
"فورين بوليسي": تحوّط جيوسياسي يدفع جنوب شرق آسيا نحو البريكس
ومنذ عام 2024، انضمت مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات العربية المتحدة إلى الدول المؤسسة للبريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا)، مما عزز مكانة المجموعة كمظلة للاقتصادات الناشئة، حيث تمثل هذه الدول مجتمعة ما يقرب من 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من حيث القوة الشرائية، مقارنة بـ30% فقط لمجموعة السبع.
وحتى وقت قريب، كان لافتاً غياب اقتصادات جنوب شرق آسيا عن أنشطة البريكس، إذ انضمت إندونيسيا، أكبر اقتصاد في المنطقة، فقط في كانون الثاني/يناير، فيما قررت ماليزيا وتايلاند وفيتنام المشاركة كدول شريكة، في خطوة قد تمهد لانضمامها الكامل لاحقاً.
وترى المجلة أنّ هذا التوجه يُظهر اهتماماً متزايداً من هذه الدول بالانضمام إلى المجموعة، مشيرة إلى أن أحد أسباب هذا التحول هو النضج المتزايد الذي بلغته البريكس.
فعلى مدى سنوات، كانت المجموعة تفتقر إلى أهداف واضحة، وتكتفي بلقاء سنوي، لكن مع اتساع العضوية واهتمام الدول الطامحة، باتت البريكس أكثر رسوخاً وقوة. 25 حزيران
25 حزيران
وتضيف "فورين بوليسي"، أنّ السؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت المجموعة قادرة على الانتقال من التصريحات العامة إلى سياسات ملموسة تحقق مكاسب اقتصادية وتجارية فعلية.
وبحسب المجلة، فقد أبدت الدول الأربع في جنوب شرق آسيا اهتمامًا بالانضمام إلى بنك التنمية الجديد (NDB) واتفاقية الاحتياطي الطارئ (CRA) التابعين للبريكس.
فالبنك يتيح تنويع مصادر الاستثمار الأجنبي في البنية التحتية والتقنيات الخضراء، بما يحدّ من الاعتماد على الصين، فيما تتيح اتفاقية الاحتياطي شبكة أمان نقدية للبنوك المركزية عند مواجهة أزمات مالية أو ضغوط اقتصادية.
وترى المجلة أنّ الفوائد لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل إنّ المشاركة في البريكس أصبحت اليوم خياراً استراتيجياً حكيماً لدول جنوب شرق آسيا، يتيح لها الانخراط في نظام متعدد الأقطاب، والتعبير عن نفورها من تصاعد المنافسة بين القوى الكبرى، رغم قيادة الصين وروسيا للمجموعة واعتبارها معادية للغرب في نظر عدد من العواصم الغربية.
وتسعى دول جنوب شرق آسيا إلى تعزيز تعاونها مع دول الجنوب العالمي لتحقيق منافع متبادلة.
ورغم أن روسيا لا تُعد جزءاً من الجنوب العالمي، فإن صعود دول مثل الصين والهند والبرازيل يسرّع الانتقال من أحادية القطب إلى تعددية الأقطاب في النظام الدولي، ما يوفّر للدول النامية شركاء إضافيين يمكن الاعتماد عليهم لمواجهة التحديات المستقبلية.
وفي هذا الإطار، تأمل هذه الدول في تقليل اعتمادها الاقتصادي على الصين أو الولايات المتحدة، أو كليهما، مما يُصعّب على أي من القوتين إجبارها على اتخاذ موقف منحاز.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 7 ساعات
- صدى البلد
قيادي بـ مستقبل وطن: مشاركة مصر بقمة "بريكس" يعزز استقلالية القرار الاقتصادي
قال المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، إن مشاركة مصر في قمة مجموعة "بريكس" بمدينة ريو دي جانيرو، تمثل امتدادا طبيعيا للتحركات المصرية في السنوات الأخيرة نحو بناء شبكة علاقات دولية متوازنة، وخلق شراكات استراتيجية مع القوى الاقتصادية الصاعدة في العالم، مشيرا إلى أن مجموعة "بريكس" باتت إحدى الركائز الأساسية في النظام الاقتصادي العالمي الجديد، وتمثل توجهًا متناميًا نحو كسر احتكار الغرب للقرار المالي والتنموي. وأضاف «الحفناوي»، أن انضمام مصر لهذا التكتل الكبير يمنحها فرصة ذهبية لتكون جزءا من عملية إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي، لا سيما في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم على صعيد سلاسل الإمداد والتمويل والطاقة، مؤكدا أن القمة السابعة عشرة التي تنعقد تحت شعار "تعزيز تعاون دول الجنوب من أجل حوكمة شاملة ومستدامة"، تُعقد في توقيت بالغ الأهمية، إذ تناقش موضوعات على قدر كبير من الحساسية، من بينها تعزيز استخدام العملات المحلية في التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، دعم التكنولوجيا المحلية، وأطر التمويل التنموي خارج المؤسسات التقليدية. وأشار القيادي بحزب مستقبل وطن، إلى أن هذه القضايا تتماشى مع أولويات مصر الاقتصادية، وسعيها نحو تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وتنويع مصادر التمويل، لافتا إلى أن مصر تتمتع بموقع جغرافي واستراتيجي فريد، وبنية تحتية قوية، وسوق واعدة، ما يجعلها شريكا مثاليا في المبادرات التي تطرحها دول "بريكس"، سواء في مجالات المناخ، التحول الرقمي، الأمن الغذائي، أو مشروعات الربط القاري، خاصة مع توسع دور بنك التنمية الجديد التابع للتجمع، والذي يمكن أن يكون داعمًا رئيسيًا للمشروعات التنموية الكبرى في مصر. وشدد «الحفناوي»، على أن المشاركة المصرية في القمة رسالة واضحة بأن مصر جزء من النظام العالمي الجديد، وتبحث عن دور أكثر فاعلية في تحديد أولويات التنمية الدولية من منظور الدول النامية، مؤكدا أن القيادة السياسية تدير هذا الملف بحنكة ووعي، وتعمل على توسيع هامش الحركة الخارجية بشكل مدروس ومتزن، قائلاً: "التحرك المصري نحو تكتلات مثل بريكس يؤكد أن الدولة باتت تمتلك قرارها الاقتصادي المستقل، وتسعى لتأمين مصالحها الاستراتيجية عبر أدوات متنوعة، وهو ما يجب أن تتبعه سياسات داخلية داعمة للاستثمار والإنتاج وتوطين التكنولوجيا، بما يحقق الاستفادة القصوى من هذه الشراكات الدولية المهمة".


صدى البلد
منذ 8 ساعات
- صدى البلد
برلماني: مشاركة مصر في قمة "بريكس" توسع آفاق التعاون الاقتصادي
أكد المهندس أحمد عثمان أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، عضو الأمانة المركزية بحزب مستقبل وطن، أن مشاركة مصر في النسخة السابعة عشرة لقمة مجموعة "بريكس"، التي تُعقد في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل يومي 6 و7 يوليو، تحت شعار "تعزيز تعاون دول الجنوب من أجل حوكمة شاملة ومستدامة" تساهم في تعزيز مكانة مصر المتصاعدة على الساحة الدولية، وثقة المجتمع الدولي في القيادة المصرية ودورها المؤثر في القضايا العالمية، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة. وأكد "عثمان" أن مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أعمال القمة، تمثل رسالة واضحة على حرص مصر على التفاعل مع تكتلات اقتصادية عالمية فاعلة، وعلى رأسها "بريكس"، التي أصبحت تضم عددا من أكبر اقتصادات العالم الناشئة، وتمثل ما يقرب من نصف سكان العالم، وحصة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وأوضح عضو مجلس النواب، أن انضمام مصر رسميًا إلى مجموعة "بريكس" اعتبارا من يناير 2024 فتح آفاقا جديدة للتعاون متعدد الأطراف، وخاصة في مجالات التمويل والاستثمار والتكنولوجيا والنقل والطاقة، مشيرا إلى أن القمة الحالية تتناول عددا من القضايا الحيوية، على رأسها تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة بين الدول الأعضاء، ودعم الاستثمارات في البنية التحتية والتنمية المستدامة، وتوسيع الشراكات مع دول الجنوب. كما أشار "عثمان" إلى أن مصر تسعى من خلال هذا التواجد إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية، وجذب مزيد من الاستثمارات من دول مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، إضافة إلى الترويج للمشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الدولة المصرية، لافتا إلى أن "بريكس" تمثل مظلة داعمة لاقتصادات الدول النامية، وتُعد فرصة لإعادة صياغة العلاقات التجارية بعيدًا عن الهيمنة التقليدية. ونوّه بأن الملفات التي ستُناقش في القمة، مثل التغير المناخي، الأمن الغذائي، التحول الرقمي، وأمن الطاقة، تمس أولويات الدولة المصرية، وتتماشى مع رؤية مصر 2030، خاصة أن القاهرة تطرح نفسها كنموذج رائد في أفريقيا والعالم العربي لتحقيق التنمية المستدامة رغم التحديات، مشددا على أن تواجد مصر في تجمعات كبرى مثل "بريكس" يؤهلها للعب دور أكبر في توجيه السياسات الاقتصادية الدولية، ويعكس ثقة الشركاء الدوليين في القيادة المصرية.


LBCI
منذ 2 أيام
- LBCI
وزير الصناعة بحث مع مجلس رجال الأعمال اللبناني البرازيلي شمول الإعفاءات الجمركية البرازيلية لصناعات لبنانية
التقى وزير الصناعة جو عيسى الخوري وفداً من مجلس رجال الأعمال اللبناني البرازيلي برئاسة ربيع افرام وعضوية السادة: الشيخ نسيب الجميل، د. نبيل فهد، جورج نصراوي، غسان عساف، جاك كلاسي، جورج نجار، ويوسف حبيش والفونس ديب. وشكر افرام الوزير عيسى الخوري على الاستقبال، عارضاً قرار البرازيل بإعفاء بعض السلع الزراعية اللبنانية ولا سيما زيت الزيتون من الرسوم الجمركية وأهمية ذلك للبنان واقتصاده الوطني. ودعا افرام وزير الصناعة للمساعدة من أجل توسيع مروحة الإعفاءات الجمركية البرازيلية لتطال عدداً من المنتجات الصناعية التي تتمتع بميزات تفاضلية في السوق البرازيلية، كما دعا لتوفير مختلف أنواع الدعم للصناعة الوطنية لا سيما المالية والجمركية والضريبية وغيرها. من جهته، رحب الوزير عيسى الخوري بالوفد، مؤكدا "أهمية الانفتاح على الأسواق العالمية خاصة حيث تنتشر جاليات لبنانية كبيرة تتمتّع بتأثير اقتصادي واجتماعي، وتقوم بدور مميز على صعيد تمتين العلاقات والروابط بين لبنان المقيم والمنتشر". كما شدّد على إهتمام الوزارة بتطوير اسواق أميركا اللاتنية وخاصة السوق البرازيلية التي تحتضن الملايين المتحدرين من أصول لبنانية. وإذ أكد الوزير عيسى الخوري أنه سيسعى بالتعاون مع مجلس رجال الأعمال اللبناني البرازيلي وكل الجهات المعنية من أجل شمول الإعفاءات الجمركية البرازيلية أكبر قدر من المنتجات الصناعية اللبنانية، شدد في الوقت نفسه على ضرورة تخفيض كلفة الإنتاج الصناعية في لبنان لزيادة تنافسية صناعتنا الوطنية، معتبراً أن البند الأول في هذا الإطار هو خفض كلفة الطاقة.