logo
إسرائيل تهاجم إيران بموجات قصف وتغتال قائد الحرس الثوري وتستهدف علماء الذرة

إسرائيل تهاجم إيران بموجات قصف وتغتال قائد الحرس الثوري وتستهدف علماء الذرة

الجزيرةمنذ 2 أيام

هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم مواقع في العاصمة الإيرانية، وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات كبيرة في مناطق مختلفة من طهران ، وذكرت وكالة تسنيم أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية أن الهجوم شمل محاولات لاغتيال رئيس الأركان الإيراني وقادة الحرس الثوري وعلماء ذرة. في غضون ذلك نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن طائرات الجيش الإسرائيلي مستمرة بالقصف وشنت حتى الآن 4 موجات من الهجمات على إيران.
ونقل موقع واللا عن مصادر أمنية إسرائيلية احتمال كبير بتصفية هيئة الأركان الإيرانية بما فيها رئيس الأركان وعلماء ذرة في الضربة الأولى. في حين قال مصدر عسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن "إسرائيل نفذت عمليتها في حي يقيم فيه كبار قادة الحرس الثوري الإيراني". ونقلت القناة 13 عن ضباط في الجيش الإسرائيلي أن "الضربة قد تكون حققت نتائج أفضل من المتوقع".
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الهجمات على إيران استهدفت قادة عسكريين ومقار عسكرية ومنشآت نووية وقواعد ومنصات صواريخ وعلماء.
وفي نفس الإطار نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الضربة الإسرائيلية استهدفت العديد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وكبار العلماء النوويين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن تل ابيب بدأت ما أسماها عملية "الأسد الصاعد" ونفذت بعشرات الطائرات ما وصفها بضربة افتتاحية في قلب إيران. وأكد أن الاغتيالات في إيران مكون أساسي من الضربة الأولى حسب تعبيره. كما أكد مصدر أمني إسرائيلي أن الضربة الافتتاحية شملت أهدافا للدفاع الجوي وصواريخ أرض أرض.
هجوم لأيام
وذكرت "سي إن إن" نقلا عن مصدر إسرائيلي قوله "هذا ليس هجوما يدوم يوما واحدا فقط ونخطط لشن جولات متعددة من الهجمات على إيران".
واضاف المصدر أن "الحكومة الإسرائيلية رأت فرصة سانحة لتنفيذ هذا الهجوم عسكريا ودبلوماسيا".
وذكرت القناة 13 نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن تلك أبيب تتجهز لعدة أيام من القتال. في حين ودوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل.
وفي السياق قالت صحيفة يسرائيل هيوم إن إسرائيل تحاول تصفية مسؤولين كبار في طهران. بدورها، أفادت القناة 12 أنه تم نقل مسؤولين إسرائيليين كبار إلى مكان آمن بعد محاولة اغتيال كبار المسؤولين الإيرانيين، وأشارت إلى إن هدف العملية الإسرائيلية هو إزالة التهديد النووي الإيراني.
من جانبه وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللحظة بأنها "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل". وأشار إلى أن الهدف من هذه العملية غير المسبوقة هو ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
في غضون ذلك اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حالة الطوارئ بشكل فوري وأغلق المجال الجوي في أعقاب ما وصفه بتنفيذ "الهجوم الوقائي" ضد إيران. وتوقع أن تتعرض إسرائيل وسكانها لهجوم صاروخي وهجوم بالطائرات المسيرة في المستقبل القريب جدا، بسبب ما سماه تحرك إسرائيل في إيران.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المجلس الوزاري الأمني المصغر أقر بالإجماع قرار مهاجمة إيران. نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن وزراء الحكومة وقعوا على نموذج تصريح أمني لمنع التسريبات قبل الهجوم على إيران.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس يشرفان على الهجوم على إيران من مقر محصن تحت الأرض.
من جهتها، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن قرار شن الهجوم اتخذه نتنياهو وكاتس قبل 3 أيام.
وأفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين رصد تل ابيب أن "إيران على وشك تحقيق اختراق نووي خلال أيام قليلة".
وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل تنسق بشكل كامل مع الولايات المتحدة.
مواقع واغتيالات
وفي طهران أكد الحرس الثوري مقتل قائده اللواء حسين سلامي مع عدد من زملائه وحراسه في الهجوم الإسرائيلي على مقر قيادة الحرس الثوري أثناء تأدية سلامي لمهام حساسة لحماية أمن الوطن. وفق البيان الإيراني.
وتوعد الحرس الثوري "الكيان الصهيوني سيدفع ثمنا باهظا للجريمة التي ارتكبت بعلم النظام الإرهابي الأميركي" وأن "على الأعداء أن يترقبوا انتقاما قاسيا ومذلا لجرائمهم ضد إيران والإيرانيين".
وأكدت وكالة تسنيم للأنباء اغتيال العالمين النوويين مهدي طهرانجي وفريدون عباسي في الهجوم الإسرائيلي المتواصل على إيران.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن إصابة علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني في الهجوم الإسرائيلي ونقله للمستشفى في حالة حرجة.
كما تحدث التلفزيون الإيراني عن تقارير غير مؤكدة عن اغتيال محمد مهدي طهرانجي رئيس جامعة "آزاد" الإسلامية وقائد مقر خاتم الأنبياء التابع للقوات المسلحة اللواء غلام علي.
من جانبها قالت وكالة أنباء فارس إن تقارير أفادت بمقتل رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري بعد أنباء تحدثت أنه في غرفة العمليات ولم يصب بأذى.
وأعلن التلفزيون الإيران مقتل ٥ مدنيين وإصابة ٢٠ آخرين في منطقة نارمك شرقي طهران جراء الهجوم الإسرائيلي.
واستهدف القصف الإسرائيلي محيط مصفاة تبريز شمال غربي إيران وفق وسائل إعلام إيرانية، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن موجة قصف رابعة في تبريز وكرمنشاه على منشآت لتصنيع الصواريخ والمسيرات.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الهجوم الإسرائيلي استهدف أيضا موقع أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم في نطنز.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية بأن الانفجارات استهدفت عدة أحياء سكنية شرقي العاصمة. بينما ذكر التلفزيون الإيراني أن أعمدة الدخان تتصاعد من المقر العام لقيادة الحرس الثوري في طهران.
وأشار التلفزيون الإيراني إلى "تقارير غير مؤكدة عن هجوم الكيان الصهيوني على نطنز وخنداب وخرم آباد".
وفي السياق ذكرت وكالة أنباء تسنيم أن دوي انفجارات سمع في عدد من المحافظات الإيرانية بينها كرمانشاه ولرستان.
كما أشار التلفزيون الايراني إلى أن الأصوات التي سمعت بطهران بعضها مرتبط بهجمات إسرائيلية وبعضها عن أنظمة الدفاع الجوي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول إيراني أن حي شهراك شهيد محلاتي في طهران حيث يعيش كبار القادة العسكريين تعرض للهجوم الإسرائيلي. واضاف المسؤول أن 3 مبان سكنية بالحي قد نسفت.
وكانت وكالة نورنيوز الإيرانية أفادت بسماع أصوات انفجارات عنيفة في منطقة محلاتي شمالي شرقي العاصمة طهران
وأفاد مراسل الجزيرة في طهران بسماع دوي 6 انفجارات كبيرة في أنحاء العاصمة الإيرانية فجر اليوم الجمعة.
وأوضح المراسل عمر هواش أن اصوات الانفجارات كانت قادمة من شرق طهران حيث يوجد موقع بارشيت العسكري ومواقع لوزارة الدفاع الإيرانية ومن جهة جنوب غرب العاصمة الإيرانية حيث تتواجد مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وقد أعلن قسم العلاقات العامة بمطار الإمام الخميني في طهران إيقاف جميع الرحلات في المطار.
من جهتها أفادت القناة 12 الإسرائيلية بتحويل الطيران المدني على خط تل أبيب إلى مطار لارنكا في قبرص.
كما أفاد مصدر حكومي عراقي بغلق الأجواء العراقية أمام حركة الطيران بكافة أنواعه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا بعد استيعاب إيران ضربة إسرائيل الاستباقية؟ خبير يجيب
ماذا بعد استيعاب إيران ضربة إسرائيل الاستباقية؟ خبير يجيب

الجزيرة

timeمنذ 34 دقائق

  • الجزيرة

ماذا بعد استيعاب إيران ضربة إسرائيل الاستباقية؟ خبير يجيب

قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن إيران بدأت استيعاب ضربة إسرائيل الاستباقية، وتسعى إلى فرض إستراتيجية الواقع الجديد الذي تريده، مشيرا إلى أنها نجحت في ضرب مراكز الثقل المدني والاقتصادي والعسكري والسيادي بالنسبة لإسرائيل. وأوضح الفلاحي -في تحليله المشهد العسكري بالمنطقة- أن إيران وسعت نطاق ضرباتها الصاروخية -الليلة الماضية- وشملت مناطق في شمال إسرائيل ووسطها وجنوبها، مما يعني أنها بدأت تستوعب الضربة الاستباقية التي وجهت إليها. كما بدأت إيران -حسب الخبير العسكري- فرض إستراتيجية الواقع الجديد الذي تريده، في ظل امتلاكها إمكانيات وقدرات صاروخية كبيرة تخولها ذلك، بالتزامن مع فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ الإيرانية والتعامل معها في آن واحد. واستخدمت إيران -وفق الفلاحي- صواريخ "ذكية" تستخدم الوقود الصلب، مما يعني أنه سريع الاحتراق، وبالتالي هناك قدرة كبيرة على وصول هذه الصواريخ إلى أهدافها بسرعة، وكذلك فإن بعضها يحمل رؤوسا حربية كبيرة. وتعرّضت إسرائيل -الليلة الماضية- لهجوم صاروخي إيراني على دفعتين، مخلفا دمارا كبيرا وقتلى وجرحى في مناطق بينها تل أبيب وحيفا، في حين قالت مصادر إيرانية إن الصواريخ المستخدمة تكتيكية ومزودة برؤوس شديدة الانفجار. واستهدف الهجوم الأول مدنا في إسرائيل بـ40 صاروخا، بينما استهدف الثاني مدن تل أبيب وروحوف وبات يام جنوب تل أبيب بـ50 صاروخا. تدمير واسع وقال الخبير العسكري إن إيران بدأت استخدام إمكانيات وقدرات لم تلجأ إليها سابقا، مشيرا إلى أن القصف الإيراني الأول تم بـ200 صاروخ، لكنه لم يحدث هذا التدمير الواسع الذي خلّفه القصف الجديد. وارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 6 وأكثر من 180 جريحا وعالقين تحت الأنقاض -الليلة الماضية- جراء سقوط صواريخ إيرانية في منطقة بات يام، وفق ما أورد قائد شرطة منطقة أيالون في تل أبيب. وطال القصف الأخير أهدافا رمزية بالنسبة لإسرائيل مثل معهد وايزمان في رحوفوت جنوبي تل أبيب -وهو مركز بحثي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والطب- ومقر وزارة الدفاع وغيرها، وفق الفلاحي. وبناء على كل هذا، فإن الاستهدافات الإيرانية تعطي دلالة واضحة على أنها كانت "دقيقة ووصلت إلى أهدافها"، وكذلك تترجم التهديدات بضرب منشآت الطاقة والاقتصاد وغيرها إذا ضربت إسرائيل أهدافا مشابهة في الداخل الإيراني. وحسب الفلاحي، فإن إسرائيل "في مأزق حقيقي" بعدما كانت تظن أن ضربتها الاستباقية سوف تشل منظومة القيادة والسيطرة الإيرانية كما حدث مع حزب الله اللبناني. ولم تؤدِ الضربات الإسرائيلية إلى انفراط عقد منظومة القيادة والسيطرة في الداخل الإيراني، ولم تؤدِ أيضا إلى حسم البرنامج النووي الإيراني ، في حين "لا تمتلك إسرائيل الوقت الكافي لتحمل مثل هذه الخسائر البشرية". وبشأن تداعيات ذلك، فإن الهجمات الصاروخية الإيرانية تؤثر نفسيا ومعنويا على الداخل الإسرائيلي، إذ تسببت في ذعر وخوف كبيرين، إلى جانب إيقاف العملية التعليمية، مما سيؤدي إلى إيقاف عجلة الاقتصاد وهجرة كثير من الإسرائيليين.

إيران تعرب عن استيائها من "صمت" وكالة الطاقة الذرية
إيران تعرب عن استيائها من "صمت" وكالة الطاقة الذرية

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

إيران تعرب عن استيائها من "صمت" وكالة الطاقة الذرية

أعلنت إيران -السبت- أن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يكون كما في السابق، معربة عن استيائها إزاء "صمت" هذه الهيئة بعد شن إسرائيل ضربات على مواقع نووية إيرانية. وقال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني والمكلّف بالملف النووي في تصريح متلفز إنه "من غير المعقول أن تتعرض هذه المواقع السلمية لهجمات وتلتزم الوكالة الصمت"، مشددا على أن تعاون طهران مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة لن يكون كما في السابق. من جهتها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء أمس السبت أنها ستعقد اجتماعا طارئا لمحافظي الوكالة الاثنين لبحث هجمات إسرائيل على منشآت إيران النووية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن 4 أبنية حيوية في موقع أصفهان النووي في إيران تضررت جراء هجوم أمس، منها منشأة لمعالجة اليورانيوم وأخرى لتصنيع صفائح الوقود النووي. وفي بيان سابق، ذكرت وكالة الطاقة الذرية أنها على اتصال بسلطات الأمان النووي الإيرانية للحصول على معلومات عن حالة المرافق النووية المعنية وتقييم أي آثار أوسع نطاقا قد تترتب على صعيد الأمان والأمن النوويين. وذكّرت الوكالة بأن أي هجوم مسلح وأي تهديد ضد المرافق النووية المخصصة للأغراض السلمية يمثّلان انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والنظام الأساسي للوكالة.

رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا
رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا

ربما هو القدر الجيوستراتيجي لدولة مثل تركيا، أن تُحاط بكرات اللهب المتدحرجة من كل ناحية، والتي تتطلب قدرًا عاليًا من الحكمة في التعامل معها، خشية أن تمتد تلك النيران إلى الداخل التركي نفسه. فلم تكد أنقرة تتنفس الصعداء بزوال نظام بشار الأسد، حتى نشبت النيران مجددًا على حدودها الشرقية مع بدء العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، والذي تطور إلى ضربات متبادلة. فإيران ليست مجرد دولة جارة لتركيا تتقاسم معها الحدود، بقدر ما تمثل تاريخًا ممتدًا في عمق الزمان، ربط الدولتين بروابط إثنية وجيوثقافية، خاصة في عهد السلاجقة الذين زحفوا من آسيا الوسطى، وتمركزت دولتهم في غرب آسيا في الجغرافيا التي تمثلها اليوم الجمهورية الإيرانية، قبل أن يمدوا نطاق سيطرتهم إلى الأناضول. لكن مع تأسيس الدولة الصفوية في القرن السادس عشر الميلادي، وحدوث التباين المذهبي، مع تأسيس الدولة العثمانية على أسس وتقاليد سلجوقية، تحولت هذه العلاقة إلى تنافس حاد، وصل إلى حد المواجهة العسكرية التي حسمها العثمانيون في موقعة جالديران عام 1514، والتي قادت لاحقًا إلى "صلح أماسيا" في عهد السلطان سليمان القانوني والشاه طهماسب الأول. هذا الصلح كان بمثابة أول اتفاقية سلام بين الدولتين، ساهمت في رسم حدود الدولتين ومجالات التأثير والتأثر لكلا الطرفين، والتي ترسم ملامح العلاقة بينهما حتى الآن، حتى مع تغيّر أنظمة الحكم في كلتا الدولتين، لكن يبقى العنوان العريض لتلك العلاقة هو "التنافس المحسوب". المتابع لتصريحات كبار المسؤولين الأتراك، يدرك أن أنقرة لم تتفاجأ بهذا التصعيد الإسرائيلي الجديد في المنطقة. ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2024، حذّر وزير الخارجية، هاكان فيدان، من احتمالية نشوب حرب بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى ضرورة استعداد تركيا لتلك الحرب الإقليمية المتوقعة. أما الرئيس، رجب طيب أردوغان، فلم يقطع إجازته السنوية التي يقضيها في مدينة مرمريس جنوب غرب تركيا، ما يعكس شكلًا من أشكال الاطمئنان حتى الآن، إلا أنه سارع بإصدار بيان عبر حسابه على منصة "إكس" حوى العديد من الركائز التي يمكن أن تشكل الرؤية الأولية لتركيا تجاه العدوان الإسرائيلي، وأهمها: تحميل "إسرائيل" مسؤولية ما يحدث، معتبرًا أن الهجمات تشكل "استفزازًا واضحًا يتجاهل القانون الدولي"، مؤكدًا أنها نقلت إستراتيجيتها المتمثلة في "إغراق المنطقة، وخاصة غزة، بالدماء والدموع وعدم الاستقرار إلى مرحلة خطيرة للغاية". التحذير من سياسة إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي تحاول "جرّ المنطقة والعالم أجمع إلى الكارثة بأفعالها المتهورة والعدوانية وغير القانونية". ربط هذه الهجمات بمفاوضات البرنامج النووي التي تجريها الولايات المتحدة الأميركية، مع إيران، كذلك ربطها بتزايد الضغوط الدولية ضد "الأعمال اللاإنسانية التي تستهدف غزة". مطالبة المجتمع الدولي بوضع حد للتصرفات الإسرائيلية التي تستهدف الاستقرار والسلم العالمي والإقليمي. في موازاة التحرك الرئاسي، استضافت وزارة الخارجية في أنقرة اجتماعًا رباعيًا مهمًا ضم وزيري الخارجية، هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، إضافة إلى رئيس الأركان، متين غوراك، ورئيس جهاز الاستخبارات، إبراهيم كالن، لبحث تطورات الأزمة. كان واضحًا أن الاجتماع رسالة مزدوجة إلى الداخل التركي، فهي تريد من ناحية طمأنته بجهوزية الدولة واستعدادها للتعامل مع جميع تداعيات الأزمة، ومن ناحية أخرى، رسالة تحفيز بأن تركيا ليست بعيدة عن تلك التداعيات. وباستقراء البيان الذي نشره فيدان على حسابه بمنصة "إكس" عقب الاجتماع، يُلاحظ ربطه الهجوم بما سببته "إسرائيل" في غزة من مأساة إنسانية، وعبثها باستقرار لبنان، إضافة إلى اتجاهها نحو "احتلال سوريا" حسب تعبير الوزير. كما أكد أن "الدبلوماسية هي البديل الوحيد للحرب"، مشيرًا إلى أهمية المفاوضات النووية التي بدأها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باعتبارها "السبيل الوحيد لحل الصراع الناجم عن النزاع النووي". وهو ما يؤشر إلى توافق الموقف التركي مع نظيره الأميركي في ضرورة الحيلولة دون امتلاك إيران السلاح النووي، وهو أمر مفهوم في ضوء التنافس الإقليمي المحتدم بين الدولتين. كذلك في نطاق استقراء التقدير الإستراتيجي التركي، كانت تصريحات رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي لافتة، والذي اعتبر أن العملية الإسرائيلية ضد إيران "رسالة خبيثة موجهة إلى تركيا"، مؤكدًا أن "الهدف النهائي المخفي هو تركيا". وأضاف بهتشلي أن "وقف إسرائيل مسؤولية تاريخية تجاه الأمن القومي وسلامة واستقرار تركيا في الإقليم"، محذرًا من التعرض لمشاكل غير متوقعة حال إنكار هذه المسؤولية أو إهمالها. والملاحظ أن هذا التحذير لم يكن الأول منه، بل سبق أن حذّر في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 من الأطماع الإسرائيلية، قائلًا: "القضية اليوم ليست بيروت بل أنقرة، والهدف النهائي هو الأناضول". هذا التقدير كان حاضرًا أيضًا في ذهن أردوغان في تلك الفترة، حيث اعتبر أن "النضال الملحمي الذي تخوضه حركة حماس في غزة هو أيضًا من أجل تركيا"، أي أن المقاومة الفلسطينية تمثل رأس الحربة في الدفاع عن تركيا في مواجهة المشروع الصهيوني المتوحش يومًا بعد آخر. مواجهة الأزمة لا نبالغ إذا قلنا إن الحرب الإقليمية تدق أبواب تركيا بشدة، وقد تدفعها "إسرائيل" إليها دفعًا، ربما من خلال تكثيف الهجمات على سوريا، أو محاولة احتلالها من خلال الوصول إلى العاصمة دمشق، وهو ما حذّر منه أردوغان العام الماضي قبل سقوط نظام بشار الأسد. لذا، ففي تقديري أن صانع القرار في أنقرة سيكون محكومًا بعدة محددات إستراتيجية، ستدفع في اتجاه بناء ردود الأفعال حيال التطورات المرتقبة للأزمة، وأبرزها: الحيلولة دون تحقيق "إسرائيل" نصرًا حاسمًا وواضحًا في مواجهتها الحالية مع إيران، لما له من تأثير على نتنياهو في فتح شهيته نحو مزيد من التوسع والتحرش بدول المنطقة، وفي القلب منها تركيا. حيث ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تلك الرغبة منذ عدة أيام، عندما قال خلال استقباله الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، في الكنيست إن "الإمبراطورية العثمانية لن تعود". وهي رسالة مبطنة لتركيا وقيادتها بأنه سيحول دون مضي أنقرة في برنامجها الدفاعي المتطور، وصعودها الإقليمي الذي يسير بشكل مطّرد. العمل على منع انهيار النظام الإيراني لما له من تداعيات أمنية بالغة السوء على المنطقة عامة وتركيا خاصة، ربما يشابه ما حدث عقب سقوط نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين. إذ من المتوقع حينها أن تشهد تركيا موجات لجوء جديدة، وحدوث فراغ أمني في إيران قد يسمح بتمدد الجماعات الإرهابية من جديد. الحفاظ على العلاقات المتميزة مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وعدم التورط في الأزمة بما يؤدي إلى تدهورها، مع استثمار تلك العلاقات في محاولة تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن، ودفع ترامب إلى لجم الاندفاعة الإسرائيلية، التي لم تكن لتتحرك لولا التنسيق المسبق مع البيت الأبيض. استكمال بناء نظام أمني إقليمي، والذي بدأته تركيا مع سوريا والأردن، لكن من الضروري خلال المرحلة المقبلة بذل الجهد صوب ضم دول مؤثرة أخرى إليه، وفي مقدمتها مصر. إذ أبانت تداعيات طوفان الأقصى الممتد من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أن المواجهة الفردية لأزمات المنطقة غير مجدية، دون تحرك جماعي مدعوم بآليات فعلية على أرض الواقع. بالرغم مما سبق، فإن الضربات التي تتعرض لها إيران، والتي طالت في موجتها الأولى قادة كبارًا في الجيش والحرس الثوري، من المتوقع أن تؤثر على قدرة طهران على مواصلة العمل بذات القوة في ملفات كانت تمثل تهديدًا للأمن القومي التركي، أو تحول دون تعظيم قدرات أنقرة الإستراتيجية، وأهمها ملفان: ملف تنظيم حزب العمال الكردستاني PKK، والذي يرتبط بعلاقات وثيقة بالحرس الثوري الإيراني، سبق أن حذّرت منها أنقرةُ طهرانَ بشكل علني. فالمتوقع أن تؤثر الأحداث على هذا التعاون، ما قد يسرع من قرار حل الحزب وتسليم سلاحه، سواء الموجود منه في جبال قنديل بالعراق، أو وحدات الحماية الكردية YPG في سوريا، أو حتى في النسخة المعروفة بقوات سوريا الديمقراطية "قسد". ملف مشروع ممر "زنغزور" الإستراتيجي، والذي ستتيح إعادة افتتاحه مجددًا الربط بين تركيا وأذربيجان، وهو الأمر الذي لطالما عارضته إيران، معتبرة ذلك تغييرًا للحدود التاريخية، إذ تخشى أن تؤدي إعادة افتتاحه إلى تآكل حدودها الشمالية مع أرمينيا، ومحاصرتها من قبل تركيا وأذربيجان. لذا، فإن أي تراجع للدولة الإيرانية بفعل المواجهة الحالية مع "إسرائيل"، قد يقود تركيا إلى التفكير الجدي في إعادة افتتاح الممر ووصل أراضيها بالقوقاز من جديد. كل المؤشرات تشير إلى استعداد أنقرة المبكر لتلك اللحظة التي قد تندلع فيها حرب إقليمية، والتي أخذت منحى تصعيديًا بالمواجهة الإسرائيلية الإيرانية، سواء من حيث تسريع وتيرة الصناعات الدفاعية، أو تهيئة الرأي التركي لذلك، لكنْ تأكيدًا لن تكون تركيا سعيدة بالوصول إلى تلك النقطة في الوقت الحالي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store