
دمشق تعلن سعيها إلى «تصفير» مشكلاتها الخارجية مع نهاية 2025
وفي تصريح للتلفزيون السوري الرسمي، الثلاثاء، قال قتيبة إدلبي إن قرار رفع العقوبات الأميركية جاء استجابةً للجهود التي قادتها الحكومة السورية، عادّاً القرار «بداية طريق سيشهد السوريون نتائجه في حياتهم اليومية قريباً». في حين عدّ وزير المالية السوري محمد يسر برنية، القرار الأميركي «خطوة كبيرة ومهمة ستنعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري»، مؤكداً عزم الحكومة على «الاستفادة من كامل الفرص، ومواصلة تقوية الإدارة المالية، وتعزيز النزاهة». وكذلك علَّق حاكم المصرف المركزي السوري، عبد القادر حصرية، واصفاً قرار الرئيس الأميركي، بأنه «تطور تاريخي وخطوة حاسمة» في استعادة العافية الاقتصادية في سوريا.
ارتفاع معدل عودة اللاجئين خارج سوريا بعد رفع العقوبات الدولية (رويترز)
وبحسب مراقبين في دمشق، فإن الولايات المتحدة الأميركية وجدت في التغيير الجذري الذي حصل في سوريا، تغييراً له انعكاسات كبيرة في المنطقة و«لحظة سانحة، وفرصة تاريخية لا تتكرر»، ما يبرر حماس الرئيس الأميركي لإعادة ترتيب المنطقة، وفق الباحث السياسي ورئيس «مركز النهضة للدراسات والأبحاث» بدمشق، عبد الحميد توفيق، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط». وأوضح أنه مع خروج سوريا من المحور المعادي لأميركا والغرب الذي مكثت فيه أكثر من 5 عقود، بدأت تتحول إلى الرعاية أو المظلة الأميركية. مع الإشارة إلى أن الإدارة الأميركية أدارت الأزمة السورية سواء في أبعادها السياسية قبل الثورة، أو خلال الثورة، وصولاً إلى الواقع الجديد، «بكثير من الحنكة، وقراءة المصالح والتحولات في سوريا، بوصفها معياراً أساسياً في إجراء تحول كامل في الشرق الأوسط عموماً». وأن «إعادة هذه المنطقة بما تكتنزه من أهمية جيوسياسية وجيو استراتيجية إلى الحاضنة الأميركية، تتطلب إنهاء حالة العداء بين سوريا وإسرائيل، أولاً، وبين بعض العواصم العربية الأخرى وإسرائيل».
وأكد الباحث عبد الحميد توفيق، أن القرار الأميركي برفع دائم للعقوبات جاء بعد تفاهمات واضحة وجدية بين الحكومة السورية والإدارة الأميركية، والتجاوب مع الاشتراطات الأميركية المتعلقة بإبعاد إيران عن سوريا، وتقليص الدور الروسي، وإخراج الفصائل الفلسطينية من دمشق، والتحالف لمحاربة التنظيمات المدرجة على قائمة الإرهاب، مثل تنظيم «داعش».
سوريون يحتفلون بعد إعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا مايو الماضي (أ.ب)
لذا، يرى توفيق أن الحماس الأميركي يندرج ضمن المسار الاستراتيجي للسياسة الأميركية في المنطقة، التي تصبُّ في خدمة إسرائيل أولاً وأخيراً، حيث يمكن لقرار الرفع النهائي للعقوبات، أن يكون «نقطة البداية في العملية التفاوضية نحو سلام منشود بين سوريا وإسرائيل»، كون سوريا معياراً أساسياً فيما يتعلق باستقرار الشرق الأوسط عموماً.
وقال: «إذا ما ذهبت سوريا نحو التقدُّم خطوةً باتجاه إسرائيل، سواء بمفاوضات معلنة ورسمية، أو ترتيبات أمنية جديدة تحفظ مصالح الطرفين، أو تجمد الجبهة القائمة، أو تحقيق درجة من التفاهم الأمني، فسينعكس ذلك على الاستقرار في سوريا والمنطقة كلها». ليبقى السؤال الأبرز من وجهة نظر عبد الحميد توفيق: «هل ستكون المفاوضات المقبلة وفق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بتثبيت الجولان أراضي سورية محتلة من قبل إسرائيل وفق القرارين 242 و338، أم سيكون هناك ابتكار جديد في صيغة اتفاق ترعاه الولايات المتحدة الأميركية؟».
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعلن في وقت سابق، أن واشنطن تتخذ مزيداً من الإجراءات لدعم سوريا مستقرة وموحدة لتعيش بسلام مع نفسها وجيرانها، وأن العقوبات الأميركية لن تكون عائقاً أمام مستقبل سوريا.
وزير المالية السوري محمد يسر برنية (سانا)
من جهته، رحَّب وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، بقرار الرئيس الأميركي إلغاء الإطار القانوني للعقوبات الأميركية على سوريا. وقال إن القرار «يوجّه وزير الخارجية الأميركي بمراجعة تصنيف سوريا على أنّها دولة راعية للإرهاب، ولا يشمل العقوبات على بشار الأسد وأعوانه» وعبَّر برنية في منشور له على موقع «لينكد إن»، عن شكره للرئيس الأميركي، وإدارة الخزانة الأميركية على «تعاونهما وتفهمهما للتحديات التي تواجهها سوريا».
وأوضح برنية أن القرار الأميركي «بتحويل تجميد العقوبات على سوريا إلى رفع دائم، وإلغاء الأساس القانوني لكثير من العقوبات الصادرة عن الإدارات الأميركية الحالية والسابقة، ألغى 5 قرارات أميركية سابقة شكَّلت الأساس القانوني لكثير من العقوبات التي صدرت على سوريا، كما ألغى أيضاً حالة الطوارئ التي فُرضت عام 2004». وقال: «إن ذلك يُمهد لفك الحصار الاقتصادي على تصدير الخدمات والبضائع الأميركية».
حاكم مصرف سوريا المركزي د.عبد القادر الحصرية (سانا)
بدوره، رحَّب حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية، بالقرار الأميركي، بوصفه «تطوراً تاريخياً يمثل نقطة تحول إيجابية في استعادة العافية الاقتصادية وتعافي القطاع المالي... وخطوة حاسمة نحو تخفيف القيود الأميركية على تصدير الخدمات والسلع والتقنيات إلى سوريا».
وقال إن المرسوم يوجه «وزارة التجارة الأميركية بمراجعة ورفع القيود التي أعاقت التجارة المالية والمصرفية مع سوريا»، لافتاً إلى أن هذا يعزِّز قدرة سوريا على «الاستفادة من التكنولوجيا في مجال الخدمات المصرفية، بما فيها السويفت». وأوضح أن المرسوم ألغى 6 أوامر تنفيذية كانت تُشكِّل الإطار القانوني لعقوبات مؤثرة على القطاعَين المالي والمصرفي السوريَّين.
مبنى مُدمَّر بجدارية في إدلب شمال سوريا أغسطس 2023 تحيي الذكرى العاشرة للهجوم الكيماوي على الغوطة (د.ب.أ)
وفي هذا الإطار، أعلنت دمشق أنها تتخلص من تبعات النظام السابق في السياسة الخارجية التي حوَّلت سوريا إلى «قوة الابتزاز الأكبر في المنطقة لتحصيل بعض المصالح»، وفق تعبير مدير الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، الذي أكد تعاون دمشق في ملف السلاح الكيماوي بوصفه «لم يجر للشعب السوري سوى الخراب والقتل»، مؤكداً أن سوريا ستشهد خلال الأشهر المقبلة انفراجات كثيرة فيما يتعلق ببرامج العقوبات المفروضة عليها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 32 دقائق
- الرجل
أسعار الذهب في السعودية اليوم الجمعة 4 يوليو 2025.. عيار 24 يلامس 403 ريالات
تشهد أسعار الذهب في السعودية اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 حالة من الاستقرار النسبي، بالتزامن مع تحركات محدودة في الأسواق العالمية. وفيما يلي جدول يوضح أسعار جرام الذهب والأونصة بالريال السعودي والدولار الأمريكي: أسعار الذهب في السعودية اليوم الوحدة السعر بالريال (SAR) السعر بالدولار (USD) جرام الذهب عيار 24 403.00 107.47 جرام الذهب عيار 22 369.42 98.51 جرام الذهب عيار 21 352.63 94.03 جرام الذهب عيار 18 302.25 80.60 جرام الذهب عيار 14 235.08 62.69 أونصة الذهب (بيع) 12,534.71 3,342.59 أونصة الذهب (شراء) 12,538.46 3,343.59 تأتي هذه الأسعار في ظل متابعة دقيقة لتحركات السوق العالمية، خاصة مع تذبذب أسعار الدولار والعوائد على السندات الأمريكية، ما يدفع المستثمرين في السعودية والمنطقة إلى مراقبة أسعار الذهب كملاذ آمن. وتظل أسعار الذهب عرضة للتغيّر على مدار اليوم، تبعًا لتقلبات السوق العالمية وسعر صرف الدولار، إلى جانب توجهات البنوك المركزية.


العربية
منذ 33 دقائق
- العربية
إيران: سنرد بقوة على أي هجوم جديد من إسرائيل
أعلن المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن "قواتنا المسلحة باتت أكثر استعداداً من قبل وسترد بقوة ساحقة" على أي هجوم جديد من إسرائيل ، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء "فارس". كما صرح أبو الفضل شكارجي، الاثنين: "لم نقبل أبداً خيار وقف القتال"، مضيفاً أن إسرائيل "غير جديرة بالثقة أبداً، لا لأي مكان في العالم ولا لإيران". إيران إيران تعلن حصيلة هجمات إسرائيل خلال حرب الـ12 يوماً.. 935 قتيلاً "شكوك جدية" وكانت إيران قد أعربت، الأحد، عن "شكوك جدية" بشأن احترام إسرائيل وقف إطلاق النار الساري منذ 24 يونيو بعد حرب استمرت 12 يوماً بين الجانبين. كما نقل التلفزيون الرسمي عن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي قوله: "لم نبدأ نحن الحرب لكننا رددنا على المعتدي بكل قوتنا". كذلك أضاف موسوي: "لدينا شكوك جدية حيال امتثال العدو لالتزاماته، بما في ذلك وقف إطلاق النار، ونحن على استعداد للرد بقوة" إذا تعرضت إيران للهجوم مجدداً. حرب الـ12 يوماً يذكر أن إسرائيل وإيران خاضتا حرباً على مدى 12 يوماً (بدأت في 13 يونيو)، حيث ضربت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية إيرانية ومنصات إطلاق صواريخ، فضلاً عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين. في حين أطلقت إيران سلسلة هجمات صاروخية وعبر المسيرات نحو مناطق إسرائيلية عدة. فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ شنت الولايات المتحدة غارات وهجمات على 3 منشآت نووية، مساء 21 يونيو، طالت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 24 يونيو، وقف النار.

العربية
منذ 34 دقائق
- العربية
إسرائيل: نعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدنا
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش يعد خطة "لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديد إسرائيل". وقال كاتس لمسؤولين عسكريين كبار، اليوم الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي حقق "إنجازات ملحوظة في إحباط البرنامج النووي الإيراني ونظام إنتاج الصواريخ - وهما الأمران الأكثر تهديداً لإسرائيل". إيران إيران: سنرد بقوة على أي هجوم جديد من إسرائيل كما أضاف أن الجيش الإسرائيلي "هاجم وألحق أضراراً بقادة إيرانيين وبنى تحتية للأسلحة وأهدافاً واسعة للنظام في طهران". كذلك أردف أن مهمة الجيش الآن "هي إعداد خطة إنفاذ شاملة لضمان عدم قدرة إيران على تهديد إسرائيل مرة أخرى". "إعداد معلومات استخباراتية وعملياتية" وشدد كاتس على أنه "يجب على الجيش الإسرائيلي إعداد معلومات استخباراتية وعملياتية لضمان حفاظ سلاح الجو على التفوق الجوي فوق طهران والقدرة على فرض القيود على إيران ومنعها من تجديد قدراتها". فيما ختم قائلاً إن إسرائيل "عازمة على قيادة سياسة دفاعية فعالة ضد إيران وإزالة التهديدات". حرب الـ12 يوماً يذكر أن إسرائيل و إيران خاضتا حرباً على مدى 12 يوماً (بدأت في 13 يونيو)، حيث ضربت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية إيرانية ومنصات إطلاق صواريخ، فضلاً عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين. في حين أطلقت إيران سلسلة هجمات صاروخية وعبر المسيرات نحو مناطق إسرائيلية عدة. فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ شنت الولايات المتحدة غارات وهجمات على 3 منشآت نووية، مساء 21 يونيو، طالت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 24 يونيو، وقف النار.