logo
صاحب مقولة «الله ليس أكبر وفرنسا أكبر» يثير الغضب مجددًا.. إمام مسجد باريس يغني نشيد إسرائيل في حضرة هرتسوج.. حسن شلغومي يصطحب أئمة أوروبا لزيارة الكيان.. وارتدى قبعة اليهود أمام حائط المبكى

صاحب مقولة «الله ليس أكبر وفرنسا أكبر» يثير الغضب مجددًا.. إمام مسجد باريس يغني نشيد إسرائيل في حضرة هرتسوج.. حسن شلغومي يصطحب أئمة أوروبا لزيارة الكيان.. وارتدى قبعة اليهود أمام حائط المبكى

فيتومنذ 5 أيام
حسن شلغومي الإمام المثير للجدل، حالة من الغضب الشديد والجدل الواسع أصابت العديد من المسلمين بسبب إمام أحد المساجد في فرنسا، حسن شلغومي، الرجل الشخصية المثيرة للجدل والذي لا يترك محفل أو مناسبة إلا وأبدى حبه وتفانيه في خدمة الاحتلال الإسرائيلي، وبرغم أنه إمام مسجد، لكنه يخدم مصالحه الخاصة جدًا بالتقرب لكل ما هو يهودي.
حسن شلغومي حكاية إمام مسجد بفرنسا يثير الجدل
زيارة حسن شلغومي لـ الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، في 7 يوليو الجاري، أشعلت غضب المسلمين في العالم، واعتبروها ‏مقدمة وتمهيد لما هو أخطر، حيث اصطحب شلغومي وفدًا ممن زعموا أنهم "أئمة المسلمين"، نحو 15 ممن يدعون بأنهم أئمة مساجد من فرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا وإيطاليا، يقودهم من الإمام المزعوم حسن شلغومي، والتقوا برئيس الكيان إسحاق هرتسوج في القدس المحتلة، بمبادرة من منظمة ELNET وهو لوبّي تابع لحزب الليكود.
وفد من اشباه رجال الدين "غير" المسلمين من أوروبا وصل اسرائيل مؤازرا ومؤيدا ومحجبا بحريتها وديمقراطيتها
الوفد ترأسه الإمام الفرنسي من أصل تونسي #حسن_شلغوميhttps://t.co/vGM7CXIzLz
القاهره الكبري
#سي_خر
وإسرائيل
٧ اكتوبر pic.twitter.com/wJfnhAS874 — alsiasi (@alsiasi) July 8, 2025
الغريب أن زيارة هؤلاء الأئمة كانت تحت عنوان "تعزيز السلام والتعايش"، حاولوا التقرب فيها للاحتلال وأعوانه، وفي جلستهم مع رئيس الكيان "تلوا له القرآن وغنوا النشيد الإسرائيلي بالعربية"، وخلال كلمته امتدح شلغومي رئيس الكيان وقال له: "جئنا نحمل رسالة محبة، ونصلّي من أجل عودة الأسرى".
وتمادي شلغومي في امتداحه ودعمه للكيان، مضيفًا: "الحرب التي اندلعت بعد السابع من أكتوبر هي حرب بين عالمَيْن. أنتم تمثّلون عالم الإنسانية والديمقراطية!"
رئيس مؤتمر أئمة فرنسا صاحب مقولة الله ليس أكبر
وحسن شلغومي، هو رئيس "مؤتمر أئمة فرنسا" وصاحب مقولة (فرنسا أكبر وليس الله أكبر)، وكان يقدم برنامج على قناة الجنوبية يقدم من خلاله فروض الولاء والطاعة للكيان، وتقع استضافته باستمرار على قناة التاسعة والحوار ويُقدم على أنه رجل دين!.
امام مسجد باريس الشيخ حسن شلغومي من المسلمين السنه متصهين ويلتقي مع قادة جيش العدو الصهيوني هؤلاء الشيوخ الفجرة فرحين بقتل شعبنا المظلوم ف غزه ويحرضون على المقاومه والمجاهدين سحقا للصهاينه والمطبعين والمتصهينين افضحوهم واكشفوا عمالتهم #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/g9QwtblQFK — عابس بن شبيب (@yakareem313) November 7, 2023
وبحسب تحقيق نشره موقع "Mediapart"، فإن منظمة ELNET التي نظّمت هذه الزيارة، نجحت في اختراق أعلى دوائر القرار السياسي في فرنسا، وتعمل منذ عام 2017 بشكل مباشر داخل البرلمان الفرنسي.
كما تكشف التقارير أن المنظمة اليهودية مولت رحلات إلى الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 100 نائب فرنسي، بهدف الترويج للرواية الإسرائيلية والتأثير على مواقف صانعي القرار في فرنسا
أما الأئمة الأوربيين المزعومين، الذين زاروا إسرائيل مع شلغومي فقد أثاروا العديد من القضايا التحريضية في أوروبا ضد المسلمين، وطرحوا نموذجًا مشوّهًا للسلام لا يمتّ للإسلام بصلة من أجل إرضاء الغرب.
زيارة الأئمة الأوروبيين للكيان
زيارة الأئمة الأوروبيين للكيان برئاسة حسن شلغومي، أثارت الغضب وطرحت العديد من التساؤلات حول الإمام الفرنسي المزعوم حسن شلجومي، صاحب مقولة: "فرنسا أكبر وليس الله أكبر".
مجموعة من الحثا.لة يكفي ان تعلموا ان من يقودهم هو شلغومي صاحب مقولة "ليس الله أكبر.. بل فرنسا أكبر" 🤮 pic.twitter.com/QO8XRwSZCe — Anas (@anas_freevoice) July 7, 2025
وحسن شلغومي، رئيس "مؤتمر أئمة فرنسا"، وُلد عام 1972 في تونس، وهاجر إلى فرنسا في تسعينيات القرن العشرين، وتلقى تعليمه الديني في سوريا وباكستان ضمن ما يُعرف بأنه "مدارس سلفية).
وتم تعيين حسن شلغومي، التونسي الأصل والفرنسي الجنسية، إمامًا لمسجد درانسي في ضواحي باريس، وهو مسجد معروف في فرنسا، وعُرف شلغومي بأنه شخصية مثيرة للجدل، حيث دعا للتقارب مع اليهود، وعُرف شلغومي بأنه من أبرز الدعاة المسلمين الداعين إلى الحوار والتقارب مع اليهود في فرنسا.
حسن شلغامي يغني النشيد الإسرائيلي في حضرة رئيس الكيان، فيتو
أقام حسن شلغومي علاقات مع منظمات يهودية فرنسية مثل "مجلس ممثلي المؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF)"، وزار إسرائيل في أكثر من مناسبة، والتقى مع مسؤولين إسرائيليين، كما زار النصب التذكاري للمحرقة (الهولوكوست)، وهو ما أثار غضب الكثير من المسلمين في الدول الإسلامية والعربية.
حسن شلغومي من أكبر الداعمين للكيان
ويُعد حسن شلغومي من المؤيدين والداعمين لقانون حظر النقاب في فرنسا عام 2010، معتبرًا أن النقاب لا يمثل الإسلام، كما دعا إلى "إسلام مندمج" مع القيم الفرنسية، ما أثار هجومًا واسعًا عليه من قبل المسلمين في فرنسا والعالم العربي.
حسن شلغومي الإمام المطبع مع الكيان، فيتو
كما أن حسن شلغومي تربطه بالسياسيين الفرنسيين علاقات وثيقة، خصوصًا مع اليمين المتطرف، ويظهر كثيرًا في الإعلام الفرنسي بصفته "الممثل المعتدل للمسلمين"، لكنه يتعرض لانتقادات بأنه "يُستخدم لتجميل صورة فرنسا" أو "لتشويه الإسلام فقط"، حيث يصفونه في العالم العربي والإسلامي بأنه "خائنًا" أو "مطبعًا" مع الكيان، خاصةً بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل ومناهضته للحركات الإسلامية.
قام حسن شلغومي بعدد من الزيارات الرسمية إلى إسرائيل، إحداها كانت في مايو 2020، وزار الكيان ضمن وفد من "المجلس الإسلامي لمحاربة التطرف" الذي يرأسه، كما زار القدس الغربية، والتقى شخصيات إسرائيلية.
وأثناء زياراته الكثيرة لإسرائيل أدلى حسن شلغومي بتصريحات قال فيها: "جئت من أجل السلام، أنا لا أخاف من المتطرفين، هدفي هو التعايش".
حسن شلغومي يزور إسرائيلي ويرتدي الكيباه عن حائط المبكى
وفي إحدى زياراته، ظهر حسن شلغومي عند حائط البراق، المعروف لديهم بحائط المبكى، وكان مرتديًا الطاقية اليهودية التقليدية (الكيباه)، ووقف للدعاء بجوار الحاخامات، ما أثار موجة استنكار شديدة بين المسلمين، واعتُبروا ذلك التصرف استفزازًا لمشاعرهم.
حسن شلغومي محتضنًا إفيخاي أدرعي، فيتو
كما التقى حسن شلغومي برؤساء بلديات إسرائيليين وشخصيات من الكنيست، وعبر لهم عن إعجابه بـ"الديمقراطية الإسرائيلية" مقارنة بـ"أنظمة القمع في بعض الدول الإسلامية"، حسب تعبيره، وانتقد المقاومة الفلسطينية بشدة، واعتبر حركات المقاومة بأنها "جماعة متطرفة تضر بالشعب الفلسطيني".
كما وطد حسن شلغومي علاقته بالمنظمات اليهودية الفرنسية، وارتبط بعلاقات قوية مع (المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا CRIF)، وهي من أبرز المؤسسات الداعمة لإسرائيل في أوروبا، وشارك في العديد من المؤتمرات التي جمعت بين قيادات يهودية ومسلمة، وطالب فيها بـ"مكافحة معاداة السامية داخل المجتمعات الإسلامية".
حسن شلغومي يطلب التمويل والمكانة في أوروبا
وقال حسن شلغومي في أحد تصريحاته الشهيرة: "إسرائيل ليست عدوي، العدو الحقيقي هو الإرهاب والتطرف"، ووصرّح لقناة i24news الإسرائيلية قائلًا: "أريد أن أعلّم الشباب المسلم أن اليهود ليسوا أعداءهم، وأن إسرائيل دولة لها الحق في الوجود"، وأشاد بما زعم أنه "التسامح في المجتمع الإسرائيلي"، برغم الإبادة الجماعية من قبل جيش الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين في غزة، والعنصرية التي تظهر بشكل واضح داخل المجتمع الإسرائيلي.
حسن شلغومي عند حائط البراق، فيتو
ومن مؤلفات حسن شلغومي كتب كتابًا بعنوان "Pour l'islam de France" (من أجل إسلام فرنسي)، وعبر فيه عن رؤيته لدين متوافق مع قيم الجمهورية الفرنسية، حيث وصفه المسلمين في فرنسا بأنه "رمز للتفريط والتطبيع وخدمة أجندات معادية للمسلمين".
ويشير المحللين السياسيين إلى أن حسن شلغومي يرى أن تقاربه مع إسرائيل وجماعات النفوذ اليهودي في فرنسا يفتح له أبوابًا واسعة في السياسة والإعلام والتمويل، وربما حتى في المناصب الدينية الرسمية (مثل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية)؛ من المرجح أن شلغومي يسعى لبناء مكانة دولية تشبه دور بعض رجال الدين المرتبطين بالسياسات الغربية، بما يُخول له تمثيل المسلمين المعتدلين في المشهد العالمي، حتى ولو قوبل ذلك بالرفض من المسلمين أنفسهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

د. محمد عثمان الخشت: لا أؤمن بإمكانية وجود دين عالمى موحد.. وتحسين النسل الجيني تلاعب بخلق الله.. والفروق بين الرجل والمرأة في التشريع الإسلامي ليست كلها ظلمًا أو تمييزًا ( حوار )
د. محمد عثمان الخشت: لا أؤمن بإمكانية وجود دين عالمى موحد.. وتحسين النسل الجيني تلاعب بخلق الله.. والفروق بين الرجل والمرأة في التشريع الإسلامي ليست كلها ظلمًا أو تمييزًا ( حوار )

فيتو

timeمنذ 31 دقائق

  • فيتو

د. محمد عثمان الخشت: لا أؤمن بإمكانية وجود دين عالمى موحد.. وتحسين النسل الجيني تلاعب بخلق الله.. والفروق بين الرجل والمرأة في التشريع الإسلامي ليست كلها ظلمًا أو تمييزًا ( حوار )

>> أدعو للتفاهم بين الأديان على قاعدة احترام الاختلاف لا إلغائه أو إذابته فى كيان واحد >> ثورة تحرير الجينوم تفتح آفاقًا واسعة لعلاج السرطان وأمراض المناعة والاضطرابات الوراثية >> غالبية الموسوعات العربية التى تتناول الأديان منحازة >> الإلحاد العلمي ظاهرة حديثة تختلف عن التقليدي وقمنا بتفكيك بنيته الخطابية وزعزعة مزاعمه المعرفية >> الموسوعة تدعو إلى فهم وتفاهم الأديان لبعضها بعضا وتفكيك أسس خطابات الكراهية >> هدفت إلى كشف المشترك بين الأديان والفروق الجوهرية بينها دون شيطنة الآخر >> إصدار موسوعة جديدة عن الأديان لم يكن مجرد رد فعل على ظرف طارئ >> المعركة الحقيقية ليست بين القديم والجديد بل بين الفكر الحى والميت >> مشروعى ليس صراعًا ضد التراث ولا انحيازًا أعمى للحداثة بل تفكيك نقدى لما يعوق التقدم فى كليهما >> العلوم الجديدة لا تستجيب للفتوى التراثية وتحتاج للاجتهاد المؤسسى الجماعي >> الشريعة ليست عاجزة بل بحاجة إلى تجديد أدوات الفقه والفتوى >> الفتوى لم تعد قرارًا فرديًا بل عملًا تشاركيًا يتطلب معرفة وعقلًا نقديًا وشجاعة فكرية >> ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة بوابة للعنف والإقصاء >> نحتاج لتجديد فى المنهج الفقهى نفسه لا فى الشريعة >> التدخل فى خلق الله يُصبح مرفوضًا عندما ينطوى على ادعاء السيطرة الكلية على الحياة أو نفى الحكمة الإلهية >> نحتاج لبناء فقه توازنى يفرق بين العبث بالخلقة وبين الاستفادة من العلم >> هناك فجوة مؤسفة بين بعض رجال الدين والعلماء فى ميادين الجينوم والذكاء الاصطناعى والروبوتات >> المطلوب اليوم ليس فقط تحديث فى 'موضوعات' الفقه بل فى تكوين الفقيه نفسه >> نحتاج مشروع تجديدى شامل يُعيد صياغة علاقتنا بالشريعة >> يجب تقديم الشريعة ليس كـ'نظام مغلق'، بل كـ'مرجعية حية' تنطلق من الواقع المتغير إلى الوحى ثم تعود إلى الواقع >> المتطرف ليس فقط من يحمل سلاحًا أو يكفّر غيره بل صاحب بنية عقلية مغلقة >> امتلاك الحقيقة المطلقة هو أخطر ما يمكن أن يدّعيه الإنسان لأنه ينتقل من 'احتكار الاعتقاد' إلى 'احتكار السلطة' >> حين يظن الفرد أنه يحتكر الحقيقة فإنه يمنح نفسه حق محاكمة الآخرين وإدانتهم وربما تصفيتهم >> التطرف السياسى ينتج فاشيات حديثة والتطرف القومى يبرر الإبادة والتطرف العلموى يسخر من الروح >> إصلاح التعليم يبدأ بدمج التفكير النقدى فى المناهج وتعليم الطلاب الفرق بين النص والتفسير >> نحتاج للانتقال من 'التلقين' إلى 'التكوين' ومن 'التكديس المعرفي' إلى 'التحليل النقدي'. >> تعديل المناهج مهم لكنه غير كافٍ ما لم يصاحبه تدريب الأساتذة على استخدام مناهج جديدة خاض معركة التنوير وإعادة بناء الفكر الدينى والفلسفى على أسس عقلانية معاصرة، ليصبح أحد أبرز المفكرين العرب الذين قرروا خوض هذه المعركة بشجاعة واتزان. هو مفكر موسوعي، ترك بصمة واضحة فى مشهد الفكر العربى من خلال مؤلفاته ومحاضراته التى جمعت بين الأصالة والتجديد. إنه الدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة الأديان، والمذاهب الحديثة والمعاصرة، وعضو المجلس العلمى الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية والرئيس السابق لجامعة القاهرة الذى يفتح قلبه فى هذا الحوار، متحدثا عن موسوعيته عن الأديان، ورؤيته لعديد من القضايا الشرعية والفكرية والمجتمعية. والدكتور محمد عثمان الخشت صاحب إنتاج فلسفي وأكاديمي غزير، حيث بلغت مؤلفاته: 98 كتابا وتحقيقا وبحثًا علميًا محكمًا، منها: 43 كتابا منشورا، و24 كتابًا محققًا من التراث الإسلامي، وله 31 من الأبحاث العلمية المحكمة المنشورة. وصدر أول كتاب منشور له عام 1982 ومن أهم مؤلفاته: نحو تأسيس عصر ديني جديد، تطور الأديان، مدخل إلى فلسفة الدين، للوحي معان أخرى، الإسلام والوضعية في عصر الأيديولوجية، المعقول واللامعقول في الأديان، أخلاق التقدم، أسس بناء الدولة الحديثة، صراع الروح والمادة في عصر العقل، العقل وما بعد الطبيعة، مفاتيح علوم الحديث، الدليل الفقهي، ومن أهم تحقيقاته للتراث: تمييز الطيب من الخبيث فيما اشتهر على ألسنة الناس من الحديث، والفرق بين الفرق، وكتاب المنهيات. وترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى مثل (الألمانية والإنجليزية والفرنسية والأندونيسية وبعض اللغات الأفريقية). "فيتو" حاورته حول العديد من القضايا المهمة، وحول موسوعته الجديدة للأديان، فإلى نص الحوار: *ما الدافع وراء إصدار موسوعة جديدة عن الأديان؟ وهل جاءت كرد على واقع معين؟ الدافع لم يكن مجرد رد فعل على ظرف طارئ، بل نتيجة وعى تراكمى تشكل عبر عقود من العمل فى فلسفة الدين ومقارنة الأديان، لاحظت خللًا معرفيًا مزدوجًا، من جهة، هناك فقر واضح فى الموسوعات العربية التى تتناول الأديان بمنهج علمى شامل، وغالبًا ما تكون منحازة، أو أنها لا تشمل كل أديان العالم، أو محصورة فى دين واحد أو طائفة بعينها، ومن جهة أخرى، هناك سيطرة لخطابات استشراقية غربية على الدراسات المقارنة، كثير منها يتسم بانحياز معرفى أو خلفية عقدية غير معلنة. لكن السياق العالمى اليوم مع صعود تيارات التطرف الدينى وغير الدينى من جهة، والمادية الإلحادية من جهة أخرى، عجّل بالحاجة إلى مشروع موسوعى يقدم قراءة عقلانية، تحليلية، عادلة للأديان، تُفكك الخطابات المغلقة من كافة الأديان والمذاهب دون التورط فى التبشير أو الإقصاء، الموسوعة جاءت لتكون منصة معرفية لتحرير الوعى الديني، لا أداة للصراع الطائفى أو الديني. *ما الإضافة التى تقدمها موسوعتك؟ ما أضفته فى هذه الموسوعة هو منهج عقلانى مركّب يجمع بين الوصف الموضوعي، والنقد الفلسفي، والتحليل التاريخي، دون أن يفقد الاحترام للظاهرة الدينية بوصفها مكونًا مقدسا ومركزيًا فى الوجود الإنساني، كما إنها موسوعة شاملة: لا تقتصر على الأديان الكبرى، بل تتناول الأديان الصغرى والمذاهب والتيارات والحركات المعاصرة، والفلسفات ذات الصلة، والشخصيات المؤثرة، مع الاستعانة فى فهم الظاهرة الدينية بالعلوم الاجتماعية والإنسانية والطبيعية. *هل الموسوعة تدعو لحوار الأديان، أم لنقد صريح للمفاهيم المغلوطة داخلها؟ الموسوعة لا تروّج لحوار الأديان بالمعنى السياسى أو الدعوي، لكنها تدعو إلى فهم وتفاهم الأديان لبعضها بعضا وعبر تفكيك الأسس التى تقوم عليها خطابات الكراهية، فى الوقت ذاته، هى تمارس تصحيحا صريحًا ومباشرًا للمفاهيم المغلوطة، وتكشف عن جوهر الإيمان وثوابته. بمعنى آخر، نحن لا نتجنب نقد الأفكار تحت غطاء الحوار، لكننا نمارس النقد من داخل إطار معرفى وإنساني، يحترم تنوع التجارب الدينية، ويهدف إلى كشف المشترك بين الأديان وأيضًا كشف الفروق الجوهرية بينها دون شيطنة الآخر. *كيف تتعامل الموسوعة مع الموجات الفكرية الحديثة مثل 'الروحانية الجديدة' و'الإلحاد العلمي'؟ تعاملت الموسوعة مع هذه الظواهر تعاملا نقديا على أسس علمية وعقلانية، الروحانيات الجديدة – مثل الحركات التأملية أو الطاقة الكونية – تعبّر عن تحولات فى الذهنية المعاصرة نحو النزعة الذاتية والتجربة الفردية، وهو ما وجهنا إليه مطرقات النقد العقلانى الصارم، أما 'الإلحاد العلمي'، فهو ظاهرة حديثة تختلف عن الإلحاد التقليدي، وقمنا بتفكيك بنيته الخطابية وزعزعة مزاعمه المعرفية. الموسوعة لم تكتفِ بوصف هذه الظواهر، بل حللت خلفياتها الاجتماعية والفلسفية، وبيّنت مواضع الالتباس فيها، وأبرزت أنها تستند إلى مقدمات غير يقينية وغير كافية. *هل تؤمن بأن هناك ما يسمى 'دين عالمى موحد'؟ وما موقفك من هذا الأمر؟ أنا لا أؤمن بإمكانية وجود دين عالمى موحّد بالمفهوم العقائدى أو الطقسي، لأن الاختلاف سنة كونية إلهية، يؤكد القرآن ذلك فى مواضع كثيرة، وكل تجربة دينية تحمل بصمتها الخاصة، (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)، لكن ما يمكن الحديث عنه هو جانب روحى مشترك، نسميه 'المشترك الإنساني' فى التجربة الدينية، مع وجود اختلافات نوعية تخص كل دين. وما أدعو إليه هو تفاهم بين الأديان، على قاعدة احترام الاختلاف، لا إلغائه أو إذابته فى كيان واحد. *هل تعتبر أن إزالة الفروق بين الأديان تمثل خطرًا على خصوصية كل دين، خاصة الإسلام؟ لا أعتقد أن هناك جهات رسمية أو مشاريع واضحة فى العالم العربى تسعى لمحو الفروق بين الأديان أو نسج 'دين موحّد' بالمعنى العقائدي. وبشكل عام نحن مع الحوار، ومع البحث عن المشترك، مع الاعتراف بأن الاختلاف جزء من احترام الذات والآخر معًا، والفروق هنا ليست عائقًا، بل منطلقًا لحوار صادق مبنى على وضوح المواقف وليس على خلطها. *كيف ترى ثورة تحرير الجينوم وتأثيرها على مستقبل الطب والإنسانية؟ ثورة تحرير الجينوم تمثل تحولًا جذريًا فى تاريخ العلم، لأنها تمكّن الإنسان لأول مرة من التدخل المباشر فى البنية الجينية التى تتحكم فى الحياة والمرض والصفات الوراثية، نحن لا نتحدث فقط عن أدوات تشخيص دقيقة، بل عن إمكانيات فعلية لتعديل المادة الوراثية، ما يفتح آفاقًا واسعة لعلاج الأمراض المستعصية، مثل السرطان وأمراض المناعة والاضطرابات الوراثية. لكن فى الوقت نفسه، هذه الثورة تضعنا أمام أسئلة أخلاقية وفلسفية حادة: إلى أى مدى يحق لنا التدخل؟ من يضع المعايير؟ وما حدود ما يمكن تغييره دون المساس بكرامة الإنسان؟ ولذلك، يجب أن نرافق هذا التقدم العلمى بثورة فى التفكير الأخلاقى والفقهى والمعرفي، لأن الأثر لن يكون طبيًا فقط، بل اجتماعيًا وإنسانيًا وعقائديًا أيضًا. *ما الفرق بين 'العلاج الجيني' و'تحسين النسل الجيني' من منظور أخلاقى وشرعي؟ الفرق الجوهرى يكمن فى النية والوظيفة، فالعلاج الجينى يهدف إلى تصحيح خلل وراثى يؤدى إلى مرض أو إعاقة، أى أنه يتعامل مع حالة مرضية واقعية، وهدفه إنقاذ الإنسان أو تحسين جودة حياته، أما تحسين النسل الجينى فهو يذهب إلى أبعد، حيث يسعى إلى إعادة تصميم الإنسان نفسه وفق معايير جمالية أو ذهنية أو جسدية، بمعنى أنه لا يعالج مرضًا، بل يصنع نموذجًا بيولوجيًا انتقائيًا. ومن منظور أخلاقى وشرعي، الأول يُنظر إليه باعتباره امتدادًا لمبدأ رفع الضرر وجلب المنفعة فى علم أصول الفقه، أما الثانى فيثير تساؤلات حول التمييز، والطبقية البيولوجية، والتلاعب بخلق الله، هناك خشية حقيقية من أن يتحول تحسين النسل إلى مدخل لإعادة إنتاج شكل جديد من العنصرية، مبنية هذه المرة على الكود الجينى لا على اللون أو الدين أو اللغة. *هل ترى أن الشريعة الإسلامية تمتلك القدرة على استيعاب هذه التطورات العلمية؟ أم أنها بحاجة إلى تجديد فقهها؟ الشريعة فى مقاصدها الكبرى تمتلك مرونة مدهشة، وهى قائمة أصلًا على فقه المصالح والمآلات، لكن المشكلة ليست فى النصوص، بل فى آليات الاستنباط والفتوى، نحن بحاجة إلى تجديد فى المنهج الفقهى نفسه، لا فى الشريعة، أى أن ننتقل من فقه الحوادث اليومية إلى فقه المقاصد والمستقبل والاحتمالات. الخطأ الأكبر هو حصر الفقه فى تقليد أقوال القدامى، بدلًا من استخراج المعنى المقاصدى الذى يمكنه التعامل مع مستجدات غير مسبوقة، مثل علم الجينوم، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات البيولوجية، كلها قضايا لا تستجيب للفتوى التراثية، بل تحتاج إلى اجتهاد مؤسسى جماعى يوظف أدوات العلم ويأخذ بالمنطق المقاصدى والمآلي. *كيف نضع حدودًا واضحة بين التدخل فى خلق الله والاستفادة من العقل والعلم؟ الحد الفاصل هو مقصد الإنسان والهدف مما يفعله، و'التدخل فى خلق الله' يُصبح مرفوضًا عندما ينطوى على ادعاء السيطرة الكلية على الحياة أو نفى الحكمة الإلهية أو تدمير نظام الخلق من أجل مصالح نفعية أو عبثية، أما حين يكون التدخل جزءًا من التمكين الإلهى للعقل البشرى فى عمارة الأرض، وتحقيق الخير، ودفع الألم، فهو لا يتعارض مع الإيمان، بل يُجسده عمليًا. القرآن نفسه يشير إلى أن الله سخر لنا ما فى الأرض، وأمرنا بالنظر والتدبر والبحث، و'خلق الله' ليس شيئًا ساكنًا، بل هو مشروع مفتوح أمام الإنسان ليكتشفه ويُحسن التعامل معه، لذلك، نحن بحاجة إلى بناء فقه توازنى يفرق بين العبث بالخلقة، وبين الاستفادة من العلم ضمن حدود الأخلاق والمصلحة العامة. *فى رأيك، هل الفقهاء المعاصرون مواكبون لهذا النوع من القضايا؟ وما المطلوب منهم؟ بكل صراحة، بعض الفقهاء المعاصرين غير مؤهَّلين بعد للتعامل مع هذه القضايا، لأن أدواتهم المعرفية متوقفة عند سياق فقهى تقليدى لا يعرف البيوتكنولوجيا ولا فلسفة العلم، وهناك فجوة مؤسفة بين بعض رجال الدين والعلماء فى ميادين الجينوم والذكاء الاصطناعى والروبوتات. المطلوب اليوم ليس فقط تحديث فى 'موضوعات' الفقه، بل فى تكوين الفقيه نفسه، ينبغى أن يكون الفقيه مدربًا على مناهج البحث العلمي، وله دراية بأساسيات البيولوجيا وعلوم الحياة الحديثة، وأن يتعاون مع العلماء فى لجان اجتهادية متخصصة، بمعنى آخر، الفتوى لم تعد قرارًا فرديًا، بل صارت عملًا تشاركيًا مؤسسيًا يتطلب معرفة دقيقة، وعقلًا نقديًا، وشجاعة فكرية. *وما الفرق بين المساواة والعدالة فى فلسفة التشريع الإسلامي؟ الفرق جوهري، المساواة تعنى أن يُعامل الجميع بنفس الطريقة دون تفريق، وهى مقاربة رياضية حسابية، أما العدالة، فتعنى أن يُعطى كل ذى حق حقه بحسب استحقاقه وظروفه وحاجاته ومسئوليته، وهى مقاربة أخلاقية واقعية. فى فلسفة التشريع الإسلامي، العدالة مقدّمة على المساواة، لأنها تُراعى السياق، والوظيفة، والتكليف، والنتائج، لذلك، ليست كل فروق التشريع بين الرجل والمرأة ظلمًا أو تمييزًا، بل قد تكون لتحقيق مصلحة نوعية عادلة. العدالة هى تحقيق التوازن، لا المطابقة، وهى جوهر الإسلام، والميزان الذى تقوم به السماء والأرض. *كيف نعيد تقديم الشريعة الإسلامية بشكل يجعلها قابلة للتفاعل مع قضايا العصر دون أن نفرّط فى ثوابتها؟ بداية، لا بد أن نُفرّق بين الشريعة كمقاصد وأهداف، وبين الفقه كتاريخ بشرى فى فهم النصوص. إعادة تقديم الشريعة يعنى أولًا تحريرها من الجمود الفقهي، ومن التأويلات السلطوية، ومن التديّن الشكلي، نحن بحاجة إلى نقل مركز الثقل من الحرفية إلى المقاصد، ومن الجمود إلى الحركة، ومن الانغلاق إلى الانفتاح العقلاني. الشريعة الإسلامية قادرة بطبيعتها على التفاعل مع المستجدات، لأنها بُنيت على قواعد الاجتهاد، واعتبار المصلحة، ودفع الضرر، ورفع الحرج. ما نحتاجه هو مشروع تجديدى شامل، يُعيد صياغة علاقتنا بالشريعة، ويُقدّمها للعصر لا كأنها 'نظام مغلق'، بل كـ'مرجعية حية'، تنطلق من الواقع المتغير إلى الوحى ثم تعود إلى الواقع، وتظل هذه الحركة متجددة بتجدد الظروف والمتغيرات. *ما هى مواصفات الشخص المتطرف من وجهة نظرك؟ الشخص المتطرف ليس فقط من يحمل سلاحًا أو يكفّر غيره، بل هو بالأساس شخص صاحب بنية عقلية مغلقة، يتميز بخصائص محددة يمكن التعرف عليها، منها الإطلاقية فى التفكير، بحيث يرى أن ما يعتقده هو الحقيقة المطلقة، وما عداه باطل، والثنائية الحادة بحيث يصنّف العالم إلى دار السلام ودار الحرب، وغياب النقد الذاتى بحيث يرفض مراجعة أفكاره، ويعتبر التغيير خيانة، بالإضافة إلى التبرير الانتقائى للنصوص، انعدام الحس الإنسانى المشترك. المتطرف قد يبدو ظاهريًا ملتزمًا أو مثقفًا أو وطنيًا، لكنه فى العمق يعانى من جمود ذهني، وفقر فى الخيال الأخلاقي، ورفض للتعدد. *فى رأيك، كيف يؤدى امتلاك الحقيقة المطلقة إلى ممارسات عنيفة أو إقصائية؟ امتلاك الحقيقة المطلقة هو أخطر ما يمكن أن يدّعيه الإنسان، لأنه ينتقل من 'احتكار الاعتقاد' إلى 'احتكار السلطة'. حين يظن الفرد أنه يحتكر الحقيقة، فإنه يمنح نفسه حق محاكمة الآخرين، بل وإدانتهم وربما تصفيتهم. العنف هنا ليس ضرورة جسدية فقط، بل يبدأ من العنف الرمزي: تكفير، تخوين، تسفيه، تجريم. هذا النوع من التفكير يلغى الحوار، لأنه لا يعترف بحق الآخر فى أن يختلف، ومن ثم، تتحول 'الحقيقة' إلى أداة للهيمنة والقمع. وهذا لا يقتصر على الدين، بل يمكن أن يُمارَس فى السياسة، أو الأيديولوجيات غير الدينية، أو حتى فى العلم إذا غاب الوعى النقدي. لهذا لا أقبل أن نختزل 'التطرف' فى الصورة الدينية فقط، لأن ذلك يحجب أنماطًا أخرى لا تقل خطورة، مثل التطرف السياسى الذى ينتج فاشيات حديثة، أو التطرف القومى الذى يبرر الإبادة، أو التطرف العلموى الذى يسخر من الروح. *تحدثتم من قبل عن 'الحواضن الفكرية الأولى' كجزء من مشكلة التطرف، هل هذه الحواضن تشمل فقط الجماعات المتطرفة، أم قد تمتد لمؤسسات تعليمية ودينية تقليدية؟ نعم، الحواضن الفكرية الأولى هى المصدر الأصلى الذى يتكوّن فيه عقل الإنسان، وهى لا تقتصر على الجماعات المتطرفة المباشرة، بل كثير منها يتشكل داخل بعض الجهات فى عدد من البلدان، فى المدرسة التى تكرّس الطاعة دون نقد، فى بعض مناهج التعليم التى تُدرّس التاريخ كصراع دينى دائم، فى بعض خطب الجمعة التى تُقدّم الدين كحرب ضد الآخر لا كجسر للتواصل، فى الأسرة التى تُربّى الطفل على ثقافة التقليد لا على ثقافة التفكير. بهذا المعنى، قد لا تكون الجهة تقصد التطرف، لكنها تُنتج مناخًا يمهّد له دون أن تدري، بسبب غياب المنهج العقلى التربوى وانغلاق الخطاب التفسيرى للنصوص. *كيف يمكننا إصلاح هذه الحواضن دون إثارة مقاومة مجتمعية أو اتهامات بعدم احترام الهوية الدينية؟ الإصلاح لا يبدأ بالهدم، بل بالفهم والتدرج والتأصيل،نحن بحاجة إلى خطاب إصلاحى يتكئ على الوحى الكريم مباشرة كمرجعية عليا، لكن بمنهج مختلف، والخطأ الأكبر أن يأتى الإصلاح بروح عدائية للهوية، مما يُشعل الغرائز الدفاعية عند الجمهور. وما أقترحه هو مسار متعدد الجبهات، أولا إصلاح التعليم بدمج التفكير النقدى فى المناهج، وتعليم الطلاب الفرق بين النص والتفسير، وإصلاح الخطاب الدينى من الداخل عبر تدريب الدعاة والأئمة على المناهج التأويلية الحديثة، دون المساس بجوهر العقيدة، وتقديم نماذج جديدة للخطاب العام تُظهر الدين كرحمة للعالمين، لا كهوية قتالية، وبناء شراكات بين المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية: بحيث لا يُترك الإصلاح لجهة واحدة، بل يكون عملًا وطنيًا شاملًا. الإصلاح الذكى لا يهدم المقدس، بل يحرّره من الاستخدام الخاطئ، ويعيد تقديمه فى سياق معاصر يليق بجوهره. *ما هو الدور الذى يجب أن تلعبه الجامعات فى هذه الثورة العقلية؟ وهل يكفى تعديل المناهج الدراسية فقط؟ بشكل عام الجامعات يجب أن تكون قاطرة الثورة العقلية، لا مجرد مؤسسات تعليمية تمنح شهادات، ومهمتها لا تقتصر على تعديل المناهج، بل تشمل تغيير فلسفة التعليم نفسها. نحن بحاجة إلى الانتقال من 'التلقين' إلى 'التكوين'، ومن 'التكديس المعرفي' إلى 'التحليل النقدي'. تعديل المناهج مهم، لكنه غير كافٍ ما لم يصاحبه تدريب الأساتذة على استخدام مناهج جديدة تقوم على المشاركة والتفكير الحواري، وتشجيع البحث العلمى الحر القائم على إثارة الأسئلة لا قمعها، وإنشاء وحدات بحثية متخصصة فى تحليل ظواهر التطرف والعنف الرمزى والفكرى من منظور عابر للتخصصات. الجامعة ليست فقط 'نظامًا أكاديميًا'، بل مؤسسة عقلية وثقافية تشكل وعى الأجيال القادمة، ولذلك لا يمكن أن تكون محايدة فى معركة العقل والجهل. *ما هى الخطوات التى تقترحها لتحديث الخطاب الدينى ؟ الخطوات التى أقترحها هى كالآتي، أولا الانتقال من فقه الجزئيات إلى فقه المقاصد الكلية: بحيث يُعاد بناء الخطاب على مبادئ الحرية والعدل والمصلحة وكرامة الإنسان والدولة الوطنية، ثانيا إعادة تأهيل الكوادر الدعوية والعلمية: من خلال دورات متخصصة فى فلسفة الدين، ومناهج التأويل، وعلم الاجتماع الديني، وعلم النفس المعرفي، ثالثا إدخال المناهج المعاصرة فى الفقه والفكر النقدى والمقارنة بين الأديان، رابعا نقل مركز الثقل من النصوص الثانوية إلى النصوص التأسيسية: والتمييز بين 'الوحي' و'التراث' كمنتجين معرفيين مختلفين، خامسا تفكيك الأساطير البشرية الموروثة التى تُعطى طابعًا مقدسًا رغم كونها نتاجًا بشريًا أو سياسيًا فى كثير من الأحيان، فالهدف ليس المساس بالدين، بل إنقاذ الدين من التوظيف المغلوط والانغلاق المذهبي. *ذكرت من قبل 11 شرطًا لتحول المتطرف إلى قائد مدني، ما الشرط الذى تراه الأكثر صعوبة؟ ولماذا؟ من بين الشروط الـ11 التى حددتها، أعتقد أن أصعبها هو 'القدرة على مساءلة الذات والانفصال عن مرجعية الجماعة'. لأن هذه المرحلة تتطلب أن يعيد المتطرف بناء هويته الفكرية خارج الإطار الذى شكّله منذ بدايته. المتطرف عادة ما يكون قد دمج ذاته بالطائفة التى ينتمى اليها، ويعتقد أن خلاصه مشروط بولائه المطلق للجماعة أو الفكرة أو المرشد. لذلك، الانفصال عنها يُشبه عنده الانتحار الرمزى من حيث الشعور بفقدان المعنى والمكان والانتماء. وهنا يكمن التحدى الحقيقى فى برامج التأهيل: كيف تُقنع المتطرف بأنه يمكن أن يُعيد بناء ذاته بوصفه 'فاعلًا حرًا'، لا تابعًا مبرمجًا؟ هذا يتطلب اشتغالًا عميقًا على البنية النفسية، وإعادة بناء الثقة بالذات، وتأسيس منطق بديل للمشروعية. *لو كان لك أن تختصر مشروعك الفكرى فى فقرة واحدة، فماذا تقول؟ مشروعى ليس صراعًا ضد التراث، ولا انحيازًا أعمى للحداثة، بل تفكيك نقدى لما يعوق التقدم فى كليهما، من أجل تأسيس وعى جديد يجمع بين الإيمان العميق، والعقل النقدي. نسعى من خلاله إلى إخراج الدين من أسر التقليد والتكرار، وإعادته إلى وظيفته الكبرى كقوة تحرير وعمران، لأن المعركة الحقيقية ليست بين القديم والجديد، بل بين الفكر الحى والفكر الميت. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ 'فيتو' ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تعيين الأرشمندريت دمسكينوس الأزرعى عضوًا جديدًا عن بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس
تعيين الأرشمندريت دمسكينوس الأزرعى عضوًا جديدًا عن بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

تعيين الأرشمندريت دمسكينوس الأزرعى عضوًا جديدًا عن بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس

خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت يومي 9 و10 يوليو 2025، أعلن الأمين العام للمجلس، الدكتور ميشال عبس، عن تسلم خطاب رسمي من صاحب الغبطة البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، يفيد بتسمية ممثل جديد عن البطريركية في اللجنة التنفيذية للمجلس. وجاء في الخطاب أن نيافة المتروبوليت نقولا، مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها والمفوض البطريركي للشؤون العربية، تقدم إلى غبطته بطلب إعفائه من عضوية اللجنة التنفيذية، بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الخدمة المتواصلة والمثمرة فيها، راجيًا أن يُعيَّن خلف له لمتابعة تمثيل البطريركية في أعمال المجلس. وبناءً على ذلك، قرر غبطة البابا ثيودروس الثاني تعيين الأرشمندريت دمسكينوس الأزرعي، المفوض البطريركي في الإسكندرية، عضوًا جديدًا في اللجنة التنفيذية ممثلًا عن بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس، وقد تم إدراج اسمه رسميًا ضمن أعضاء اللجنة خلال الجلسة. وعبّر رؤساء المجلس، والأمين العام، وأعضاء اللجنة التنفيذية عن بالغ تقديرهم وعرفانهم لسنوات الخدمة التي قدمها المتروبوليت نقولا، مشيدين بخبرته العريقة ومشاركته الفاعلة، لا سيما خلال المراحل الحرجة التي مر بها المجلس، ومن أبرزها: مرافقة نيافته لعهد الأمناء العامين السابقين: الدكتور القس رياض جرجور، والدكتور جرجس صالح، والدكتورة ثريا بشعلاني. انتقال مقر المجلس مؤقتًا من بيروت إلى قبرص. تجميد أنشطة المجلس إثر انسحاب أحد الرؤساء الأربعة. التحديات التي واجهها المجلس خلال أحداث "الربيع العربي"، وما صاحبها من محاولات لتحوير مسار عمل المجلس من تعزيز العلاقات بين الكنائس إلى الانفتاح على ديانات أخرى، مما كاد أن يفقد المجلس هويته الأصلية. المساهمة في تشكيل فريق العمل الخاص (Task Force Team) الذي تصدى للأزمة المالية بكل تفانٍ وإخلاص. وكان حضور المتروبوليت نقولا لهذا الاجتماع الأخير مناسبة رمزية، إذ تزامن مع الاحتفال بمرور خمسين عامًا على تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط، وهو ما اعتُبر بمثابة ختام مشرّف لمسيرة طويلة من الخدمة الكنسية المشتركة. وفي ختام كلمته، تقدم نيافة المتروبوليت نقولا بأطيب التمنيات لمجلس كنائس الشرق الأوسط، سائلًا الله أن يبارك عمله المستمر في خدمة الكنائس في المنطقة، بجهود رؤسائها، وأعضائه، وكل العاملين فيه.

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الحوار الموضوعى بين أهمية التصويب وكارثية المصادره .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الحوار الموضوعى بين أهمية التصويب وكارثية المصادره .

الدولة الاخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الحوار الموضوعى بين أهمية التصويب وكارثية المصادره .

الثلاثاء، 15 يوليو 2025 01:25 صـ بتوقيت القاهرة كثيرا يطالبنى من تبقى من الشباب أصحاب الرؤيه الذين أصبحوا من النوادر الآن وذلك تأثرا بالواقع المجتمعى الذى جعل أجيال متعاقبه من الشباب فى تيه ، أن أتناول الشأن السياسى إنطلاقا من رؤيه وطنيه ، صادقه ، وفاعله ، وذلك كلما توقفت معرجا على الأحداث الجاريه ، رغم أننى لم أعد متحمسا لذلك على الإطلاق رغم تخصصى الصحفى في الشئون السياسيه والبرلمانيه والحزبيه ، ولعل هذا المطلب الملح يمنحنى فرصه لطرح خبرة سنين العمر التى عايشت فيها السياسه من العمق منذ أن وطأت قدماى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه قبل مايزيد على أربعين عاما مضت ، يضاف إلى ذلك أنه عبر مسيرة حياتى المهنيه كصحفى والسياسيه كوفدى ، والبرلمانيه كنائب بالبرلمان عايشت أحداثا كثيره ، ورصدت وقائع متعدده ، وإقتربت من الكبار من جيل العظماء ، جعلتنى كأحد أبناء جيلى شاهدا على العصر خاصه بعد تغير الأنظمه وما لحق بمتصدرى مشهدها من عنت ، وتشويه ، ورحيل بعضهم عن الحياه ، والآخرين عن واقع المجتمع ، ومع ذلك مازلت بفضل الله على تواصل معهم ، إنتهت بما أدركته من تلك الحالة من الهزل التى طالت الجميع الآن ، ساسه وحتى مواطنين . لاشك تأثرت كثيرا بتنامى اللامعقول واللامفهوم ، فكانت الخشية أن أوضع فى علامة إستفهام قد لاأتحملها نفسيا تأثرا باليقين بأن هناك إتجاه يتبناه البعض من الساسه يقوم على السير بالوطن بسرعه إلى تعميق هذا اللامعقول واللامفهوم عبر غطاء البروباجندا ، والصخب والضجيج ظنا منهم ان ذلك سيكون له مردود على أهالينا الطيبين ، حجتهم أن البلد تمر بظروف صعبه تتطلب هذا النهج دون إدراك أن من يسمع نفسه كل الوقت لايدرى بما حوله من منعطفات خطيره لاشك سيفاجىء بها وساعتها سيفقد القدره على التصدى لتداعياتها ، عمق ذلك تلك الحاله من التهميش التى طالت المبدعين أداءا وفكرا ، وعدم ثقه متصدرى هذا المشهد فى أنفسهم واليقين بضعف إعتراهم ، إمتد بصراحه شديده إلى واقعنا بالكليه ، كل ذلك جعلنى أنحاز إلى المنكفئين على أنفسهم ، وأكون جزءا من قناعاتهم خشية أن يطولنى مايؤلمنى على المستوى النفسى ، أو المجتمعى بعد كل هذا العمر الذى قضيت منه مايزيد على أربعين عاما فى كنف السياسه والصحافه ، وصبيا فى مرحلة التعليم الإعدادى والثانوى فى دروب الإتحادات الطلابيه ، حتى كنت أحد قادتها فى السبعينات . معارضه شديده لنهج الإنزواء الذى كثيرا أنتهجه والذى من تداعياته عدم التفاعل مع الأحداث كمواطن ، او أكون فاعلا أو مشاركا فى أى نشاط حزبى منذ سنوات حتى فى حزب الوفد ، وكذلك ككاتب صحفى متخصص ينتمى إلى جيل الرواد بنقابة الصحفيين ، كثيرا عقدت العزم أن اكتب عن اللوبيا والفاصوليا والباذنجان بعد أن إنحدرت السياسه ، وتقزم الساسه ، وإفتقدنا من واقع الحياه الكبار ، والقامات ، والعظماء ، وأصحاب الرؤيه العاقله ، المتزنه ، جميعهم أصحاب تاريخ مشرف فى هذا الوطن الغالى ، كل فى مجاله كان رمز وقيمه ومازالوا بفضل الله تاجا على الرؤوس كثر منهم كانوا وزراء ، ومحافظين ، ومثقفين ، وكتاب لهم رؤيه ، حتى وإن إبتعدوا عن صدارة المشهد التنفيذى أو السياسى الذى ظلوا يتصدرونه سنوات طوال ، وذلك طبقا لطبيعة الحياه وتواصل الأجيال ، كثر منهم كلما إلتقيتهم مناقشا أجدهم يرفضون مسلكى لأننى صاحب قلم لايجب أن يتوقف عن الكتابه ، وترك الآخرين من الصحفيين عديمى الخبره يطرحون الهزل ، الأمر الذى معه كثيرا أعيد النظر والتفكير على إستحياء ، خاصة ما يتعلق بأمور الصحافه ، مع تمسكى بالإنعزال السياسى ، والعزوف عن المشاركه الحزبيه أو البرلمانيه ، فكان طرح القضايا الوطنيه إنطلاقا من رؤيه وطنيه خالصه ، متجردا من أى هوى ، أو قناعه حزبيه أنتمى إليها ، عبر خبرة السنين ومعايشة الأحداث ، وكذلك إدراك تفاعل عظماء من قادة الأجهزه الأمنيه الذين أعرف تاريخهم المشرف جيدا مع الواقع فى محاوله منهم لترسيخ القيم ، والثوابت الحياتيه حسبة لله تعالى والوطن . تأثرا بذلك ترسخ لدى اليقين إلى أهمية أن نجتهد جميعا فى طرح القضايا بضمير وطنى ، إنطلاقا من أن الصمت كما قال الكرام ، وأصحاب التجارب والتاريخ جريمه لأنه يساهم فى طمس معالم الكثير من الحقائق ، ولايساهم فى إنصاف عظماء كثر أعطوا لهذا الوطن ، ومع ذلك نالهم مانالهم من التشويه ، ولكى يتحقق ذلك لابد أن نسمع صوت العقلاء من القاده موضحين ، ومقدرين هذا النهج ، الذى أرى إنطلاقا من ذلك أنه من الأفضل طرح الرؤيه بإحترام شديد ، وحرفيه منضبطه ، وشفافيه لاتدفع للخطر ، ولاضير أن يدور حولها نقاش طالما كان منطلقها الحجه والبيان ، وتنطلق من موضوعيه حقيقيه ، وقطعا سيقبل من يطرح الرؤيه التصويب أو التعديل ، بل وسيسعده التأكيد عليها وتبنيها . أتصور أن هذا النهج أفضل ألف مره من مصادرة هذا الرأى بما فيه من تحفظات ، فيعتقد من يطرحه أنه شديد الصواب ، فيتمسك بطرحه ، ويتبنى مضامينه ولو من خلف ستار ، وهنا يكمن الخطر ، لكن كل ذلك يصطدم بضبابيه أصبحت هى المحدد الوحيد لمعالم ماهو قادم خاصه بعد رحيل كثر من العقلاء والفاعلين ، كيف ؟.. تابعونى . الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store