
«عملية كوماندوس»... خيار إسرائيلي آخر لضرب فوردو
يبقى مفاعل فوردو في إيران، هو الهدف الأصعب بالنسبة لإسرائيل، في ظل بنائه في منطقة وعرة وعلى عمق كبير من الأرض... وفي انتظار حسم الرئيس دونالد ترامب، خياره، في شأن دخول الحرب، واستخدام الأسلحة الأميركية الخارقة للتحصينات لتدمير المنشأة، تزداد احتمالات إرسال تل أبيب، قوة كوماندوس لتحقيق هذا الغرض.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، يُعتقد على نطاق واسع، أن سلاح الجو الأميركي، بقاذفات «بي - 2» وقنابله الخاصة التي تخترق الأرض بوزن 30 ألف رطل، قادر على إلحاق ضرر أكبر بكثير بمنشأة فوردو على بعد نحو 95 كيلومتراً جنوب غربي طهران.
وذكرت أن النقاش لايزال مطروحاً، بين متشددين يرون في تدخل واشنطن، فرصة لتحييد خصم للولايات المتحدة، وتعزيز الردع، في مقابل فريق يرى في الانخراط بالحرب، إهدارا للذخائر الثمينة وتوريطا في أزمات الشرق الأوسط.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن ثلاثة أشخاص مطلعين، أن ترامب أبلغ كبار مساعديه ليل الثلاثاء، بأنه وافق على خطط الهجوم، لكنه أحجم عن إصدار أمر نهائي لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي.
في المقابل، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول إيراني رفيع المستوى، أن طهران ستقبل عرض ترامب لعقد اجتماع قريباً. وأضاف أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيقبل بمثل هذا الاجتماع لمناقشة وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
ووفق «واشنطن بوست»، لا يشرح الإسرائيليون كيف سيتعاملون مع فوردو، لكن من بين الأفكار المطروحة، تنفيذ عملية كوماندوس على المنشأة النووية، بهدف تدميرها.
وبحسب خبير الأسلحة النووية الإيرانية ديفيد أولبرايت، فإن «لدى إسرائيل طرقا أخرى لتعطيل عمل فوردو: يمكنهم قطع الكهرباء؛ تدمير نظام التهوية؛ بسهولة تدمير المدخل المخصص للمشاة؛ وتدمير المداخل الرئيسية».
وتابع «حتى من دون القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات، يمكن جعل فوردو غير صالح للعمل لفترة طويلة».
لكن «واشنطن بوست»، تعتبر أن إرسال قوات على الأرض قد يكون محفوفاً بالمخاطر، وقد تكون نتائج القصف ضعيفة، لدرجة أن إسرائيل لن تحقق أهدافها من دون المساعدة الأميركية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 5 ساعات
- الرأي
«عملية كوماندوس»... خيار إسرائيلي آخر لضرب فوردو
يبقى مفاعل فوردو في إيران، هو الهدف الأصعب بالنسبة لإسرائيل، في ظل بنائه في منطقة وعرة وعلى عمق كبير من الأرض... وفي انتظار حسم الرئيس دونالد ترامب، خياره، في شأن دخول الحرب، واستخدام الأسلحة الأميركية الخارقة للتحصينات لتدمير المنشأة، تزداد احتمالات إرسال تل أبيب، قوة كوماندوس لتحقيق هذا الغرض. وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، يُعتقد على نطاق واسع، أن سلاح الجو الأميركي، بقاذفات «بي - 2» وقنابله الخاصة التي تخترق الأرض بوزن 30 ألف رطل، قادر على إلحاق ضرر أكبر بكثير بمنشأة فوردو على بعد نحو 95 كيلومتراً جنوب غربي طهران. وذكرت أن النقاش لايزال مطروحاً، بين متشددين يرون في تدخل واشنطن، فرصة لتحييد خصم للولايات المتحدة، وتعزيز الردع، في مقابل فريق يرى في الانخراط بالحرب، إهدارا للذخائر الثمينة وتوريطا في أزمات الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن ثلاثة أشخاص مطلعين، أن ترامب أبلغ كبار مساعديه ليل الثلاثاء، بأنه وافق على خطط الهجوم، لكنه أحجم عن إصدار أمر نهائي لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي. في المقابل، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول إيراني رفيع المستوى، أن طهران ستقبل عرض ترامب لعقد اجتماع قريباً. وأضاف أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيقبل بمثل هذا الاجتماع لمناقشة وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ووفق «واشنطن بوست»، لا يشرح الإسرائيليون كيف سيتعاملون مع فوردو، لكن من بين الأفكار المطروحة، تنفيذ عملية كوماندوس على المنشأة النووية، بهدف تدميرها. وبحسب خبير الأسلحة النووية الإيرانية ديفيد أولبرايت، فإن «لدى إسرائيل طرقا أخرى لتعطيل عمل فوردو: يمكنهم قطع الكهرباء؛ تدمير نظام التهوية؛ بسهولة تدمير المدخل المخصص للمشاة؛ وتدمير المداخل الرئيسية». وتابع «حتى من دون القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات، يمكن جعل فوردو غير صالح للعمل لفترة طويلة». لكن «واشنطن بوست»، تعتبر أن إرسال قوات على الأرض قد يكون محفوفاً بالمخاطر، وقد تكون نتائج القصف ضعيفة، لدرجة أن إسرائيل لن تحقق أهدافها من دون المساعدة الأميركية.


الرأي
منذ 5 ساعات
- الرأي
الجيش الأميركي يتخذ خطوات احترازية في المنطقة وترامب يتخذ خلال أسبوعين قراراً في شأن مهاجمة إيران
- عراقجي لويتكوف: لا عودة للمفاوضات قبل وقف الهجمات الإسرائيلية - طهران ستهاجم أي طرف ثالث يتدخل في الصراع مع تصاعد وتيرة «حرب العدوين» التي اندلعت قبل أسبوع من دون مؤشر حتى الآن على توقفها، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ قراراً خلال الأسبوعين المقبلين، في شأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الصراع، بينما قال مسؤول إسرائيلي، إن بلاده تتوقع قراراً في شأن إمكانية انضمام واشنطن للعمليات العسكرية خلال اليومين المقبلين. وصرحت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين نقلاً عن رسالة من ترامب «استناداً إلى حقيقة أن هناك فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تجري أو لا تجري مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن التدخل من عدمه خلال الأسبوعين المقبلين». وأضافت «يجب ألا يفاجأ أحد بموقف الرئيس ترامب في شأن إيران». وأشارت إلى أن «الإيرانيين مهتمون بالقدوم إلى البيت الأبيض»، لافتة إلى أن الاتفاق الذي اقترحه المبعوث الخاص ويتكوف على الإيرانيين «كان واقعياً ومقبولاً». وفي سياق متصل، كشف ثلاثة دبلوماسيين لـ «رويترز»، أن ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تحدثا هاتفياً مرات عدة منذ بدء إسرائيل هجماتها على إيران، يوم الجمعة الماضي، في محاولة للتوصل إلى نهاية دبلوماسية للصراع الإقليمي المُدمّر. وذكر الدبلوماسيون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن عراقجي قال إن طهران لن تعود إلى المفاوضات ما لم توقف إسرائيل هجماتها. وأضافوا أن المحادثات تضمنت مناقشة وجيزة لاقتراح أميركي قُدم لطهران في نهاية مايو الماضي، يهدف إلى إنشاء كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج إيران، وهو ما ترفضه طهران حتى الآن. وأوضح دبلوماسي من المنطقة لـ «رويترز»، أن «الاتصال (الأول) تم بمبادرة من واشنطن التي اقترحت أيضاً عرضاً جديداً» لتجاوز الجمود في شأن الخطوط الحمراء المتعارضة. أصول عسكرية أميركية عسكرياً، اتخذ الجيش الأميركي خطوات عدة لحماية أصوله ومعداته في الشرق الأوسط. وصرح مسؤولان دفاعيان ومصدر مطلع لشبكة «سي إن إن»، بأن القيادة المركزية قامت أيضاً بتخزين إمدادات إضافية من الدم في المنطقة، «وهو إجراء تشغيلي قياسي في أي وقت يكون هناك احتمال هجوم على القوات الأميركية». ووصف أحد المسؤولين، هذه التغييرات بأنها «تخطيط احترازي حكيم» وسط تهديدات طهران بمهاجمة القوات والقواعد الأميركية في المنطقة، إذا قررت واشنطن الانضمام إلى إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن 14 طائرة محملة بالمعدات العسكرية وصلت من الولايات المتحدة. «ثمن باهظ» من جانبه، هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بجعل الإيرانيين «يدفعون ثمناً باهظاً»، إثر تأثر مستشفى سوروكا في بئر السبع، بضربات صاروخية إيرانية. وصرح من أمام المستشفى «هدفنا مزدوج، القضاء على التهديد النووي وتهديد الصواريخ البالستية. نحن في المراحل النهائية من القضاء على هذا التهديد». وأشار إلى أن «أميركا تساعدنا وتشارك في حماية مجالنا الجوي»، لافتاً إلى أن «طياريها يرافقون الطائرات الإسرائيلية في الجو». واعتبر وزير الدفاع يسرائيل كاتس، من جانبه، أنه «لا يمكن السماح ببقاء» المرشد الأعلى السيد علي خامنئي. وصرح في مدينة حولون قرب تل أبيب، «وجود نظام مثل نظام خامنئي أمر خطر جداً، إذ تهدف أيديولوجيته إلى تدمير إسرائيل، وهو يستثمر كل موارد دولته باستمرار لتحقيق مثل هذا الهدف». وأضاف «لا يمكن السماح لمثل هذا الشخص بالبقاء». وتابع أن الجيش تلقى تعليمات بتكثيف الضربات على أهداف إستراتيجية في طهران للقضاء على التهديد الموجه لإسرائيل وزعزعة استقرار «نظام آية الله». وغداة تصريحات كاتس، قال نتنياهو: «أصدرتُ تعليماتي بأنه لن يتمتع أحد بالحصانة في إيران». تحذيرات إيرانية وفي طهران، أكد مجلس الأمن القومي، أنه سيهاجم فوراً أي طرف ثالث يتدخل في الصراع. وأفاد في بيان، «إذا تدخل طرف ثالث في العدوان فسيتم الرد عليه بشكل مباشر ووفق المخطط المحدد». وأعلن مجلس صيانة الدستور، أن «على الحكومة الأميركية المجرمة ورئيسها الغبي أن يعلموا على وجه اليقين أنهم إذا ارتكبوا خطأ وتحركوا ضد إيران، فإنهم سيواجهون رداً قاسياً». تدمير متبادل ميدانياً، أطلقت فجراً صافرات الإنذار في مناطق إسرائيلية عدة، ولجأ السكان لفترة وجيزة إلى الملاجئ، بالتزامن مع هجوم صاوخي إيراني عنيف على الجنوب وقرب تل أبيب. وذكرت وزارة الخارجية أن مستشفى سوروكا في بئر السبع (جنوب) الذي يعالج الجنود في حرب غزة، تعرض «لضربة مباشرة»، ما أسفر عن جرح 47 شخصاً، فيما أصيب 18 أيضاً «خلال نزولهم إلى الملاجئ». في المقابل، أعلنت طهران، أن الهدف الرئيسي للهجوم كان «قاعدة القيادة والاستخبارات للجيش الإسرائيلي (IDF C4I) ومعسكر استخبارات الجيش في تجمع غاف يام التكنولوجي، بالقرب من مستشفى سوروكا». وأضافت أن المستشفى «تعرض فقط لعصف الانفجار... الهدف المباشر والدقيق» كان المنشأة العسكرية. كما لحقت أضرار كبيرة بمبان في رامات غان، وهي مركز تجاري رئيسي يضم أبراجاً شاهقة، بعد استهداف مبنى سكني في الحي الواقع شرق تل أبيب. وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصاً على الأقل في إيران منذ بداية الحرب. وفي الدولة العبرية، سقط 24 شخصاً.


الرأي
منذ 5 ساعات
- الرأي
من طهران إلى تل أبيب... رد إيران الصاروخي وخطر الإشعاع في الشرق الأوسط
- مصادر لـ «الراي»: طهران تفادت بصعوبة ضربة لخامنئي بعد مغادرته مقر إقامته مع تصاعد المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية إلى صراع إقليمي أوسع، برزت طهران ليس فقط كخصمٍ صامد، بل كقوةٍ قادرةٍ على تحمل الضغط وإلحاق خسائر إستراتيجية واقتصادية جسيمة. من خلال نشر تكنولوجيا الصواريخ المتطورة واستئصال شبكات التجسس، تُعيد تشكيل ساحة المعركة وفقاً لشروطها الخاصة، بينما تواجه إسرائيل ضغوطاً داخليةً متزايدةً - عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً - مع امتداد حربها عبر قطاع غزة ولبنان واليمن. لقد أثبتت إيران قدرتها على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل بضربها في الوسط والجنوب والشمال، لتقول إن «لا هناك مكان آمن»، من دون الحاجة إلى نصرٍ عسكريٍّ مباشر عليها أو على حلفائها. إستراتيجيتها واضحة: المقاومة، الصمود، وإطالة أمد الصراع، مع رفض أي شروطٍ للاستسلام. تشن طهران حملة قصف يومي متواصلة ومدروسة باستخدام بعضٍ من أكثر الصواريخ محلية الصنع تطوراً في المنطقة - وهي أنظمة لا مثيل لها لدى إسرائيل أو أي جيش شرق أوسطي. يهدف هذا الضغط المستمر إلى استنزاف المجتمع الإسرائيلي، الذي لايزال، حتى الآن، متمسكاً برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. لأكثر من 15 عاماً، رسخ نتنياهو فكرة أن إيران تُشكل تهديداً وجودياً. ويبدو أن طموحه على المدى الطويل يتجاوز تحييد القدرة العسكرية الإيرانية: فهو يتصور تغييراً في النظام من شأنه أن يُؤدي إلى انهيار شبكة طهران الإقليمية، ما يُمهد الطريق لبلاده لتوسيع حدودها بحرية - وهي رؤية أيدها الرئيس دونالد ترامب ضمنياً، عندما قال «إسرائيل صغيرة جداً»، مقترحاً توسيعها. وتتناسب الفكرة تماماً مع إطار عقيدة «إسرائيل الكبرى»، خصوصاً إذا لم يبقَ أي تهديد لها في المنطقة. ورداً على ذلك، صعّدت طهران من استخدام أسلحة متطورة - مستهدفةً المراكز السكانية والمواقع العسكرية والاستخباراتية عالية القيمة. الصواريخ الإيرانية من بين الصواريخ، «سجيل-2» البالستي الذي يعمل بالوقود الصلب ولم يستخدم من قبل... يراوح مداه بين 2000 و2500 كيلومتر، وتصل سرعته في منتصف مساره إلى 12 - 13 ماخ. وتحمل الأنواع الأكثر تطوراً، رؤوساً حربية من نوع مركبات إعادة الدخول المتعددة (MRV)، والتي تنقسم بعد وصولها إلى الفضاء وتعود إلى الغلاف الجوي معاً لضرب منطقة هدف مشتركة. ورغم عدم توجيه مركبات إعادة الدخول المتعددة بشكل مستقل، إلا أنها تزيد من قدرتها التدميرية وقدرتها على سحق الدفاعات. ويتميز الصاروخ بثبات ودقة أكبر بكثير من سابقاته، وهو مصمم لتجاوز الدفاعات الصاروخية متعددة الطبقات - بما في ذلك أنظمة «القبة الحديدية»، «مقلاع داوود» و«حيتس». هذه الضربات الصاروخية المتطورة تُضعف القدرات الدفاعية وقدرتها على التحمل النفسي، مع استنزاف أنظمة اعتراضها. وقد كشف هذا الضعف الإستراتيجي عن اعتماد إسرائيل على الدعم الخارجي، ودفعها إلى الضغط على دونالد ترامب للتدخل العلني. ومع ذلك، لاتزال واشنطن مترددة، مُدركةً أن المشاركة العلنية قد تغرقها في الوحل الايراني وتُعرّض قواعدها في المنطقة والطرق البحرية للانتقام- وهو خطر لم تُقرر واشنطن، قبوله بعد. مكافحة التجسس في الوقت نفسه، كثّفت إيران عمليات مكافحة التجسس، ونجحت في تفكيك شبكات واسعة النطاق مُتغلغلة على أراضيها. ارتبطت هذه الخلايا بموجة من محاولات اغتيال مسؤولين، بما في ذلك ضربة فاشلة على المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، والتي تفادتها بصعوبة بعد ساعة واحدة فقط من مغادرته مقر إقامته، كما علمت «الراي» من مصادر مطلعة. كما كشفت قوات الأمن عن عمليات تصنيع مسيّرات على أراضيها، مسؤولة عن تخريب الدفاع الجوي بطائرات من دون طيار انتحارية وهجمات متعددة أخرى ضد أهداف متنوعة. ... لكن في صراعٍ بلا نهاية واضحة، يبدو أن إسرائيل مستعدةٌ بشكل متزايد لشنّ هجومٍ مباشر، وإيران لا تُبدي أيَّ نيةٍ للتراجع. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمو موقع بوشهر النووي، بعد ساعاتٍ فقط من تأكيد تل أبيب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنها لن تستهدف المنشأة. وفي تحوّلٍ غريب، تراجع المسؤولون الإسرائيليون، قائلين «كان من الخطأ هذا الخرق للضمانات الدبلوماسية» الذي لا يحمل تداعيات جيوسياسية عميقة فحسب، بل يفتح الباب أيضاً أمام كارثة قد تجتاح منطقة الخليج بأكملها وتتردد صداها في أنحاء العالم كافة. تقع منشأة بوشهر على طول ساحل الخليج العربي. وقد تدفع الرياح السائدة أي تسرب إشعاعي ناتج عن أي هجوم باتجاه دوله مباشرة. ويلوح في الأفق تهديد أكبر يتعلق بالأمن المائي... دول الخليج تعتمد بشكل كبير على محطات تحلية المياه للحصول على مياه الشرب. وسيؤدي تسرب المواد المشعة إلى تلويث مياه البحر، ما قد يؤدي إلى توقف هذه المحطات عن العمل، وحال طوارئ إنسانية واسعة النطاق. كما تعد منطقة الخليج شريان الحياة للطاقة في العالم، حيث يمر ما يقرب من ثلث النفط العالمي عبر مضيق هرمز. وسيؤدي وقوع حادث نووي إلى إغلاق هذا الممر البحري، وسترتفع أسعار النفط العالمية بشكل خيالي. ولن تقتصر الصدمة الاقتصادية على منطقة محددة، بل قد تمتد إلى الأسواق العالمية، ما يؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار القائمة. فالقانون الدولي واضح: المادة 56 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف تحظر الهجمات على المنشآت النووية. وتُشكل ضربة إسرائيل على بوشهر «جريمة حرب» في هذا الإطار. تكلفة حروب إسرائيل انها حرب مكلفة على الجميع خصوصاً إسرائيل التي دخلت حروبها يومها الـ 620، على جبهات متعددة، بما في ذلك لبنان واليمن وإيران. ما بدأ كمواجهة في غزة توسع ليتحول إلى صراع إقليمي بتكاليف متراكمة. وفي حين تستهلك العمليات العسكرية موارد هائلة، تواجه إسرائيل أيضاً سيلاً من التحديات الداخلية والخارجية. في مواجهتها مع إيران، دخلت مرحلة من الضغط المالي المتسارع. على مدى أيام فقط من التصعيد، تكبدت إسرائيل نفقات عسكرية مباشرة تجاوزت 13.5 مليار شيكل (نحو 4 مليارات دولار). وهذا يشمل الغارات الجوية الهجومية، وأنظمة الاعتراض، وتعبئة الاحتياط. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن تكلفة الحرب قد تبلغ نحو 24 ملياراً. وفقاً لمصادر إسرائيلية، يبلغ متوسط التكلفة اليومية للحرب الآن 2.75 مليار شيكل (نحو 730 مليون دولار)، وقد استُنفدت بالفعل معظم ميزانية الطوارئ في وقت سابق من هذا العام خلال عمليات غزة. وكانت وزارة المالية حددت سقفاً للعجز لعام 2025 بنسبة 4.9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل نحو 105 مليارات شيكل (نحو 28 مليار دولار). ويتعرض هذا الحد الآن لضغوط شديدة، مع الحاجة إلى تمويل إضافي لتغطية الخسائر المتزايدة. علاوة على ذلك، من المتوقع أن يخسر الاقتصاد 0.7 في المئة من نموه المتوقع لعام 2025، بانخفاض عن توقعات تتراوح بين 4.3 و3.6 في المئة. وقد خلقت الحرب حالة من عدم اليقين على نطاق واسع، ما تسبب في اضطرابات اقتصادية ليس فقط من خلال الإنفاق العسكري المباشر ولكن أيضاً من خلال التغيرات في سلوك المستهلك ونقص العمالة الناتج عن استدعاءات الاحتياط العسكرية على نطاق واسع. وإلى جانب النفقات العسكرية، تواجه إسرائيل تكاليف مدنية متزايدة. فقد قدمت أكثر من 20 ألف أسرة دعاوى قانونية ضد الحكومة، مطالبة بتعويضات خلال الحرب الحالية. تزداد الصورة الاقتصادية قتامة؛ تتراجع قيم العقارات في المناطق المتضررة بشكل حاد، ما يُهدد بانهيار سوق العقارات وزيادة عدم الاستقرار الاقتصادي. وفقاً لخبراء قطاع الإسكان، إذا لم تُعالج الأضرار بشكل عاجل، فقد يؤثر النزوح الجماعي وفقدان قيمة العقارات سلباً على الاقتصاد. ينسحب المشترون من أحياء بأكملها، وتُعيد البنوك تقييم محافظ الرهن العقاري، ما قد يُسبب كساداً في سوق الإسكان ويُقلل الإيرادات العامة لسنوات. كما بدأت الهجمات من اليمن تُلقي بثقلها. فقد أدت الضربات المُسيّرة التي شنّها «أنصارالله» الحوثيون على البنية التحتية في جنوب إسرائيل - خصوصاً الموانئ ومواقع الطاقة - إلى تعطيل طرق الشحن والتجارة. ارتفعت أقساط التأمين على البضائع بشكل كبير، ما ردع شركات الخدمات اللوجستية الدولية عن الرسو في الموانئ الإسرائيلية، ولاسيما في إيلات وأشدود. في لبنان، أدى القصف المتواصل منخفض الكثافة لـ «حزب الله» والغارات الدورية عبر الحدود إلى إنشاء جبهة ثانية مكلفة لإسرائيل، ما زاد من استنزاف كل من جاهزيتها العسكرية ومرونتها الاقتصادية. وبحسب البنك الدولي، تسبب الصراع في أضرار اقتصادية تقدر بنحو 8.5 مليار دولار، بما في ذلك 1.1 مليار لكل من الخسائر الزراعية والسياحية خلال العام الماضي. وقد أجبر هذا الضغط المستمر، وكالات الائتمان على خفض تصنيف إسرائيل، ما يُشير إلى مخاوف طويلة الأمد بشأن المالية العامة والاستقرار. مع عدم وجود نهاية في الأفق، تستمر التكلفة التراكمية للحرب في التصاعد. تواجه إسرائيل احتمال حدوث أضرار اقتصادية هيكلية، واستياءً شعبياً، وعدم استقرار جيوسياسي طويل الأمد - ليس فقط بسبب «صواريخ العدو»، لكن أيضاً بسبب الثمن الباهظ لحرب مطولة على جبهات متعددة. ولايزال أفق الحل بعيدا مع احتمال تطور الحرب للأسوأ.