
ترمب يٌهدد و'إيران' ترفض وإسرائيل تستعد .. هل تتهور واشنطن بضرب طهران ؟
خاص: كتبت- نشوى الحفني:
هدّد الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، الأحد، بقصف 'إيران' وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها إذا لم تتوصل 'طهران' إلى اتفاق مع 'واشنطن' بشأن برنامجها النووي.
وفي مقابلة هاتفية مع شبكة (إن. بي. سي)؛ قال 'ترمب'، إن مسؤولين أميركيين وإيرانيين يجّرون محادثات؛ لكنه لم يُدلِ بمزيد من التفاصيل.
وأضاف: 'إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف.. لكن هناك احتمالًا، إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، أن أفرض عليهم رسومًا جمركية ثانوية؛ مثلما فعلت قبل أربع سنوات'.
وقال الرئيس الأميركي: 'إذا اضطررنا إلى التدخل عسكريًا، فسيكون ذلك أمرًا فظيعًا بالنسبة لهم'.
وكان الرئيس الإيراني؛ 'مسعود بزشكيان'، قال؛ الأحد، إن 'طهران' رفضت المفاوضات المباشرة مع 'واشنطن' بعد أن كتب 'ترمب' رسالة إلى النظام يدعو فيها إلى محادثات جديدة بشأن 'الاتفاق النووي'.
وأضاف 'بزشكيان'؛ الأحد، أن 'طهران': 'رفضت' المفاوضات المباشرة بين حكومتها وإدارة 'ترمب'، لكنه أكد أن: 'الطريق للمفاوضات غير المباشرة لا يزال مفتوحًا'.
وفيما تقول 'إيران' إن تطويرها النووي، الذي قُيّد بقيودٍ انقضت الآن، سلميٌّ ولا يهدف إلى صنع أسلحة. تساءل مسؤولون إيرانيون علنًا في الأشهر الأخيرة عما إذا كان ينبغي على 'طهران' التخلي عن هذا المسّار، ويقول محللون إنه لن يكون من الصعب على 'إيران' اتخاذ الخطوة الأخيرة نحو تسليح برنامجها النووي الناشيء.
عقوبات أميركية جديدة..
وكشف 'ترمب'؛ الشهر الماضي، عن مجموعة جديدة من العقوبات المصَّممة لممارسة: 'أقصى قدرٍ من الضغط على الحكومة الإيرانية'، وقطع 'طهران' عن الوصول إلى السلاح النووي والحد من: 'نفوذ إيران الخبيث في الخارج'.
وخلال فترته الرئاسية الأولى بين عامي (2017 و2021)، انسحب 'ترمب' من اتفاق نووي أبرم عام 2015؛ بين 'إيران' والقوى العالمية، والذي وضع قيودًا صارمة على أنشطة 'طهران' النووية؛ مقابل تخفيف العقوبات.
كما أعاد 'ترمب' فرض عقوبات أميركية شاملة. ومنذ ذلك الحين، تتجاوز 'إيران' الحدود المتَّفق عليها بكثير في برنامجها لتخصيّب (اليورانيوم).
وترفض 'طهران'؛ حتى الآن، تحذير 'ترمب' لها بالتوصل إلى اتفاق أو مواجهة عواقب عسكرية.
ونقلت الوكالة الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية؛ 'عباس عراقجي'، قوله يوم الخميس؛ إن 'إيران' أرسلت ردًا عبر 'سلطنة عُمان' على رسالة 'ترمب'؛ التي حثّ فيها 'طهران' على التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وتتهم القوى الغربية؛ 'إيران'، بالسّعي سرًا إلى تطوير قدرات نووية عسكرية من خلال تخصّيب (اليورانيوم) إلى مستويات عالية من النقاء الانشطاري، تتجاوز ما تعتبره مبررًا لبرنامج طاقة نووية مدني.
استمرار الارتفاع التدريجي للتوتر..
في السيّاق؛ ذكرت القناة الـ (12) الإسرائيلية، أن التوتر بين 'الولايات المتحدة' و'إيران' مستَّمر في الارتفاع تدريجيًا، بعد أن نقل الأميركيون قاذفات استراتيجية من طراز (بي 2) إلى جزيرة 'دييغو غارسيا'؛ في قلب 'المحيط الهندي'، الموقع الاستراتيجي الذي يمكن أن ينطلق منه الهجوم على 'إيران'، وذلك في وقتٍ أفادت فيه تقارير أجنبية أن 'إسرائيل' تستّعد أيضًا لاحتمال وقوع هجوم أميركي على 'إيران'.
وتناولت الـ (12) الإسرائيلية؛ التهديدات التي خرجت من مسؤول عسكري إيراني كبير، بالهجوم على القاعدة الاستراتيجية في جزيرة 'دييغو غارسيا'؛ في 'المحيط الهندي'، حال تنفيذ هجوم على 'إيران'، موضحًا أن صواريخ (خرمشهر) الباليستية؛ ذات الرؤوس الحربية، وطائرات (شاهد 136) المُسّيرة المطورة، فعالة على مدى القاعدة، وستكون قادرة على ضربها.
استعداد إسرائيلي للهجوم..
وأفادت القناة العبرية؛ تحت عنوان: 'الولايات المتحدة تصل إلى نقطة تحول مع إيران'، أن المؤسسة الدفاعية في 'إسرائيل' تُتابع عن كثب التطورات المختلفة، وتستّعد لسيناريوهات مختلفة من خلال سلسلة من المناقشات، ولكنها تستّعد أيضًا لإمكانية المشاركة في هجوم، وتكثيف أنظمة الدفاع الجوي، إذا أصبح من الضروري استخدامها.
وأوضحت أن تعليمات صدَّرت للجيش الإسرائيلي باستكمال جميع قدراته الهجومية بحلول منتصف عام 2025، أي بعد شهرين، ومن المُحتمل أن يوفر مثل هذا التوجيه قدرات في سيّاق دفاعي، وأيضًا في سيّاق إمكانية قيام 'إسرائيل' بعمل عسكري ضد 'إيران' على أراضيها.
خيارات أميركية..
وقالت القناة إن الخيارات التي تواجه الأميركيين الآن ليست عملياتية فحسّب، وعلى الرُغم من أن الجيش الأميركي دفع بعددٍ من حاملات الطائرات إلى 'المحيط الهندي'، وقاذفات استراتيجية قادرة على شن هجوم على 'إيران' إذا لزم الأمر، إلا أن هناك أيضًا البُعد السياسي والدبلوماسي الذي تتعامل معه إدارة الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'.
وأشارت إلى أن 'ترمب' يمَّارس ضغوطًا كبيرة على 'إيران' للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن قضية 'النووي'، ولكن حتى الآن لم تسَّفر هذه الضغوط عن نتائج، وفي هذه الأثناء تسمع التهديدات من الجانبين، موضحة أنه بحال تحقق التهديدات، فإن 'إسرائيل' لا تستّخف بالأمور، وتُحاول الوصول إلى حالة من الجاهزية القصوى، سواء في الهجوم أو الدفاع.
رسالة 'ترمب'..
كما تناولت القناة العبرية؛ محتوى الرسالة التي كتبها 'ترمب' للمرشد الأعلى في إيران؛ 'علي خامنئي'، قبل (03) أسابيع، ونشرتها وسائل إعلام دولية، حيث كتب أن: 'الوقت حان لفتح صفحة جديدة من التعاون والاحترام المتبادل، أمامنا فرصة تاريخية'، مضيفًا أن: 'الولايات المتحدة، تحت قيادتي، مستعدة لاتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام، وخفض التصعيد، ورفع العقوبات'.
وفي وقتٍ لاحق من الرسالة؛ وجه 'ترمب' تهديدًا صريحًا لـ'إيران'، وكتب: 'إذا رفضتم اليد الممدودة إليكم، واخترتم طريق التصعيد ودعم المنظمات الإرهابية، فإنني أحذركم من رد حاسم وسريع'.
وأكد الرئيس الأميركي أيضًا قائلًا: 'لن نقف مكتوفي الأيدي في وجه تهديدات نظامكم لشعبنا أو حلفائنا، إذا كنتم مستعدين للتفاوض، فنحن مستعدون أيضًا'.
وتابع: 'إذا واصلتم تجاهل مطالب العالم، فإن التاريخ سيشهد بأنكم أضعتم فرصة عظيمة'.
تداعيات وانعكاسات..
مجلة (فورين بوليسي) وفي تحليلٍ لها؛ استعرضت التداعيات المحتملة لأي ضربة 'أميركية-إسرائيلية'، وانعكاساتها على ميزان القوى الإقليمي إلى تأثيرها على الاستراتيجية الأميركية العالمية، وحتى تداعياتها على المشهد الداخلي في 'إيران' نفسها.
ونظرًا لخطر المواجهة العسكرية بشأن البرنامج النووي الإيراني – الذي يُشير بعض المحللين إلى أنه على بُعد أسابيع فقط من إنتاج سلاح نووي قابل للاستخدام – طلبت مجلة (فورين بوليسي) من خبراء تقيّيم مدى تأثير ضربةٍ من 'الولايات المتحدة' أو 'إسرائيل' أو كليهما معًا على السياسة الإيرانية، والديناميكيات الإقليمية على نطاقٍ أوسع.
يُرهق القُدرات الأميركية..
'مهسا روحي'؛ باحثة في معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية بجامعة (الدفاع الوطني)، أعربت عن اعتقادها أن أي ضربة عسكرية 'أميركية-إسرائيلية' تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، قد تؤدي إلى تداعيات إقليمية وعالمية واسعة.
ولفتت الباحثة إلى عدة سيناريوهات للعمل العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.
أحد تلك السيناريوهات الأكثر ترجّيحًا – بحسّب 'روحي' – هو شن غارات جوية منسَّقة تستهدف المنشآت النووية والبُنية التحتية العسكرية ومراكز القيادة، بما في ذلك المواقع المحصَّنة تحت الأرض.
ويُجادل المدافعون عن هذا النوع من العمليات بأنه قد يؤخر طموحات 'إيران' النووية؛ بشكلٍ كبير على أقل تقدير، وقد يؤدي إلى استسلامها وتراجعها عن برنامجها النووي.
في المقابل؛ يرى المعارضون أن الضربة قد تدفع 'إيران' إلى تسّريع جهودها النووية بدلًا من التخلي عنها. تُضيف الباحثة نفسها.
تكلفة مرتفعة بعيدة المدى..
وبغض النظر عن مدى نجاح الضربة في تأخير البرنامج النووي الإيراني، تُشير 'روحي' إلى أن التكلفة البعيدة المدى لمنع 'إيران' من التسلح النووي ستكون: 'مرتفعة'.
فمثل هذا العمل العسكري – برأيها – سيتطلب التزامًا عسكريًا طويل الأمد، وقد يتسبب في تصعيد إقليمي، مما يُزيد من احتمالية دفع 'إيران' نحو تطوير سلاح نووي فعليًا.
علاوة على ذلك؛ قد يؤدي الهجوم إلى إرهاق الموارد العسكرية الأميركية، مما قد يُعرقل أولويات 'واشنطن' الاستراتيجية، لا سيّما في مواجهة تصاعد النفوذ الصيني.
ومن المُرجّح أيضًا؛ أن تتصاعد الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية المحتملة، إلى صراع أوسع نطاقًا، نظرًا لاحتمالية أكبر لشن ضربات انتقامية.
'سعيد جعفري'؛ صحافي إيراني ومحلل في شؤون الشرق الأوسط، يقول إن أية ضربة عسكرية تستهدف 'إيران' سيكون لها تداعيات بعيدة المدى، لا سيّما على السياسة الداخلية الإيرانية.
وأشار 'جعفري' إلى أن بعض جماعات المعارضة الإيرانية ترى في التدخل العسكري الأجنبي: 'فرصة محتملة لإحداث التغيّير'.
مستَّدركًا: 'لكن بناءً على التجارب السابقة، يبدو من المشكوك فيه أن يُساعد مثل هذا الهجوم معارضي النظام الحاكم على الاقتراب من أهدافهم'.
وأضاف: 'من غير الواضح ما إذا كان الهجوم العسكري سيمنع إيران حقًا من تجاوز عتبة الأسلحة النووية'.
إضافة إلى ذلك؛ قد تدفع الضربة العسكرية 'طهران' إلى مراجعة استراتيجيتها النووية.
فبدلًا من التخلي عن مشروعها النووي، قد ترى في السلاح النووي الضمانة الوحيدة لأمنها القومي وردع التهديدات المستقبلية، مما يسرّع سعيها لامتلاك قنبلة نووية.
كما قد يكون التأثير الإقليمي وخيمًا. بحسّب االمحلل الإيراني. فقد حذرت 'طهران' مرارًا وتكرارًا من أن أي ضربة عسكرية ضدها ستّحول المصالح الأميركية في المنطقة إلى أهداف مشروعة للرد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
من بنسلفانيا .. ترمب يعلن عزمه رفع رسوم استيراد الصلب إلى 50% 'لن يفلت أحد من ذلك'
وكالات- كتابات: أعلن الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، أنه سيُضاعف رسوم استيراد 'الصُلب' إلى: (50%)، في خطوة تهدف إلى: 'حماية الصناعة المحلية'، وذلك خلال كلمة ألقاها في مصنع بولاية 'بنسلفانيا'. وقال 'ترمب': 'سنرفع تعرفة واردات الصُلب إلى الولايات المتحدة من: (25%) إلى: (50%)، ما سيُشكّل ضمانة أكبر لقطاع صناعة الصُلب'. وخلال كلمته أمام عمّال المصنع في الولاية التي ساهمت بفوزه في الاستحقاق الرئاسي الأخير، شدّد الرئيس الأميركي على أنه: 'لن يفلت أحد من ذلك'، مؤكدًا أن الرسوم السابقة ساهمت في حماية شركة (يو. إس. ستيل)، وأن المصنع كان مهددًا بالإغلاق لولا فرض رسوم على واردات المعادن في ولايته الأولى. وأثنى 'ترمب' على 'شراكة' بين شركة (يو. إس. ستيل) الأميركية و(نيبون ستيل) اليابانية، مشددًا على أن: '(يو. إس. ستيل) ستبقى تحت سيّطرة الولايات المتحدة'، وأن: 'أي عمليات تسّريح لموظفين لن تحصل، كما لن تحصل أي تعاقدات خارجية بموجب الصفقة'. ومنذ بداية ولايته الرئاسية الثانية غير المتتالية؛ في كانون ثان/يناير الماضي، عمدّ 'ترمب' إلى فرض رسوم جمركية على حلفاء 'الولايات المتحدة' وخصومها، شملت سلعًا من قطاعات الصُلب والألومنيوم والسيارات بنسبة: (25%). وفي مطلع نيسان/إبريل الفائت، استّثنى 'البيت الأبيض' الصلب والألومنيوم والذهب وقائمة طويلة من المعادن الأخرى من الرسوم الجمركية الأميركية، في محاولة لاحتواء الآثار السلبية لفرض تلك الرسوم والتقليل من خطر تقلبات الأسعار.


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
من المخدرات إلى فقد ثقة الرئيس .. خلافات ترمب وماسك تخرج للعلن
وكالات- كتابات: كشفت صحيفتا (وول ستريت جورنال) و(نيويورك تايمز) الأميركيتان، اليوم السبت، عن تفاصيل جديدة بشأن التوتر المتصَّاعد بين الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، والملياردير 'إيلون ماسك'، مشيَّرتين إلى خلافات حول الإنفاق الحكومي ومخاوف متزايدة من سلوك 'ماسك' الشخصي. ونقلت (وول ستريت جورنال) عن مصادر مطلعة؛ أن الرئيس 'ترمب' عبّر مؤخرًا عن شكوكه تجاه وعود 'ماسك' بخفض الإنفاق الحكومي بنحو: تريليون دولار، متسائلًا أمام مستشاريه إن كان 'ماسك' سيّفي بهذا الوعد يومًا ما. كما أبدى 'ترمب' ومساعدوه إحباطهم من ما وصفوه: بـ'الفترة المضطربة' لماسك في الحكومة. وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات خرجت إلى العلن، لا سيّما في اجتماعات الشرق الأوسط والوزراء، حيث أُبلغ 'ترمب' لأول مرة بنيّة 'ماسك' مغادرة منصبه كمستشار رفيع في الإدارة، من خلال منشور على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي وقتٍ سابق؛ أعلن 'ماسك'، الرئيس التنفيذي لشركتي (تسلا) و(سبيس إكس)، إنهاء عمله مع الحكومة الأميركية، مبررًا ذلك بانشغاله بالسياسة على حساب أعماله. من جهتها، أوردت (نيويورك تايمز)؛ أن حياة 'ماسك' أصبحت أكثر اضطرابًا منذ اقترابه من 'ترمب'، مشيرة إلى أنه كان يتعاطى المخدرات بكثافة، بالتوازي مع دعمه السياسي القوي للرئيس، حيث تبرع بحوالي: (275) مليون دولار لحملته الانتخابية وقاد تجمعات صاخبة. ووفقًا للصحيفة؛ فقد تجاوز 'ماسك' التعاطي العرضّي، مستخدمًا كميات كبيرة من (الكيتامين) أثرت على صحته، إلى جانب (الإكستاسي والفطر المخدر)، واحتفاظه بعلبة دواء يومية تحوي نحو (20) حبة، بينها منشطات مثل (أديرال). كما أكدت تقارير أنه تلقى تحذيرًا مسبقًا بشأن اختبارات المخدرات داخل شركة (سبيس إكس)، رغم أن الشركة مطالبة قانونيًا بالحفاظ على بيئة خالية من المخدرات. وتُضيف الصحيفة أن سلوك 'ماسك' شهد: 'تدهورًا لافتًا'، حيث أهان وزراء، ولوّح بيده بحركات توصف بأنها نازية، وارتبك في مقابلات إعلامية مرتبة مسبقًا. كما واجه اضطرابات عائلية متزايدة بسبب علاقات شخصية معقدة وقضايا قانونية مرتبطة بأطفاله. وعند سؤاله في مؤتمر صحافي مشترك مع 'ترمب' عن ما نُشر في الصحيفة، شكك 'ماسك' في مصداقية (نيويورك تايمز)، فيما رفض 'البيت الأبيض' التعليق على تلك المزاعم. وكان 'ماسك' قد برّر سابقًا استخدامه لـ (الكيتامين) كعلاج للاكتئاب، قائلًا إنه يتناوله بشكلٍ دوري كل أسبوعين، نافيًا إدمانه على: 'المخدرات غير المشروعة'.


موقع كتابات
منذ 3 أيام
- موقع كتابات
تدمير التراث الثقافي للعراق وسورية كوسيلة لحرمان الشعوب من هويتها الوطنية
خاص: كتب- مشعل يسار: قدم مؤخرًا كل من الباحثان الروسيان؛ 'أولغا بافلوفنا بيبيكوفا'، دكتورة في التاريخ، باحثة أولى، معهد الدراسات الشرقية، الأكاديمية الروسية للعلوم، و'إيرينا يورييفنا جيلينا'؛ دكتورة في التاريخ، باحثة أولى، معهد المعلومات العلمية حول العلوم الاجتماعية، الأكاديمية الروسية للعلوم .دراسة هامة جدًا حول تدمير التراث الثقافي والأثري للعراق وسورية؛ سواء على أيدي الاستعمار الأميركي المباشر أو عن طريق جماعات إرهابية وكيلة مثل تنظيم (داعش)، نشرتها مجلة (ملامح التحولات العالمية: السياسة، الاقتصاد، القانون).. وتعيد (كتابات) تقديمها في بضعة أجزاء للقاريء العربي تباعًا، نظرًا لما جاءت به من معلومات موثقة وراصدة بغاية الأهمية والإفادة… واجهت الحضارة الإنسانية على مر تاريخها سرقة القيم الثقافية، بل التدمير الكامل للممتلكات الثقافية. ولم تكن العقود الأولى من القرن الحادي والعشرين استثناءً. خلال هذه الفترة، ونتيجةً لتفاقم الوضع الجغراسياسي، ازداد عدد النزاعات العسكرية المحلية، ولم يقتّصر ضحاياها على البشر فحسّب، بل طالت القيم الثقافية أيضًا. في إطار العملية العالمية لـ (الإنتربول) و(اليوروبول) و'منظمة الجمارك العالمية' وحدها، عُثر على أكثر من 19.000 قطعة أثرية سرقتها شبكات إجرامية في الدول المتحاربة من المتاحف وغيرها في 103 دول. وتُقدم هذه العملية صورة واضحة عن حجم الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. وتتراوح القيمة التقديرية لهذه التجارة بين بضعة ملايين ومئات الملايين من الدولارات. بعد الحرب العالمية الثانية، اعتُمدت عدة وثائق دولية تُحدَّد الوضع القانوني للممتلكات الثقافية، ووُضعت تدابير لمنع تداولها تداولًا غير مشروع، وأهمها 'اتفاقية اليونسكو' بشأن وسائل حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرقَّ غير مشروعة؛ (المشَّار إليها فيما يلي باسم الاتفاقية)، التي اعتُمدت عام 1970. وهي أول صك قانوني دولي لحماية التراث الثقافي في زمن السلم. وقد وقّعت على الاتفاقية حتى الآن 140 دولة. واتسمت بداية القرن الحادي والعشرين بتدمير حركة (طالبان)؛ عام 2001، تمثالين عملاقين لـ'بوذا'؛ (يبلغ ارتفاع أحدهما 54 مترًا)، في 'وادي باميان' (أفغانستان)، اللذين شُيّدا قبل أكثر من 15 قرنًا. وكان تدمير هذه المعالم البوذية الأكثر أهمية في أفغانستان، وهو أول عملٍ ظاهري لتدمير المعالم في الألفية الجديدة، بمثابة ذريعةٍ لـ'إعلان اليونسكو بشأن التدمير المتَّعمد للتراث الثقافي' (تشرين أول/أكتوبر 2003). الأضرار الناجمة عن وجود القوات الأميركية في العراق تسبب غزو العراق من قبل القوات الأميركية وحلفائها عام 2003؛ في أضرارٍ جسيمةٍ للتراث الثقافي لهذا البلد. عشية الغزو، حذّر الدكتور 'دوني جورج'؛ رئيس اللجنة الوطنية العراقية للتراث الثقافي، من أن الأميركيين يُريدون الاستيلاء على: 'ليس فقط نفطنا، بل تاريخنا أيضًا'، لكن زملاءه لم يتخيلوا حتى أنه يمكن أن يكون ممثلو 'الغرب المسَّتنير' لصوصًا. ووفقًا لـ'هيئة الإذاعة البريطانية'؛ (بي. بي. سي)، لجأ علماء الآثار ومديرو المتاحف وخبراء الشرق الأوسط، خوفًا من أن تُلحق الحرب أضرارًا بالآثار القديمة، إلى ممثلي (البنتاغون) طالبين ضمان حماية الآثار والحفريات الأثرية. ومع ذلك، في نيسان/إبريل 2003، استقر الجيش الأميركي في أراضي 'بابل' القديمة*، حيث تمركز حوالي 6000 جندي وأكثر من 300 مركبة مدَّرعة على مساحة 4 كيلومترات مربعة. وأفاد شهود عيان بدخول شاحنات فارغة أيضًا إلى المنطقة. وقد استُخدمت لاحقًا لنقل القطع الأثرية المسروقة. وظلت القاعدة العسكرية الأميركية؛ (حصن بابل)، قائمة حتى تشرين أول/أكتوبر 2003. [*بابل هي واحدة من أكبر المدن في العالم من حيث المساحة. تاريخٌ عريق، تقع على بُعد 88 كيلومترًا من بغداد، وهي مُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي]. هنا، على أرض مُجمّع المتحف، نُظّم مهبطٌ للطائرات المروحية، مُغطّى بالقطران؛ وكان لاهتزازات مراوحه تأثيرٌ سلبيٌّ على أسوار المدينة الأسطورية القديمة. وكانت الدبابات الثقيلة تسيّر على طول الرصيف المُشيّد قبل 2600 عام. وهذا هو نفس زقاق المواكب، الذي كتب عنه هيرودوت: '… الطريق المُقدّس الذي كان يمتد من الشمال عبر بوابة عشتار الشهيرة إلى المدينة الداخلية… وعلى طوله… كانوا يحملون تماثيل الآلهة'. قال شهود عيان إن الجنود الأميركيين راحوا في عام 2003 يتجوّلون في أروقة المتحف كما لو كانوا في سوبر ماركت، ويأخذون ما يحلو لهم. والمُثير للدهشة أنهم كانوا يعرفون أين وماذا يأخذون، إذ كانت بحوزتهم مُخططات المتحف، بما في ذلك المخازن، بالإضافة إلى مُعدّاتٍ لاقتحام منشآت التخزين، التي طُرد منها جميع الموظفين مُسبقًا. وبعد مغادرة الأميركيين، عثر السكان المحليون على قصاصاتٍ من أدلةٍ وخرائط منشورة في الولايات المتحدة. وبالتالي، أصبحت 'بابل' موقعًا للجيش الأميركي. تم اختيار القاعدة مسبقًا. وبعد مغادرة الأميركيين، سجل 'جون كورتيس'؛ خبير المتحف البريطاني في لندن، جميع الأضرار والخسائر في تقرير خاص. وذكّر العالم أن المتحف تعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها، وأن الجنود الأميركيين والبولنديين هم المسؤولون. وخلص 'كورتيس' إلى أن معظم الأضرار كانت متعمدة. لنتذكر أن الأميركيين قادوا دبابات؛ (وزنها أكثر من 60 طنًا)، على طول الرصيف القديم. وردًا على ذلك، صرحت القيادة الأميركية نفاقًا بأن مهمة الأميركيين في 'بابل' كانت: 'حماية الكنوز التاريخية من اللصوص'. يعتقد 'عبد الجعفر'؛ عالم الآثار العراقي الذي قاد ترميم 'بابل' في التسعينيات، أن الأميركيين وضعوا لأنفسهم مهمة تدمير ما تبقى من حضارة بلاد ما بين النهرين. ويدّعي أن 'العراق' استقطب علماء آثار أميركيين منذ زمن طويل، وقد أرسلوا بعثاتهم الأثرية مرارًا وتكرارًا إلى هذه البلاد. ويرى أن الأميركيين دمروا ما يُقارب 15 ألف موقع تاريخي في العراق. إن استهتار الجانب الأميركي بمسألة سرقة القطع الأثرية واضحة. وكما قال 'أشتون هوكينز'؛ رئيس المجلس الأميركي للسياسة الثقافية، فإن: 'التشتيت المشروع (نقل القطع إلى مجموعات خاصة – ملاحظة المؤلف)، للمواد الثقافية في السوق هو أفضل طريقة لضمان الحفاظ على الكنوز'. يُذكر أن الولايات المتحدة انسحبت من (اليونسكو) عام 2018. وقد حددت لجنة خاصة تابعة لـ (اليونسكو) لتقييّم الأضرار التي لحقت بـ'بابل' الخسائر الناجمة عن استخدام المعدات العسكرية، بالإضافة إلى حفر خنادق بطول 60 مترًا مباشرة في مواقع التنقيب، واستخدام القطِران كمهابط لطائرات الهليكوبتر، وما إلى ذلك. وسرعان ما بدأت القطع المسروقة بالظهور في سوق التحف. ففي عام 2008، سُحبت أقراط ذهبية فريدة عُثر عليها أثناء عمليات التنقيب في 'نمرود'، عاصمة الآشوريين شمال العراق؛ (التي باتت مدمرة الآن بجهود مشتركة بين الولايات المتحدة وداعش*)، من المزاد في اللحظة الأخيرة في (دار كريستيز-Christie's) للمزادات في نيويورك. واندلعت أكبر فضيحة في خريف عام 2012، بعد نشر شهادة مترجم راقب بنفسه تحميل صناديق تحتوي على أرشيفات يهود العراق على متن طائرات نقل أميركية. ويعود تاريخ معظم الوثائق القيّمة من مجموعة الجالية اليهودية في العراق إلى فترة السّبي البابلي؛ (القرن السادس قبل الميلاد). وقد طالبت الحكومة العراقية بإعادة الوثائق المسروقة. لكن، وفقًا للمترجم، يُطالب الأميركيون: 'بالسماح لهم بالإبقاء على الأرشيف لفترة غير محددة للبحث والفحص'. وطُرحت الحجج نفسها فيما يتعلق بإعادة 10 آلاف (!) قطعة أثرية تاريخية اكتُشفت في ربيع عام 2013 في جامعة كورنيل ((Cornell University) ، مدينة إيثاكا، ولاية نيويورك). ونُقلت وثائق تتعلق بالإبادة الجماعية للأرمن في أوائل القرن العشرين من الموصل إلى الولايات المتحدة. كما نُهِب المتحف الوطني العراقي في حي علاوي الحلة ببغداد، والذي أُنشيء عام 1923 على يد 'جيرترودا بيل'؛ (جيرترودا بيل 1868-1926، عالمة آثار وكاتبة وضابطة استخبارات بريطانية. شاركت في رسم الحدود الحديثة لعدد من الدول العربية)، التي كانت تأمل أن تُساعد المجموعات التي جُمعت العراقيين على التعرّف على ثراء تاريخهم وتحقيق هويتهم. في نيسان/إبريل 2003، خلال المعارك في بغداد، غادر المتحف موظفوه؛ ونتيجةً لذلك، اختفى حوالي 15 ألف قطعة أثرية من المتحف، كثيرٍ منها لا يُقدّر بثمن. لاحقًا، أشار مؤرخو الفن العراقيون إلى أنه خلال فترة وجود الجيش الأميركي في العراق، كانت البعثات التي قادها 'متخصصون' أميركيون تتوالى على البلاد. وبعد 'حفرياتهم'، لم يبقَ سوى حفر فارغة. كتب 'ج. كورتيس'؛ في تقريره عن تدمير 'بابل'، أن من المستحيل تقيّيم الأضرار: 'نظرًا للقيمة الباهظة للآثار المفقودة'. وتدعم تقييّمات (اليونسكو) وخبراء معتمدين في هذا المجال الحقائق المذكورة حول الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي العراقي. ويُضاف إلى ذلك رفض إعادة المقتنيات الثمينة التي نُقلت إلى الولايات المتحدة بذرائع واهية إلى العراق.