
هل يتجه الدولار لمزيد من الانخفاض عالمياً: بنك إنكلترا يتحسب لمخاطر العملة الأميركية
بنك إنكلترا
(المركزي البريطاني) من البنوك العاملة في البلاد اختبار قدرتها على الصمود أمام صدمات محتملة تتعلق بالدولار، وذلك في أحدث مؤشر على أن سياسات إدارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
تؤدي إلى تآكل الثقة في الولايات المتحدة باعتبارها حجر الأساس للاستقرار المالي.
وباعتباره العملة الرئيسية للتجارة العالمية وتدفقات رؤوس الأموال، فإن الدولار هو شريان الحياة للتمويل العالمي. ومع ذلك، فإن ابتعاد ترامب عن السياسة الأميركية الراسخة منذ زمن بعدة مجالات منها التجارة الحرة والدفاع قد أجبر صناع السياسات على النظر فيما إذا كان من الممكن الاعتماد على التوفير الطارئ للدولار في أوقات الأزمات المالية. وفي حين قال مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إن البنك يريد الاستمرار في توفير الدولار في النظام المالي، دفعت تحولات سياسة ترامب الحلفاء الأوروبيين إلى إعادة النظر في اعتمادهم على واشنطن.
الدولار مقوّم بأعلى من قيمته
من جانبه، أرجع بنك قطر الوطني في تقريره الأسبوعي، هذا الانخفاض إلى تقلّص تفوق الأداء الاقتصادي الأميركي، والمبالغة في تقييم الدولار، والتراكم الهائل للأصول غير المقيمة في الولايات المتحدة، مرجحاً أن تتطلب عملية التنظيم الأمثل لتعديلات العملة تعاوناً عالمياً كبيراً على مستوى الاقتصاد الكلي، وقال التقرير وفقاً لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إنه لا يوجد سوق يضاهي سوق صرف العملات الأجنبية، فمع حجم تداول يومي يتجاوز 7.5 تريليونات دولار، يُعد سوق صرف العملات الأجنبية أكبر وأكثر فئات الأصول المالية سيولة في العالم.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
استقلالية البنوك المركزية محور البيان الختامي لمجموعة العشرين
ولفت التقرير إلى أن الانخفاض الحاد في قيمة مؤشر الدولار يمثل أسوأ بداية عام للعملة الأميركية منذ عام 1973، عندما هندس الرئيس ريتشارد نيكسون عملية فكّ ارتباط الدولار بالذهب، ما أدى إلى انخفاض كبير في قيمة العملة.
وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ستّ عملات رئيسية إلى 98.25 في نهاية تعاملات الأسبوع أمس الجمعة،
كما شمل الانخفاض الأخير في قيمة مؤشر الدولار جميع العملات الرئيسية ضمن سلة المؤشر، وهي: اليورو، والين الياباني، والجنيه الإسترليني، والدولار الكندي، والكرونة السويدية، والفرنك السويسري.
ورأى التقرير أن التحرك الحاد وتوسيع مراكز المتداولين قد يؤديان إلى تراجع في الدولار على المدى القصير، مرجحاً أن تكون الظروف مهيأة لمزيد من انخفاض قيمة الدولار على المديين المتوسط والطويل، مستنداً إلى ثلاث حجج رئيسية، أولها توقع أن تضيق الفجوة الكبيرة في النمو بين الولايات المتحدة والاقتصادات المتقدمة الرئيسية الأخرى كثيراً خلال السنوات القادمة، ما يخفف فعلياً مما يسمى بالاستثناء الأميركي.
وسيضيق فارق نمو الناتج المحلي الإجمالي بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، الذي كان لصالح الولايات المتحدة بمتوسط سنوي قدره 220 نقطة أساس خلال السنوات القليلة الماضية، إلى 70 نقطة أساس خلال الفترة 2025-2027، ومن المتوقع أن يعزّز هذا الأمر قوة اليورو مقابل الدولار، ما يدفع مؤشر الدولار إلى مزيد من الانخفاض، إذ يمثل اليورو 57.6% من سلة عملات مؤشر الدولار.
واعتبر التقرير في الحجة الثانية، أن تقييم الدولار مبالغ في قيمته ويحتاج إلى تعديل. وتشير صورة أسعار الصرف الفعلية الحقيقية لشهر مايو/أيار 2025 إلى أن الدولار هو بالفعل العملة الأكثر مبالغة في قيمتها في العالم المتقدم، بأكثر من 17% من "قيمته العادلة" الافتراضية. وبالتالي، يُتوقع أن تتكيّف العملة مع الأسعار العادلة على المدى المتوسط.
و تشير مراكز الأصول المالية العابرة للحدود إلى أن إعادة التوازن الهيكلي لتخصيصات رأس المال العالمية قد تحفّز موجة كبيرة من تدفقات رؤوس الأموال الخارجة من الولايات المتحدة وفق الحجة الثالثة التي أوردها التقرير. وتُعد الولايات المتحدة حالياً مديناً صافياً كبيراً لبقية العالم، إذ يبلغ صافي وضع الاستثمار الدولي رقما سلبياً بمقدار 24.6 تريليون دولار، كما تدهورت الصورة بحدة، إذ تطوّر صافي وضع الاستثمار الدولي للولايات المتحدة من رقم سلبي هامشي بلغ حوالى 9% من الناتج المحلي الإجمالي في بداية الأزمة المالية العالمية إلى 88% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام الماضي.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
دول و6 قطاعات في مرمى الرسوم الجمركية الأميركية... تعرّف إليها
ويشير هذا الوضع إلى أن الولايات المتحدة هي البلد الذي تتركز فيه معظم الاختلالات الاقتصادية العالمية. ويبدو أن هذا المستوى من التعرض المتبادل بدأ يصبح مزعجاً لكل من الدائنين والمدينين، ما يتطلب تعديلات كبيرة. وهذا من شأنه أن يتطلب المزيد من تدفقات رأس المال الخارجة من الولايات المتحدة في عملية تستغرق سنوات عديدة، ما يسبب ضغوط بيع إضافية على الدولار.
بنك إنكلترا يتحسب لمخاطر مرتبطة بالدولار
في السياق، قالت ثلاثة مصادر لوكالة رويترز، إنّ بنك إنكلترا طلب من بعض البنوك اختبار قدراتها على الصمود أمام صدمات محتملة تتعلق بالدولار، وقال مصدر مطلع ، إنه في أعقاب مطالب مماثلة من مشرفين أوروبيين، طلب بنك إنكلترا من بعض البنوك تقييم خططها التمويلية بالدولار ودرجة اعتمادها على العملة الأميركية، بما في ذلك الاحتياجات قصيرة الأجل.
وأكد مصدر آخر للوكالة ذاتها في تقرير نشرته مساء الجمعة، أنه في إحدى الحالات، طُلب من أحد البنوك العالمية التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها في الأسابيع الماضية إجراء اختبارات داخلية تتضمن سيناريوهات يمكن أن تجفّ فيها سوق مقايضة الدولار تماماً. وقال ريتشارد بورتس، أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للأعمال والرئيس السابق للجنة العلمية الاستشارية للمخاطر النظامية الأوروبية التابعة للمجلس الأوروبي للمخاطر النظامية، إنه "في حالة حدوث أزمة تمويل عالمية بالدولار، ربما يتردد البنك المركزي الأميركي في تقديم مقايضات خوفاً من رد فعل ترامب القوي؛ فأولوية المجلس هي استقلال السياسة النقدية في نهاية المطاف".
وأضاف أنه "يجب على المشرفين على البنوك الأجنبية أن يدفعوا بنوكهم على وجه السّرعة للحد بقوة من الانكشاف على الدولار"، وأشار المصدر إلى أن الذراع الإشرافية لبنك إنكلترا، وهي هيئة التنظيم الاحترازي، قدمت الطلبات على نحوٍ فردي إلى بعض البنوك. وطلبت جميع المصادر المطلعة على طلبات هيئة التنظيم الاحترازي عدم الكشف عن هوياتها لكون المناقشات مع بنك إنكلترا سرية. وأحجم متحدث باسم بنك إنكلترا عن التعليق على هذا التقرير. ورفض التعليق أيضاً ممثلو أكبر البنوك البريطانية ذات الأعمال التجارية الدولية ومنها باركليز وإتش.إس.بي.سي وستاندرد تشارترد.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
الاقتصاد الأميركي بدأ يتأثر برسوم ترامب: تباطؤ وتضخم
وقال متحدث باسم البيت الأبيض لرويترز عبر البريد الإلكتروني "ارتفاعات الأسهم والسندات بالإضافة إلى تريليونات الدولارات من الالتزامات الاستثمارية التاريخية منذ يوم الانتخابات كلها تشير إلى حقيقة أن الأسواق والمستثمرين قد أكدوا مجدداً ثقتهم في الدولار والاقتصاد الأميركي في عهد الرئيس ترامب"، ولم يرد متحدث باسم البنك المركزي الأميركي على طلب للتعليق.
ووفقاً لأحد المصادر، لا يمكن لأي بنك أن يتحمل صدمة كبيرة في المعروض من الدولار لأكثر من بضعة أيام نظراً لهيمنة العملة على النظام المالي العالمي واعتماد البنوك عليها. وفي حال أصبح الحصول على الاقتراض بالدولار أكثر صعوبة وأكثر تكلفة بالنسبة للبنوك، فقد يؤدي ذلك إلى إعاقة قدرتها على الاستمرار في تلبية الطلب على النقد. وفي نهاية المطاف، فإنّ البنك الذي يواجه صعوبة في الحصول على الدولار ربما يفشل في تلبية طلبات المودعين، ما يقوّض الثقة ويؤدي إلى مزيد من التدفقات الخارجة. وعلى الرغم من أن هذا السيناريو يُنظر إليه على أنه متطرّف وغير محتمل، فإنّ الجهات التنظيمية والبنوك لم تعد تعتبر الوصول إلى الدولار أمراً مفروغاً منه.
(قنا، رويترز، العربي الجديد)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 2 ساعات
- BBC عربية
عاجل: ترامب يقول إن حماس لا تريد التوصل لاتفاق
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، إن حركة حماس لا ترغب في التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة. وتأتي هذه التصريحات من البيت الأبيض بعد يوم واحد من إعلان المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن إدارة ترامب قررت إعادة فريقها التفاوضي لإجراء مشاورات عقب رد حماس الأخير. في ذات السياق أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده تدرس حالياً، بالتعاون مع الحلفاء الأميركيين، خيارات بديلة لإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس. وأضاف أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف "على حق"، إذ أن "حماس هي العقبة الأساسية أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن" على حد قوله. وأوضح نتنياهو أن الجهود الجارية لا تقتصر فقط على إعادة الرهائن، بل تهدف أيضاً إلى إنهاء حكم حماس في غزة وتحقيق سلام دائم لإسرائيل والمنطقة.


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
3500 شركة دولية خسرت 320 مليار دولار من أرباحها بسبب التوترات العالمية
كشفت دراسة أجرتها شركة "إي واي - بارثينون" (EY-Parthenon)، ونشرتها صحيفة فايننشال تايمز في 21 يوليو /تموز الجاري، أن 3500 من الشركات العالمية خسرت نحو 320 مليار دولار من أرباحها بسبب الاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة، التي أدّت إلى حالة من "عدم اليقين الاقتصادي" حول العالم. وأوضحت الدراسة أن الشركات العالمية، التي تتجاوز إيراداتها السنوية مليار دولار، تكبّدت هذه الخسائر منذ عام 2017، نتيجة عوامل خارجية لا ترتبط بسوء الإدارة الداخلية، بل بسبب ما وصفته الدراسة بـ"التقلبات الشديدة" في البيئة الاقتصادية العالمية. وذكرت الدراسة أن نحو 3500 شركة مدرجة في البورصات العالمية، بإيرادات تفوق مليار دولار، تأثرت بشدّة خلال فترات الاضطراب، نتيجة عوامل مثل التضخم المرتفع، والحروب، وانهيارات الأسواق ، ما أثّر على معظم قطاعات الاقتصاد العالمي. وأظهرت البيانات أن الحروب، والتضخم، وانهيارات الأسواق كانت أبرز أسباب الخسائر، إذ تكبّدت 40% من الشركات في الصين وحدها خسائر بلغت 73 مليار دولار من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA)، نتيجة لهذه الاضطرابات وتحديات بيئة الأعمال غير المستقرة سياسياً واقتصادياً. وفي المملكة المتحدة، رغم انخفاض عدد الشركات المتأثرة بنسبة 10%، إلّا أنها تكبّدت خسائر في الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بقيمة 2.5 مليار دولار، ما يُبرز التأثير العالمي العميق للتقلبات الجيوسياسية. ونقلت "فايننشال تايمز" عن ماتس بيرسون، رئيس قسم الاقتصاد الكلي والاستراتيجية الجيوسياسية في المملكة المتحدة لدى EY-Parthenon، قوله إنّ عصر السيولة النقدية والاستقرار الجيوسياسي قد ولّى، مشيراً إلى أنه بعد سنوات من الاستقرار النسبي، فإنّ موجة من التحولات الاقتصادية الكبرى، من التوترات التجارية إلى النزاعات المسلحة، باتت تُحدث تأثيراً أكبر على القيمة والأرباح مقارنةً بعقود مضت. اقتصاد الناس التحديثات الحية قفزة قياسية لرواتب رؤساء الشركات العالمية.. من هم الأعلى أجراً؟ الصين الأكثر تضرّراً وبحسب موقع "كريبتوبوليتان" في 21 يوليو/تموز، كانت الشركات الصينية الأكثر تضرراً، إذ فقدت نحو 25% من الشركات التي شملتها الدراسة 5% أو أكثر من هوامش أرباحها خلال السنوات الثلاث الماضية. وبحسب الدراسة، خسرت 40% من أصل 833 شركة صينية نحو 73 مليار دولار من أرباحها قبل الفوائد و الضرائب والإهلاك والاستهلاك، خاصة في قطاعات العقارات، والصلب، والبناء. وقُيِّم الضرر باستخدام EBITDA، وعُزيت هذه الخسائر إلى عوامل عالمية عدّة، منها: ارتفاع التضخم، والحرب الروسية الأوكرانية، وانهيار سوق السندات الحكومية البريطانية، والصراع بين إسرائيل وحماس، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2024. في المقابل، كانت الأضرار أقل في المملكة المتحدة، إذ شمل التحليل 100 شركة فقط، تكبّدت 14 منها خسائر بلغت مجتمعة 2.5 مليار دولار خلال ثلاث سنوات. وعلى الرغم من أن التأثير لم يكن بنفس حدة الصين، إلّا أنه يُبرز التحديات التي تواجه حتى الاقتصادات المستقرة نسبياً في الحفاظ على الربحية في ظل الاضطرابات العالمية. شركات مرنة تفادت الخسائر في المقابل، نجحت بعض الشركات في التكيّف مع الظروف المضطربة، وحققت أرباحاً عالية، بفضل استراتيجيات التنوع، وضبط التكاليف، وتكييف السياسات. ووفقاً لموقع "إنفست" في 21 يوليو/تموز، فإنّ شركات مثل نيكست وكاتربيلر تمكّنت من الحفاظ على ربحيتها رغم العواصف الاقتصادية، إلى جانب شركات أميركية وبريطانية مثل، كاتربيلر، يو بي إس (UPS)، فايزر، ميرك، جونسون آند جونسون، نيكست، كرودا، ريو تينتو، سبيراكس. وقد كشف التحليل أن شركة واحدة فقط من كل عشر شركات عالمية كانت ضمن الربع الأعلى من حيث هامش الربح (EBITDA) في عام 2014، تمكّنت من الحفاظ على هذا الأداء حتى عام 2024. ومن أبرز الشركات البريطانية التي نجحت في مواجهة هذه التحديات، نيكست (تجارة التجزئة للأزياء)، كرودا (المواد الكيميائية)، ريو تينتو (لتعدين)، سبيراكس (الهندسة الصناعية). أما في الولايات المتحدة، فقد أظهرت شركات مثل كاتربيلر، ويو بي إس، وفايزر، وميرك، وجونسون آند جونسون، قدرة عالية على الحفاظ على مستويات أرباح تفوق نظيراتها، رغم التقلبات الاقتصادية العالمية.


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
ترامب ينال تعهداً بتغيير نهج "سي بي إس" التحريري مقابل تمرير صفقة بيع شركتها الأم
أعطت الهيئة الناظمة للاتصالات في الولايات المتحدة الضوء الأخضر لصفقة شراء شركة الإنتاج سكاي دانس مجموعة باراماونت غلوبال، في مقابل شرط غير اعتيادي يقضي بأن تغيّر محطة سي بي إس التابعة للأخيرة خطّها التحريري. وأتى هذا الاتفاق بعدما بتّت "باراماونت" في مطلع يوليو/ تموز الحالي نزاعاً قضائياً مع دونالد ترامب، وأعلنت إلغاء برنامج "ذا لايت شو" الذي يوجّه مقدّمه ستيفن كولبرت انتقاداتٍ لاذعةً للرئيس الأميركي. واحتاجت السلطات الأميركية لسنة للبتّ في مشروع "سكاي دانس" التي طرحت مبلغ 8,4 مليارات دولار للاستحواذ على المجموعة التي انبثقت من استوديوهات الإنتاج الشهيرة "باراماونت". ولم تذكر الهيئة الناظمة للاتصالات في الولايات المتحدة (إف سي سي) في بيانها سوى جوانب لا علاقة لها كثيراً بصون المنافسة وأنشطة المجموعتين، وهما عادةً من أهمّ العناصر التي تستند إليها الهيئة الناظمة في قراراتها. ودفعت الوكالة "سكاي دانس" خصوصاً إلى التعهّد بأن تتّخذ في "سي بي إس" تدابير "من شأنها أن تصحح الانحياز الذي قوّض ثقة (الجمهور) في وسائل الإعلام الوطنية". وكثيراً ما ينتقد دونالد ترامب "سي بي إس"، متّهماً إيّاها خصوصاً بأنها "خارج السيطرة". في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، اتّهم برنامج "60 مينتس" بالتشهير به وأعرب عن تأييده اتّخاذ مدير "إف سي سي" عقوبات بحقّ المحطة بسبب "سلوكها غير القانوني". وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ادّعى على "سي بي إس" أمام القضاء متّهماً برنامج "60 مينتس" بأنه غيّر على نحو مخادع مقابلة مع منافسته الديموقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس. لاحقاً، في مطلع يوليو الحالي، وافقت "باراماونت" على دفع 16 مليون دولار لحلّ القضيّة، بعدما طالبها دونالد ترامب بعطل وضرر بقيمة 20 مليار دولار. ارتفعت أصوات عدّة للتنديد بقرار "باراماونت" التي اتّهمت بمراعاة ترامب مالياً، للحصول على الضوء الأخضر من "إف سي سي". ووصف ستيفن كولبير مقدّم "ذا لايت شو" الذي يعدّ من أبرز البرامج المسائية، هذه الصفقة بـ"الرشوة الكبيرة". وقال الفكاهي الستيني: "لا أدري إذا كان بإمكاني أن أثق مجدّداً في هذه المؤسسة". وبعد بضعة أيّام، أعلنت محطة "سي بي إس" وقف البرنامج الشهير بعد انتهاء موسم 2025-2026، مرجعةً السبب إلى "قرار مالي بحت". إعلام وحريات التحديثات الحية 4 وسائل إعلام دولية تحذّر من خطر المجاعة على صحافييها في غزّة ويعدّ هذا الاتفاق، "بالإضافة إلى الفساد الذي يشوبه" مناورة من حكومة ترامب "لجعل التغطية الصحافية لسي بي إس أكثر محاباةً لليمين المعروف باسم ماغا"، نسبة إلى شعار الرئيس المختصر "لنجعل أميركا عظيمة مجدّداً"، بحسب السيناتور الديمقراطي إد ماركي عن ماساتشوستس، الذي أضاف: "هذا هو الشكل الذي تتخذه الرقابة في الولايات المتحدة". وحصلت الهيئة الناظمة للاتصالات أيضاً من "سكاي دانس" على ضمانات بإلغاء برامج الترويج للتنوّع والدمج في سياق مجموعة باراماونت. ويسعى الرئيس الأميركي إلى اجتثاث هذه المبادرات من كلّ المؤسسات والهيئات العامة والمراكز التعليمية، باعتبار أنها تنطوي على تمييز في حقّ البيض. ومن شأن استحواذ "سكاي دانس" على "باراماونت" أن يساعد الأخيرة في تحسين وضعها المالي في ظلّ تقلّص الإيرادات وتضاؤل الربحية. وتسعى المجموعة، على غرار منافسيها، إلى تطوير خدماتها في مجال البثّ التدفّقي مع منصّة باراماونت+ التي ما زالت محدودة النطاق ومعدومة الأرباح بعد أربع سنوات على إطلاقها. وينبغي الآن على "سكاي دانس" أن تثبت أن ثمة مشاريع يمكن تحقيقها مع "باراماونت" التي تستند إلى نموذج عمل مختلف عنها كثيراً. ولا تملك "سكاي دانس" التي ساهمت في إنتاج أعمال كبيرة، من قبيل "ميشن إنمباسبل" و"توب غان" قنوات بثّ خاصة بها. وأنشئت الشركة سنة 2010 بمبادرة من ديفيد إليسون، ابن مؤسس شركة التكنولوجيا المعلوماتية أوراكل، لاري إليسون. (فرانس برس)