
الإبداع ليس خطأ وصواباً
المدارس تستعمل عادةً لفظة إنشاء، التي لها جرس حمّلته السنون سلّة من السلبيات، من دون قصد الإشارة، لا قدّر الله، إلى ركام التوصيات والقرارات.
من الأخطاء التربوية عدم التجدّد، والأنكى إهمال درر التراث، فلدينا ما ليس لأمّة في تربية أو تعليم. تأمّل عظمة القول المأثور: «لا تعلّموا أولادكم ما عُلّمتم، فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم».
ليس أسلوباً سويّاً تعليم العربية انطلاقاً من مبدأ الخطأ والصواب. تعليم اللغة القويم يجب أن يكون أساسه الإحساس بالجمال. الحكمة البيولوجية لا غبار عليها: «الحياة كيمياء، ولكن الكيمياء ليست كل الحياة». قياساً: العربية نحو وصرف، ولكن النحو والصرف ليسا كل العربية.
للمقارنة الوازنة، من هم النحاة الذين يبلغون ذرى أبي العلاء، والتوحيدي، والجاحظ، والمتنبي، وأبي تمام في روائع الإبداع بالكلمة؟ أيّ عالم لغة فارسي يرقى إلى بدائع جلال الدين الرومي، وبيدل دهلوي، وحافظ الشيرازي، وفريد الدين العطار؟
الكتابة فنون إبداعيّة، ولا تُبلغ من دون تدريب وتجارب. اللغة مخارج أصوات، فهي موسيقى، ولا تقاس بالكيلو والمتر واللتر. كم نصيب تربية الإبداع، من تعليم العربية وقواعدها، في مناهج العرب؟
مهلاً يا قلم، هل ستؤجل موضوع التمارين التي وعدتَ بها الجيل الصاعد؟ قلتَ إن لديك مقترحات مبتكرات.
التمارين المقترحة: ربّة البيت تستطيع أن تلعب دور الأستاذ المايسترو. أليست ربة المطبخ بتعبير بشار «ربابةُ ربّةُ البيتِ.. تصبّ الخلّ في الزيت»؟ التمرين الأول سيكون: اكتب جملةً، ثم عبّر عنها بعشرين طريقة مختلفة. لا توحش النفس، لديك بيضة، عليك إعدادها بعشرين طريقة. أحياناً، الأشياء المتباينة تماماً في ظاهرها تكون بينها تجاوبات وتناغمات شديدة التقارب. تخيّل مثلاً، الأبعاد والآماد التي تفصل أسلوب أبي حيان التوحيدي عن أسلوب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين. مسافات نجومية، لكن، في الحقيقة، أبو حيان وطه يعشقان تدوير المكرّر، وإعادة تدوير المُعاد. هذا ما يسمّونه في الموسيقى «التصوير»، أو «ترانسبوزيسيون»، أي أن يكون لحن في مقام «دو كبير» فتعزفه في مقام «فا كبير».
تجربة أخرى: الفكرة نفسها، أو النص الذي كتبتَه ذاته، نريد أن تنجزه مرّةً بالموجة الزرقاء، وأخرى بالوردية، كما لو كنت فناناً تشكيلياً. كن مسرحياً، نريد النصّ تارةً تراجيدياً وأخرى كوميدياً.
لزوم ما يلزم: النتيجة الابتكارية: الكتابة تقاس بإشعاع الإحساس بالجمال. هرم خوفو لا يقاس بعدد الصخور، ولا السيمفونية التاسعة بعدد الخوافض والروافع. الإبداع ليس قضية خطأ وصواب، حصره في القواعد تقزيم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 6 ساعات
- الإمارات اليوم
«حياتنا في الإمارات» بمكتبة محمد بن راشد
ضمن مسابقة «حياتنا في الإمارات» التي أطلقها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، احتفاءً بـ«عام المجتمع 2025»، نظمت مكتبة محمد بن راشد، ورشة كتابة إبداعية بعنوان «حياتنا في الإمارات»، قدمتها الإعلامية والأديبة رنيم الباشا، وذلك بمشاركة مجموعة من محبي الكتابة الإبداعية والراغبين في تطوير مهاراتهم الأدبية. وهدفت الورشة إلى إلهام المشاركين أساليب التعبير الإنساني عن تجاربهم في دولة الإمارات، مع تزويدهم بالأدوات التي تمكنهم من كتابة نصوص شخصية ذات طابع توثيقي إبداعي، تنطلق من الواقع وتحتفي بتفاصيل الحياة اليومية، وتُسهم في إبراز قيم التنوع والتسامح والانتماء. وركز اليوم الأول من الورشة على الجانب النظري، حيث تناول مفهوم الكتابة السردية الذاتية، وأهمية تحويل التجارب الشخصية إلى نصوص أدبية ذات بعد إنساني، بالإضافة إلى استعراض عناصر النص الإبداعي، وبنية الفكرة، وأسلوب المعالجة، وأبرز التحديات التي تواجه الكتّاب في التعبير عن تجاربهم بلغة أدبية. أما اليوم الثاني فكان مخصصاً للتطبيق العملي، حيث طلبت المدربة من المشاركين كتابة نصوص قصيرة مستوحاة من تجاربهم في دولة الإمارات، ومناقشتها ضمن بيئة تفاعلية، وحرصت على تقديم ملاحظات فردية لكل مشارك، مع التركيز على أسلوب السرد، واختيار اللغة، وتوظيف البناء الزمني، وإبراز الفكرة الرئيسة للنص، مع تشجيعهم على إعادة الكتابة وتطوير النصوص للوصول إلى مستوى أدبي يعكس أصواتهم الخاصة بوضوح وصدق. وتعد مسابقة «حياتنا في الإمارات» دعوة مفتوحة لكل من يعيشون على أرض الدولة - مواطنين ومقيمين من مختلف الخلفيات والأعمار - للتعبير عن تجاربهم في قالب أدبي، سواء كان قصة قصيرة، أو خاطرة، أو مقالاً، أو شعراً، باللغتين العربية والإنجليزية. وتهدف المبادرة إلى توثيق القصص الإنسانية، وتجميعها في كتب منشورة، واستثمارها في أعمال ثقافية وفنية مستقبلية تعبّر عن روح دولة الإمارات وقيمها المجتمعية. وفي ختام الورشة، عبّر المشاركون عن تقديرهم للفرصة التي أتاحتها مكتبة محمد بن راشد لاكتشاف ذواتهم عبر الكتابة، مؤكدين أهمية استمرار مثل هذه المبادرات التي تدمج بين الإبداع والتوثيق المجتمعي، وتعزز من حضور التجربة الفردية في السرد الوطني العام. وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة ورش برنامج الكتابة الإبداعية في المكتبة، التي تهدف إلى بناء مجتمع من الكُتّاب الجدد، وإحياء تقاليد السرد الذاتي، وتقديم منصات أدبية تعبّر عن غنى التجربة الإماراتية وتنوّعها، بكل ما تحمله من قصص وأصوات تستحق أن تُروى. . مسابقة (حياتنا في الإمارات) دعوة مفتوحة لكل من يعيشون على أرض الدولة للتعبير عن تجاربهم في قالب أدبي.


الإمارات اليوم
منذ 6 ساعات
- الإمارات اليوم
«أجزل» تصاميم من تراث الإمارات في المناسبات الوطنية
بتصميمات مستوحاة من تراث الإمارات وثقافتها المحلية الغنية بالمفردات الفريدة، تميزت منتجات «استوديو أجزل للتصميم»، والتي تم اختيار بعضها ليكون جزءاً من مناسبات مهمة، من أبرزها تصميم جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم لرواد الإبداع، والتي تم منحها لنخبة من مبدعي التصميم في الإمارات والمنطقة. وتميز التصميم بأنه يعكس ثقافة دولة الإمارات، حيث تجسد الأيقونات على هيئة الريشة، روح التراث المعماري المستلهم من منطقة الشندغة في إمارة دبي، وتم تزيينها باللؤلؤ، في إشارة إلى دوره التاريخي في دعم عجلة الاقتصاد المحلي. وترمز الأحجار الكريمة ذات اللون الأرجواني إلى الإبداع، بينما تتوسط التصميم كلمة الإبداع المحفورة بأسلوب عصري تجريدي، لتجسد جوهر الفكرة. أما الأشكال الدائرية، فتمثّل المجتمع الإبداعي ورواده الذين يسهمون في دعم النهضة الإبداعية المتصاعدة التي تشهدها الإمارة. وصمم «أجزل» هدايا كبار الشخصيات ضمن القمة العالمية للحكومات 2024، وهي عبارة عن تصميم من الفضة المطلية بالذهب واللؤلؤ الطبيعي، يدمج بين البر والبحر، كما يدمج عنصرين من طبيعة دولة الإمارات: اللؤلؤ وأوراق شجر الغاف. الكرم في العطاء وأوضح سعيد سيف الكتبي، أحد مؤسسي «أجزل»، لـ«الإمارات اليوم»، أن مشروع الاستوديو بدأ تقريباً منذ خمس سنوات مع المصممة ماجدة العوضي، ويتميز بتصميم هدايا للمؤسسات والأفراد، ويضم تحت مظلته مشاريع بعضها تأسس منذ نحو 10 سنوات، لافتاً إلى أن المنتجات التي يقدمها «أجزل» تتميز بأنها تحمل هوية إماراتية، سواء من حيث الخامات التي تُصنع منها، مثل الجلود والفخار وأخشاب الأشجار التي تنمو في الدولة، مثل الغاف وسعف النخيل، أو من حيث التصميمات المستلهمة من تراث الإمارات، مع إضافة لمسات عصرية عليها تناسب العصر، كما نحرص على أن يتم تصنيع المنتجات داخل الإمارات. وعن اسم «أجزل»، أشار الكتبي إلى أنه مرتبط بالكرم والعطاء في اللغة العربية، حيث يُقال «أجزل العطاء»، للدلالة على شدة الكرم، وهو ما يجعل الاسم مناسباً للمشروع الذي يتخذ شعار «الكرم في العطاء»، ويقدم منتجات مخصصة للهدايا في المناسبات الرسمية، وكذلك الشخصية، موضحاً أن «أجزل» يضم تحت مظلته أربعة مشاريع هي «بلوكس» للمجوهرات، و«جود» للتصميم، و«لاكجيرين ديزاين» المعنية بمنتجات الأخشاب والأكريليك والجلود، و«202» المتخصصة في المطبوعات. منافسة وتعاون وفي إجابته عن المنافسة في السوق المحلية، قال: «أعتقد أننا ننافس أنفسنا لنقدم دائماً جديداً، ونرفع مستوى التميز في ما نقدمه من منتجات وتصميمات. أما المشاريع الأخرى في السوق، فنتعامل مع أصحابها باعتبارهم زملاء وأصدقاء، وكثيراً ما يكون هناك تعاون بيننا»، لافتاً إلى أن مقر المشروع في «حي دبي للتصميم»، وتتسع دائرة عملائه لتشمل عملاء من داخل الدولة ومن دول خليجية وأوروبية، لكن 70% منه من الدوائر الحكومية والأفراد من داخل الدولة. وبالنسبة للتصميمات التي تقدمها الشركة تنقسم إلى تصميمات حصرية، تقدم بالطلب للعميل، وفقاً للمواصفات التي يحتاجها، والقسم الثاني تصميمات عامة تُقدّمها الشركة في مناسبات مختلفة، مثل اليوم الوطني لدولة الإمارات، وشهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى، وغيرها من المناسبات الوطنية والاجتماعية والرسمية التي تمثل فترات رواج للطلب على منتجات الشركة، وكذلك ما بين سبتمبر ومايو من كل عام. واستعرض الكتبي أبرز التصميمات التي تقدمها «أجزل»، منها مبخرة مستوحاة من الخوص، وتصميمات مستوحاة من الحرف اليدوية مثل السدو، ومن القلاع والمباني التاريخية القديمة في الدولة، بهدف التعريف بها ولفت الأنظار إلى ما تتمتع به من جماليات، وتقدم بأسلوب عصري وحديث يعكس تطور الدولة وفي الوقت نفسه تمسكها بأصالتها.


صحيفة الخليج
منذ 12 ساعات
- صحيفة الخليج
ياسمين رئيس: «الست لما» تجربة مهمة وشائكة
القاهرة: أحمد إبراهيم تواصل الفنانة ياسمين رئيس تألقها في السينما والتلفزيون، فبعد تميزها خلال رمضان الماضي في شخصية «شهرزاد» في مسلسلي «جودر- ألف ليلة وليلة»، و«منتهي الصلاحية»، وفي السينما بفيلم «الهنا اللي أنا فيه»، تعود إليها هذا الموسم مجدداً من خلال فيلم «الست لما»، في تجربة جديدة مختلفة. وبدأت ياسمين رئيس خلال الأيام الماضية في تصوير أول مشاهدها في الفيلم الذي تصفه بتجربة مهمة جداً بالنسبة لها، بسبب موضوعه، وبطلته الفنانة الكبيرة يسرا. من الفيلم، يبدأ الحوار مع ياسمين رئيس ويتطرق إلى موضوعات أخرى. * ما طبيعة شخصيتك في الفيلم؟ شخصية أعجبتني جداً، هي فتاة في منتصف العشرينات، تدعى «وفاء»، خريجة جامعة أمريكية، متحررة جميلة وجريئة وأنيقة، واثقة جداً من نفسها، لكنها تتعرض لتحرش وحشي داخل سيارة أجرة تابعة لأحد التطبيقات، ما يهز عالمها الخاص، وتحدث تحولات نفسية بداخلها، غير أن قوتها تكمن في قدرتها على المقاومة، وتتشابك علاقتها مع الإعلامية دينا الكردي، وهي الشخصية التي تجسدها الفنانة الكبيرة يسرا. * هل نموذج «وفاء» موجود بالفعل في المجتمع، سواء بشخصيتها أو ما يحدث لها؟ موجود بصورة أو بأخرى، وربما شاهدنا مؤخراً نماذج تعرضت للمشكلة نفسها. والفيلم يُعد تجربة مختلفة في مسيرتي، وأنا سعيدة جداً بالشخصية وبالموضوع، خصوصاً مع هذه النخبة الكبيرة من النجمات والنجوم: يسرا، درة، عمرو عبد الجليل، انتصار، دنيا سامي، محمد جمعة، رانيا منصور، أحمد صيام، ومحمود البزاوي، وهو من تأليف كيرو أيمن وإخراج خالد أبو غريب وإنتاج ندى ورنا السبكي. * هل مثل هذه النوعية من الأدوار تجذبك للسينما؟ يجذبني أي دور جديد ومختلف، ويقدم صورة جديدة للفتاة المصرية لم أقدمها، فشخصية لقاء إسماعيل في «صوت وصورة – رقم سري»، تختلف عن إيمان في فيلم «الهنا اللي أنا فيه»، وتختلفان عن وردة في الفستان الأبيض«، وبالطبع عن «شهرزاد» في «جودر»، وجميعها مختلفة عن منى في«منتهي الصلاحية»، ووفاء في«الست لما»، فأنا دائماً أبحث عن الاختلاف والتنوع في شخصياتي. * الملاحظ أن أغلب شخصياتك مركبة بعيداً عن الكوميديا، فهل تتعمدين الابتعاد عنها؟ لا تعمد على الإطلاق، أبحث أولاً عن الشخصية ومدى تأثيرها وما تقدمه، ومن الممكن أن تكون رومانسية أو اجتماعية بسيطة، أو مركبة، فأجتهد كي أقدمها بشكل مختلف، وهذا بالتأكيد ينطبق على الأدوار الكوميدية. قدمت أدواراً كوميدية، أحدثها في فيلم«الهنا اللي أنا فيه»، وانتهيت من تصوير فيلم«ماما وبابا» أمام محمد عبد الرحمن، وتدور أحداثه في إطار كوميدي، وأقدم من خلاله أيضاً شخصية جديدة، وهو من تأليف محمد صادق وإخراج أحمد القيعي. * هل لا بد أن تقدم الممثلة كل الألوان الفنية بما في ذلك الكوميديا، حتى لو لم تكن كوميديانة؟ نعم، خاصة إذا كانت تمتلك قدرات فنية جيدة، لكن بالنسبة للكوميديا، فليس بالضرورة أن تكون كوميديانة، لكن من الممكن أن تقدم ما يطلق عليه«كوميديا الموقف»، وهي في رأيي أفضل من«الافيهات»، وتعيش مع المشاهد فترة أطول.