logo
ترامب يمنح إيران «الفرصة الأخيرة»

ترامب يمنح إيران «الفرصة الأخيرة»

كشفت تقارير إعلامية، أنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب، قدّم عرضاً جديداً لإيران، بشأن برنامجها النووي كفرصة أخيرة، لإحياء التفاوض حول برنامجها النووي.
ونقلت «قناة 24» الإسرائيلية، عن مسؤول أميركي قوله: «إنّ دونالد ترامب وضع إيران أمام فرصة أخيرة، وطلب منها الاستجابة لما قدّمه سابقاً حول البرنامج النووي الذي تعتمده حالياً».
وتابع المسؤول الأميركي: «ربما يكون العرض مختلفاً قليلاً عن العرض السابق، لإعطاء الإيرانيين شعوراً جيداً، لكن المبادئ ستبقى: لا تخصيب ولا برنامج نووي».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» ووكالة «رويترز» قد ذكرتا أنّ طهران طلبت عبر وسطاء عرب، الضغط على ترامب لاستخدام نفوذه للضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، مقابل أن تبدي إيران مرونة في المفاوضات النووية.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إنّ اتصالاً هاتفياً واحداً من واشنطن، يكفي لوقف الحرب الإسرائيلية وتمهّد الطريق للعودة الى الديبلوماسية.
الفرصة الأخيرة التي منحها ترامب لإيران، فاجأت الكثيرين، إذ حمل القرار الخيبة للجهات المستعجلة على ضرب منشأة «فوردو الإيرانية».
وأشارت مصادر سياسية تسرّبت من واشنطن، الى أن المهلة الأميركية الأخيرة هذه، على أساس أنه أمام طهران 14 يوماً لتتخذ قرارها بشأن التفاوض من عدمه، وأنّ ترامب يرى أنّ على طهران أن تنتهز هذه الفرصة، فتقدّم تنازلات خلال هذه المهلة.
وتأتي المهلة الأميركية، لإفساح المجال للتفاوض، حيث يجتمع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي، لإجراء محادثات نووية بجنيڤ (المحادثات بدأت أمس الجمعة)، إضافة الى مفاوضات بريطانية ـ أميركية في واشنطن.
وتأتي هذه الفرصة الأخيرة، بعد أيام من القصف الإسرائيلي لإيران، وإطلاق الصواريخ على تل أبيب ومدن أخرى، وفي وقت تجد الولايات المتحدة نفسها فجأة على شفا تورّط في صراع كبير في الشرق الأوسط.
إنّ المتأمل بأسباب منح ترامب الفرصة الأخيرة لإيران للعدول عن موقفها المتعنّت يؤكد ما سبق وقلناه مراراً عن سياسة دونالد ترامب الجديدة في ولايته الثانية. فسياسته قائمة على إنهاء النزاعات، والحدّ من التدخل الأميركي في مجموعة من القضايا المتعلّقة بشؤون الدول الأخرى.
وبالرغم من التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل، إلاّ أنّ واشنطن عانت كثيراً من السياسات التي اتبعتها إدارة جو بايدن السابقة، ومنها فشل إدارة بايدن في الضغط بفعالية على إسرائيل، لإنهاء مذبحتها المستمرة للفلسطينيين في غزة، وتعدّياتها وانتهاكاتها واسعة النطاق للفلسطينيين في الضفة الغربية. كما كان من الواضح ضعف وتناقض جهود واشنطن في متابعة «حلّ الدولتين» للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
والمتتبّع لشخصية الرئيس الأميركي، الواثق من أقواله، المصرّ على تنفيذ قناعاته، يعرف تماماً أنّ ترامب أرسل التحذير الأخير لإيران، كرهاً منه لإقحام بلاده في أتون الحرب، لكنه في الوقت نفسه مصرّ على تراجع إيران عن موقف التخصيب الذي سيؤدي -حسب قناعاته- الى إنتاج سلاح نووي غير سلمي.
ومما يعزّز إصرار ترامب على هدفه في وقف التخصيب، وإعطاء إيران الفرصة الأخيرة، ما كشفه ديبلوماسيون أميركيون أنّ ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تحدّثا هاتفياً عدة مرّات، منذ بدء إسرائيل هجماتها على إيران، في محاولة للتوصّل الى نهاية ديبلوماسية للأزمة.
وهنا أذكّر بما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في اليوم السادس من المواجهة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، بأنّ صبره مع إيران قد نفد. كما أذكّر بما تميّز به ترامب دائماً، من خلال تنفيذه وعده ووعيده. فهو منح إيران في السابق مهلة مدتها ستون يوماً للتوصّل الى اتفاق. ولكن إيران لم توقّع معه اتفاقاً، مما أدّى الى تعرّضها للهجوم الإسرائيلي في اليوم الحادي والستين ومن ثم بدء الحرب.
كذلك، نتذكر ما قاله ترامب في اليوم الخامس للحرب، حينما وجه خطابه للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قائلاً: «نحن نعرف مكانك ولكننا لن نقتلك، على الأقل ليس الآن».
خلاصة القول: إنّ الرئيس دونالد ترامب كان واضحاً وصريحاً خلال تولّيه رئاسته الثانية، مع أنصاره وخصومه على حدّ سواء، بأنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وبأنّ الولايات المتحدة لن تكون آمنة أبداً إذا امتلكت إيران ذلك السلاح. أي أن الولايات المتحدة أولاً، تعني ما تعنيه من منع إيران بكل الوسائل من امتلاك سلاح نووي.
أولاً: ترامب مصرّ على موقفه من منع إيران امتلاك سلاح نووي.
ثانياً: إنه لا يريد توريط الولايات المتحدة الأميركية في حرب واسعة النطاق، وهو الذي وعد شعبه بتحقيق السلام في العالم.
ثالثاً: نصيحة نوجهها الى مرشد الثورة السيّد علي خامنئي وقادة الجمهورية الإسلامية، أخذ مبادرة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بجدّية… فالرجل، كما ظهر في مواقفه السابقة، فعّال لما يَعِد به ويخطط له… وهو جدّي بإعطاء إيران الفرصة الأخيرة.. فهل تتلقفها إيران وتنتهي المنطقة من حرب، عرفنا كيف بدأت، ولكننا لا نعرف أبداً كيف تنتهي؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب قد يكون على وشك إغراق الشرق الأوسط بأكمله في الحرب
ترامب قد يكون على وشك إغراق الشرق الأوسط بأكمله في الحرب

بيروت نيوز

timeمنذ 25 دقائق

  • بيروت نيوز

ترامب قد يكون على وشك إغراق الشرق الأوسط بأكمله في الحرب

ذكرت صحيفة 'The Telegraph' البريطانية أن 'التقارير التي تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أذن بعمل عسكري ضد إيران تمثل تصعيدًا كبيرًا في الأزمة المتفاقمة بشأن الحرب الأخيرة التي تجتاح الشرق الأوسط. وبحسب التقارير المتداولة في وسائل الإعلام الأميركية، أعطى ترامب تعليمات خاصة لقادة الجيش في غرفة العمليات داخل البيت الأبيض، الأربعاء. وفي الوقت عينه، يصر ترامب علناً على أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن ضرب إيران أم لا، قائلاً للصحفيين: 'لدي أفكار حول ما يجب فعله، لكنني لم أتخذ قراراً نهائياً بعد، أحب أن أتخذ القرار النهائي قبل ثانية واحدة من موعده'. وبحسب الصحيفة، 'مع ذلك، فإن حقيقة أن ترامب يفكر جديا في إطلاق ضربات عسكرية ضد إيران بهدف تحييد برنامجها النووي تمثل تصعيدا خطيرا في الصراع المتفاقم حول طموحات إيران النووية، والتي تعتقد معظم وكالات الاستخبارات الغربية أنها تهدف في نهاية المطاف إلى إنتاج أسلحة نووية. وخلص التقرير الأخير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة التي ترعاها الأمم المتحدة والمسؤولة عن مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، إلى أن طهران اكتسبت مخزونات كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج ما لا يقل عن 10 رؤوس حربية نووية، وهذا ما دفع إسرائيل إلى شن هجومها المدمر على البنية التحتية النووية الإيرانية الأسبوع الماضي'. وتابعت الصحيفة، 'منذ ذلك الحين، انخرطت إسرائيل وإيران في صراع مميت، حيث هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية بانتظام البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية، في حين ردت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات من دون طيار. وفي أحدث هجوم صاروخي شنته إيران ضد إسرائيل خلال ليل الأربعاء الخميس، أصيب مستشفى بصاروخ في جنوب إسرائيل. ومن ثم فإن الاحتمال الواضح بأن يتورط الجيش الأميركي في هذا الصراع من شأنه أن يرفع الأمر إلى مستوى جديد تماما، وهو ما يثير احتمال اندلاع صراع أوسع يشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها'. وأضافت الصحيفة، 'لقد أوضح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن الولايات المتحدة ستعاني من 'ضرر لا يمكن إصلاحه' إذا تورطت في الصراع. ومن المرجح أن تشن طهران هجمات ضد القواعد العسكرية والدبلوماسية الأميركية في المنطقة إذا نفذ ترامب تهديده. إن فكرة أن ترامب قد يسمح بعمل عسكري ضد إيران تتعارض مع تعهده المستمر خلال حملته الانتخابية الرئاسية بأنه يريد إنهاء 'الحروب الأبدية' لأميركا في الشرق الأوسط. والسبب الرئيسي الذي قد يدفع الجيش الأميركي إلى التدخل في الصراع هو أنه الدولة الغربية الوحيدة التي تمتلك القدرة على تدمير إحدى المنشآت النووية الرئيسية في إيران، وهي مجمع فوردو الذي يقع في أعماق الأرض في سلسلة جبلية'. وختمت الصحيفة، 'لتنفيذ هذه المهمة، ستحتاج الولايات المتحدة إلى نشر إحدى قنابلها من طراز MOD، وهي الذخيرة الوحيدة القادرة على تدمير المنشأة. لكن بفعله هذا، يُخاطر ترامب بإشعال صراع كبير بين آيات الله والغرب'.

باكستان تقترح ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام
باكستان تقترح ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام

IM Lebanon

timeمنذ 2 ساعات

  • IM Lebanon

باكستان تقترح ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام

أعلنت الحكومة الباكستانية أن إسلام أباد قدمت اقتراحا بترشيح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026. وأشار بيان نشرته الحكومة عبر حسابها الرسمي على منصة 'إكس' إلى أن المبادرة تأتي تقديرا لـ'التدخل الدبلوماسي الحازم' الذي أظهره ترامب أثناء النزاع الأخير بين الهند وباكستان. وتعتقد إسلام آباد أن إجراءاته ساعدت على احتواء التصعيد وكانت عاملا حاسما في استقرار الأوضاع.

"Responsible Statecraft": "إسرائيل" تُوقع الولايات المتحدة في فخ
"Responsible Statecraft": "إسرائيل" تُوقع الولايات المتحدة في فخ

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

"Responsible Statecraft": "إسرائيل" تُوقع الولايات المتحدة في فخ

مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية تنشر مقالاً يحذّر من انخراط الولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية على إيران، ويرى أن هذا التدخل سيؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة على المصالح الأميركية والأمن الإقليمي والدولي، وقد يُكرّر أخطاء كارثية شبيهة بغزو العراق. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف: إنّ الانضمام إلى عدوان "إسرائيل" على إيران سيضرّ بالمصالح الأميركية والأمن الدولي، ولن يُعززهما. ينبغي ألّا يكون هذا مُستغرباً، إذ إنّ دعم المصالح الأميركية والأمن الدولي لم يكن السبب وراء شنّ "إسرائيل" للحرب. يُجادل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّ البرنامج النووي الإيراني يُشكّل تهديداً لأميركا لا لـ"إسرائيل" فحسب، لكن القضية النووية لم تكن الدافع الرئيسي وراء هجوم "إسرائيل"، كما يتضح من قائمة الأهداف التي تتجاوز بكثير أي شيء مُرتبط بالبرنامج النووي الإيراني. تشمل الدوافع الرئيسية لـ "إسرائيل" للحرب دوافع خاصة بها، ودوافع لا تُشاركها الولايات المتحدة، بما في ذلك تخريب الدبلوماسية الأميركية مع إيران. دوافع إسرائيلية أخرى تتمثل في صرف انتباه ليس فقط الولايات المتحدة، بل بقية العالم عما تفعله "إسرائيل" بالفلسطينيين. وقد وقع بعضٌ من أبشع عمليات القتل لسكان قطاع غزة الجائعين الذين كانوا يسعون للحصول على مساعدات غذائية منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران. تطورت تصريحات الرئيس دونالد ترامب العلنية بشأن حرب "إسرائيل" بسرعة من انفصال ظاهري إلى دعم حماسي، حتى أنه استخدم ضمير المتكلم "نحن" عند ادعاء التفوق الجوي على إيران. وكما يلاحظ تشارلي ستيفنسون من جامعة "جونز هوبكنز"، من الواضح أنّ ترامب يعاني خوفاً من فوات الفرصة، ويسعى إلى ادعاء الفضل لنفسه في إنهاء التهديد النووي الإيراني المزعوم. إنّ الأهداف المعلنة (تدمير البرنامج النووي الإيراني) أو المفترضة على نطاق واسع (تغيير النظام في طهران) للحرب هي من بين المعايير التي ينبغي الحكم بموجبها على إمكانية تورط الولايات المتحدة في الحرب. ولكن هناك عواقب أخرى، كما هو مذكور أدناه. إنّ الحرب، سواء بمشاركة الولايات المتحدة أو من دونها، لن تقلل من احتمالية امتلاك إيران لسلاح نووي، بل قد تزيدها. لم تكن الحرب ضرورية لتجنب امتلاك إيران لسلاح نووي. كان تقدير الاستخبارات الأميركية قبل الحرب أن إيران لم تكن تصنع سلاحاً نووياً. كانت إيران تتفاوض طواعية مع الولايات المتحدة، بنية جادة، للتوصل إلى اتفاق جديد. بتوقيعها على خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015، والالتزام بشروطها حتى انسحاب ترامب منها بعد ثلاث سنوات، أثبتت إيران ليس فقط أنّ الحرب غير ضرورية، بل إنّ حظر جميع أشكال تخصيب اليورانيوم غير ضروري أيضاً. لقد أغلقت خطة العمل الشاملة المشتركة جميع الطرق الممكنة لامتلاك إيران سلاحاً نووياً من خلال قيود مُتفاوض عليها بعناية ورقابة دولية مُعززة. من المستحيل التوفيق بين هذا السجل الدبلوماسي وأي فكرة مفادها أن إيران مُصممة على امتلاك سلاح نووي مهما كلف الأمر. إنّ الضرر الذي ألحقته "إسرائيل" بالمنشآت النووية الإيرانية، حتى لو أضافت الولايات المتحدة إليه قنابل زنة 30 ألف رطل لتحويل منشأة التخصيب الجوفية في فوردو إلى حفرة، يُعيق البرنامج النووي الإيراني ولكنه لا يُنهيه. كما أنه لا يُلغي قدرة إيران على صنع سلاح نووي إذا ما حدث ذلك. يُمكن إعادة بناء سلاسل أجهزة الطرد المركزي، والمعرفة المتخصصة ذات الصلة في إيران لا تقتصر على العلماء الذين اغتالتهم "إسرائيل" خلال الأسبوع الماضي. النوايا الإيرانية لا تقل أهمية عن القدرات الإيرانية. لا يوجد حدثٌ أكثر ترجيحاً لدفع صانعي السياسات الإيرانيين إلى اتخاذ قرارٍ لم يتخذوه حتى الآن - وهو بناء سلاح نووي - من هجومٍ مسلح على أراضي بلادهم ذات السيادة. لا شك في أنّ الأصوات في طهران التي تُطالب باتخاذ هذه الخطوة، لأن إيران بحاجةٍ إلى رادعٍ ضد هجماتٍ مستقبلية، قد ازدادت قوةً في أعقاب الهجوم الإسرائيلي. وستزداد قوةً إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب الإسرائيلية. إذا اتخذت إيران مثل هذا القرار، فإن إعادة توجيه البرنامج النووي الإيراني نحو الأغراض العسكرية ستتم بعيداً عن أنظار المفتشين الدوليين. لقد عرقل الهجوم الإسرائيلي بالفعل المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاقٍ نووي جديد، مُحققاً بذلك أحد أهداف نتنياهو، وقد يُنهي التدخل العسكري الأميركي آفاق المفاوضات المستقبلية إلى أجلٍ غير مسمى. ستكون الولايات المتحدة والقوى الخارجية الأخرى أقل قدرةً بكثير على تتبع ما تفعله إيران على الصعيد النووي مما كانت عليه في ظل إجراءات التفتيش التدخلية للاتفاق النووي. إنّ التدخل العسكري الأميركي في الهجوم الإسرائيلي يحمل في طياته مخاطرة كبيرة بأن يتحول إلى حرب لا نهاية لها. قد يعتقد ترامب أنه قادر على القيام بهجوم واحد فقط، مثل إلقاء قنابل خارقة للتحصينات على فوردو ثم إعلان إنجاز المهمة، لكن من غير المرجح أن يكون هذا نهاية القتال الأميركي مع إيران. إنّ الانتشار الإيراني المحتمل للمنشآت والمواد النووية، ربما بعد قرار إيراني بصنع قنبلة سراً، سيعني مهمة بحث وتدمير مطولة. سيصبح هذا مثالاً آخر على "جزّ العشب" الإسرائيلي، إلا أنّ هذا الجزّ سيشمل الولايات المتحدة أيضاً. 20 حزيران 10:17 20 حزيران 09:38 سيتعرض ترامب لضغوط لمواصلة التدخل، من "إسرائيل" ومن القوى المحلية المشككة في قدرته على حل المشكلة النووية الإيرانية في النهاية. أما بالنسبة إلى تغيير النظام المحتمل، فإن أول ما يجب تذكره هو مدى بؤس سجل الولايات المتحدة في تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط، عند النظر لا فقط إلى التغيير نفسه، بل أيضاً إلى الأحداث اللاحقة الناجمة عنه. ومن الأمثلة البارزة على ذلك، الحرب الهجومية التي أطاحت نظام صدام حسين في العراق، وهي المستنقع الذي استمر ثماني سنوات، والذي تسبب في سقوط آلاف الضحايا الأميركيين، وأفرز جماعة إرهابية استولت على مساحات شاسعة من سوريا والعراق. مثال آخر هو ليبيا، حيث أدى دعم الولايات المتحدة لإطاحة معمر القذافي - الذي كان قد تخلى طواعيةً، من خلال المفاوضات، عن جميع برامجه للأسلحة غير التقليدية، إضافة إلى إنهاء تورطه في الإرهاب الدولي - إلى حالة من الفوضى التي عمّت المنطقة المحيطة، وتركت ليبيا من دون حكومة مستقرة واحدة، وهو وضع لا يزال قائماً حتى يومنا هذا. يمكن إضافة إيران نفسها إلى هذه القائمة، حيث أدّى انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة عام 1953 إلى سقوط إيران في يد الشاه رضا بهلوي. أثبت حكم الشاه في النهاية ضعفه وقسوته، ما أدى إلى ثورة 1979 التي أوصلت الجمهورية الإسلامية التي تحكم إيران اليوم إلى السلطة. إنّ احتمالات أن تُعجّل الحرب الحالية في إيران، سواء بمشاركة الولايات المتحدة أو من دونها، بتغيير النظام بشكل إيجابي، ضئيلة. وقد ولّد الهجوم الإسرائيلي تأثير الالتفاف حول الراية المعتاد. تُميّز أصوات المعارضة داخل إيران بين الأمة الإيرانية والنظام، حيث يُعطي التضامن مع الأول الأولوية القصوى على السخط على الثاني. ينبغي على "إسرائيل"، بانخراطها المُثبت في صفوف المعارضة داخل إيران، أن تُدرك هذا الأمر تماماً كغيرها. آخر ما ترغب حكومة نتنياهو برؤيته في إيران، هو ديمقراطية مستقرة ومعتدلة، تتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة. سيؤدي هذا التطور إلى قلب محورٍ رئيسي في السياسة الخارجية الإسرائيلية مفاده أنّ إيران عدوٍ مُستهجنٍ تُلفت "إسرائيل" انتباه العالم إليه باستمرار، بعيداً عما تفعله، والذي يُمكنها تحميله مسؤولية مشاكل الشرق الأوسط. إلى جانب عدم تحقيق نتائج إيجابية من انخراط الولايات المتحدة في الحرب سواء فيما يتعلق بالبرنامج النووي أو تغيير النظام، هناك تكاليف وعواقب أخرى. وبشكلٍ مباشر، سيموت المزيد من الناس، بمن فيهم الأميركيون. ومن المؤكد أن إيران سترد، سواء ضد منشآتٍ تضم 40 ألف جندي أميركي في الشرق الأوسط، أو ربما أيضاً من خلال عملياتٍ سريةٍ في أماكن أخرى. سيزداد عدم الاستقرار الإقليمي، جزئياً بحكم التعريف، لأن التدخل الأميركي والرد الإيراني الحتمي سيعنيان حرباً أوسع نطاقاً. يجب أيضاً مراعاة البعد النووي لعدم الاستقرار الإقليمي. بقدر ما تهدف حرب "إسرائيل" إلى استهداف قدرة إيران على صنع سلاح نووي، فإن هدف "إسرائيل" ليس إبعاد الأسلحة النووية عن الشرق الأوسط، بل الحفاظ على احتكارها النووي الإقليمي. يُشكل هذا الاحتكار جزءاً من خلفية الإفلات من العقاب الذي جعل "إسرائيل" الطرف الأكثر تدميراً في الشرق الأوسط، حيث تهاجم بقواتها المسلحة دولاً أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة. إن التدخل الأميركي المباشر في حرب "إسرائيل" الحالية ضد إيران سيُشكل تأييداً وتشجيعاً لهذا السلوك المزعزع للاستقرار. كما سيزداد عدم الاستقرار في أماكن أخرى، من خلال توجيه ضربة أخرى لمبدأ عدم الاعتداء والقانون الدولي الذي يتضمنه. ستُصبح الولايات المتحدة أقل ثقة من ذي قبل كشريك تفاوضي، حيث يتوصل العديد من المراقبين، عن صواب أو خطأ، إلى الاستنتاج نفسه الذي توصل إليه العديد من الإيرانيين بلا شك، وهو أنّ سعي إدارة ترامب الواضح للتوصل إلى اتفاق نووي تفاوضي كان غطاءً لهجوم مسلح. ستتلقى القوة الناعمة الأميركية ضربة أخرى، من خلال تزايد ارتباط الولايات المتحدة في أذهان العالم، ليس فقط بالعدوان على إيران، بل أيضاً بالسلوكيات التدميرية الأخرى التي تنتهجها دولتها المارقة التابعة. نقلته إلى العربية: بتول دياب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store