logo
مفاجآت جديدة.. هل تُخفي طهران مخزونها الاستراتيجي من اليورانيوم بـ"جبل بيكاكس"؟

مفاجآت جديدة.. هل تُخفي طهران مخزونها الاستراتيجي من اليورانيوم بـ"جبل بيكاكس"؟

الدستورمنذ 6 ساعات

كشفت تقارير استخبارية وصور أقمار صناعية وسط تصاعد الشكوك حول مدى نجاح الهجمات الجوية الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، أن إيران ربما هربت كميات من اليورانيوم المخصّب إلى منشأة سرية تقع تحت الأرض تُعرف باسم "جبل بيكاكس" المعروف باسم " كوه - كلانج جاز لا"، والتي تبعد دقائق معدودة فقط عن منشأة نطنز النووية التي كانت من بين الأهداف الرئيسية للهجمات التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي.
وبحسب صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، فإن هذه المنشأة المدفونة بعمق في باطن الأرض، والتي ظلت تخضع لعمليات تعزيز وتحسين غير معلنة على مدار السنوات الأخيرة، تُعدّ أحد أكثر المواقع غموضًا في البرنامج النووي الإيراني.
ويشتبه بعض المحللين الغربيين بأنها قد تكون المكان المثالي لإخفاء أي مخزونات يورانيوم تم تهريبها قبل الضربات الأخيرة التي استهدفت نطنز وفوردو وأصفهان.
صور الأقمار الصناعية تكشف المستور
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الماضي، تواجد شاحنات كبيرة ذات طراز شحن ثقيل مصطفة خارج منشأة فوردو لتخصيب الوقود النووي، ما أثار تكهنات بأن النظام الإيراني قد يكون استخدم تلك المركبات لنقل مواد حساسة، من ضمنها ربما اليورانيوم المخصب.
ويُذكر أن ما يقارب 900 رطل من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% فُقد أثرها منذ بدء الغارات الجوية الإسرائيلية في 13 يونيو، دون أن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أي جهة رقابية من تحديد مكان وجود هذه المواد حتى الآن.
ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن عدم وجود أي تسريب إشعاعي أو نووي في إيران بالرغم من حرب الـ 12 يوم والقصف الأمريكي للمنشأت الإيرانية الثلاثة (نطنز وفوردو وأصفهان) واستهداف إسرائيل لمفاعل آراك، يؤكد أن هذه المنشأت لا تحتوي على اليورانيوم المخصب الإيراني.
جبل بيكاكس.. بعيد عن أعين الغرب
وأضافت الصحيفة أنه رغم أن منشأة "جبل بيكاكس" المجاورة لنطنز لا تخضع بعد لرقابة كاملة من قبل المجتمع الدولي، فإن القلق الدولي بشأنها بدأ يتصاعد منذ مطلع العام، حين ظهرت أولى صور الأقمار الصناعية التي أظهرت بناء نفق عميق جديد ومحيط أمني مشدد في المنطقة.
وعندما سئلت إيران رسميًا عن الهدف من المنشأة، جاء ردها صريحًا وحادًا، وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، في أبريل، إن السلطات الإيرانية رفضت تزويد الوكالة بمعلومات واعتبرت الأمر شأنًا داخليًا، وقال جروسي إن الرد كان: "ليس من شأنكم".
وأضاف "جروسي" أن استخدام الأنفاق لتخزين مواد غير مصرح بها أمر لا يمكن استبعاده، رغم تأكيده أنه لا يرغب في إطلاق اتهامات قبل توفر الأدلة، مشيرًا إلى أنه سيواصل طرح هذا الملف في كل المحافل المعنية.
ونوهت الصحيفة الأمريكية، بأنه حتى الآن، لا توجد تأكيدات رسمية حول ما إذا كانت الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة قد أصابت أو حتى اقتربت من منشأة جبل بيكاكس، لكن جروسي أكد أن الشكوك مبررة في ظل التضارب بين طبيعة الأنشطة المعلنة والسرية.
في المقابل، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شدد على أن طهران لم يكن لديها الوقت أو القدرة على إخراج أي مواد نووية من المنشآت المستهدفة قبل بدء القصف، وأكد الأربعاء أن الضربات نُفذت بسرعة فائقة حالت دون أي محاولة تهريب.
وقال ترامب إن الأمر كان سيتطلب أسبوعين على الأقل لإخراج مثل تلك المواد، مؤكدًا أن عملية النقل ستكون معقدة جدًا وخطرة للغاية على الإيرانيين أنفسهم، وأضاف أن هذه المواد ثقيلة وصعبة المناولة، ما يجعل تهريبها في تلك الظروف شبه مستحيل.
أسرار جبل بيكاكس
وبحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن جبل بيكاكس، أو "كوه كولانج جاز لا"، يقع على بعد 90 ميلًا جنوب فوردو، وعلى بعد دقائق فقط من منشأة نطنز النووية في محافظة أصفهان بوسط إيران، مكانًا مثاليًا للاختباء، وقد تم تعزيز وتوسيع هذا الموقع الضخم، الذي لا يزال قيد الإنشاء، بهدوء على مدى السنوات الأربع الماضية.
وحذر الخبراء من أن إيران قد تكون بصدد زيادة إنتاج اليورانيوم المخصب في موقع "جبل المعول". وقال "بن طالبلو" من "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية: "السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت إيران ستقوم، أو ربما تكون قد قامت بالفعل، بإخفاء مواد انشطارية في جبل بيكاكس أو أي منشأة سرية أخرى غير معروفة".
وأضافت الصحيفة البريطانية، أنه بعد الضربات الأمريكية، قد تكون الخطة الاحتياطية المحتملة لإيران هي هذه المنشأة شديدة التحصين، حيث تظهر صور الأقمار الصناعية أنه تم توسيعها سرًا بتحصينات جديدة حول ما يبدو أنه موقع لتخصيب اليورانيوم.
في حين كان يوصف "فوردو" بأنه "جواهر التاج" في برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، فإن حجم وعمق "جبل بيكاكس" يشيران إلى منشآت ذات قدرة تخصيب كبيرة يمكن أن تنافس أو تتجاوز المنشأة المتضررة تحت الأرض.
يمتلك "فوردو" مدخلين للنفق، لكن "جبل بيكاكس" لديه أربعة على الأقل - اثنان على الجانب الشرقي من الجبل واثنان على الغرب، والأهم من ذلك، أن غرفه تحت الأرض تمتد إلى عمق أكبر - ربما يتجاوز 100 متر تحت السطح مقارنة بعمق "فوردو" الذي يتراوح بين 60-90 مترًا.
يعتقد الخبراء أن حجم المشروع يعني أن إيران يمكن أن تستخدم المنشأة ليس فقط لبناء أجهزة الطرد المركزي، ولكن أيضًا لتخصيب اليورانيوم. وهذه الأجهزة، التي يتم تركيبها في مجموعات كبيرة، تقوم بتدوير غاز اليورانيوم لزيادة تركيزه.
وحتى 17 مايو، كانت إيران قد جمعت 408.6 كيلوجرامًا (901 رطلًا) من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، حسبما أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكانت هذه زيادة قدرها 133.8 كيلوجرامًا عن التقرير الأخير للوكالة في فبراير.
يقع جبل بيكاكس على ارتفاع 1608 أمتار فوق مستوى سطح البحر، أي أنه أعلى بنسبة تزيد عن 50% من الجبل الذي يضم مصنع أجهزة الطرد المركزي في "فوردو" والذي يبلغ ارتفاعه 960 مترًا، ويوفر الارتفاع الأكبر حماية محسنة وغرفًا أكبر تحت الأرض للعمليات النووية.
يقدر المحللون عمق المنشأة من خلال مقارنة ارتفاعات الجبال بارتفاعات مداخل الأنفاق، ما يشير إلى أن المجمع يمتد إلى عمق أكبر بكثير تحت الأرض من تحصينات "فوردو".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسؤول سابق بـ «المحطات النووية»: الغموض يحيط بحجم الأضرار في المفاعلات النووية الإيرانية
مسؤول سابق بـ «المحطات النووية»: الغموض يحيط بحجم الأضرار في المفاعلات النووية الإيرانية

مستقبل وطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • مستقبل وطن

مسؤول سابق بـ «المحطات النووية»: الغموض يحيط بحجم الأضرار في المفاعلات النووية الإيرانية

قال الدكتور علي عبدالنبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية المصرية سابقًا، إن الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، لا يمكن الحكم على نتائجها دون حصر فعلي على الأرض للأضرار، مشيرًا إلى أن إيران كانت على الأرجح مستعدة مسبقًا لمثل هذا الهجوم، وربما نقلت المواد وأجهزة الطرد المركزي من المواقع المستهدفة. وأوضح عبدالنبي، خلال مداخلة مع الإعلامية فيروز مكي، في برنامج «مطروح للنقاش»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الغموض يحيط بحجم الأضرار في المفاعلات النووية الإيرانية، موضحًا، أنّ اليورانيوم المخصب سادس فلوريد اليورانيوم يُمكن نقله بكميات صغيرة نسبيًا باستخدام عربات بسيطة، ولافتًا إلى أن إيران قد تكون أخفت جزء من شحنات الوقود والأجهزة، خاصة وأن لديها مواقع سرية لم تُقصف ولم تُكشف حتى الآن. وفيما يتعلق بإمكانية إيران تصنيع سلاح نووي، أكد عبدالنبي أن حديث رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية بامتلاكها 400 جرام من اليورانيوم عالي التخصيب، هو أمر علميًا صحيح. وقال: «إيران متقدمة تكنولوجيًا، بل أكثر تقدمًا من باكستان التي تملك بالفعل سلاحًا نوويًا، ولديها القدرة على تصنيع جسم القنبلة والمفجر، ويمكنها تطوير قنبلة باستخدام يورانيوم مخصب بنسبة 60% أو حتى أقل، لكن الحجم والوزن سيكونان أكبر». وأضاف أن رفع نسبة التخصيب إلى 90% يجعل القنبلة أصغر حجمًا وأخف وزنًا، ما يُسهل تحميلها على صواريخ باليستية أو فرط صوتية، وهو ما قد تسعى إليه طهران إذا قررت التحول من الاستخدام السلمي إلى العسكري.

مسؤول سابق بالمحطات النووية: الغموض يحيط بحجم الأضرار التي لحقت بالمفاعلات الإيرانية
مسؤول سابق بالمحطات النووية: الغموض يحيط بحجم الأضرار التي لحقت بالمفاعلات الإيرانية

جريدة المال

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة المال

مسؤول سابق بالمحطات النووية: الغموض يحيط بحجم الأضرار التي لحقت بالمفاعلات الإيرانية

قال الدكتور علي عبدالنبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية المصرية سابقًا، إن الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، لا يمكن الحكم على نتائجها دون حصر فعلي على الأرض للأضرار، مشيرًا إلى أن إيران كانت على الأرجح مستعدة مسبقًا لمثل هذا الهجوم، وربما نقلت المواد وأجهزة الطرد المركزي من المواقع المستهدفة. وأوضح عبدالنبي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «مطروح للنقاش»، على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن الغموض يحيط بحجم الأضرار في المفاعلات النووية الإيرانية، موضحًا، أنّ اليورانيوم المخصب سادس فلوريد اليورانيوم يُمكن نقله بكميات صغيرة نسبيًا باستخدام عربات بسيطة، لافتًا، إلى أن إيران قد تكون أخفت جزءًا من شحنات الوقود والأجهزة، خاصة وأن لديها مواقع سرية لم تُقصف ولم تُكشف حتى الآن. وفيما يتعلق بإمكانية قيام إيران بتصنيع سلاح نووي، أكد عبدالنبي أن حديث رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية بامتلاكها 400 جرام من اليورانيوم عالي التخصيب، هو أمر علميًا صحيح. وأضاف : «إيران متقدمة تكنولوجيًا، بل أكثر تقدمًا من باكستان التي تمتلك بالفعل سلاحًا نوويًا، ولديها القدرة على تصنيع جسم القنبلة والمفجر، ويمكنها تطوير قنبلة باستخدام يورانيوم مخصب بنسبة 60% أو حتى أقل، لكن الحجم والوزن سيكونان أكبر». وأشار عبد النبي إلى أن رفع نسبة التخصيب إلى 90% يجعل القنبلة أصغر حجمًا وأخف وزنًا، ما يُسهل تحميلها على صواريخ باليستية أو فرط صوتية، وهو ما قد تسعى إليه طهران إذا قررت التحول من الاستخدام السلمي إلى العسكري.

«المحطات النووية»: الغموض يحيط بحجم الأضرار في المفاعلات الإيرانية
«المحطات النووية»: الغموض يحيط بحجم الأضرار في المفاعلات الإيرانية

بوابة الأهرام

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الأهرام

«المحطات النووية»: الغموض يحيط بحجم الأضرار في المفاعلات الإيرانية

محمد حشمت أبوالقاسم قال الدكتور علي عبدالنبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية المصرية سابقًا، إن الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، لا يمكن الحكم على نتائجها دون حصر فعلي على الأرض للأضرار، مشيرًا إلى أن إيران كانت على الأرجح مستعدة مسبقًا لمثل هذا الهجوم، وربما نقلت المواد وأجهزة الطرد المركزي من المواقع المستهدفة. موضوعات مقترحة وأوضح عبدالنبي، خلال مداخلة مع الإعلامية فيروز مكي، في برنامج «مطروح للنقاش»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الغموض يحيط بحجم الأضرار في المفاعلات النووية الإيرانية، موضحًا، أنّ اليورانيوم المخصب سادس فلوريد اليورانيوم يُمكن نقله بكميات صغيرة نسبيًا باستخدام عربات بسيطة، ولافتًا، إلى أن إيران قد تكون أخفت جزء من شحنات الوقود والأجهزة، خاصة وأن لديها مواقع سرية لم تُقصف ولم تُكشف حتى الآن. وفيما يتعلق بإمكانية إيران تصنيع سلاح نووي، أكد عبدالنبي أن حديث رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية بامتلاكها 400 جرام من اليورانيوم عالي التخصيب، هو أمر علميًا صحيح. وقال: «إيران متقدمة تكنولوجيًا، بل أكثر تقدمًا من باكستان التي تملك بالفعل سلاحًا نوويًا، ولديها القدرة على تصنيع جسم القنبلة والمفجر، ويمكنها تطوير قنبلة باستخدام يورانيوم مخصب بنسبة 60% أو حتى أقل، لكن الحجم والوزن سيكونان أكبر». وأضاف أن رفع نسبة التخصيب إلى 90% يجعل القنبلة أصغر حجمًا وأخف وزنًا، ما يُسهل تحميلها على صواريخ باليستية أو فرط صوتية، وهو ما قد تسعى إليه طهران إذا قررت التحول من الاستخدام السلمي إلى العسكري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store