logo
توجهات ترامب تهدد مستقبل الطاقة النظيفة بالولايات المتحدة

توجهات ترامب تهدد مستقبل الطاقة النظيفة بالولايات المتحدة

البوابةمنذ 3 أيام
واجه استثمارات كبرى في قطاع الطاقة النظيفة بالولايات المتحدة مصيرًا غامضًا، بعد أن قرر الجمهوريون بشكل مفاجئ وقف الدعم الفيدرالي الممنوح لمشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ضمن حزمة الموازنة الضخمة التي أُقرّت مؤخرًا، فيما وجّه البيت الأبيض الوكالات الفيدرالية لتشديد قواعد التأهل للحصول على ما تبقى من الحوافز المالية.
ويُعد هذا التحول في السياسات تراجعًا جذريًا عن التوجهات السابقة، منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يحذر المطوّرون والمصنّعون والمحلّلون من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى انخفاض حاد في وتيرة تشغيل مشاريع الطاقة المتجددة خلال العقد المقبل، وتراجع الاستثمارات وفرص العمل في قطاع تصنيع معدات الطاقة النظيفة، إلى جانب تعميق أزمة محتملة في إمدادات الكهرباء، في ظل النمو المتسارع في البنية التحتية الخاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وبحسب شركة "وود ماكنزي" للأبحاث، فإن معدلات تشغيل مشاريع الطاقة الشمسية قد تتراجع بنسبة 17%، وطاقة الرياح بنسبة 20% مقارنةً بالتوقعات السابقة للعقد المقبل، كما حذرت الشركة من أن ندرة مصادر الطاقة الجديدة قد تُعيق توسع مراكز البيانات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقا لما نقلته منصة "ياهو فاينانس" الاقتصادية.
ولفت مركز "روديوم" البحثي إلى أن القانون الجديد يعرّض استثمارات بقيمة 263 مليار دولار في مشروعات الرياح والطاقة الشمسية والتخزين للخطر، إلى جانب 110 مليارات دولار أخرى من الاستثمارات التصنيعية المرتبطة بها.. كما سيتسبب هذا التراجع في زيادة تكاليف الطاقة الصناعية بنحو 11 مليار دولار بحلول عام 2035.
ودخل عدد من كبرى الشركات المصنعة للطاقة الشمسية في مرحلة "التريث الإجباري"، حيث علّقت شركة "بيلا سولار" في إنديانابوليس توسعة مصنعها البالغة 20 مليون دولار، والتي كانت ستوفر 75 فرصة عمل جديدة، بينما أعادت شركة "هيليين" الكندية النظر في مشروعها لإنشاء مصنع خلايا شمسية في مينيسوتا بتكلفة قد تصل إلى 350 مليون دولار، وكذلك تراجعت "نورسَن" النرويجية عن تقييماتها بشأن مشروع بقيمة 620 مليون دولار لإنشاء مصنع رقائق شمسية في تولسا بولاية أوكلاهوما.
وفي السياق ذاته، أصبحت مشروعات طاقة الرياح البحرية الضخمة عرضة للإلغاء، رغم حصولها على كافة التصاريح القانونية، ومنها مشروع بقدرة 300 ميجاوات لشركة "يو إس ويند" قبالة ساحل ماريلاند، وآخر بقدرة 791 ميجاوات تابع لشركة "إيبردرولا" قبالة ساحل ماساتشوستس.
وقالت هيلاري برايت المديرة التنفيذية لمجموعة "تيرن فوروورد" لدعم طاقة الرياح البحرية "إن هذه المشاريع باتت "محاصرة زمنيًا" ولم يعد لديها الوقت الكافي للاستفادة من الحوافز الضريبية المتبقية".
ويقضي النص الجديد للقانون الأمريكي بالإسراع في إلغاء الحوافز الضريبية البالغة 30% لمشروعات الطاقة المتجددة، حيث يتوجب على المشاريع أن تبدأ الإنشاء خلال عام واحد فقط أو أن تدخل الخدمة بحلول نهاية عام 2027 لتكون مؤهلة للحصول على الحوافز، علمًا بأن القوانين السابقة كانت تمدد هذه الحوافز حتى عام 2032.
وتفاقمت حالة عدم اليقين بعد أن وجّه الرئيس ترامب وزارة الخزانة الأمريكية إلى إعادة تعريف مصطلح "بدء الإنشاء"، وهو ما يهدد بإلغاء قاعدة قائمة منذ سنوات تسمح للشركات بالحصول على الحوافز بعد إنفاق 5% فقط من تكاليف المشروع خلال أربع سنوات.. ومن المتوقع إصدار التعديلات الجديدة خلال 45 يومًا.
وقال مارتن بوشتاروك الرئيس التنفيذي لشركة "هيليين" إن "التمويل بات صعبًا للغاية في ظل هذا المستوى من الغموض، إن لم يكن مستحيلًا"، مؤكدا أن شركته لاتزال في انتظار وضوح الرؤية فيما يتعلق بأثر القانون على الطلب داخل الولايات المتحدة، ومدى تأثير سياسات ترامب التجارية على الصناعة.
وتواجه الحكومة الأمريكية تحديًا متزايدًا في تلبية الطلب المرتفع على الكهرباء نتيجة التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، إذ تتوقع شركة "آي سي إف" الاستشارية نموًا بنسبة 25% في الطلب على الكهرباء بحلول 2030، في ظل استقرار استهلاك الكهرباء لعقود طويلة.
فيما يتوقع مشروع "ريبيت" التابع لجامعة برينستون ارتفاع الطلب على الكهرباء بمعدل 2% سنويًا، ويحذر من أن تراجع مشاريع الطاقة المتجددة قد يؤدي إلى زيادة متوسط تكلفة الكهرباء المنزلية بنحو 280 دولارًا سنويًا بحلول عام 2035.
وفي ظل هذه الأوضاع، تتجه الأنظار إلى الأشهر القادمة لترقب ما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستتراجع عن هذه الإجراءات أو تضع آليات بديلة لدعم القطاع، أم أنها ستترك السوق لمواجهة مصيره في ظل سياسات جديدة قد تغيّر مستقبل الطاقة في الولايات المتحدة بالكامل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ستيلانتيس تتكبد خسائر ضخمة في النصف الأول من العام
ستيلانتيس تتكبد خسائر ضخمة في النصف الأول من العام

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 35 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

ستيلانتيس تتكبد خسائر ضخمة في النصف الأول من العام

وأفادت ستيلانتس ، التي تمتلك علامات تجارية مثل بيجو وسيتروين وفيات وأوبل وكرايسلر وجيب وألفا روميو، بأن صافي خسائرها العائدة إلى مالكي الشركة الأم في النصف الأول من عام 2025 بلغ 2.24 مليار يورو (2.6 مليار دولار)، أو 0.78 يورو للسهم، مقارنة بصافي دخل بلغ 5.6 مليار يورو، أو 1.86 يورو للسهم، في العام السابق. وتضمنت نتائج الفترة الأخيرة رسومًا صافية بقيمة 3.3 مليار يورو مستثناة من صافي الدخل التشغيلي المعدل، يتراجع مقارنة بصافي ربح النصف الأول من عام 2024 البالغ 5.6 مليار يورو. وبلغت الأرباح المعدلة للسهم خلال الفترة 0.18 يورو مقارنة بـ 2.36 يورو في العام السابق. وتراجعت الإيرادات الصافية للنصف الأول من عام 2025 لتصل إلى 74.3 مليار يورو، بتراجع 13 بالمئة عن العام الماضي. ويعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى تراجع الأداء في مناطق أمريكا الشمالية وأوروبا الموسعة، بينما تم تعويض جزء منه عبر النمو في أميركا الجنوبية. وقامت ستيلانتس بتحديث تقديرها لتأثير صافي الرسوم الجمركية لعام 2025 إلى نحو 1.5 مليار يورو، منها 0.3 مليار يورو تكبدتها في النصف الأول من عام 2025. وأكدت الشركة أنها لا تزال تعمل بشكل وثيق مع صانعي السياسات المعنيين، مع الاستمرار في التخطيط للسيناريوهات طويلة الأجل.

«بوينغ» تقلص خسائرها 57% إلى 1.24 دولار للسهم خلال الربع الثاني 2025
«بوينغ» تقلص خسائرها 57% إلى 1.24 دولار للسهم خلال الربع الثاني 2025

صحيفة الخليج

timeمنذ 42 دقائق

  • صحيفة الخليج

«بوينغ» تقلص خسائرها 57% إلى 1.24 دولار للسهم خلال الربع الثاني 2025

أعلنت شركة «بوينغ» عن تحسن ملحوظ على أساس سنوي في نتائجها المالية للربع الثاني من عام 2025، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 34%. في حين تقلّصت الخسارة الأساسية للسهم بنسبة 57.2% إلى 1.24 دولار مقابل 2.90 دولار في الربع الثاني من 2024. ارتفع سهم الشركة بنسبة 2.16% في تداولات ما قبل افتتاح السوق ليصل إلى 241.52 دولار عقب العرض المالي الذي أُجري في 29 يوليو، مما يعزز الزخم الإيجابي الذي بدأ مع نتائج الربع الأول التي جاءت أفضل من التوقعات. وسجّلت «بوينغ» إيرادات بلغت 22.7 مليار دولار في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بـ 16.9 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2024، أي بزيادة قدرها 34.3%. كما تحسّن هامش التشغيل ليصل إلى سالب 0.8% مقارنة بـسالب 6.5% قبل عام. تحسن دراماتيكي كما سجّلت الشركة تحسناً دراماتيكياً في التدفق النقدي الحر، حيث بلغ سالب 0.2 مليار دولار فقط، مقارنة بـ سالب 4.3 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي. ورغم هذا التحسن السنوي اللافت، إلا أن بعض المؤشرات تراجعت مقارنة بالربع الأول من 2025، إذ كانت خسارة السهم الأساسية آنذاك 0.49 دولار فقط. ومع ذلك، فإن الإيرادات التي وصلت إلى 22.7 مليار دولار في الربع الثاني تعكس نمواً بنسبة 16.4% مقارنة بالربع الأول، مما يشير إلى استمرار الزخم في أعمال الشركة. وحقق قطاع الطائرات التجارية النمو الأقوى بين جميع قطاعات «بوينغ»، حيث قفزت الإيرادات بنسبة 81.7% لتصل إلى 10.9 مليار دولار مقارنة بـ 6 مليارات دولار في الربع الثاني من 2024. كما تحسن هامش التشغيل إلى سالب 5.1% بعد أن كان سالب 11.9% قبل عام، على الرغم من استمرار الخسائر في هذا القطاع. زيادة الإنتاج وقامت الشركة بزيادة وتيرة إنتاج طائرات 737 لتصل إلى 38 طائرة شهرياً، مع الإبقاء على وتيرة إنتاج طائرات 787 عند 7 طائرات شهرياً. ويظل دفتر الطلبيات في هذا القطاع قوياً، بقيمة إجمالية تبلغ 522 مليار دولار، تمثل أكثر من 5,900 طائرة قيد الطلب. وأشارت الإدارة إلى أنها تعتزم التركيز على استقرار معدلات الإنتاج الحالية قبل التفكير في زيادتها، مما يعكس نهجاً حذراً تجاه توسيع القدرات التصنيعية. وعاد قطاع الدفاع والفضاء والأمن في «بوينغ» إلى الربحية خلال الربع الثاني من 2025، مسجلاً هامش تشغيل قدره 1.7%، مقارنة بـسالب 15.2% في نفس الفترة من العام الماضي. كما ارتفعت الإيرادات بنسبة 10% لتصل إلى 6.6 مليار دولار مقابل 6 مليارات دولار في الربع الثاني من 2024.

أوراسكوم كونستراكشون تنقل أسهمها إلى سوق أبوظبي - ما القصة؟
أوراسكوم كونستراكشون تنقل أسهمها إلى سوق أبوظبي - ما القصة؟

زاوية

timeمنذ ساعة واحدة

  • زاوية

أوراسكوم كونستراكشون تنقل أسهمها إلى سوق أبوظبي - ما القصة؟

ستنقل شركة أوراسكوم كونستراكشون الإماراتية، أسهمها للتداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية بدلا من ناسداك دبي، بما يتماشى مع أعمالها في إمارة أبوظبي، وخططها التوسعية. أعلنت الشركة التي تعود لعائلة ساويرس الشهيرة بمصر وتعمل منذ 1950، وتتداول أسهمها أيضا في بورصة مصر، الاثنين، دعوة الجمعية العامة غير العادية يوم 12 أغسطس المقبل، للموافقة على إلغاء القيد في ناسداك دبي، والانتقال لسوق أبوظبي، ونقل الشركة لأبوظبي، مع استمرار الإدراج المزدوج في مصر. "يرتبط القرار بشكل وثيق بأعمال الشركة ورغبتها التوسعية، وهو ليس مجرد بحث عن سوق تداول نشط،" حسب ميلاد عزار محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA للتداول، لزاوية عربي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة توازن بين مركز أعمال الشركة وسوق رأس المال المدرجة فيه. وبحسب تصريحات للرئيس التنفيذي للشركة أسامة بشاي، الاثنين، من المتوقع قيد الأسهم ببورصة أبوظبي خلال شهرين. لم يذكر بيان الشركة دوافعها للانتقال لسوق أبوظبي، لكن عزار، يرى أن القرار يعكس تزايد ثقل عمليات الشركة ومشاريعها الكبرى في أبوظبي، مثل الشراكة الاستراتيجية مع أدنوك. "الشركة تحتاج إلى سيولة أعلى وقاعدة مستثمرين أوسع لدعم نموها وتمويل مشاريعها المستقبلية والوصول إلى تقييم عادل يعكس حجم أعمالها المتنامي في المنطقة،" وفق المحلل. تنفذ الشركة مشروع محطة لمعالجة المياه لصالح أدنوك الإماراتية ينتهي في 2026، كما أن لدى الشركة خطط للتوسع في أعمالها في السعودية. فازت أوراسكوم كونستراكشون ضمن تحالف مع شركة إسبانية، بمشروع كهرباء في السعودية بقيمة 2.6 مليار دولار. وتنطوي خطة الشركة على البحث عن فرص توفر تمويل مستقر وعقود عادلة. وتتضمن زيادة حجم أعمالها في سوقي الإمارات والسعودية، بحسب تصريحات سابقة لبشاي. سيولة السهم "سيؤثر هذا الانتقال بشكل كبير وإيجابي على تداول السهم. من المتوقع أن ترتفع سيولة السهم بشكل هائل، مما يسهل على المستثمرين تداوله ويحسن من كفاءة اكتشاف السعر،" وفق عزار. يوفر سوق أبوظبي أحجام تداول واسعة بالمقارنة مع سوق ناسداك دبي. هذا الفارق في السيولة والقيمة السوقية وحجم الصفقات، وفق المحلل. لا تنشر ناسداك دبي، تفاصيل عن حجمها السوقي بشكل منفصل، لكن بالمقارنة بين سوق دبي المالي إجمالا وسوق أبوظبي وفق أحدث بيانات صادرة الاثنين 28 يوليو، نجد أن القيمة السوقية لبورصة أبوظبي تتخطى 860.6 مليار دولار، فيما تبلغ القيمة السوقية لسوق دبي المالي نحو 289.6 مليار دولار. كما توقع المحلل، أن يفتح الانتقال لسوق أبوظبي، الباب أمام إدراج سهم أوراسكوم كونستراكشون في المؤشرات الرئيسية لسوق أبوظبي، مما قد يجذب استثمارات جديدة من الصناديق الخاملة ويدعم تقييم السهم على المدى الطويل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store