
آثار الاضطرابات العصبية على التطور النفسي للأطفال!
تشير الاضطرابات النمائية العصبية إلى مجموعة من الاختلالات الهيكلية والوظيفية التي تصيب الدماغ أثناء مراحل النمو المبكرة، ما يؤدي إلى تأثيرات متباينة على الوظائف المعرفية والسلوكية. هذه الاضطرابات التي تبدأ عادة في مرحلة الطفولة، تشمل مجموعة واسعة من الحالات مثل اضطراب طيف التوحد، واضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، واضطرابات التعلم، وغيرها.
تتسم هذه الاضطرابات النمائية العصبية بكونها تؤثر على القدرات المعرفية الأساسية، مثل الانتباه، والتفكير، والذاكرة، ما قد يسفر عن صعوبات ملموسة في الأداء الأكاديمي والاجتماعي. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يواجه الأطفال المصابون بهذه الاضطرابات تحديات كبيرة في تفاعلهم مع أقرانهم، ما يؤدي إلى مشاكل في تطوير المهارات الاجتماعية والعلاقات الشخصية.
يمكن اعتبار النمو المعرفي عملية معقدة، ويتجسد في تفاعل متكامل ديناميكي بين دماغ مهيأ منذ الولادة وبيئة اجتماعية وتربوية محفزة. فلكل مجال من مجالات النمو المعرفي، من الضروري فهم النمو الطبيعي والتعرف على مظاهر التأخر وأسبابها
ويمر الطفل في مراحل نموه بتطور تدريجي في الوظائف المعرفية، حيث يختلف هذا التطور بشكل ملحوظ من طفل إلى آخر.
ومن بين هذه الوظائف نخص بالذكر:
الوظيفة الحس- حركية: تشمل التنسيق بين الحركات الجسدية والحواس، ما يسمح للطفل بالتفاعل مع البيئة.
وظيفة الكلام: تتطور من 18 إلى 26 شهراً، حيث يبدأ الطفل في استخدام الكلمات والتعبير عن فكَِره.
وظيفة التفاعل الاجتماعي: تشير إلى قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين وفهم العلاقات الاجتماعية.
وظيفة التفكير: تشمل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتخطيط.
وظيفة الانتباه: تتعلق بقدرة الطفل على التركيز على المهمة الحالية وتجاهل المشتتات.
وظيفة الذاكرة: تتبلور في سن الخامسة، حيث يبدأ الطفل في الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها بشكل أفضل.
الحساب الرقمي: تشير إلى القدرة على فهم الأعداد وإجراء العمليات الرياضية الأساسية.
الوظائف التنفيذية: تشمل التخطيط، التنظيم، التحكم في الانفعالات، واتخاذ القرارات.
وظيفة الخيال: تتعلق بقدرة الطفل على الإبداع والتفكير في سيناريوهات جديدة.
وظيفة التعلم: تشير إلى كيفية اكتساب الطفل المعلومات والمهارات الجديدة.
وظيفة الإدراك: تتعلق بكيفية تفسير الطفل للمعلومات الحسية من البيئة.
وظيفة التعاطف: تشير إلى قدرة الطفل على فهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها.
إعلان
يمكن اعتبار النمو المعرفي عملية معقدة، ويتجسد في تفاعل متكامل ديناميكي بين دماغ مهيأ منذ الولادة وبيئة اجتماعية وتربوية محفزة. فلكل مجال من مجالات النمو المعرفي، من الضروري فهم النمو الطبيعي والتعرف على مظاهر التأخر وأسبابها، مع ضرورة إدراك الفروق الفردية بين الأطفال، وتكمن أهمية هذا الفهم في التفريق بين التأخر والاضطراب؛ حيث يمكن تدارك التأخر من خلال التدريب، بينما تظل الاضطرابات ترافق الطفل في جميع مراحل نموه.
التلوث البيئي والتعرض للمعادن الثقيلة يشكلان تهديداً كبيراً لنمو الأطفال، حيث تؤدي هذه العوامل إلى مشاكل صحية متعددة، والنظام الغذائي السيئ قد يسهم أيضاً في التأثير السلبي على صحة الطفل، ما يستدعي ضرورة مراقبة نوعية الغذاء المقدم للأطفال
إن استيعاب هذه الديناميات المعقدة يعكس أهمية البحث والتفاعل بين العوامل البيئية والوراثية، ما يسهم في تعزيز القدرة على تقديم الدعم المناسب للأطفال في رحلتهم نحو الإدراك والنمو.
إن فهم الأسباب وراء هذه الاضطرابات يعد خطوة أساسية نحو تحسين الرعاية والدعم للأطفال المتأثرين، ويمكن تصنيف هذه الأسباب في قسمين رئيسيين: الوراثية والبيئية، ولكل منهما دور مهم في تشكيل نمو المخ وتطوره.
أولاً، في المرحلة الجنينية تكون العوامل الوراثية والبيئية في أوج تأثيرها، تشمل الأسباب الوراثية الطفرات الجينية والمشوهات الخلقية التي قد تنتقل عبر الأجيال. بالإضافة إلى ذلك، فإن للعوامل البيئية دور محوري؛ فالاستهلاك غير المنضبط من قبل الأم لمواد كحولية أو عقاقير يمكن أن يتسبب في تأثيرات سلبية على الجنين.
سوء التغذية للأم والأب قبل التلقيح يعد من العوامل الأساسية التي تؤثر على صحة الجنين، فالتغذية الجيدة تساهم في توفير العناصر اللازمة لنمو صحي. كما أن القلق والتوتر الذي قد تتعرض له الأم أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في التطور العصبي للجنين.
كما تعد الولادة القيصرية أو الولادة المتعسرة، خاصة إذا صاحبها اختناق للوليد، من المخاطر التي قد تؤثر على صحة الطفل. علاوة على ذلك، فإن الولادات المبكرة (الخداجة) تزيد من احتمالية التعرض للاضطرابات النمائية.
وعند الدخول في مرحلة الطفولة، تنشأ مجموعة جديدة من العوامل التي قد تؤثر في نموالطفل. الرضاعة الاصطناعية -على سبيل المثال- قد تؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها المخ للنمو.
كما أن التلوث البيئي والتعرض للمعادن الثقيلة يشكلان تهديداً كبيراً لنمو الأطفال، حيث تؤدي هذه العوامل إلى مشاكل صحية متعددة، والنظام الغذائي السيئ قد يسهم أيضاً في التأثير السلبي على صحة الطفل، ما يستدعي ضرورة مراقبة نوعية الغذاء المقدم للأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية قد يؤثر على النظام البكتيري في الأمعاء، ما ينعكس سلباً على الصحة العامة. والصدمات والرضوض الدماغية تعتبر عوامل حاسمة في التأثير على التطور العصبي، حيث يمكن أن تؤدي إلى مشاكل دائمة.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة للتطعيمات، فإنها قد تسفر في بعض الحالات عن ردود فعل سلبية لدى الأطفال، كما أن التعرض المتكرر للإشعاعات يمكن أن يسهم في ظهور الأمراض العصبية والعضوية، بما في ذلك التهابات الدماغ والصرع.
تنتشر الاضطرابات النمائية العصبية في مختلف أنحاء العالم، ما يسلط الضوء على قضية صحية تثير اهتمام الباحثين والممارسين في مجال الصحة النفسية. تشمل هذه الاضطرابات مجموعة متنوعة من الحالات، مثل طيف التوحد، واضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، وصعوبات التعلم، والتأخر الذهني. إن تزايد معدلات انتشار هذه الحالات يعكس التحديات المتزايدة التي يواجهها الأطفال وعائلاتهم، ما يستدعي فحصا دقيقا لفهم العوامل المؤثرة وسبل التدخل المناسبة.
التوحد: تشير الإحصاءات إلى أن معدلات انتشار التوحد تصل إلى 1 من كل 60 طفلاً في الولايات المتحدة، بينما لا توجد بيانات موثوقة حول انتشار هذه الحالة في أوروبا أو العالم العربي أو الأفريقي، فإن المغرب تفتقر أيضاً إلى إحصاءات دقيقة. يتطلب التوحد رعاية نفسية وتأهيلاً خاصاً، حيث يُظهر الأطفال المصابون به تفاعلات اجتماعية وصعوبات في التواصل، بالإضافة إلى سلوكيات نمطية واهتمامات محدودة.
نقص الانتباه وفرط الحركة: تظهر الدراسات أن نقص الانتباه والإفراط الحركي يصيب 1 من كل 30 طفلاً فوق سن 6 سنوات. يعزى هذا الاضطراب إلى خلل في مستويات الهرمونات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، ما يؤدي إلى صعوبات في التعلم، وفشل دراسي، ومشاكل نفسية وعلاقاتية.
صعوبات التعلم: تشير الإحصائيات إلى أن 16-25% من التلاميذ يعانون من صعوبات دراسية، بينما يعاني 2-3% منهم من تأخر ذهني. تُعتبر هذه الصعوبات غير مرتبطة بتأخر ذهني، بل تظهر نتيجة لعدم القدرة على معالجة المعلومات بكفاءة. من أنواع صعوبات التعلم الشائعة: عسر القراءة، عسر الكتابة، عسر الحساب.
التأخر الذهني: يعرف التأخر الذهني بأنه نقص في نسبة الذكاء، حيث تكون أقل من 70، يقسم التأخر الذهني إلى درجات خفيفة ومتوسطة وعميقة، ما يؤثر على قدرة الفرد على التكيف مع البيئة المحيطة به. يعزى التأخر الذهني إلى اختلالات جينية مثل متلازمة داون، ومتلازمة تورنر.
اضطرابات التنسيق الحركي: تشمل هذه الاضطرابات نقصاً في اكتساب وتنفيذ مهارات التنسيق الحركي، ما يؤدي إلى قلة الدقة في الحركة وبطء شديد وكثرة الأخطاء المتعلقة بالحركة الدقيقة، وهذا يسبب صعوبات كبيرة في الكتابة.
الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد غالباً ما يعانون من فرط الحساسية الحسية، ما يجعلهم يشعرون بالارتباك أو القلق في البيئات المليئة بالمحفزات
تعتبر اضطرابات اللغة والاتصال الاجتماعي من القضايا المهمة التي تؤثر على تطور الأطفال في مرحلة النمو، وتعرف هذه الاضطرابات بأنها تأخيرات أو نقص في تطور اللغة والكلام والاتصال الاجتماعي، ولا ترتبط بالتخلف الذهني أو بفقدان السمع أو بأية أمراض عصبية. تشمل هذه الاضطرابات عدة جوانب، منها:
إعلان
اضطرابات اللغة الاستقبالية والتعبيرية: حيث يواجه الطفل صعوبات في فهم اللغة أو التعبير عنها بشكل سليم.
اضطرابات الكلام: التي تتعلق بصعوبة النطق أو وضوح الكلام.
اضطرابات الاتصال الاجتماعي: التي تؤثر على قدرة الطفل على التفاعل بفاعلية مع الآخرين.
تؤدي هذه الاضطرابات إلى صعوبات تعليمية ومهنية، ما يفضي إلى نقص في المشاركة الاجتماعية، ويشكل تحدياً كبيراً في حياة الأفراد المتأثرين.
تعد هذه الاضطرابات من أهم القضايا العصبية النمائية التي تبرز في مرحلة الطفولة، إذ إن لها دوراً حاسماً في تشكيل المهارات الاجتماعية والعلاقاتية والمهنية للفرد في المستقبل، ومع ذلك تعاني هذه الفئة من قلة التشخيص وسوء الرعاية في المجتمع، ما يجعلها عرضة للمخاطر النفسية والاجتماعية، ويخلق بيئة غير مفهومة وغير متفهمة لاحتياجاتها؛ حيث يواجه الأطفال المصابون باضطرابات نمائية عصبية صعوبات كبيرة في التنظيم العاطفي، وهو القدرة على إدارة المشاعر والاستجابة للمواقف بشكل مناسب.
على سبيل المثال، الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد غالباً ما يعانون من فرط الحساسية الحسية، ما يجعلهم يشعرون بالارتباك أو القلق في البيئات المليئة بالمحفزات. هذا الارتباك يمكن أن يؤدي إلى نوبات غضب أو انسحاب عاطفي، وهذا يعيق تطورهم النفسي ويجعلهم أكثر عرضة للقلق والاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني هؤلاء الأطفال غالباً من تدني احترام الذات، بسبب الصعوبات التي يواجهونها في المدرسة أو في التفاعلات الاجتماعية. على سبيل المثال، الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يتعرض للتوبيخ المتكرر بسبب عدم قدرته على التركيز، ما يعزز لديه شعوراً بعدم الكفاءة. هذا الشعور يمكن أن يؤدي إلى القلق المزمن أو الاكتئاب، خاصة إذا لم يتم تقديم الدعم النفسي المناسب.
وتتأثر عملية تكوين الهوية بشكل كبير بالتجارب الاجتماعية والتفاعلات اليومية. الأطفال المصابون باضطرابات نمائية عصبية قد يواجهون صعوبة في فهم أنفسهم بسبب الاختلافات التي يلاحظونها بينهم وبين أقرانهم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتباك الهوية أو رفض الذات، خاصة إذا كانوا يتعرضون للتنمر أو الوصمة الاجتماعية. وبالتالي، فإن هذه الصعوبات تعمق التحديات النفسية التي يواجهونها، ما يجعلهم أكثر عرضة للعزلة والاضطرابات العاطفية.
وعلى الصعيد الاجتماعي، تعتبر المهارات الاجتماعية عنصراً أساسياً في التفاعل مع الآخرين. الأطفال المصابون باضطرابات نمائية عصبية غالباً ما يعانون من عجز في المهارات الاجتماعية. على سبيل المثال، الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد قد يواجه صعوبة في فهم لغة الجسد أو نبرة الصوت، ما يجعل تفاعلاته الاجتماعية تبدو غريبة أو غير مناسبة. هذه الصعوبات تؤدي إلى سوء فهم من قبل الآخرين، ما يعيق بناء العلاقات الصحية.
نتيجة لذلك، قد يعاني هؤلاء الأطفال من العزلة الاجتماعية. على سبيل المثال، الطفل الذي لا يفهم قواعد اللعب الجماعي قد يتم استبعاده من قبل أقرانه، ما يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي. هذا الانسحاب يمكن أن يعزز لديه شعوراً بالوحدة، ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن العزلة الاجتماعية تقلل من فرصهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية بشكل طبيعي، ما يعمق الفجوة بينهم وبين أقرانهم.
الأطفال المصابون باضطرابات نمائية عصبية غالباً ما يكونون أكثر عرضة للتنمر بسبب سلوكياتهم أو صعوباتهم في التواصل. هذا التنمر يمكن أن يؤدي إلى صدمة نفسية ويزيد من حدة المشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه هؤلاء الأطفال وصمة اجتماعية بسبب عدم فهم المجتمع لطبيعة اضطراباتهم، ما يعمق شعورهم بالاختلاف والعزلة.
تعتبر برامج التدريب على المهارات الاجتماعية أداة فعالة لمساعدة الأطفال على تعلم كيفية بدء المحادثات، وفهم لغة الجسد، والتفاعل مع الآخرين بشكل فعال
لا تقتصر آثار الاضطرابات النمائية العصبية على الطفل نفسه، بل تمتد إلى أسرته. الوالدان قد يعانيان من ضغوط نفسية بسبب صعوبات التعامل مع الطفل، خاصة إذا كانت الاضطرابات مصحوبة بسلوكيات صعبة مثل العدوانية أو الانسحاب. هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقات الأسرية ويؤثر على الصحة النفسية للوالدين وبالتالي، فإن دعم الأسرة يصبح عاملاً حاسماً في مساعدة الطفل على التكيف.
يعتبر الدعم الاجتماعي عاملاً أساسياً في تخفيف الآثار السلبية للاضطرابات النمائية العصبية. الأسرة المتفهمة والمتعلمة حول طبيعة هذه الاضطرابات يمكنها أن توفر بيئة داعمة تساعد الطفل على تطوير مهاراته النفسية والاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمدارس والبرامج المجتمعية أن تؤدي دوراً مهماً في تعزيز الاندماج الاجتماعي لهؤلاء الأطفال، ما يقلل من شعورهم بالعزلة ويزيد من فرصهم في التفاعل الإيجابي مع الآخرين.
ويعد العلاج السلوكي أحد الأساليب الفعالة لمساعدة الأطفال على تطوير مهارات التنظيم العاطفي والاجتماعي. على سبيل المثال، التحليل السلوكي التطبيقي يستخدم لتعليم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد كيفية التفاعل مع الآخرين بشكل مناسب.
وتعتبر برامج التدريب على المهارات الاجتماعية أداة فعالة لمساعدة الأطفال على تعلم كيفية بدء المحادثات، وفهم لغة الجسد، والتفاعل مع الآخرين بشكل فعال. هذه البرامج يمكن أن تقلل من العزلة الاجتماعية وتعزز ثقة الطفل بنفسه. وتعزيز الوعي المجتمعي حول الاضطرابات النمائية العصبية يمكن أن يقلل من الوصمة الاجتماعية ويخلق بيئة أكثر تقبلاً ودعماً للأطفال وأسرهم. هذا يشمل تثقيف المعلمين والأقران وأفراد المجتمع حول كيفية التفاعل مع هؤلاء الأطفال بشكل إيجابي.
الاضطرابات النمائية العصبية تشكل تحديات كبيرة للتطور النفسي والاجتماعي للأطفال، ولكن مع الفهم الصحيح والدعم المناسب، يمكن التغلب على هذه التحديات. من خلال التدخلات المبكرة والبرامج التعليمية والاجتماعية المصممة خصيصاً لاحتياجات هؤلاء الأطفال، يمكن مساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والعيش حياة مرضية، وتعزيز الوعي بقضايا هؤلاء الأطفال ليس فقط مسؤولية أسرهم، بل مسؤولية المجتمع بأكمله.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
7 نصائح للوقاية من الصداع بعد ممارسة الرياضة
قد تكون ممارسة الرياضة وسيلتك للتخلص من التوتر وتحسين مزاجك، لكن ماذا لو انتهت الحصة الرياضية بصداع مفاجئ بدلا من الشعور بالنشاط. في السطور التالية، نكشف لك أسباب هذا النوع من الألم، ولماذا قد يرتبط بممارسة التمارين البدنية؟ الصداع الرياضي يطلق على الألم الذي تشعر به في رأسك أثناء أو بعد ممارسة التمرينات الرياضية اسم "الصداع الرياضي"، وهو ألم نابض يحدث عادة في جانبي الرأس إما بعد الانتهاء من تمرين شاق وإما أثناء ممارسته. قد تشعر بهذا الألم، على نحو خاص، بعد ممارسة تمرينات رياضية معينة كالتمارين الهوائية مثل الجري وركوب الدراجات وتمارين رفع الأثقال، وهو الألم نفسه الذي قد تشعر به عند التعرض للإجهاد في المرحاض بسبب الإمساك. يوضح موقع "ويبمد" أنه لا توجد مدة محددة للصداع الرياضي، فقد تشعر به لمدة 5 دقائق فقط بعد ممارسة التمرينات، وقد يستمر الألم لمدة يومين كاملين، لكنه على أي حال غير مقلق ولا يشير لأي حالة صحية خطيرة. عليك أن تقلق وأن تحصل على استشارة طبية عاجلة فقط إذا كان هذا الألم هو ذاته، كما الموصوف أعلاه، لكن مصحوبا بأعراض أخرى مثل القيء والإغماء وازدواج الرؤية وتيبس الرقبة. قد يشير الصداع الرياضي، في هذه الحالة، إلى اضطراب صحي يحتاج إلى علاج. لماذا أشعر بالصداع بعد ممارسة الرياضة؟ إذا كنت من الأشخاص الذين يسألون أنفسهم السؤال السابق، فستجد أن هناك أسبابا عدّة تقف وراء المعاناة من الصداع الرياضي، ومنها: إعلان 1- بذل الجهد: قد يكون بذل الجهد في ذاته سببا وراء الإصابة بالصداع الرياضي، هنا يمكن القول إن هذا الصداع قد يحدث نتيجة لبذل أي جهد، بدءا من نوبة سعال، مرورا بالإجهاد في استخدام المرحاض، ووصولا إلى ممارسة تمرين شاق. يرجّح الخبراء أن سبب هذا النوع من الصداع يعود إلى تغيرات مؤقتة تحدث في الأوعية الدموية داخل الدماغ أثناء التمارين الرياضية. فعند زيادة حاجة الجسم -بما في ذلك الدماغ- إلى الأكسجين، تتمدد الأوعية الدموية لتسمح بمرور كمية أكبر من الدم، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة وبالتالي الإحساس بالصداع. 2- الجفاف: يحدث هذا الأمر عندما يفقد الجسم سوائل أكثر مما يحصل عليه، وهو أمر شائع أثناء التمارين نتيجة التعرق. وإذا لم يتم تعويض هذا النقص بشرب كمية كافية من الماء قبل التمرين، يصبح من السهل التعرض للجفاف، الذي لا يسبب الصداع فقط، بل قد يصاحبه أيضا أعراض أخرى مثل العطش الشديد والدوخة والتعب وقلة التبول والدموع، والإمساك. 3- الإنهاك الحراري: قد يرتبط الصداع الرياضي بالإنهاك الحراري، وهي حالة تحدث عندما يتعرض الجسم لدرجات حرارة مرتفعة دون أن يتمكن من تبريد نفسه بشكل كافٍ. إذ يعمل نظام التبريد الداخلي في أجسامنا على إفراز العرق لخفض درجة الحرارة عند ارتفاعها عن المعدل الطبيعي. لكن عند ممارسة الرياضة في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس المباشرة، تزداد فرص الإصابة بالإنهاك الحراري، مما يجعل الصداع أحد أبرز نتائجه المحتملة. 4- انخفاض مستوى السكر في الدم: عدم تناول كمية كافية من الطعام قبل التمرين قد يدفع الجسم إلى استهلاك مخزونه من الغلوكوز، وهو المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، بما في ذلك الدماغ. هذا الانخفاض في مستوى سكر الدم يُعرف بنقص سكر الدم، ويُعد الصداع أحد أبرز أعراضه، إلى جانب أعراض أخرى محتملة مثل الرعشة والتعرق والدوخة والجوع وتشوش الرؤية. 5- أداء التمارين الرياضية بطريقة غير صحيحة: قد يؤدي إلى شد عضلي، خاصة في منطقة الرقبة والكتفين مما قد يسبب صداعًا ناتجا عن التوتر العضلي. وبحسب موقع "هيلث لاين"، فإن تمارين مثل رفع الأثقال، والضغط، وتمارين البطن، وحتى الجري، قد تسهم في إجهاد عضلات الرقبة إذا لم تُنفذ بشكل سليم. كيف يمكن الوقاية من الصداع الرياضي؟ للوقاية من الصداع المرتبط بممارسة التمارين الرياضية، من المهم اتباع مجموعة من الإرشادات التي تضمن الحفاظ على سلامتك وأدائك البدني: إعلان الترطيب الجيد: احرص على شرب كميات كافية من الماء قبل التمرين وأثناءه وبعده لتجنب الجفاف. وإذا كانت مدة التمرين تتجاوز الساعة، يمكنك تناول المشروبات الرياضية التي تحتوي على البوتاسيوم والسعرات الحرارية والمعادن الأساسية التي يحتاجها جسمك أثناء النشاط الطويل. تجنب الظروف القاسية: يفضل الابتعاد عن التمارين في الأجواء الحارة أو الرطبة، وكذلك في المناطق المرتفعة، خاصة إذا لم تكن معتادًا على هذه الظروف، لتفادي الإنهاك الحراري والضغط الزائد على الجسم. وسائل التبريد: عند ممارسة الرياضة في الطقس الحار، احتفظ بزجاجة رذاذ صغيرة تحتوي على ماء بارد لترش بها وجهك من حين لآخر. يمكنك أيضًا استخدام قطعة قماش مبللة بالماء البارد على جبهتك وعينيك لبضع دقائق، وقد يكون الاستحمام بماء فاتر وسيلة فعالة لتبريد الجسم بعد التمرين. الإحماء والتدرج: لا تهمل تمارين الإحماء قبل البدء بالتمارين المكثفة، فذلك يساعد على تهيئة العضلات وتقليل احتمال الإصابة بصداع الجهد. وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون تخفيف شدة التمرين وسيلة فعالة للوقاية من هذا النوع من الصداع. الراحة والنوم: الحصول على قسط كافٍ من الراحة أمر أساسي. تأكد من النوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات يوميًا لتعزيز التعافي الجسدي والعقلي بعد التمرين. التغذية السليمة: اتبع نظامًا غذائيا غنيا بالفيتامينات والمعادن، وابتعد عن الأطعمة المصنعة والمواد الحافظة. بعد التمرين، حاول تناول وجبة خفيفة ومغذية خلال ساعتين، تحتوي على البروتين والكربوهيدرات المعقدة والألياف، مع تجنّب السكريات والكربوهيدرات المكررة للحفاظ على توازن سكر الدم.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
والدة طفلة بغزة: الموت بالصاروخ أهون من الموت جوعا
غزة- تتعلق عينا ناجية النجار برضيعها يوسف النائم في غرفة سوء التغذية المخصصة للأطفال في مجمع ناصر الطبي، تصارعها الشكوك عن نجاته بعدما فتكت بهما المجاعة، وهي أسيرة معه منذ ولادته قبل نحو 5 أشهر في المستشفى، ولا تكاد تغادرها حتى تعود به مرة أخرى. خلال فترة حملها عانت النجار (30 عاما) من سوء تغذية حاد، تسلل إلى يوسف في رحمها، وقد ولدته بوزن ضعيف لا يتجاوز كيلوغراما و200 غرام، وتقول للجزيرة نت، إنها لم تمر بمثل تجربة الحمل والولادة به مع باقي أطفالها (3 أولاد وبنت). "كان حملي بيوسف صعبا للغاية، وحتى بعد ولادته لم يكن الوضع أفضل حالا، ودخلنا في مجاعة وعادت الحرب مرة أخرى"، وتشير بذلك إلى الحصار المحكم وإغلاق الاحتلال المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية في 2 مارس/آذار الماضي، واستئنافه الحرب في 18 من الشهر ذاته. مجاعة تفتك بالرضع قال الأطباء إن يوسف يعاني من تسمم الدم والتهابات حادة استدعت دخوله -غير مرة- قسم العناية المركزة في مستشفى الأطفال بالمجمع. ومنذ بضعة أسابيع تقيم النجار برضيعها في غرفة سوء التغذية، التي تضم إلى جانبه رضيعين و4 أطفال آخرين، لم تحتمل أجسادهم الغضة لسعات الجوع، وقد جف الحليب في صدور أمهاتهم، ولا يتوفر الحليب الصناعي في الأسواق. هذه المرأة نازحة من بلدة بني سهيلا، شرق مدينة خان يونس ، قضت أياما بلا مأوى في الشارع، وتقيم وأسرتها حاليا في خيمة غرب المدينة، وتقول إن زوجها عاطل عن العمل وكثيرا ما يمر اليوم بنهاره وليله من دون أن يجدوا طعاما يقتاتونه. بنبرة تمزج الحزن بالحسرة، تتساءل رحمة القاضي "أنا أم مرضعة لا أجد طعاما، كيف سأرضع طفلتي؟"، وتخشى أن تفقد ابنتها سما (7 شهور) وتعاني من سوء تغذية حاد. خلال الشهر الجاري دخلت القاضي (29 عاما) بطفلتها 5 مرات للمستشفى، وتقول للجزيرة نت، إنها ولدتها بوزن طبيعي، 3 كيلوغرامات، غير أنه لا يزيد، وقد أخبرها الأطباء أن من هم في عمرها أوزانهم تصل إلى 9 كيلوغرامات. لهذه الأم 3 بنات غير سما، التي حملت بها وأنجبتها في خيمة تقيم بها مع أسرتها في منطقة مواصي خان يونس منذ نزوحهم عن مدينة رفح في مايو/أيار الماضي، وطوال هذه الفترة عاشت مآسيَ شديدة نتيجة الخوف والجوع. وتوضح "خلال فترة الحمل بسما كنت أصوم باليومين لعدم توفر الطعام، وأعيش فقط على الماء، أعيش على وجبة واحدة، صحن من الأرز تقدمه لنا المستشفى كل 24 ساعة". ومنذ شهر لا يتوفر الطحين أو أي مواد غذائية في خيمة هذه المرأة، التي يتملكها القلق على مصير رضيعتها وكافة أسرتها وتقول "الموت بالصاروخ أهون من الموت البطيء جوعا". خطر موت جماعي وعلى وقع هذه المعاناة حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية، توم فليتشر، من أن نحو 14 ألف رضيع قد يموتون في غزة في غضون 48 ساعة إذا لم يحصلوا على مساعدات إغاثية. والاثنين الماضي، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس ، إن مليوني شخص يتضورون جوعا في غزة، بينما تمنع إسرائيل دخول أطنان من الطعام على الحدود. من جانبها، فقدت الطفلة غزل كساب (12 عاما) 11 كيلوغراما من وزنها، وتقول للجزيرة نت، إن وزنها قبل اندلاع الحرب كان 40 كيلوغراما، وانخفض الآن إلى 29 فقط. وتقيم هذه الطفلة مع أسرتها (6 أفراد) النازحة من مدينة رفح في مدرسة غرب خان يونس، ولا يتوافر لديها الطحين منذ شهرين، ولم تتذوق اللحوم والفواكه والخضار منذ شهور طويلة، وتعتمد في غذائها اليومي على القليل من حساء العدس أو المعكرونة، توزعه تكية خيرية. ومساء الأربعاء الماضي، سمحت قوات الاحتلال، لأول مرة منذ إغلاق المعابر، بدخول زهاء 90 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية، من طحين ومكملات غذائية، تقول هيئات محلية ودولية، إنها غير كافية ولا تفي بالاحتياجات الهائلة للسكان. وقالت منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في خان يونس باسكال كويسار، حسب ما نشرت المنظمة الطبية على منصاتها "سمحت السلطات الإسرائيلية بإدخال كمية تافهة من المساعدات إلى غزة بعد أشهر من الحصار المطبق، وهذا قرار يدل على نيتها تجنب اتهامها بتجويع الناس في غزة، بينما هي بالكاد تبقيهم على قيد الحياة. تمثل هذه الخطة وسيلة لاستغلال المساعدات وجعلها أداة لتعزيز الأهداف العسكرية للقوات الإسرائيلية". ووصف مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة -للجزيرة نت- هذه المساعدات القليلة بأنها لا تعدو كونها استعراضا شكليا أمام كارثة إنسانية حقيقية تعصف بغزة منذ أكثر من 80 يوما من الحصار المحكم والمجاعة القاتلة. ويقول إن هذه الشاحنات رغم أهميتها الرمزية، لا تمثل سوى أقل من 1% فقط من إجمالي ما يحتاجه القطاع فعليا خلال هذه الفترة، "حيث إنه من المفترض إدخال 44 ألف شاحنة مساعدات ووقود كحد أدنى خلال 80 يوما، لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لسكان غزة". ووفقا لتوثيق المكتب، فقد أودت سياسة التجويع الجماعي بحياة 326 فلسطينيا في أقل من 3 أشهر، نتيجة سوء التغذية ونقص الدواء والغذاء، منهم: 58 وفاة بسبب سوء التغذية المباشر. 242 وفاة نتيجة نقص الغذاء والدواء، غالبيتهم من كبار السن والمرضى المزمنين. 26 مريض كلى توفوا لعدم توفر التغذية والرعاية العلاجية. أكثر من 300 إجهاض لدى النساء الحوامل من فقدان العناصر الغذائية الضرورية. وقال الثوابتة، إن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا المحتملين في المرحلة القادمة، نظرا لهشاشة أجسادهم وعدم قدرتهم على الصمود أمام الحصار الغذائي الخانق، وهو "ما يضع هذه الجرائم في مصاف جرائم الإبادة الجماعية". ودعّم التحذيرات الصادرة من الأمم المتحدة وهيئات دولية بشأن احتمال وفاة 14 ألف طفل بسبب المجاعة، وقال "هذه التحذيرات ليست مبالغات، بل ناقوس خطر حقيقي يستند إلى بيانات ميدانية مرعبة تظهر مدى تفشي الجوع وسوء التغذية الحاد في صفوف الأطفال، حيث يمنع الاحتلال الغذاء والدواء والمياه النظيفة وحتى حليب الرضع". واقع الحال في غزة ينذر بكارثة لم يشهدها العصر الحديث، ويقول الثوابتة إنها "تذكرنا بأسوأ حالات المجاعة التي وثقها التاريخ، لكنها اليوم تُرتكب بوعي وسبق إصرار من الاحتلال الذي يستخدم الجوع أداة حرب ضد الأطفال والمدنيين". وأكد أن الاحتلال يمارس سياسة التجويع الممنهج أداة حرب وإخضاع ضد المدنيين، وينفذها وفق خطة متكاملة، تتضمن: إغلاق المعابر بشكل تام وحرمان القطاع من المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود. استهداف التكايا الخيرية ومراكز توزيع الطعام، وهي آخر ملاذ للمدنيين، ويقصدها الأطفال والنساء والمحتاجون ويقفون في طوابير طويلة من أجل لقمة تسد الرمق. حرمان المستشفيات من الدم والأدوية والغذاء العلاجي للأطفال، ما أدى إلى فشل حملات التبرع بالدم، وتزايد أعداد وفيات الأطفال والحوامل. بدوره، يقول مدير "مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان" علاء السكافي للجزيرة نت، إن دولة الاحتلال تنتهك بهذه السياسة على نحو صارخ القانون الدولي الإنساني ، وكل الأعراف والمواثيق ذات الصلة، والتي تحظر التسبب في المجاعة كممارسة عسكرية ضد السكان المدنيين، وتُعتبر شكلا من أشكال الإبادة الجماعية. وأدت هذه السياسة، بحسب السكافي، إلى تقويض مقومات الحياة في غزة، وتفاقم الأوضاع الإنسانية التي تدهورت خلال 80 يوما الماضية منذ إغلاق المعابر، وصارت أكثر كارثية ومأساوية. ونتيجة هذه المجاعة، ومع استمرار استهداف المنظومة الصحية، يقول الناشط الحقوقي "رصدنا في المؤسسة تراجعا على صحة الأطفال والنساء، خاصة الحوامل والمرضعات، فضلا عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الولادة المبكرة، وإنجاب مواليد يعانون من تشوهات خلقية أو بأوزان قليلة، وأعداد منهم فارقت الحياة".


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
منظمة دولية: أجور القطاع العام في دول أفريقية تراجعت إلى النصف
كشفت منظمة "أكشن إيد" الدولية، في تقرير حديث لها، أنّ خفض الإنفاق العام للحكومات في 6 دول أفريقية أدّى إلى تراجع حاد في أجور العاملين في قطاعي الصحّة والتعليم، وصلت نسبته إلى 50% خلال السنوات الخمس الماضية، مما دفع هؤلاء الموظفين إلى الكفاح لتأمين احتياجاتهم الأساسية. التقرير الذي جاء بعنوان "التكلفة البشرية لتقليص القطاع العام في أفريقيا"، ونُشر أمس الثلاثاء، قال إن 97% من العاملين في المجال الصحي في كل من إثيوبيا ، وغانا، وكينيا، وليبيريا، وملاوي، ونيجيريا، لا يستطيعون تغطية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، والسكن، بأجورهم الحالية. وأشار التقرير إلى أن سياسات صندوق النقد الدولي تلعب دورًا مباشرًا في تدهور الأنظمة العامة في هذه الدول، إذ يوصي الصندوق الحكومات بتقليص الإنفاق العام بشكل كبير من أجل سداد الديون الخارجية. ووفقًا للتقرير، فإن أكثر من ثلاثة أرباع الدول ذات الدخل المنخفض في العالم تنفق حاليًا على خدمة الدين أكثر مما تنفقه على الرعاية الصحية. وقال المدير القطري لمنظمة "أكشن إيد" في نيجيريا، أندرو ماميدو، إن إصرار صندوق النقد الدولي على تقليص الخدمات العامة لصالح سداد الديون، تسبّب في إعاقة الاستثمارات في قطاعي الصحة والتعليم في أفريقيا، إذ خصّصت نيجيريا في عام 2024 نسبة 4% فقط من إيراداتها الوطنية لقطاع الصحة، مقابل 20.1% لسداد الديون الخارجية. وأوضح التقرير أن الميزانيات غير الكافية لقطاع الصحّة أدّت إلى نقص مزمن في الموارد وتدهور جودة الخدمات الطبية، ما تسبّب في نتائج كارثية على المجتمعات الفقيرة. انعكاسات سلبية وسلّط التقرير الضوء على التأثير غير المتوازن لهذه الأزمة على النساء، إذ بات كثير منهنّ، وخاصة الحوامل والمرضعات، لا يستطعن دفع تكاليف العلاج في المستشفيات. وبسبب هذه الوضعية، أصبح كثير من السكان يلجؤون إلى المستشفيات الخاصّة للحصول على اللّقاحات، لأنها لم تعد متوفرة في المستشفيات الحكومية. وأشارت "أكشن إيد" إلى أن أدوية علاج الملاريا –والتي لا تزال من أبرز أسباب الوفاة في القارة الأفريقية، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل– أصبحت تكلفتها في المرافق الخاصة أعلى بعشر مرات من السابق. وذكرت أن ملايين الناس محرومون من الرعاية الصحية الأساسية بسبب بُعد المرافق الصحية، وارتفاع الرسوم، ونقص العاملين في المجال الطبي. ويحذّر التقرير من أن استمرار هذه السياسات المالية قد يُفاقم من تدهور الخدمات العامة، ويزيد من هشاشة الفئات الضعيفة، ويقوّض الحق الأساسي في الصحة والتعليم في أفريقيا.