائر كمشروع واسع النّطاق، ولحظة مفصلية في مسار القارة، وهو يشكّل فرصة فريدة للجزائر لإبراز قدرتها على الجمع بين الطموحات الاقتصادية والخبرة اللوجستية والدبلوماسية الاستباقية.ويُعدّ معرض (IATF 2025) فرصة استراتيجية للجزائر من أجل ترسيخ مكانتها داخل الفضاء الاقتصادي الإفريقي، وتقديم صورة متجدّدة عن إمكاناتها الإنتاجية، ويهدف الحدث إلى الارتقاء بالتّعاون الإفريقي البيني إلى مستوى بنيوي، وتحقيق آثار ملموسة في ترقية المبادلات التجارية، وتعزيز اندماج البلاد في الديناميكية الاقتصادية القارية، ومع هذا، تبقى هذه التظاهرة القارية متجاوزة لإطار معرض تجاري، إذ تمثّل لحظة استراتيجية في التوصل إلى تنفيذ منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية (زليكاف)، وتُوفّر للجزائر نافذة فريدة لإبراز قدراتها التصديرية.
إن الالتزام السياسي المحيط بهذا الحدث، يعكس رغبة السلطات الجزائرية في جعل المعرض التجاري الإفريقي البيني (IATF) نجاحًا هيكليّا يخدم الاندماج الإقليمي. بعيدًا عن مجرد تحقيق الحضور والظهور، فالهدف يتمثّل في تحويل التظاهرة إلى رافعة حقيقية لتنويع الاقتصاد بشكل مستدام، وإعادة التموقع الاستراتيجي على مستوى القارة.
وتندرج هذه الديناميكية ضمن استمرارية الالتزام التاريخي للجزائر تجاه القارة الإفريقية. فمنذ الاستقلال كانت الجزائر حاضرة بدعمها لحركات التحرّر الوطني، وبمواقفها الدبلوماسية الثّابتة دفاعًا عن القضايا القارية.. هذا الدور الريادي يُفسّر إلى حد كبير انتخاب الجزائر لرئاسة عدّة هيئات تابعة للاتحاد الإفريقي، ويعزّز من شرعية اختيارها كبلد مضيف لهذا الحدث الكبير الذي يحظى باهتمام واسع من قبل المستثمرين والخبراء الاقتصاديين الأفارقة.
«تسخير كل الوسائل بما يتماشى مع طموح الجزائر الإفريقي".. هو الشعار الذي تتبنّاه الجزائر للدّفاع عن صورتها ونفوذها، ويمنحها القدرات الأساسية التي تسمح لها بالبروز في عدّة مجالات لا سيما في الفضاءات، والخدمات اللوجستية والإجراءات الإدارية والبروتوكول، والتمويل، والجمارك، والنّقل، والإيواء، والسياحة وكذلك الاتصال والتسويق.
إن رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، الوفيّ لهذا التوجه الإفريقي للجزائر، ما فتئ يعمل من أجل تعزيز التقارب السياسي بين الدول الإفريقية، من خلال نظرة ترتكز على التضامن الفعّال والتعاون في مواجهة التحدّيات المشتركة، والأهم من ذلك إطلاق رؤية اقتصادية واضحة تقوم على تحريك القدرات الذّاتية للقارة، وتستند إلى تنشيط التجارة البينية الإفريقية، وشعار "إفريقيا للأفارقة"، الذي شكّل أحد ركائز الفكر الوحدوي الإفريقي منذ تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، انطلق من الجزائر، وليس من باب الصدفة أن يُبنى اليوم مشروع النّهضة الاقتصادية للقارة على نفس الأرض التي شهدت كفاح التحرّر ومقاومة الاستعمار.إن الاستراتيجية التي يعتمدها الرئيس تبون، تقوم على رؤية بعيدة المدى: تنويع الاقتصاد الوطني، تعميق الشراكات الإفريقية، وقطع الطريق أمام أنماط العلاقات الاقتصادية غير المتكافئة.. وهذه المقاربة الطموحة تجد تجسيدها العملي اليوم، في تنظيم هذا المعرض الإفريقي الذي يعتبره العديد من الخبراء رافعة أساسية لترقية المبادلات التجارية داخل القارة، إلى مستوى سوق تُقدَّر قيمتها بأكثر من 3000 مليار دولار.
وتحسّبا لهذا الموعد الهام، تسخّر الجزائر جميع إمكاناتها لإنجاح هذه التظاهرة وجعلها محطة مرجعية، ومنعطفًا استراتيجيًا في انطلاقتها الاقتصادية الإفريقية، بما يلبّي تطلّعات شعوب القارة، ويترجم على الأرض رؤيتها لمستقبل مشترك قائم على روابط تجارية قوية ودائمة.
لن يكون الرابع من سبتمبر المقبل، مجرد حدث اقتصادي، ولا مناسبة دبلوماسية رمزية، فالجزائر ستجسّد فيه إرادة مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي، تدعمها إرادة سياسية عبّر عنها بشكل صريح السيّد أولوسيغون أوباسانغ، الرئيس الأسبق لجمهورية نيجيريا، وعلى مدار أسبوع كامل، ستستعيد الجزائر دورها كعاصمة إفريقية محمّلة بزخم تاريخي عميق يستحضر أمجاد ماض قريب صاغته الآمال الإفريقية.
وفي وقت تبحث إفريقيا عن معالم جديدة تأتي الطبعة الرابعة للمعرض التجاري الإفريقي البيني في الجزائر، لتكون نموذجًا للتبادل والطموح والتكامل القاري..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 2 أيام
- الشروق
التحوّل الرقمي للمؤسسات المالية بالجزائر أصبح حتمية تمهيدا لما بعد كورونا
خبراء ومهنيون وصفوهما بمظلة آمنة لحماية بياناتنا من الاختراق السيبراني يؤكد خبراء في المالية، ومهتمين في عالم التكنولوجيات والتحوّل الرقمي، أنه في عالم الأموال والمعاملات المالية الذي يتسم بالتطور المستمر، يحدث تحوّل 'هادئ' يغير من طريقة عمل المؤسسات المالية وتفاعلها مع عملائها، هذا التغيير، المدفوع بحلول تكنولوجيا المعلومات المتطورة، لا يقتصر فقط على الحواسيب الأسرع أو التطبيقات الأذكى، بل يعيد صياغة جوهر المعاملات المالية وخدمة العملاء، في هذا المقال سنكشف كيف أن التقنيات الابتكارية مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنية البلوك تشين، وتحليلات البيانات الضخمة، ستعيد تشكيل مشهد التحول الرقمي في القطاع المالي بالجزائر، وتوقعات بجعله أمانًا، وملاءمة للاحتياجات الفردية والمؤسساتية التي تعمل على تخطي الحواجز، وتفتح آفاقًا جديدة لرجال المال والاعمال والمستثمرين الجزائريين والأفراد على حد سواء، وتمهد الطريق نحو مستقبل يكون فيه التمكين المالي متاحًا للجميع. وتكملة لهذه الديباجة التي استهلينا بها مقالنا هذا لاننسى أن الجزائر منذ العام 2019،في فترة الرئيس عبد المجيد تبون، بذلت مجهودات جبارة للوصول إلى جاهزية مشروع الإستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، الذي يهدف في عمومه إلى تغيير نمط التسيير الرقمي والحفاظ على المعلومة وبيانات الجزائريين، خاصة ماتعلق بمجال الاستثمار في القطاع المالي والمصرفي لتجسيد محور البنية التحتية التي تكلّلت بالتوقيع شهر أفريل الماضي على الصفقة المتعلقة بمشروع إنجاز المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية بين المحافظة السامية للرقمنة ومجمع 'هواوي كونسورسيوم'، بالعاصمة والبليدة، والذي يهدف حسب القائمين عليه إلى تحقيق السيادة الرقمية والعمل على توطين المعلومات الوطنية بإعتماده على نظام معلوماتي وطني يشتمل على المنصة الوطنية للتشغيل البيني التي ستعمل على الربط بين الأنظمة المعلوماتية القطاعية، وكذا على قاعدة البيانات الوطنية والبوابة الوطنية التفاعلية للخدمات الرقمية التي تتضمن 40 خدمة عمومية رقمية لصالح المواطن والمؤسسة وتعمل الحكومة حاليا بخطى ثابتة وجادة على رقمنة القطاع المالي والمصرفي، وتأتي هذه الخطوات المتسارعة تجسيدا لالتزام رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رقم 25، الذي ينص على 'تحقيق التحوّل الرقمي لتحسين الاتصال وتعميم استخدام تكنولوجيات المعلومات، خاصة في إدارات المرفق العمومي، وتحسين حوكمة القطاع الاقتصادي، تماشيا والتطورات العالمية التكنولوجية المدعومة بالتحوّل الرقمي وتكنولوجية الذكاء الإصطناعي في القطاع المالي، كالإعتماد على تقنية 'البلوك تشين'، وقد كان لـ'الشروق اونلاين' حديث مع مختصين وخبراء في القطاع المالي والمعلوماتي ومسؤولين بالمحافظة السامية للرقمنة من أجل تسليط الضوء على إمكانية إستعداد الجزائر للإمتثال لهذه التقنية أو العمل على إنجاز تكنولوجية مماثلة بأيادي وعقول جزائرية. تقنية البلوك تشين، حسب خبراء المعلوماتية التي تحدثت إليهم ' الشروق' قد لاتصنعها على الأرجح وسائل التواصل الاجتماعي، وحسبهم، قد تغيرعالم المال والأعمال والتجارة على الشبكة العنكبوتية رأسا على عقب، حيث ستشكل في رأيهم، الحجر الأساس لإختراع معظم العمولات المشفرة مثل البيتكوين، ولكن كيف تستطيع هذه الاخيرة إذا إمتثلت لها البنوك والمصارف النقدية بالجزائر، أن تغير طبيعة شبكة الإنترنت بالرغم من أن منظومة هذه الشبكة مثالية في تبادل المعلومات، إلا أنها لاتجدي نفعا عندما يتعلق الأمر بتبادل الأصول المالية مثل النقود والأسهم والسندات والعقارات وحقوق الملكية الفكرية، إلا من خلال وسيط كالبنوك والمؤسسات المصرفية والنقدية. من هنا جاءت تكنولوجيا البلوك تشين لتقضي تماما على حتمية وجود وسيط أو بالأحرى لتنهي تماما فكرة المركزية في أي تعامل بين الأفراد، هكذا يتساءل خبراء ومطوري هذه التكنولوجيا. لكن أصلا، ماهي تقنية البلوك تشين، يقول من تقربت إليهم بوابة 'الشروق أونلاين ' في هذا المقال، هي عبارة عن سلاسل هائلة من البيانات المشفّرة المتعلقة بأصول مالية أو أي بيانات يمكن توزيعها على عشرات أو مئات الملايين من أجهزة الكمبيوتر في العالم، حيث تسمح التقنية لهذا العدد الهائل من المشاركين في أي سلسلة من هذه السلاسل بإدخال معلوماتهم فيها والتأكد من صحة معلومات الآخرين، بحيث تصبح السلسلة في نهاية المطاف بمثابة سجل علني مشفر وآمن، يتيح إمكانية التبادل عبره دون أي وسيط في التعاملات، أو أي رسوم. هذه التقنية يكشف من تحدثنا إليهم من مختصين في المعلوماتية والمالية والجباية قد تحرر مستقبلا الجزائريين في معاملاتهم المالية، وتحفظ لهم حقوقهم القانونية في أي محاولات لانتزاع ملكيتهم لهذه الحقوق، ولعل هذا ما سيجعل هذه التكنولوجية القلب النابض للقطاع المالي والمصرفي بالجزائر، والسؤال الذي يطرح نفسه من خلال هذا المقال، هل الجزائر مستعدة للعمل بتقنية البلوك تشين والذكاء الإصطناعي في القطاع المالي لحماية بيانات المواطنين من الإختراق الداخلي والخارجي؟ مريم بن مولود المحافظة السامية للرقمنة لـ'الشروق أون لاين': التحول الرقمي والذكاء الإصطناعي سيعززان الثقة في النظام المالي مركز الخدمات الرقمية ثمرة جهود الدولة نحو التحوّل الرقمي تعتبر منصات الخدمات المصرفية والبنكية عبر الإنترنت، ضرورة توفرها تكنولوجيا المعلومات للمؤسسات المالية حيث تمكّن هذه المنصات الزبائن من الوصول إلى حساباتهم، وإجراء التحويلات المالية، ودفع الفواتير، وتقديم طلبات القروض، وغيرها من الخدمات دون الحاجة إلى التقدم الى البنوك، هذا مايوفّر وقت للزبائن وجهد العاملين، كما يساعد في تقليل التكاليف، وهذا ماتسعى إليه الحكومة في تنفيذها للإلتزامات التي تعهد بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون بضرورة رقمنة كل القطاعات سيما المالية منها. وهو ما تعمل عليه حاليا المحافظة السامية للرّقمنة، مريم بن مولود، التي التقت'موقع الشروق أونلاين'، على هامش افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول إعداد مشروع قانون للرّقمنة، بالمركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال، بتاريخ الثلاثاء 4 جوان الجاري، وهذا بحضور كريم بيبي تريكي، وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، ومحمد الصغير سعداوي، مستشار رئيس الجمهورية، المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثّقافة. وأكدت المتحدّثة في تصريح هامشي، أن التحوّل الرقمي في القطاع المالي، سيحدث تغيير في طريقة تقديم ومعالجة المعاملات المالية من خلال الأنظمة الرقمية، حيث سيصبح بإمكان الزبائن تقديم طلبات القروض عبر الإنترنت بكل سهولة، مع إمكانية رفع الوثائق المطلوبة رقميا، كما سيتاح للمؤسسات المالية التعامل بأنظمة متطورة لمعالجة هذه الطلبات، بشكل أسرع وأكثر فعالية، مما يقلل من الوقت اللازم للحصول على القرض، ويحسن تجربة المعاملات، فضلا على حفظ البيانات وجعلها سرية وآمنة، سيما ماتعلق منها بتقنية البلوك تشين، واعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي والمصرفي، وفي كل القطاعات الحكومية. وأضافتا لمحافظة السامية للرقمنة، أن أنظمة كشف الإحتيال والوقاية، أصبح أكثر من ضرورة، وجزء لا يتجزأ من البنية التحتية التكنولوجية لمؤسسات المالية، حيث أصبح من الضروري إستخدام هذه التقنيات المتقدمة مثل 'البلوك تشين'، وتقنيات التعلم الآلي، وتحديد الأنشطة المشبوهة التي قد تشير إلى محاولات الإحتيال، وبفضل هذه التكنولوجيات، تقول مريم بن مولود، يمكن للمؤسسات المالية حماية أنفسها وعملائها من الخسائر المحتملة مع تعزيز الثقة في النظام المالي. وفي شق الحديث عن جاهزية مشروع الإستراتيجية الوطنية للتحوّل الرقمي، تطرقت المحافظة السامية للرقمنة، في ردها على سؤال موقع الشروق اون لاين، إلى أن ذات المشروع، يعد لبنة أساسية في مسار التحوّل الرقمي في الجزائر، لما سيحققه من تأطير لقطاع الرقمنة ككل، وعرجت في ذات السياق نحو المركز الوطني للخدمات الرقمية -قيد التجسيد- التي إعتبرته 'مشروع ضخم' لما يتضمنه من مشاريع منها وضع بوابة وطنية للخدمات الرقمية بولوج واحد وموحّد، -تضيف الوزيرة- إلى جانب العمل على تجسيد التبادل الرقمي البيني بين 16 قطاعا بما فيه القطاع المالي والمصرفي بشكل يقوم على التبادل الآني والآلي والمؤمن للمعلومات في إطار المشروع ذاته، بعد مشاورات مع الخبراء والفاعلين في مجال الرقمنة، تكللت هذه المشاورات بتنظيم 14 ورشة منذ شهر نوفمبر2023، وانبثقت عنها أزيد من 300 توصية تم اعتمادها في المسودة الأولى للإستراتيجية التي تم عرضت على مختلف القطاعات المعنية، وخضعت لتعديلات عبر خمس نسخ متتالية كان آخرها تلك التي رفعت إلى رئاسة الجمهورية مؤخرا. وأضافت الوزيرة في تصريحها، أن هذا المشروع يأتي لدعم جهود الدولة في وضع استراتيجية وطنية للتحوّل الرقمي، لتحقيق مقاربة متعددة الأبعاد تتمثل في كيفية تحقيق السيادة الرقمية للدولة التي ترتكز على قانون الرقمنة والأمن المعلوماتي الذي يتم حاليا العمل على إعداده والذي سيكون عبارة عن قانون إطار شامل وموحّد، ينظم ويؤطر مجال الرقمنة، ويهدف إلى رفع العراقيل وتسهيل الإجراءات الإدارية وتغطية الثغرات التي قد سيببها التطور التكنولوجي مستقبلا والذي سنعيشه كغيرنا من الأمم. محمد بلحسين مفوض التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار في الاتحاد الإفريقي الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين سيكونان المظلة التي تحمي بيانات الجزائريين من القرصنة أكد البروفيسور محمد بلحسين، مفوض التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار في الاتحاد الإفريقي، أن الجزائر قد فتحت الباب لاستعمال الوسائل التكنولوجية التي منحت -حسبه- فرصا جديدة لتحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية، مضيفا، أن الثقة في هذه التكنولوجيات أدت إلى التفكير في كيفية الحفاظ على معلومات وبيانات المواطنين من الإختراق الخارجي وحتى الداخلي وهو ما يشهده القطاع المالي والمصرفي عموما. واكد البروفيسور في تصريح لـ'الشروق اونلاين' على هامش انطلاق أشغال القمة الإفريقية للرقمنة والمؤسسات الناشئة، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال في العاصمة، بداية العام الجاري 2024، أن الذكاء الإصطناعي في الخدمات المصرفية بالجزائر، يحتاج إلى خبرة وجهد كبير من جانب البنوك، موضحا في ذات السياق هذا الأخير، أن للذكاء الإصطناعي دور مهم جدا في ترتيب البيانات، وبالتالي تنفيذ الأوامر بشكل دقيق، مشيرا أن لعبة الجريمة المعلوماتية مثل لعبة القط والفأر، وعلينا تقييم من سيسبق الآخر، وفي ضوء ذلك لابد من إيجاد حلول استباقية لمواجهة مخاطر الأمن السيبراني من خلال توظيف مستعجل لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ومايطلق عليه اليوم بتقنية البلوك تشين المتعامل بها في عديد البلدان. وأشار المسؤول، إلى أن الذكاء الاصطناعي هو جزء كبير من حياتنا، وقال إن حلول كثيرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في قياس الاستجابة في ثواني بشكل سريع جدا، وبالتالي لابد أن تكون أدوات الحماية موظفة في القطاع المالي والمصرفي، وتابع بالقول، أنه من المتوقع أن تكون تقنية البلوك تشين من الأدوات المهمة جدا في عمليات التأمين السيبراني لبيانات الجزائريين في القطاع المالي خلال السنوات القادمة، أو بالأحرى قبل العام 2027، بجانب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. واشار البروفيسور، أن الذكاء الاصطناعي والبلوك تسين سيكونتن مظلة حماية لكل عمليات الإختراق، وعلينا توحيد الشبكات الاجتماعية والمالية تحت مظلة واحدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وقال إن الذكاء الاصطناعي سيساعد البنوك وعدة مؤسسات مالية واقتصادية بالجزائر في اسنخدام الهوية الرقمية بشكل أكبر.وفي سؤال حول أهمية تقنية البلوك تشين في مجال المعاملات المالية والمصرفية بالجزائر، قال البروفيسور، أن المؤسسات المالية تحتاج إلى تحديث تطبيقاتها باستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية والتشغيل الآلي، حيث يمكن للبنوك تطوير منتجاتها وخدماتها، ما سيساعدها في تعميق الثقة بينها وبين الزبون. المفوّض العام للجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية رشيد بلعيد.. 'البلوك تشين' ستكون بمثابة القلب النابض للقطاع المالي بالجزائر أكد المفوّض العام للجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية، رشيد بلعيد، أن التحوّل الرقمي في القطاع لمالي والمصرفي بالجزائر، يعد أحد أهم مقومات بيئة الأعمال كونه يشكل الحجر الأساس في تعزيز فرص البقاء، والنمو والاستمرار، ونتيجة للتطور السريع والمستمر في التقنيات التكنولوجية الحديثة، التي ساعدت على ابتكار وسائل وأساليب جديدة في تقديـم الخدمات المصرفية للعملاء، ظهرت برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم على تقنيات حديثة ومتقدمة. وتوصل بحث المختصين في المجال يقول المسؤول، إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية، سيساعد على تطوير أداء المصارف مستقبلا في الجزائر، من خلال تحسين جودة الخدمة المصرفية، والتحكم في التكاليف، مع تخفيف المخاطر، وزيادة الإيرادات، فضلا على رفع مستوى المنافسة بين البنوك، وعليه لابد أن تحرص المؤسسات المالية والمصرفية بالجزائر على تحقيق عامل التنويع في أساليب عرض الخدمة من خلال القنوات المصرفية المتعددة التي تبنتها المؤسسات المالية كالقنوات التقليدية، والصراف الآلي، والهاتف، بالاضافة الى الشاشات الرقمية، والانترنت، بالإضافة إلى تطوير أدوات ووسائل الدفع لتصبح ملائمة لطبيعة المعاملات الحديثة، وتتماشى والبيئة الإلكترونية للمختلف المعاملات. وأوصى المسؤول في حديث لـ'الشروق أونلاين'، بأهمية تطبيق المزيد من برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على مستوى الخدمات المصرفية المتنوعة، والسعي على متابعة وتطوير تلك البرامج، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية تنظيم برامج تدريبية لازمة للعاملين في البنوك وكيفية التعامل مع تلك البرامج بما يحقق الأهداف الاستراتجية للمصارف، مستقبلا سيما تقنية البلوك تشين التي هي بمثابة القلب النابض للقطاع المالي، ويعد ذلك أحدث ما وصل إليه العالم اليوم في قطاع تسجيل العمليات المالية، والتجارية، والخدماتية بطريقة تقنية، لا يمكن التلاعب بها، فضلاً على السرعة الكبيرة التي تتم فيها خلال وقت قصير، بجانب موثوقيتها، ودقتها المتناهية، كما نبّه المسؤول، بأهمية الاهتمام بتوظيف تقنية البلوك تشين، كتكنولوجية عالمية حديثة، في ظل السعي نحو تطبيق الحوكمة في المؤسسات المالية، لدوره المهم في تحسين الأداء الإقتصادي فضلا على عامل الدقة وحماية البيانات من السيبريانية. سمير بورحيل رئيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي التحكم في الذكاء الإصطناعي والبلوك تشين يعني السيادة الرقمية للدولة أكد سمير بورحيل رئيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، أن دمج تقنية البلوك تشين، والذكاء الإصطناعي، فضلا على العملات الرقمية سيطور القطاع المالي بالجزائر، بطرق لم يكن من الممكن تصورها من قبل. ومن المتوقع يؤكد المسؤول في تصريح لـ' الشروق اون لاين' على هامش أشغال الملتقى الوطني الأول حول 'السيادة الرقمية للدولة'، الذي نظمته كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية لجامعة الجزائر 3، منتصف شهر فيفري الماضي، أن تضاعف المؤسسات المالية إنفاقها على الذكاء الاصطناعي بعد حلول عام 2027، مما يؤكد الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي لتبسيط العمليات وتعزيز عمليات اتخاذ القرار. وقال بورحيل، أنه لا يقتصر دور الذكاء الإصطناعي والعملات الرقمية، وحتى تكنولوجيا البلوك تشين، على تعزيز الكفاءة التشغيلية فحسب، بل ستمهد هذه التكنولوجيات الطريق لنظام مالي أكثر شمولا، من خلال تمكين التعامل الآمن والفعال مع البيانات، فإنها تبسط الإمتثال وتقلّل التكاليف، مما يجعل الخدمات المالية في متناول عدد أكبر من المتعاملين. ومن الواضح، يؤكد رئيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين ستلعبان دورا محوريا في تشكيل بنوك الغد، ودفع عجلة الابتكار، مع تعزيز الشمولية في القطاع المالي، بوجود التقنيات الناشئة في المقدمة، كما يمكن أن يحدثان ثورة في المعاملات المالية من خلال تحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء اليدوية وتعزيز إجراءات الحماية، متسائلا في الوقت نفسه، عن ترقب جاهزية الجزائر لهذه النقنيات، وهل هي مستعدة للعمل بها، في وقت ينتظر من معهد الذكاء الإصطناعي بالمدينة الجديدة بسيدي عبدالله الدور الكبير في إخراج دفعات من الجامعيين الذين تنتظر منهم الدولة خدمات لصالح البلاد من الدرجة الأولى. وعرّج المسؤول، أن الجزائر عملت على مواكبة التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام والإتصال بتعديل وسن نصوص تشريعية تساهم في تدعيم السيادة الرقمية من بينها قانون الإتصالات الإلكترونية، وقانون حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، فضلا على قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية. الهواري رحالي المدير العام لبنك الجزائر الخارجي تقنية 'البلوك تشين' ستؤسس لبناء الثقة الرقمية بين المواطن والبنوك أكد المدير العام لبنك الجزائر الخارجي، الهواري رحالي، أن لجوء شركات التأمين إلى تكنولوجيا البلوك تشين في تسيير نشاطها وأداء التزاماتها، سيساعدها على تحليل الأخطار ومعالجة البيانات مع تسريع مدة تسوية عديد الملفات وتحسين وتطوير منتجاتها المالية، كما ستخلق هذه التكنولوجية نماذج جديدة للتوزيع والدفع المتمثلة في الاكتتاب والتعويض. وأضاف المسؤول، في تصريح خصّ به 'الشروق اونلاين'، أن توظيف تكنولوجيا البلوك تشين، ستساهم في تسهيل المعاملات المالية، وتساعدتها في توسيع قاعدة عملائها، كما ستعمل على تمكين مختلف فئات المجتمع والمتعاملين الاقتصاديين من الحصول على مايحتاجونه من التغطيات المالية، بإستعمال وسائل دفع رقمية تتميز بالسرعة وسهولة الاستعمال لتطبيقات تكنولوجيا تؤسس لبناء مستقبل أفضل للقطاع المالي بالجزائر، بالاعتماد على التحوّل الرقمي، والتقنيات التكنولوجية التي تتيح فرص ابتكاروتطوير منتجات مالية تتناسب واحتياجات ورغبات كل أنواع العملاء. وقال المسؤول، في حديثه عن التجربة الجزائرية التجربة الجزائرية ، أن تقنية البلوك تشين تخضع لقيود وتشريعات قانونية لايسمح باستعمالها على الوجه الأكمل، وهذا بسبب ما تتمتع به من سرية كبيرة بخصوص ما تعلق بهوية مستعمليها، وصعوبة التعرف على مصادر الأموال التي يتم تداولها والتعامل بها، والتي تشكّل تهديدا على الاقتصاد الوطني. وأوصى المسؤول، بضرورة مراجعة وتعديل التشريعات التي تقيّد العمل بالعملات الرقمية في الجزائر، والسماح للشركات المالية بممارسة معاملاتها المالية، وتسيييرعقودها الذكية عن طريق العملات الرقمية، مع ضرورة استغلال تقنية البلوك تشين، علاوة على استحداث الهيئات التنظيمية والرقابية في القطاع المالي والمصرفي مع إنشاء مصالح مختصة بالتكنولوجيات الحديثة التي تتماشى ومتطلبات الرقمنة والعولمة المالية تحت إشراف حكومي. وهذا- حسبه- ما سيطور المناخ الاستثماري في الجزائر، وسيسمح باستقطاب المزيد من المستثمرين في الصناعة المالية والمصرفية، مع ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري وتكوين الكوادر المهنية في مجال التكنولوجيات الحديثة، من شأنها تعزيز النهوض بالخدمات المالية والتأمينية التي تعتمد على الرقمنة وقواعد البيانات المخزّنة في البرامج الحاسوبية، والتي يتم تناقلها عبر الانترنت، مع ضرورة تفعيل إستعمال النظم المعلوماتية والرقمية، وهذا بضرورة عقد اتفاقيات شراكة مع الشركات التكنولوجية المالية واستغلال كل الوسائط الالكترونية والخدمات الذكية لتقليص حجم تكاليف أعمال الإدارة الورقية. البلوك تشين له دور محوري في تشكيل بنوك الغد بالجزائر إن مفهوم تكنولوجيا البلوك تشين باختصار شديد هي نوع من قواعد البيانات العملاقة، التي يتم من خلالها تسجيل المعاملات في العديد من المجالات، وتختلف قاعدة البيانات الخاصة بالبلوك تشين عن قواعد البيانات التقليدية من حيث الطريقة التي يتم بها تخزين وإدارة المعلومات التي تحتوي عليها. فمن خلال هذه التكنولوجيا، يتم جمع البيانات بمجموعات تُعرف باسم الكتل، ويكون لكل كتلة سعة تخزينية معينة، عندما تمتلئ يتم ربطها بالكتلة المملوءة مسبقًا، لتشكل سلسلة من البيانات، ومن هنا جاء اسم سلسلة الكتل، ويتم التحقق من المعاملات التي يتم تسجيلها على هذه الكتل، عن طريق مستخدمين آخرين في نفس النظام. وبمجرد التحقق منها لا يمكن تعديلها أو تغييرها بأي شكل من الأشكال، حيث يتم إضافتها إلى سلسلة الكتل الدائمة الأخرى، والتي تم التحقق منها مسبقًا وأصبح يُنظر إلى سلسلة الكتل في الوقت الحالي باعتبارها تقنية ثورية، يمكن من خلالها تسجيل أو توثيق أي نوع من المعاملات في أي مكان بالعالم، في سجل واحد موجود على الإنترنت وعلى الرغم من أن تقنية البلوك تشين قد ارتبطت في بداية ظهورها بالعملات الرقمية وبالتحديد بعملة البيتكوين، إلا أنه مع مرور الوقت بدأت العديد من المؤسسات المالية في العالم بالاعتماد عليها على نطاق واسع، لجعل معاملاتها أكثر كفاءة وأمانًا. الخبير المالي لزهر لطرش لـ'الشروق اونلاين' البلوك تشين سيمكّن البنوك والمصارف المالية من الهوية الرقمية إن انعكاس جائحة كوفيد 19 على كبرى المؤسسات والشركات في العالم، ظهرت آثارها بوضوح على القطاع المصرفي والمالي بالجزائر، الأمر الذي فرض على الدولة الجزائرية السعي الحثيث لمواكبة المتغيرات المتلاحقة التي خلفها الوباء سابقا، فقام القطاع البنكي والمصرفي ببذل جهود مضاعفة لتلبية احتياجات الزبائن والعملاء بالكفاءة والفاعلية المطلوبة لتحقيق تحوّل رقمي قصد غلق كل الفجوات المنتظرة جراء الوضع الصحي الذي لاتزال الجزائر على غرار بلدان العالم يتخوفون من مستقبله. ولإيضاح إشكالية هذا التحوّل الرقمي في ظل المتغيرات الحاصلة الصحية منها والاقتصادية والمالية، التي اهتمت بها الحكومة كان لـ'الشروق اونلاين'، حديث مع الخبير المالي، لزهر لطرش، ورئيس الجمعية الوطنية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية والرئيس المدير العام السابق لبنك الجزائر الخارجي، الذي أكد ضرورة إمتثال البنوك والمؤسسات المالية للهوية الرقمية، وذلك بانتهاج ما أبانته التكنولوجيات الجديدة في القطاع المالي وكان آخرها تكنولوجيا البلوك تشين التي ستمكّن البنوك والمصارف المالية -حسبه- من تحوّل رقمي جاد في المستقبل القريب، حيث سيتم من خلاله حماية البيانات الشخصية للمواطنين. وأكد الخبير، أن الجزائر كغيرها من البلدان في العالم، تنبهّت إلى أهمية التحوّل الرقمي في عديد القطاعات بما فيها المالي والمصرفي، وما يتبعها من آثار إيجابية متنوعة على الاقتصاد القومي، وهو ما أبانه مسعى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من خلال إلتزامه التي يعد فيه بدعم وتحفيز استخدام الوسائل الرقمية والعمليات الإلكترونية في الدفع المالي عن طريق بطاقات الإئتمان، وغيرها من التعاملات المالية المرسلة عبر منصات ومواقع إلكترونية تابعة لمختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، حيث تم وضع برنامج عام للتحوّل الرقمي إلى نظام المدفوعات غير النقدية، وهو الجهد الذي يُعد -حسب ذات المسؤول- بمثابة خارطة طريق لتحقيق التطوير والتحوّل الرقمي المنشود،في يالقطاع المالي وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها مع مراعاة المتغيرات المحلية، حيث جاء هذا بعد التدابير الاحترازية التي تابعها الرئيس تبون شخصيا في لقاءاته الدورية مع الحكومة، تكللت وقتها بإعداد مخطط للتعامل مع التداعيات الناجمة عن جائحة كورونا. وتتيح الخدمات المالية الرقمية -يقول المتحدث- مجالات سريعة وآمنة للدولة للوصول إلى الفئات الأكثر احتياجا من خلال التحويلات الإجتماعية، وغيرها من المساعدات المالية، لاسيما عندما تكون الوسائل المستخدمة في التعاملات غير آمنة أو محدودة، فالكثير من الجزائريين- يقول المتحدث، لديهم حساب مصرفي، ومع ذلك، فإنهم لايزالون يستخدمون الوسائل التقليدية مثل خدمات خارج الحساب لإرسال التحويلات المالية المحلية أو تلقيها، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن الخدمات المالية الرقمية تساعد الزبائن والعملاء على معالجة مشاكل ما اسماه بـ'السيولة الحرجة'، وتمكينها من التفاعل مع مقدمي الخدمات المالية، والسحب من خطوط الإئتمان القائمة دون تأخير أو تعطيل، والحصول على تمويل بديل يمكن أن يعوّض عن نقص السيولة في العمليات المالية التقليدية. استخدام العقود الذكية ومعالجة الحسابات والفواتير بشفافية.. تستخدم العديد من البنوك والمؤسسات المالية حول العالم، تكنولوجيا البلوك تشين، لتحسين جودة الخدمات المقدمة للعملاء بما فيها خدمة تحويل الأموال وأنظمة التخليص والتسوية فضلا على خدمة البيع والشراء الأصول، والمحاسبة والمراجعة، حيث أصبحت تكنولوجية البلوك تشين، تلعب دورًا كبيرًا في أقسام المحاسبة بغالبية الشركات والمؤسسات المالية والبنوك الكبرى، فمن خلال المزايا العديدة التي تتمتع بها هذه التقنية، بات بإمكان المحاسبين تدقيق وتسجيل البيانات المالية وتوثيقها، بشكل أسرع وأكثر أمانًا من الطرق التقليدية الأخرى. كما سساعد التقنية عديد المحاسبين في البنوك بالجزائر مستقبلا على معالجة الحسابات والفواتير بشفافية كاملة من خلال استخدام العقود الذكية، كما تُمكّنهم أيضًا من تسجيل جميع المعاملات في مكان واحد، والتحقق منها بشكل أسرع وأسهل. سلامي بوبكر خبير مالي وجبائي يصفها ببنك للمعلومات ويؤكد.. تقنية البلوك تشين ستحرّر معاملاتنا المالية من عامل الوساطة يقول الخبير المالي والجبائي بوبكر سلامي، في تصريح لـ'الشروق أونلاين'، أن تقنية 'البلوك تشين'، التي تسمى بالمصطلح العلمي والتقني بسلسلة الكتل، تعتمد على نظام لايسمح بتغيير المعلومة بعد إدخالها، وهذا يضمن حقوق الأطراف والمتعاملين، ولو نبسط الكلام -يضيف المتحدث- فإنه في أي معاملة بين شخصين أو مؤسستين، يمكن أن يحدث خلالها نزاع سيذهب إلى حد التقاضي، كما يمكن لأحد الأطراف، أن يتلاعب بمصالح الطرف الآخر لعدم وجود إثباتات، أو مايسمى بالوثائق الثبوتية، وبالتالي إمتثال المؤسسات المالية بالجزائر لهذه التكنولوجيا الرقمية، ستضمن حقوق الأطراف المتعاملة، وتابع بالقول، نحن نتكلم عن المعاملات المالية التي تضمن من خلالها حقوق البنوك وحقوق الأسواق المالية، وكل المؤسسات النقدية والمصرفية، لأنه سبق وأن دخلت عديد الملفات أروقة المحاكم، حيث شملت تلاعبات وتحويلات مالية إلتوائية، وكذا التلاعب بالبيانات والمعلومات والغش والتهرب، وبالتالي جاءت هذه التقنية التي نطالب بإدخالها بالقطاع المالي في الجزائر مستقبلا لتضمن حقوق الأطراف، والمتعاملين المستثمرين ورجال المال والأعمال، وتضمن العملية عن طريق الأثارالموثّقة. وهذا يعتمد -حسبه- على الرقمنة بالأساس، لأنه لايمكن نجاح التقنية بالجزائر في غياب التحوّل الرقمي والذكاء الإصطناعي، فالجزائر اليوم كإنطلاقة أولية يمكنها استخدام تقنية البلوك تشين، باللجوء إلى بعض المؤسسات العالمية التي تقوم بتأدية الخدمات وضمان العمليات والأموال والمبادلات. ويقترح الخبير المالي، بوبكر سلامي، خلق نظام رقمي مشابه أو على شاكلة البلوك تشين، لحماية كافة المعاملات على المستوى الداخلي والخارجي، ولايشترط علينا اللجوء إلى مؤسسة أجنبية، ويمكن للمؤسسات المالية والمصرفية بالجزائر، أن تمتثل لتقنية البلوك لحماية حقوق البنوك والمتعاملين الاقتصاديين. وأضاف الخبير بالقول، نتصور أن هناك معاملة بين شخصين أو مؤسستين يمكن لأحد الأطراف أن ينكر أو يتهرب من العملية لغياب وسائل الإثبات، ومن خلال هذه التقنية فبمجرد دخول المعلومات وموافقة الأطراف من المتعاملين أوالبنوك، لايمكن تغيير المعلومة والبيانات، وتصبح دليل ثابت لحماية حقوق الأطراف. ختاما، أكد الخبير المالي والجبائي، سلامي بوبكر، أن التقنية البلوك تشين، حديثة ولها فوائد كثيرة، خاصة ماتعلق بحماية حقوق المتعاملين والمعلومات، مع ضمان سيرورة مختلف العمليات المالية، وبالتالي نستطيع –يقول المتحدث- تشبيه تقنية البلوك تشين، ببنك للمعلومات لايمكن إختراقه، لهذا نطالب السلطات الوصية في القطاع المالي بالإمتثال لهذه التكنولوجية التي تحمي بيانات المتعاملين والمستثمرين والاقتصاديين وحقوق المواطن المالية. الخبير في تكنولوجيا المعلومات يزيد أقدال لـ'الشروق اونلاين': إستخدام البنوك البلوك تشين أصبح حتمية لحماية بيانات الجزائريين تكنولوجيا البلوك تشين تشكل الحجر الأساس لفكرة العملات الرقمية أكد الخبير في تكنولوجيا المعلومات، يزيد أقدال، في حديث مقتضب خص به بوابة 'الشروق أون لاين'، أن تقنية البلوك تشين، كغيرها من التقنيات، تبقى في نظر الخبراء والمطورين تكنولوجية يطرح من خلالها عديد التساؤلات، شأنها شأن عديد التقنيات والمنصات الرقمية التي تحتاج إلى عامل التحكم والعناية والمرافقة من طرف الحكومة، وعليه فإن ولوج ذات التكنولوجيا إلى البنوك والمصارف النقدية بالجزائر مستقبلا، قد يحرّرها من عامل الوساطة والقرصنة التي تهدّد ملايين البيانات، وأضحت محل نظر من طرف السلطات العليا في البلاد. فالبلوك تشين يقول الخبير في تكنولوجيا المعلومات، هو تقنية تشمل معالجة المعطيات كغيرها من التقنيات المعلوماتية، والأصل هنا –يضيف المتحدث- أنه من المفروض أن تكون كل البيانات والمعلومات الحساسة مخزّنة في مراكز المعلومات 'داتا سانتر' الوطنية، وهناك مشروع هام تسعى له الجزائر بإنجازها للمركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية بين المحافظة السامية للرقمنة ومجمع 'هواوي كونسورسيوم'، بالعاصمة والبليدة، لأجل حماية بيانات الجزائريين في مختلف القطاعات سيما منها الاستثمارية والمالية. ودع الخبير في المعلوماتية، الحكومة إلى ضرورة السعي من أجل التحكم في إستعمال تقنية البلوك تشين، في مصالحها المالية على وجه الخصوص والتي تستلزم –حسبه- موارد بشرية من مهندسين وأخصائيين في الرقمنة. وأضاف ذات المتحدث، أن أمر تخزين المعلومات وحساسيتها يتعلق بالمكان الذي تخزن فيه هذه البيانات، والأصل هنا أن كل المعلومات المخزّنة في الجزائر، ولاخوف من هذا الجانب، والتحدي المقبل هو وجود الكادر البشري، والإطارات التي تستطيع إدخال وإستعمال وبرمجة هذه التقنية الرقمية، بالنظر إلى إحتياجات القطاع المالي والمصرفي، فهذه التكنولوجية مهمة بالتأكيد في الجزائر، ويمكن إستعمالها في العديد من القطاعات، فضلا على تكنولوجية الذكاء الإصطناعي المعوّل عليه من طرف الحكومة. ويعتبر الخبير، إستخدام البلوك تشين في المستقبل، حتمية خاصة في القطاع القطاع المالي والمصرفي على وجه الخصوص، لما لها من استخدامات متعددة في هذا المجال، وأضاف الخبير، أن هناك عدة عوامل يمكن أن تكون عائقا لإمتثال الجزائر لهذه التقنية وغيرها من التكنولوجيات، منها عدم وجود رؤية كلية لرقمنة جميع المصالح الحكومية أو الاقتصادية، إذ أن كل قطاع يشتغل لوحده، وهذا مشكل، يقول الخبير، لأن القطاعات مترابطة ومتشابكة فيما بينها، وبالتالي تحتاج الأنظمة المرقمنة إلى التواصل بينها، وهذا ماقد يعقّد العمل بتقنية البلوك تشين إذا عملت بها الجزائر مستقبلا. رئيس التجمع الجزائري للناشطين في الرقميات تاج الدين بشير الجزائر ستمهد التعامل بتقنية البلوك تشين والعملات الرقمية مستقبلا أكد تاج الدين بشير، رئيس التجمع الجزائري للناشطين في الرقميات، أن الجزائر شرعت بدورها في تفعيل تحوّلها الرقمي بفضل مجموعة من التدابير، كإنشاء صناديق استثمار وإعفاءات ضريبية، وتخفيض الإجراءات الإدارية، وحوافز التنمية الرقمية، الذي تكلّل بإنشاء المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية في إطار مشروع الإستراتيجية الوطنية للتحوّل الرقمي، وهو ماسعت إليه الدولة من خلال جمع مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية، في عديد الصالونات الوطنية والإفريقية التي تخص الرقمنة والتحوّل الرقمي والمؤسسات الناشئة، كالملتقى الافريقي الرقمي الأخير الذي نظمه التجمع بمركز المؤتمرات عبد اللطيف رحال في العاصمة. وثمّن المتحدث في تصريح لـ'الشروق اونلاين'، على هامش الملتقى ذاته، وتيرة رقمنة الإدارة والخدمات الحكومية، التي تسير -حسبه – بالسرعة المطلوبة، والذي كان له أثر إيجابي على المشهد الرقمي في البلاد. وبخصوص رقمنة الخدمات المصرفية، أكد المسؤول، أن الجزائر على إستعداد تام لتوثيق بعض المنصات الرقمية التي تهدف إلى تحسين المحتوى الرقمي في القطاع المالي الذي يعتبر عصب المستثمرين بإعتبار حساسيته لتخزين بيانات ملايين المواطنين التي تبقى سرية في نظر البعض، إلا أنها قد تتعرض للإختراق في أية وقت نظرا لبقاء البنوك والمصارف النقدية تعتمد على الوسيط والعمل التقليدي المتعارف عليه، بالرغم من أن إحصائيات النقد الآلي تشير إلى انخفاض نسب المعاملات الإلكترونية في الجزائر، حيث أرجع التقرير الأخير هذا التراجع إلى بقاء عديد المتعاملين من مواطنين ورجال الاعمال يستخدمون النظام التقليدي الذي يعتمد على الورق، وهذا ما يفرض على السلطات الوصية في القطاع المالي بالجزائر إلى التخمين بالتعامل بتكنولوجيا الذكاء الإصطناعي، وتقنية البلوك تشين، التي ستحدث هذه الاخيرة حسبه ثورة رقمية الهدف منها الحفاظ على بيانات الجزائريين في البنوك والمصارف النقدية مستقبلا. ويؤكد تاج الدين بشير، إلى أن الجزائر ستمتثل لهذه التقنية والتكنولوجية في نفس الوقت قبل حلول العام 2030، حيث من المقرّر رقمنة كل القطاعات الحكومية التي تنعكس بالإيجاب على الأفراد والمتعاملين الإقتصاديين وحتى المستثمرين الأجانب. مصطفى تامي نورين المشرف العام على نظم المعلومات بمصرف السلام الجزائر البلوك تشين ستغيير نمط المعاملات الماليّة والعمولات الرقميّة بالجزائر أكد المشرف العام على نظم المعلومات بمصرف السلام، مصطفى تامي نورين، على ضرورة تنسيق الجهود لوضع إطار تنظيمي رقمي مطوّر للقطاع المالي والمصرفي والتهميد للعمل بتكنولوجيا البلوك تشين. وأضاف المسؤول في تصريح لـ'الشروق اون لاين'، أن تقنيّة البلوك تشين،التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية، لاقت إهتماما كبيرا وأصبحت تُستخدم في مختلف القطاعات في العالم، الصحيّة منها والتقنيّة والإعلام والصناعة وغيرها من المجالات، وعلى الرّغم من كونها تقنيّة جديدة من نوعها، إلّا أنّها أصبح لها التأثير القويّ في تغيير التكنولوجيا الماليّة والرقميّة، وسيتمّ تطويرها بشكل كبير إلى أنّ يتم دمجها واستخدامها بشكل كامل لتصل عديد البلدان بما فيها الجزائر، التي هي ليست بمنأى عن جرائم إختراق البيانات والمعطيات الخاصة بالزبائن، سيما في القطاعات الحساسة بما فيها البنوك والمصارف، حيثُ قيل بأنّه خلال العشرين سنة القادمة، ستصبح تقنيّة سلسلة الكتل أوماتسمى بالبلوك تشين من الضّروريات الهامّة. والسبب الرّئيسي وراء أهمية استخدام الجزائر لذات التقنيّة، يقول المسؤول، هو الثقة الرقميّة الّتي يحتاجها الكثير من المستخدمين، لأنه من المعروف أن معظم العمليات الماليّة الّتي تتمّ عبر الانترنت تنتهي بالإحتيال والنصب من قبل أشخاص أو جهات معيّنة، فالثقة في العالم الافتراضيّ يقول مصطفى تامي نورين، ليست بالأمر الهيّن. لذلك جاءت 'البلوك تشين' لتُتيح للمستخدمين إمكانيّة إتمام معاملاتهم الماليّة دون الحاجة لوجود طرف ثالث، حيثُ تتمّ عملية تحويل المدفوعات بشكل آمن وسريع، فضلًا على أنّها تمكّن المستخدمين من إمكانيّة إثبات الهوية الشخصيّة، كي يتم التعرّف على الشخص الّذي سيتم التعامل معه، والتأكد من الصلاحيّات من أجل إجراء المعاملات الماليّة، وطرح المختص بنظم المعلومات بمصرف السلام، تساؤلا حول إمكانية أن تكون هذه التقنية هي تكنولوجيا المستقبل في المعاملات الماليّة والرقميّة بالجزائر؟ بوغرارة جملات المكلفة بالإتصال ببنك ABC الرهان مستقبلا على 'البلوك تشين' لحماية بياناتنا المصرفية تعد جودة الخدمات البنكية عنصرا فعالا للنجاح في الأعمال المصرفية إلى جانب فكرة بروز المصارف والبنوك الإلكترونية، التي أدت إلى زيادة حدة المنافسة بين المصارف التقليدية التي تبحث عن دور لها، وبين المصارف الإفتراضية التي نمت في إطار التراكم المعرفي والتطور على غرار جائحة كوفيد 19 التي صدمت الجزائريين بشكل لايختلف عن نظرائهم في بلدان العالم. ولإعطاء توضيحات تحدثنا مع المكلفة بالإتصال ببنك'ABC'، بوغرارة جملات، التي أكدت في حديثها، أن النظام المصرفي في الجزائر، شهد تحولاُ رقميا هاما غلبت عليها تكنولوجيات المعلومات، التي أثّرت على الخدمات المصرفية عامة والمواطن خاصة، نظرا لمزاياها من ناحية السرعة والتكلفة، حيث تبنّت مؤسستها المالية إستراتيجية تطوير بنيتها الرقمية، مع تزايد عمليات المعاملات الإلكترونية التي أصبح الإحتياج لها كبيرا مع بروز البنوك غير التقليدية التي تتجاوز نمط الأداء الإعتيادي، ولاتتقيد بمكان معين أو وقت محدّد، تقول المتحدثة، فالبنوك الإلكترونية بمعناها الواسع، ليست مجرد فرع لبنك قائم يقدم خدمات مالية فحسب، بل موقعا ماليا تجاريا وإداريا وإستشاريا شاملا، له وجود مستقل على الخط، يتم التعاقد معه للقيام بخدمات أو تسوية المعاملات أو إتمام الصفقات على مواقع إلكترونية، وإبتكار تقنيات حديثة تساهم في تحسين وتطويرالخدمات المصرفية المقدمة من قبل البنوك وهو ما يمثل أهم تحدي للتحوّل الرقمي للبنوك، في وقت ينتظرإستخدام القطاع المالي مستقبلا لتكنولوجيا البلوك تشين. وأضافت المتحدثة، أن مؤسستها المالية استعملت مصطلح 'الديجيتال' في معاملاتها اليومية، قبل بداية جائحة كوفيد 19، كما للبنك برنامج رقمي وضع خصيصا في حال وجود إنقطاعات للشبكة المعلوماتية، ناهيك عن الاعتماد على التحسيس والاشعارات عبر صفحة البنك على موقع التواصل الاجتماعي الرسمي، مؤكدة في ذات السياق أن التحوّل الرقمي للخدمات المصرفية الخاصة بمؤسستها المالية، شهد تصاعدا معتبرا في المعاملات المالية عن بعد، من خلال عملية الدفع الإلكتروني والتحويلات المالية عن بعد، مؤكدة في الوقت نفسه، أنه مع تزايد القيمة الإقتصادية للمعلومات، وانتشار مفهوم الحماية للبيانات أصبح استخدام تقنية البلوك تشين بالمؤسسات المالية في الجزائر أكثر من ضرورة. يونس قرّار الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال دمج تقنية بلوك تشين بالذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في قطاع الخدمات المالية يؤكد الخبير في تكنولوجيات والمعلوماتية، يونس قرار، أن دمج تقنية 'بلوك تشين' والذكاء الاصطناعي، يمكن من إحداث ثورة في قطاع الخدمات المالية، نظرا لقدرتهما على تقديم رؤى متطورة، وزيادة الإنتاجية، وخفض التكاليف. وتحدّث الخبير في تصريح لـ'الشروق اون لاين'، عن مدى قدرة الذكاء الإصطناعي، وتقنية 'بلوك تشين'، على تغيير الخدمات المالية، وما قد يحمله مستقبل استخدامها في التمويل. وبحسب المتحدث، فإن تقنية البلوك تشين، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، سيمهدان لثورة تكنولوجية مهمة في الجزائر، حيث يمكن للذكاء الإصطناعي، إنشاء أنظمة حاسوب قادرة على التعرف على الأنماط، واكتساب المعرفة من الخبرة، واتخاذ القرارات، وهي مهام عادة ما تتطلب ذكاءا بشريا، في حين تمكّن تقنية 'بلوك تشين' التي تمثل تقنية لامركزية وآمنة وشفافة من إجراء معاملات آمنة ومفتوحة دون استخدام الوسطاء. وأفاد يونس قرار، في حديثه، بأن هذا التكامل بين الذكاء الاصطناعي و'بلوك تشين'، لديه القدرة على إحداث ثورة في مختلف الصناعات، وتغيير الطريقة التي نعيش ونعمل بها، فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الإصطناعي، و'بلوك تشين'، تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف وزيادة الأمان، وتقديم رؤى للعملاء في صناعة الخدمات المالية. وذكر الخبير في المعلوماتية، عددا من فوائد المشاركة بين الذكاء الاصطناعي و'بلوك تشين'، تعود على الخدمات المالية كتحسين الأمن الذي يعد حسبه أحد أصعب التحديات في صناعة الخدمات المالية، ولكن بفضل دفتر الحسابات اللامركزي وغير القابل للتغيير، كما توفر تقنية 'بلوك تشين' -حسبه- منصة آمنة وشفافة للمعاملات المالية، كما يكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي أيضا في تحسين الأمان من خلال اكتشاف الإحتيال، وتنبيه المستخدمين إلى نشاط مشبوه في وقت وجيز، فضلا على زيادة الكفاءة بشكل كبير، حيث يمكن للأول تحويل العمليات اليدوية واتخاذ قرارات حاسمة وفورية، في حين يمكن للثاني التقليل من تصفية المعاملات، وهذا الدمج لديه القدرة على تحسين سرعة وكفاءة الخدمات المالية بشكل كبير. وعلى الرغم من التفاؤل الكبير من دمج الذكاء الاصطناعي و'بلوك تشين'، وتأثيره الإيجابي على التمويل وريادة الأعمال بالجزائر، إلا أن هناك العديد من التحديات والمشكلات التي تحد من استخدام هذه التقنية في الوقت الحالي. في حين لا يزال دمج الذكاء الاصطناعي و'بلوك تشين'، في الخدمات المالية بمراحله الأولى، إلا أن المستقبل بالجزائر يبدو مشرقًا، ومع تقدم التكنولوجيا وتغير اللوائح، يمكن أن نتوقع عددا متزايدا من المؤسسات المالية بالجزائر التي تطبق الذكاء الاصطناعي و'بلوك تشين' لتحسين كفاءة وأمن خدماتها. والملاحظ أن السلطات العليا في البلاد، قد أعطت إهتماما كبيرا للتحوّل الرقمي في عديد القطاعات، ونتوقع تطويرالمحتوى الرقمي لعديد القطاعات بما فيها خدمات مالية جديدة ومبتكرة تستفيد من قوة الذكاء الإصطناعي وتقنية بلوك تشين. وأشار المتحدث، إلى أن التأثير الكبير لدمج الذكاء الاصطناعي وبلوك تشين على الخدمات المالية، في حال إمتثلت لهما الجزائر مستقبلا، وقتها يمكننا أن توقع مستقبل خدمات مالية أكثر أمانًا وكفاءة. ولفت المستشار الأسبق لوزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، يونس قرار، في تصريح لـ'الشروق اونلاين'، إلى أن الجزائر هي حاليا في مرحلتها الأولى لتأهيل هذا النوع من التقنيات الرقمية. وقال قرار، أن ما يلاحظ حاليا على مستوى المصارف المالية والبنوك، هو استحداث برامج إلكترونية تلعب دور الوسيط فقط، حيث تعرض خدماتها عن طريق شبكة الإنترنت، لكن يبقى الدفع نقدا أو بالصك، لدى كبار السن، وحتى عامة المواطنين ممن لايملكون البطاقة الذهبية، ما يستلزم العودة إلى العملية الكلاسيكية التي يميّزها الدفع اليدوي والتوصيل التقليدي. ويؤكّد الخبير، صار التحوّل الرقمي للمؤسسات المالية والمصرفية على غرار معظم القطاعات الإقتصادية، والحكومية، أمرا لا غنى عنه، وتابع بالقول أن الجزائر وجدت نفسها أمام ضرورة الاعتماد على الرقمنة والتحوّل الرقمي من أجل ضمان تحسين خدمات القطاع المالي وجعل بيانات الجزائريين في محفظة آمنة. حذيفة حبيب مطوّر برمجيات: كورونا حفزّت التحوّل نحو التمويل الرقمي للمصارف والبنوك أكد حذيفة حبيب، مطوّر البرمجيات في تخصص ويب وذكاء إصطناعي في تصريح لـ'الشروق أونلاين'، أن القطاع المالي والبنكي بالجزائر، يفرض على الحكومة البحث عن سبل تطوير البرامج الإلكترونية المستعملة في التعاملات الإفتراضية عن بعد بين الزبون والمؤسسة البنكية والمصرفية، وأعطى مقترحات قال أنها قد تكون سببا في تطوير القطاع البنكي الرقمي، من خلال التسويق الإفتراضي، وتحسين جودة الخدمات المصرفية عن بعد، وتوسيعها في الجزائر، كتسهيل إعتماد إستقبال الأموال، والسماح بإستقبال الأموال بالعملة الصعبة ولو جزئيا، بالإضافة إلى وضع آليات واضحة لعملية إرسال الأموال إلى الخارج يتم تعميمها على كافة البنوك، مع إنشاء مكاتب صرافة إلكترونية للتخفيف من سيطرة الأسواق الموازية، أما داخليا فنصح حذيفة، بتطوير مؤسسة 'بريد الجزائر'، كونها مؤسسة عمومية عملت على رقمنة قطاعها ومواكبة التكنولوجيات الحديثة الخاصة بمجال الخدمات الإلكترونية بما فيها المالية والنقدية. مستقبل البلوك تشين والذكاء الإصطناعي يبدوا واعدًا بحلول عام 2027 في ختام هذا المقال، يتضح لنا كيف أن تكنولوجيا المعلومات قد أحدثت ثورة في عالم المؤسسات المالية، موفرةً طرقًا جديدة ومبتكرة لتقديم الخدمات المالية بكفاءة وأمان أكبر، من خلال الإستفادة من التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنية البلوك تشين، وتحليلات البيانات الضخمة،حيث من الممكن أن تتمكن هذه المؤسسات بالجزائر، من تحسين تجربة العملاء وتوسيع نطاق وصولها لتشمل شرائح أوسع من المجتمع، ممهدةً الطريق نحو مستقبل يتسم بالشمول المالي والنمو الاقتصادي المستدام، وأن إلتزام الجزائر بهذا التحوّل الرقمي، بتبني الحلول التكنولوجية الحديثة من خلال تقنية البلوك تشين، وتكنولوجية الذكاء الإصطناعي، يعد خطوة حاسمة نحو تحقيق رؤية مالية متطورة تلبي احتياجات وتطلعات الجزائر الجديدة كما ارادها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون في إلتزاماته الـ54 السابقة. ويقترح حاليا عديد الخبراء في القطاع المالي، تبني تقنية البلوك تشين لتحويل الأموال والأصول والبيانات، التي تدخل في مجالات المال والأعمال، والرعاية الصحية، والتأمينات والخدمات اللوجستية، حيث يُتوقّع بحلول العام 2027، إستخدام معظم المؤسسات المالية والمصرفية في العالم العربي والغربي، لتقنية البلوك تشين وتكنولوجيا الذكاء الإصطناعي. ومع وجود العديد من التطبيقات العملية لتكنولوجيا البلوك تشين، والتي تُستخدم بالفعل في العديد من القطاعات، يراهن المختصين الذين حاورتهم بوابة 'الشروق أون لاين' فإنّ مستقبل البلوك تشين والذكاء الإصطناعي، يبدوا واعدًا، بالنسبة للمؤسسات المصرفية والبنكية، سيما مؤسسة بريد الجزائر العمومية من أجل تطوير المعاملات والتحويلات المالية السرية والشخصية السريعة.


الخبر
منذ 2 أيام
- الخبر
الجزائر تؤكد دعمها للدول النامية غير الساحلية بتركمانستان
شارك كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، اليوم الجمعة، في أشغال المائدة المستديرة رفيعة المستوى المنعقدة ضمن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالدول النامية غير الساحلية، التي احتضنتها مدينة أوازا بتركمانستان، تحت عنوان: "الاستفادة من الإمكانات التحويلية للتجارة وتسهيل التجارة والتكامل الإقليمي لصالح البلدان النامية غير الساحلية". ووفقا لبيان وزارة الخارجية، فقد أكد شايب خلال مداخلته، على أهمية العمل بروح التضامن والتعاون الدولي، مع تقديم الدعم التقني والتكنولوجي لهذه الدول، بهدف رفع مساهمتها في سلاسل القيمة العالمية. وأشار شايب إلى المجهودات التي تبذلها الجزائر في أطرها الإقليمية المختلفة للمشاركة الفعّالة في مشاريع البنية التحتية الموجهة لفك العزلة عن الدول الإفريقية غير الساحلية، مبرزًا أن الجزائر، التي دافعت دائمًا عن إقامة نظام اقتصادي عالمي عادل ومتوازن، تعمل اليوم على الانخراط في المبادرات الرامية لتحقيق الاستقرار في أسواق المواد الأساسية، خاصة الطاقوية منها. كما أعلن شايب أن الجزائر تستعد لاحتضان المعرض الإفريقي للتجارة البينية (IATF 2025)، المزمع تنظيمه من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، معتبرا أنه سيكون فرصة لإبراز القدرات التجارية للقارة الإفريقية وتعزيز المبادلات البينية. وفي ختام المؤتمر، تم الإعلان عن اعتماد البيان السياسي لأوازا ودخول خطة عمل أوازا (2024-2034) حيّز التنفيذ، وهي الخطة التي صادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي.


النهار
منذ 2 أيام
- النهار
الأمم المتحدة.. شايب يشارك في أشغال المائدة المستديرة عالية المستوى
شارك كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، في أشغال المائدة المستديرة عالية المستوى المنعقدة في إطار أشغال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالدول النامية غير الساحلية في اوازا تركمنستان. وحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية، تناولت التظاهرة، موضوع 'الاستفادة من الإمكانات التحويلية للتجارة. وتسهيل التجارة والتكامل الإقليمي لصالح البلدان النامية غير الساحلية'. وأكد كاتب الدولة خلال هذا اللقاء، الرفيع المستوى، على ضرورة العمل بروح التضامن والتعاون. وتقديم الدعم التقني والتكنولوجي لهذه الدول، للرفع من مساهمتها في سلاسل القيمة العالمية. كما ذكر بالمجهودات التي بذلتها الجزائر في فضاءات انتماءها من أجل المشاركة الفعالة في مشاريع البنية التحتية لفك العزلة عن الدول غير الساحلية الإفريقية. مضيفا أن الجزائر التي لطالما رافعت لإقامة نظام اقتصادي عالمي عادل ومتوازن. تعمل اليوم جاهدة على الانخراط في المساعي الهادفة لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية للمواد الهامة ولاسيما الطاقوية منها. كما أشار سفيان شايب أن الجزائر، تستعّد لاحتضان المعرض الإفريقي للتجارة البينية (IATF 2025)، من 04 إلى 10 سبتمبر المقبل. الحدث الذي سيشكل فرصة سانحة لإبراز القدرات التجارية للقارة الإفريقية. كما شارك كاتب الدولة في إختتام اشغال هذا المؤتمر الأممي يومه الجمعة 8 أوت 2025. والذي توج بالإعلان عن اعتماد البيان السياسي لاوازا وعن دخول حيز التنفيذ لخطة عمل أوازا (2024-2034). التي تم اعتمادها من خلال قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الفارط.