logo
ترامب يفاخر بإطفاء 6 حروب لـ 'دخول الجنة'.. من إيران لإثيوبيا

ترامب يفاخر بإطفاء 6 حروب لـ 'دخول الجنة'.. من إيران لإثيوبيا

الرأي العاممنذ 12 ساعات
في تصريحات أثارت جدلاً إعلامياً في الولايات المتحدة، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الراغب بنيل جائزة نوبل للسلام، أنه يسعى إلى اطفاء الحروب ونشر السلام سعياً لأن يكون انساناً صالحا ولـ 'دخول الجنة'.
فخلال محادثاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهدف التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، أشار ترامب إلى 'حسمه 6 حروب'، لكنه رفعها لاحقا إلى 7. إذ قال في مقابلة أمس مع شبكة فوكس نيوز، إنه 'أخمد سبع حروب'، دون أن يُحدّد أيّ حرب أضافها.
كما أضاف أنه 'يريد حقًا أن يدخل الجنة'، موضحًا دوافعه للعب دور صانع السلام.
فما هي تلك الحروب الـ6؟
بداية لا بد من الحديث عن أرمينيا وأذربيجيان، إذ دعا ترامب زعيمي البلدين إلى البيت الأبيض هذا الشهر لتوقيع إعلان مشترك يهدف إلى إنهاء صراعهما الطويل الأمد.
لكن الإعلان لم يكن اتفاق سلامن إنما أول التزام نحو واشنطن منذ اندلاع القتال في أواخر الثمانينيات عندما أشعل ضعف الاتحاد السوفيتي صراعًا عرقيًا في القوقاز، بالسعي لانهاء الصراع، وفق ما نقلت صحيفة 'نيويورك تايمز'
وفي إطار الاتفاق، أعلنت أرمينيا أنها ستمنح الولايات المتحدة حقوق تطوير ممر عبور رئيسي عبر أراضيها، وهو 'طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين'. ووُصف المشروع بأنه نقطة تحول اقتصادية في المنطقة، إذ من شأنه أن يربط أوروبا بأذربيجان وآسيا الوسطى بشكل أفضل.
رغم أنه ليس من الواضح متى سيُفتح هذا الممر وبأي شروط.
كما أن العديد من العقبات الرئيسية لا تزال جاثمة أمام السلام النهائي والثابت بين البلدين. إذ لا تزال أذربيجان تطالب أرمينيا بتغيير دستورها لإزالة أي إشارة إلى منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، والتي سيطرت عليها أذربيجان بالكامل عام ٢٠٢٣. كما تحتل أذربيجان مناطق صغيرة من أرمينيا، متذرعةً بمخاوف أمنية، ولم يتفق البلدان على حدود مشتركة.
ولا تزال الحدود بين البلدين مغلقة والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة
أما بالنسبة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، ففي يونيو الماضي، زار كبار الدبلوماسيين من البلدين المكتب البيضاوي لتوقيع اتفاقية سلام تهدف إلى إنهاء حربٍ استمرت لأكثر من ثلاثة عقود.
كما لعبت قطر دورًا رئيسيًا في هذه الاتفاقية، التي كانت تهدف إلى تمهيد الطريق لاتفاقية سلام شاملة.
ووصف ترامب الاتفاقية بأنها 'انتصارٌ مجيد'.
لكن المحادثات بشأن اتفاقية شاملة تعثرت منذ ذلك الحين، واستمر القتال الدامي. فيوم الاثنين، هددت الجماعة المتمردة الرئيسية في شرق الكونغو، المعروفة باسم حركة 23 مارس (إم 23) والمدعومة من رواندا، بالتراجع عن الاتفاقية المدعومة من الولايات المتحدة، مدعيةً أن عدوها الرئيسي، الجيش الكونغولي، خالف شروطها.
الهند وباكستان
وفي ما يتعلق بالهند وباكستان، فقد نسب ترامب إلى نفسه الفضل في التوسط لإنهاء التصعيد العسكري بين القوتين النوويتين، الذي اندلع بعد هجوم إرهابي في كشمير ربيع هذا العام، وأسفر عن مقتل 26 مدنياً.
وقد أقرت الهند فعلاً بالدور الأميركي في الوساطة.
كما شكرت باكستان ترامب على مساعدته في إنهاء الأعمال العدائية، بل رشحته لجائزة نوبل للسلام تقديراً لوساطته.
إلى ذلك، أطفأ ترامب حربا مدمرة كان يمكن أن تتوسع وتمتد بين إسرائيل وإيران. فبعد ١٢ يومًا من الضربات المتبادلة بين البلدين في يونيو الماضي، والتي شملت هجمات أميركية على مواقع نووية إيرانية، أعلن الرئيس الأميركي فجأةً عن
اتفاق لوقف إطلاق نار. وأوضح أن بلاده توسطت فيه، قائلاً حينها بمنشور على حسابه في منصة تروث سوشيال 'كان شرفًا عظيمًا لي أن أدمر جميع المنشآت والقدرات النووية، ثم أوقف الحرب!'
في حين لم يجادل أي من الطرفين في الدور الأميركي بارساء الهدنة.
إلا أن التوترات لا تزال قائمة بين طهران وتل أبيب بطبيعة الحال.
كامبوديا وتايلاند
إلى ذلك، نجح ترامب في اطفاء المواجهات بين تايلاند وكمبوديا،
فبعد قتال استمر لأيام الجارتين الواقعتين في جنوب شرق آسيا هذا الصيف، أسفر عن مقتل 42 شخصًا على الأقل ونزوح أكثر من 300 ألف شخص، في واحدة من أكثر الصراعات دموية بينهما منذ عقود، دعت إدارة ترامب غلأى التهدئة.
كما لوح الرئيس الأميركي بوقف محادثات تجارية كان يجريها مع البلدين وحلفائهما إذا لم يتوقف الصراع.
بعدها التقى مسؤولون في ماليزيا لإجراء محادثات نظمها مسؤولون ماليزيون وأميريكيون، وتوصلوا إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية.
مصر وإثيوبيا
أما بالنسبة لمصر إثيوبا فلا يواجه البلدان حرباً عسكرية إنما دبلوماسية حول أكبر سد كهرومائي في أفريقيا، 'سد النهضة'.
لكن دبلوماسية ترامب لم تنجح حتى الآن في إيجاد حل للنزاع، لاسيما بعدما أعلنت إثيوبيا مؤخرًا اكتمال بناء السد، الذي من المقرر افتتاحه رسميًا الشهر المقبل(سبتمبر 2025)
بينما لا تزال مصر والسودان، تعارضان المشروع خوفًا من أن يحد من تدفق مياه نهر النيل إلى بلديهما.
في حين لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية مشتعلة، فضلا عن الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، رغم المساعي الأميركية الحثيثة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يدعو مسؤولة في الاحتياطي الفيدرالي لـ"الاستقالة فوراً"
ترامب يدعو مسؤولة في الاحتياطي الفيدرالي لـ"الاستقالة فوراً"

شفق نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • شفق نيوز

ترامب يدعو مسؤولة في الاحتياطي الفيدرالي لـ"الاستقالة فوراً"

شفق نيوز- واشنطن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، إلى استقالة ليزا كوك، أحد أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي وعضو لجنة السياسة النقدية، في خطوة تصعيدية جديدة ضد المؤسسة التي يعتبرها مترددة في دعم سياساته الاقتصادية. واتهم رئيس وكالة تمويل الإسكان بيل بولتي، المعين من قبل ترامب، ليزا كوك بـ"تزوير مستندات مصرفية وسجلات ملكية للحصول على شروط قرض ميسرة" في قضيتين تتعلقان بقروض عقارية، وفقاً لوكالة "بلومبرغ". وطلب بولتي من وزارة العدل فتح تحقيق جنائي في القضية، معتبراً أن "الاحتيال في القروض العقارية جريمة يعاقب عليها القانون". وكتب ترامب على حسابه في منصته "تروث سوشال"، قائلاً "ليزا كوك يجب أن تستقيل فوراً!"، مرفقاً منشوره بمقالة "بلومبرغ". وستتيح هذه الاستقالة لترامب تعزيز سيطرته على الاحتياطي الفيدرالي من خلال شغل مقعدين شاغرين، على أمل أن يدفع البنك المركزي لخفض معدلات الفائدة بشكل أسرع لدعم سياساته الاقتصادية، التي تشمل فرض رسوم جمركية وخفض الضرائب على الأغنياء. ويهاجم ترامب باستمرار رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، متهماً إياه بـ"التباطؤ" في خفض أسعار الفائدة، ويأمل في استبداله بشخص أقرب إلى آرائه عند انتهاء ولايته في أيار/ مايو من العام المقبل. ويعدّ اختيار خليفة باول تعييناً إستراتيجياً هاماً، في وقت تشهد الولايات المتحدة توترات اقتصادية متزايدة بسبب الحرب التجارية التي بدأها ترامب والتي تجعل الآفاق الاقتصادية غير مستقرة. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن الحكومة الأمريكية تدرس قائمة تضم أحد عشر مرشحاً للمنصب، وستعرض العديد من الأسماء على ترامب مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل. واستغل ترامب استقالة مسؤولة أخرى في الاحتياطي الفيدرالي، أدريانا كوغلر، ليعيّن مستشاره الاقتصادي المقرب ستيفن ميران قبل موعد التجديد الرسمي للمنصب في كانون الثاني/ يناير من العام المقبل.

ترامب يحرك ثلاث مدمرات صاروخية قرب فنزويلا
ترامب يحرك ثلاث مدمرات صاروخية قرب فنزويلا

شفق نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • شفق نيوز

ترامب يحرك ثلاث مدمرات صاروخية قرب فنزويلا

شفق نيوز- واشنطن أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر ثلاث مدمرات صاروخية موجهة من طراز "إيجيس" في المياه المقابلة لفنزويلا، لمكافحة تهريب المخدرات. ونقلت "أسوشييتد برس"، اليوم الأربعاء، عن مسؤول مطلع على التخطيط، أنه من المتوقع أن تصل ثلاثة سفن الحربية من طراز "إيجيس"، وهي "يو إس إس غرافلي" و"يو إس إس جيسون دونهام" و"يو إس إس سامبسون"، إلى المياه قبالة فنزويلا، قريبا. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض لمجلة "نيوزويك" صحة أنباء عملية الانتشار. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، امس الثلاثاء، ردا على سؤال بشأن هذا الانتشار: "الرئيس مستعد لاستخدام كل عناصر القوة الأميركية لوقف تدفق المخدرات إلى بلادنا، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة". وأكد مسؤول من وزارة الدفاع "البنتاغون" أن السفن الأميركية كلفت بدعم عملية مكافحة المخدرات، مشيرا إلى أن نشر المدمرات "سيمتد لأشهر"، بحسب ما نقلته "نيوزويك". وذكرت ذات المجلة أن هذا الإجراء، جاء في إطار جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمواجهة كارتيلات المخدرات في أميركا اللاتينية. من جهته، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الاثنين: "إن الولايات المتحدة صعدت تهديداتها"، وتعهد بتعبئة أكثر من 4.5 مليون عنصر من الميليشيات الشعبية في أنحاء البلاد. وكانت واشنطن قد رفعت المكافأة المرصودة للقبض على الرئيس الفنزويلي مادورو إلى 50 مليون دولار. وتتهم واشنطن الرئيس الفنزويلي بالمشاركة في تجارة المخدرات، والتواطؤ مع الكارتيلات لإرسال الكوكايين الممزوج بالفنتانيل إلى الولايات المتحدة، بحسب التقرير. وتمتلك فنزويلا بعضا من أكبر احتياطات النفط في العالم، وكانت دائما في صلب السياسة الخارجية الأميركية. وترى واشنطن أن فنزويلا لاعب رئيسي في استقرار المنطقة، إذ إن الأزمات السياسية والاقتصادية التي عاشتها البلاد في عهد مادورو حفزت موجات هجرة جماعية عبر أمريكا اللاتينية، بحسب "نيوزويك". كما أن علاقاتها مع روسيا والصين وإيران زادت من أهميتها الاستراتيجية، بحسب مسؤولين أمريكيين. وتعد مدمرات "إيجيس" سلاحا مركزيا في الترسانة البحرية للبنتاغون، ودخلت الخدمة عام 1983. وتستطيع هذه السفن تنفيذ مهام الدفاع الجوي والبحري، إلى جانب مكافحة الغواصات، كما يمكنها اعتراض الصواريخ والطائرات وتتبع أكثر من 100 هدف في آن واحد، فضلا عن استخدامها صواريخ من طراز "توماهوك"، وفقا لموقع "ميليتاري". وقال هنري زيمر، الزميل المشارك في برنامج الأميركيتين بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن المدمرات التي ستنشرها واشنطن في المنطقة تستطيع كشف ورصد قوارب تهريب المخدرات والغواصات، التي يفضلها المهربون لتفادي البحرية وخفر السواحل. كما اعتبر زيمر أن قرار نشر هذه المدمرات "استعراض للقوة موجه للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو".

دبلوماسية البيت الأبيض تفرض إيقاعها!سعيد محمد
دبلوماسية البيت الأبيض تفرض إيقاعها!سعيد محمد

ساحة التحرير

timeمنذ 11 ساعات

  • ساحة التحرير

دبلوماسية البيت الأبيض تفرض إيقاعها!سعيد محمد

دبلوماسية البيت الأبيض تفرض إيقاعها: بوتين يوافق على قمة ثلاثية لمناقشة 'الأرض مقابل السلام' فرض ترامب إيقاعه وتجاوز عن مطلب وقف إطلاق النار أولاً، لينظم قمة بين بوتين وزيلينسكي تناقش تسوية للحرب على مبدأ الأرض مقابل السلام، مع التلويح بضمانات أمنية أمريكية لكييف ممولة بصفقات سلاح يدفع ثمنها الأوروبيّون. سعيد محمد* بعد يوم حافل بالدبلوماسية الاستعراضيّة في البيت الأبيض، رسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساراً جديداً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، متجاوزاً الجدل حول وقف إطلاق النار الفوري ليرعى ترتيبات لعقد قمة ثنائية مباشرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. هذا التطور الدراماتيكي، الذي جاء في أعقاب اجتماع جمع ترامب بالرئيس الأوكراني وحشدٍ من القادة الأوروبيين، أعاد تعريف معالم التسوية المحتملة، ووضع 'الضمانات الأمنية' للنظام الأوكرانيّ في قلب المعادلة، لكنه ترك الأسئلة الأكثر حساسية حول التنازلات الإقليمية مفتوحة، كاشفاً عن صدع عميق بين رؤية واشنطن البراغماتية ومواقف حلفائها الأوروبيين المتعنتة بهذا الشأن. وانتهى اليوم الطويل من المحادثات بإعلان مفاجئ من ترامب عبر منصته 'تروث سوشال'، حيث كتب: 'في ختام الاجتماعات، اتصلت بالرئيس بوتين، وبدأت الترتيبات لعقد اجتماع، في مكان سيتم تحديده، بين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي'، مضيفاً أن اجتماعاً ثلاثياً يضمه إليهما سيتبع ذلك. ورغم أن الرئيس الأوكراني رحّب بالخبر واعتبره 'خطوة كبيرة إلى الأمام' نحو تأمين اتفاق سلام، إلا أن الحلفاء الأوروبيين استمروا بنثر بذور الشقاق. ففي حين أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن بوتين وافق على اللقاء 'في غضون الأسبوعين المقبلين'، إلا أنه تساءل عما إذا كان الرئيس الروسي 'سيملك الشجاعة لحضور مثل هذه القمة'. وردد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه المخاوف، معرباً عن 'شكوك جدية' حول رغبة بوتين الحقيقية في السلام. من جانبها، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن الكرملين أن بوتين منفتح على 'فكرة' المحادثات المباشرة، وهو ما يمثل قبولاً مبدئياً حذراً يفتح الباب أمام دبلوماسية مباشرة بين الخصمين لأول مرة على هذا المستوى. وقد شكل مفهوم 'الضمانات الأمنية' حجر الزاوية في محادثات البيت الأبيض، حيث سعى زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون بقوة للحصول على التزام أمريكي واضح وملموس لردع أي عدوان روسي مستقبلي. وقدّم ترامب ما يمكن وصفه بضمانة مشروطة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستساعد في ضمان سلامة أوكرانيا، لكنه ألقى بالعبء الأكبر على عاتق أوروبا. وقال بوضوح: 'عندما يتعلق الأمر بالأمن، سيكون هناك الكثير من المساعدة'، لكنه استدرك: 'إنهم (الأوروبيون) خط الدفاع الأول لأنهم هناك. لكننا سنساعدهم'. في هذا السياق، كشف الرئيس زيلينسكي عن المقترح الأوكراني الذي يعكس فهماً عميقاً لـ'فن الصفقة' على طريقة ترامب، إذ أعلن أن بلاده عرضت شراء أسلحة أمريكية بقيمة 90 مليار دولار كجزء من حزمة الضمانات الأمنية، يتم تمويلها أوروبياً، وتشمل بشكل أساسي 'الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي'. وأضاف: 'لدينا اتفاقات مع الرئيس الأمريكي على أنه عندما يتم فتح صادراتنا، سيشترون طائرات مسيّرة أوكرانية'. هذا العرض السخيّ يحول الضمانات الأمنية من التزام سياسي وعسكري أمريكي بحت إلى صفقة تجارية ضخمة تعود بالنفع المباشر على المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، وهو ما يمثل طُعماً لا يقاوم لإدارة ترامب. وبهذه الخطوة، تكون كييف قد وجدت طريقة مبتكرة لربط أمنها بالمصالح الاقتصادية الأمريكية، مؤكدة أن الضمانات سيتم صياغتها بشكل رسمي في غضون عشرة أيام، ما أضفى إحساساً بالإلحاح والجدية على المسار الجديد. على أنّ التحول الأكثر إثارة للجدل كان تجاوز ترامب الكليّ لمطلب الأوروبيين العتيد بوقف فوري لإطلاق النار قبل الشروع في أيّ محادثات، وهو المطلب الذي كان حتى الأسبوع الماضي شرطاً أساسياً وهدد ترامب موسكو بـ'عواقب وخيمة' إن لم تلتزم به. لكن وبعد لقائه ببوتين في آلاسكا (الجمعة)، قبل الرئيس الأمريكي وجهة النظر الروسية، معتبراً أن السعي لاتفاق سلام شامل أهم من هدنة مؤقتة. وأمام زيلينسكي والقادة الأوروبيين، دافع ترامب عن موقفه الجديد قائلاً: 'لا أعتقد أنكم بحاجة لوقف إطلاق النار. إذا نظرتم إلى الصفقات الست التي أبرمتها هذا العام، كانت جميعها في حالة حرب، ولم تتضمن وقف إطلاق نار'. هذا الموقف أثار انزعاجاً أوروبياً لم يخف في المؤتمر الصحفي الاستعراضي لترامب بحضور زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ورئيسة المفوضية الأوروبيّة. فالمستشار الألماني ميرتز أصر على أن 'مصداقية هذه الجهود التي نبذلها اليوم تعتمد على الأقل على وقف إطلاق النار منذ بداية المفاوضات الجادة'، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن 'الهدنة ضرورة'. لكن ترامب بدا غير مكترث، وردّ ببرود: 'حسناً، سنجعل الرئيس (زيلينسكي) يذهب ويتحدث إلى الرئيس (بوتين)، وسنرى كيف سينجح ذلك'. المراقبون اعتبروا هذا التحول بمثابة انتصار استراتيجي لبوتين، الذي كسب وقتاً ثميناً لمواصلة هجومه على الأرض وتحسين موقعه التفاوضي دون أي ضغوط لوقف القتال، تاركاً لكييف عبء التفاوض بينما نيران الحرب لا تزال مستعرة. ورغم التقدم الظاهري في ترتيب لقاء القمة، ظلّت القضية الجوهرية والأكثر تعقيداً المتعلقة بمصير الأراضي الأوكرانية التي تقطنها أغلبية ناطقة بالروسية ويسيطر عليها معظمها الجيش الروسيّ تراوح مكانها، بل ازدادت ضبابية. ألقى ترامب قنبلة دبلوماسية عندما صرّح أمام القادة المجتمعين: 'نحتاج أيضاً إلى مناقشة التبادلات المحتملة للأراضي، مع الأخذ في الاعتبار خط التماس الحالي – وهذا يعني منطقة الحرب'. وقُرأ هذا التصريح بأنّه يتماهى مع الطرح الروسي الذي نقله بوتين لترامب في ألاسكا، والذي يطالب بضم ما تبقى من إقليم دونباس إلى روسيا مقابل تجميد القتال في الجنوب. هذا الموقف يصطدم مباشرة بخطوط حمراء رسمتها كييف وداعموها الأوروبيون. فقد سارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتأكيد على أن المحادثات لا تشمل تنازل كييف عن أراضٍ، بينما يواصل زيلينسكي التأكيد على أن أي مساس بوحدة أراضي أوكرانيا أمر غير وارد. هذا التناقض الصارخ يضع الرئيس الأوكراني في موقف لا يُحسد عليه، حيث يجد نفسه مضغوطاً من راعيه الأمريكي لقبول 'الواقع' على الأرض، ومن الرأي العام الداخلي والشركاء الأوروبيين للتمسك بالسيادة الكاملة. إن مسألة الأرض هي 'ثمن السلام' الحقيقي الذي يدور حوله الصراع، ويبدو أن قمة البيت الأبيض لم تفعل شيئاً سوى إبراز حجم الهوة بين الأطراف حول هذه النقطة المصيرية. على الصعيد الشخصي، كان اللقاء بين ترمب وزيلينسكي بمثابة عرض متقن لفن التكيّف الدبلوماسي. ففي تناقض صارخ مع لقاء فبراير / شباط الماضي الذي تعرض فيه زيلينسكي للإهانة وطُرد من باب جانبي، بدا الرئيس الأوكراني هذه المرة وقد أتقن 'قواعد اللعبة' مع ترامب. فتخلى عن زيه العسكري وارتدى بدلة رسمية داكنة، وواجه الدعابات حول ملابسه بروح مرحة، بل وقدم لترامب رسالة من زوجته أولينا إلى السيدة الأولى ميلانيا ترمب. هذا التحول في الأسلوب، الذي وصفه مراقبون بـ'درس متقدم في الترمبولوجيا'، أثمر عن أجواء أكثر ودية، حيث امتنع نائب الرئيس جي دي فانس عن توجيه أي انتقادات، وبدا ترامب على غير العادة أقل برماً بضيفه. لقد أدرك زيلينسكي والقادة الأوروبيون الذين هرعوا إلى واشنطن أن مفتاح التعامل مع ترامب يكمن في مزيج من الإطراء، والمصالح الملموسة (صفقة الأسلحة)، وتجنب المواجهة المباشرة. لقد كانت استعراضاً لجبهة غربية موحدة، وإن كانت موحدة في تكتيكاتها لإرضاء رجل واحد، الإمبراطور ترامب، أكثر من كونها موحدة في استراتيجيتها النهائية تجاه روسيا. في المحصلة، نجحت قمة واشنطن في البناء على الزخم الذي أطلقته قمة آلاسكا لكسر الجمود بشأن فرص التوصل إلى تسوية تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعين شهراً، وخلقت زخماً دبلوماسياً جديداً يتمحور تالياً حول قمة رئاسية مباشرة بين الطرفين المتحاربين. لقد فرض ترامب نفسه كوسيط أوحد، مقدماً مساراً يقوم على البراغماتية القاسية التي تفضل فن الممكن وفق توازن القوى على التنظير الأوروبيّ المتعجرف. وبينما يمثل هذا فرصة حقيقية لإنهاء القتال، إلا أنه مسار محفوف بالمخاطر لأوكرانيا التي قد تجد نفسها بعد عدد هائل من القتلى ودمار كبير مضطرة لدفع ثمن باهظ من أراضيها وسيادتها مقابل لا شيء سوى السلام، وضمانات أمنية هلاميّة لا تزال تفاصيلها غامضة وتعتمد بشكل كبير على نوايا رئيس أمريكي متقلب، وحلفاء أوروبيين خاضعين لرغباته. – لندن ‎2025-‎08-20‎

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store