logo
"بأكثر من طريقة".. إيران على بُعد عام واحد من القنبلة النووية

"بأكثر من طريقة".. إيران على بُعد عام واحد من القنبلة النووية

اليمن الآنمنذ 3 أيام
قالت مجلة "فورين بوليسي" إن إيران لا تحتاج إلى إعادة بناء برنامجها النووي السابق لصنع قنبلة، مقلّلة بذلك من شأن التصريحات الأمريكية والإسرائيلية التي أعقبت حرب الـ 12 يوماً في يونيو/ حزيران الماضي، والتي أكدت أن طهران ستحتاج إلى "سنوات" لإعادة ترميم منشآتها.
وأضافت المجلة أن هناك "أكثر من طريقة" يمكن لإيران من خلالها بناء قنبلة نووية، خلال عام واحد "لو صمّمت على ذلك"، معتبرة أن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي تحدّث فيها أكثر من مرة عن "نجاح عسكري باهر" قد تكون صحيحة لكنها "مخادعة".
وبينما تعتقد الولايات المتحدة وإسرائيل أن معظم مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب قد نجا من الهجوم، فمن المرجّح أيضاً أن تحتفظ طهران بالقدرة على تخصيب هذه المادة أكثر، ثم تحويلها إلى أسلحة نووية لإنتاج عدد قليل من الأسلحة النووية.
وقدّرت "فورين بوليسي" أن تكون إيران على بُعد عام واحد من تصنيع قنبلتها النووية الأولى؛ إذا سارت قدماً في هذا المسار، وهو مدى زمني يخالف تماماً التوقعات الأمريكية والإسرائيلية، خصوصاً تلميحات ترامب بسقوط المشروع النووي لطهران بـ "ضربة قاضية".
اليورانيوم في الأنفاق
وقبل اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، كان معظم مخزون طهران من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي شمل حوالي 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، مخزّناً في أنفاق أسفل مجمعها النووي في أصفهان.
ويبدو أن هناك خلافاً بين أجهزة الاستخبارات حول ما إذا كانت إيران قد نقلت بعضاً من تلك المواد أو كلها قبل الضربات الإسرائيلية، مع أن تل أبيب وواشنطن تبدوان واثقتين بشكل متزايد من أنها لم تفعل ذلك.
وأنفاق أصفهان، بحسب "فورين بوليسي"، عميقة إلى درجة أن الولايات المتحدة لم تحاول حتى هدمها بالقنابل الخارقة للتحصينات التي ألقتها على منشأتي التخصيب الإيرانيتين في فوردو ونطنز.
وبينما قالت المجلة إن صواريخ كروز الأمريكية ربّما أُطلقت على مداخل الأنفاق لمحاولة إغلاقها، رجّحت في المقابل أن إيران "قد قلّصت الفوائد المتواضعة أصلاً من هذا النهج بملئها مداخل الأنفاق استباقياً".
ورأت بذلك أن "الادعاءات المتكررة" من قبل المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين بأن اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني مدفون تحت الأنقاض "مضللة"، مفترضة أنه بافتراض أن المواد لم يتم نقلها، فهي الآن موجودة دون سحق في أنفاق سليمة.
كما أضافت "فورين بوليسي" في تفنيد التقارير الأمريكية والإسرائيلية، بان طهران سارعت بعد أسبوع من الضربات بفتح مداخل أحد الأنفاق "السليمة" في أصفهان"، وهو ما دفعها إلى التأكيد أن اليورانيوم عالي التخصيب "نجا وأصبح متاحاً".
زيادة التخصيب
ولن تحتاج إيران، وفق المجلة الأمريكية، لصنع قنبلة نووية، سوى زيادة تخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أنه يمكن لإيران الاكتفاء بمنشأة طرد مركزي أصغر كثير امن المنشأتين الصناعيتين المدمرتين حالياً في فوردو أو نطنز، والتي صُممت لاستيعاب آلاف وعشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي، على التوالي.
وباستخدام أقل من 200 جهاز طرد مركزي، و60% من اليورانيوم عالي التخصيب كمادة خام، يمكن لإيران إنتاج ما يعادل 90% من اليورانيوم عالي التخصيب لقنبلة واحدة في غضون 10 إلى 20 يوماً فقط.
وأعادت "فورين بوليسي" التأكيد على فرضية أن إيران تمتلك منشاة تخصيب "مخفية" في مبنى صناعي مجهول الهوية، أو على الأرجح، في أعماق الأرض بعيداً عن متناول القنابل الخارقة للتحصينات الأمريكية.
كما افترضت في المقابل، في حال عدم وجود المنشأة "المخفية"، أن تكون طهران قادرة على إنشاء واحدة خلال أشهر باستخدام مخزونها الكبير من مكونات أجهزة الطرد المركزي، خصوصاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية توقفت عن مراقبة هذه المكونات في عام 2021.
نظرية روبيو "الخاطئة"
أصرّت إدارة ترامب على أن الولايات المتحدة حدّت من قدرات إيران اللازمة لتحويل اليورانيوم عالي التخصيب إلى سلاح قابل للاستخدام، وهو أمر قاله صراحة وزير الخارجية، ماركو روبيو، بأن واشنطن "دمرت" منشأة التحويل لطهران، وأنه "لا يمكن صنع سلاح نووي من دونها".
وعقّبت "فورين بوليسي" بأن روبيو مُحق في أن التحويل، وهو إنتاج معدن اليورانيوم من سادس فلوريد اليورانيوم المُستخدم في التخصيب، خطوة ضرورية لبناء سلاح نووي، لكنها أوضحت في المقابل أنه مُخطئ تماماً في تلميحه إلى أن تدمير منشآت التحويل في أصفهان شكل "ضربة قاضية".
وبحسب "فورين بوليسي"، فقد أجرت إيران بالفعل تجارب مكثفة لتجاوز التدمير، مرجّحة أنها أتقنت طريقة لإنتاج معدن اليورانيوم النقي. وأشارت إلى أنه في حال عدم وجود مختبر واحد في البلاد مُجهّز بشكل مناسب، وهو أمر مستبعد، يُمكن لطهران إنشاء واحد بسرعة وهدوء.
وأضافت أن المعدات اللازمة، مثل الأفران، والمواد مثل الكالسيوم أو المغنيسيوم عالي النقاء، متوفرة على نطاق واسع، معتبرة أنه لإنتاج معدن اليورانيوم عالي التخصيب، سيتعين على إيران أيضاً إكمال تصميم أسلحتها النووية وتصنيع مكوناتها. ورجّحت أن تكتمل هذه العملية في غضون عام وربما أقل كثيرا، ويمكن أن تتم بالتوازي إلى حد كبير مع التخصيب وإنتاج المعدن.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضبط 750 طنًا من الأسلحة يكشف الوجه الخفي لحرب اليمن
ضبط 750 طنًا من الأسلحة يكشف الوجه الخفي لحرب اليمن

وكالة 2 ديسمبر

timeمنذ 38 دقائق

  • وكالة 2 ديسمبر

ضبط 750 طنًا من الأسلحة يكشف الوجه الخفي لحرب اليمن

ضبط 750 طنًا من الأسلحة يكشف الوجه الخفي لحرب اليمن عملية زلزلت المنطقة من أساسها، واكتشاف غيّر قواعد اللعبة بالكامل. لكن ما هو قادم أكثر صدمة. بدأ كل شيء بهدوء، في أواخر يونيو الماضي، دون أي ضجيج يُذكر. هناك، في عرض البحر قبالة الساحل الغربي لليمن، رصدت قوات المقاومة الوطنية شيئًا مريباً.. لم تكن مجرد حاوية عادية، إنها أشبه بمستودع ضخم مليء بالأسلحة، عُثر عليها قرب جزيرة حنيش، بالقرب من المخا وساحل البحر الأحمر. وجهتها إلى أيدي مليشيا الحوثي الإرهابية. تحوي بداخلها كل ما يلزم لإبقاء نار الحرب مشتعلة في اليمن، وربما لإشعال صراع إقليمي أوسع: من صواريخ كروز، إلى محركات طائرات مسيّرة جاهزة للعمل، وحتى كتيبات مكتوبة بالفارسية صادرة عن وزارة الدفاع الإيرانية. كمية المعدات المهربة إلى اليمن غير مسبوقة، وتشير إلى تخطيط عسكري دقيق، شملت الشحنة صواريخ مضادة للسفن شبيهة بتصميمات "NOR" أو "Gator" الإيرانية، ومحركات طائرات مسيّرة بمدى أطول من السابق، وأنظمة توجيه عالية الدقة. حين أتخيل نفسي مكان الجندي الذي تقدم عملية الضبط، أشعر برعب حقيقي. عند فتح الصناديق، كانت المحتويات جديدة تمامًا، مغلفة بإحكام، نظيفة وسليمة، وكأنها خرجت لتوها من خط الإنتاج. أما الكتيبات، فكشفت نصوص بالفارسية، شعارات عسكرية، وأسماء شركات تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، مما يؤكد أن الشحنة جاءت مباشرة من إيران إلى اليمن. لا مجال للشك أو الإنكار، فالمعطيات مادية وموثقة. أليس هذا انتهاكًا صارخًا لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة؟ دون جدال. إيران ممنوعة من تسليح الحوثيين، ما يعني أن هناك شبكات تهريب سرية لا تزال تعمل، سواءً عبر البحر أو الجو أو من خلال وكلاء محليين. وراء هذه العملية خيوط توتر إقليمي غير معلن. وإذا دققت النظر، ستلاحظ آثار تحركات في بحر مؤمّن. بعض الأسلحة قد تكون مرت عبر طرق باكستانية، ضمن شبكة تهريب معقدة، أشبه بسيناريو من أفلام التجسس. هناك جانب أكثر رعبًا لم يُسلط عليه الضوء بما يكفي؛ بين الشحنات، قاذفات صواريخ محمولة وجاهزة للاستخدام، ليست مجرد قطع غيار أو أدوات، بل أطقم كاملة لمعركة فورية. فقط أضف الأوامر، حرب مغلّفة داخل صندوق، قادرة على إشعال السماء. كل صاعق متفجر يعني حياة مواطن يمني تمحى، وكل صاروخ قد يُبيد معسكرًا بالكامل، بنى تحتية، موانئ، سفن، أرصفة. وماذا كان رد إيران؟ صمت في البداية، ثم إنكار متكرر. ادعوا أنها حملة دعائية. لكن الصور، الوثائق، والشعارات العسكرية فضحت الحقيقة. حتى العبوات كانت تحمل علامات تجارية إيرانية واضحة، لا مجال فيها للإنكار. قد يتساءل البعض: لماذا المخاطرة؟ الجواب واضح. إنها لعبة كبرى لتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط. بهذه الأسلحة، أصبح الحوثيون لاعبًا عابرا للحدود، وورقة ضغط بيد طهران. كل هجوم يربك الأسواق ويستدعي ردودا دولية.تخيلوا الآن لو أن تلك الشحنة وصلت إلى وجهتها. لكانت موانئ الشرعية اليمنية دمرت وهي موقوفة ولكانت منازل ومساجد وبيوت اليمنيين تحولت إلى رماد. نحن لم نوقف الشحنات فحسب. بل كشفنا الحقيقة وراء حرب اليمن القذرة المستمرة. كانت بصمات إيران في كل مكان، والآن لدينا الدليل. لم تكن هذه إشاعة، بل دليل قاطع بين أيدينا. نقاتل على الجبهات، لكن الحقيقة أن الحرب اليوم تبدأ من داخل الصناديق. من حاويات معدنية تحمل ملصقات فارسية على صواريخ جاهزة للإطلاق. هذه هي ساحة المعركة الجديدة.قد يتساءل البعض: هل كانت هذه الشحنة حالة استثنائية؟ أم أن هناك المزيد ينتظر في الظل؟ هل تتجه حرب اليمن بالوكالة نحو تصعيد أشد دموية؟ ضبط هذا الجبل من الأسلحة الإيرانية لم يكن مجرد نجاح أمني، بل كشف لنا جانبًا من الحقيقة: الحرب لا ترتدي دائمًا الزي العسكري. أحيانًا تبدأ من مستودع معزول، بصندوق مختوم، بملصق مصنع، وبأمر إطلاق مؤجل. فكروا جيدًا: ماذا لو كانت هناك ألف طن أخرى في طريقها الآن؟ماذا لو انفجر صاروخ في ميناء يمني أو إقليمي غدًا؟ماذا لو سمح صمتنا لكابوس نووي أو كيماوي إيراني بأن يتسلل دون مقاومة؟ فاسألوا أنفسكم يا يمنيين، يا قادة الشرعية، يا جيشنا وقواتنا: إلى متى سنبقى نُراقب هذا العبث الإيراني دون رد؟

أزمة ثقة نووية.. إيران تختبر حدود التعاون والغرب يضغط
أزمة ثقة نووية.. إيران تختبر حدود التعاون والغرب يضغط

اليمن الآن

timeمنذ 7 ساعات

  • اليمن الآن

أزمة ثقة نووية.. إيران تختبر حدود التعاون والغرب يضغط

في ظل تزايد الشكوك المتبادلة، وتحركات ميدانية تعكس تصعيدا صامتا، تدخل العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن خلفها واشنطن، منعطفا حادًا، هو الأخطر منذ سنوات. فبعد الضربات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية في يونيو، يتأهب وفد من الوكالة لزيارة طهران خلال أسبوعين، وسط أجواء مشحونة تنذر بما هو أكثر من مجرد خلاف تقني حول التخصيب والمراقبة. الزيارة المرتقبة تأتي بعد إعلان المدير العام للوكالة الدولية، رافاييل غروسي، عن استئناف المحادثات الفنية مع إيران. إلا أن الأخيرة، وفقًا لردود أفعالها السياسية والتشريعية، لا تعتبر ذلك "عودة طبيعية" للعلاقات، بل تراه خطوة مؤقتة في سياق أزمة أعمق. ففي خطوة لافتة، أقر البرلمان الإيراني قانونًا يقيد صلاحيات الوكالة على الأراضي الإيرانية، ويشترط موافقة "المجلس الأعلى للأمن القومي" على أي عمليات تفتيش مستقبلية. وهو ما يشير إلى رغبة طهران في إعادة تعريف العلاقة مع الوكالة، ليس بصفتها هيئة رقابة فنية محايدة، بل طرفًا سياسيًا يجب التعامل معه بحذر. ترامب يصعّد... وإيران تحذّر وفي تطور موازٍ، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصعيد لهجته تجاه إيران، متهمًا إياها بإرسال "إشارات سيئة ومقلقة جدًا"، ومهددًا بأن أي تحرك نووي جديد "سيرد عليه بقوة وعلى الفور". تصريحات ترامب، وفقًا لما أورده المحلل الخاص محمد صالح صدقيان في مقابلة مع برنامج التاسعة على "سكاي نيوز عربية"، تعكس "عقلية مشروطة" تحاول فرض رؤى أحادية على طهران، وهو ما ترفضه الأخيرة رفضًا قاطعًا. يقول صدقيان إن ترامب كان يأمل أن تستجيب إيران خلال المهلة غير المعلنة التي أعقبت ضرباتها، إلا أن طهران لا ترى نفسها "تحت الوصاية" ولا تعترف بشروط تفرض خارج إطار الاحترام المتبادل. ويضيف: "هناك أزمة ثقة عميقة بين الطرفين، تأصلت منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، ولا تزال تلقي بظلالها على أي محاولة تفاوض جديدة". 400 كلغ من اليورانيوم عالي التخصيب تثير القلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعربت مؤخرًا عن قلق بالغ حيال مصير نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، بعضها بنسبة 60%، ما يضعه ضمن "العتبة الفنية" لتطوير سلاح نووي، إن وُجدت النية لذلك. إيران تنفي بشكل قاطع سعيها لحيازة قنبلة نووية، وتؤكد أن برنامجها محض سلمي، وتخضع منشآتها للتفتيش رغم القيود. وفي الوقت ذاته، تلوّح بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي في حال استُخدمت آليات مثل "الزناد" أو "سناب باك" لإعادة فرض عقوبات دولية، وهو ما قد يحدث الشهر المقبل إن مضت الأطراف الأوروبية نحو التصعيد. طريق مسدود أم مفاوضات بشروط جديدة؟ الجمود الحالي لا يقتصر على العلاقة بين طهران والوكالة، بل يمتد إلى المسار التفاوضي الأوسع مع الولايات المتحدة. المفاوضات غير المباشرة توقفت منذ اندلاع الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، ولا توجد خطط لاستئنافها، رغم تأكيد إيران على استعدادها لذلك إذا اقتضت المصلحة الوطنية. ويؤكد صدقيان أن إيران لم تعد تثق في جدوى المفاوضات إن لم تُبنَ على قاعدة "رابح-رابح"، مع احترام المصالح والسيادة. ويضيف: "الجولات الخمس التي جرت مع مندوب ترامب للشرق الأوسط، سيبويه كوب، فشلت لأن طهران لم ترَ فيها لا المصالح المشتركة ولا الاحترام المتبادل". أما فيما يتعلق بمخزون اليورانيوم، فتقول طهران إنها قدمت بالفعل مقترحات لتسوية موضوع التخصيب المرتفع، لكن ذلك مشروط برفع العقوبات، وهو ما تعتبره "عنصرًا جوهريًا في أي اتفاق ممكن". أوروبا على المحك... وسيناريوهات قاتمة الجانب الأوروبي، الذي لا يمتلك الكثير من هامش الحركة – وفقًا لصدقيان – قد يكون الوسيط الوحيد القادر على إعادة فتح القنوات بين طهران وواشنطن. لكن تفعيل آلية الزناد لفرض العقوبات قد يدفع إيران للانسحاب من معاهدة عدم الانتشار، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تصعيدا، وربما يهدد بسباق تسلح إقليمي. ويضيف صدقيان: "إيران تعتبر أن الخسائر التي تعرضت لها منشآتها النووية لا تلغي جوهر البرنامج، بل تعزز من قناعته بأنه مشروع وطني لا يمكن التخلي عنه. وإذا استمر الضغط دون مخرج سياسي واضح، فإن احتمالات التصعيد سترتفع، وقد نكون أمام أزمة تتجاوز حدود البرنامج النووي". أزمة ثقة على مفترق طرق في ظل هشاشة المشهد الإقليمي وتزايد التهديدات، تتجه أزمة البرنامج النووي الإيراني نحو منعطف مصيري. ما بين التفتيش المقيّد، والمخاوف من التخصيب المرتفع، والتصعيد السياسي من واشنطن، تظل فرص العودة إلى طاولة التفاوض رهينة معادلة دقيقة: ضمان المصالح الإيرانية مقابل رقابة فعالة، وضمانات غربية مقابل تهدئة حقيقية. وحتى ذلك الحين، تظل المنطقة فوق صفيح نووي ساخن.

الاتفاق التجاري غير المتوازن مع ترامب يهدد 'مكانة' الاتحاد الأوروبي في النظام العالمي
الاتفاق التجاري غير المتوازن مع ترامب يهدد 'مكانة' الاتحاد الأوروبي في النظام العالمي

اليمن الآن

timeمنذ 7 ساعات

  • اليمن الآن

الاتفاق التجاري غير المتوازن مع ترامب يهدد 'مكانة' الاتحاد الأوروبي في النظام العالمي

يمن إيكو|تقرير: يواجه الاتحاد الأوروبي مخاوف بشأن تدهور مكانته الجيوسياسية، بعد الاتفاقية الأولية التي تم التوصل إليها مع الولايات المتحدة هذا الأسبوع بشأن الرسوم الجمركية، والتي نُظر إليها على نطاق واسع كاستسلام أوروبي لمنطق القوة الأمريكي. وقالت وكالة 'بلومبرغ'، اليوم الثلاثاء، إن شروط الاتفاق الذي تم التوصل إليها 'ستشكل ضربة قوية للشركات الأوروبية'، حيث وافق الاتحاد الأوروبي على تحمل رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم صادراته إلى الولايات المتحدة، فيما ستبقى الرسوم على الواردات من الولايات المتحدة عند 1% أو أقل. وأشارت الوكالة إلى أنه 'حتى في ظل هذه الشروط غير المقبولة، قد يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في الوفاء بالتزاماته الجديدة تجاه الولايات المتحدة' فقد وعدت المفوضية الأوروبية بشراء منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وأعلنت عن استثمارات إضافية بقيمة 600 مليار دولار. ووفقاً للوكالة فإن الاتحاد الأوروبي استورد منتجات طاقة أمريكية بقيمة 80 مليار دولار العام الماضي، بينما بلغ إجمالي صادرات الطاقة الأمريكية 330 مليار دولار فقط، وبالتالي من الصعب تصور كيف سيحقق الاتحاد الأوروبي تعهداته فيما يتعلق بشراء منتجات الطاقة الأمريكية. ولا زالت الرسوم الجمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي من المعادن، والبالغة 50%، تشكل نقطة خلاف في المفاوضات. وبحسب مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي فإن 'الولايات المتحدة والاتحاد يعملان على التوصل إلى بيان مشترك غير ملزم قانوناً بحلول الأول من أغسطس، يتناول بالتفصيل بعض البنود التي تم التفاوض عليها، وبمجرد الانتهاء من صياغة البيان، ستبدأ الولايات المتحدة بخفض رسومها الجمركية على قطاعات محددة، لا سيما على السيارات وقطع غيارها، التي تواجه حالياً رسوماً بنسبة 27.5%'. استسلام أوروبي: وفيما سيستغرق التوصل إلى نص قانون ملزم وقتاً طويلاً وسيتطلب موافقة أغلبية دول الاتحاد وربما البرلمان الأوروبي، فإن ما تم التوصل إليه حتى الآن قد خلق انطباعاً واسعاً باستسلام أوروبي للولايات المتحدة. ونقلت وكالة 'بلومبرغ' عن وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أرانشا غونزاليس لايا، قولها إنه: 'من الناحية الاقتصادية، هذه اتفاقية غير جيدة، ومن الناحية الجيوسياسية، تُعتبر هزيمة'. وأضافت: 'هذه الاتفاقية تُصغر حجم الاتحاد الأوروبي'. كما نقلت عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، قوله إن 'الاتفاق سيجبر مسؤولي الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في مكانتهم في النظام العالمي'، مضيفاً أنه 'على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي قد يعتبر نفسه قوة تجارية عظمى، إلا أن نتائج نهاية الأسبوع تُظهر أن ذلك لم يعد كافياً للدفاع عن مصالحه في وقتٍ يستعد الخصوم الجيوسياسيون لاستخدام أشكال أخرى من النفوذ'. وبحسب الوكالة فقد 'أقر سفراء أوروبيون اجتمعوا في بروكسل يوم الإثنين بأن فون دير لاين ليس لديها خيار سوى قبول مثل هذه الصفقة غير المتوازنة لأن البدائل كانت ستكون أسوأ'. وأضافت أن 'الرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب لم يكن ليؤدي فقط إلى المخاطرة بحرب تجارية لا تستطيع حكومات الاتحاد الهشة تحملها، بل كان سيعرض للخطر إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي التي ساعدت في استقرار أسعار الطاقة الأوروبية منذ غزو روسيا لأوكرانيا، وربما حتى الدعم الأمريكي لأمن أوروبا'. ونقلت الوكالة عن مفوض الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، الذي قاد المفاوضات مع إدارة ترامب، للصحفيين قوله إن: 'الأمر لم يكن يتعلق بالتجارة فحسب'. واعتبرت الوكالة أن 'لعبة القوة التي مارسها ترامب كشفت الكثير عن التكاليف الاستراتيجية التي يتكبدها الاتحاد الأوروبي نتيجة لرهن أمنه على المدى الطويل بالولايات المتحدة لعقود من الزمن، على افتراض أنه سيكون لديه دائماً شريك حميد إلى حد ما في البيت الأبيض'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store