logo
من التسريب إلى التهديد: إدارة ترامب تراوغ طهران وتحرج تل أبيب

من التسريب إلى التهديد: إدارة ترامب تراوغ طهران وتحرج تل أبيب

الصحراء٢١-٠٤-٢٠٢٥

تبقى أولوية ترامب تقديم الدبلوماسية والتفاوض الأسبوع الماضي في مسقط، وأمس الأول في روما بطريقة غير مباشرة بإصرار إيراني، حتى تُرفع العقوبات، لتجنب التصعيد والعمل العسكري. وذلك بهدف كما يؤكد الطرفان التوصل لاتفاق نووي مستدام يجمد برنامج إيران النووي. دون إطالة أمد المفاوضات وسط تصاعد الضغوط على إدارة ترامب للتوصل لاتفاق أو القيام بعمل عسكري أو ترك إسرائيل تقوم بتخريب البرنامج النووي الإيراني وخاصة مع تقييمات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية أن إيران قد اتقنت الدورة النووية ـ ونجحت بتخصيب كميات كافية من اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم ـ المادتان الرئيسيتان لصناعة القنبلة النووية ـ وكان مفاجئا مبالغة إعلان السناتور لندسي غراهام المقرب من الرئيس ترامب، «يمكن لإيران إنتاج 6 قنابل نووية خلال فترة وجيزة، وسيستهدفون إسرائيل وبعدها الولايات المتحدة»!!
كان ملفتا تسريب أكثر من مسؤول تفاصيل النقاش والخلافات بين صناع القرار في إدارة ترامب لصحيفة نيويورك تايمز حول الطريقة الأفضل للتعامل مع إيران لتجميد برنامجها النووي. الذي لعب الرئيس الأسبق باراك أوباما الدور الرئيسي في التوصل لاتفاق نووي مع مجموعة(5+1) للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مع إيران بعد مفاوضات سرية في مسقط ـ سلطنة عمان ولاحقا في جنيف وتوقيع الاتفاق النووي في يوليو 2015 في فيينا، لينتقده المرشح دونالد ترامب ويصفه بالاتفاق السيئ ـ ويدفع الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018. ويفرض نظام أقسى العقوبات على إيران والذي أبقته إدارة بايدن وتفاوض عليه اليوم إدارة ترامب.
كشف تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» عن انقسام بين صناع القرار في إدارة ترامب. عارض كل من نائب الرئيس-فانس، ووزير الدفاع هاغسيث ومديرة الاستخبارات الوطنية(أعلى جهاز استخبارات المشرف على 18 جهاز استخبارات في مجتمع الاستخبارات الأمريكية)وكبيرة موظفي البيت الأبيض والس ـ توجيه ضربات عسكرية إسرائيلية بمشاركة الولايات المتحدة عسكريا ولوجستيا ضد منشآت إيران النووية في شهر مايو القادم!! حتى أن نتنياهو بلغت به الجرأة أن يطلب من ترامب دعم إسرائيل بقصف مكثف لإرسال فريق كوماندوز من القوات الخاصة لتدمير المنشآت النووية كما فعلوا قبل أشهر في سوريا. بينما أيد دعم العملية العسكرية مستشار الأمن الوطني مايكل والتز، والجنرال كارالا قائد مسرح العمليات العسكرية الأمريكية في القيادة الوسطى المسؤولة عن حروب الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة!!
كان واضحاً حشد إدارة ترامب إجراءات احترازية والقيام بخطوات عملية بشن حرب نفسية وإعلامية على إيران، يصفها الرئيس ترامب تحقيق «السلام من خلال القوة» والتفاوض تحت الضغط بتعمد مفاقمة المعاناة الإنسانية وتصعيد حرب الإبادة والحصار ومنع إدخال الماء والطعام والمواد الطبية والغذائية كما تطبقه إسرائيل وإيلام أهالي غزة لإجبار حماس على الخضوع والتنازل.
أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية حاملة طائرات ثانية هي كارل فانسون-وصلت إلى بحر العرب وباب المندب لتنضم لحاملة الطائرات هاري ترومان المتمركزة في البحر الأحمر، وتقود عمليات قصف بعشرات الغارات يوميا على مواقع الحوثيين، وآخرهم فجر الجمعة الماضي على ميناء رأس عيسى النفطي-أدى لمقتل 74 شخصاً. ومع ذلك يستمر الحوثيون باستهداف تل أبيب والقدس بصواريخ فرط صوتية.. ولكن هذه المعدات العسكرية البحرية المهمة مع إرسال 6 مقاتلات B-2 شبح الأحدث في الترسانة الجوية الأمريكية-تستطيع حمل قنبال زنة الواحدة 30 ألف رطل ـ 13.600كلغ-قادرة على اختراق أعماق التحصينات الأرضية في سراديب سحيقة لمنشآت إيران النووية في ناتنز وذلك بعد تدمير الدفاعات الأرضية الإيرانية.
كما رحبت ودعمت دول مجلس التعاون الخليجي بيانات رسمية خطوات التفاوض والمباحثات في جولتها الأولى بين الطرفين الأمريكي والإيراني في مسقط والجولة الثانية أمس الأول السبت في روما. كما نقلت دول مجلس التعاون الخليجي فرادى للطرفين الأمريكي والإيراني على عدم السماح للقوات الأمريكية استخدام الأراضي والأجواء والموانئ الخليجية لشن أي عمل عسكري ضد إيران ينطلق من أراضيهم.
وكان ملفتا وحدثاً غير مسبوق منذ عقود، زيارة وزير من الأسرة المالكة، الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي(وليس وزير الخارجية) ونجل الملك سلمان وشقيق ولي العهد الأمير بزيارة ملفتة بتوقيتها ومضمونها إلى طهران. وتسليم رسالة خطية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. أكد المرشد الأعلى على أهمية تطوير العلاقات الثنائية «والتواصل سيكون مفيداً لكلا البلدين أن تكملا بعضهما البعض». والتقى الأمير خالد بن سلمان الرئيس مسعود بازكشيان ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري.
واضح هدف تسريب ترامب خطط إسرائيل العسكرية، ممارسة الضغط وإحراج إسرائيل وتأجيل العمل العسكري، ومنح الدبلوماسية والتفاوض فرصة، ووصلت رسالة ترامب لنتنياهو في البيت الأبيض. برفضه دعم قصف مواقع إيران النووية لأسباب أمنية وإقليمية واستراتيجية خشية من توسيع رقعة الحرب، مع بقاء الخطوط الحمراء بمنع إيران امتلاك السلاح النووي. في تهديد واضح لإيران!
ويبقى التحدي موازنة رفض إيران تفكيك برنامجها النووي ورفع العقوبات، واقتصار المفاوضات على البرنامج النووي، ورفض تجميد برنامجها الصاروخي. وهذا ما يرفضه صقور إدارة ترامب بتحريض نتنياهو!
أستاذ في قسم العلوم السياسية ـ جامعة الكويت
نقلا عن القدس العربي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاتحاد الأوروبي: التجارة مع أميركا تتطلب الاحترام وليس التهديد
الاتحاد الأوروبي: التجارة مع أميركا تتطلب الاحترام وليس التهديد

الصحفيين بصفاقس

timeمنذ 8 ساعات

  • الصحفيين بصفاقس

الاتحاد الأوروبي: التجارة مع أميركا تتطلب الاحترام وليس التهديد

الاتحاد الأوروبي: التجارة مع أميركا تتطلب الاحترام وليس التهديد 25 ماي، 09:00 قال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش، إن التجارة بين التكتل والولايات المتحدة لا بد أن تقوم على الاحترام المتبادل وليس التهديدات، وذلك بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيفرض رسوماً بنسبة 50% على صادرات التكتل. وكتب شيفتشوفيتش في منشور على موقع 'إكس'، أن المفوضية الأوروبية ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لصالح الطرفين. وأضاف: 'لا تزال المفوضية الأوروبية مستعدة للعمل بحسن نية. التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا مثيل لها ولا بد أن تقوم على الاحترام المتبادل، وليس التهديدات. ونحن على استعداد للدفاع عن مصالحنا'. وفي وقت سابق الجمعة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه لا يتطلع حالياً للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن المحادثات مع بروكسل 'تسير بشكل بطيء'، وسط تصاعد التوترات بين الجانبين في ظل المخاوف من حرب تجارية واسعة النطاق. وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض بعد التوقيع على عدة أوامر تنفيذية، وتهديده برفع الرسوم على التكتل بنسبة 50%، إنه 'لا توجد رسوم لأن ما سيفعلونه هو نقل شركاتهم إلى الولايات المتحدة.. وإذا بنوا مصانعهم هنا فلن نفرض رسوم'. ورداً على سؤال بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي خلال 9 أيام، أجاب ترمب: 'لا أبحث عن اتفاق'، لافتاً إلى أنه لا يمانع في إبقاء الرسوم على التكتل دون التوصل إلى اتفاق تجاري. وأضاف: 'لدينا عجز تجاري كبير معهم… لقد استغلوا أشخاصاً آخرين كانوا يمثلون هذا البلد، ولن يفعلوا ذلك بعد الآن'، متعهداً بخفض الرسوم في حال تعهدوا بنقل مصانعهم إلى الولايات المتحدة. وأشار إلى أنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على شركتي 'آبل' و'سامسونج' وغيرها من شركات تصنيع الهواتف الذكية، داعياً لنقل مصانعهم إلى الولايات المتحدة.

هل حلّ الدولتين في الأفق ؟…أ.د الصادق شعبان
هل حلّ الدولتين في الأفق ؟…أ.د الصادق شعبان

الصحفيين بصفاقس

timeمنذ 20 ساعات

  • الصحفيين بصفاقس

هل حلّ الدولتين في الأفق ؟…أ.د الصادق شعبان

هل حلّ الدولتين في الأفق ؟…أ.د الصادق شعبان 24 ماي، 21:15 كتبت منذ أيام أن السعودية – و كذلك الإمارات – كسبت من زيارة ترامب منافع أربع هامة ، من هذه المنافع إكتساب موقع المفاوض القويّ في المنطقة . حان الآن وقت تفعيل هذه القوة التفاوضية و تسريع حلّ الدولتين . الولايات المتحدة هي التي بقيت تساند إسرائيل دون حدود و يصعب فرض حلّ الدولتين دون موافقتها . علاقة السعودية بها و بدول الخليج عموما أصبحت قوية جدا و المصالح مترابطة جدا و قد تخسر الولايات المتحدة بعض هذه المصالح إن تمسكت بكل المواقف القديمة من اسرائيل ، الآن الراي العام في أمريكا كما في إسرائيل يتغير ، و الراي العام في الدول الكبرى عموما يتغير ، و المصالح تتبدل فعلا ، و يمكن للسعودية ان تتولى هذا العمل الكبير الذي لم ينجح فيه أحد من قبل : حلّ القضية الفلسطينية . قلت فيما كتبت أيضا أن السعودية يجب أن تعي بأن مكانتها الآن قوية و قدراتها كبيرة و يمكنها ان تقوم بدور فاعل و الفرصة الآن بين أيدي الأمير محمد بن سلمان . الكسب الذي تحققه السعودية بحل القضية هو أكبر كسب تكون حققته في التاريخ الحديث . الظرف الآن مواتي جدا للدعوة لمؤتمر بالرياض عنوانه ' حل الدولتين ' . دول عديدة مهيئة لهذا . دول هامة ثلاث هي فرنسا و بريطانيا و كندا أعلنت هذه الأيام عن عزمها الإعتراف بدولة فلسطين و حلّ الدولتين . السويد و النرويج و أسبانيا و أيرلندا سبق و أن إعترفت بدولة فلسطين . 147 دولة من 193 هي الآن إعترفت بدولة فلسطين . بقيت الولايات المتحدة التي كما قلنا إمتنعت عن الاعتراف ، لكن لم يعد بالامكان رفض اي تغيير و البقاء في التصلب المفرط ، و التأثير أصبح ممكنا . فالراي العام في الولايات المتحدة بدأ يتغير ، و مصالحها تتغير، و قد تخسر الكثير إن هي بقيت على أهواء اسرائيل و بين أيدي التيار المتطرف . على السعودية مسؤولية تاريخية اليوم . على الدول التي طبّعت ، أو برهمت – نسبة إلى لإتفاق إبراهيم ، مسؤولية أيضا. ألم تقل هذه الدول أن التطبيع هو الطريق الأفضل لترويض إسرائيل و لافتكاك حل الدولتين ! فلتبرهن عن ذلك اليوم ، و لتحرص على استرجاع شرعية شعبية فقدتها جراء التطبيع . مصر و المغرب و الأردن مدعوة لدور أكثر حركية و جرأة. ترامب الذي قال إنه سوف يقضي على الحروب هذه فرصته أيضا. شعار الرئيس ترامب هو 'صنع المال عوض الحرب' make money not war و هو الشعار الذي و ضعته شخصيا له و أراه مناسبا و لا أنتقده ، بل فيه جزء من الصحة – إذ الرخاء طريق للسلام ، فعلى الرئيس ترامب ان هو أراد الرخاء في الشرق الاوسط أن يفرض السلام ، و السلام ليس بالقوة و انما السلام بالعدل و بحل الدولتين . هذه فرصة ترامب لنوبل للسلام . هذه فرصة الأمير بن سلمان لتحقيق الرخاء في الشرق الاوسط ،و جعل الخليج أوربا الشرق كما يقول ، هذه فرصة الأنظمة التي طبّعت مع إسرائيل لتتصالح مع الرأي العام ، في الداخل و الخارج . هذه فرصة الغرب الذي سكت عن المجازر . هذه فرصة عديد الاعلاميين الذين تشدقوا بحرية الرأي و التعبير و بالاستقلالية و فقدوا ماء الوجه في غزة ، فرصتهم لأن يستعيدوا بعض المصداقية . هذه فرصة منظمات عديدة لحقوق الإنسان اختفت من ساحات غزة و الضفة لا ترى و لا تسمع ، هذه فرصة لآخرين كثيرين من أجل إعادة بناء تنظيم عالمي قام على تجنب إبادة ثانية لليهود فأخفق إخفاقا ذريعا و قلب الميزان و مكّن اليهود من إبادة شعب آخر هو شعب فلسطين. 24 ماي 2025

أخبار سيئة لقبة ترامب الذهبية
أخبار سيئة لقبة ترامب الذهبية

تونسكوب

timeمنذ يوم واحد

  • تونسكوب

أخبار سيئة لقبة ترامب الذهبية

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام عن رؤيته لمشروع "القبة الذهبية"، النظام الدفاعي الذي يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من كافة الصواريخ. لكن ترامب أغفل تفصيلاً رئيسياً في خططه، وهو أنه لا يمكن بناء هذا المشروع دون مشاركة كندا. فحتى الآن، لم تعلن الجارة الشمالية عن رغبتها في الانضمام إلى هذا المشروع الذي قد تصل كلفته إلى 500 مليار دولار، وفقاً لصحيفة "بوليتيكو". ويلعب الجانب الكندي دوراً محورياً في توفير الرادارات والمجال الجوي الضروريين لتتبع الصواريخ القادمة من القطب الشمالي، حسبما أفاد مسؤولون وخبراء أميركيون. وفي حين يُصرّ ترامب على ضرورة مشاركة أوتاوا في المشروع، يظهر القادة الكنديون موقفاً أكثر برودة وتردداً تجاه الانضمام إلى هذه المبادرة الدفاعية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store