
600 يوم من الجحيم في غزة والإبادة مستمرة وعالم أعمى
في لحظة زمنية ثقيلة تلهب الذاكرة وتخنق القلب، حل أمس الأربعاء ليُتمّ 600 يوم على بدء واحدة من أكثر الحروب وحشية واستنزافا في العصر الحديث، حرب الإبادة التي تعصف ب قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرا، دون توقف، ودون أن يحرك العالم ساكنا.
ومنذ بدء الحرب الممنهجة، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة تحت حصار خانق وعدوان متواصل دمّر الحجر وقتل البشر، في ظل صمت دولي مخزٍ، وعجز أممي واضح عن وقف آلة الإبادة التي لم تفرق بين طفل وامرأة، ولا بين مدرسة ومستشفى، ولا حتى بين ملجأ ومسجد.
لم يكن الرقم "600" مجرد رقم عابر أعاد النشطاء تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل تحوّل إلى مناسبة رمزية أعادت تسليط الضوء على حجم الفقد، والتجويع، والتدمير، والتشريد الذي يعانيه أهالي غزة يوميًا.
يعيش قطاع غزة المنكوب اليوم ما يُعدّ أكبر كارثة إنسانية في العالم، حيث لا تعمل المستشفيات، ولا تتوفر الأدوية، ولا يوجد تعليم، ولا منازل تؤوي السكان، ولا حتى خيام تحميهم من برد الشتاء أو حرّ الصيف، بل وأكثر من ذلك، يعيش الناس دون غذاء أو ماء نظيف، في ظروف يصعب تصورها أو احتمالها.
لكن ما يوجع أهالي غزة حقا -بحسب وصف النشطاء- هو أن يعيش الإنسان أكثر من 600 يوم وهو يتنفس البارود، ويواجه ألوانًا من العذاب والويلات، الفواجع، الإبادة، النزوح، والفقدان، في مشهد يُجسد أقسى درجات القهر وأسمى معاني الصبر.
وبينما تسجل غزة "رقما قياسيا مأساويا" بوصولها إلى اليوم 600 من الحرب، أشار معلّقون إلى أن الحال ما زال على ما هو عليه: قتل، فقد، تدمير، تجويع، نزوح، ومعاناة بكافة أشكالها.
"لم تتوقف حرب الإبادة بحقنا، والعالم ما زال يشاهد بصمت سيل دمائنا. حتى كسرة خبز تسد الجوع، لم يتمكن أحد من إدخالها إلينا"، يقول أحد المغردين لا يزال يعيش ويلات الحرب في غزة.
وفي محاولة لإيصال ثقل هذه الأيام وما تحمله من أعباء وهموم، نبّه بعض النشطاء إلى أن تلك الثواني والدقائق والساعات المثقلة بالقتل والتدمير ليست مجرد أرقام، وإنما هي جراح مفتوحة. فقد امتد جرح غزة إلى ما يزيد على 14 ألفا و400 ساعة دامية.
كما لا يُخفي الغزّيون إرهاقهم وعجزهم أمام هذه المقتلة، إذ كتب أحدهم "بعد 600 يوم من الحرب على غزة، ما زالت غزة تنزف أشلاء تحت الركام؛ نساء ينتظرن الخلاص من تحت البيوت المنهارة، أطفال ماتوا جوعا، رضع بلا حليب، كبار سنّ بلا رعاية، أسرى ومفقودون لا نعلم عنهم شيئًا، وخيام لا تقي من برد أو نار".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
جبل المشارف في القدس تاريخ عريق يهدده التهويد
يقع جبل المشارف (سكوبس) شمالي شرقي مدينة القدس المحتلة، وهو في الشمال من جبل الزيتون. ونظرا لما يتمتع به من قيمة إستراتيجية، سعت الحركة الصهيونية منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى الاستيلاء عليه بمختلف الطرق، وأنشأت فوقه مباني ضخمة كالجامعة العبرية ومستشفى هداسا. الموقع جبل المشارف هو جبل يقع شمال مدينة القدس، وهو امتداد طبيعي لجبل الزيتون من جهة الشمال الشرقي وحتى الشمال، ويفصل بينهما منخفض يسمى "عقبة الصوانة". ويفصل وادي الجوز بين جبل المشارف ومدينة القدس، ويبتدئ هذا الجبل من شمالي مخيم شعفاط ، وينتهي بجبل الزيتون. يرتفع جبل المشارف عن سطح البحر بنحو 850 مترا، و100 متر فوق مستوى البلدة القديمة في القدس. وفي أعقاب حرب 1948 كان الجبل، حسب الأمم المتحدة ، أرضا مطوقة ومعزولة تقع داخل الأراضي التي تخضع للسلطة الأردنية حتى حرب 1967 ، وبعد سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، أصبح جبل المشارف ضمن حدود بلدية مدينة القدس. وقد أقام القائد الروماني تيطس عام 70م معسكره عليه عندما غزا القدس ودمرها، كما أقام الصليبيون معسكراتهم عليه عند غزوهم المدينة. سبب التسمية سمي جبل المشارف بهذا الاسم لإشرافه على مدينة القدس، إذ يطل على طريق "القدس- رام الله"، وقد كانت أغلب الجيوش القادمة للقدس تحط معسكراتها فيه. وأما كلمة "سكوبس" فهي يونانية الأصل، وتعني الملاحظ أو المشاهد، وسمي بالعبرية "هار هتسوفيم". ويقول مصطفى مراد الدباغ في كتابه "بلادنا فلسطين" إن له أسماء أخرى مثل "جبل المشهد" و"جبل الصوانة"، ويضيف أن الكثيرين يعتبرون جبل المشارف امتدادا لجبل الزيتون لجهة الشمال الشرقي. معالم جبل المشارف تقع على جبل المشارف معالم عدة أبرزها: مستشفى هداسا وهو مستشفى أسسته منظمة هداسا، المنظمة الصهيونية النسائية الأميركية، ولا تزال مصدر جزء كبير من موازنته. وهو سادس أكبر مركز طبي في إسرائيل. وضع الحجر الأساس له عام 1934، واكتمل بناؤه في العام 1938 بعد احتلال الجزء الغربي من القدس عام 1948، وبما أنه يقع في القدس الشرقية فإنه كان تحت سيطرة الجيش الأردني. فتح مستشفى "هداسا" أقساما في أحياء عدة غربي القدس، وفي ظل ذلك بادرت الحركة الصهيونية إلى إنشاء فرع للمستشفى في قرية عين كارم المهجرة، وأصبح بديلا عن المستشفى الأساسي. في بداية الأمر عارض رئيس حكومة الاحتلال ديفيد بن غوريون إنشاء المستشفى البديل، واعتبر أن ذلك يعني أنه لن تكون بيده حجة أمام الجهات الأردنية لطلب السماح بمرور القوافل الصهيونية إلى داخل مستشفى "هداسا جبل المشارف"، إلا أنه في نهاية المطاف قبل بذلك، وبدأ العمل لبناء المستشفى في عين كارم في عام 1956. الجامعة العبرية هي جامعة إسرائيلية في مدينة القدس. كانت أول جامعة في فلسطين تعلم باللغة العبرية، وقد اقترح المجتمعون في المؤتمر الصهيوني الحادي عشر عام 1913 إنشاء جامعة في فلسطين تعلم باللغة العبرية. وبعد عام من ذلك اشترت الجهات المعنية الأرض اللازمة لبناء الجامعة بين قريتي العيساوية و الطور المقدسيتين. وفي العام 1918 وضع حجر الأساس لهذه الجامعة على قمة جبل المشارف، وتم افتتاحها رسميا في العام 1925 بحضور اللورد آرثر بلفور والمندوب السامي البريطاني وزعماء الحركة الصهيونية. تتربع الجامعة على عرش المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل، وتخرجت منها شخصيات بارزة في مجال الأبحاث ومجالات أخرى، ومنهم من حاز أيضا جائزة نوبل، كما أنها مصنفة في الرتبة 64 على مستوى العالم حسب "تصنيف شنغهاي"، و93 حسب تصنيف "تي إتش إي". المقبرة العسكرية البريطانية تقع مقبرة جبل المشارف إلى جانب "مستشفى هداسا"، وتضم 2515 قبرا لجنود من دول مختلفة، منهم مئة جندي مجهول الهوية. في المقبرة كنيسة صغيرة ونصب تذكاري عليه أسماء 3300 جندي ماتوا في فلسطين ومصر ، ولا يعرف أماكن دفنهم. تم الانتهاء من بناء المقبرة في جبل المشارف عام 1927، وقد صممت بشكل يتناسب مع المدافن البريطانية الأوروبية. تقام في المقبرة مراسم إحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى في الأسبوع الثاني من ديسمبر/كانون الأول كل عام، وتحضر تلك المراسم بعض عائلات الجنود المدفونين فيها. كما قالت هيئة الآثار الإسرائيلية إنها اكتشفت -أثناء إحدى الحفريات في جبل المشارف شمالي شرقي القدس المحتلة- محجرا أثريا ضخما يعود إلى ما قبل الميلاد، وكانت حجارته تستخدم في المباني والطرقات داخل سور القدس و بلدة سلوان. يذكر أن إسرائيل ومنذ احتلالها المدينة المقدسة تحتكر الحفريات والاكتشافات الأثرية فيها، وتتحكم في المعلومات الواردة بما يخدم روايتها التهويدية، فقد زعمت هيئة الآثار الإسرائيلية أن المحجر يرجع إلى عهد الهيكل الثاني المزعوم، في وقت لم يتسن فيه لأي عالم آثار فلسطيني أو مقدسي الاطلاع على تلك الحفريات.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مقداد فتيحة سفاح الساحل السوري وقائد مليشيا "درع الساحل"
يعرف بـ"أبو جعفر" وينحدر من مدينة جبلة الساحلية في سوريا ، عمل في الحرس الجمهوري أيام الرئيس المخلوع بشار الأسد ، واشتهر حينئذ بنشره صورا تظهر تنكيله بجثث المدنيين وقطع رؤوسهم، وهو متهم بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم تعذيب ضد المعارضين لحكومة بشار، وبالاتجار بالمخدرات والخطف، وأسس عقب سقوط النظام مليشيا "لواء درع الساحل". تطوّع مقداد لؤي فتيحة -وهو من الطائفة العلوية – في القيادة العامة للجيش و القوات المسلحة السورية ، وانضم للحرس الجمهوري، كما قاتل في صفوف الفرقة 25 التابعة ل سهيل الحسن الملقب بـ"النمر" ومبتدع البراميل المتفجرة، حسب ما أوردته صفحة أرشيف الثورة السورية. ويُتهم فتيحة بارتكاب مئات الانتهاكات لحقوق الإنسان طوال فترة تطوعه بالحرس الجمهوري، خاصة عقب اندلاع الثورة عام 2011، وانتشرت له كثير من الصور ظهر فيها يقتل مدنيين ويمثل بجثثهم، بعضها وثقها بنفسه بالصوت والصورة، إلى جانب صور أخرى يجلس فيها قرب جثث مدنيين أحرقهم أحياء وبينهم أطفال، وأخرى يحمل فيها رؤوسا مقطوعة. وتناقل ناشطون تغريدة له على موقع إكس نشرت عام 2021، يتباهى فيها بكونه لا يخاف من التهديدات، ويؤكد أنه لكثرة ما قتل ومثّل بالجثت فهو يعرف أعضاء جسم الإنسان أكثر مما يعرفها أطباء الطب الشرعي، ويقول إنه مثل بالجثث بقدر ما بث التلفزيون السوري من مسلسلات. "لواء درع الساحل" استمرت عمليات فتيحة الإجرامية حتى بعض سقوط نظام بشار، لكنه وجهها لأول مرة ضد أبناء طائفته ممن رفضوا الانضمام له في العمليات والكمائن التي بدأ بشنها ضد قوات الأمن في الإدارة الجديدة. وأسس فتيحة لواء درع الساحل في فبراير/شباط 2025، وفي السادس من مارس/آذار ظهر في فيديو نشر على صفحة "مقداد فتيحة لواء درع الساحل الاحتياطية" يعلن التمرد على الحكومة السورية الجديدة. وبعدها بأيام أعلن فتيحة تعاونه مع فصيل "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا-أولي البأس" الذي أعلن عن تأسيسه في 4 مارس/آذار 2025، وقال إن "عملهم وقتالهم لتحرير الساحل السوري بدعم روسي". وفي ليلة إعلان التأسيس، بدأت قوات درع الساحل وفلول النظام المخلوع، بشكل منظم وفي وقت واحد في مناطق عدة من الساحل السوري، استهداف عناصر من الشرطة وقوات الأمن الداخلي والعناصر التابعين لوزارة الدفاع، كما طال الاستهداف أي مدني يقود سيارة تحمل رقم محافظة إدلب. وقتلت هذه القوات مع بداية العملية نحو 75 عنصرا من قوى الأمن الداخلي وعناصر الشرطة ومدنيين، وأسرت قرابة 200 عنصر وأصيب العشرات من قوات الدولة السورية والمدنيين بينهم صحفي. وسيطر فلول النظام على معظم الساحل السوري ومواقعه الإستراتيجية والعسكرية، ووصلوا إلى قاعدة حميميم ومطار أسطامو والكلية البحرية واللواء 107، إضافة للجسور والمداخل والمخارج المؤدية إلى مدن الساحل، وانتشرت على طريق "إم 4" لقطع الطريق على القادمين من مناطق إدلب. View this post on Instagram A post shared by الجزيرة (@aljazeera) وقد امتصت الحكومة السورية صدمة الهجوم المنظم من فلول النظام، وبدأت عملية استعادة المواقع التي سيطروا عليها من وحدات الأمن الداخلي، وبمساندة وزارة الدفاع في مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة. يُذكر أن النظام المخلوع كان قد حاول إعادة بناء الحرس الجمهوري عام 2015، عبر تشكيل لواء باسم "درع الساحل" للتركيز على الريف العلوي، وتقسيم المنطقة إلى مقاطعات طائفية. وظهر فتيحة في فيديو مصور ثان في 13 مارس/آذار 2025 يرتدي لباس الأمن العام ويهدد قوات وزارة الدفاع والأمن بما سماه المرحلة الثانية من المعركة إذا لم تنسحب من قرى الساحل، وهدد بتفخيخ الطرقات وإعدام الأسرى واغتيال العناصر. وقد تداول رواد التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا آخر نسب لفتيحة أواخر مايو/أيار 2025، يهدد فيه الحكومة بسلسلة هجمات واعتقالات في حال لم تفرج عن المعتقلين.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
تفاقم الكارثة بغزة مع شح المساعدات والاحتلال يهجر 250 ألفا من جباليا
قالت الأمم المتحدة -أمس الجمعة- إن الوضع في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل 19 شهرا، على الرغم من استئناف التسليم المحدود للمساعدات في القطاع الذي تلوح فيه المجاعة، في حين هجر جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 250 ألف فلسطيني من مخيم جباليا. وقبل 12 يوما، سمح الاحتلال باستئناف عمليات محدودة لدخول المساعدات إلى غزة. وجرى أيضا يوم الاثنين الإعلان عن آلية جديدة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات، وهي " مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين في نيويورك "من الجيد وصول أي مساعدات إلى أيدي المحتاجين"، لكنه أضاف أن عمليات تسليم المساعدات "ليس لها تأثير يذكر" حتى الآن بوجه عام. وقال إن الوضع الكارثي في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب. ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية قائلين إنها غير محايدة وإن آلية توزيعها للمساعدات تجبر الفلسطينيين على النزوح. وتريد إسرائيل في نهاية المطاف أن تعمل الأمم المتحدة من خلال مؤسسة غزة الإنسانية التي تستخدم شركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة لنقل المساعدات إلى غزة لتوزيعها من قبل فرق مدنية في ما يُسمى بمواقع توزيع آمنة. قيود إسرائيلية وتقول الأمم المتحدة إنها لم تتمكن خلال 12 يوما الماضية إلا من نقل نحو 200 شاحنة محملة بالمساعدات إلى غزة، بسبب انعدام الأمن والقيود الإسرائيلية على الوصول. ولم يتضح على الفور حجم المساعدات التي وصلت إلى المحتاجين. ويذكر أن فلسطينيين أُصيبوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز توزيع المساعدات التابع لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" منطقة نتساريم وسط قطاع غزة. وانتقد مسؤولو الأمم المتحدة القيود الإسرائيلية على نوع المساعدات التي يمكنهم تقديمها. وقالت إيري كانيكو المتحدثة باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "لم تسمح لنا السلطات الإسرائيلية بإدخال وجبة طعام واحدة جاهزة للأكل. الطعام الوحيد المسموح به هو الدقيق للمخابز. حتى لو سُمح بإدخال كميات غير محدودة، وهو ما لم يحدث، فلن تُشكل غذاء كاملا لأي شخص". وأفاد بعض متلقي مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية بأن الطرود تحتوي على بعض الأرز والدقيق والفاصوليا المعلبة والمعكرونة وزيت الزيتون والبسكويت والسكر. وبموجب عملية معقدة، تقوم إسرائيل بتفتيش شحنات المساعدات وإعطاء الإذن لها بالمرور إلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم حيث يتم تفريغها وتحميلها مرة أخرى على شاحنات لنقلها إلى مستودعات في غزة. وتنتظر مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات حاليا تسلم الأمم المتحدة لها من الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم. بيد أن الأمم المتحدة قالت إن الجيش الإسرائيلي رفض يوم الثلاثاء جميع طلباتها للوصول إلى معبر كرم أبو سالم لتسلّم المساعدات، وعندما تمكنت 65 شاحنة محملة بالمساعدات من مغادرة المعبر الخميس عادت جميعها أدراجها باستثناء 5 شاحنات بسبب القتال العنيف. ومن جانب آخر، قال موقع "والا" الجمعة إن الجيش الإسرائيلي هجّر أكثر من 250 ألف فلسطيني من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في محافظة شمال قطاع غزة، إلى ما أطلق عليها اسم "مناطق الإيواء". ونقل الموقع عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لم يسمهم، زعمهم أن قوات الجيش تقدمت نحو أهداف محددة في قطاع غزة، حسب خطة رئيس الأركان إيال زامير، بهدف منع عودة المسلحين الفلسطينيين إلى البنية التحتية فوق الأرض وتحتها، وفق تعبيرهم. وأضاف المسؤولون أن مع هذه العمليات بدأت عملية تحريك أكثر من 250 ألف فلسطيني من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة إلى مناطق الملاجئ الإنسانية، على حد زعمهم. ولم يذكر تقرير "والا" المواقع التي أطلق عليها اسم "الملاجئ الإنسانية"، لكنه سبق أن صنف عدة مناطق منها المواصي الممتدة على طول الشريط الساحلي من جنوب مدينة خان يونس إلى شمال مدينة دير البلح (وسط) على أنها إنسانية، لكنه ارتكب فيها مجازر مروعة على مدار أشهر الإبادة أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين النازحين. وتتواصل إنذارات الجيش الإسرائيلي التي تأمر الفلسطينيين بإخلاء مناطق سكنهم ونزوحهم في مناطق مختلفة من القطاع خاصة الشمال، وسط القرار الإسرائيلي بتوسيع حرب الإبادة من خلال عملية " عربات جدعون". ومن المرجح أن تستمر هذه العملية لأشهر، وتتضمن الإجلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع، على أن يبقى الجيش في أي منطقة يحتلها، وفق إعلام إسرائيلي. وفي 22 مايو/أيار الجاري، تحدثت وسائل إعلام عبرية، منها صحيفة هآرتس، عن مخطط الجيش الإسرائيلي للسيطرة على 75% من غزة خلال الشهرين القادمين. ونزح الفلسطينيون من مناطق في محافظة شمال قطاع غزة إلى وسط مدينة غزة وغربها، حيث يكثف الجيش الإسرائيلي غاراته بينما يمنع دخول المساعدات إلى محافظتي غزة والشمال مما يفاقم من المجاعة هناك. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.