logo
مُناصر لفلسطين يفوز بالانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني؟

مُناصر لفلسطين يفوز بالانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني؟

الوسطمنذ 19 ساعات

فاز عضو الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، زهران ممداني، بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، وفق نتائج أولية أظهرت تفوقه على عشرة مرشحين آخرين، أبرزهم حاكم الولاية السابق أندرو كومو.
وأفادت جريدة «نيويورك تايمز» بأن ممداني، وهو مسلم من أصل هندي وُلد في أوغندا، حصل على 43.5% من الأصوات، متجاوزًا منافسه الرئيسي كومو، الذي حصل على نحو 36%، في سباق وصف بأنه من الأشد تنافسًا في تاريخ المدينة. ومن المتوقع الإعلان النهائي عن النتائج في الأسبوع الأول من يوليو، بعد الانتهاء من فرز الأصوات المرسلة عبر البريد.
وفي كلمة ألقاها أمام أنصاره عقب تأكيد فوزه، قال ممداني: «لقد كافح سكان نيويورك طويلًا لإيجاد قائد يمثلهم ويضع مصالحهم أولًا. بعد كل هذه الخيبات، يقسو القلب ويضعف الإيمان، لكن اليوم نبدأ فصلًا جديدًا».
ممداني، الذي ينتمي للتيار الاشتراكي الديمقراطي داخل الحزب الديمقراطي، تعهّد خلال حملته بجعل النقل العام مجانًا، وتجميد زيادات الإيجارات، وفرض ضرائب أعلى على الأثرياء، ما جعله يحظى بدعم الأوساط التقدمية والشبابية في المدينة.
ممداني داعم للقضية الفلسطينية
بجانب برنامجه الاقتصادي والاجتماعي، أثار ممداني اهتمامًا واسعًا بمواقفه الجريئة في دعم القضية الفلسطينية، ما جعله عرضة لانتقادات شديدة من اللوبيات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.
وبحسب جريدة «هاآرتس» العبرية، فإن فوزه أثار «قلقًا حقيقيًا في إسرائيل»، إذ وصف الباحث آبي سيلبرشتاين مواقفه بأنها «غير مرضية»، مشيرًا إلى أنه كان من الداعمين لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وسبق أن وصف العدوان الإسرائيلي على غزة بـ«الإبادة الجماعية».
كما رعى ممداني مشروع قانون لإلغاء الصفة الخيرية للمنظمات الأميركية التي تموّل الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف سيلبرشتاين أن ممداني لا يضع «الدفاع عن إسرائيل دون انتقاد ضمن أولوياته، بل يتبنى خطابًا يراعي الهواجس الحقيقية لجميع سكان نيويورك، بما فيهم الفلسطينيون المتضررون من النزاعات الدولية».
ويرى مراقبون أن فوز ممداني يعكس تحوّلاً أوسع في الرأي العام الأميركي، خاصة بين الأجيال الشابة، إذ أظهرت استطلاعات رأي حديثة انخفاض مستوى التعاطف مع «إسرائيل» إلى أدنى مستوياته مقابل ارتفاع غير مسبوق في التأييد للفلسطينيين منذ عام 2001.
من هو زهران ممداني؟
وُلد ممداني في أوغندا عام 1991 لعائلة أكاديمية وفنية، فوالده هو المؤرخ البارز محمود ممداني، ووالدته المخرجة السينمائية الشهيرة ميرا نايير. انتقل إلى نيويورك في سن السابعة، حيث نشأ في حي «أستوريا» متعدد الثقافات.
دخل الحياة السياسية من بوابة النضال الاجتماعي، ونشط في قضايا العدالة السكنية وإلغاء ديون الطلاب، إلى أن انتُخب عضوًا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك عام 2020.
بهذا الفوز، يتأهل ممداني رسميًا لخوض الانتخابات العامة المقررة في 4 نوفمبر المقبل، حيث سيواجه مرشح الحزب الجمهوري كورتيس سليوا، الذي اختير دون منافسة لتمثيل الجمهوريين.
وإذا فاز في الانتخابات النهائية، سيكون زهران ممداني أول مسلم وأول مناصر صريح لفلسطين يتولى منصب عمدة أكبر مدينة في الولايات المتحدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من هو زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك؟
من هو زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك؟

الوسط

timeمنذ 10 ساعات

  • الوسط

من هو زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك؟

Reuters حال نجاحه، سوف يكون زهران ممداني أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك. يقترب زهران ممداني، عضو الجمعية التشريعية لولاية نيويورك والبالغ 33 عاماً، من الترشيح رسمياً في الانتخابات على منصب عمدة مدينة نيويورك عن الحزب الديمقراطي، مسجلاً سابقة تاريخية كأول مسلم يُرشح لهذا المنصب. ويظهر ممداني تقدماً على العمدة السابق للمدينة أندرو كومو- الذي استقال من منصبه في عام 2021 على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي- بعد فرز 95 في المئة من الأصوات، بفارق 43 في المئة مقابل 36 في المئة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مدفوعاً بدعم شعبي كبير وبرنامج يساري جريء. وقال ممداني لمؤيديه: "لقد صنعنا تاريخاً الليلة. سأكون مرشحكم الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك". ويعني نظام التصويت التفضيلي المعتمد في نيويورك أن النتيجة النهائية قد تتغير، لكن تقدم ممداني والزخم الذي يدفعه نحو المزيد من الأصوات يوحيان بأن كفّته ربما تكون رجحت. ويُعد فوزه على كومو- الذي كان يوماً ما رمزاً سياسياً هاماً في الولاية- لحظة فارق للتقدميين، كما يلقي هذا الفوز الضوء على تحول في مركز الثقل السياسي للمدينة. من أوغندا إلى كوينز وُلد ممداني في كامبالا، أوغندا، وانتقل مع عائلته إلى نيويورك عندما كان في السابعة من عمره. والتحق بمدرسة برونكس الثانوية للعلوم، ثم حصل لاحقاً على شهادة في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين، إذ شارك في تأسيس فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" داخل الحرم الجامعي. وقد يصبح السياسي التقدمي، الذي ينتمي إلى جيل الألفية، أول عمدة مسلم ومن أصول جنوب آسيوية في المدينة، ولم يتردد في إعلان جذوره وسط هذا التنوع السكاني. فقد نشر أحد فيديوهات حملته بالكامل باللغة الأردية متضمناً لقطات من أفلام بوليوودية، وفي فيديو آخر تحدث بالإسبانية. وتعرف ممداني على زوجته راما دواجي، وهي فنانة سورية تبلغ من العمر 27 عاماً تعيش في بروكلين، عبر تطبيق المواعدة "هينج- Hinge". والدته ميرا ناير، مخرجة سينمائية مرموقة، ووالده الأكاديمي محمود ممداني الذي يُدرس في جامعة كولومبيا. وكلا والديه من خريجي جامعة هارفارد. ويقدم ممداني نفسه كمرشح الشعب وسياسي جماهيري. وذكرت مستندات في ملفه التعريفي بالجمعية التشريعية: "ومع تقلبات الحياة وتفرعاتها بين السينما والراب والكتابة، ظل العمل التنظيمي دائماً هو ما يمنعه من الوقوع فريسة لليأس، ويدفعه بدلاً من ذلك إلى الفعل والمبادرة". وقبل دخوله معترك السياسة، عمل مستشاراً في قطاع الإسكان، إذ ساعد مالكي المنازل من ذوي الدخل المحدود في منطقة كوينز على مواجهة خطر الإخلاء. وجعل من عقيدته كمسلم جزءاً واضحاً من حملته الانتخابية، إذ اعتاد زيارة المساجد بانتظام، كما نشر مقطعاً دعائياً باللغة الأردية يتناول أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة. وقال في تجمع جماهيري الربيع الماضي: "ندرك أن الظهور علناً كمسلمين يعني أيضاً التضحية بالأمان الذي نتمتع به ونحن في الخفاء". وقال جاغبريت سينغ، المدير السياسي لمنظمة العدالة الاجتماعية "درام"، في تصريح لبي بي سي: "لا يوجد حالياً أي مرشح لمنصب العمدة يجسد مجمل القضايا التي تهمني بحق سوى زهران". معركة تكلفة المعيشة Reuters ممداني متزوج من سورية ووالدته تعمل مخرجة سينمائية بينما والده أكاديمي وكلا والديه من خريجي جامعة هافارد. قال ممداني إن الناخبين في المدينة الأمريكية الأعلى من حيث تكلفة المعيشة يريدون من الديمقراطيين أن يركزوا جهودهم على تحسين القدرة على تحمل تكاليف المعيشة. وقال في تصريحات لبي بي سي: "هذه مدينة يعاني حوالي ربع سكانها من الفقر، وهناك نحو 500 ألف طفل ينامون جائعين كل ليلة. وفي نهاية المطاف، تبقى المدينة مهددةً بخسارة ما يجعلها متفردة ومميزة". واقترح ما يلي: خدمة مجانية للتنقل بالحافلات بين جميع أنحاء المدينة. تجميد الإيجارات وتشديد المسائلة على المالكين المقصرين. إنشاء سلسلة من متاجر البقالة المملوكة للمدينة تركز على توفير أسعار في متناول المستهلك. رعاية شاملة ومجانية للأطفال من عمر ستة أسابيع حتى خمسة أعوام. مضاعفة إنتاج المساكن مستقرة الإيجار والمبنية بأيدٍ نقابية ثلاث مرات. تشمل خطة ممداني أيضاً إعادة هيكلة مكتب العمدة لضمان محاسبة مالكي العقارات، إلى جانب توسيع نطاق الإسكان الدائم بتكلفة في متناول المستهلك. وفي حملته الانتخابية، ربط ممداني الترويج لهذه السياسات ببعض الممارسات العملية التي انجذب إليها الكثيرون وانتشرت على نطاق واسع، من بينها أنه غطس في مياه المحيط الأطلسي في إشارة إلى مطلب تجميد الإيجارات، كما تناول وجبة بوريتو كإفطار في أحد أيام رمضان على متن قطار الأنفاق ليسلط الضوء على غياب الأمن الغذائي. وقبل أيام من الانتخابات التمهيدية، سار على امتداد جزيرة مانهاتن، متوقفاً لالتقاط صور (سيلفي) أو شخصية مع الناخبين. ورغم إصراره على أن بإمكانه جعل المدينة أكثر قدرة على تحمل تكاليف، إلا أن منتقديه يشكّكون في هذه الوعود الطموحة. ولم تعلن صحيفة نيويورك تايمز دعمها لأي مرشح في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة المدينة، ووجهت انتقادات عامة لجميع المرشحين. وقالت هيئة تحرير الصحيفة إن أجندة ممداني "لا تتماشى بالشكل الملائم مع تحديات المدينة" و"تتجاهل في كثير من الأحيان التنازلات الحتمية التي تفرضها مسؤوليات الحكم". ويحاول كومو، الذي ينافس على ترشيح الحزب الديمقراطي، وآخرون تصوير ممداني على أنه يفتقر إلى الخبرة وأنه "مُتطرف" إلى حدٍ لا يتناسب مع مدينة تبلغ ميزانيتها 115 مليار دولار ويعمل في قطاعها العام أكثر من 300 ألف موظفاً. مدعوماً من كبار الممولين وتزكيات شخصيات وسطية من بينها بيل كلينتون، شدد كومو على أهمية الخبرة قائلاً: "الخبرة، والكفاءة، والمعرفة بكيفية أداء المهمة، ومعرفة كيفية التعامل مع ترامب، ومع واشنطن، ومع الهيئة التشريعية في الولاية- هذه كلها أساسيات. أنا أؤمن بالتعلم أثناء أداء العمل، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بمنصب عمدة نيويورك". لكن تريب يانغ، محلل استراتيجي سياسي، يرى أن "الخبرة" لم تعد بالضرورة عنصراً حاسماً في هذا العصر السياسي. وبصرف النظر عن فوز ممداني من عدمه، يعتقد يانغ أن حملته حققت المستحيل. وقال يانغ: "زهران يستمد قوته من عشرات الآلاف من المتطوعين، ومئات الآلاف من المتبرعين الفريدين. ومن النادر أن نرى حملة لانتخابات تمهيدية محلية في نيويورك بهذا القدر من الحماسة الشعبية والعمل الجماهيري". وقال لوكماني راي، أحد مؤيدي ممداني: "هو يفهمنا، وينتمي إلينا، هو واحد منّا... من مجتمعنا، مجتمع المهاجرين، كما تعرف". إسرائيل والأراضي الفلسطينية أثناء مؤتمر انتخابي عقدته حملة ممداني في الفترة الأخيرة في إحدى حدائق جاكسون هايتس- وهي من أكثر المجتمعات تنوعاً في البلاد- كان الأطفال يركضون ويلعبون على الأراجيح، بينما كان باعة طعام من أصول لاتينية يبيعون المثلجات والوجبات الخفيفة. جسد هذا المشهد تنوع المدينة بشكل مثالي بعدة طرق- وهو ما يعتبره كثير من الديمقراطيين أعظم ما يميز نيويورك. لكن المدينة لا تخلو من توترات عرقية وسياسية. وقد صرح ممداني بأنه يتلقى تهديدات معادية للإسلام بصفة يومية، بعضها يستهدف عائلته. ووفقاً للشرطة، يجري حالياً تحقيق في جرائم كراهية على خلفية هذه التهديدات. وقال المرشح لمنصب عمدة نيويورك لبي بي سي إن العنصرية تُجسد ما هو مختل في السياسة الأمريكية، موجهاً انتقادات للحزب الديمقراطي "الذي سمح بإعادة انتخاب دونالد ترامب" و"فشل في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة بغض النظر عن هويتهم أو أصولهم". كما يُرجّح أن مواقف المرشحين من الحرب على غزة كانت حاضرة في أذهان الناخبين. يتجاوز دعم ممداني القوي للفلسطينيين وانتقاده اللاذع لإسرائيل معظم المؤسسات الديمقراطية. فقد قدم عضو المجلس التشريعي مشروع قانون لإنهاء الإعفاء الضريبي للجمعيات الخيرية في نيويورك المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان. كما صرّح بأنه "يعتقد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وأنها دولة فصل عنصري، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجب أن يُعتقل". من جانبها، ترفض إسرائيل بشدة هذه الاتهامات بالإبادة الجماعية والفصل العنصري. وتعرض ممداني لضغوط إعلامية في أكثر من مناسبة خلال مقابلات صحفية ليكشف ما إذا كان يؤيد حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية. وفي تصريحات أدلى بها هذا الشهر، قال: "لا أرتاح لفكرة دعم أي دولة تُقيّم مواطنيها بناءً على الدين أو أي معيار تمييزي آخر. وأؤمن بأن المساواة، كما هي مكفولة في هذا البلد، يجب أن تكون مبدأً أساسياً في كل دولة حول العالم.. هذه قناعتي". من جهتها، تؤكد إسرائيل أن جميع المواطنين من مختلف الأديان يتمتعون بحقوق متساوية بموجب القانون. وقال ممداني أيضاً إنه يعترف بحق إسرائيل في الوجود كدولة، موضحاً في مقابلة مع برنامج "ذا ليت شو" الإثنين الماضي: "كما هو حال جميع الدول، أؤمن بأن لها حق الوجود، وبأن عليها أيضاً مسؤولية احترام القانون الدولي". وأضاف أنه لا مكان لمعاداة السامية في مدينة نيويورك، مشيراً إلى أنه حال انتخابه، سيعمل على زيادة التمويل المخصص لمكافحة جرائم الكراهية. في المقابل، وصف كومو نفسه بأنه "مؤيد بشدة لإسرائيل ويفتخر بذلك". وفي كثير من الجوانب، تعكس القضايا التي يواجهها الديمقراطيون في نيويورك التحديات ذاتها التي سيواجهها الحزب في الانتخابات المقبلة. ومن المرجح أن تخضع الانتخابات التمهيدية لتحليل على نطاق وطني أوسع لاحقاً، باعتبارها مؤشراً على توجهات الحزب وكيفية تعامله مع ترامب في المستقبل.

"ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟"- في عرض الصحف
"ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟"- في عرض الصحف

الوسط

timeمنذ 17 ساعات

  • الوسط

"ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟"- في عرض الصحف

Getty Images يأمل المراقبون أن يصمُد اتفاق وقف إطلاق النار المُعلَن بين إيران وإسرائيل، ومن ثم تنتهي الحرب ويحلّ السلام بين الطرفين، فيما يراه البعض "ضرباً من ضروب التمنّي". وفي عرض الصحف اليوم نستعرض آراء عدد من الكُتّاب في ما ينتظر منطقة الشرق الأوسط بعد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية". ونستهل جولتنا من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ومقال للكاتب توماس فريدمان بعنوان "إذا كانت حرب الشرق الأوسط انتهت، فلنستعد لحزمة من السياسات المثيرة". ورجّح فريدمان أن تكون خاتمة هذه الحرب بدايةً لنقاشات طال انتظارها في كل من إيران، وإسرائيل، والأراضي الفلسطينية. ورأى الكاتب أن النقاش بين الفلسطينيين في غزة سيكون حول قادة حركة حماس "المنهزمين"- وفيمَ كان هؤلاء القادة يفكّرون يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما بدأوا حرباً ضدّ إسرائيل المتفوّقة عليهم عسكرياً بفارق كبير، بلا هدف سوى الدمار، وهو ما دفع هذا الخصم إلى الانتقام بلا هدف أيضاً سوى الدمار. "لقد ضحيتَم بعشرات الآلاف من المنازل والأرواح في مقابل كسْب تعاطف الجيل المقبل من الشباب حول العالم عبر منصة تيك توك، لكن النتيجة الآن هي أنه لم تعُد توجد غزة"، بحسب فريدمان. أما النقاش بين الإسرائيليين ، فسيكون حول الائتلاف الحاكم في إسرائيل وقياداته التي أنزلت الهزيمة بكلّ من حماس، وحزب الله وإيران- وإلى أين تقود هذه القيادات المجتمع الإسرائيلي؟ وهل ستستغل هذه القيادات ذلك النصر الذي صنعَهُ أفراد المجتمع الإسرائيلي من أجل تأمين فوز في الانتخابات المقبلة، ولتنفيذ خطة لسحْق المحكمة العليا في إسرائيل وضمّ الضفة الغربية، ولإعفاء شباب الحريديم من الخدمة في الجيش، وصناعة دولة مارقة "لا يكون لأطفالنا رغبة في العيش فيها؟"، وفقاً لصاحب المقال. و في إيران ، سيكون النقاش حول القيادات الدينية التي تحكم البلاد والحرس الثوري الإيراني- وعن مليارات الدولارات التي أُنفِقتْ سعياً وراء حيازة قنبلة نووية لتهديد إسرائيل والتحكّم عن بُعد في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن. "لكنكم أحضرتُم الحرب إلى أرض الوطن، ما اضطرّ الأهالي في طهران إلى النزوح، وما أدّى إلى مقتل جنرالات على أسِرّتهم بمُسيّرات إسرائيلية"، بحسب فريدمان. "كل ما فعلتموه هو تدمير عدد من المنازل وقتل بعض المدنيين في إسرائيل، وعندما هاجم دونالد ترامب مفاعلاتنا النووية الثلاثة، لم يزِدْ ردُّكم على أن كان استعراضاً بالصوت والضوء لا ضرَر فيه ضد قاعدة جوية أمريكية في قطر"، وفقاً للكاتب. ومضى فريدمان يقول على لسان الإيرانيين لقياداتهم: "لقد كنتم نموراً من ورق، لا تعرف غير استخدام التقنية لقمع شعبها". وخلُص الكاتب إلى القول إن هذه الحرب بالنسبة لدول الشرق الأوسط تشبه الحرب العالمية الثانية بالنسبة لدول أوروبا؛ لجهة كونها زلزلتْ الأوضاع الراهنة وفتحتْ الباب صوب شيءٍ ما جديد. "أشبه بالأماني" Getty Images وننتقل إلى صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، والتي نشرت مقالاً بعنوان "إعلان ترامب عن السلام يبدو أشبَه بالأماني"، للكاتب جدعون راخمن. وعلّق راخمن على تسمية ترامب للحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة باسم "حرب الأيام الاثني عشر"، قائلاً إنه يريد بتلك التسمية التدليل على شيئين: أوّلُهما أن الاقتتال قد توقف؛ والثاني أن هذه الحرب هي بمثابة نقطة فارقة ستُعيد تنظيم الشرق الأوسط- على غرار ما فعلت حرب الأيام الستة في عام 1967 والتي أنزلت فيها إسرائيل الهزيمة بكل من مصر وسوريا والأردن. وتساءل الكاتب قائلاً: "ولكن، إلى أيّ مدى يمكن أن تصمُد هاتان الدلالتان، أو أيّ منهما؟ فلم تكد تمضي ساعات معدودة من إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار، حتى اتهمت إسرائيل إيران بانتهاك القرار، متعهدة بردّ قويّ. وبدورِهِ، ردّ ترامب بتوجيه عبارات نابية لكلا الطرفين مُفادها الالتزام بوقف إطلاق النار". ورأى راخمن أن "إعلان ترامب عن السلام قد يكون من باب الأماني؛ ما يشير مُجدداً إلى أن الولايات المتحدة ليست مسيطرة على الأحداث في المنطقة". ونوّه الكاتب إلى أنه يمكن اعتبار وقف إطلاق النار إشارة على أن القتال تخِفّ حِدّته، لكنّه يمكن أيضاً أن يكون بمثابة "استراحة محارب" قبل أن يستأنف بعدها الخصمان القتال مجدداً، أكثر من كونه "بداية جديدة" كتلك التي يتحدّث عنها ترامب. ولفت راخمن إلى أن دولة إيران قد تضرّرت بشدّة جراء تلك الحرب، لكنها لا تزال قائمة بمهامها. "وبدلاً من أن تُغيّر هذه الحرب وجهة نظر القيادة الإيرانية للعالم، فإنها أكّدت فرضية هذه القيادة بأنّ إسرائيل والولايات المتحدة عدوّان خطيران للغاية"، وفقاً للكاتب. ورجّح راخمن أن تسعى القيادة الإيرانية "نتيجة لذلك إلى إعادة بناء قوتها العسكرية ومشروعيتها بين الإيرانيين". ورأى الكاتب أن إعادة بناء البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، وكذا شبكة الأذرُع الإقليمية ستكون "مَهمّة صعبة، لكنها ليست مستحيلة". ولفت راخمن إلى أن إيران الآن "لديها كل الدوافع للبحث عن طرق جديدة لردّ الضربات لإسرائيل". وخلُص الكاتب إلى أنه "ما لم يكن هناك تغييرٌ للنظام في إيران، أو تغيير جذري في طريقة التفكير، فإن النصر الظاهر لإسرائيل في حرب الأيام الاثني عشر لا ضمانة لتأمينه". "صحيحٌ أن هذه الحرب أظهرت قدرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية استثنائية، لكنها أظهرت كذلك أن إسرائيل لا تزال تعتمد على تدخُّل الولايات المتحدة لإنهاء المهمة"، وفقاً للكاتب. "نوبل للسلام" ورأى راخمن أن إسرائيل والولايات المتحدة بحاجة إلى إيجاد طُرق بديلة لتأمين السلام في المنطقة، مُنبّهاً إلى أن ما تَستظْهِره إسرائيل من هيمنة إقليمية حالياً "سيظلّ إنجازاً واهياً بالنسبة لبلدٍ تَعدادُ سُكانه حوالي 10 ملايين نسمة يعيشون في منطقة يسكُنها مئات الملايين الآخرين". ولفت الكاتب إلى رغبة ترامب الواضحة في أن يذكره التاريخ كـ "صانع سلام"، فضلاً عمّا جرى على لسانه لاحقاً بشأن جدارته بجائزة نوبل للسلام. ولفت راخمن إلى إنجازات ترامب، لا سيما في فترة رئاسته الأولى، والتي شهدت تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. "لكنّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل وإيران- اللتين خاضتا للتوّ حرباً ولا تزال كلّ منهما تناصب الأخرى العِداء الشديد- سيكون أصعب بشكل لا يُقارَن"، وفقاً للكاتب. واختتم راخمن قائلاً إن "استدعاء ترامب ذكرى حرب الأيام الستة هو أمرٌ ذو حدّين: لا سيما وأنه في عام 1973، أي بعد تلك الحرب بست سنوات، وجدت إسرائيل نفسها مُجدداً في حرب أخرى ضدّ كل من مصر وسوريا". "بضربة واحدة، استعاد ترامب ثقة المنطقة في الولايات المتحدة" ونختتم جولتنا من صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية والتي نشرت مقالاً بعنوان "مصداقية الولايات المتحدة تعود إلى الشرق الأوسط"، للكاتبة كارين إليوت هاوس. ورأت كارين أن الضربة التي وجّهتها الولايات المتحدة مؤخراً إلى إيران ربّما تكون قوّضت الإمكانات النووية الإيرانية، وربما لم تفعل، لكن الأمر "المؤكّد هو أن واشنطن استعادت بهذه الضربة مِصداقيتها وقُدرتها على الردع". وقالت كارين إن هذه الضربة الأمريكية دفعت المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إلى الاختباء في ملجأ تحت الأرض، وهو "الذي يقود نظاماً ثيوقراطياً ظلّ يحتجز الشرق الأوسط رهينةً للإرهاب لمدة ناهزت الخمسين عاماً"، وفقاً للكاتبة. ورأت كارين أن الولايات المتحدة برهنَتْ لكل من إسرائيل والسعودية وشركاء آخرين في منطقة الشرق الأوسط، أنها شريك يمكن الاعتماد عليه، "على نحوٍ أكثر مما بدت عليه واشنطن خلال الأعوام العشرة الأخيرة". وفي ذلك، لفتت الكاتبة إلى أن عدم الثقة في إدارة جو بايدن، دفعت وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان في عام 2023 إلى تدشين علاقات دبلوماسية مع طهران. "لكنْنبضربة واحدة، استعاد ترامب ثقة المنطقة في الولايات المتحدة، في نفس الوقت الذي بدت فيه روسيا والصين- حليفتَي إيران المفترضتَين- عاجزتَين تكتفيان بمشاهدة الأخيرة تتعرض للهجوم". "ثاني أكبر منتصر" ورأت كارين أنه "إذا كانت إسرائيل هي أكبر مُنتصر في هذه الحرب التي شنّتْها على إيران، فإن السعودية تبدو كثاني أكبر منتصر إقليمياً في هذه الحرب". ولفتت الكاتبة إلى أن إسرائيل والسعودية كانتا وحدهما، من بين دول المنطقة، على "قائمة المحو الإيراني". ورأت كارين أنه إذا كانت حكومة إيران الآن في حاجة إلى التركيز داخلياً بدلاً من التركيز خارجياً، فإن الأجندة السعودية للتنمية داخلياً ولبَسط النفوذ السياسي إقليمياً ستتحرر من المخاوف المتعلقة بالخصم التقليديّ- إيران. واعتبرت الكاتبة أنه في حال أصرّتْ الولايات المتحدة وإسرائيل على تدمير البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، فسيبدو وليّ العهد السعودي بمثابة "الزعيم العربي الرئيسي". ونوّهت صاحبة المقال إلى أن تعداد السعودية يناهز 30 مليوناً، وهو الأكبر بين دول الخليج، مشيرة إلى أنه رغم أن مصر تعدادها يعادل أربعة أمثال تعداد السعودية، إلا أن "القاهرة فقدت منذ زمن نفوذها الإقليمي"، على حد تعبير الكاتبة.

مُناصر لفلسطين يفوز بالانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني؟
مُناصر لفلسطين يفوز بالانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني؟

الوسط

timeمنذ 19 ساعات

  • الوسط

مُناصر لفلسطين يفوز بالانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني؟

فاز عضو الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، زهران ممداني، بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، وفق نتائج أولية أظهرت تفوقه على عشرة مرشحين آخرين، أبرزهم حاكم الولاية السابق أندرو كومو. وأفادت جريدة «نيويورك تايمز» بأن ممداني، وهو مسلم من أصل هندي وُلد في أوغندا، حصل على 43.5% من الأصوات، متجاوزًا منافسه الرئيسي كومو، الذي حصل على نحو 36%، في سباق وصف بأنه من الأشد تنافسًا في تاريخ المدينة. ومن المتوقع الإعلان النهائي عن النتائج في الأسبوع الأول من يوليو، بعد الانتهاء من فرز الأصوات المرسلة عبر البريد. وفي كلمة ألقاها أمام أنصاره عقب تأكيد فوزه، قال ممداني: «لقد كافح سكان نيويورك طويلًا لإيجاد قائد يمثلهم ويضع مصالحهم أولًا. بعد كل هذه الخيبات، يقسو القلب ويضعف الإيمان، لكن اليوم نبدأ فصلًا جديدًا». ممداني، الذي ينتمي للتيار الاشتراكي الديمقراطي داخل الحزب الديمقراطي، تعهّد خلال حملته بجعل النقل العام مجانًا، وتجميد زيادات الإيجارات، وفرض ضرائب أعلى على الأثرياء، ما جعله يحظى بدعم الأوساط التقدمية والشبابية في المدينة. ممداني داعم للقضية الفلسطينية بجانب برنامجه الاقتصادي والاجتماعي، أثار ممداني اهتمامًا واسعًا بمواقفه الجريئة في دعم القضية الفلسطينية، ما جعله عرضة لانتقادات شديدة من اللوبيات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة. وبحسب جريدة «هاآرتس» العبرية، فإن فوزه أثار «قلقًا حقيقيًا في إسرائيل»، إذ وصف الباحث آبي سيلبرشتاين مواقفه بأنها «غير مرضية»، مشيرًا إلى أنه كان من الداعمين لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وسبق أن وصف العدوان الإسرائيلي على غزة بـ«الإبادة الجماعية». كما رعى ممداني مشروع قانون لإلغاء الصفة الخيرية للمنظمات الأميركية التي تموّل الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف سيلبرشتاين أن ممداني لا يضع «الدفاع عن إسرائيل دون انتقاد ضمن أولوياته، بل يتبنى خطابًا يراعي الهواجس الحقيقية لجميع سكان نيويورك، بما فيهم الفلسطينيون المتضررون من النزاعات الدولية». ويرى مراقبون أن فوز ممداني يعكس تحوّلاً أوسع في الرأي العام الأميركي، خاصة بين الأجيال الشابة، إذ أظهرت استطلاعات رأي حديثة انخفاض مستوى التعاطف مع «إسرائيل» إلى أدنى مستوياته مقابل ارتفاع غير مسبوق في التأييد للفلسطينيين منذ عام 2001. من هو زهران ممداني؟ وُلد ممداني في أوغندا عام 1991 لعائلة أكاديمية وفنية، فوالده هو المؤرخ البارز محمود ممداني، ووالدته المخرجة السينمائية الشهيرة ميرا نايير. انتقل إلى نيويورك في سن السابعة، حيث نشأ في حي «أستوريا» متعدد الثقافات. دخل الحياة السياسية من بوابة النضال الاجتماعي، ونشط في قضايا العدالة السكنية وإلغاء ديون الطلاب، إلى أن انتُخب عضوًا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك عام 2020. بهذا الفوز، يتأهل ممداني رسميًا لخوض الانتخابات العامة المقررة في 4 نوفمبر المقبل، حيث سيواجه مرشح الحزب الجمهوري كورتيس سليوا، الذي اختير دون منافسة لتمثيل الجمهوريين. وإذا فاز في الانتخابات النهائية، سيكون زهران ممداني أول مسلم وأول مناصر صريح لفلسطين يتولى منصب عمدة أكبر مدينة في الولايات المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store