logo
سياسة الغموض النووي: ماذا ستفعل طهران الآن؟

سياسة الغموض النووي: ماذا ستفعل طهران الآن؟

القدس العربي ٠٥-٠٧-٢٠٢٥
طهران ـ «القدس العربي»: بينما تتجه الأنظار إلى النرويج، حيث من المتوقع أن تعقد الجولة الأولى من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة منذ اندلاع 'حرب الـ12 يوما'، تتبنى طهران استراتيجية محسوبة في التعامل مع ملفها النووي، قائمة على ما يسميه البعض بـ'سياسة الغموض النووي'.
فرغم ما تشير إليه بعض التحليلات بأن واشنطن تسعى إلى فتح قنوات حوار لاحتواء تداعيات الحرب الأخيرة، إلا أن إيران قررت المضي في مسار تصعيدي محسوب عبر إقرار قانون جديد يعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بعد الهجوم الأمريكي-الإسرائيلي على منشآتها النووية.
الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، صادق على القانون الذي أقره البرلمان الإيراني، والذي يقضي بتعليق العمل بالبروتوكولات المرتبطة بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية 'NPT' وضماناتها، إلى حين استيفاء شروط محددة.
وتشمل هذه الشروط: ضمان أمن المنشآت النووية، وتوفير الحماية لعلماء الذرة الإيرانيين، ووقف الأعمال العدائية تجاه البنية التحتية النووية.
إقرار هذا القانون جاء كرد فعل مباشر على الضربات الجوية التي استهدفت منشآت رئيسية مثل فوردو، ونطنز، وأصفهان والتي ما تزال الأضرار التي لحقت بها غير واضحة بالكامل في ظل تعتيم رسمي متعمد.
وبعد دخول القانون حيز التنفيذ، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قطع العلاقات مؤقتا مع طهران. وغادر فريق مفتشيها الأراضي الإيرانية براً يوم الجمعة الماضي، متجهين نحو فيينا من دون أن يسمح لهم بزيارة المواقع النووية منذ الضربة قبل أسبوعين.
الخطوة التي اتخذتها إيران أثارت ردود فعل دولية، خاصة أن الأمر يتزامن مع اتهام مجلس محافظي الوكالة لطهران بعدم الالتزام بالضمانات النووية. وجاء هذا القرار بناء على تقرير المدير العام رافائيل غروسي، الذي أشار إلى أن إيران باتت تمتلك ما يزيد عن 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، وهي كمية تكفي نظرياً لإنتاج نحو 10 قنابل نووية.
غروسي شريكاً في التصعيد
في طهران، لم تخف السلطات غضبها من موقف الوكالة ومديرها، إذ يرى المسؤولون الإيرانيون أن غروسي ساهم بشكل غير مباشر في إشعال فتيل الحرب عبر تقارير 'مسيسة وغير واقعية' حسب وصفهم، بشأن برنامج إيران النووي.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي: 'ليس لدينا عداء مع المنظمات الدولية، ولكن مواطنينا غاضبون من موقف وكالة الطاقة الذرية. كنا نتوقع منها إدانة الاعتداء على منشآتنا النووية، لكنها لم تفعل'.
في ظل هذه المستجدات، دخل البرنامج النووي الإيراني مرحلة جديدة من العمل بعيداً عن الرقابة الدولية، حيث يظهر الواقع في طهران أن المعلومات حول المدى الحقيقي للأضرار، أو مستوى استئناف العمليات في المنشآت المتضررة، أصبحت محصورة في دوائر عليا من النظام.
ويقول رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي: 'الهجمات على منشآتنا أثبتت أن منطق الغابة هو السائد في العالم. وإذا لم نكن أقوياء، لن نبقى. الشعب الإيراني فهم هذه الحقيقة جيداً'.
كما وصف الضربات الأمريكية بأنها انتهاك مباشر لميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني سيستمر ولن يتوقف رغم كل الظروف.
الباحث في الشأن الإيراني، مصطفى نجفي، يرى أن تعليق العمل مع الوكالة هو الخطوة الأولى في إطار سياسة الغموض النووي، والتي تهدف إلى زيادة الشكوك حول قدرات إيران الحقيقية على التعافي وإعادة بناء منشآتها المتضررة.
ويضيف نجفي: 'هذه الاستراتيجية تمنح إيران ميزة تفاوضية. فهي تظهر نفسها وكأنها في موقف ضعف، بينما في الواقع تعقد من حسابات الطرف الآخر الذي لا يعرف ما إذا كانت طهران تمتلك أوراقاً سرية أم لا'.
ويتابع نجفي: 'نجاح سياسة الغموض النووي يتطلب إدارة دقيقة ومتكاملة على المستويين الدبلوماسي والأمني، كما يحتاج إلى خطاب داخلي موحد ومنضبط'.
ما مصير منشأة فوردو؟
عرّاب السياسة النووية الجديدة هو كبير المفاوضين الإيرانيين ووزير الخارجية الحالي عباس عراقجي، الذي تحدث للإعلام الأمريكي رداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال إن الضربات الأخيرة 'قضت نهائياً على البرنامج النووي الإيراني'.
جاء رد عراقجي بنبرة محسوبة: 'لا أحد يعلم بالضبط ماذا حدث في منشأة فوردو. يبدو أنها غير قابلة للتشغيل حالياً. الأضرار جسيمة، والهيئة ما تزال تقيم الوضع لمعرفة إمكانية إعادة تشغيلها'.
يضيف عراقجي أن السياسة النووية الإيرانية قيد التطوير الآن، مع التمسك بحق بلاده في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية: 'دفعنا ثمناً باهظاً من العقوبات والدماء لأجل هذا البرنامج، لقد تحملنا حرباً لفترة الـ12يوما، فأضيف عامل مهم إلى ما سبق من تضحيات شعبنا من أجل إنتاج اليورانيوم المخصب بأنفسنا، وهذا هو شرف وفخر وطني ولا يمكن التخلي عنه بسهولة، من المؤكد أننا سنحتفظ بهذا الحق ونسعى لذلك'.
أما الجماعات المتشددة من التيار المحافظ، فما زالت تؤكد على عدم التفاوض مع واشنطن، وإن كان ذلك ضرورة لابد منها فيجب على الفريق التفاوضي الإيراني أن يأخذ معه ورقة القنبلة النووية، ويشرح الكاتب عبدالله كنجي: 'في أي مفاوضات مستقبلية محتملة، ما ينبغي على إيران طرحه على الطاولة هو خيار التخصيب أو القنبلة النووية، لأننا شهدنا القصف وهذا يعطينا الحق في ذلك'.
على الرغم من التصعيد، يبرز تيار داخل النظام السياسي الإيراني يدعو إلى ضبط النفس والابتعاد عن الانفعالات ما بعد الضربات، والانخراط في مسار تفاوضي عقلاني.
الدبلوماسي المخضرم حميد أبوطالبي، دعا الرئيس مسعود بزشكيان إلى تهدئة المشاعر العامة واتخاذ قرارات مدروسة: 'تحييد الأجواء العاطفية من مستويات صنع القرار في السياسة الخارجية ضرورة حتمية في الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد'.
من جانبه، انتقد السياسي الإصلاحي أحمد زيدآبادي، أسلوب الحكومة الغامض: 'يتحدث المسؤولون كثيراً عما لن يفعلوه، لكنهم لا يوضحون ما الذي سيفعلونه فعلاً. الناس يريدون رؤية خريطة طريق واضحة'.
الباحث الاجتماعي والمحلل السياسي عباس عبدي، يرى أن إيران في مفترق طرق: 'إذا أرادت إيران العمل ضمن النظام الدولي، فلا يمكنها تجاوز قواعده. هي تسعى أحياناً للاندماج فيه، لكنها أيضا تتحدى أساساته، وهو ما يجعلها تدفع ثمن العزلة ولا تنال مكاسب الاندماج'.
غموض نووي وانفتاح دبلوماسي!
رغم قانون البرلمان الذي يقيد التعاون مع الوكالة، إلا أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام الدبلوماسية، إذ يجيز نفس القانون للمجلس الأعلى للأمن القومي العمل مع الوكالة الدولية في حال وجود مصلحة وطنية.
وهذا ما ألمح إليه عراقجي مؤخراً، حين قال: 'لا تزال إيران ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي واتفاقية الضمانات. قرار وقف التعاون جاء لأسباب أمنية، ولكن تنظيم التعاون في المستقبل سيكون حصرياً بيد المجلس الأعلى للأمن القومي'.
وفي بيان رسمي، دعا الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الحكومة إلى طمأنة الشارع الإيراني، وفتح آفاق جديدة للتنمية عبر الحوار، قائلاً: 'رغم التحديات، إلا أن أيدي إيران ليست مكبلة أمام الحوار البناء وحل القضايا المعقدة'.
وأشار إلى أن التلاحم الوطني الذي أظهره الشعب الإيراني في مواجهة العدوان شكل عامل ردع أساسي، ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها، مؤكداً أن الوحدة الوطنية هي كنز ثمين يجب استثماره سياسياً.
ويختم خاتمي وهو من كبار داعمي حكومة بزشكيان: 'أظهرت طهران خلال مراحل الدخول في المفاوضات السابقة، رغم يقظتها، أنها ترحب دوماً بأي مفاوضات عادلة قد تؤدي إلى حلول تلبي بشكل معقول رغبات الطرف الآخر'.
بين التصعيد والانفتاح الحذر
في ضوء التحولات المتسارعة بعد حرب الـ12 يوماً، يبدو أن إيران تسير على حبل مشدود بين التصعيد النووي والانفتاح الدبلوماسي. فبينما تعتمد سياسة الغموض النووي كورقة ضغط في مواجهة خصومها، فإنها في الوقت ذاته تبقي نافذة التفاوض مفتوحة، مدركة أن الحلول الدائمة لا تصنع في ميادين القتال فحسب، بل على طاولات الحوار.
المعادلة التي تحاول طهران ضبطها اليوم تقوم على الحفاظ على هيبتها النووية والسيادية، دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة مع المجتمع الدولي. وفي ظل هذه التوازنات الدقيقة، سيكون لأي قرار تتخذه القيادة الإيرانية خلال الأيام المقبلة، أثر بالغ في تحديد ملامح المرحلة القادمة من العلاقات الدولية مع طهران، ومدى قدرتها على استعادة موقعها الإقليمي والدولي في عالم ما بعد الحرب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عراقجي: البرنامج النووي الإيراني سيظل سلمياً ومستعدون للتفاوض بشروط
عراقجي: البرنامج النووي الإيراني سيظل سلمياً ومستعدون للتفاوض بشروط

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

عراقجي: البرنامج النووي الإيراني سيظل سلمياً ومستعدون للتفاوض بشروط

صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، بأن إيران ما زالت وستبقى عضواً ملتزماً بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وستظل تلتزم باتفاقية الضمانات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي تصريحاته للوسائل الإعلامية، عقب حضوره وإلقائه كلمة أمام السفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المقيمين في طهران، شدّد قائلاً: "لو كنا ننوي التوجه نحو السلاح النووي لفعلنا ذلك منذ زمن، أو ربما كان لدينا الآن أفضل ذريعة للقيام بذلك". وأشار عراقجي إلى أن المنشآت النووية الإيرانية تعرّضت لـ"أضرار" جراء هجمات الولايات المتحدة وإسرائيل الشهر الماضي، إلا أن "الضرر الأكبر لحق بمعاهدة حظر الانتشار والقانون الدولي". كذلك أضاف وزير الخارجية الإيراني أنه "لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي لطهران، لا تزال هناك إمكانية التوصل إلى حلول تفاوضية؛ كما حدث سابقاً حين جرى التوصّل إلى نتيجة إيجابية عام 2015 عبر التوصل إلى اتفاق انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018". وبخصوص استمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح الوزير الإيراني أن التعاون لم يتوقف، ومن الآن فصاعداً، وبناء على قانون البرلمان الإيراني، "فإن جميع علاقات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستدار حصراً عبر المجلس الأعلى للأمن القومي". وأضاف أن "كل طلب للوكالة لمواصلة الرقابة في إيران سيبحث من جانب هذا المجلس، وستتخذ بشأنها قرارات تراعي كافة الملاحظات الأمنية والسلامة، وستُراعى بالكامل هذه الاعتبارات". وأعلن عراقجي استعداد بلاده لتقديم "الضمان اللازم حول الطابع السلمي للبرنامج النووي"، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن الطرف الآخر ينبغي أن يقدّم "ضمانات بأنه يريد الدبلوماسية حقاً وألا يستخدمها غطاءً لأهداف أخرى". وفيما يتعلق بموعد المفاوضات، وهل ستكون قريبة أم بعيدة، قال: "نحن ندرس بدقة مسألة التوقيت، والمكان، والشكل، والترتيبات، والضمانات المطلوبة، ولسنا في عجلة من أمرنا للدخول في مفاوضات غير مدروسة. وفي الوقت نفسه، لن نفرّط بأي فرصة تحقق مصالح الشعب الإيراني وأهدافه". وأضاف: "نحن نقوم بدراسة الأوضاع بكامل العناية، وعندما يتضح أن مصالح الشعب الإيراني محفوظة سنقوم بأي إجراء ضروري في الزمان والمكان المناسبين"، مؤكداً أن "أبواب الدبلوماسية لا تغلق أبداً، وفي كل الظروف يمكن انتهاج الدبلوماسية وتحقيق الأهداف عن هذا الطريق شرط أن يجرى ذلك بوعي كامل وثقة بالنفس". وأشار إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني هما المنتصران في الحرب الأخيرة، ومن ينتصر ويرفع رايته عالياً لا يخشى التفاوض، بل أنسب أوقات التفاوض هو الوقت الذي خرجت فيه منتصراً من هجوم عسكري". رصد التحديثات الحية "أكسيوس": بوتين يحث إيران على الموافقة على تصفير تخصيب اليورانيوم قضية تخصيب اليورانيوم إلى ذلك، وبخصوص تخصيب اليورانيوم، شدّد عراقجي على أن أي حل عن طريق التفاوض يجب أن يحترم حقوق الشعب الإيراني النووية، لا سيما حق التخصيب، و"لن يُقبل أي اتفاق ما لم يُعترف بهذا الحق". وأضاف أنه إذا جرت مفاوضات في المستقبل، فإن موضوعها الوحيد سيكون البرنامج النووي وضمان طبيعته السلمية مقابل رفع العقوبات؛ و"لن تناقش أي قضايا أخرى، وخاصة المسائل الدفاعية والعسكرية، في هذه المفاوضات". وكرر وزير الخارجية الإيراني التأكيد أن إيران ستحافظ على قدراتها العسكرية والدفاعية في جميع الظروف، وأن هذه القدرات للدفاع عن الشعب الإيراني، "وقد أثبتت فعاليتها وقوتها بشكل جيد في الحرب الأخيرة". وفي رده على سؤال حول طبيعة الضمانات والاطمئنان الذي تطلبه إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، وما إذا كان قد تلقى أي إشارات أو رسائل من الطرف المقابل، صرّح وزير الخارجية قائلاً "لقد واجهنا أثناء المفاوضات السابقة تحويلاً لمسار التفاوض نحو الخيار العسكري، وهذا كان خيانة ارتكبها الأميركيون ليس بحقنا فقط، بل بحق الدبلوماسية نفسها"، مضيفاً أنه "إذا كان هناك إصرار على عودتنا إلى طاولة التفاوض وهذا الإصرار موجود بالفعل، وقد وصلتنا رسائل عديدة بهذا الخصوص فمن الطبيعي أن علينا أن نقتنع بأن مثل هذا السلوك لن يتكرر، وأنهم إذا لم يحققوا شيئاً على طاولة المفاوضات، فلن يتجهوا إلى الخيار العسكري".

ترامب يدعم خطط إسرائيل لضرب إيران مجدداً إذا سعت لامتلاك سلاح نووي
ترامب يدعم خطط إسرائيل لضرب إيران مجدداً إذا سعت لامتلاك سلاح نووي

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

ترامب يدعم خطط إسرائيل لضرب إيران مجدداً إذا سعت لامتلاك سلاح نووي

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، أبدى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. ، خلال زيارة الأخير لواشنطن، عدم معارضته شن إسرائيل المزيد من الضربات العسكرية على إيران في حال استئنافها السعي نحو امتلاك سلاح نووي. وقالت الصحيفة إن ترامب الذي يفضل حلاً ديبلوماسياً لم يعارض الخطط الإسرائيلية، إلا أن مسؤولاً إسرائيلياً أشار إلى أن معارضة ترامب، أو موافقته على هجوم جديد على إيران، تعتمد على المدى الذي قد تذهب إليه طهران في إعادة إحياء برنامجها النووي. وكان ترامب أعرب عن أمله في ألا تُشنّ المزيد من الهجمات على إيران خلال لقائه مع نتنياهو في البيت الأبيض، يوم الاثنين الماضي، وقال: "لا أرغب في فعل ذلك"، إلا أن نتنياهو أخبره لاحقاً في جلسة خاصة أنه إذا استأنفت إيران سعيها نحو امتلاك سلاح نووي، فإن إسرائيل ستشنّ المزيد من الضربات العسكرية. وردّ ترامب بأنه يُفضّل التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران، لكنه لا يُعارض الخطة الإسرائيلية. وفي حين يعتمد ترامب على التهديد بشن المزيد من الهجمات للضغط على طهران للتوصل إلى اتفاق يمنعها من صنع سلاح نووي، تُشكّك إسرائيل في أن التسوية الدبلوماسية ستمنع إيران من السعي سراً نحو امتلاك سلاح نووي. وتطالب طهران من جهتها بضمانات على عدم تعرضها لمزيد من القصف مقابل استئناف المحادثات مع واشنطن. وتنقل الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل خلصت إلى بقاء بعض مخزون طهران من اليورانيوم المخصب إلى درجة قريبة من درجة صنع القنبلة بحالة جيدة في منشأة أصفهان، التي تعرضت مع منشأتي فوردو ونطنز لهجوم أميركي بقنابل خارقة للتحصينات الشهر الماضي، وأنه مع بذل جهود كبيرة يمكن لإيران استعادة بعض المواد الانشطارية من ذلك الموقع. وأضاف المسؤول أن طهران لن تتمكن من استعادة اليورانيوم من موقعيها النوويين الآخرين، في نطنز وفوردو، بسبب الأضرار التي لحقت بتلك المنشآت. وأكد المسؤول الإسرائيلي أن أي محاولة من جانب إيران لاستعادة اليورانيوم من أصفهان أو إحياء البرنامج النووي المنهار ستكتشفها إسرائيل بسرعة. وأضاف أن إسرائيل قادرة على منع إيران من الانطلاق نحو امتلاك قنبلة نووية على المدى القصير، من خلال مواصلة العمليات السرية التي تستهدف كبار العلماء النوويين الإيرانيين وغيرهم من القادة. وأشار محللون إلى أن الخطر الذي يواجه ترامب في سعيه للوصول إلى حل دبلوماسي يتمثل في أن إسرائيل قادرة على تعطيل المسار من خلال اتخاذها خطوات تصعيدية وفرض رؤيتها في التعامل مع إيران، وقال غابرييل نورونها، الذي عمل على سياسة إيران في وزارة الخارجية في إدارة ترامب الأولى: "أشعر أن ترامب يريد في الغالب أن تختفي مشكلة إيران"، وأضاف "إنه واضح في أنه لا ينبغي أن يكون هناك تخصيب أو أسلحة نووية، لكنه مستعد للتحلي بالمرونة في أمور أخرى". وكانت إسرائيل قدرت قبل شنها ضربات عسكرية على إيران، من 12 إلى 24 يونيو/حزيران الماضي، أن إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي بدائي في غضون أشهر قليلة، وبناء سلاح قابل للاستخدام في غضون عام. ويعتقد مسؤولون إسرائيليون كبار أن الضربات أعاقت قدرة طهران على صنع سلاح نووي لمدة تصل إلى عامين إضافيين، وهو ما يتوافق مع تقييم البنتاغون الأخير. ويعتقد العديد من الخبراء أنه إذا أعادت إيران بناء برنامجها النووي، فلن تفعل ذلك علناً من خلال منشآت معروفة، بل باستخدام مواقع تخصيب سرية تحت الأرض لإنتاج مواد انشطارية والعمل على الجوانب التقنية المعقدة لبناء سلاح نووي، ولكنّ مسؤولاً إسرائيلياً أكد للصحيفة أن تل أبيب تمتلك معلومات استخبارية حول الأماكن التي قد تحاول طهران إحياء عملها النووي فيها بشكل سري. لكن في هذه الحالة لا بد من استخدام قنابل خارقة للتحصينات يمكنها الوصول إلى أعماق الأرض حيث توجد أجهزة الطرد المركزي وغيرها من المنشآت النووية غالباً. ومن غير المعروف إن كانت إسرائيل تمتلك هذه القنابل. أخبار التحديثات الحية ترامب: إيران قد تستأنف برنامجها النووي في موقع مختلف وترى الصحيفة أنه بالنسبة للقيادة الإيرانية فإن رفض طلب ترامب بالتخلي عن التخصيب النووي واستئناف أنشطتهم النووية يعني أن تجدد إسرائيل ضرباتها، وربما تشاركها الولايات المتحدة، ما قد يهدد بقاء النظام الإيراني نفسه، وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد، كغيره من كبار القادة الإيرانيين في الأيام الأخيرة، أن طهران منفتحة على استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة مع ضمانات بعدم تكرار الهجمات خلال المفاوضات، ولكنه شدد على أن إيران ستصر على حقها في تخصيب اليورانيوم. وقال دان شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل والذي كان جزءاً من الفريق الأميركي الذي تفاوض مع إيران في عهد إدارة جو بايدن: "كان التوصل إلى اتفاق صعباً بما فيه الكفاية قبل الضربات. والآن سيكون الأمر أصعب"، وأضاف: "لا يمكن لترامب التراجع عن مبدأ التخصيب الصفري، وستشعر إيران أنها لا تستطيع التنازل عن ذلك نتيجة تعرضها للهجوم".

ترامب يهين قادة أفارقة... الاستعلائية في أبشع صورها
ترامب يهين قادة أفارقة... الاستعلائية في أبشع صورها

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

ترامب يهين قادة أفارقة... الاستعلائية في أبشع صورها

لم يتردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواصلة عادته في إهانة ضيوفه من قادة ورؤساء في البيت الأبيض، خصوصاً في ولايته الثانية، التي بدأت رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. وليست المشادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، في 28 فبراير/شباط الماضي، استثناءً، بل نمط تعاط سياسي يمارسه ترامب، لإذلال كل من يلتقيه تقريباً. وكان لقاء ترامب مع خمسة رؤساء أفارقة، مساء الأربعاء، آخر فصول مسلسل الإهانات المتواصلة، وذلك بحضور قادة موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، والسنغال بشير ديوماي فاي، وغينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، وليبيريا جوزيف بواكاي، والغابون بريس أوليغي أنغيما. وعلى الرغم من إشادة الرؤساء الأفارقة بترامب، وفق موقع قناة سي أن أن الأميركية، وتشجيعهم إياه على الاستثمار في بلدانهم، إلا أن الرئيس الأميركي بدا مستعجلاً بحسب أشرطة الفيديو المنتشرة عن الاجتماع، وغير مبالٍ بأحاديث الزعماء، بإيماءات من وجهه وبتحريك يديه، حتى أنه عند تعمّده إهانة أي منهم كان ينظر مباشرة إلى أعينهم. قاطع ترامب الغزواني طالباً منه الاستعجال في الحديث وتحوّلت لحظة دبلوماسية إلى مشهد مربك ومشحون بالدلالات، مع مقاطعة ترامب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء حديثه، قائلاً: "ربما علينا أن نُسرع قليلاً لأن لدينا جدولا زمنيا حافلا... فقط قل لنا اسمك وبلدك". في المقابل، كان الغزواني يتحدث عن أن "موريتانيا دولة صغيرة ولديها مشاكل بخصوص مؤشرات التنمية"، لكنها "دولة عظيمة بموقعها الإستراتيجي ومواردها الضخمة من مختلف المعادن". وأضاف "لدينا معادن، معادن نادرة. لدينا المنغنيز، ولدينا اليورانيوم، ولدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأن لدينا الليثيوم ومعادن أخرى". ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة من نوعها، إذ توجّه ترامب إلى رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو بنفس الطلب. ترامب المندهش من رئيس ليبيريا وسأل نظيره الليبيري جوزيف بواكاي قائلاً: "أين تعلمت الإنكليزية؟"، مبدياً دهشته من إتقانه للغة، رغم أن الإنكليزية هي اللغة الرسمية لبلاده. وقال الملياردير الجمهوري مخاطباً خريج كلية إدارة الأعمال: "شكرا لك، ولغتك الإنكليزية ممتازة... أين تعلّمت التحدّث بهذه الروعة؟ أين تلقّيت تعليمك؟ في ليبيريا؟". وبواكاي الذي تُعتبر الإنكليزية لغته الأم شأنه في ذلك شأن سائر مواطنيه، ردّ على سؤال ترامب بابتسامة، بدا فيها محرجا، قبل أن يجيب ببساطة "أجل سيّدي"، أي أنّه تلقّى تعليمه في ليبيريا. لكنّ ترامب الذي كان مُحاطا برؤساء دول أخرى في غرب أفريقيا ناطقة بالفرنسية آثر مواصلة الإشادة بمدى إتقان ضيفه للإنكليزية. وقال ترامب: "حسناً، هذا مثير للاهتمام للغاية، هذه لغة إنكليزية جميلة. لديّ أشخاص حول هذه الطاولة لا يتحدّثونها بنفس إتقانك لها". وليبيريا هي أقدم جمهورية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وقد تأسّس هذا البلد في 1822 بصفته مستوطنةً للعبيد المحرّرين في الولايات المتّحدة والذين عادوا للعيش في غرب أفريقيا. والإنكليزية هي اللغة الرسمية في ليبيريا وهي أيضا اللغة الأكثر انتشارا في سائر أنحاء هذا البلد. وبواكاي الذي يرأس ليبيريا منذ 2024 تخرّج من جامعة ليبيريا في العاصمة مونروفيا، كما درس في جامعة ولاية كانساس في وسط الولايات المتحدة. تقارير دولية التحديثات الحية تصريحات وسياسات.. لماذا يقلق الأفارقة من عودة ترامب للبيت الأبيض؟ وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية حول ما قام به ترامب من إذلال وإهانة لنظرائه الأفارقة، خصوصاً أنه كان يبحث معهم نقل مهاجرين غير نظاميين من الولايات المتحدة إليهم، اعتبرت النائبة الديمقراطية عن ولاية تكساس، جاسمين كروكيت: "أنا متأكدة من أن كونك مسيئاً بشكل صارخ ليست هذه الطريقة التي تدار بها الدبلوماسية". أما ميشيل غافين، التي ساعدت في إعداد الرئيس الأسبق باراك أوباما لعقد اجتماعات مع القادة الأجانب بصفتها المديرة الأولى لشؤون أفريقيا في مجلس الأمن القومي، فرأت أن "تعليقات ترامب كانت محرجة"، ومع تأكيدها أن تعليقات ترامب لن "تعطل العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيريا... لكنها وجّهت رسالة إلى الليبيريين مفادها بأن ترامب غير مدرك للعلاقة التاريخية بين البلدين". مسعد بولس: ترامب أثنى على المهارات اللغوية لرئيس ليبيريا في المقابل، رفض مسعد بولس ، كبير مستشاري وزارة الخارجية لشؤون أفريقيا، وهو والد زوج ابنة ترامب، تيفاني، أن يكون الرئيس قد أهان القادة الأفارقة، مشيراً في بيان إلى أن "الرئيس أثنى بالفعل على المهارات اللغوية للرئيس الليبيري... الجميع يقدرون بشدة وقت الرئيس وجهده، لم يكن للقارة الأفريقية مثل هذا الصديق في البيت الأبيض كما هو حال الرئيس ترامب". ومساء الخميس، نشر البيت الأبيض بياناً من وزيرة خارجية ليبيريا، سارة بيسولو نيانتي، جاء فيه أنه "لم تكن هناك إهانة من وجهة نظر الرئيس الليبيري... ما سمعه الرئيس ترامب بوضوح هو التأثير الأميركي على لغتنا الإنكليزية في ليبيريا، والرئيس الليبيري لا يشعر بالإهانة من ذلك. تنديد ليبيريّ لكن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت موقفاً مندداً لترامب من قبل فوداي ماساكيو رئيس مجلس التغيير الديمقراطي المعارض في ليبيريا، الذي قال إن التصريحات تجسد عدم احترام ترامب للزعماء الأجانب، تحديداً الأفارقة منهم. وقال ماساكيو: "كان الرئيس ترامب متعالياً وغير محترم للغاية للزعيم الأفريقي... هذا يثبت أن الغرب لا يأخذنا على محمل الجد نحن الأفارقة". وتطرقت الصحيفة إلى الشعور الليبيري بالقلق من مواقف ترامب، بشأن خفض المساعدات الأميركية لليبيريا، خصوصاً مع حلّ الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد)، التي كان يشكّل دعمها لليبيريا نحو 2.6% من الدخل القومي الإجمالي، وهي أعلى نسبة في أي مكان في العالم. ورأى الناشط الليبيري، أرشي تاميل هاريس، لقناة سي أن أن: "أشعر أن الرئيس الأميركي والناس في الغرب ما زالوا ينظرون إلى الأفارقة على أنهم أناس في القرى غير متعلمين". كذلك، اعتبر دبلوماسي ليبيري طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"سي أن أن"، أنهم يشعرون أن التعليق "لم يكن مناسباً". رأى بعض المعلقين أن ترامب معروف بتصرفات مشابهة مع زعماء دول أخرى، عربية وأوروبية على السواء، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحتى مع كندا وألمانيا، بل مع سياسيين أميركيين أيضًا. وكتب أحدهم "ترامب إذا رآك ضعيفاً وليس لك وزن أو هيبة سيقلل من احترامك، سواء كنت أفريقياً أو أوروبياً أو حتى أميركياً". تقارير دولية التحديثات الحية حرب ترامب على جنوب أفريقيا: نظريات المؤامرة والانتقام لإسرائيل

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store