logo
سوريا تشكل لجنة تحقيق في إعدامات بالسويداء

سوريا تشكل لجنة تحقيق في إعدامات بالسويداء

الجزيرةمنذ يوم واحد
أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الثلاثاء، تشكيل لجنة تحقيق لملاحقة متورطين بتنفيذ إعدامات ميدانية بالسويداء جنوبي البلاد على خلفية الاشتباكات الدموية التي شهدتها المحافظة الأسبوع الماضي.
وأكدت إدارة الإعلام والاتصال بالوزارة أن هناك تقارير حول انتهاكات صادمة وجسيمة ارتكبتها مجموعة وصفتها بأنها "غير معروفة ترتدي الزي العسكري" في مدينة السويداء.
وتابعت أنه بناء على التعميمات الصارمة التي أصدرتها الوزارة بعدم دخول أي تشكيلات غير تابعة لها إلى منطقة العمليات العسكرية، تم تشكيل لجنة لمتابعة الانتهاكات التي حصلت في مدينة السويداء، والتحقيق في تبعية وخلفية الأفراد المرتكبين لها.
وأكدت أنه سيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحق الأفرادِ المرتكبين للانتهاكات بعد التعرف عليهم.
ونقلت الإدارة عن وزير الدفاع مرهف أبو قصرة قوله إنه "لن يتم التسامح مع أي من مرتكبي الانتهاكات، حتى لو كان منتسبا لوزارة الدفاع".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الداخلية السورية، فتح تحقيق عاجل لملاحقة متورطين بتنفيذ إعدامات ميدانية في محافظة السويداء.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة إقدام أشخاص يرتدون الزي العسكري على تنفيذ إعدامات ميدانية بالمحافظة التي تشهد توترات منذ 13 يوليو/تموز الجاري.
تأكيد مقتل أميركي
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية مقتل مواطن أميركي من أصل سوري في السويداء الأسبوع الماضي.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس مقتل المواطن الأميركي حسام سرايا، مضيفة أن الولايات المتحدة تُقدم مساعدة قنصلية للعائلة، رافضة الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
يذكر أنه قبل أسبوع وجهت الرئاسة السورية بمحاسبة مرتكبي التجاوزات في محافظة السويداء "مهما علت رتبهم".
وفي 13 يوليو/تموز الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات مسلحة، قبل أن تنسحب تطبيقا لاتفاق مع الفعاليات المحلية في المحافظة.
وفي إطار مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، كان آخرها صباح السبت.
ومساء الجمعة، دعت الرئاسة السورية جميع الأطراف المسلحة في السويداء إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل متعهدة بإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير العدل السوري يتعهد بمحاسبة المتورطين بأحداث السويداء
وزير العدل السوري يتعهد بمحاسبة المتورطين بأحداث السويداء

الجزيرة

timeمنذ 3 دقائق

  • الجزيرة

وزير العدل السوري يتعهد بمحاسبة المتورطين بأحداث السويداء

تعهد وزير العدل السوري مظهر الويس، اليوم الأربعاء، بمحاسبة كل من يثبت تورطه في أحداث السويداء الأخيرة، وقال إن "يد العدالة ستطال المجرمين عاجلا أم آجلا". وقال الويس إن ما جرى في بلدنا بالأيام الماضية هي أحداث تخللتها انتهاكات جسيمة ارتكبها الخارجون عن القانون، ونبّه إلى أن الحل الوحيد هو السير في طريق دولة القانون والعدالة التي تعد الضامن الأكبر للاستقرار في البلاد. وأضاف "نواصل العمل مع الجهات المعنية باختصاصاتها كافة لتحقيق هذا الالتزام وفق القوانين النافذة". ولفت الويس إلى أن الدولة توصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء (جنوبي البلاد) لإنقاذ المحتجزين وتأمين خروجهم ودخول المساعدات الإنسانية تمهيدا لعودة مؤسسات الدولة وترسيخ الأمن. وتعليقا على نتائج لجنة تقصي الحقائق في أحداث مارس/آذار بالساحل السوري ، قال الويس إن ما رأيناه في تقرير اللجنة يثبت أن الحل الوحيد هو إقامة دولة القانون، مؤكدا أن "دعوة الرئاسة اللجنة لإعلان نتائج عملها ومكاشفة الجمهور بالحقيقة تأكيد لهذا الالتزام". لجنة تحقيق وأعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس الثلاثاء، تشكيل لجنة تحقيق لملاحقة متورطين بتنفيذ إعدامات ميدانية بالسويداء على خلفية الاشتباكات الدموية التي شهدتها المحافظة الأسبوع الماضي. وفي السياق، قال تجمع "مضافة الكرامة" الذي يقوده الشيخ ليث البلعوس، إن الدولة أبلغت شخصيات وطنية ودينية بارزة في السويداء باعتزامها إدخال وحدات أمنية وعسكرية محدودة إلى مناطق التوتر في المحافظة لفض النزاعات المحلية. وأضاف التجمع، في بيان، أن الاشتباكات التي حصلت بعد ذلك، وأسفرت عن سقوط ضحايا، سببها الالتباس الذي حصل في الشارع المحلي نتيجة عدم علمهم بدخول القوات الحكومية إلى المحافظة. ودعا البيان "الجميع إلى مراجعة الذات وتقديم المصلحة العامة على أي اعتبارات شخصية أو فئوية". قافلة مساعدات ومن جانب آخر، دخلت قافلة مساعدات إنسانية تضم 30 شاحنة إلى محافظة السويداء، هي الثانية، اليوم الأربعاء، وفق ما ذكرت المحافظة عبر تليغرام. وبيّنت المحافظة أن القافلة تضم سيارات إسعاف ومواد طبية ومستلزمات إغاثية ومحروقات، دون أن تذكر الجهة المرسلة. ودخلت قافلة المساعدات الأولى، التابعة للهلال الأحمر السوري، إلى المدينة عبر معبر بصرى الشام الإنساني شرقي درعا (المحاذي للسويداء)، في وقت سابق الأربعاء، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا). وقالت سانا إن "القافلة تضم 66 طنا من الطحين، و4 آلاف سلة غذائية، إضافة إلى 10 آلاف عبوة مياه، وصهاريج وقود". وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 60% من سكان السويداء بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وتواجه السويداء ودرعا أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الآلاف من النازحين والمقيمين، ورغم الجهود الإغاثية المبذولة، فإن التحديات الأمنية، ونقص الموارد، وتزايد الاحتياجات تعوق الاستجابة الكاملة. وفي 13 يوليو/تموز الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات مسلحة، قبل أن تنسحب تطبيقا لاتفاق مع الفعاليات المحلية في المحافظة. وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، أحدثها السبت. وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ، بعد 24 عاما في الحكم.

جهود إغاثية مكثفة لدعم عائلات النازحين البدو في السويداء
جهود إغاثية مكثفة لدعم عائلات النازحين البدو في السويداء

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

جهود إغاثية مكثفة لدعم عائلات النازحين البدو في السويداء

السويداء- شهدت محافظة السويداء (جنوب سوريا) خلال الأيام الماضية موجة نزوح غير مسبوقة لعائلات من العشائر البدوية نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية. ففي قرى السويداء الريفية، حيث كان البدو يعيشون حياة هادئة تعتمد على الرعي والزراعة البسيطة، أجبرت الاشتباكات الأخيرة وانعدام الأمن الغذائي مئات العائلات على الفرار، وقد توجهت معظم هذه العائلات إلى ريف درعا ، حاملة معها ما استطاعت من متاع قليل. آلاف العائلات، التي تركت قراها بحثا عن الأمان، وجدت نفسها في مخيمات مؤقتة بريف درعا، تعاني نقصا حادا في الموارد الأساسية. ووسط هذه الأزمة، تتكاتف جهود إغاثية محلية ودولية لتقديم يد العون، بقيادة مبادرات قطرية ومنظمات أممية، إلى جانب فرق تطوعية محلية تواجه تحديات أمنية كبيرة. تقول سمية عمر، نازحة من قرية الثعلة في ريف السويداء، للجزيرة نت: "تركنا بيوتنا على عجل ولم نحمل سوى ملابسنا. الطريق كان مخيفا، والأطفال كانوا يبكون من الجوع والخوف. الآن نعيش في مدرسة مهجورة بريف درعا، لا ماء نظيف ولا كهرباء". وتضيف بحسرة: "كل ما نريده هو مكان آمن لأطفالنا، لكننا لا نعرف إلى متى سنظل هكذا". شهادة مشابهة قدمها عبد الله الحريري، وهو أب لـ5 أطفال نزح من قرية المجيمر حيث يقول للجزيرة نت "لم نكن نملك خيارا؛ الاشتباكات اقتربت من بيوتنا، ولم يعد هناك طعام أو دواء، اضطررنا للمغادرة تحت القصف. الآن نحن في مخيم مؤقت، لكن البرد يقتلنا والمساعدات لا تكفي". جهود إغاثية وفي مواجهة هذه الأزمة، تحركت جهات إغاثية دولية ومحلية بسرعة لتقديم الدعم، وفي مقدمة تلك الجهات السفارة القطرية في دمشق، التي أعلنت -بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري والسوري- عن إرسال 7 شاحنات محملة بـ3600 سلة غذائية تزن الواحدة 45 كيلوغراما، استهدفت النازحين في ريف درعا. وحسب السفارة القطرية، فإن هذه الشحنة جزء من التزام دولة قطر بدعم الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة، مؤكدة أنها تعمل بالتنسيق مع الجهات المحلية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها. وإلى جانب الجهود القطرية، تستعد منظمات دولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر و برنامج الأغذية العالمي لتوسيع عملياتها في الجنوب السوري. وأكد مصدر في الصليب الأحمر أن المنظمة تعمل على تأمين ممرات آمنة للمساعدات، مع التركيز على توفير المياه النظيفة والرعاية الصحية. كما يجري التنسيق مع سفارات نشطة في دمشق لضمان استمرار تدفق المساعدات. من جانبه، أكد أحمد وتي -مسؤول في الهلال الأحمر السوري- أن المنظمة وسعت عملياتها لتشمل خدمات صحية ونفسية، خاصة للأطفال الذين يعانون صدمات نفسية جراء النزوح. وأضاف -في حديث للجزيرة نت- "الوضع معقد، فالمجتمعات المضيفة في درعا تعاني أيضا من ضغوط اقتصادية، مما يتطلب استجابة شاملة لا تقتصر على النازحين فقط". مبادرات محلية ومع تفاقم الأزمة الإنسانية، برزت الفرق التطوعية المحلية بوصفها عامل حاسم في سد الفجوات التي تعجز المنظمات الكبرى عن تغطيتها، ومن أبرزها فريق "هيئة شباب البلد"، بقيادة إبراهيم زيدان، الذي كان من بين الجهات المحلية التي تحدت الظروف الأمنية لإيصال المساعدات. يقول زيدان للجزيرة نت: "تلقينا مناشدات عاجلة من أهالي السويداء ونازحي البدو في درعا، وعلى الفور جهزنا وجبات طعام جافة وحليب أطفال، لكننا واجهنا إطلاق نار من سلاح مضاد للطيران قرب بلدة ولغا، ورغم ذلك، فإننا واصلنا مهمتنا، لأن الناس بحاجة إلينا". كما أشار زيدان إلى أن الاحتياجات تتجاوز المواد الغذائية، حيث يعاني النازحون نقصا حادا في كل شيء. وأضاف "نعمل الآن على جمع تبرعات لتأمين هذه الاحتياجات، لكن الموارد محدودة والتحديات كبيرة". فريق آخر، هو "مبادرة أهل الخير"، ركز على الوصول إلى المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها. وقال أحد أعضاء المبادرة للجزيرة "نحن نعمل كجسر بين النازحين والمنظمات الكبرى. مرونتنا تتيح لنا التحرك بسرعة، لكن الأمن يظل التحدي الأكبر". أوضاع كارثية وإلى جانب النازحين، يعاني من بقي من السكان في السويداء من انعدام الأمن الغذائي، وانقطاع الكهرباء والمياه، وغياب فرص العمل. وتقول سلمى، وهي أم من مدينة شهبا بريف السويداء، للجزيرة نت: "لم نتمكن من النزوح، لأننا لا نملك المال. الآن نعيش على مساعدات متقطعة، لكنها لا تكفي لتغطية احتياجاتنا اليومية". منظمات محلية، مثل "جمعية البر والإحسان"، تحاول تقديم طرود غذائية ومستلزمات طبية، لكن مصادر محلية تؤكد أن حجم الاستجابة لا يتناسب مع الاحتياجات المتزايدة. وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 60% من سكان السويداء بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. و تواجه السويداء ودرعا أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الآلاف من النازحين والمقيمين، ورغم الجهود الإغاثية المبذولة، فإن التحديات الأمنية، ونقص الموارد، وتزايد الاحتياجات تعوق الاستجابة الكاملة.

كيف تنعكس أحداث السويداء على المفاوضات بين دمشق وقسد؟
كيف تنعكس أحداث السويداء على المفاوضات بين دمشق وقسد؟

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

كيف تنعكس أحداث السويداء على المفاوضات بين دمشق وقسد؟

دمشق- في ظل الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء مؤخرا، تتصاعد التساؤلات حول تداعيات هذه التطورات الأمنية الحاسمة على مسار المفاوضات المتعثرة بين دمشق و قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومدى انعكاسها على مستقبل العلاقة بين الطرفين في ظل المشهد السوري المعقد. ورغم أن ملفي الجنوب ذي الغالبية الدرزية والشمال الشرقي الذي تديره الإدارة الذاتية الكردية، يبدوان منفصلين من حيث الجغرافيا والديمغرافيا، فإن تزامن الأزمات يُعيد التأكيد على مركزية الحكومة في إدارتهما، ويكشف عن حدود استجابتها للمطالب المحلية. ويرى مراقبون أن طريقة تعاطي دمشق مع أحداث السويداء، من حيث الخطاب الرسمي أو التعامل الأمني، قد تدفع قسد لإعادة حساباتها ضمن هامش ضيق تفرضه المواقف الإقليمية والدولية من الحكومة السورية، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الصراع العسكري. ضغط يعتقد الباحث في مركز "جسور للدراسات" رشيد الحوراني أن ما جرى من أحداث دامية في محافظة السويداء قد يدفع قسد للمماطلة في تنفيذ الاتفاق مع الحكومة السورية بهدف كسب الوقت، مشيرا إلى أنها "غير قادرة على التعنت إلى ما لا نهاية". وفي حديث للجزيرة نت، قال حوراني إن هناك أسبابا عديدة ستدفع قسد لاستكمال الاتفاق مع دمشق أبرزها ما كشفته فوزة يوسف رئيسة وفد قوات سوريا الديمقراطية المفاوض مع الحكومة السورية، أمس الثلاثاء، بأن الوسطاء الدوليين ودمشق يضغطون باتجاه تقديم تنازلات. ورأى أن الانتهاكات التي حدثت في السويداء تؤثر على كل الأطراف و"بشكل خاص على سمعة الجيش والقوى الأمنية"، مضيفا أن "سعي قسد للحل وتخفيض مطالبها يوفر على الجميع الوقت والأرواح خاصة وأن سجلها أيضا ليس نظيفا فيما يتعلق بهذا الجانب". وعن الموقف الأميركي، أشار حوراني إلى أن واشنطن تضغط على الحكومة السورية وتدعمها في آن واحد في ملف الاتفاق مع قسد وأي ملفات أخرى، "لأن الرئيس دونالد ترامب بعد رفعه العقوبات عن دمشق ينتهج إستراتيجية مساعدة سوريا على الاستقرار، مقابل إيجاد صيغة تفاهم مع إسرائيل". دور العشائر ولا يمكن الحديث عن أي تأثيرات محتملة لأحداث السويداء والجنوب السوري على مستقبل قسد وشمال شرقي سوريا ، دون الإشارة إلى دور العشائر العربية التي تشغل حيزا جغرافيا واسعا شرقي البلاد، حيث تسيطر قسد. وتُعد العشائر -كقوة بشرية وعسكرية- عاملا حاسما في أي معادلة سياسية أو أمنية هناك، إذ لطالما شكلت موقفا متأرجحا بين التعاون الحذر مع قسد، والاحتقان نتيجة التهميش وغياب التمثيل الحقيقي داخل هياكل الإدارة الذاتية الكردية. وتمثل "الفزعة العشائرية" التي ساندت الحكومة السورية في السويداء ورقة تفاوض قوية لدى دمشق، وفق الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، لافتا إلى أن المناطق التي تسيطر عليها قسد في سوريا "عشائرية بامتياز". ويعتقد علاوي أن ما حدث في السويداء دفع إلى زيادة الدعم المجتمعي للحكومة السورية، وهو ما يعطيها ورقة ضغط أيضا خلال المفاوضات الأخيرة مع قوات سوريا الديمقراطية، فيما قد يكون هناك موقف دولي أقل زخما كما كان منذ أشهر لدعم دمشق والحكومة الجديدة. ويقول للجزيرة نت إن الولايات المتحدة أمام خيارين وتبدو منقسمة في تعاطيها مع الملف السوري: الأول: يتمثل في نهج ترامب الذي يدعو إلى دعم دمشق حتى النهاية. الثاني: فهو نهج أكثر تريثا تتبناه بعض الأوساط داخل الكونغرس، يقوم على الانتظار لمعرفة مآلات التصعيد في الجنوب السوري قبل حسم الموقف تجاه النظام الجديد في دمشق. فرص الحوار وعن موقف الأحزاب الكردية، حذر مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، الذي يمثل الواجهة السياسية لقسد، أمس الثلاثاء، من أن "التصاعد غير المسبوق لأحداث السويداء يهدد بانزلاق البلاد نحو أزمات أعمق وينذر بانفجار داخلي ذي طابع طائفي أو مناطقي أو أهلي، لما تحمله من تهديدات وجودية لكيان الدولة السورية ومجتمعها المتعدد". من جانبه، أكد الأكاديمي والمحلل السياسي الكردي فريد سعدون أن أحداث السويداء والساحل دفعت الأقليات في سوريا إلى الانكفاء على ذاتها وتعزيز موقفها وتحصين جبهتها الداخلية، موضحا أن ما جرى بمحافظة السويداء خلق "رعبا لدى الأقليات بأنها غير آمنة أمام تصاعد خطاب الكراهية وتحميلها مسؤولية تدهور الأحوال في سوريا وتوجهها نحو التقسيم أو التفتيت". وقال للجزيرة نت "أعتقد أن قسد بعد أحداث السويداء باتت أكثر حرصا على التمترس خلف جبهتها الداخلية وتعزيز تماسكها بسلاحها، والإصرار على اللامركزية، لأنها وجدت أن أي سلطة مركزية قد تعمل على إقصاء الأقليات وتهميشها". وحول فرص الحوار الوطني، رأى سعدون أن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق المصالحة الوطنية، ولكن فرص نجاحه -وفقا له- باتت ضئيلة في ظل تضعضع الثقة بين مكونات سوريا وأطراف الصراع، داعيا إلى إجراءات تؤكد التزام جميع الأطراف بأن تكون الأولوية لمصلحة الشعب والدولة، وليس لطائفة أو جهة سياسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store