logo
روّاد علامة "سيركاديا" لـ "هي": نعيد تعريف الجمال بمنتجاتنا عبر علم البيولوجيا الزمنية ونفتخر بتواجدنا في دبي

روّاد علامة "سيركاديا" لـ "هي": نعيد تعريف الجمال بمنتجاتنا عبر علم البيولوجيا الزمنية ونفتخر بتواجدنا في دبي

مجلة هيمنذ 2 أيام

في زمنٍ يشهد تحوّل مفاهيم الجمال من الشكل إلى العمق، تبرز علامات ترتكز على العلم والفلسفة لتقود ثورة العناية بالبشرة. 'سيركاديا'، العلامة الأمريكية المتخصصة في علم الإيقاع البيولوجي للبشرة، تمثل نموذجًا رائدًا في هذا التحول. في هذا اللقاء الحصري لمجلة "هي"، يتحدث مايكل كيو بوغليز، الرئيس التنفيذي للعلامة، وكايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات، عن كيفية ترجمة العلم إلى طقوس يومية، وعن رؤيتهم لقطاع الجمال في الشرق الأوسط، وسبب إيمانهم بأن فهم الجسم هو الخطوة الأولى نحو عافية حقيقية. مقابلة تفتح أبواب التفكير بأسلوب جديد، وتضع الجمال في مكانه الصحيح: على إيقاع الحياة.
مايكل كيو بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا
"هي": سنبدأ معك مايكل، ما الذي يعنيه مفهوم العافية بالنسبة لك اليوم؟ وكيف تقوم علامة سيركاديا بتجسيده بطريقة تخدم المهنيين والمستهلكين معًا؟
مايكل: أعتقد أنني في هذه المرحلة من مسيرتي المهنية في موقع يؤهلني للإجابة على هذا السؤال، فقد شاهدت تطوّر مفهوم العافية على مرّ السنين، وتابعت باهتمام كيف تغيّرت تعريفاته وتصوراته. كنت حاضراً في قمة العافية العالمية مرات عدة، والتي ستعقد مجددًا هذا العام في دبي، وشهدت عن قرب كيف أصبح مفهوم العناية بالجسم والعقل أمرًا أساسيًا.
مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا
منذ بداية اهتمامي بالعافية، لاحظت أن الكثير مما يتم مناقشته في هذا السياق يتعلّق بوظائف الجسم وصحته، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية. وهذا يتقاطع تمامًا مع جوهر مفهوم سيركاديا حول إيقاعات الساعة البيولوجية.
من خلال أبحاثنا، ندرك أن الجسم يعمل في وضعية "الدفاع" خلال النهار، ضد التلوث، والتعرّض للشمس، والنظم الغذائية، بينما يبدأ في "الإصلاح" والتجدد ليلًا. وهنا يأتي دور علم البيولوجيا الزمنية Chronobiology كإطار شامل لمفهوم العافية. يختلف مفهوم العافية من شخص لآخر فقد تعني يومًا في السبا، أو لحظة تأمل، أو حتى جلسة استرخاء مع مشروبك المفضل، لكن بالنسبة لي، أراها تبدأ من فهمنا لطريقة عمل أجسامنا، ومن ضمنها إيقاعات النوم والاستيقاظ التي تقوم بتوجيه كل ما نقوم به.
"هي": وكيف تترجمون علم البشرة المعقّد إلى طقوس يومية فاخرة وفعّالة للعناية بالبشرة؟
مايكل: نعود هنا إلى فلسفتنا القائمة على إيقاعات الساعة البيولوجية. نحن نؤمن أن الإفراط في شرح العلم أو التركيز على تفاصيل التركيبة قد يربك المستهلك، وهنا تكمن روعة تبنّي مفهوم "الليل والنهار". تعمل كل علامة على تقديم منتجات مخصصة للفترة الصباحية وأخرى للمساء، لكننا نذهب أبعد من ذلك، فنحن نُصمم مستحضراتنا بناءً على وظائف الجلد الفعلية. في النهار، نركز على الحماية: مضادات الأكسدة، وواقي الشمس، أما في المساء، فنستخدم مكونات تعزز تجدد الخلايا تحتوي على مكونات فعالة مثل فيتامين A لدعم تجديد البشرة، إلى جانب تعويض فقدان الترطيب، والذي قد يكون أعلى بـ 30 مرة مقارنة بالنهار. فلسفتنا ليست مجرد تقسيم للمنتجات، بل منظومة متكاملة مبنية على دراسات علمية دقيقة للبشرة.
"هي": كيف توازنون بين الإثباتات العلمية وروتينات الجمال، وواقع المناخ في كل سوق، خاصة في الشرق الأوسط؟
مايكل: نحن لا نزال حديثي العهد في السوق الشرق أوسطي، ونتعلم باستمرار، لكن تركيزنا لم يتغير: نحن نُعنى بوظائف الجلد، وكيفية استجابته إلى جانب تفاعل المكونات التي نستخدمها. نحن لا نرغب في تبسيط العلم أكثر من اللازم، لكننا نحرص على تقديمه بأسلوب مفهوم وجذاب وقد نجحنا في ذلك عبر تبني فلسفة "النهار والليل"، مع التركيز على فعالية المكونات ونقل هذه المفاهيم من خلال الأخصائيين. نحن نؤمن بأن تمكين هؤلاء المحترفين وتعليمهم هو الوسيلة الأفضل للوصول إلى المستهلك النهائي.
"هي": هل تفكرون مستقبلاً في تطوير تركيبات مخصصة لسوق الشرق الأوسط؟
مايكل: نعم، نحن نطوّر تركيبات داخلية شاملة، ولدينا علاقات وثيقة مع مورّدي المواد الخام وجمعية الكيميائيين التجميليين والتي كان جدي من أعضائها المؤسسين، وأنا عضو فيها منذ أكثر من 15 عامًا.
بالنسبة للمنطقة، أحد الأمور التي لفتت انتباهنا هو أن العديد من النساء، سواء كنّ محجبات أو لا، لا يحصلن على قدر كافٍ من أشعة الشمس، ما يؤدي إلى انخفاض في إنتاج فيتامين D. لذلك نستخدم مكونًا يُعرف باسم Chronocyclin وهو ببتيد يعزز إنتاج فيتامين D موضعيًا دون الحاجة للتعرض للشمس، وتقدم هذه التقنية حلًا فعالًا جدًا لمشكلة شائعة هنا.
أثبتت دراساتنا أن أقل من 4% من المغذيات التي نحصل عليها عبر الغذاء تصل فعليًا إلى سطح البشرة وهذا يشمل فيتامينات A وC وE وD لذا من الطبيعي أن نعاني من نقص موضعي فيها، لكن فيتامين D تحديدًا من الصعب امتصاصه عبر الجلد، ولهذا نحتاج إلى محفزات تساعد الجلد على إنتاجه ذاتيًا، مثل الببتيد الذي نستخدمه.
مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا
"هي":برأيك، ما الذي لازال المستهلك اليوم يجهله حول صحة البشرة؟ وكيف تسعون لتغيير ذلك؟
مايكل: ينسى الناس أحيانًا أن الجلد عضو حيّ وذكي، يعمل باستمرار على حمايتنا وتجديد نفسه. الأمر الذي يجعلنا اليوم نشهد اليوم حالة من الإفراط في العلاج، سواء من قبل المستهلكين أو حتى من قبل الخبراء.
من التقشير الكيميائي إلى الإنزيمي إلى الأجهزة المتعددة، هناك الكثير من الطرق لإزالة الطبقة السطحية من البشرة. لكن الإفراط في استخدام هذه الوسائل قد يؤدي إلى تلف وتهيج الجلد. لذلك علينا كخبراء ومستهلكين أن نتعامل مع البشرة بحذر، ونترك لها المجال لتقوم بحماية نفسها، لأننا نملك اليوم مكونات فعالة جدًا، وإذا لم تُستخدم بالشكل الصحيح، سيكون ضررها أكبر من نفعها.
مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا
"هي": وكيف تسعون لتغيير ذلك؟
مايكل: من خلال التعليم، وتقديم تركيبات توازن بين الفعالية والحفاظ على صحة البشرة. فهذه هي فلسفتنا.
"هي": كيف ترون تطوّر معايير الجمال عالميًا؟ وما دور العلامات القائمة على العلم مثل سيركاديا في إعادة تعريف هذا المفهوم؟
مايكل: نحن نعمل في البحث والتطوير والتصنيع منذ سنوات، قبل حتى إطلاق سيركاديا كعلامة. الجودة والتحكم في الإنتاج هما من صميم عملنا. بالتالي، نحن نبدأ من مستوى عالٍ جدًا من المعايير، وهذا ينعكس في كل منتج نُطلقه. نعتبر أنفسنا من الروّاد، بل حتى من "المحرّكين" في قطاع التجميل، سواء من خلال برامجنا التعليمية، أو التزامنا بدعم الأخصائيين بدلًا من التوجه مباشرة إلى المستهلك، فنعمل على رفع المعايير في القطاع.
بالنظر إلى السوق العالمي، نجد أن اختلاف القوانين والتشريعات بين أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية يجعل توحيد مفهوم الجمال صعبًا، لكن بدأت بوادر التعاون بالظهور، وخصوصًا في مجال منتجات الوقاية من الشمس، فصارت بعض الدول تقول: إذا كان هذا المكون آمنًا في هذا السوق، يجب أن يُقبل في الأسواق الأخرى. قد لا يكون هذا كافيًا حتى الآن، لكن بالتأكيد نحن نقترب من توحيد المعايير عالميًا.
كايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات لعلامة سيركاديا
"هي": تحتفي مجلة "هي" دائمًا بالنساء المؤثرات اللواتي يتركن بصمة في مجالاتهن ويقدن التغيير الحقيقي. برأيك، ما هي أهم صفات القيادة؟ وكيف تقومين بدعم وتمكين الجيل القادم من النساء في عالم الجمال؟
كايتلين: الصفة الأهم التي نبحث عنها في القادة، سواء في مؤسستنا أو في قطاع الجمال والعافية بشكل عام، هي القدرة على إلهام الآخرين. نحن نؤمن إيمانًا عميقًا بأن الشركات لا تُحرّك الأشخاص، بل الأشخاص هم من يُحرّكون الشركات. ولكي نحقق أهدافنا، علينا أن نتمكن من بناء فرق يمكنها نقل الرسالة ونقل روح العلامة. عندما نُوائم بين أهدافنا وأهداف فريقنا، ننجح معًا. ولهذا نحتاج إلى قادة ملهمين. نحن في سيركاديا لا نعمل فقط لخدمة العملاء، بل نطمح إلى تمكين مجتمع الأخصائيين ليدعموا بدورهم مجتمعاتهم، وهذا هو جوهر القيادية الحقيقية.
كايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات لعلامة سيركاديا
"هي": مع كل معرفتك واطلاعك على أحدث الابتكارات، كيف يبدو روتينكِ الجمالي اليومي؟ وما هي مكوناتكِ الفعالة المفضلة وتلك التي تتجنبينها؟
كايتلين: أنا أؤمن كثيرًا بفيتامين A فهو من العناصر الأساسية في العناية بالبشرة، شرط استخدامه بعناية وفي المساء، تماشيًا مع إيقاع الجسم البيولوجي. مؤخرًا، احتفلت ببلوغي الأربعين، وأصبح لدي روتين أكثر عمقًا، أستخدم فيه علاجًا مبتكرًا لدينا يُعرف بـ SWiCH Dermal Rejuvenation System. يمنح هذا العلاج خلايا البشرة الطاقة التي كانت لديها في سن الشباب. نحن لا نحارب التقدم في العمر، بل نُبطئه بلطف. ونصيحتي الجمالية هي اعتماد روتين "سويتش" المنتظم، وستلاحظين الفرق.
"هي": برأيك ما الذي يجب أن يطالب به المستهلك اليوم؟
كايتلين: الشفافية. يجب أن يطالب المستهلكون بالمزيد من الوضوح من العلامات التجارية. نرى بعض الماركات تلاحق الترند دون مراعاة لحاجات البشرة الفعلية. الحقيقة أن الجسم يعرف كيف يعالج نفسه، حيث تملك البشرة نظام حماية وتجدد خاص بها. وإذا فهمنا هذه الطبيعة وعملنا معها، يمكننا أن نتقدم في العمر بجمال وهدوء.
كايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات لعلامة سيركاديا
لكننا نرى اليوم منتجات فيها تركيزات مفرطة، لمجرد أن 2% من المنتج أعطت نتيجة، فيفترض البعض أن 10% منه ستعطي نتيجة أفضل، وهذا ليس صحيحًا دائمًا. علينا أن نعود للأساسيات. ومن حق العميل المطالبة بإجابات واضحة وصادقة من المصنعين.
"هي": هل تعتقدين أن العلامات التجارية مستعدة لتكون بهذا القدر من الشفافية؟ أم أن ذلك يتعارض مع استراتيجياتها التسويقية؟
كايتلين: أعتقد أن كل علامة لديها الفرصة للتعامل بشفافية. الأمر فقط يعتمد على مدى توافق ذلك مع قيمها الأساسية.
"هي": هل تعتقدين أنه من الأفضل اختيار المنتجات المتوفرة في العيادات والمراكز المتخصصة بدلًا من تلك التي تُباع على الرفوف والصيدليات؟
كايتلين: غالبًا ما تُظلم منتجات الصيدلية أو المنتجات المتاحة مباشرة للمستهلك. في النهاية، واقي الشمس هو واقي شمس، سواء كان بسعر درهمين أو خمسين درهمًا، المهم هو استخدامه.
الخبراء التجميليون قادرون على تصميم روتين أكثر تخصصًا بفضل خبرتهم، لكننا نؤمن بأهمية تلبية احتياجات كل شخص ضمن ميزانيته. شراء منتج بسيط من الصيدلية هو بداية جيدة. ومع تطور الاحتياجات، يمكن زيارة الأخصائيين للحصول على روتين تصحيحي متقدم. لا يجب أن ننتظر حتى سن الثلاثين أو الأربعين للبدء بالعناية بالبشرة، بل يجب أن نؤسس من عمر صغير لعادات صحيحة.
"هي": تُعد دبي اليوم مركزًا عالميًا للجمال والابتكار. ماذا يعني لكم أن تكونوا جزءًا من هذا السوق؟ وما هي تطلعاتكم للعلامة في المنطقة؟
كايتلين: دبي مركز نابض للجمال والعافية، ونحن فخورون بوجودنا هنا، وبالفريق الرائع الذي يمثل سيركاديا في المنطقة.
كونها مدينة متعددة الثقافات، فإنها تتماشى تمامًا مع فلسفتنا في العناية بالبشرة، مما يسمح لنا بتقديم حلول متقدمة لمشاكل مثل التصبغات والحماية من الشمس، من خلال عدسة علمية تركّز على الإيقاع البيولوجي للبشرة.
"هي": ما هو الدرس الأهم الذي تعلمتموه من العمل مع خبراء العناية بالبشرة حول العالم – والذي لا يزال يوجّه نهجكم اليوم؟ أود أن أسمع منكما معًا.
كايتلين: الدرس الأهم هو احتضان كل أنواع البشرة. عند بناء علامة تجارية، يجب أن نتأكد من أن لدينا الحلول التي تتناسب مع الجميع، مهما كانت درجة بشرتهم اللونية أو الروتين الجمالي الذي يتبعونه. نحن نؤمن بالشمولية، وهذا جوهر كل ما نقوم به.
مايكل: العالم مكان واسع، لكن دبي تُعتبر نقطة محورية. في هذه الزيارة، أدركنا أن الكثير من الدول، داخل المنطقة وخارجها، تنظر إلى دبي لتتابع كل ما هو الجديد. المستقبل يصنع هنا، ولهذا من الضروري أن نكون حاضرين. تقديم حلول تتناسب مع كل شخص ليس بالأمر السهل، إذا لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، لكننا نؤمن أن كل شخص يستحق منتجًا يناسب احتياجات بشرته، وهذا أحد أهدافنا الأساسية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إقبال متوسط على شراء ملابس العيد في مصر
إقبال متوسط على شراء ملابس العيد في مصر

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

إقبال متوسط على شراء ملابس العيد في مصر

لم يجد سعيد عبد الكريم، الموظف بإحدى الشركات الخاصة بمحافظة بني سويف في صعيد مصر، أمامه سوى تخيير أبنائه بين السفر لقضاء عطلة الصيف في منطقة ساحلية بعد انتهاء الامتحانات، وبين شراء ملابس جديدة لموسم العيد، بعدما أعلن النادي المشترك فيه عن رحلات المصيف بأسعار أعلى من العام الماضي، وعدم قدرته على سداد الالتزامين معاً. ويقول سعيد -وهو في نهاية العقد الثالث- لـ«الشرق الأوسط»: «راتبي الذي زاد نحو 15 في المائة قبل فترة وجيزة لم يعد يكفي للوفاء بكل الأمور التي كنت أوفرها لأسرتي سابقاً، مع زيادة المصاريف التي يحصل عليها أبنائي الثلاثة، بالإضافة إلى شراء ملابس جديدة لهم في عيد الفطر، وهي ملابس لا تزال ملائمة للارتداء في عيد الأضحى أيضاً». وأضاف أنه فضَّل تخييرهم بين شراء الملابس قبل العيد وبين دفع مصاريف المصيف لقضاء أسبوع بمدينة مرسى مطروح، وهو ما جعلهم يوافقون على الاختيار الثاني، لكون تلك الإجازة هي الوحيدة المتصلة التي يحصل عليها من عمله الذي يستمر أكثر من 12 ساعة يومياً، ويقضيها برفقتهم. وأوضح أن «جولة قمت بها على مَحال الملابس أظهرت زيادة كبيرة بالأسعار، ما سيكلفني نحو ألفي جنيه (الدولار يساوي 49.6 في البنوك) لشراء طقم كامل (قميص وبنطلون وحذاء) لأي من أبنائي الثلاثة». سوق العتبة من أكثر الأماكن ازدحاماً بمحال الملابس (الشرق الأوسط) إلى ذلك، فضَّل محمود خلف -وهو شاب في منتصف الثلاثينات يعمل في إحدى الشركات بالقاهرة- شراء ملابس جديدة لطفلته الصغيرة التي لم تكمل بعد عامها الثالث، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يحاول أن تظهر في كل عيد بملابس جديدة وسط الأسرة، بوصفها الحفيدة الوحيدة. وتشهد مَحال الملابس الجاهزة في مصر إقبالاً متوسطاً على الشراء، مع زحام لافت في عدد من المناطق؛ خصوصاً العتبة ووسط القاهرة، وهي المناطق التي يوجد فيها كثير من المحال، وتوفر الملابس بأسعار متفاوتة تناسب مختلف الطبقات، بينما تتركز فروع الماركات العالمية للملابس في «المولات» التجارية الكبرى الموجودة على أطراف العاصمة القديمة. ويتراوح الإقبال على شراء الملابس من ضعيف لمتوسط، وفق عضو شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، حسين رشيد، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن موسم عيد الأضحى يكون الإقبال فيه على الشراء أقل من عيد الفطر عادةً، فإن الإقبال هذا العام يشهد تراجعاً لأسباب عدة، من بينها زيادة الأسعار مقارنة بالعام الماضي بنحو 50 في المائة، بالإضافة إلى تفضيل بعض الأسر شراء اللحوم على الملابس». وأضاف أن زيادة الأسعار ترجع لاعتبارات عدة «من بينها: زيادة القيمة الإيجارية لغالبية المحال، وزيادة أسعار الكهرباء وتكلفة النقل والشحن، وهي أمور زادت من أسعار الملابس المصنَّعة محلياً بشكل واضح»، الأمر الذي ترك تأثيراً سلبياً على حركة البيع التي يأمل أن تتعافى قريباً. وزاد معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 13.9 في المائة خلال أبريل (نيسان) الماضي بعدما سجل 13.6 في المائة الشهر السابق، حسب بيان «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء»، بينما ستزيد أجور العاملين بالدولة الشهر المقبل، مع بداية العام المالي. ويقول مدرس علم الاجتماع في جامعة بني سويف، محمد ناصف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الضغوط الاقتصادية قد تدفع أحياناً لإعادة توزيع الدخل بصورة تكون أقل ضرراً على العائلات، وبذلك ستجد أن هناك من يعطي الأولوية لشراء اللحوم لأسرته بدلاً من الملابس؛ خصوصاً أن العيد هذا العام يتزامن مع التزامات مالية تلاحق الأسرة؛ ليس فقط بسبب إجازة الصيف، ولكن أيضاً بسبب دروس الثانوية العامة، وبدء الاستعداد للجامعة، وهي أمور عادة ما تشكل إرهاقاً مادياً إضافياً على العائلات». ويضيف أن «فكرة شراء الملابس الجديدة بالعيد ربما تراجعت لدى الأجيال الجديدة، وبشكل أكبر في عيد الأضحى، باعتبار أن الانشغال الأساسي يكون بالأضاحي أو الخروج للتنزه وزيارة العائلات». ونعود إلى عضو شعبة الملابس الذي يشير إلى «تقديم بعض المحال خصومات من أجل تشجيع حركة البيع، بالإضافة إلى تقديم عروض في محاولة لتشجيع الزبائن على شراء أكثر من قطعة».

التجويع بهدف التركيع
التجويع بهدف التركيع

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

التجويع بهدف التركيع

مساء الجمعة الماضي، عندما بلغني قولٌ صدر عن ناطق باسم الأمم المتحدة، يخبر الناسَ أجمعين، في مشارق العالم والمغارب، أن أهل قطاع غزة هم «الأشدُّ جوعاً على سطح الأرض»، وجدتُّني أرجِّحُ احتمالَ أن الكلام يحمل شيئاً من مبالغة سرعان ما عللتُها بالتعاطف الدولي المفهوم، والمطلوب، في ظل استمرار العناد الإسرائيلي بمنع دخول شاحنات تُقِلُّ مساعدات إنسانية لضحايا حرب بنيامين نتنياهو الهمجية على غزة كلها، وليس ضد مقاتلي حركة «حماس» وحدهم كما يزعم هو وجنرالاته. بيد أن تصريح ينس لاركه، المتحدث باسم «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، لم يدَع مجالاً للريب في أن الرجل يعني ما يقول، ومِن ثَمَّ فإن الذي يحدث على أرض غزة هو بالفعل تجويع شديد ينذر بمجاعة تدق أبواب الجوعى في القطاع المنكوب من الشمال إلى الجنوب. لماذا ساورني إحساس المبالغة في البداية، ولماذا انتفى فوراً؟ إجابة الشق الأول بسيطة، ويقول مضمونها المُختَصَر إن أشكالاً عدة من الجوع تؤذي كثيراً من جموع البشر في بقاع عدة من الكوكب، فَلِمَ تُعَدُّ غزة تحديداً «الأشدَّ جوعاً على سطح الأرض»؟ حسناً، سوف ينتفي الاستغراب بمجرد استحضار حقيقة أن جوعَ البشر مع حالات الجفاف بفعل انقطاع الأمطار بضع سنوات، وبالتالي تمدد مساحات التصحر في بعض الأمصار، أو الجوعَ الذي يتعرض له ضحايا حوادث الفيضانات والأعاصير عندما تُجرف قرى بأكملها، ويتشرد أهلوها في مناطق عدة، والجوعَ الذي يصيب المشرَّدين جراء الزلازل الكارثية... وغير ذلك من كل حالات الجوع، ناشئة عن كوارث طبيعية ليس لبني البشر دور فيها، إذا وضعنا اتهامات أنصار البيئة جانباً. أما التجويع الحاصل في قطاع غزة، أو في غيره من مسارح الحروب بالعالم، فهو فعلٌ مُمارَسٌ من قبل إنسان تجرد من إنسانيته، ضد إنسان آخر مثله؛ إنما هو، أو هي، أضعف من امتلاك مقومات الدفاع عن النفس... فهل بعد هذا الجبروت في الظلم أي نوع من الجبروت أشد بطشاً؟ رُبَّ متعجل يسارع مجيباً: كلا، ثم يضيف باندهاش: أثَّمة من هو أشد بطشاً من بشر يتعمد تجويع بشر آخرين؟ الجواب البدهي، دون ذرة ريب، هو التالي: نعم، هناك بطش الخالق الذي يستحيل أن يقبل بالظلم، ولا بإثم العدوان، ولو أمهل المُعتدين بعض الوقت. هو ربُّ العالمين، وأعدلُ العادلين، الذي ينحرُ المسلمون كبشَ الفداء في عيد الأضحى، كل عام، تجديداً لميثاق الإيمان به، وبكل الأنبياء والرسل، دون تفريق بين أي منهم. تضحيةُ الفلسطيني المتضورِّ جوعاً في غزة، أو في غيرها، تبدو مستعصيةَ الفهمِ على نتنياهو، ومَن هم على شاكِلتِه. إنها التضحيةُ التي تنبعُ من قلبٍ ينبض بالإيمان فيرفض الركوع لغير ربِّ الناس أجمعين، مهما أمعن المُعتدي في تجويع الأبرياء العُزل، بغرض الإذلال والتركيع. تبقى ملاحظة أن غداً يوافق الذكرى الـ58 لحرب 5 يونيو (حزيران) عام 1967، التي وضعت نتائجُها أساسَ كل الذي جرى بعدها من مآسٍ وويلات، بما فيها مآسي غزة الحالية، والتي سبقتها، وربما اللاحقة.

خارج الصندوقتسوّق الآن وفكّر لاحقًا.. الوجه الآخر للتجارة الإلكترونية
خارج الصندوقتسوّق الآن وفكّر لاحقًا.. الوجه الآخر للتجارة الإلكترونية

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

خارج الصندوقتسوّق الآن وفكّر لاحقًا.. الوجه الآخر للتجارة الإلكترونية

شهدت التجارة الإلكترونية في المملكة توسعًا لافتًا خلال الأعوام الماضية، وبحسب تقديرات رسمية، فقد بلغ حجم التجارة الالكترونية أكثر من 35 مليار ريال، في حين وصل متوسط إنفاق الفرد السعودي عبر الإنترنت إلى قرابة 4,500 ريال سنويًا، وقد مثل هذا التحول انعكاسًا مباشرًا لتغيرات هيكلية في سلوك المستهلك، الذي لم يعد يربط قرار الشراء بزيارة المتجر أو بالتفاعل المباشر مع السلعة، بل أصبح الشراء متاحًا على مدار الساعة من خلال الهواتف الذكية التي باتت تستحوذ على ما يزيد عن 70 % من عمليات الشراء الرقمي، هذا التحول العميق لم يكن مجرد طفرة تقنية، بل أدى إلى تغييرات جوهرية في أنماط الإنفاق والقرارات المالية، حيث انتقل المستهلك من الشراء المدروس إلى الشراء اللحظي، ومن الدفع النقدي إلى الدفع الرقمي الذي قد لا يتيح له إدراك الأثر الفوري للإنفاق، فقد أظهرت بيانات سلوكية أن أغلب المستهلكين باتوا يميلون إلى اتخاذ قرارات شرائية أسرع بنسبة 60 % عند التسوق عبر التطبيقات مقارنة ببيئة السوق التقليدية، كما ارتفعت معدلات الشراء الاندفاعي، حيث يقوم ما نسبته 40 إلى 50 % من الأفراد بشراء منتجات لم تكن ضمن خطتهم الأصلية نتيجة العروض الفورية والإعلانات التفاعلية، ومن جهة أخرى ساهمت أنظمة 'اشتر الآن وادفع لاحقًا' في تغيير مفاهيم الاستهلاك المالي، إذ أظهرت تقارير البنك المركزي السعودي أن نسبة المستخدمين الذين يعتمدون على هذا النمط التموِيلي تضاعفت خلال عامين فقط، ووصلت في بعض الفئات العمرية إلى أكثر من 30 %، وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب يوفر مرونة في الدفع ويبدو للوهلة الأولى محفزًا على الشراء الآمن، إلا أنه يفتح بابًا واسعًا للوقوع في المديونية المتراكمة، لا سيما مع ضعف الثقافة المالية لدى قطاع كبير من المستهلكين، فقد كشفت دراسات محلية أن 67 % من المستخدمين الذين يعتمدون على هذا النوع من التمويل لا يقرأون كامل الشروط، وأن قرابة 25 % منهم تأخروا عن السداد في مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، وفي الجانب الأمني تبرز المخاطر الرقمية بوصفها تحديًا متزايدًا مع نمو السوق، إذ أبلغت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن أكثر من 7000 حالة احتيال رقمي تتعلق بالتسوق الإلكتروني خلال عام واحد فقط هذه الأرقام للحالات المبلغ عنها أما أرقام الاحتيال التي لم يتم الإبلاغ عنها قد تتجاوز هذه الأرقام بكثير، شملت عمليات الاحتيال مواقع وهمية وسرقة بيانات وتقييمات زائفة، من هذا المنطلق، أصبح تعزيز الوعي المالي والاستهلاكي ضرورة وطنية لا تقل أهمية عن تطوير البنية التحتية الرقمية، ويُستحسن أن تبدأ هذه الجهود من مراحل التعليم المبكر، مرورًا بالتدريب المجتمعي، وانتهاءً بتنظيمات أكثر صرامة تفرض على المتاجر الإلكترونية الإفصاح الكامل عن شروط البيع وسياسات الاسترجاع وحماية بيانات العملاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store