logo
مسيّرات انتحارية «مجهولة» تواصل هجماتها في العراق

مسيّرات انتحارية «مجهولة» تواصل هجماتها في العراق

الشرق الأوسط١٩-٠٧-٢٠٢٥
أعلنت الحكومة العراقية نتائج تحقيق «متكامل» عن منفذي الهجمات على منظومات رادار قواعد عسكرية من دون تحديد الفاعل، وبعد ساعات من إعلانه شنَّت مسيَّرة انتحارية «مجهولة» هجوماً في أحد أحياء السليمانية، في الإقليم الشمالي.
وأعلن صباح النعمان، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، مساء الجمعة، أن «التحقيقات أسفرت عن التوصُّل إلى نتائج مهمة وحاسمة، أبرزها تحديد منشأ الطائرات المسيّرة المستخدمة، وتبيَّن أنها تحمل رؤوساً حربية بأوزان مختلفة مُصنَّعة خارج العراق».
وقال النعمان: «إن السلطات رصدت أماكن انطلاق تلك الطائرات بدقة، وثبت أنها انطلقت من مواقع محددة داخل الأراضي العراقية»، مبيناً أنه تم «الكشف عن الجهات المتورطة في تنفيذ وتنسيق هذه العمليات العدائية».
وتابع: «تم إجراء تحليل فني شامل لمنظومات التحكم والاتصال المستخدمة في تسيير الطائرات، ما مكّن الجهات الاستخبارية من جمع بيانات دقيقة دعمت نتائج التحقيق».
وأوضح الناطق العسكري أن «جميع الطائرات المسيّرة الانتحارية المستخدمة في الاستهداف هي من النوع نفسه، ما يدل بوضوح على أن الجهة المنفّذة واحدة».
وأكد النعمان أن «القيادات الأمنية والعسكرية لن تتهاون مع أي تهديد يستهدف أمن وسلامة القوات المسلحة، ومقدّرات الدولة العراقية، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق جميع المتورطين، وإحالتهم إلى القضاء العراقي العادل، لينالوا جزاءهم وفقاً للقانون».
وختم بيانه بأن «هذه الاعتداءات العدوانية الجبانة تُعدّ انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، ولن يُسمح لأي طرف، داخلياً كان أم خارجياً، بالمساس بأمن العراق واستقراره».
وفتحت بغداد في 24 يونيو (حزيران) الماضي، تحقيقاً في هجمات بمسيّرات هجومية على مواقع وقواعد عسكرية عراقية تضرّرت منظومات الرادار في بعضها، مثل معسكر التاجي شمال بغداد، وقاعدة الإمام علي الجوية في الناصرية.
وحدثت هذه الضربات، التي لم تتبنّها أي جهة على الفور، بُعيد ردّ إيران على قصف أميركي عليها بإطلاق صواريخ على قاعدة العُديد الأميركية في قطر، وقبل ساعات من دخول وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ بعد حرب استمرَّت 12 يوماً.
صورة مركبة لرادار في معسكر التاجي شمال بغداد قبل الهجوم وبعده (إكس)
ومع أن بيان القيادة العامة للقوات المسلحة توصَّل إلى ما وصفها بـ«دلائل عن طبيعة الطائرات المسيّرة، ومنشأها، والمناطق التي انطلقت منها، والجهة التي تقف خلفها»، لكنه لم يعلن اسمها، كما لم يكشف عن المصدر الخارجي للرؤوس الحربية.
وقال مصدر أمني، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «رغم عدم الكشف عن اسم الجهة، فإن الحكومة باتت تمتلك قاعدة بيانات ومعلومات عن عمليات الاستهداف، ما يمكِّن الأجهزة الأمنية من التعامل بدقة مع مثل هذه الهجمات مستقبلاً».
ورجَّح المصدر الأمني، أن «عدم تسمية الجهة المتورطة قد يمثل رسالةً تحذيريةً إليها، تتضمَّن التعامل معها مستقبلاً بوضوح وحزم».
إلا أن البيان الحكومي، والتفسيرات المحيطة به، أثارا لغطاً بين أوساط المراقبين الذين انتقدوا ما وصفوه بـ«العجز عن تحديد ومعاقبة الجهات التي لا تزال تتحدى السلطات الأمنية بمهاجمة مواقع استراتيجية في البلاد، مثل حقول النفط».
حكومة إقليم كردستان العراق شدَّدت على ضرورة وضع حدٍّ للهجمات على الحقول النفطية (رويترز)
ولم تمضِّ على بيان الحكومة سوى ساعات، حتى نفَّذت طائرة مسيرَّة مجهولة أيضاً، صباح السبت، ضربةً جويةً استهدفت دراجةً ناريةً في إحدى القرى التابعة لقضاء بنجوين شرق محافظة السليمانية، ما أسفر عن «مقتل شخص وإصابة آخر بجروح»، وفق مصدر أمني.
وأوضح المصدر أن «الجهة التي نفَّذت الهجوم لم تُعرَف بعد»، لافتاً إلى أن «المنطقة شهدت تحليقاً مكثفاً لطائرات مسيّرة في الساعات التي سبقت القصف».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزو الكويت: مراجعة متأخرة
غزو الكويت: مراجعة متأخرة

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

غزو الكويت: مراجعة متأخرة

نعرف كثيراً من العرب وغيرهم فرحوا بالغزو العراقي للكويت عام 1990. أعتقد أن هؤلاء أقلية صغيرة جداً. صحيح أننا سمعنا - لحظة الحدث - أصواتاً كثيرة، بعضها مؤثر، صفقت لذلك القرار الكارثي. وقد عبر كل فريق في وقته عن موقفه من دون تحفظ. لكن لو أردنا الحكم على أولئك في هذا اليوم، فعلينا أن نلاحظ أثر الزمن في تكوين المواقف وتعديلها. في لحظة الحدث، ينفعل الناس بتموجات القوة التي يطلقها الفعل القوي، فيقتربون من الفاعل، حتى لو كانوا، في سابق الأمر، متشككين في أفعاله. لكنهم بعدما تنتهي الموجة الأولى من ارتدادات الفعل، يبدأون في تلمس عواقبه السلبية، فيعيدون النظر في موقفهم الأول. وهذه حالة نفسية معروفة في كل المجتمعات؛ التأييد الهائل للزعيم في الساعات الأولى من الحدث يتحول بالتدريج إلى ترقب، ثم إلى فتور، ثم إلى رفض صامت أو علني لسياساته. حين نحلل مواقف الناس، جمهوراً أو نخبةً، فينبغي ألا نحكم على موقف اللحظة الأولى؛ لأنه غالباً ما يكون رد فعل على تموج القوة، وهو، وإن كان يُحسب على صاحب الموقف سلباً أو إيجاباً، لا يدل على قناعاته الراسخة والطويلة الأمد، أي تلك التي تشكل هويته وشخصيته. ومن هنا، فقد يكون من غير المنصف أن نحكم على الناس اليوم بناء على مواقفهم لحظة الغزو الكارثي... بل حتى لو كنا قد حكمنا عليهم لحظتها، فعلينا في هذا اليوم أن ننظر إلى حالهم وموقفهم الآن. الحقيقة أن هذا ظاهر حتى في العراق، حيث كان معروفاً أن القرارات الكبرى تُتخذ ضمن دائرة ضيقة، لا تتعدى 5 أو 6 أفراد. وبشأن غزو الكويت، فقد علمنا لاحقاً أن معظم قادة الدولة والجيش سمعوا عنه من أجهزة الإعلام، قبل أن يحصلوا على المعلومات الرسمية. وعلمنا أيضاً أن كثيراً منهم جُرّدوا من مناصبهم أو هربوا من البلاد؛ لأنهم ترددوا في تأييد القرار أو عارضوه أو حاولوا التحذير من عواقب الاستمرار فيه. ومع أن غالبية الذين أيدوا القرار الكارثي تراجعوا بعدما أدركوا عواقبه، إلا إنه ليس مستبعداً بقاء عدد ضئيل من الأفراد يواصلون تعاطفهم؛ كراهيةً في الكويت وليس حباً في صدام أو اقتناعاً بأفعاله. ينبغي ألا يُتخذ موقف هؤلاء ذريعة لوصم مواطنيهم أو بلدانهم جميعاً بالتعاطف مع الغزاة. من الأمثلة التي تقابل هذا، تعاطف اللحظة الأولى مع تنظيم «القاعدة» حين هاجم الولايات المتحدة... لكن جميع من تعاطف أدرك لاحقاً العواقب الكارثية لذلك الهجوم. لا أحد اليوم يحاسب الكويت أو الخليج على تعاطف قلة من مواطنيهم مع «القاعدة» أو «داعش»، فكل عاقل يدرك أن الأمور مرهونة بأوقاتها وظرفها الثقافي والنفسي. يتضح إذن أن الغرض من هذه المرافعة، هو دعوة إخوتي الكويتيين خصوصاً والخليجيين عموماً، إلى التحرر من الانحباس العاطفي في حدث الغزو. أعلم أنه حادث جلل، وكارثة ما زالت مفاعيلُها في الكويت وحولها جليةً واضحة. وأقدر أيضاً أن مثل هذه الحوادث تخلف شروخاً عميقة في أنفس الناس وثقافاتهم، وفي منظومات القيم والانشغالات الذهنية، وأفهم أن أثرها في الكويت ما زال عميقاً إلى اليوم... لكن - من جهة أخرى - لا بد للناس من أن يتحرروا من سجن التاريخ. لا يمكن للإنسان أن يبني مستقبلاً إن لم يتعمق فيه اليقين بأن فعله سيجعل المستقبل أزهى وأفضل. هذا اليقين يصعب جداً بناؤه في ظل ما يمكن وصفه بمأتم متواصل، واستذكار لمشاهد تخلد الكراهية والتنافر والخوف من العالم. يجب أن نكرس إيماننا بأننا قد تجاوزنا ذلك التاريخ، وأن لدينا القدرة على صناعة حاضر لا ينتمي إليه ولا يتأثر بأوجاعه.

«حزبا الله» بالعراق ولبنان... والجنرال الوقت!
«حزبا الله» بالعراق ولبنان... والجنرال الوقت!

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

«حزبا الله» بالعراق ولبنان... والجنرال الوقت!

العراق، ولبنان، على مفترق طرق اليوم، بين وجود الدولة الحقيقية، أو الدولة الصورية التي تُغطّي وجود الدولة الفعلية، تحت عباءة الدولة الصورية. بكلمة أوضح، بات الأمر بين دويلات إيران الرابضة على شرايين وعروق الدولة في العراق ولبنان، ودولة عراقية أو لبنانية طبيعية، تتصرّف بعراقية ولبنانية محضة. تلك هي العقدة، وذاك هو الحل، بسهولة ووضوح! نلجُ للتفصيل؛ هناك صراعٌ مصيري هذه الأيام حول بسط يد الدولة على السلاح الموجود خارج وعاء الدولة، نعني السلاح النوعي طبعاً وليس الشخصي، وأيضاً ضبط التشكيلات العسكرية وشبه العسكرية، وكل البِنى الخادمة لها، خارج جيش الدولة وأجهزتها الأمنية. هل ينجح هذا المسعى؟! هل يفعلها قادة العراق ولبنان الجُدد؟! السؤال الأعمق، هل قرّرت إيران التخلّي عن تغذية ودعم «الوكلاء» في المنطقة، واستخدامهم ضد من تراهم خصومها، أو على العكس زاد التشبّث بالوكلاء، بعد حرب الـ12 يوماً ضدها، وهي أخطر حرب خاضتها إيران بعد الحرب العراقية زمن صدّام حسين؟! الإشارات تقول إن إيران تريد شراء الوقت، وتمرير المرحلة، لحين ترميم خسائر حرب الـ12 يوماً، و«أخذ العِبر» منها، حسب رؤية قادة إيران اليوم. في تقرير مهم كتبه علي السراي في جريدة «الشرق الأوسط»، ورد التالي، نقلاً عن شخصيتين من فصيلين مُسلّحَين تابعين لإيران في العراق: «أن قادة في (الحرس الثوري)، بينهم إسماعيل قاآني، قائد قوة (القدس)، وآخرين يوجدون بشكل مستمر في بغداد، أبلغوا الفصائل موقفاً جديداً بشأن التصعيد مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مفاده أن ما يجري الآن من طرف إيران محاولة لكسب الوقت بينما تستعيد أنفاسها وقدراتها العسكرية». كما طلب «الحرس الثوري»، وفق الشخصيتين، «ممانعة نزع السلاح بكل قوة؛ لأن كل قطعة سلاح سيكون لها دور أكبر في المرحلة المقبلة»، وقد «وصلت الرسالة نفسها إلى (حزب الله) في لبنان». أمّا في لبنان، الذي اتخذت حكومته «أشجع» قرار سياسي سيادي للدولة، منذ عقود من السنين، لصالح تكريس قوة الدولة، بحصر السلاح بيد الدولة، ونزع سلاح «حزب الله»، فإن الوضع ينذر بالخطر، ولكن هذه ضريبة القرارات الكُبرى. «حزب الله» مُستثار، مُستنفر، يحاول إرهاب الآخرين، بكل الطرق، ما عدا الصدام المباشر مع الجيش اللبناني، ومن ضمن ذلك، التصعيد الكلامي، والاستعراض الميليشياوي في ضاحية بيروت. «خطيئة كبرى» بهذه العبارة المشحونة، وصف بيان «حزب الله» قرار الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام تكليف الجيش اللبناني وضع خطّة لنزع سلاح الحزب الإيراني قبل نهاية العام. وأضاف «حزب الله» أن قرار حكومة سلام نتيجة لإملاء المبعوث الأميركي توم برّاك. بعيداً عن الهجوم الكلامي، كيف سيتصرّف الحزب عملياً، أمام أكبر مواجهة «داخلية» ضدّه؟ ربما سيشتري الوقت هو الآخر، أسوة بأشباهه بالعراق. إذن، الوقت هو ميدان المواجهة، بين حكومة السوداني وسلام من طرف، و«حزبي الله» العراقي واللبناني من طرفٍ آخر... والميدان يا حميدان!

هوامش على غزو صدام للكويت.. ما هو معيار نجاح الدول وفشلها؟!
هوامش على غزو صدام للكويت.. ما هو معيار نجاح الدول وفشلها؟!

العربية

timeمنذ 6 ساعات

  • العربية

هوامش على غزو صدام للكويت.. ما هو معيار نجاح الدول وفشلها؟!

مرت السبت الماضي، الثاني من أغسطس، الذكرى الـ35 على غزو صدام حسين للكويت، محاولة ابتلاع دولة قائمة ذات سيادة، أنفذ فيه طاغوته وعده ووعيده وحلم سلفه عبدالكريم قاسم في ضمها، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ خسر العراق، وخسر العرب، وتصدعت رابطة الدم العربي والوحدة العراقية، وانكسرت تنميته وتقدمه ورفاهيته المواطن العراقي الذي استلم صدام حسين بلاده ومتوسط دخله عشرون ألف دولار، وانتهى به وهو يقايض النفط بالغذاء، حسب قرار مجلس الأمن 986 سنة 1995. كانت مغامرة عسكرية وحشية قام بها نظام صدام حسين، قسم بها العرب قسمة لم تلتحم بعدها، وظلت تداعياتها وآثارها عوائق لتصالحهم وتقاربهم، وما زالت، فضلا عما أصاب العراق من انفجار كان يضغطه بالقهر والقسر والتمييز الطائفي والعرقي والوحشي بحق الأكراد في حلبجة وغيرها، وبحق الشيعة بقتل أئمتهم وغلق مزاراتهم، فخسرنا الوطن والمواطن معا. ذكرنا في موضع سابق، أن تعبير الاقتدار والانقلاب على التاريخ، كان تعبيرا مفضلا لدى صدام حسين، وسائر منظري البعث، ولكن التاريخ قلبهم وانقلب عليهم، وفقدت العراق، التي استقلت مبكرا سنة 1932، استقلالها، وتأزمت أحوالها مع تجارب الحكم الثوري والبعثي لعبدالكريم قاسم ثم عبدالسلام عارف، اللذين قادا بتوحش مذبحة قصر الرحاب التي قُضي فيها على كامل الأسرة العلوية في العراق، عن بكرة أبيها، في توحش تنفر منه الذاكرة والخيال. طرحت أسئلة فكرية كثيرة بعد حادث الغزو العراقي للكويت حتى سقوط بغداد سنة 2003 وبعده، من قبيل العلاقة بين العلمانية والشمولية الثورية، وهل الأصولية البعثية تقل خطرا عن الأصوليات الدينية المتطرفة، ولكن لا شك أن من أهم الأسئلة التي يمكن أن نناقشها حول تجربة حكم صدام حسين، هو ما معيار نجاح أو فشل نظامه ودولته؟ وهل يمكن اعتبار مثل هذا الرجل وتجربته الممتدة بين عامي 1978 حتى 2003، ناجحة بأي معيار؟ وهو من قتل تجربة ووعد دولته، وطنا ومواطنا، لا تزال معه وبعده بعقدين يلملم العراق جروحه ويوقف نزفه، وهل يمكن اعتبار صدام بطلا ناجحا، وقائدا نبيلا، كما كان يصفه أمثال ميشيل عفلق، وما معايير نجاح الدولة ومعايير فشلها؟، الذي نراه يتقدم الآن على سؤال قيام الأمم وصعودها، فالسؤال صار عن دول وطنية وليس عن هويات ثقافية وحضارية في المقام الأول. السلطة غير الدولة يا سادة، فهي في الوعي العربي القديم لم تكن أكثر من مفهوم السلطة، أي القدرة والحكم في فترة ما في منطقة ما، وهكذا يمكن أن نفهم تعبيرات من قبيل دولة بني أمية، ودولة بني العباس، ودولة بني بويه ودولة السلاجقة وغيرها، فكل دولة، في الفهم القديم، أي سلطة حاكمة في حيز مكاني وزماني ليس أكثر. أما دلالتها الحديثة التي ترجمت عن المفردة الإنجليزية State فتشير لحالة الاستقرار والنظم، وتجربة الدولة القومية والوطنية بعد صلح وستفاليا، وقيام المؤسسات وتفعيلها وتعبيرا عن حقوق مختلف مكونات المجتمع وطوائفه وقواه، في إطار مؤسسي تنظم كل مؤسسة فيه مجالا عاما خاصا بها، وتنفصل السلطات والمؤسسات عن بعضها البعض، وتنظم الدولة في مرجعيتها الدستورية والقانونية العلاقة بين مختلف هؤلاء، وتنظم رقابة بعضها على بعض، وتقييم أداء دور كل منها وضبطه وتطويره. الدولة الكل والرأس المؤسسي الأعلى لإدارة مختلف قطاعات الشأن العام، الداخلي والخارجي، الذي يحفظ الوطن والمواطنة والمساواة وحكم القانون ومنجز التنمية وغيرها، في الإطار الوطني الداخلي وكذلك في علاقاته الخارجية، التي تقوم على السلام والتعاون الدولي والإقليمي، وتتحمل مسؤولية الحضور في العالم، دون مغامرة أو مقامرة لا تدرك مآلاتها، كما فعل صدام حسين بالعراق أو هتلر بألمانيا، أو خوارزم بغزنة أو القذافي بليبيا أو صدقيا بأورشليم أو غيرهم من الشعبويين، وهذا الفهم يحدد معايير نجاحها وفشلها، ولعله ما انتهت اليه الأمم المتحدة في تناولها لمفهوم الحكم الرشيد أو الحوكمة. هي العقل الكلي والمسؤول عن إدارة الوطن وحمايته ورعاية حقوق المواطن، ومعيار نجاحها الأساسى هو قدرتها على تحقيق هذين الهدفين، وتخلصها من بدائية ووحشية مفهوم ودلالة السلطة لعقلية ضابطة وروحية وتشريعية عادلة ومواطنية ترفع من مستوى عيش وحياة المواطنين، وتجنبهم المخاطر والأخطار داخليا وخارجيا.. هذا هو النجاح وغير هذا هو الفشل.. مهما كانت دعاية الحروب والانتصارات أو بكائيات الهزائم.. أو دعايات الموالاة أو المعارضة.. الحفاظ على الوطن ورعاية حقوق المواطن وتنمية مستوى عيشه وحياته.. ومن هنا أرى أن صدام كان نظاما فاشلا بامتياز، ولا تصح شعاراته ولا بما بدا من تدينه عند محاكمته عذرا له.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store