logo
إيران... قلب المحور وروح الأمة الإسلامية

إيران... قلب المحور وروح الأمة الإسلامية

هي كذلك فعلاً؛ فمنذ انتصار الثورة وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، والدولة متمسكة بالنهج التحرري للأمة الإسلامية من الاحتلال والهيمنة الصهيو-أمريكية، وقدمت في سبيل ذلك تضحيات جسيمة تُعدُّ برهانًا على نهجها السليم، الهادف إلى تحرير فلسطين والعرب جميعًا.
لم تتخلَّ إيران يومًا عن القضية الفلسطينية بل كانت الدولة الوحيدة التي قطعت علاقاتها بـ'إسرائيل' نهائيًا منذ الأيام الأولى للثورة، وأغلقت سفارتها في طهران وحولتها إلى سفارة لفلسطين. ومنذ ذلك الحين، دعمت المقاومة في لبنان وغزة دعمًا سياسيًا وماديًا وعسكريًا، وكان لسلاحها وصواريخها الدور الحاسم في صمود حزب الله في حرب تموز 2006، وفي تعزيز قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية في حروب 2008 و2014 و2021، وصولًا إلى معركة 'طوفان الأقصى' التي أثبتت مدى تأثير حضورها الإقليمي.
ففلسطين، لم تكن بالنسبة لإيران شعارًا موسميًا، بل قضية مركزية ومحورًا عقائديًا في خطابها وممارساتها. فمنذ الأيام الأولى لانتصار الثورة، قطعت إيران علاقاتها بالكامل مع الكيان الصهيوني، وأغلقت سفارته في طهران، وسلّمتها رسميًا لمنظمة التحرير الفلسطينية في خطوة رمزية لا مثيل لها في العالم الإسلامي حتى اليوم.
وعمليًا، كان الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية حاضرًا في كل محطة من محطات الصراع. فصواريخ 'فجر' و'سجيل' و'قدس' التي دوّت في تل أبيب لم تكن لتبلغ مداها لولا الإسناد الإيراني المفتوح الذي شمل المال والسلاح والخبرة التقنية، حتى أصبحت فصائل المقاومة تمتلك قدرة ردع حقيقية أربكت حسابات الاحتلال في حروبه على غزة، لا سيما في أعوام 2008 و2012 و2014، ثم في معركة 'سيف القدس' عام 2021، وبلغت ذروتها في 'طوفان الأقصى' عام 2023، بل إن القادة الفلسطينيين من كافة أطياف المقاومة، وعلى رأسهم قادة 'حماس' و'الجهاد الإسلامي'، قد صرحوا مرارًا بأن إيران كانت ولا تزال الداعم الأكبر والأصدق للمقاومة في وقت تخلّى فيه العرب، وتآمر فيه المطبعون.
أما من يعادي إيران، رغم مواقفها العملية العظيمة، فهو إنما يشهد على نفسه بالولاء للصهيونية العالمية، كما هو حال أنظمة الخليج المتصهينة التي هرولت إلى التطبيع، وفتحت أبوابها للضباط الصهاينة، واستضافت الوفود الأمنية في عواصمها، وبثّت عبر إعلامها العداء للمقاومة والتشكيك في عدالة القضية الفلسطينية. تلك الأنظمة التي كانت تعيش حالة مزرية من الاستضعاف أمام إيران قبل انبثاق الثورة الخمينية العظيمة، لم تكن يومًا في موقع المقاومة ولا في خندق الأمة، بل كانت ولا تزال أدوات لتنفيذ أجندة الهيمنة الأمريكية وحماية المشروع الصهيوني.
لقد بات واضحًا أن العداء لإيران لم يكن يومًا بسبب خطر مزعوم على 'الاستقرار الإقليمي'، كما تدّعي الأبواق الرسمية، بل لأنها فضحت بصمودها وانحيازها لفلسطين خيانة الآخرين، وكسرت الإجماع العربي المزيّف الذي صمت عن التطبيع، وتواطأ مع الحصار، وتماهى مع الخطاب الصهيوني باسم الواقعية السياسية، ولهذا فإن كل صوت يُعادِيها إنما يُعيد قولبة نفسه في صفّ الأعداء، شاء أم أبى، وإن لبس عباءة الدين أو ادّعى نصرة العرب. فالمواقف لا تُقاس بالشعارات، بل بما يُقدَّم من دم وسلاح في الميدان، وهناك فقط تتمايز الصفوف، ويسقط القناع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محسن الجوهري
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من كلية الطب إلى جبهات القتال.. الحوثيون يزجّون بطالب متفوق من جامعة العلوم بصنعاء إلى الموت تحت شعارات طائفية
من كلية الطب إلى جبهات القتال.. الحوثيون يزجّون بطالب متفوق من جامعة العلوم بصنعاء إلى الموت تحت شعارات طائفية

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

من كلية الطب إلى جبهات القتال.. الحوثيون يزجّون بطالب متفوق من جامعة العلوم بصنعاء إلى الموت تحت شعارات طائفية

في جريمة صادمة تكشف وجهًا آخر من وجوه العبث الحوثي بالتعليم العالي، لقي الطالب عقبة وائل أبوراس، أحد طلاب المستوى الخامس في كلية الطب البشري بجامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، مصرعه في أحد معسكرات التدريب التابعة لمليشيا الحوثي على أطراف محافظة الحديدة، بعد أن تم تجنيده ضمن دورات طائفية وعسكرية تنظمها المليشيا داخل الحرم الجامعي، تحت غطاء شعارات كاذبة مثل "طوفان الأقصى" و"الفتح المقدس". ووفقًا لمصادر طلابية، فإن عقبة أبوراس، الذي كان من أوائل دفعته ومعروفًا بتفوقه وتميّزه، خضع لدورات تعبئة فكرية مكثفة نُفّذت داخل الجامعة، قبل أن يُنقل إلى معسكرات تدريب في محافظة الحديدة، حيث لقي حتفه في ظروف غامضة، لتعلن المليشيا لاحقًا مقتله ضمن ما أسمتها "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس". الحادثة، التي هزّت أوساط الطلاب والأساتذة، ليست إلا حلقة في سلسلة عمليات تجنيد ممنهجة تنفذها المليشيا داخل جامعة العلوم بصنعاء منذ سيطرتها عليها مطلع عام 2020، حيث حوّلت أعرق جامعة أهلية في اليمن من صرح أكاديمي إلى مركز تعبئة طائفية وتحشيد عسكري. وكشفت وثائق مسرّبة صادرة عن ما يسمى بـ"ملتقى الطالب الجامعي"، الذراع التعبوي للحوثيين داخل الجامعة، عن أرقام صادمة، حيث خضع نحو 794 طالبًا لدورات طائفية خلال أول عامين فقط من سيطرة المليشيا، وتم تجنيد أكثر من 200 منهم للقتال في الجبهات، معظمهم من طلاب السنوات الأولى. ويُظهر التقرير تَوزُّع الطلاب المُجندين من فروع الجامعة على النحو التالي: 281 طالبًا من فرع صنعاء، 248 طالبة من فرع الطالبات، 85 طالبًا من فرع تعز، 68 طالبًا من فرع الحديدة، 57 طالبًا من فرع إب، و55 طالبًا من فرع ذمار. ورغم إعلان الجامعة نقل مركزها الرئيسي إلى عدن في أغسطس 2020، وسحب الاعتراف الأكاديمي من كافة الفروع الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ما زالت الجماعة تُحكم قبضتها على الجامعة في صنعاء، وتحوّلها إلى منصة لتغذية جبهاتها، ضاربة عرض الحائط بمستقبل آلاف الطلاب وحياتهم. كما كشفت الجامعة مؤخرًا عن خطاب رسمي من وزارة الخارجية إلى السفارات يوصي بعدم الاعتراف بمخرجات فرع صنعاء، إضافة إلى وثيقة تؤكد قرار مجلس الجامعات العربية بعدم الاعتراف بالشهادات الصادرة عن الفروع الواقعة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.

من مقاعد الطب إلى جبهات القتال.... الحوثيون يزجون بطالب متفوق من جامعة العلوم بصنعاء إلى الموت تحت شعارات طائفية
من مقاعد الطب إلى جبهات القتال.... الحوثيون يزجون بطالب متفوق من جامعة العلوم بصنعاء إلى الموت تحت شعارات طائفية

اليمن الآن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليمن الآن

من مقاعد الطب إلى جبهات القتال.... الحوثيون يزجون بطالب متفوق من جامعة العلوم بصنعاء إلى الموت تحت شعارات طائفية

آ آ في جريمة صادمة تكشف وجها اخر من وجوه العبث الحوثي بالتعليم العالي، لقي الطالب عقبة وائل أبوراس، أحد طلاب المستوى الخامس في كلية الطب البشري بجامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، مصرعه في إحدى معسكرات التدريب التابعة لمليشيا الحوثي على اطراف محافظة الحديدة ، بعد أن تم تجنيده ضمن دورات طائفية وعسكرية تنظمها مليشيا الحوثي داخل الحرم الجامعي تحت غطاء شعارات كاذبة مثل "طوفان الأقصى" و"الفتح المقدس". آ ووفقا لمصادر طلابية تحدثت لموقع مأرب برس فإن عقبة ابوراس الذي كان من أوائل دفعته ومعروفا بتفوقه وتميزه خضع لدورات تعبئة فكرية مكثفة نفذت داخل الجامعة، قبل أن ينقل إلى معسكرات تدريب في محافظة الحديدة، حيث لقي حتفه في ظروف غامضة هناك ، لتعلن المليشيا لاحقا مقتله ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس كما اسمتها. آ الحادثة، التي هزت أوساط الطلاب والأساتذة، ليست إلا حلقة في سلسلة عمليات تجنيد ممنهجة تنفذها مليشيا جماعة داخل جامعة العلوم بصنعاء منذ سيطرتها عليها مطلع العام 2020، حين حولت أعرق جامعة أهلية في اليمن من صرح أكاديمي إلى مركز تعبئة طائفي وتحشيد عسكري. آ وكشفت وثائق مسربة صادرة عن ما يسمى بـ"ملتقى الطالب الجامعي" الذراع التعبوي للحوثيين داخل الجامعة عن أرقام صادمة، حيث خضع نحو 794 طالبا لدورات طائفية خلال أول عامين فقط من سيطرة مليشيا الحوثي عليها، وتم تجنيد أكثر من 200 منهم للقتال في الجبهات، معظمهم من طلاب السنوات الأولى. ويُظهر التقرير توزع طلاب الجامعة والفروع التابعة لها الذين تسجيلهم بكشوفات ملتقى الطلاب الجامعي بواقع 281 طالباً من فرع صنعاء و248 طالبة من فرع الطالبات، ومن فرع تعز 85 طالبا إضافة إلى 68 طالبا من فرع الحديدة و 57 طالبا من فرع إب و 55 طالبا من فرع ذمار آ ورغم إعلان الجامعة نقل مركزها الرئيسي إلى عدن في أغسطس 2020، وسحب الاعتراف الأكاديمي من كافة الفروع الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ما زالت الجماعة تمارس قبضتها على الجامعة في صنعاء، وتحولها إلى منصة لتغذية جبهاتها، ضاربة عرض الحائط بمستقبل آلاف الطلاب وحياتهم. آ كما كشفت الجامعة مؤخرا عن خطاب رسمي من وزارة الخارجية إلى السفارات يوصي بعدم الاعتراف بمخرجات فرع صنعاء، إضافة إلى وثيقة تؤكد قرار مجلس الجامعات العربية بعدم الاعتراف بالشهادات الصادرة من الفروع الواقعة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي . وأتس أب طباعة تويتر فيس بوك جوجل بلاس

لقاء موسع لمشايخ ووجهاء مديرية الطويلة في إطار التعبئة
لقاء موسع لمشايخ ووجهاء مديرية الطويلة في إطار التعبئة

26 سبتمبر نيت

timeمنذ يوم واحد

  • 26 سبتمبر نيت

لقاء موسع لمشايخ ووجهاء مديرية الطويلة في إطار التعبئة

عُقد في مديرية الطويلة بمحافظة المحويت اليوم، لقاء موسع لمشايخ ووجهاء الطويلة ضمن أنشطة التعبئة العامة لدورات 'طوفان الأقصى' وتعزيز الجاهزية لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو. وأكد وكيل المحافظة حسين عركاض ومدير أمن المحافظة العميد عبدالله الطاووس، ونائب مسؤول التعبئة عامر الأقهومي إلى أهمية الحشد والتعبئة والتوعية بأهمية التحرك والالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة. وأشاروا خلال اللقاء الذي حضره مدير فرع جهاز الأمن والمخابرات العميد محمد الوجيه، ومدير المديرية راشد مروان، على أهمية دور المشايخ والشخصيات الاجتماعية في التعبئة والتحشيد لنصرة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. وأكدوا استعداد أبناء الطويلة للالتحاق بالدورات العسكرية، والانخراط في معركة الكرامة والعزة دفاعا عن الوطن ونصرة لغزة.. مشيدين بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني. وشدد اللقاء على ضرورة استمرار التحشيد وتنظيم الدورات في مختلف عزل المديرية، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية المشاركة الفاعلة في معركة الدفاع عن فلسطين، وإفشال مخططات الأعداء لاستباحة الأمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store