logo
النفط والذهب يواصلان الارتفاع مع تصاعد حرب إسرائيل وإيران

النفط والذهب يواصلان الارتفاع مع تصاعد حرب إسرائيل وإيران

الجزيرةمنذ 5 ساعات

ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس بعد أن قالت إسرائيل إنها هاجمت مواقع نووية إيرانية في نطنز وآراك خلال الليل، في وقت يترقب فيه مستثمرون بقلق احتمالات توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط بما يعطل إمدادات الخام.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 0.23% إلى 76.88 دولارا للبرميل، في أحدث تعاملات بعد أن ارتفعت 0.3% في الجلسة السابقة عندما شهدت الأسعار تقلبات شديدة أدت إلى انخفاضها بما وصل إلى 2.7% خلال التعاملات.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.59% إلى 75.58 دولارا للبرميل بعد أن سجل ارتفاعا عند التسوية بنسبة 0.4% في الجلسة السابقة، التي انخفضت فيها الأسعار بنسبة بلغت 2.4%.
وقال محلل السوق لدى "آي جي" توني سيكامور في مذكرة "لا تزال هناك علاوة مخاطرة جيدة في السعر مع ترقب المتعاملين لمعرفة ما إذا كانت المرحلة التالية من الصراع الإسرائيلي الإيراني هي ضربة أميركية أم محادثات سلام".
وقال بنك غولدمان ساكس أمس الأربعاء إن علاوة المخاطر الجيوسياسية التي تبلغ حوالي 10 دولارات للبرميل لها ما يبررها بالنظر إلى انخفاض الإمدادات الإيرانية ومخاطر من اضطراب أوسع نطاقا قد يدفع خام برنت فوق 90 دولارا.
ولم يوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء للصحفيين قراره بشأن الانضمام إلى إسرائيل في شن هجمات على إيران.
و إيران هي ثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إذ تنتيج نحو 3.3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام، لكن الأهم من ذلك هو مرور نحو 19 مليون برميل يوميا من الخام والمنتجات النفطية عبر مضيق هرمز الذي تُطل عليه إيران ويمر عبره معظم صادرات النفط في منطقة الخليج، ويتصاعد القلق من أن يتسبب القتال في تعطيل التدفقات التجارية من هناك.
وأبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة الأميركية دون تغيير أمس الأربعاء، لكنه توقع خفضها مرتين بحلول نهاية العام.
ومن شأن خفض أسعار الفائدة تحفيز الاقتصاد، وبالتالي زيادة الطلب على النفط، لكن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم التضخم.
الذهب
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران يومه السابع، وسجل البلاتين أعلى مستوى في أكثر من 10 سنوات وسط توقعات بنقص الإمدادات.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 3369.6 دولارا للأوقية (الأونصة)، في حين انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7% إلى 3384 دولارا.
وقال تيم ووترر كبير محللي السوق في "كيه سي إم تريد": حقق الذهب انتعاشا متواضعا مع ترقبنا للخطوات التالية في الصراع الإسرائيلي الإيراني. إذا قررت الولايات المتحدة التدخل بشكل مباشر في الصراع، فقد يزيد ذلك من المخاطر الجيوسياسية.
وغالبا ما يستخدم الذهب ملاذا آمنا لحفظ القيمة في أوقات الضبابية الجيوسياسية والمالية.
وظل التوتر الجيوسياسي متصاعدا مع إحجام ترامب أمس الأربعاء عن تأكيد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في قصف المواقع النووية والصاروخية الإيرانية، مما دفع سكان طهران إلى النزوح من العاصمة.
وقال مسؤولان أميركيان لرويترز أمس الأربعاء إن جيش بلدهما نقل بعض الطائرات والسفن من قواعد في الشرق الأوسط قد تكون عرضة لأي هجوم إيراني محتمل.
وكان أداء المعادن النفيسة الأخرى كالتالي:
تراجع البلاتين 2.6% ليصل إلى 1289.20 دولارا.
زاد البلاديوم 0.87% إلى 1039.15 دولارا.
انخفضت الفضة 0.85% عند 36.42 دولارا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران وروسيا والصين.. تحالف لإنهاك أميركا أم شراكة تكتيكية؟
إيران وروسيا والصين.. تحالف لإنهاك أميركا أم شراكة تكتيكية؟

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

إيران وروسيا والصين.. تحالف لإنهاك أميركا أم شراكة تكتيكية؟

تتسم العلاقات بين روسيا والصين وإيران بكونها إحدى أبرز الظواهر الجيوسياسية في عالم اليوم، هذه العلاقة، التي تُوصف غالبا بأنها "تحالف تكتيكي"، تتطور بشكل متسارع، مدفوعة بالرغبة المشتركة في كبح الهيمنة الغربية وتعزيز نظام دولي متعدد الأقطاب. ومع تصاعد التوترات الدولية، خاصة بعد الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية المتزايدة على طهران وموسكو، وصولا إلى المواجهات العسكرية المحتدمة بين إسرائيل وإيران، أصبحت هذه الشراكة أكثر أهمية. تسعى كل من موسكو وبكين لاستغلال الموقع الجيوسياسي لإيران لتعقيد الإستراتيجيات الأميركية في الشرق الأوسط، وتحويل الصراع إلى جبهة استنزاف جديدة تُعيق القدرة الغربية على التركيز على ساحات أخرى، وفق تقرير نشره معهد كارينغي. وتظل هذه العلاقة محكومة بالمصالح الآنية والبراغماتية، وتكشف عن تناقضات عميقة في المبادئ المعلنة، كما يشير محلل السياسة الخارجية الأميركية دانيال ديفيس، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على الصمود أمام اختبارات التصعيد الإقليمي الفعلي. الأسس الأيديولوجية والسياسية للتحالف الهش على الرغم من التلاقي الظاهري في الخطاب المناهض للغرب، فإن هذه العلاقة تفتقر إلى عمق قيمي أو حضاري مشترك، مما يجعل تماسكها الأيديولوجي موضع تساؤل، كما تقول دراسة نشرتها مؤسسة هربرت سميث فريهيلز كرامر القانونية. تجد الأطراف الثلاثة أرضية مشتركة في رفض الهيمنة الغربية، لا سيما الأميركية، وفي الدعوة إلى تعددية الأقطاب، وقد تعزز هذا التوجه بشكل كبير منذ اندلاع الحرب الأوكرانية عام 2022 وتصاعد التوترات في بحر جنوب الصين. تمثل إيران بالنسبة لروسيا والصين شريكا أساسيا في مساعيهما لإعادة تشكيل النظام الدولي، وهو ما تجلى في انضمام إيران الكامل لمنظمة شنغهاي للتعاون في قمة أوزبكستان عام 2022. ويوفر هذا الانضمام لطهران مظلة حيوية لمقاومة الضغوط الغربية المتزايدة، خاصة في ظل العقوبات الممتدة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، كما نشرت وزارة الخارجية الأميركية. هذا التلاقي الأيديولوجي هو أقرب إلى كونه تكتيكيًا وذا طبيعة براغماتية أكثر منه قناعة قيمية عميقة. مبدأ السيادة.. انتقائية التطبيق وحدود التضامن تستخدم روسيا والصين خطاب "احترام السيادة وعدم التدخل" كحاجز أمام العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على طهران، خاصة في المحافل الأممية. ومع ذلك، يكشف هذا الالتزام عن انتقائية واضحة؛ فقد انتهكت روسيا مبدأ السيادة في أوكرانيا عام 2022 من وجهة نظر الدول الغربية، في حين تواجه بكين اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان في إقليم شنغيانغ، وفق هيومن رايتس ووتش. هذا التناقض الجوهري يؤكد أن مبدأ السيادة ليس التزامًا قيميا مطلقًا لهذه الدول، بل هو أداة سياسية براغماتية تُوظَف لخدمة المصالح الذاتية لكل طرف. غياب الروابط الأيديولوجية والحضارية العميقة على الرغم من التلاقي في المواقف السياسية المعارضة للغرب، فإنه لا توجد روابط حضارية أو أيديولوجية متينة تجمع بين روسيا والصين وإيران. تُبدي الصين حذرًا واضحا من نزعة "تصدير الثورة الإسلامية" الإيرانية خشية تأثيراتها المحتملة على مسلمي الإيغور في إقليم شنغيانغ. أما روسيا، فترى في إيران شريكا مصلحيا بحتا، لا سيما في ملف سوريا، حيث رافق دعم الدولتين نظام بشار الأسد تنافس خفي على النفوذ الاقتصادي والعسكري منذ التدخل الروسي المباشر عام 2015. هذا الغياب للروابط الأيديولوجية العميقة يجعل التضامن بين هذه الأطراف محدودا وضعيفا، ويعكس طبيعة التحالف القائمة على المصالح الآنية والمتقلبة بدلًا من القيم المشتركة الراسخة. المحددات الجيوسياسية والإستراتيجية تُستخدم إيران من قبل روسيا والصين كأداة ضغط إستراتيجية لتعقيد السياسات الغربية، إلا أن الدعم الأمني يظل محدودًا وحسابيا لتجنب التصعيد المباشر، خاصة مع إسرائيل والولايات المتحدة. تُوظَّف إيران كأداة ضغط متقدمة في المواجهة الجيوسياسية مع الغرب، فالنسبة لروسيا توفر طهران مسرحا مهما لزيادة تعقيد الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، وتحويل الأنظار والموارد بعيدا عن الجبهة الأوكرانية الحاسمة. أما بالنسبة للصين، فتمثل إيران حاجزًا جيوسياسيا أمام التمدد الأميركي المحتمل في آسيا الوسطى والخليج، بالإضافة إلى كونها حليفًا مهما في حماية خطوط الطاقة الحيوية العابرة لآسيا. هذه الاستفادة المتبادلة من الموقع الجيوسياسي لإيران تعزز أهميتها التكتيكية، لكنها في الوقت نفسه تجعل من طهران ورقة مساومة قد تُستخدم أو يُتخلى عنها. على الرغم من الدعم السياسي العلني والتدريبات العسكرية المشتركة، يظل الالتزام الأمني الروسي والصيني تجاه إيران محدودًا ومحسوبا. فقد زودت روسيا إيران بمنظومات إس-300 الدفاعية، لكنها امتنعت عن تزويدها بأنظمة أكثر تطورا لتجنب أي صدام مباشر مع إسرائيل. وتقدم الصين تقنيات مراقبة متطورة لطهران، لكنها تحرص على الحفاظ على توازن دقيق لتجنب استفزاز شركائها الخليجيين الرئيسيين كمصادر أساسية للطاقة. تخفي هذه الشراكة الظاهرة بين روسيا والصين وإيران تنافسًا مكتوما على النفوذ، فروسيا كانت تشعر بقلق متزايد من التوسع الإيراني في سوريا، لا سيما في القطاعات الاقتصادية والعسكرية، مما يهدد هيمنتها في المشهد السوري. من جانبها، تراقب الصين بحذر تحركات موسكو العسكرية واللوجستية مع إيران في آسيا الوسطى خشية أن تؤثر هذه التحركات سلبًا على مبادرتها الإستراتيجية مبادرة "الحزام والطريق". يبرز هذا التنافس الخفي الطبيعة البراغماتية للتحالف، مما يحد من عمق التعاون الإستراتيجي الشامل ويعيق تحوله إلى شراكة حقيقية. المحددات الاقتصادية التجارية يرتكز التعاون الاقتصادي على الطاقة وآليات تجاوز العقوبات عبر العملات البديلة، لكن الخلل التجاري الكبير يعزز تبعية إيران الاقتصادية. تعتمد الصين بشكل كبير على النفط الإيراني، الذي تستورده بخصم يبلغ 30% منذ تشديد العقوبات الأميركية عام 2019، مما يجعل طهران ثاني أكبر مزود نفطي لبكين بعد السعودية بحلول عام 2024. في المقابل، ترى روسيا في إيران منافسًا محتملًا في سوق الطاقة العالمية، خصوصًا بعد تزايد صادرات موسكو النفطية إلى آسيا لتعويض خسائرها في السوق الأوروبية بعد العقوبات الغربية بين عامي 2022 و2023، ويعكس هذا التنافس على أسواق الطاقة ديناميكية معقدة داخل التحالف. يتعاون الثلاثي بنشاط في إنشاء قنوات مالية ولوجستية بديلة لتجاوز العقوبات الغربية، وأحد أبرز مظاهر هذا التعاون هو الارتفاع الملحوظ في استخدام اليوان والروبل في التعاملات التجارية بين موسكو وطهران وبكين. بالإضافة إلى ذلك، يتم تطوير شبكات لوجستية عبر بحر قزوين وشبكات لتهريب التكنولوجيا عبر آسيا الوسطى. تهدف هذه الآليات إلى تقليل الاعتماد على النظام المالي الغربي وتوفير شريان حياة اقتصادي لإيران، مما يعزز مرونة هذه الدول في مواجهة الضغوط الخارجية، ويؤكد على أهمية الشراكة الاقتصادية في ظل العقوبات كعامل أساسي في استمرارية هذا التحالف. تُظهر الأرقام المتعلقة بالحجم التجاري بين الأطراف الثلاثة خللاً واضحا يكرس تبعية إيران المتزايدة للصين. ويؤكد التفاوت الكبير في الميزان التجاري أن الصين هي الشريك الاقتصادي الأكبر لإيران، مما يمنح بكين نفوذًا أكبر في العلاقة، ويجعل طهران أكثر عرضة للتأثر بالسياسات الاقتصادية الصينية، ويحد من تنوع خياراتها الإستراتيجية. العلاقة بالولايات المتحدة تشكل المواجهة مع واشنطن حافزا رئيسيا لعلاقة الدول الثلاث، مع التزام روسيا والصين بسياسة "الإنهاك غير المباشر" للنفوذ الأميركي دون المخاطرة بمصالحهما الحيوية مع الغرب. تشكل المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية الحافز الأبرز لتنسيق مواقف موسكو وبكين مع طهران، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الغربية منذ عام 2022. ومع ذلك، تظل الاعتبارات الاقتصادية للصين أكبر من ميلها للصدام المباشر مع واشنطن. واستفادت بكين من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بزيادة وارداتها من الطاقة بأسعار منخفضة، لكنها تتجنب إثارة مواجهة اقتصادية مفتوحة مع الولايات المتحدة، في حين تسعى موسكو عبر تحالفها مع طهران إلى تحويل الشرق الأوسط إلى جبهة استنزاف للنفوذ الأميركي. تدرك إيران أنها في موقع أضعف، وتبحث عن شركاء يحصنونها من تداعيات المواجهة الحالية مع إسرائيل، مما يعكس طبيعة العلاقة النفعية والبراغماتية. تُوظف كل من روسيا والصين وإيران إستراتيجية متناغمة تستهدف إنهاك النفوذ الأميركي بشكل غير مباشر في مناطق حيوية، دون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة. فموسكو تستخدم علاقتها بطهران لزيادة تعقيد التحديات التي تواجه واشنطن في الشرق الأوسط، مما يحوّل الأنظار والموارد بعيدًا عن جبهات أخرى كأوكرانيا. بدورها، تستفيد بكين من أي ضعف أميركي في المنطقة لتعزيز مبادرتها الاقتصادية الكبرى وتأمين مواردها من الطاقة دون الاحتكاك المباشر. يسعى هذا التكتيك المشترك لتقويض النظام الأحادي القطب تدريجيًا، مع تجنب التصعيد الذي قد يهدد مصالحهم الاقتصادية أو الأمنية المباشرة. مبادرة الحزام والطريق تمثل إيران عقدة إستراتيجية لمبادرة الحزام والطريق، حيث توفر ممرات برية بديلة عن الممرات البحرية الخطرة، وتعزز أمن إمدادات الطاقة الصينية عبر آسيا الوسطى. تسعى بكين بنشاط لتحويل إيران إلى بوابة برية بديلة عن الممرات البحرية المحفوفة بالمخاطر الجيوسياسية والأمنية، مثل مضيقي هرمز و باب المندب. ويعكس هذا الاهتمام الصيني بالبنية التحتية الإيرانية رؤية بكين الإستراتيجية لتعزيز أمن ومرونة طرقها التجارية والنفطية، مما يمنح إيران أهمية جيواقتصادية خاصة في سياق المبادرة الصينية العالمية، ويجعل استقرارها حيويًا بالنسبة لبكين. أبعاد أمن الطاقة وتعزيز المسارات البديلة يتجاوز دور إيران في مبادرة الحزام والطريق مجرد كونها ممرا بريًّا إلى أوروبا؛ فهي تشكل عنصرًا حيويا في إستراتيجية الصين لتنويع وأمن إمدادات الطاقة. ويجعل الاعتماد المفرط على الممرات البحرية التقليدية -لا سيما مضيقي هرمز وباب المندب- بكين عرضة للاضطرابات الإقليمية أو الحصار المحتمل في أوقات الأزمات. لذلك، توفر المسارات البرية عبر إيران بديلاً إستراتيجيا يقلل من هذه المخاطر، ويعزز من مرونة سلسلة إمدادات الطاقة الصينية، مما يدفع بكين لتقديم دعم اقتصادي وتقني أكبر لطهران يضمن استمرارية هذه المسارات الحيوية. الموازنات الإقليمية تواجه موسكو وبكين تحديًا في الموازنة بين دعم إيران والحفاظ على شراكات حيوية مع قوى إقليمية عبر سياسة "عدم الاختيار" الحاسمة. تواجه روسيا والصين تحديًّا دقيقا في إدارة توازن علاقاتهما مع إيران دون الإضرار بعلاقاتهما الحيوية مع قوى إقليمية رئيسية مثل تركيا والسعودية. هذه الاعتبارات المعقدة تجعل الدعم الصيني الروسي لإيران تكتيكيا ومحدودًا، وتعكس حرص الدولتين على الحفاظ على مصالحهما الأوسع في المنطقة، وتجنب أي توترات تهدد شبكة علاقاتهما. تُظهر كل من روسيا والصين ميلًا نحو سياسة "عدم الاختيار" الصارم بين أطراف إقليمية متنافسة في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران وتركيا والسعودية. وتهدف هذه السياسة إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع اللاعبين لتعظيم المصالح المشتركة وتقليل المخاطر. يمنع هذا التوازن الدقيق التحول إلى تحالفات صلبة، ويجعل العلاقة مع إيران مرتبطة بسياق إقليمي أوسع ومعقد. المواجهة مع إسرائيل وتداعياتها كشفت المواجهة العسكرية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران عن حدود هذا التحالف، معززةً شعور طهران بالعزلة، ومثيرة تساؤلات حول طبيعة الدعم المستقبلي. تدرك موسكو وبكين أن احتمال انهيار النظام الإيراني أو استبداله بنظام موالٍ للغرب سيكون كارثيا على مصالحهما، وسيخلق فراغًا أمنيا هائلًا واضطرابات واسعة قد تهدد تدفقات الطاقة الحيوية. ومع تصاعد المواجهة مع إسرائيل، تتزايد مخاوف موسكو وبكين من انزلاق الوضع في إيران إلى حالة فوضى قد تعيد تموضع النفوذ الغربي في المنطقة. وتفضل العاصمتان -حتى الآن- عدم المجازفة بالتدخل المباشر الذي قد يجرهما إلى صراع أوسع. ويعكس هذا الحذر أولوية الحفاظ على الاستقرار الإقليمي الذي يخدم مصالحهما حتى لو كان ذلك على حساب دعم أعمق لطهران. تشكل المواجهة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران اختبارا عمليا لنوعية العلاقة بين طهران وكل من موسكو وبكين. حتى الآن، اكتفت روسيا والصين بمواقف سياسية حذرة دون تقديم دعم عسكري مباشر، رغم دخول المعركة مرحلة تصعيد غير مسبوقة بعد استهداف منشآت نووية وعسكرية إيرانية ورد إيران بضرب منشآت إسرائيلية إستراتيجية. يؤكد هذا الحذر أن حدود التحالف تتمثل في حماية المصالح الذاتية مع الغرب. فبكين تخشى عرقلة خطوط التجارة والطاقة القادمة من الخليج، في حين تسعى موسكو لتجنب استفزاز إسرائيل والولايات المتحدة في توقيت حساس على الجبهة الأوكرانية، مما يقلص من فعالية الدعم العملي. كلما تصاعدت المواجهة مع إسرائيل دون دعم فعال وملموس من روسيا والصين، ازداد إدراك إيران الطبيعة الهشة والتكتيكية لعلاقتها بموسكو وبكين، كما يعمق شعورها بالعزلة، ويقلل من ثقتها في هذا المحور. قد يدفع هذا الإدراك طهران إلى مزيد من السعي وراء تحالفات إقليمية جديدة، أو حتى إلى العودة لقنوات تفاوضية مع الغرب لتخفيف الضغط المتزايد. أدت الضربات الإسرائيلية إلى تهديد مباشر لبعض المشاريع الصينية الحيوية في إيران، مثل خط السكك الحديدية من طهران إلى بندر عباس. إعلان نتيجة لذلك، أصبحت بكين أكثر حرصًا على ضبط علاقتها بطهران ضمن الحدود الاقتصادية الصرفة، دون الانزلاق نحو التورط في صراع عسكري مفتوح يهدد استقرار مبادرة "الحزام والطريق" بأكملها. يعكس هذا التنامي في الحذر الصيني قلق بكين من أن يؤثر التصعيد الإقليمي على استثماراتها الضخمة ومشاريعها الكبرى. سيناريوهات المستقبل المحتملة توجد 3 مسارات رئيسية لمستقبل العلاقات الروسية الصينية الإيرانية تتأثر بعوامل إقليمية ودولية متعددة. يرجح هذا السيناريو استمرار الوضع الراهن للعلاقات الروسية الصينية الإيرانية. سيبقى الدعم السياسي العلني لإيران قائمًا، لكن دون أي تورط عسكري مباشر. تستفيد موسكو وبكين من بقاء إيران كـ"شوكة في خاصرة الغرب"، دون المخاطرة بتصعيد شامل قد يضر بمصالحهما الأوسع، ويعكس هذا السيناريو الطبيعة البراغماتية للعلاقة. إذا ما تحولت المواجهة الحالية مع إسرائيل إلى حرب إقليمية شاملة تهدد بانهيار النظام الإيراني بشكل حقيقي، قد تضطر روسيا والصين إلى رفع مستوى الدعم المقدم لطهران. قد يشمل هذا الدعم مساعدات اقتصادية عاجلة أو شحنات أسلحة نوعية، وذلك بهدف تفادي سقوط إيران بالكامل في فلك الغرب. ومع ذلك، سيظل هذا الدعم في إطار "دعم غير مباشر" لتجنب مواجهة مفتوحة ومباشرة مع واشنطن، ولن يتحول إلى التزام إستراتيجي كامل يهدد مصالح موسكو وبكين الأوسع مع القوى الغربية. يعد هذا السيناريو الأخطر بالنسبة لطهران، والأكثر احتمالا على المدى المتوسط، ويفضي إلى انهيار التحالف الثلاثي. في حال نجاح مفاوضات نووية جديدة بين إيران والغرب تؤدي إلى انفراجة في العلاقات الدولية، وفي حال حدوث تغيير جذري في النظام السياسي الإيراني ستتخلى بكين وموسكو عن الشراكة سريعًا. ستعيد روسيا ترتيب أولوياتها في الساحة الأوكرانية، وستركز الصين على استقرار علاقاتها مع الأسواق الغربية والخليجية. تحالف المصالح لا المبادئ ختاما، يكشف التحليل أن العلاقات الروسية الصينية الإيرانية تمثل تحالفًا تكتيكيا هشا قائمًا على مصالح آنية أكثر من كونه شراكة إستراتيجية متجذرة. فبينما تعتمد موسكو وبكين على إيران كورقة ضغط ضد الغرب وتأمين مصالح نفطية، تظل التزاماتهما الأمنية محدودة وحذرة، وتتأكد هذه الرؤية في ظل المواجهة الإسرائيلية الإيرانية المتصاعدة. __________________________________ أهم المراجع: – منظمة هيومن رايتس ووتش – موقع منظمة العفو الدولية – موقع الأمم المتحدة – موقع البنك الدولي – موقع صندوق النقد الدولي – موقع وزارة الخارجية الأميركية – سجلات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة – مجموعة الازمات الدولية – موقع الرئاسة الروسية/ الكرملين – مجلس العلاقات الخارجية – مؤسسة هربرت سميث فريهيلز كرامر – مجلة جينز الدفاعية الأسبوعية – موقع منظمة شنغهاي للتعاون

الجبهة الداخلية الإسرائيلية: إطلاق إنذارات لسكان مناطق الشمال لا سيما الكرمل وخليج حيفا
الجبهة الداخلية الإسرائيلية: إطلاق إنذارات لسكان مناطق الشمال لا سيما الكرمل وخليج حيفا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الجبهة الداخلية الإسرائيلية: إطلاق إنذارات لسكان مناطق الشمال لا سيما الكرمل وخليج حيفا

الجبهة الداخلية الإسرائيلية: إطلاق إنذارات لسكان مناطق الشمال لا سيما الكرمل وخليج حيفا الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في الجولان والجليل الأعلى والأوسط والكرمل وخليج حيفا يسرائيل هيوم عن مصدر عسكري: تقديرات بإطلاق إيران من 10 لـ15 صاروخا التفاصيل بعد قليل..

إيكونوميست: نجاح القنبلة الأميركية الخارقة في إيران غير مؤكد
إيكونوميست: نجاح القنبلة الأميركية الخارقة في إيران غير مؤكد

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

إيكونوميست: نجاح القنبلة الأميركية الخارقة في إيران غير مؤكد

شكك تقرير نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية في نجاح القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات (جي بي يو-57) بتدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية التي تقع تحت سطح الأرض. ويأتي التقرير في سياق حرب إسرائيل وإيران، إذ نجحت إسرائيل في تدمير بعض الأبنية السطحية في عدة منشآت إيرانية نووية ، غير أن تدمير منشآت إيران الأساسية يتطلب قنابل خارقة للتحصينات لا تملكها إلا الولايات المتحدة. وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألمح إلى احتمال تدخل بلاده، مما أثار أسئلة حول فاعلية القنبلة. الخرسانة فائقة الأداء وتزن "جي بي يو-57" حوالي 13 طنا، حسب الصحيفة، وهو وزن يفوق كثيرا القنابل التقليدية التي لا تتجاوز عادة الطن الواحد، وتعتمد على قوة الاصطدام الهائلة الناتجة عن وزنها لاختراق الصخور والخرسانة. ويُشكّل غلاف القنبلة الفولاذي -المصنوع من سبيكة خاصة فائقة الصلابة- حوالي 80% من وزنها، وفق التقرير. وأضاف التقرير أن القنبلة تستطيع اختراق 60 مترا من الخرسانة المسلحة، لكن فاعليتها تنخفض إلى 8 أمتار فقط أمام الخرسانة فائقة الأداء (UHPC). وهنا تكمن المشكلة، وفق التقرير، إذ طورت إيران نوعا متقدما من الخرسانة فائقة الأداء تفوق قوة الخرسانة التقليدية بكثير، مما قد يُعيق قدرة القنبلة على اختراق تحصينات المنشآت النووية. وأكد التقرير أن البنتاغون كان على علم بنقطة ضعف القنبلة منذ 2014، لكنه من غير المؤكد ما إذا استطاعت الولايات المتحدة تطوير القنبلة بما يكفي لمجاراة تطوّر أداء الخرسانة فائقة الأداء. معضلة الدقة وقال التقرير إن المشكلة الرئيسية الثانية في أداء "جي بي يو-57" هو اعتمادها على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، فبينما يضمن النظام دقة الهدف، فإنه معرض للتشويش الإلكتروني. وأوضح التقرير أن هذه المشكلة برزت في الحرب الأوكرانية، حيث تأثرت دقة بعض القنابل الأميركية بفعل التشويش الروسي، مما أدى إلى انحرافها عن أهدافها بمئات الأمتار، وانخفاض دقتها من 20 مترا إلى 1200 متر قبل أن يتم إصلاحها. وتعتمد إسرائيل على أنظمة توجيه بديلة مثل نظام "سبايس"، الذي يستخدم الكاميرات والذكاء الاصطناعي لتوجيه القنابل بدقة أكبر، وقد استخدمت هذا النظام في هجماتها الأخيرة، وتدرس الولايات المتحدة إمكانية تزويد قنابلها بنظام توجيه مماثل، لكن قد يستغرق ذلك بعض الوقت، وفق التقرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store