
باكستان تكسب ود دونالد ترامب والهند تدفع ثمن الجفاء الأمريكي
شهدت العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد "نهضة حقيقية"، بحسب مايكل كوجلمان، الزميل الأول غير المقيم في مؤسسة آسيا والمحيط الهادئ. ويُعزى هذا التحول إلى استراتيجية باكستانية ذكية استهدفت كسب ود ترامب، الرئيس غير التقليدي. من أبرز مظاهر هذا التقارب:
التقى رئيس أركان الجيش الباكستاني، عاصم منير، الرئيس ترامب في يونيو/حزيران لتناول غداء خاص استمر ساعتين في واشنطن، بعد شهر من مواجهة عسكرية عنيفة بين باكستان والهند. كما تلقى منير ترحيباً حاراً من كبار الجنرالات الأمريكيين.
في مارس/آذار، سلّمت باكستان عميلاً بارزاً في تنظيم داعش-خراسان، متهماً بالوقوف وراء تفجير في كابول عام 2021 أودى بحياة 13 جندياً أمريكياً. أشاد ترامب بهذا الإجراء في خطابه عن حالة الاتحاد.
وعد ترامب بتطوير "احتياطيات النفط الضخمة" في باكستان، بينما قدمت إسلام أباد فرصاً استثمارية في الطاقة، المعادن الحيوية، والعملات المشفرة. ووقّعت شركة "وورلد ليبرتي فاينانشال"، المدعومة من ترامب، خطاب نوايا مع مجلس العملات الرقمية الباكستاني، مع الإشارة إلى ثروات معدنية بقيمة "تريليونات الدولارات".
برز بلال بن ساقب، وزير العملات المشفرة الباكستاني، كدبلوماسي ظل، حيث عزز العلاقات مع دائرة ترامب الداخلية من خلال عروض استثمارية.
في المقابل، تواجه الهند معاملة قاسية من إدارة ترامب، حيث فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية عقابية بنسبة 50% على نيودلهي بسبب شرائها النفط الروسي، مقارنة بتخفيض الرسوم على باكستان إلى 19%. هذا الجفاء، الذي وصل إلى حد الازدراء، أثار استياءً عميقاً في الهند، خاصة مع نجاح باكستان في استمالة واشنطن بصفقات تجارية.
الحظوظ الدبلوماسية المتباينة للهند وباكستان قد تعيد تشكيل التوازنات في جنوب آسيا، مع تعزيز مكانة باكستان كشريك استراتيجي لواشنطن.
الرسوم الجمركية المرتفعة على الهند تهدد اقتصادها الأكبر، بينما تستفيد باكستان من تسهيلات تجارية واستثمارات أمريكية محتملة لإنعاش اقتصادها المتعثر.
يرى المسؤولون الهنود أن باكستان، بقيادتها العسكرية، نجحت في استغلال الوضع لتحويل موقفها الضعيف إلى انتصار دبلوماسي، مما يعزز التوترات الإقليمية.
يعكس هذا التحول في العلاقات الأمريكية-الباكستانية قدرة إسلام أباد على استغلال دبلوماسية غير تقليدية، من خلال التعاون الأمني والصفقات الاقتصادية، لكسب ود إدارة ترامب. في المقابل، يواجه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تحديات متزايدة في الحفاظ على علاقات قوية مع واشنطن، مما قد يعيد تشكيل ديناميكيات القوى في المنطقة. ومع استمرار هذه التطورات، ستظل الأنظار متجهة نحو تأثيرها على الاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن الخليجية
منذ 3 ساعات
- الوطن الخليجية
خيبة أمل أوكرانية بعد قمة ترامب–بوتين: 'اجتماع بلا نتيجة' يكرس عزلة كييف
بقي بافلو نيبرويف، وهو مدير مسرح في مدينة خاركيف الواقعة شمال شرق أوكرانيا، مستيقظًا حتى منتصف الليل مترقبًا نتائج القمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين. غير أن خيبة أمله سرعان ما تأكدت بعدما تبين له أن الاجتماع 'لم يكن مفيدًا بشيء'، على حد وصفه. اللقاء الذي عُقد الجمعة في ولاية ألاسكا الأميركية خُصص لمناقشة الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكنه انتهى بلا أي اختراق يُذكر. وعلى الرغم من ذلك، رآه كثيرون بمثابة نصر دبلوماسي جديد لبوتين، خصوصًا في خاركيف التي عانت من قصف روسي مكثف طوال فترة الحرب. وقال نيبرويف (38 عامًا): 'كنت أتوقع هذه النتائج. إنه انتصار دبلوماسي كبير لبوتين'. ولم يخفِ الأوكرانيون امتعاضهم من غياب كييف عن القمة، معتبرين أن الدعوة التي وجهها ترامب لبوتين لزيارة الولايات المتحدة أنهت عمليًا عزلة الغرب عن الزعيم الروسي منذ غزوه لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وفي هذا السياق، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي لم تتم دعوته، زيارة بوتين بأنها 'انتصار شخصي' له. نيبرويف شدّد على أن أي نقاش بشأن مستقبل أوكرانيا لا يمكن أن يتم بمعزل عنها، قائلًا: 'الاجتماع كان مضيعة للوقت (…) لا يمكن حل القضايا الأوكرانية إلا بمشاركة الأوكرانيين ورئيسهم'. وعقب القمة، أطلع ترامب الزعماء الأوروبيين وكذلك زيلينسكي – الذي أعلن أنه سيلتقي الرئيس الأميركي في واشنطن الاثنين – على تفاصيل محادثاته مع بوتين. لكن اللقاء انتهى من دون اتفاق، فيما امتنع ترامب عن الرد على أسئلة الصحافيين، في خطوة غير مألوفة بالنسبة له. في شوارع خاركيف، بدت ردود الفعل متشابهة. تقول أوليا دونيك (36 عامًا): 'لم أفاجأ بالنتائج. انتهى الاجتماع بلا جدوى. علينا أن نواصل حياتنا هنا في أوكرانيا'. وبعد ساعات من القمة، أعلنت كييف أن روسيا شنّت هجومًا ليليًا واسعًا استخدمت فيه 85 طائرة مسيّرة وصاروخًا بالستيًا، ما أكد للأهالي أن وتيرة الحرب لم تتغير. المصورة الأوكرانية إيرينا ديركاش (50 عامًا) اختصرت المشهد بقولها: 'سواء كانت هناك محادثات أم لا، فإن خاركيف تتعرض للقصف شبه يوميًا، ولم نشعر بأي تغيير'. وأثناء وقوفها أمام مبنى 'ديرجبروم' التاريخي في المدينة خلال دقيقة الصمت اليومية المخصصة لضحايا الحرب، قالت: 'نحن نؤمن بالنصر، ونعلم أنه سيأتي. لا نفقد الثقة، نتبرع ونساعد بما نستطيع. ما يفعله ترامب لا يهمنا كثيرًا'. أما في العاصمة كييف، فقد عبّرت الصيدلانية لاريسا ميلني عن تشاؤمها قائلة: 'لا أعتقد أن السلام سيأتي قريبًا. في أفضل الأحوال، قد يتوقف القتال لفترة وجيزة ثم يستأنف من جديد'. كاترينا فوتشينكو (30 عامًا) رأت أن ترامب لا يعمل حقًا لمصلحة أوكرانيا: 'يحاول أن يظهر أنه داعم لنا، لكنه يسارع للبحث عن ودّ بوتين ليصبح صديقه'. ولخّص فولوديمير يانوفيتش (72 عامًا) الموقف من جانبه بلهجة حازمة: 'بعد هذه القمة، لم يبقَ أمامنا سوى خيار واحد: علينا أن نصنع صواريخ ونرسلها إلى روسيا'.


الوطن الخليجية
منذ 3 ساعات
- الوطن الخليجية
بن غفير يهدد الفلسطينيين بـ'المحو' وجرائم الاحتلال في غزة تتصاعد
وجّه وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير رسالة استفزازية للفلسطينيين، مهدداً بمحوهم، وذلك خلال اقتحامه زنزانة الأسير والقائد في حركة 'فتح' مروان البرغوثي، حيث توعده بالقتل قائلاً: 'من يقتل أطفالنا أو نساءنا سنمحوه.. أنتم لن تنتصروا علينا'. وعاد لاحقاً ليكرر: 'سنبيد كل من يعبث بشعب إسرائيل'. هذه التصريحات تعكس جوهر حرب الإبادة التي تشنها حكومة بنيامين نتنياهو منذ قرابة عامين ضد الشعب الفلسطيني، وأسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين، وسط استمرار الانتهاكات بحق الأسرى في السجون. في غزة، واصل جيش الاحتلال عدوانه المكثف على الأحياء التي هدد سكانها بالنزوح القسري، وارتكب عدة مجازر أجبرت آلاف المواطنين على ترك منازلهم. وأفادت مصادر طبية بأن 41 فلسطينياً استشهدوا منذ فجر الجمعة جراء القصف المتواصل. كما نقلت وسائل إعلام عبرية أن الجيش تلقى أوامر بالاستعداد لاجتياح ما تبقى من مدينة غزة. في المقابل، حذّر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من أنّ أي عملية برية إسرائيلية في مدينة غزة قد تدفع 'آلاف العائلات التي تعاني بالفعل أوضاعاً إنسانية مروّعة إلى حافة الهاوية'، مشيراً إلى أنّ 86% من القطاع بات خاضعاً لمناطق عسكرية إسرائيلية أو أوامر نزوح قسري. صحيفة 'يسرائيل هيوم' كشفت أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر حذّر في اجتماع 'الكابينت' من نفاد صبر واشنطن، فيما نقلت عن مصدر في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من نتنياهو 'تسريع العمليات العسكرية'. على صعيد الجهود الدبلوماسية، تواصل القاهرة والدوحة مشاوراتهما مع الفصائل الفلسطينية ومسؤولين إسرائيليين لطرح مقترحات تهدئة جديدة، حيث عقدت الفصائل اجتماعاً موسعاً لبحث أفكار الوسطاء. من جهة أخرى، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقريره السنوي بشأن العنف الجنسي في النزاعات، أدرج فيه إسرائيل لأول مرة ضمن ملحق الإخطار لاحتمال إدراجها رسمياً على قائمة الدول المنتهِكة العام المقبل. التقرير استند إلى معلومات موثوقة تفيد بارتكاب قوات الاحتلال جرائم عنف جنسي واغتصاب في سجون ومراكز احتجاز وقواعد عسكرية، بينها سجن سدي تيمان في النقب. وقد أثار التقرير غضب تل أبيب التي وجهت رسالة احتجاج رسمية للأمم المتحدة. أما في ميدان السياسة، فقد صعّد قادة الاحتلال خطابهم ضد فكرة الدولة الفلسطينية. إذ قال رئيس الكنيست أمير أوحانا في رسالة إلى الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني: 'إذا أردتم إقامة دولة فلسطينية فأقيموها في باريس أو لندن'. وأضاف أن أي اعتراف دولي بدولة فلسطينية يعني 'انتصار حماس'. وفي السياق نفسه، وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فكرة الدولة الفلسطينية بأنها 'حماقة وخطر وجودي على إسرائيل'، داعياً نتنياهو إلى استغلال الدعم الأميركي في عهد ترامب لفرض 'السيادة الكاملة'.


المدى
منذ 8 ساعات
- المدى
الجيش الأوكراني: أجبرنا القوات الروسية على التراجع كيلومترين على جبهة سومي
أعلن الجيش الأوكراني اليوم السبت أنه أجبر القوات الروسية على التراجع لمسافة كيلومترين تقريبًا على جزء من جبهة سومي شمال أوكرانيا. ولم يصدر أي تعليق بعد من روسيا التي تسيطر على ما يزيد قليلًا عن 200 كيلومتر مربع في المنطقة، وفقًا لمشروع 'ديب ستيت' الأوكراني لرسم خرائط ساحات المعارك. وكتبت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني على فيسبوك: 'يواصل الجنود الأوكرانيون عملياتهم القتالية النشطة لتدمير العدو وتحرير مناطقنا'. وأشارت إلى أن القتال كان محتدمًا قرب بلدتي أوليكسيفكا ويوناكيفكا اللتين تقعان على بعد خمسة كيلومترات وسبعة كيلومترات من الحدود الروسية على الترتيب. واكتسبت الأوضاع المتقلبة على خطوط القتال أهمية سياسية متزايدة في الأيام القليلة الماضية، حيث تجد أوكرانيا نفسها في منعطف دبلوماسي خطير آخر مع تكثيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهوده للتوسط لإنهاء الحرب. وقال ترامب إنه ونظيره الروسي فلاديمير بوتين 'قررا' أنه يتعين التركيز الآن على التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب الدائرة منذ عام 2022 بدلًا من وقف مؤقت لإطلاق النار.