logo
المقرِّر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء لـ«الأسبوع»: إسرائيل تُجوِّع غزة «عمدًا»

المقرِّر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء لـ«الأسبوع»: إسرائيل تُجوِّع غزة «عمدًا»

الأسبوع٠٧-٠٨-٢٠٢٥
مايكل فخري
آلاء حمزة
- حكومة نتنياهو تتحمّل مسؤولية جنائية واضحة والشهادات والاستغاثات تؤكّد المجاعة
- إسرائيل كاشفت العالم بإبادة جماعية عندما حرمت المدنيين من الغذاء قبل 20 شهرًا
- وفاة أطفال فلسطينيين من الجوع مؤشّر لا لُبس فيه على دخول مرحلة المجاعة الفعلية
- تاريخيًّا نحن أمام واحدة من أسرع وأوسع الأزمات الغذائية والهدف استعماري
- ما يحدث كارثة من صنع الإنسان وإسرائيل تستخدم الحرمان الغذائي منذ 25 عامًا
- إسرائيل تُعرقل دخول الخبراء وتمنع البيانات والردّ الدولي مجرّد تصريحات
حذّر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، من «التدهور الكارثي للوضع الإنساني في قطاع غزة»، واصفًا، خلال حديث خاص لـ«الأسبوع»، من مقر إقامته في ولاية أوريجون الأمريكية، ما يجري في القطاع بأنه «أسرع وأكثر حملات التجويع شمولًا في التاريخ الحديث».
وقال إننا أمام «حالة مجاعة فعلية وممنهجة ناجمة عن أفعال بشرية متعمدة، وإن سياسة التجويع تُستخدم كسلاح ضد المدنيين الفلسطينيين»، محمّلًا إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، «المسئولية القانونية الكاملة عن منع وصول الغذاء والمساعدات»، وسط «تقاعس المجتمع الدولي في وقف هذه الكارثة».
وطالب فخري بـ«فرض عقوبات فورية، ومرافقة إنسانية محمية دوليًا، لضمان الحد الأدنى من الكرامة والحياة للسكان المحاصرين»، وخلال حديثه الصادم، لم يترك مجالًا للَّبس: «إسرائيل أعلنت نيتها تجويع المدنيين، وتنفذ ذلك بدقة مروعة، عبر استخدام الجوع كسلاح حرب، سواء حرمان الأطفال من الحليب، إلى وفاة الرضّع جوعًا، ومن منع المساعدات إلى حصار كامل طال كل شيء».
أكبر من المجاعة
وعن كيفية تصنيف الأمم المتحدة للوضع الحالي في غزة، وهل يشهد حالة مجاعة؟ أكد «فخري» أن الوضع بلغ مستوى «غير مسبوق من التدهور»، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية «أعلنت بشكل علني، في 9 أكتوبر 2023، نيتها تجويع السكان الفلسطينيين في القطاع، وهي سياسة باتت واضحة في تطبيقها الميداني، وبحلول ديسمبر ويناير، كانت مؤشرات الجوع قد شملت تقريبًا جميع السكان»، ما دفعه (إلى جانب خبراء آخرين في مجال حقوق الإنسان)، إلى الإعلان في يونيو أن غزة تشهد «مجاعة فعلية».
وحول تقييم شبكة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، باعتبارها الجهة الأعلى المعنية بتحديد مراحل انعدام الأمن الغذائي عالميا، يوضح فخري أن «إعلان المجاعة وفق معايير هذه الشبكة يستند إلى ثلاثة شروط يجب أن تتحقق مجتمعة، لكن الإشكالية الكبرى تكمن في أن هذه المعايير تعتمد على بيانات ميدانية دقيقة، وهي بيانات يصعب جدًا الحصول عليها في غزة في ظل رفض إسرائيل السماح بدخول خبراء مستقلين أو توفير معلومات موثوقة».
وبين أن هذا يجعل أي تقديرات تصدر عن الشبكة «أقل بكثير من الواقع الفعلي على الأرض»، ومن منظور حقوق الإنسان، يشير فخري إلى أن «الخبراء لا ينتظرون تحقق هذه المعايير الحرفية لإعلان المجاعة، بل يعتمدون على شهادات السكان أنفسهم، الذين يعرفون تمامًا متى يهددهم الجوع، ويشعرون بآثاره في حياتهم اليومية، ويرى أن المؤشر الحاسم دومًا هو وفاة الأطفال، لأنها تشير إلى انهيار تام في قدرة الأسر والمجتمع على توفير الحد الأدنى من الغذاء».
وأضاف أن «وفاة الأطفال بسبب الجوع أو سوء التغذية تمثل مأساة كان من الممكن منعها. وعندما يبدأ الأطفال بالموت، فإن ذلك يعني أن المجتمع بأسره يعيش انهيارًا بنيويًا في منظومته الاجتماعية والاقتصادية، وأن المجاعة قد وقعت بالفعل».
مسئولية جنائية واضحة
وتفسيرا لوصفه الوضع في غزة بأنه «مجاعة من صنع الإنسان»، يرى المسئول الأممي رفيع المستوى، أن الوصف «لا يحمل أي غموض، بل يشير بشكل مباشر إلى وجود مسئولية جنائية واضحة عن هذه الكارثة، وأن إسرائيل لم تُخفِ نيتها، بل أعلنتها صراحة منذ بداية العدوان»، مستشهدًا بتصريح محدد لرئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، مطلع مارس 2024، بأنه «لن يُسمح بدخول أي طعام أو مياه أو مساعدات إنسانية إلى غزة».
وقال «فخري» إن هذا ما جرى تنفيذه حرفيًا، إذ أُغلقت المعابر بشكل كامل لمدة 78 يومًا، بين 2 مارس و19 مايو، ويشدد فخري على أن «سياسة تجويع السكان في غزة ليست طارئة أو عابرة، بل هي جزء من منهج طويل الأمد امتد لأكثر من 25 عامًا، قامت خلاله إسرائيل بفرض حصار ممنهج على القطاع، وبتأسيس نظام تجويع فعّال يبقي السكان في حالة جوع دائم».
وتابع: «أحيانًا كانت هذه السياسة تُنفذ عند الحد الأدنى لتفادي الإدانات الدولية، لكن في أوقات أخرى، كما هو الحال الآن، يتم تصعيدها لتتحول إلى أداة عقاب جماعي وضغط سياسي مباشر على المدنيين، ومن وجهة نظر القانون الدولي الإنساني، لا توجد أي مبررات، قانونية كانت أو أخلاقية، تسمح بتجويع المدنيين».
وقال فخري إن «نية المسئولين الإسرائيليين واضحة تمامًا، وإن ما يُمارس بحق الفلسطينيين في غزة يتم بشكل ممنهج وموثّق، وهو ما يرقى بوضوح إلى جريمة حرب، ولهذا السبب، لم يكن مفاجئًا بالنسبة له أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق كل من نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت».
وبيّن أن «المذكرات تضمّنت اتهامات بارتكاب جريمة حرب متمثلة في استخدام التجويع كسلاح ضد السكان المدنيين، وهذا القرار يشكّل سابقة قانونية مهمة في تاريخ المحكمة، حيث تُعدّ المرة الأولى التي تُصدر فيها المحكمة مذكرة توقيف بتهمة جريمة التجويع، ما يعكس فداحة الوضع في غزة، والطابع الممنهج والمتعمد للانتهاكات المرتكبة».
هندسة التجويع الممنهج
وفيما يخص الحصار والتزامات إسرائيل كقوة احتلال، قال المسئول الأممي لـ«الأسبوع»، إن «إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، تتحمل المسئولية القانونية الكاملة بموجب القانون الدولي لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين في غزة، بشكل آمن وفعّال، وبما يضمن حدًّا أدنى من الكرامة في ظل الاحتلال، لكن ما يحدث على الأرض عكس ذلك تمامًا، وبدلًا من الوفاء بهذه الالتزامات، تقوم إسرائيل بدور نشط في هندسة التجويع الممنهج لسكان القطاع، في انتهاك مباشر وصارخ لكافة القواعد الإنسانية».
ويشير فخري إلى أن الأخطر من هذا كله إعلان إسرائيل دوافعها علنًا، فالغرض النهائي من هذه السياسات، كما يوضح، هو الاحتلال الدائم ثم ضمّ قطاع غزة، وتُظهر التصريحات الإسرائيلية، بحسب فخري، أن الاستراتيجية تتعمد إضعاف السكان، ودفعهم إلى النزوح القسري، واستهدافهم بالقتل الجماعي، تمهيدًا لتفريغ القطاع وفرض الضم الكامل.
ويخلص إلى أن «سياسة التجويع هذه لا تمثل مجرد إخلال بالواجبات القانونية، بل إنها تمثّل جزءًا من مشروع استيطاني- سياسي أوسع، يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية وفق ما ينص عليه القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية».
سلبية العلم المسبق
وعن تقيّم المسئول الأممي لموقف المجتمع الدولي من الإبادة والتجويع في غزة، يؤكد أن الأمم المتحدة وجميع الدول الأعضاء كانت على علم مسبق بنيّة إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية وشنّ حملة تجويع ممنهجة ضد الفلسطينيين، منذ أكثر من عشرين شهرًا، ورغم هذا العلم، فإن ردّ الفعل الدولي، كما يقول، جاء متأخرًا جدًا، وظلّ محدودًا في نطاق التصريحات السياسية والإدانات اللفظية، دون اتخاذ خطوات حقيقية للضغط على إسرائيل من أجل وقف هذه السياسات.
ويشير فخري إلى أن ما شهده العالم خلال الأشهر العشرين أو الواحد والعشرين الماضية لم يتجاوز بعض التحركات الدبلوماسية المحدودة، باستثناء خطوة واحدة ذات أهمية حقيقية تمثلت في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، ويشدد على أن ما يجب أن يحدث الآن، وبشكل فوري، هو فرض عقوبات سياسية واقتصادية شاملة على إسرائيل، عقوبات تترجم ميدانيًا إلى تبعات قانونية ودولية واضحة على سياساتها تجاه الشعب الفلسطيني، بدءًا من التجويع الممنهج وصولًا إلى الإبادة الجماعية.
وفي ضوء ما كشفه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، تتبدّى ملامح مأساة تتجاوز المجاعة بمفهومها التقليدي، لتدخل في نطاق الجرائم الدولية الكبرى، بما فيها جرائم الحرب والإبادة الجماعية، فما يجري في غزة ليس فقط كارثة إنسانية عابرة، بل سياسة ممنهجة ومعلنة، تُدار بوعي كامل من قبل قوة احتلال تجاه شعب محاصر ومنكوب.
وفي ظل صمتٍ دولي يصل حد التواطؤ، تبدو الحاجة ماسّة لتحرك فوري وحاسم من المجتمع الدولي، لا يكتفي بالإدانة، بل يترجم هذه الإدانة إلى أفعال ملموسة، تفرض المحاسبة وتضع حدًا لهذه الانتهاكات الجسيمة، فالصمت عن التجويع هو مشاركة فيه، والتقاعس عن وقف هذه السياسات هو تقويض لما تبقى من قيم العدالة والإنسانية في هذا العالم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سامي أبو العز يكتب: إسرائيل الكبرى.. وهم نتنياهو
سامي أبو العز يكتب: إسرائيل الكبرى.. وهم نتنياهو

نون الإخبارية

timeمنذ 30 دقائق

  • نون الإخبارية

سامي أبو العز يكتب: إسرائيل الكبرى.. وهم نتنياهو

وكأنّ بنيامين نتنياهو يعيش في عالم صنعه بخياله، حين خرج في تصريحاته الأخيرة يتحدث عن «إسرائيل الكبرى» بثقة المتوهم الذي يظن أنّ الشمس في يمينه والقمر في يساره، وأنّ الدنيا قد دانت له بالولاء والطاعة. وبكل صلف وغرور، صدّرت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الحلم المزعوم، لتسوقه على أنه قدر محتوم، بينما هو في حقيقته كابوس قديم يعاد تسويقه كلما احتاج الاحتلال جرعة من التحريض والتعبئة. فكرة «إسرائيل الكبرى» ليست وليدة اليوم، بل هي جزء من الأساطير السياسية والدينية التي روجتها الحركة الصهيونية منذ تأسيسها، متكئة على تأويلات انتقائية من النصوص الدينية اليهودية، تزعم أن حدود «أرض الميعاد» تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات. هذا النص لم يكن يومًا خريطة جغرافية حقيقية بقدر ما كان رمزًا دينيًا روحيًا في العهد القديم، لكن الصهيونية حوّلته إلى مشروع توسعي استعماري، يستبيح الأرض والإنسان باسم «الحق التاريخي». تاريخيًا، لم تتحقق هذه الأسطورة في أي عهد من عهود بني إسرائيل، بل كانت مجرد دعاية لشد العصبية الدينية وتبرير الاحتلال. حتى كبار المؤرخين اليهود المعاصرين يعترفون بأن «إسرائيل الكبرى» لم تكن كيانًا سياسيًا قائمًا، بل أداة لتعبئة الجموع. إعلان نتنياهو عن هذا الحلم الآن ليس صدفة، فهو يواجه مأزقًا سياسيًا داخليًا خانقًا، وتحديات ميدانية في غزة تستنزف جيشه وتكشف ضعف منظومته الأمنية. في ظل هذا الإخفاق، يلجأ إلى خطاب قومي متطرف لإعادة شحن مؤيديه، وصرف الأنظار عن الفشل الميداني والضغوط الدولية. كما أن الخطاب يأتي متزامنًا مع محاولة فرض وقائع جديدة على الأرض، من خلال الاستيطان المكثف في الضفة الغربية، والتصعيد الوحشي في غزة، وكأنه يقول للعالم: «هذا هو مشروعنا الحقيقي، فإما أن تقبلوا به أو تواجهوا قوتنا». ما يحدث في غزة ليس حربًا عسكرية فقط، بل جزء من استراتيجية أوسع لتهجير الفلسطينيين وإفراغ القطاع من سكانه، تمهيدًا لتغيير جغرافي وديمغرافي يخدم مشروع «إسرائيل الكبرى». تصريحات نتنياهو ليست مجرد أحلام، بل إنذار صريح بأن الحرب على غزة هي خطوة على طريق أكبر، وأن المشروع التوسعي لا يقتصر على فلسطين التاريخية وحدها. التصريحات فجرت موجة غضب عارمة في العالمين العربي والإسلامي، إذ اعتُبرت إهانة مباشرة لسيادة الدول وحدودها، وتأكيدًا على أن الاحتلال لا يتوقف عند حدود فلسطين. لكنّ الغضب وحده لا يكفي، فالتاريخ علّمنا أن الصهيونية لا تتراجع أمام البيانات والشجب، بل أمام قوة سياسية وشعبية وعسكرية تواجه مشروعها على الأرض. التاريخ لا يرحم الأوهام، من فرعون الذي قال «أنا ربكم الأعلى» إلى نابليون الذي حلم بالسيطرة على المشرق، مرورًا بكل الغزاة من التتار إلى الاستعمار البريطاني والفرنسي، كانت النتيجة واحدة: تسقط الإمبراطوريات ويبقى الشرق العربي عصيًّا على الابتلاع. نتنياهو اليوم يعيد نفس المشهد المكرر، متخيلًا أن أوهامه قادرة على محو التاريخ والجغرافيا معًا، لكنه ينسى أن هذه الأرض لفظت كل من حاول ابتلاعها، وأن الشعوب التي أسقطت الصليبيين والمغول، لن تسمح لوهم «إسرائيل الكبرى» أن يتحول إلى واقع. سيظل حلمه مجرد فقاعات إعلامية تنفجر عند أول مواجهة حقيقية، لأن الشمس لا تُحمل في يمين أحد، ولا القمر يُحاصر في يسار أحد، ولأن هذه الأرض تعرف كيف تكتب نهاية كل محتل. samyalez@ للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

لماذا يّعقد لقاء الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي في ولاية ألاسكا؟
لماذا يّعقد لقاء الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي في ولاية ألاسكا؟

النهار المصرية

timeمنذ 36 دقائق

  • النهار المصرية

لماذا يّعقد لقاء الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي في ولاية ألاسكا؟

لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، للتباحث حول الحرب الروسية الأوكرانية، وفق ما أعلنه مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، موضحًا أن اختيار الموقع منطقي جغرافيًا وتاريخيًا، إذ لا يفصل ألاسكا عن روسيا سوى مضيق بيرينج، ما يجعل الانتقال إليها مباشرًا لعقد قمة بالغة الأهمية، وأشار أوشاكوف إلى أن البلدين جاران ويتقاسمان الحدود، فضلًا عن تقاطع مصالحهما الاقتصادية في القطب الشمالي، ما يفتح آفاقًا لمشاريع مشتركة واسعة النطاق. لاختيار تلك المنطقة دلالات كبيرة، بحسب تحليل لمروة عبد الحليم الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، موضحة أن الزيارة ستكون الأولى من نوعها لرئيس روسي إلى ألاسكا، رغم أن عدة زعماء سوفييت وروس زاروا الولايات المتحدة في الماضي دون الوصول إلى هذه الولاية، مثل نيكيتا خروتشوف، ليونيد بريجنيف، ميخائيل غورباتشوف، بوريس يلتسين، ودميتري مدفيديف، أما آخر زيارة رئاسية روسية للولايات المتحدة فكانت في سبتمبر 2015، حين ألقى بوتين كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ووفق «مروة»، تحمل ألاسكا تاريخًا استثنائيًا مع روسيا؛ إذ اكتشفها الروس عام 1732 وكانت مستعمرة روسية من 1799 حتى بيعها للإدارة الأمريكية عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، بينما كانت الإمبراطورية الروسية تسعى لسداد ديونها. هذه الخلفية جعلت اختيارها لاستضافة القمة يحمل دلالة رمزية وثقافية، وهو ما رحب به أنصار الكرملين بوصفه تذكيرًا بجذور الولاية الأرثوذكسية وحصونها وتاريخ تجارة الفراء، حتى ترامب أشار عن غير قصد إلى تلك الجذور حين قال في البيت الأبيض: «سأذهب إلى روسيا يوم الجمعة»، قبل أن يصحح تصريحه، والمفارقة أن القوميين الروس لطالما دعوا إلى استعادة ألاسكا كجزء من رؤية أوسع لإحياء الإرث الإمبراطوري، وهو ما يرتبط، بشكل أو بآخر، بخلفيات الصراع الدائر في أوكرانيا. من جانبه، أعلن حاكم الولاية مايك دانليفي أن ألاسكا جاهزة لاستضافة اللقاء، مشيرًا إلى أنها موقع مثالي من حيث الجغرافيا والتاريخ، وبحسب مروة عبدالحليم، من المرجح أن تعقد القمة في مدينة أنكوراج، وسط تطمينات أمنية من مدير مركز الأمن والاستدامة القطبي في جامعة ألاسكا، تروي بوفار، الذي أكد أن الوضع لا ينذر بمشكلات أمنية. يذكر أن أنكوراج كانت قد استضافت في مارس 2021 اجتماعًا دبلوماسيًا رفيع المستوى بين إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ومسؤولين صينيين، والذي تحول إلى مواجهة علنية حادة أمام الكاميرات. ومن المتوقع أن تناقش روسيا والولايات المتحدة تطوير القطب الشمالي، والتعاون في مجال الطاقة والمعادن النادرة، وهو ما قد يكون السبب الرمزي وراء اختيار ألاسكا مكانًا للقمة، وفق الباحثة، نظرًا لقربها من القطب الشماليؤ كما تشير تقارير إلى أن بوتين قد يضع إكليلًا تذكاريًا في المقبرة العسكرية «فورت ريتشاردسون» حيث يرقد طيارون سوفييت قُتلوا في المنطقة.

خبير قانوني دولي: تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا
خبير قانوني دولي: تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا

فيتو

timeمنذ 38 دقائق

  • فيتو

خبير قانوني دولي: تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا

كشف الدكتور محمد محمود مهران الخبير البارز في القانون الدولي العام، أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يسمى بـ إسرائيل الكبرى تشكل انتهاكًا جسيمًا وصارخًا لجميع المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مؤكدًا أن هذه التصريحات تتعارض بشكل مباشر مع ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية ذات الصلة. وأوضح مهران في تصريح لفيتو أن القانون الدولي يقوم على مبدأ أساسي وهو عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة، وهو المبدأ المنصوص عليه صراحة في المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يحظر على جميع الدول استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة. وأشار الخبير الدولي إلى أن تصريحات نتنياهو تنتهك أيضًا قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على عدم مقبولية الاستيلاء على الأراضي بالحرب، إضافة إلى قرار مجلس الأمن رقم 338 لعام 1973، والعديد من القرارات الأخرى التي تؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة. إعلان نوايا عدوانية وأكد مهران أن هذه التصريحات تعد بمثابة إعلان نوايا عدوانية ضد الدولة العربية وتتناقض مع مبدأ التسوية السلمية للمنازعات، والذي يعتبر من أهم الركائز التي يقوم عليها النظام القانوني الدولي المعاصر، مشيرًا إلى أن القانون الدولي الإنساني يجرم أيضًا أي فرض أي سيادة على الأراضي بالقوة. وتابع أن إسرائيل تستهدف الاستيلاء على المزيد من الأراضي العربية وتقسيمها، مشيرا إلي أن البداية كانت فلسطين بسبب صمت المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية، مناشدتهم بسرعة التكاتف والاتحاد وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتكوين قوة عربية، لمواجهة نتنياهو الذي يستهدف الجميع حسب توصيفه. وحذر الدكتور مهران من أن استمرار المجتمع الدولي في التعامل مع هذه التصريحات بصمت أو ردود أفعال باهتة يشكل سابقة خطيرة قد تشجع قوى أخرى في العالم على انتهاك القانون الدولي والمبادئ المستقرة للعلاقات الدولية. اتفاقية جنيف الرابعة وبين أن اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تحظر على القوة المحتلة نقل سكانها إلى الأراضي المحتلة، كما تحظر تدمير الممتلكات والتغيير في طبيعة هذه الأراضي، مؤكدًا أن ما تقوم به إسرائيل من ممارسات استيطانية وما تروج له من خطط توسعية يشكل انتهاكًا صارخًا لهذه الاتفاقية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من القانون الدولي الإنساني. ودعا الخبير الدولي مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهما في حفظ السلم والأمن الدوليين من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه المخططات التوسعية قبل أن تتحول إلى واقع على الأرض. ميثاق الأمم المتحدة ولفت إلى أن المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة تخول مجلس الأمن سلطة تحديد ما إذا كان هناك تهديد للسلم أو إخلال به أو عمل من أعمال العدوان، مؤكدًا أن تصريحات نتنياهو تندرج تحت هذه التصنيفات وتستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا. ونوه مهران إلي أن القانون الدولي ليس مجرد نصوص نظرية، بل منظومة قانونية ملزمة لجميع الدول، وأن أي انتهاك لها يستوجب المحاسبة والعقاب، مطالبًا المجتمع الدولي بعدم السماح لإسرائيل بالاستمرار في تحدي الشرعية الدولية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store