logo
رواية النصر على النازية.. جدل متصاعد بين روسيا والغرب

رواية النصر على النازية.. جدل متصاعد بين روسيا والغرب

البيان٢١-٠٤-٢٠٢٥

بعد بدء حرب أوكرانيا في فبراير 2023، واشتعال ما يمكن تسميتها «الروسوفوبيا» في الغرب، أخذ الصراع الغربي الروسي يأخذ منحى «العودة للدفاتر القديمة»، بما في ذلك إعادة سرد الرواية فيما يتعلق بالحرب العالمية الثانية التي تسميها روسيا «الحرب الوطنية العظمى».
الجدل بدأ قبل ذلك بوتيرة أقل، فمنذ أواخر الثمانينيات، بدأت تُسمع في الغرب أصوات تقول إن النصر في الحرب العالمية الثانية كان مكلفاً للغاية. وأن الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين نفسه خطط لضرب ألمانيا، لكن الزعيم النازي أدولف هتلر سبقه إلى ذلك، وأنه من دون المساعدة الغربية لم يكن الاتحاد السوفييتي ليتمكن من هزيمة النازية.
ولا شك أن توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، قانوناً بشأن تخليد ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية لشعب الاتحاد السوفييتي خلال تلك الحرب، يعكس الامتعاض الروسي مما تعتبره موسكو محاولة لإعادة كتابة التاريخ، وتنكّراً للدور القيادي والأساسي والحاسم الذي لعبه الاتحاد السوفييتي في هزيمة النازية وحماية البشرية من شرورها.
إبادة جماعية
القانون الذي وقعه بوتين يصف أفعال النازيين وشركائهم خلال «الحرب الوطنية العظمى» بأنها أعمال إبادة جماعية للشعب السوفييتي، ويشمل ذلك كل الأعمال التي هدفت إلى التدمير الكامل أو الجزئي للمجموعات القومية والإثنية والعرقية التي كانت تسكن أراضي الاتحاد السوفييتي، ومنع الولادة بالقوة، والنقل القسري للأطفال، وإعادة التوطين القسري، أو خلق ظروف معيشية أخرى تهدف إلى تصفية أعضاء هذه المجموعات جسدياً.
وستشمل أشكال تخليد الذكرى أعمالاً فنية وأدبية حول القضايا ذات الصلة، فضلاً عن إدراج المواد التي تم تطويرها على أساس المصادر التاريخية والمخصصة لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية للشعب السوفييتي في برامج التعليم العام الفيدرالية.
ويأتي في سياق الجدل نفسه، منع الاتحاد الأوروبي مسؤولين من دوله من زيارة موسكو في 9 مايو، حيث ينظم الحفل السنوي الكبير بذكرى النصر على النازية.
وصرحت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كايا كالاس بأن الاتحاد الأوروبي أوصل إلى مسامع الدول المرشحة للانضمام إليه أنه لا يرحب بمشاركتها في موكب التاسع من مايو في موسكو، كما أنه لا يخطط للمشاركة بنفسه.
إحياء النازية
واعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف هذا التوجه بأنه محاولة لإحياء أيديولوجية النازية.
وأضاف أن روسيا لن تتسامح مع هذا الأمر. ووفقاً له، ستبذل موسكو كل جهد ممكن لكي تضمن عدم تمكن هذه العقيدة النازية المشينة من «رفع رأسها» ولكي يتم تدميرها، ولكي تعود أوروبا إلى قيمها.
وأثار هذا التصرف امتعاض دول أخرى، حيث أكد رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو رداً على تصريحات كالاس، أنه سيشارك في احتفال النصر بموسكو، مشدداً على أن أحداً لا يستطيع منعه من ذلك.
كما استبعد مجلس النواب الألماني سفيري روسيا وبيلاروس من الحفل المركزي لإحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، والذي يقام أوروبياً في 8 مايو، بناء على توصية من الخارجية الألمانية، التي نصحت بعدم دعوة ممثلي البلدين، في ظل الجدل المستمر بشأن مشاركة مسؤولين روس في فعاليات رسمية بينما تستمر الحرب في أوكرانيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاتحاد الأوروبي: التجارة مع الولايات المتحدة لا بد أن تقوم على الاحترام المتبادل
الاتحاد الأوروبي: التجارة مع الولايات المتحدة لا بد أن تقوم على الاحترام المتبادل

البيان

timeمنذ 4 ساعات

  • البيان

الاتحاد الأوروبي: التجارة مع الولايات المتحدة لا بد أن تقوم على الاحترام المتبادل

قال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش اليوم إن المفوضية الأوروبية ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لصالح الطرفين ' الأوروبي و الأمريكي' لكنه شدد على أن التجارة بين التكتل والولايات المتحدة لا بد أن تقوم على الاحترام المتبادل وليس التهديدات. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه سيفرض رسوما بنسبة 50 بالمئة على صادرات التكتل. وأضاف شيفتشوفيتش 'لا تزال المفوضية الأوروبية مستعدة للعمل بحسن نية'.

"يجب أن تُقصف".. نائب أمريكي يدعو لإلقاء قنبلة نووية على غزة
"يجب أن تُقصف".. نائب أمريكي يدعو لإلقاء قنبلة نووية على غزة

الموجز

timeمنذ 7 ساعات

  • الموجز

"يجب أن تُقصف".. نائب أمريكي يدعو لإلقاء قنبلة نووية على غزة

في تطور مثير للجدل يعكس تصاعد التوترات المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة، دعا النائب الجمهوري راندي فاين إلى استخدام السلاح النووي ضد قطاع غزة، مستشهداً بما وصفه بـ"النموذج الفعال" لما حدث في هيروشيما وناجازاكي إبان الحرب العالمية الثانية. جاءت هذه التصريحات بعد حادثة إطلاق نار دامية في واشنطن أودت بحياة اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية. في مساء 21 مايو 2025، قُتل كل من يارون ليشينسكي (30 عامًا) وسارة ميلجريم (26 عامًا)، الموظفين بالسفارة الإسرائيلية، إثر إطلاق نار مباشر أمام متحف العاصمة اليهودي في واشنطن. الجريمة نُفذت على يد إلياس رودريغيز (31 عامًا)، ناشط سابق من شيكاغو، والذي أطلق عليهما 21 رصاصة من مسدس عيار 9 ملم، مرددًا أثناء اعتقاله عبارة "حرروا فلسطين"، ما دفع السلطات الفيدرالية لفتح تحقيق باعتبارها جريمة كراهية ذات دوافع سياسية. فاين يشعل الجدل: دعوة مروعة وتحذيرات من إبادة جماعية In response to the horrific killing of Israeli embassy staff in Washington, a Republican Congressman went on Fox News and suggested Gaza be 'nuked" like Hiroshima and Nagasaki. — Waleed Shahid 🪬 (@_waleedshahid) May 22, 2025 في مقابلة بثتها قناة "فوكس نيوز"، وصف النائب راندي فاين القضية الفلسطينية بـ"الشر المطلق"، واعتبر أن الحل يكمن في "إجبار غزة على الاستسلام غير المشروط باستخدام القوة النووية"، على غرار ما حدث في اليابان عام 1945. التصريحات قوبلت بإدانة شديدة من منظمات حقوق الإنسان والجاليات الإسلامية، التي رأت فيها تحريضًا سافرًا على الإبادة الجماعية. التحقيقات كشفت عن تحول تدريجي في سلوك رودريغيز، من ناشط في قضايا العدالة الاجتماعية إلى شخصية متطرفة نشطت في نشر خطابات كراهية عبر الإنترنت. قبيل الهجوم، نشر بيانًا بعنوان "تصعيد من أجل غزة: اجلبوا الحرب إلى الوطن"، يبرر فيه العنف كوسيلة للرد على ما وصفه بـ"الجرائم الإسرائيلية في غزة". ردود فعل رسمية وتحقيقات موسعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدان الحادثة بشدة، واعتبرها "عملاً معادياً للسامية لا يمكن التساهل معه"، مؤكدًا على ضرورة حماية الجاليات اليهودية. كما دعت السلطات الأمريكية والإسرائيلية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية، بينما تتواصل التحقيقات الفيدرالية لتحديد ما إذا كان رودريغيز تصرف بمفرده أم كان جزءًا من شبكة أوسع.

«أمريكا ترامب».. تجنب الصراعات المفتوحة واستراحة من السياسات السابقة
«أمريكا ترامب».. تجنب الصراعات المفتوحة واستراحة من السياسات السابقة

العين الإخبارية

timeمنذ 7 ساعات

  • العين الإخبارية

«أمريكا ترامب».. تجنب الصراعات المفتوحة واستراحة من السياسات السابقة

تم تحديثه السبت 2025/5/24 03:14 ص بتوقيت أبوظبي بتولي دونالد ترامب الرئاسة، لم تكن السياسات الأمريكية أمام تعديل، بل أمام «زلزال»، فرئيس «أمريكا أولاً» لم يعارض فقط نهج أسلافه، بل شن «تمردا» على النظام الدولي الذي صاغته واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية، مُعيدا تعريف النفوذ الأمريكي. تلك الرؤية يبدو أن الولايات المتحدة ستسير على نهجها طيلة عهد دونالد ترامب، وليست فقط ما اعتبره بعض المراقبين بأنها «حماس البدايات»، وهو ما أشار إليه نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس، والذي قال يوم الجمعة إن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب ستختار بحرص متى تلجأ للقوة العسكرية وستتجنب الدخول في صراعات مفتوحة، فيما وصفها باستراحة من السياسات الأمريكية السابقة. وأوضح فانس خلال كلمة في الأكاديمية البحرية الأمريكية في أنابوليس بولاية ماريلاند، أن الولايات المتحدة تواجه تهديدات خطيرة من الصين وروسيا ودول أخرى وسيتعين عليها الحفاظ على تفوقها التكنولوجي. وأضاف متحدثا إلى خريجين سيصبحون ضباطا في البحرية وسلاح مشاة البحرية، أن الأمر الذي أصدره ترامب باستخدام القوة ضد الحوثيين في اليمن أدى في نهاية المطاف إلى وقف لإطلاق النار في إطار اتفاق وافقت فيه الجماعة على وقف الهجمات على السفن الأمريكية. وفيما أشار إلى أنه «يجب أن نكون حذرين عندما نقرر توجيه لكمة، لكن عندما نوجه لكمة، نوجه لكمة قوية وقاضية»، أكد أن بعض الرؤساء السابقين «أقحموا الولايات المتحدة في صراعات لم تكن ضرورية للأمن القومي الأمريكي». ولم يحدد فانس هؤلاء الرؤساء، لكن تعليقاته أشارت إلى أنه يقصد بحديثه الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وهو جمهوري شن حروبا بقيادة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وخلفه باراك أوباما، وهو ديمقراطي واصل الحرب في أفغانستان. ولا يزال الانسحاب الأمريكي الفوضوي في 2021 في عهد جو بايدن محط انتقادات حادة من ترامب. وأضاف: «لا مزيد من المهام غير المحددة، ولا مزيد من النزاعات المفتوحة». وقال فانس إن الولايات المتحدة تمتعت بفترة من الهيمنة بعد سقوط الإمبراطورية السوفيتية بقيادة روسيا، وإن السياسات الأمريكية الرامية إلى التكامل الاقتصادي لمنافسي الولايات المتحدة أتت بنتائج عكسية. ترامب في مائة يوم وأدى جدول أعمال ترامب القائم على سياسة (أمريكا أولا) في ولايته الثانية إلى نفور الأصدقاء واكتساب الخصوم للجرأة، وأثار أيضا تساؤلات حول إلى أي مدى هو مستعد للذهاب. وأثارت أفعاله، إلى جانب هذا الغموض، قلق بعض الحكومات لدرجة أنها ترد بطرق ربما يصعب التراجع عنها، حتى لو انتُخب رئيس أمريكي أكثر تقليدية في عام 2028، بحسب وكالة «رويترز». يأتي كل هذا في ظل ما يراه منتقدو الرئيس الجمهوري مؤشرات على تراجع الديمقراطية في الداخل، مما أثار مخاوف في الخارج. وتشمل هذه المؤشرات هجمات لفظية على القضاة وحملة ضغط على الجامعات ونقل المهاجرين إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور في إطار حملة ترحيل أوسع نطاقا. ويقول خبراء إن مستقبل النظام العالمي الذي تبلور على مدى العقود الثمانية الماضية في ظل هيمنة الولايات المتحدة إلى حد كبير أصبح على المحك. وكان هذا النظام قائما على التجارة الحرة وسيادة القانون واحترام السلامة الإقليمية. لكن في عهد ترامب، الذي يحتقر المنظمات متعددة الأطراف وينظر في كثير من الأحيان إلى الشؤون العالمية من خلال عدسة المطور العقاري السابق، فإن النظام العالمي يتعرض لاهتزازات قوية. aXA6IDgyLjI0LjI1NS41MSA= جزيرة ام اند امز FR

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store