logo
الكويت.. منظومة حكومية متناسقة تعزز القدرات التنموية والخدمية أثمرت آفاقا واعدة

الكويت.. منظومة حكومية متناسقة تعزز القدرات التنموية والخدمية أثمرت آفاقا واعدة

أرقام٢٠-٠٥-٢٠٢٥
شهد مسار التنسيق المشترك بين وزارات الدولة ومختلف جهاتها تصاعدا ملحوظا في إطار التحولات الاستراتيجية في الكويت لإدارة المنظومة الحكومية أثمر نجاحات ملموسة في حزمة ملفات حيوية وتعزيز قدرة البلاد على فتح آفاق تنموية وخدمية جديدة وواعدة.
وتجلت ثمار التكامل المؤسسي العميق بين جهات الدولة في دفع عجلة المشاريع الكبرى وتوحيد الجهود لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والتصدي للأنشطة غير المشروعة بتعدين العملات الرقمية إضافة إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي وإعطاء دفعة قوية لملف صيانة البنية التحتية في البلاد.
وبرز ملف تفعيل مذكرات التفاهم بين الكويت والصين بما يشمله من مجالات حيوية على رأسها المشروع الاستراتيجي ميناء مبارك الكبير باعتباره نموذجا للتنسيق عالي المستوى بين مختلف الجهات المعنية في الدولة.
وكثفت الكويت عبر تكامل جهود وزارات المالية والخارجية والأشغال وغيرها مساعيها لدفع آفاق التعاون الثنائي مع الصين نحو مراحل أكثر تقدما بهدف تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع العملاقة التي تخدم تحقيق أهداف رؤية الكويت 2035.
كما حظي ملف الإسكان باهتمام خاص تجسد في إطلاق أعمال اللجنة التنسيقية لمتابعة أعمال توفير الخدمات المرتبطة بالمشروعات الإسكانية في مارس الماضي وتتشكل اللجنة من ثماني جهات حكومية.
وتتولى اللجنة اتخاذ كل التدابير الرامية إلى إنجاز المشروعات ذات الصلة بالشأن الإسكاني إذ تقود جهود التنسيق بين الجهات المشاركة فيها لوضع الخطط المشتركة وآليات توفير وتشغيل وصيانة الخدمات المتعلقة بالمدن والضواحي السكنية القائمة والمستقبلية علاوة على تحديد الجهات المسؤولة عن تسلم المباني بما يتوافق مع البرنامج الزمني للمشروعات المختلفة.
وتضم اللجنة في عضويتها ممثلي كل من وزارات المالية والأشغال العامة والكهرباء والماء والطاقة المتجددة والمواصلات إلى جانب بلدية الكويت والهيئة العامة للطرق والنقل البري والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية وبنك الائتمان الكويتي مما يعكس حرص الحكومة على تضافر الجهود لتطوير هذا القطاع الحيوي.
وتعزز التكامل الحكومي الرامي إلى ترشيد الكهرباء عبر حزمة من الخطوات والإجراءات بالتزامن مع تشكيل لجنة تضم ممثلين عن عدد من وزارات الدولة وجهاتها للتوعية بترشيد استهلاك الكهرباء والماء تعنى بإعداد منظومة متكاملة من البرامج التوعوية لتبيان أهمية ترشيد الاستهلاك وأثره المباشر في الحفاظ على المال العام والبيئة.
وشملت الإجراءات التي اتخذتها وزارات الدولة المختلفة إصدار تعاميم مفصلة بإجراءات الترشيد في الجهات وتحديد خطوات عملية لتخفيف الأحمال في مختلف القطاعات والمرافق وإطلاق حملات وطنية لتحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة وتفعيل بروتوكول التعاون مع وزارة الكهرباء وتشكيل فرق لتفقد المباني والمنشآت.
كما انطلقت اجتماعات اللجنة العليا للطاقة مطلع شهر مايو الجاري باستعراض وثيقة التحول الوطني في الطاقة لعام 2024 التي أعدتها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وتعتبر مرجعا رئيسيا لتطوير قطاع الطاقة في البلاد.
وتضم اللجنة في عضويتها ممثلين من الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة ذات الصلة من بينها مؤسسة البترول الكويتية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي والمؤسسة العامة للرعاية السكنية ووزارة المالية إضافة إلى هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص والهيئة العامة للصناعة والهيئة العامة للبيئة وبلدية الكويت.
في سياق متصل أسفر التنسيق المشترك بين وزارات الدولة عن تنفيذ حملة أمنية ناجحة للتصدي لأنشطة تعدين العملات المشفرة بشكل مخالف للقوانين واللوائح المعمول بها في إطار جهود الدولة الرامية إلى مواجهة الاستخدام غير المشروع للطاقة الكهربائية والتصدي للممارسات التي تؤثر سلبا على شبكات الكهرباء.
وانتهت الحملة التي نفذتها ووزارة الداخلية أبريل الماضي بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة والهيئة العامة للصناعة إلى رصد عدة منازل مخالفة وضبط معدات وأجهزة مخصصة للتعدين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين.
من جهتها باشرت النيابة العامة التحقيق في 31 بلاغا بشأن استخدام غير مشروع للطاقة الكهربائية في تعدين العملات الرقمية داخل 59 مسكنا حيث استجوبت 116 متهما في تلك القضايا.
وضمن المساعي الحكومية الحثيثة نحو تسريع وتيرة تكامل الخدمات الرقمية وتبسيط الإجراءات للمواطنين والمقيمين شهد أبريل الماضي انعقاد ورشة عمل تنسيقية موسعة جمعت ممثلين عن 38 جهة حكومية تقدم خدماتها عبر التطبيق الحكومي الموحد للخدمات الإلكترونية (سهل).
وتناولت الورشة أبرز مؤشرات الأداء وما تم إنجازه من خدمات التي تجاوزت 91 مليون خدمة منذ إطلاق التطبيق في سبتمبر عام 2021 علاوة على ازدياد عدد المستخدمين إلى 2.7 مليون مستخدم.
وتعمل الجهات الحكومية خلال المرحلة المقبلة بتناغم على إعادة هندسة خدماتها بما يتوافق مع معايير الرحلات الرقمية لرفع الكفاءة وتقليص الإجراءات وتطوير تجربة المستخدم بناء على البيانات والمؤشرات التي يوفرها تطبيق (سهل).
وعلى صعيد ترسيخ دور المحافظات في العملية التنموية وتطوير الخدمات والمرافق تسارعت وتيرة التنسيق بين المحافظين والجهات الحكومية المختلفة من خلال الاجتماعات والجولات التفقدية المشتركة لتوحيد الجهود وتعزيز العمل بروح الفريق الواحد.
وبحث المحافظون في سلسلة اجتماعات في الأشهر الماضية سبل تعزيز آليات التعاون بين المحافظات فيما يتعلق بالاحتياجات ذات الاهتمام المشترك علاوة على توسيع نطاق التعاون بين المحافظات والجهات المسؤولة في كل محافظة لضمان سرعة إنجاز الأعمال وفق خطط زمنية دقيقة.
ومنذ انطلاق أعمال الصيانة الجذرية للطرق في مختلف مناطق البلاد بالمحافظات الست في ديسمبر الماضي يتواصل التعاون بين وزارتي الأشغال العامة والداخلية والهيئة العامة للطرق والنقل البري من أجل تنفيذ خطة صيانة الطرق وفق الجدول الزمني وتلافي التأخير وتذليل العقبات أمام المشاريع.
وتكثف الجهات المعنية الجولات التفقدية للإشراف على إتمام تنفيذ أعمال صيانة الطرق بالجودة والكفاءة المطلوبة ضمن خطة استراتيجية لتحسين شبكة الطرق في البلاد وتوفير بيئة آمنة ومستدامة بما يواكب التطور العمراني واحتياجات النقل المتزايدة.
وبخطوات متسارعة نحو تعزيز كفاءة القطاع الحكومي وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين تجسد التنسيق الفعال بين ديوان الخدمة المدنية وعدد من الجهات الحكومية في إطلاق نظام العمل بالفترة المسائية منذ مطلع يناير الماضي.
وأثمرت سلسلة من الاجتماعات التي جمعت مسؤولي الديوان بممثلي 13 جهة حكومية وضع الأسس العملية لتفعيل هذه الخطوة النوعية وتحديد الآليات الكفيلة بتقديم الخدمات على مدار فترتين صباحية ومسائية بما يدفع الارتقاء ببيئة العمل الحكومي ويمكن الموظفين من أداء مهامهم بفعالية أكبر وينعكس إيجابا على سرعة وجودة إنجاز المعاملات.
يذكر أن الجهات الحكومية المعنية كانت قد قدمت رؤى ومقترحات قيمة حول كيفية تطبيق نظام العمل المسائي بالصورة المثلى بما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة من هذه المبادرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نينجا تستخدم الأكياس الصديقة للبيئة، القابلة للتحلل في جميع أسواقها
نينجا تستخدم الأكياس الصديقة للبيئة، القابلة للتحلل في جميع أسواقها

صحيفة سبق

timeمنذ 21 دقائق

  • صحيفة سبق

نينجا تستخدم الأكياس الصديقة للبيئة، القابلة للتحلل في جميع أسواقها

أعلنت منصة 'نينجا'، الرائدة في التوصيل السريع والتجارة الإلكترونية، عن اعتمادها الكامل لاستخدام أكياس صديقة للبيئة وقابلة للتحلل الحيوي في جميع أسواقها، بما في ذلك: السعودية، البحرين، الكويت، وقطر، في خطوة تعكسُ التزام الشركة المتواصل بتبنّي حلول صديقة للبيئة ومسؤولة مجتمعيًا، وحيث إن الشركة تستخدم أكثر من 20 مليون كيس شهريا. وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلةٍ من الخطوات التي تتخذها 'نينجا' للحد من الأثر البيئي وتعزيز ممارسات الاستدامة في قطاع التوصيل والخدمات التقنية؛ إذْ لا تقتصر الأكياس الجديدة على كونها قابلة للتحلل فقط، بل تتميز أيضًا بكونها متينة وعملية وقابلة لإعادة الاستخدام في أغراض يوميّة مثل التخزين أو الاستخدام المنزلي. وأكدت 'نينجا' أن توجهها نحو الاستدامة لا يتعارض مع فلسفتها المبنية على السرعة والكفاءة، بل يعكس رؤية متكاملة تسعى من خلالها إلى قيادة التغيير الإيجابي في قطاع التوصيل والتقنية في المنطقة، مع تقديم تجربة تسوّق مسؤولة ومستدامة دون المساس بجودة الخدمة. وتؤمن 'نينجا' أن الخطوات الصغيرة والمُدروسة، مثل التحول إلى أكياس أفضل، يمكن أن تُحدث تأثيرًا كبيرًا على المدى الطويل، وأن الاستدامة تبدأ من التفاصيل اليومية التي تُبنى عليها ثقافة التغيير.

إصلاح منظمة التجارة العالمية يهدف إلى تجارة أكثر عدلا تنهي جمود المفاوضات بين الدول
إصلاح منظمة التجارة العالمية يهدف إلى تجارة أكثر عدلا تنهي جمود المفاوضات بين الدول

الاقتصادية

timeمنذ 21 دقائق

  • الاقتصادية

إصلاح منظمة التجارة العالمية يهدف إلى تجارة أكثر عدلا تنهي جمود المفاوضات بين الدول

كشفت وثائق داخلية لمنظمة التجارة العالمية، اطلعت عليها "رويترز"، عن جهود حثيثة لكسر الجمود المستمر في مفاوضات التجارة الدولية التي أُهملت خلال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث فرضت الرسوم الجمركية التي طبقتها إدارته ضغطا على الدول لعقد اتفاقيات تجارية ثنائية، متجاوزة الإطار التجاري المتعدد الأطراف. تواجه منظمة التجارة العالمية، التي تضم 166 عضوًا، صعوبات في الوصول إلى توافق بسبب آلية التوافق الضرورية لقراراتها. ويُشير دبلوماسيون إلى أن الأولوية القصوى تكمن في منع بعض الأعضاء من عرقلة القرارات الحيوية. اقترح سفير النرويج في منظمة التجارة العالمية بيتر أولبرج، تسهيل محادثات الإصلاح، مؤكدًا على الشعور بالإلحاح والاعتراف بعدم وجود بديل عملي للإصلاح. يسعى الأعضاء إلى تبسيط عملية اتخاذ القرار وتعزيز سياسات صناعية عادلة، ومنها التحقق من امتيازات الدول النامية مثل الصين والهند، اللتين أصبحتا وفقاً لموقف ترمب، اقتصادين رئيسيين لا يحتاجان لدعم إضافي. هذه المقترحات تشكل جزءًا من مشاورات الإصلاح المستمرة التي تهدف إلى إثراء المؤتمر الوزاري المقبل في مارس في بانكوك. يتضمن الإصلاح مقترحات مثل تحسين "باريتو"، والذي يُلزم الأعضاء بتقديم دلائل واضحة عن الأضرار قبل اعتراض المقترحات، إضافة إلى السماح للأعضاء بالانسحاب من القرارات في حالة عدم التوافق الكامل. وصف المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو (2013-2020)، النظام الحالي بأنه يواجه أزمات حيوية، بينما وصفت المديرة العامة الحالية نهج "الإصلاح بالممارسة" بأنه غير كافٍ لحل القضايا الهيكلية العميقة، مما يؤكد على الحاجة الملحة لإصلاحات جذرية.

الصين تطمح إلى التحول لقوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي
الصين تطمح إلى التحول لقوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي

الشرق الأوسط

timeمنذ 35 دقائق

  • الشرق الأوسط

الصين تطمح إلى التحول لقوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي

تتبنّى بكين نهجاً في السياسات الصناعية لمساعدة شركات الذكاء الاصطناعي التابعة لها على سد الفجوة بينها وبين نظيراتها في الولايات المتحدة. كيف تسدّ السياسات الصناعية الفجوة مع الولايات المتحدة؟ في السنوات الأخيرة، انطلقت الصين في رحلة طموحة لتحويل نفسها إلى قوة عظمى عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة ليست تطوراً بين عشية وضحاها، بل هي نتيجة جهد حكومي استمر عقداً من الزمن، متجذراً في تقاليد السياسة الصناعية الصينية الأوسع. ومن خلال الاستفادة من نهج شامل للتكنولوجيا والابتكار، تهدف بكين إلى تضييق الفجوة بين قطاع الذكاء الاصطناعي المحلي والولايات المتحدة، الرائدة عالمياً حالياً، وسدها في نهاية المطاف. تعتمد استراتيجية الصين للتفوق في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على تجاربها الناجحة في صناعات استراتيجية أخرى؛ مثل: السيارات الكهربائية، والبطاريات، والألواح الشمسية. كما أن نهج الحكومة متعدد الطبقات ومنهجي؛ ويشمل ضخ مليارات الدولارات في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي، ودعم الشركات في بناء قدرات التصنيع المحلية، وضمان الوصول إلى كامل حزمة التكنولوجيا اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي المتطور. وبينما تواصل شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة؛ مثل: «غوغل»، و«ميتا»، ضخ استثمارات خاصة ضخمة في مراكز البيانات والبنية التحتية للحوسبة، فقد تولت الحكومة الصينية نفسها دوراً رائداً في تمويل وتوجيه نمو نظامها البيئي للذكاء الاصطناعي. ويشمل ذلك بناء وتحديث مراكز البيانات، وشراء خوادم عالية السعة، وتطوير قدرات أشباه الموصلات المحلية. والهدف واضح: تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، لا سيما في مواجهة الرياح الجيوسياسية المعاكسة وقيود التصدير التي تفرضها واشنطن. لم تكن الرحلة خالية من العقبات. فمع اتضاح طموحات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي ردّت الولايات المتحدة بإجراءات لتقييد مبيعات الأجهزة المتقدمة، وأبرزها الرقائق عالية الأداء التي تُنتجها «إنفيديا»، الشركة الرائدة في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي. وهذه الرقاقات ضرورية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق وتشغيل خوارزميات التعلم الآلي المعقدة. ومع ذلك، لم تدع بكين هذه القيود تثنيها عن خططها. وبدلاً من ذلك، ضاعفت دعمها للشركات الصينية، مثل «هواوي»، وشجعتها على إيجاد بدائل محلية لمنتجات «إنفيديا». وعلى الرغم من أن الحكومة الأميركية وافقت أخيراً على مبيعات رقاقة متخصصة للصين فقط (H20)، فإن الاتجاه الأوسع يشير إلى مستقبل تسعى فيه الصين جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي الكامل في أجهزة الذكاء الاصطناعي. إحدى الركائز الأساسية لاستراتيجية الصين هي الرعاية المكثفة للمواهب الهندسية والعلمية. وقد موّلت الحكومة شبكة واسعة من مختبرات الأبحاث، يعمل العديد منها عند تقاطع الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية. وقد أصبحت هذه المختبرات مراكز للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُنتج أبحاثاً أساسية وتطبيقات عملية على حد سواء. وتشارك شركات التكنولوجيا الكبرى؛ مثل: «علي بابا» و«بايت دانس»، بشكل متكرر في مشاريع مشتركة مع هذه المؤسسات الممولة حكومياً، مما يُسهم في ترجمة الإنجازات المخبرية إلى منتجات وخدمات تجارية. إلى جانب المواهب، تُشدّد السياسة الصناعية الصينية على أهمية التحكم الكامل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وهذا لا يعني التركيز على الخوارزميات والبرمجيات فحسب، بل أيضاً على ضمان إمداد محلي قوي بالمكونات الخام للذكاء الاصطناعي الحديث: قوة الحوسبة (من خلال الرقائق والخوادم المتقدمة)، ومجموعات البيانات الضخمة (التي غالباً ما تُجمع بدعم من الدولة)، والبنية التحتية المادية اللازمة لمواكبة القادة العالميين. ما يُميّز نهج الصين هو اتساق سياستها الصناعية ونطاقها. فعلى مدى السنوات العشر الماضية، لم تكتفِ الحكومة المركزية بوضع أهداف طموحة، بل وفّرت أيضاً الموارد اللازمة لتحقيقها بشكل منهجي. فمن دعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق، والاستثمار المباشر في البحث والتطوير؛ يتسم نهج بكين بالشمولية والتنسيق. وقد حقّق هذا الالتزام طويل الأمد نتائج ملموسة في مجالات أخرى؛ إذ تُنتج الصين الآن ثلث السلع المصنّعة في العالم، وأصبحت رائدةً عالمياً في الكثير من التقنيات الخضراء. ويُطبّق الآن المزيج نفسه من التوجيه الحكومي والدعم المالي والتنسيق الصناعي بكامل قوته في مجال الذكاء الاصطناعي. تؤكد التطورات الأخيرة فاعلية هذه الاستراتيجية. فبينما كانت الشركات الصينية تعتمد في السابق على المنصات والتقنيات الأميركية، تعمل اليوم شركات؛ مثل: «ديب سيك» (DeepSeek) و«علي بابا» (Alibaba)، على بناء أنظمة ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر تُصنّف من بين الأفضل أداءً في العالم. لقد تحوّل المشهد جذرياً في عام واحد فقط، حيث بدأت الأنظمة الصينية في التنافس المباشر مع تلك المُنتجة في وادي السيليكون وخارجه. أصبح السباق العالمي لتطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم أكثر تنافسية من أي وقت مضى. وصعود الصين ليس محض صدفة، فبفضل الاستثمارات الحكومية الضخمة والتخطيط الاستراتيجي والتركيز على النظام البيئي التكنولوجي بأكمله؛ تُقلّص بكين الفجوة بسرعة مع الولايات المتحدة. ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا المسار سيستمر أم سيواجه عوائق جديدة؛ لكن العالم يشهد منافسة تاريخية ذات آثار عميقة على التكنولوجيا والاقتصاد والجغرافيا السياسية. * خدمة «نيويورك تايمز» السلع المصنعة في العالم تُنتجها الصين الآن

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store