logo
لماذا تبقى أسوأ الذكريات عالقة في أذهاننا فترة طويلة؟

لماذا تبقى أسوأ الذكريات عالقة في أذهاننا فترة طويلة؟

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام
مع الأسف الشديد، يُمكن للأحداث السلبية أن تُحفر في ذاكرتنا بوضوح مذهل، وغالباً ما تبقى الذكريات السيئة أكثر وضوحاً من الذكريات السعيدة. ووفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعنيّ بالصحة النفسية والعقلية، يتفق علم النفس التطوري وعلم الأعصاب على فكرة محورية واحدة؛ وهي أن «تذكر ما يؤذينا عملية تكيف عميقة». فلقد طوَّر الدماغ البشري، الذي تشكّل بفعل تحديات البقاء، آليات تُعطي الأولوية لتشفير واسترجاع التجارب السلبية.
وكشفت الدراسات العصبية أن الذكريات العاطفية، خصوصاً السلبية منها، تُنشّط مناطق دماغية مُحددة بشكل أقوى من الذكريات المحايدة أو الإيجابية. وعلاوة على ذلك، تُشير الدراسات الجينية إلى أن الأفراد قد يختلفون في مدى وضوح تذكرهم للأحداث المؤلمة بناءً على وظيفة الجينات المرتبطة بالذاكرة، التي قد تُسهم في حالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة. وتؤكد هذه الرؤى أنه قد لا يكون هناك «مكان» واحد في الدماغ للذكريات السيئة، بل شبكة متخصصة ومترابطة تُعالج الأمور ذات الأهمية العاطفية.
من منظور تطوري، يُعد التركيز على الذكريات السلبية أمراً منطقياً وطبيعياً، إذ إن تذكّر أن نوعاً معيناً من الطعام يسبب التقيؤ، أو أن حيواناً مفترساً يتربص بالقرب من مصدر مائي، يعد عاملاً حاسماً في تعزيز فرص البقاء على قيد الحياة. وفي حين أن الذكريات الإيجابية تُفيد الترابط الاجتماعي والرفاهية على المدى الطويل، فإنها لا تحمل الأهمية نفسها لشخص يحاول البقاء حياً. وهكذا، فضّل الانتقاء والتطور الطبيعي الأنظمة المعرفية «المتحيزة للسلبية»، وهي ظاهرة تكون فيها الكائنات الحية أكثر انسجاماً مع المحفزات السلبية وتتأثر بها.
وتدعم الأبحاث المتعلقة بالذاكرة التكيفية هذه الفكرة بشكل أكبر. ففي التجارب، يتذكر المشاركون الذين يُشفّرون المعلومات في سيناريوهات البقاء التفاصيل بشكل أكثر فاعلية، خصوصاً عندما يتضمن المحتوى تهديدات أو نتائج سلبية. هذا التحيز ليس عيباً بل سمة متطورة من سمات الإدراك البشري، مصممة لحمايتنا من تكرار الأخطاء التي قد تكون قاتلة.
وغالباً ما تكون الشدة العاطفية في الذكريات السعيدة أقل حدةً مقارنةً بالصدمات. ويرى عالم الأعصاب الأميركي جيمس ماكغرو أن أنظمة ذاكرة الدماغ مُصممة على «الشدة»، وهي سمة يُثيرها الخوف أو الفقدان بسهولة أكبر من الرضا، وفي حين أننا قد نُقدِّر غروب الشمس الجميل أو لحظة عاطفية، فإن هذه الذكريات عادةً ما تفتقر إلى الأثر العصبي الدائم الذي قد تُخلفه الصدمة.
وفي النهاية، فإدراك أن أدمغتنا قد تطوّرت للتركيز على الذكريات السلبية قد يكون مُمكناً، ورغم أننا لا نستطيع التخلص تماماً من هذا التحيز، فإنه يمكننا التخفيف من تأثيره من خلال ممارسات مدروسة. وتُخفف أساليب مثل التأمل الذهني والمواظبة على تدوين اليوميات للامتنان أو الاستمتاع باللحظات السعيدة من تأثير تحيّز الدماغ للذكريات السلبية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضحايا الجوع في غزة يتجاوزون 180 بينهم 93 طفلاً وسط تفاقم الأزمة الإنسانية
ضحايا الجوع في غزة يتجاوزون 180 بينهم 93 طفلاً وسط تفاقم الأزمة الإنسانية

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

ضحايا الجوع في غزة يتجاوزون 180 بينهم 93 طفلاً وسط تفاقم الأزمة الإنسانية

تفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، حيث ارتفع عدد ضحايا الجوع إلى 180 قتيلاً، بينهم 93 طفلاً، وفقاً لتقديرات فلسطينية صادرة يوم الاثنين. وأكدت مصادر طبية فلسطينية وفاة خمسة أشخاص نتيجة مضاعفات ناجمة عن سوء التغذية ونقص الغذاء، وذلك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، جميعهم من فئة البالغين. ويعاني سكان القطاع، الذي يقطنه نحو 2.4 مليون نسمة، من أزمة حادة في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، نتيجة استمرار إغلاق المعابر بشكل شبه كامل منذ أوائل مارس، وما يصاحبه من قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية، بحسب ما نشرته "العربية نت". وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حذرت مؤخراً من تضاعف حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في غزة بين شهري مارس ويونيو، بسبب النقص الحاد في الإمدادات الغذائية والطبية. من جهتها، أفادت منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من واحد من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، مشددة على أن استمرار الحصار وتعطيل دخول المساعدات الإنسانية يفاقمان من تدهور الوضع الصحي وفقدان الأرواح. وتشهد غزة إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة، والتي تسببت، بحسب بيانات فلسطينية، في مقتل وإصابة أكثر من 209 آلاف شخص، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال. منظمات دولية عدة أوضحت أن التراجع الحاد في الإمدادات الإنسانية والقيود المفروضة على دخول المواد الأساسية يهددان حياة مئات الآلاف من السكان، وسط دعوات ملحة لوقف العمليات القتالية وفتح ممرات إنسانية آمنة.

"الخضيري": الإمساك "آفة العصر" ويؤدي للقلق والسمنة.. وهذه وصفة الوقاية
"الخضيري": الإمساك "آفة العصر" ويؤدي للقلق والسمنة.. وهذه وصفة الوقاية

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

"الخضيري": الإمساك "آفة العصر" ويؤدي للقلق والسمنة.. وهذه وصفة الوقاية

أكد أستاذ وعالم المسرطنات الدكتور فهد الخضيري أن الإمساك يُعد من أخطر آفات العصر، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر على أعراض بسيطة، بل يمتد ليكون سببًا مباشرًا في حالات من التوتر والقلق والسمنة والصداع وحتى متلازمة القولون العصبي وما يصاحبها من غازات وأعراض مزعجة وغريبة. وأوضح أن تراكم الفضلات في القولون بسبب الإمساك يؤدي إلى امتصاص السوائل منها باستمرار، ما يجعلها تتحجر داخل الجهاز الهضمي وتسبب شعورًا دائمًا بعدم الارتياح. ودعا الخضيري إلى علاج الإمساك والوقاية منه باتباع نمط غذائي غني بالألياف وشرب كميات وفيرة من الماء والسوائل، مع تجنّب السكريات والمعجنات التي تزيد من تفاقم الحالة. وأشار إلى أهمية تناول الخضراوات بأليافها وقشورها، مثل الورقيات، الخيار، البامية، الكوسة، والقرع، إلى جانب الفواكه الكاملة مثل البرتقال باللب، وليس العصائر فقط. كما نصح بإدخال البروبيوتك في النظام الغذائي، والمتمثل في البكتيريا النافعة الموجودة في الزبادي، الأجبان المعتقة، والألبان شديدة الترويب، إضافة إلى المخللات قليلة الملح، والنخالة، وخبز الحبوب الكاملة المتنوعة، مشددًا على أهمية جعل هذه العناصر جزءًا من نمط الحياة الصحي اليومي.

غاز بلا لون ولا رائحة يهدد الأرواح.. "النمر" يكشف أسرار أول أكسيد الكربون داخل المركبات
غاز بلا لون ولا رائحة يهدد الأرواح.. "النمر" يكشف أسرار أول أكسيد الكربون داخل المركبات

صحيفة سبق

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة سبق

غاز بلا لون ولا رائحة يهدد الأرواح.. "النمر" يكشف أسرار أول أكسيد الكربون داخل المركبات

حذر استشاري أمراض القلب الدكتور خالد النمر من خطورة غاز أول أكسيد الكربون داخل المركبات، واصفًا إياه بالقاتل الصامت الذي لا يُرى ولا يُشم ولا يُشعر به، لكنه قد يؤدي إلى الوفاة دون سابق إنذار. وأوضح النمر أن هذا الغاز قد يتسلل عبر فتحات التكييف في السيارات القديمة نتيجة صدأ أو تآكل في نظام العادم، ما يسمح بدخوله إلى المقصورة الداخلية دون أن يلحظه أحد. وأكد أن الغاز يرتبط بكريات الدم الحمراء أسرع من الأكسجين بما يعادل 200 إلى 400 مرة، وهو ما يجعله يطغى على نقل الأكسجين في الجسم، ويؤثر بشكل مباشر على الدماغ. وأشار إلى أن خطورته لا تكمن فقط في كونه غير محسوس، بل في أن أعراض التسمم به قد تبدو خفيفة في البداية، كالإرهاق أو الدوخة أو الغثيان، ما يجعل الشخص يعتقد أنها آثار حرارة أو تعب عابر. لكن هذه الأعراض تخدع الضحية وتمنعها من اتخاذ القرار بالهروب أو الاستنجاد، فيستسلم للموت دون مقاومة. وبيّن النمر أن الغازات المستخدمة في أنظمة تكييف السيارات مثل R134a وR1234yf آمنة نسبيًا في الظروف العادية ولا تؤدي إلى الوفاة، حتى عند إعادة تدوير الهواء داخل المقصورة، ما لم يكن هناك احتراق أو تسرب خطير. وأكد أن هذا السيناريو غير وارد في الحادثة التي شهدتها الرياض مؤخرًا، حيث لا توجد مؤشرات على احتراق، ما يرجح أن التسمم ناتج عن تسرب أول أكسيد الكربون من نظام العادم. وتناول النمر تلك الحادثة التي راح ضحيتها طبيبان داخل مركبتهما أثناء توقفهما أمام أحد المطاعم، مشيرًا إلى أنها تُعد مثالًا حيًا لما يمكن أن يسببه الغاز القاتل، داعيًا بالرحمة لهما وبالصبر والسلوان لذويهما. ودعا إلى الالتزام بعدد من إجراءات السلامة لتفادي هذا النوع من المخاطر، ومنها عدم تشغيل السيارة في أماكن مغلقة، وفتح النوافذ قليلًا عند التوقف لفترات طويلة مع تشغيل التكييف، وفحص نظام العادم بانتظام خصوصًا في السيارات القديمة، وعدم النوم داخل المركبة والمحرك يعمل، بالإضافة إلى تركيب كاشف لغاز أول أكسيد الكربون داخل السيارة، والخروج فورًا للهواء الطلق عند الشعور بأي عرض مفاجئ. وشدد على أهمية التوعية المجتمعية بخطورة هذا الغاز، مؤكدًا أن التهاون في هذه التفاصيل الصغيرة قد يكلف الإنسان حياته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store