logo
أوروبا أمام تهديدات ترامب.. هل انتهت الشراكة مع واشنطن؟

أوروبا أمام تهديدات ترامب.. هل انتهت الشراكة مع واشنطن؟

1. الجبهة التجارية.. تصاعد التوترات التجارية مع أوروبا
في بداية عهده، أثار ترامب غضب حلفائه الأوروبيين من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على واردات الألمنيوم والصلب، إلى جانب تهديداته بفرض رسوم على معظم السلع والمنتجات القادمة من أوروبا.
تقديرات الخسائر المحتملة للقارة الأوروبية جراء هذه الرسوم تراوحت بين 200 و350 مليار دولار، ما أثر بشكل كبير على العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
لكن، بحسب محمد علي ياسين، المؤسس والرئيس التنفيذي في "شركة أوراكل للاستشارات والاستثمارات المالية"، فإن ترامب لا يتبع سياسات هجوم فحسب، بل يعتمد على "التهديد" كأداة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
ياسين أكد في حديثه لبرنامج "بزنس مع لبنى" على قناة سكاي نيوز عربية، أن ترامب لا يلتزم دائمًا بتنفيذ قراراته الحادة، بل يوقفها في لحظة معينة استجابةً للتفاهمات أو التنازلات التي يحصل عليها من الدول المتأثرة. هذه الاستراتيجية تساهم في خلق نوع من "البلبلة" في العلاقات الدولية، التي قد تكون جزءًا من خطة ترامب لتقوية موقفه الداخلي في مواجهة القضايا الاقتصادية والسياسية داخل الولايات المتحدة.
2. الجبهة العسكرية.. ملف الإنفاق الدفاعي في أوروبا
أحد الملفات المهمة التي تسببت في توتر العلاقات بين ترامب وأوروبا هو ملف الإنفاق العسكري. ففي حين تنفق أوروبا حوالي 380 مليار دولار سنويًا على الدفاع، فإن الولايات المتحدة تنفق 968 مليار دولار.
على الرغم من أن أوروبا تتشارك في عضوية حلف الناتو، إلا أن ترامب كان قد طالبها بزيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير ليصل إلى 900 مليار دولار، مهددًا بعواقب إذا لم تلتزم هذه الدول بما وصفه "بالتزاماتها العسكرية".
هذه الضغوط المالية والعسكرية كشفت عن تباين في الأهداف بين الولايات المتحدة وأوروبا، فبينما ترى الولايات المتحدة أن دعم الحلفاء الأوروبيين عبر الإنفاق العسكري هو مسؤولية أوروبا، ترى القارة العجوز أن هذه السياسات تضعها في موقف الدفاع بدلاً من التعاون المتكافئ.
3. الجبهة السياسية.. المفاوضات حول حرب أوكرانيا
على الجبهة السياسية، اتخذ ترامب خطوة مثيرة للجدل عندما بدأ مفاوضات مباشرة مع روسيا حول الصراع في أوكرانيا، متجاهلاً المواقف الأوروبية. هذه الخطوة كانت بمثابة صدمة للعواصم الأوروبية التي لطالما اعتبرت روسيا تهديدًا استراتيجيًا. وقد أضاف ترامب إلى ذلك ضغوطا متواصلة على حلفائه في أوروبا لزيادة مساعداتهم العسكرية لأوكرانيا، وهو ما يراه ياسين محاولة لتركيز القوة العسكرية في يد الولايات المتحدة بشكل أكبر.
4. الجبهة الاقتصادية: "أميركا أولًا" مقابل العولمة
من ناحية أخرى، تتأثر الشراكة الاقتصادية بين أميركا وأوروبا بسياسات ترامب الاقتصادية التي تهدف إلى تعزيز المصالح الأميركية عبر "سياسة أميركا أولًا".
ترامب اعتبر أن العلاقة التجارية مع أوروبا "خاسرة"، مشيرًا إلى العجز التجاري الأميركي مع أوروبا الذي يتجاوز 235 مليار دولار. كما طالب بزيادة التبادل التجاري لصالح الولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه أوروبا إلى الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
محمد علي ياسين، المؤسس والرئيس التنفيذي في "شركة أوراكل للاستشارات والاستثمارات المالية"، أشار إلى أن هذه السياسة قد تساهم في إبطاء نمو الاقتصاد الأميركي على المدى الطويل، حيث تؤدي هذه الرسوم إلى زيادة تكاليف المعيشة للمواطن الأميركي، بما في ذلك على منتجات يتم استيرادها من الصين أو أوروبا.
أما على المستوى العالمي، فقد أصبح ترامب أكثر انعزالًا عن النظام التجاري العالمي القائم على العولمة.
في حين كانت الشركات الأوروبية والصينية تبني علاقات تجارية مع دول أخرى بعيدة عن الولايات المتحدة، فإن أوروبا بدأت تشهد تحولًا نحو تصنيع داخلي يعتمد على الموارد المحلية وزيادة التنافسية. ياسين أضاف أن هذا التوجه قد يكون له تأثير إيجابي على الشركات الأوروبية على المدى البعيد، خاصة في ظل التوجهات العالمية نحو تقليص الاعتماد على الأسواق الأميركية.
في ظل هذه التوترات، يرى ياسين أن أوروبا قد تتجه نحو زيادة التصنيع الداخلي وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية، مما يمكن أن يضعف من التأثير الأميركي في المستقبل.
"إذا استمرت أوروبا في تعزيز قدرتها على تصنيع الأسلحة والمنتجات الأساسية، قد تصبح أكثر تنافسية في السوق العالمي"، بحسب ياسين.
ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو قدرة أوروبا على توحيد موقفها الاقتصادي والعسكري لمواجهة السياسات الأميركية المستقبلية.
كما أشار ياسين إلى أنه في حال استمر التوتر الاقتصادي بين الولايات المتحدة وأوروبا، فقد تشهد الساحة العالمية تحولًا في خريطة التجارة العالمية، حيث يصبح كل طرف أكثر اعتمادًا على ذاته مع تعزيز قدراته الإنتاجية.
على الرغم من التهديدات التي أطلقها ترامب في إطار سياسته الخارجية، من فرض رسوم جمركية إلى الضغط العسكري، فإن السياسة الأميركية تحت قيادته لا تزال تثير الكثير من التساؤلات بشأن استدامتها على المدى البعيد.
في المقابل، أوروبا التي لطالما كانت الحليف الأقرب للولايات المتحدة، قد تجد نفسها مضطرة لتقوية اقتصاداتها العسكرية والمالية من أجل مواجهة تحديات جديدة، وهو ما قد يعيد تعريف العلاقة بين القارتين في المستقبل القريب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يتعهد بإعادة تركيز الجيش الأميركي على حدود أميركا
ترامب يتعهد بإعادة تركيز الجيش الأميركي على حدود أميركا

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 23 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

ترامب يتعهد بإعادة تركيز الجيش الأميركي على حدود أميركا

وقال القائد الأعلى للجيش الأميركي ، لخريجي الأكاديمية البالغ عددهم 1002، والذين سيُصبحون برتبة ملازم ثانٍ في الجيش: "أنتم الفائزون، كلٌّ منكم. أنتم أول خريجي ويست بوينت في العصر الذهبي لأميريكا". وسرعان ما تحول إلى هجوم لاذع على الرؤساء السابقين دون تسميتهم. وقال ترامب: "على مدى عقدين على الأقل، جرّ القادة السياسيون من كلا الحزبين جيشنا إلى مهام لم يكن من المفترض أن يشارك فيها. سيتساءل الناس: لماذا نفعل هذا؟ لماذا نضيع وقتنا وأموالنا وأرواحنا في بعض الحالات؟". وأضاف: "أرسلوا محاربينا في حملات بناء إلى دولٍ لا تريد أي علاقة بنا، بقيادة قادة جاهلين في بلاد بعيدة، بينما أساءوا معاملة جنودنا بتجارب أيديولوجية سخيفة (...) وأعلن: انتهى كل ذلك". وأردف: "لقد أخضعوا القوات المسلحة الأميركية لمختلف أنواع المشاريع الاجتماعية والقضايا السياسية، تاركين حدودنا دون حماية، ومستنزفين ترساناتنا لخوض حروب دول أخرى (...) سيكون تفضيلي دائمًا هو إحلال السلام والسعي إلى الشراكة، حتى مع الدول التي قد تكون خلافاتنا معها عميقة". وقال ترامب :"مهما رغبتم في القتال، فأنا أفضل القيام بذلك دون الاضطرار إلى القتال. أفضل فقط النظر إليهم ورؤيتهم ينهارون. وهذا ما يحدث". وأكد الرئيس الأميركي أن "حماية الحدود ستظل أولوية قصوى لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية والمخدرات". وقال: "إن الهدف الأساسي لجيشنا هو حماية حدودنا من الغزو. لقد تعرضت بلادنا للغزو على مدى السنوات الأربع الماضية".

طرح كراسة شروط «سكن لكل المصريين 7».. 15 ألف وحدة لمتوسطي الدخل
طرح كراسة شروط «سكن لكل المصريين 7».. 15 ألف وحدة لمتوسطي الدخل

العين الإخبارية

timeمنذ 23 دقائق

  • العين الإخبارية

طرح كراسة شروط «سكن لكل المصريين 7».. 15 ألف وحدة لمتوسطي الدخل

تم تحديثه السبت 2025/5/24 08:03 م بتوقيت أبوظبي فتحت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة رسمياً باب الحجز للمرحلة السابعة من مشروع «سكن لكل المصريين»، والذي يستهدف فئة متوسطي الدخل. وتستمر عملية سحب كراسة الشروط والتقديم على حجز الوحدات خلال الفترة من 21 مايو/آيار حتى 4 يونيو/حزيران 2025، وسط اهتمام واسع من الراغبين في الحصول على وحدة سكنية مدعومة بمواصفات متنوعة وتسهيلات تمويلية. طرح جديد بـ15 ألف وحدة سكنية بمساحات مختلفة وبحسب تصريحات مي عبدالحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، يشمل الطرح الجديد نحو 15 ألف وحدة سكنية، بمساحات تتراوح بين 90 إلى 127 مترًا مربعًا، موزعة على عدد من المدن الجديدة والمحافظات بمستويات تسليم متفاوتة. أنواع الوحدات المتاحة ومواعيد التسليم تتوزع الوحدات المطروحة إلى ثلاث فئات رئيسية، تمنح المتقدمين حرية اختيار ما يناسب احتياجاتهم وظروفهم، وهي كالتالي: 396 وحدة جاهزة للتسليم الفوري: موزعة في الغردقة (البحر الأحمر)، جمصة (الدقهلية)، وشطا والزرقا (دمياط). 9872 وحدة بتسليم خلال 18 شهرًا: متوفرة في مدن مثل 6 أكتوبر، حدائق العاصمة، العاشر من رمضان، رشيد الجديدة، وغيرها. 5372 وحدة بتسليم خلال 36 شهرًا: مطروحة في مناطق مغاغة، مطروح، والبداري. طريقة الحجز وشروط التقديم يتم الحجز إلكترونيًا فقط من خلال الموقع الرسمي لصندوق الإسكان الاجتماعي، حيث يخضع المتقدم لنظام "أسبقية الحجز"، بشرط رفع جميع المستندات المطلوبة بصيغة PDF بجودة لا تتجاوز 2 ميغابايت. ويشترط لسريان الحجز سداد مبلغ 100 ألف جنيه (2004.05 دولار) كمقدم جدية حجز، إضافة إلى 500 جنيه (10.02 دولار) مصروفات تسجيل، و350 جنيهًا (7.01 دولار) مصروفات إدارية، تُدفع جميعها عبر مكاتب البريد المميكنة. كما تضع الوزارة عددًا من الشروط الأساسية، من بينها: أن يكون المتقدم مصري الجنسية. ألا يقل عمره عن 21 عامًا وألا يتجاوز 50 عامًا بنهاية موعد الإعلان. أنظمة السداد والتمويل العقاري يوفر المشروع نظام تمويل عقاري ميسر وفقًا للفئات المستهدفة: لمحدودي الدخل: مقدم يبدأ من 50 ألف جنيه (1002.03 دولار)، بفائدة سنوية 8%. لمتوسطي الدخل: مقدم 100 ألف جنيه (2004.05 دولار)، بفائدة تصل إلى 12% ولمدة سداد تصل إلى 20 عامًا. وتشدد الوزارة على أن السداد النقدي الكامل غير مسموح به، ويُشترط الالتزام بالتمويل العقاري بحد أدنى مقدم 25% من إجمالي ثمن الوحدة. خطوات تحميل كراسة شروط "سكن لكل المصريين 7" لتحميل كراسة الشروط، يجب اتباع الخطوات التالية: 1. الدخول على الرابط الرسمي لصندوق الإسكان الاجتماعي. 2. إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لحساب قائم. 3. تحميل الكراسة وملء استمارة الحجز والإقرار المرفق بها. 4. رفع كافة المستندات المطلوبة في ملف واحد على المنصة. aXA6IDE1MC4xMDcuMjAzLjEwNSA= جزيرة ام اند امز LV

أميركا تريد إلغاء القيود على غازات الاحتباس الحراري
أميركا تريد إلغاء القيود على غازات الاحتباس الحراري

الاتحاد

timeمنذ 30 دقائق

  • الاتحاد

أميركا تريد إلغاء القيود على غازات الاحتباس الحراري

أكدت وكالة حماية البيئة الأميركية، اليوم السبت، أنها تعمل على صياغة خطة لإلغاء جميع القيود على الغازات المسببة للاحتباس الحراري من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم والغاز في الولايات المتحدة على أن تنشرها بعد مراجعتها. وقال متحدث باسم الوكالة "عبر كثيرون عن مخاوفهم من أن تغيير الإدارة السابقة لتلك القاعدة يعد تجاوزا ويمثل محاولة لإيقاف توليد الكهرباء بأسعار معقولة وطرق موثوقة في الولايات المتحدة، مما يزيد الأسعار على الأسر الأميركية ويزيد اعتماد البلاد على مصادر الطاقة الأجنبية". وأضاف "في إطار تلك المراجعة، تعمل وكالة حماية البيئة على إعداد قاعدة مقترحة". كانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من أورد تقريرا عن مسودة الخطة وذكرت أن الوكالة في خطتها المقترحة قالت إن ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى الناتجة عن محطات الكهرباء التي تحرق الوقود الأحفوري "لا تسهم بشكل كبير في التلوث الخطير" أو في تغير المناخ لأنها تمثل حصة صغيرة ومتناقصة من الانبعاثات عالميا. وأضاف التقرير أن الوكالة رأت أن الحد من هذه الانبعاثات لن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة والرفاه الاجتماعي. وضمن جهودها لدعم عمليات النفط والغاز والتعدين، تسعى الحكومة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب للإسراع في إلغاء جميع أوجه الإنفاق الاتحادي المتعلق بجهود مكافحة تغير المناخ. ووعد ترامب في ولايته الأولى بإلغاء القواعد التي تركز على الحد من تلوث الكربون المنبعث من محطات الطاقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store