
ترامب ــ ماسك: صراع النفوذ والهوية
بعد شهر عسل لم يدم طويلا، شهدت العلاقات بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك ـ الذى عمل لفترة أربعة أشهر فى إدارة كفاءة الحكومة ـ تصعيدا حادا، تحول من تحالف وثيق إلى عداء علني. انتقل الصراع من خلاف سياسى إلى شخصي، عبّر عنه الاثنان عبر تصريحات استفزازية وتهديدات متبادلة، سيكون لها تداعيات سياسية واقتصادية وعلى أسواق المال لأشهر مقبلة.
فى البداية، بدأت الخلافات حول الرسوم الجمركية التى أقرها ترامب. وأشارت تقارير إعلامية الى انه ثمة شجار جسدى حصل بين ماسك ووزير الخزانة، فى أبريل الماضي، بسبب الرسوم. واتهم مستشارون، مقربون من ترامب، ماسك، بنقص الحنكة السياسية. ثم عاد الخلاف، مرة أخري، الى السطح عندما انتقد ماسك مشروع قانون الميزانية الضخم (الذى يهدف لخفض الضرائب والإنفاق)، واصفا إياه بأنه «شر مقيت» و«عمل مثير للاشمئزاز». واعتبر ماسك أن مشروع القانون سيزيد العجز الفيدرالى بـ 2.5 تريليون دولار ويثقل كاهل المواطنين بالديون، فى وقت يؤيد فيه ترامب هذا المشروع.
انتقاد المشروع دفع ترامب إلى وصف ماسك بأنه أصيب بالجنون، معتبرا ان انتقاداته نابعة من تضرر شركته «تسلا» (التى انخفضت أسهمها بنسبة 14% فى يوم واحد) بسبب إلغاء إعفاءات السيارات الكهربائية من القانون. وهدد ترامب بإلغاء العقود الحكومية مع شركات ماسك (سبيس إكس) والتى تفوق 38 مليار دولار، تشمل ناسا ووزارة الدفاع الامريكية. هذا الإلغاء سيؤدى الى تراجع فى القيمة السوقية لشركات ماسك، أو على الأقل، التأثير على خططها التوسعية. وقد يؤدي، أيضا، الى تعطيل برامج ناسا والبنتاجون، ويجبر الولايات المتحدة على البحث عن بدائل قد تكون أقل كفاءة.
فى المقابل، هدد ماسك بإيقاف تشغيل مركبة «دراجون» الفضائية التابعة لسبيس إكس، التى تنقل رواد فضاء ناسا إلى المحطة الدولية. ولمّح، عبر منصة «إكس»، إلى ظهور اسم ترامب فى أرشيف «جيفرى إبستين». كما اقترح عزل ترامب وتعيين نائبه جيه دى فانس، بدلا منه. وذهب الى أكثر من ذلك عندما تحدث عن تأسيس حزب ثالث يريد أن يطلق عليه اسم «حزب أمريكا».
لا شك فى أن ما وصل إليه الخلاف الحاد بين ترامب وماسك، قد اثبت فشل الإدارة الامريكية فى الحفاظ على علاقة مستقرة مع أقوى رجال الأعمال تأثيرا فى أمريكا والعالم. وقد أدى الخلط بين خلاف سياسى اقتصادى وتضارب المصالح المالية، والتصعيد الشخصى الحاد، إلى انهيار سريع فى العلاقة بين السياسة والتكنوقراط، وهو ما يعتبر نقطة تحول فى المشهد السياسى الأمريكي، وسيكون له تداعيات آنية ومستقبلية.
من ناحية، سرعان ما تحول الخلاف من نقاش حول السياسات إلى صراع على النفوذ والهوية داخل اليمين الأمريكي. وقد ظهرت انقسامات بين التيار التقنى الليبرالى الذى يدعمه ماسك، والتيار الشعبوى الذى يدعمه ترامب، مما قد يؤثر على سياسات الابتكار والطاقة. هذا الانقسام قد يؤدى إلى تفتت فى القاعدة الجمهورية وظهور منافسين من الداخل. كما أنه سيشجع جمهوريين آخرين على انتقاد ترامب، مما قد يضعف تماسك الحزب ويعقّد جهود تمرير التشريعات. من ناحية أخري، خلاف ترامب وماسك سيمنح الديمقراطيين فرصة لاستخدام هذا الصراع لتضخيم صورة ترامب كشخص «غير مستقر»، يهاجم حتى حلفاءه. وسوف يستخدمونه، أيضا، لزعزعة ثقة نخب التكنولوجيا فى سياسات ترامب، مما سيعيد بعض المهندسين ورجال الأعمال إلى الحزب الديمقراطي، خصوصا مع تصاعد نبرة ترامب العدائية.
سيسعى الديمقراطيون، أيضا، إلى استمالة ماسك، او على الأقل تحييده، من خلال تبنيهم سياسات دعم الطاقة النظيفة، الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية وحماية الابتكار فى الذكاء الاصطناعي. وإذا ما قرر ماسك توجيه تمويلاته أو منصاته ضد ترامب، فقد يفقد الجمهوريون مليارات من التبرعات والدعم اللوجستي، الشيء الذى سيستفيد منه الديمقراطيون لجذب تمويلات جديدة أو إعلانات مدفوعة من شركات تكنوقراطية كبري. اما اذا ما تمسك ماسك بتهديده بتشكيل «حزب أمريكا»، فإن ذلك يهدد بإعادة تشكيل الساحة السياسية الأمريكية بالكامل، خاصة إذا تمكن من جذب مستقلين ومحافظين معتدلين.
الخلاف بين ترامب وماسك ليس مجرد خلاف عابر يمكن ان ينتهى بقطع نهائى للعلاقات وينتهى الموضوع. الأمر أعقد من ذلك بالنظر الى تأثيرات هذا الخلاف على الاستقرار السياسى والاقتصادى الأمريكي، وأيضا، على مصالح شركات ماسك وعقوده الحكومية. ربما بعد ان تنتهى وصلة الردح، سيسعى الطرفان لتهدئة الاجواء للحفاظ على مصالحهما المشتركة. أما إذا أصرا على موقفيهما العدائي، فقد يتحول التهديد من أقوال الى أفعال، مما قد يضر بمصالح شركات ماسك، وأيضا، يغير خريطة التحالفات السياسية قبيل انتخابات التجديد النصفى عام 2026.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 25 دقائق
- اليوم السابع
أسباب قفزة الذهب.. سعر الأونصة العالمية تواصل الصعود
استطاع سعر الذهب أن يخترق المستوى 3350 دولار للأونصة ليصل إلى مستوى المقاومة حول 3370 دولار للأونصة، وذلك قبل أن يتراجع حالياً ويتداول حول المستوى 3350 دولار للأونصة. دعمت المخاطر الجيوسياسية المتزايدة من الطلب على أصول الملاذ الآمن وعلى رأسها الذهب، حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء عن نقل الموظفين الأمريكيين من الشرق الأوسط بسبب تزايد المخاطر الأمنية وسط تصاعد التوترات مع إيران. سعر الذهب اليوم عيار 24 يسجل 5405 جنيهات - عيار 21 يسجل 4730 جنيهاً - عيار 18 يسجل 4054 جنيهًا. - الجنيه الذهب 37840 جنيهًا. سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بأقل من 1.8% وذلك بعد تسجيل اعلى مستوى منذ أسبوع عند 3398 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3357 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3356 دولار للأونصة. انخفض مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال تداولات اليوم ليسجل أدنى مستوى منذ شهرين تقريباً، الأمر الذي دعم ارتفاع سعر الذهب بشكل كبير في ظل العلاقة العكسية بينهما. استطاع سعر الذهب أن يخترق المستوى 3350 دولار للأونصة ليصل إلى مستوى المقاومة حول 3370 دولار للأونصة، وذلك قبل أن يتراجع حالياً ويتداول حول المستوى 3350 دولار للأونصة. دعمت المخاطر الجيوسياسية المتزايدة من الطلب على أصول الملاذ الآمن وعلى رأسها الذهب، حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء عن نقل الموظفين الأمريكيين من الشرق الأوسط بسبب تزايد المخاطر الأمنية وسط تصاعد التوترات مع إيران. شكلت التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط وخاصة بين إيران والكيان الصهيوني نقطة دعم رئيسية للذهب، بعد أن أفادت عدة تقارير بأن الكيان الصهيوني يستعد لمهاجمة إيران في حال فشل المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.

مصرس
منذ 27 دقائق
- مصرس
إسرائيل تلوح بهجوم على إيران وواشنطن تتمسك بالحل الدبلوماسي مع التشديد على حرمان طهران من الطموح النووي.. ويتكوف: إيران النووية تهديد وجودي لإسرائيل والعالم
تتسارع وتيرة التصريحات والتحركات السياسية والعسكرية بشأن الملف النووي الإيراني، في ظل تحذيرات من مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين من اقتراب تنفيذ ضربة عسكرية محتملة ضد إيران خلال الأيام القليلة المقبلة، قد تبدأ بحلول الأحد، ما لم توقف طهران إنتاج المواد الانشطارية. وفي وقت تواصل فيه إسرائيل تصعيد لهجتها، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعطاء فرصة للمسار الدبلوماسي، مشددًا على رفض واشنطن مشاركة مباشرة في أي هجوم إسرائيلي محتمل، في حين حذرت طهران من أن أي عمل عسكري سيقابل بردّ "بعواقب وخيمة"، ما ينذر بتصعيد خطير في المنطقة.مسؤول إسرائيلي: هجوم على إيران ممكن بحلول الأحد إذا لم تتوقف عن إنتاج المواد الانشطاريةحذر مسؤول إسرائيلي من احتمال شن هجوم عسكري ضد إيران بحلول يوم الأحد، في حال لم توافق طهران على وقف إنتاج المواد الانشطارية المرتبطة ببرنامجها النووي.وقال المسؤول في تصريحات، إن إسرائيل بذلت محاولات مستمرة على مدى الأسابيع الماضية لكبح أي تصعيد عسكري، إلا أن تعنت الجانب الإيراني يهدد بدفع الأمور نحو مواجهة مباشرة.وكشفت مصادر دبلوماسية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برغبته في إعطاء المسار الدبلوماسي الأولوية قبل اللجوء إلى الخيار العسكري.وأكدت واشنطن أنها لن تشارك في أي عمل هجومي ضد إيران، ولن تقدم دعمًا عسكريًا مباشرًا إذا قررت إسرائيل تنفيذ الضربة بشكل منفرد، مشددة على التزامها بالحلول السياسية لاحتواء التصعيد.ترامب: لا مكان لطموحات إيران النووية ومستعدون لحل دبلوماسيصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن على إيران "أن تتخلى تمامًا عن أي أمل في الحصول على سلاح نووي" كشرط أساسي لأي تقدم في العلاقات بين البلدين. وأكد ترامب أنه وجّه إدارته، خلال فترة ولايته، للعمل على التفاوض مع إيران ضمن إطار دبلوماسي يُفضي إلى حل شامل للأزمة النووية.وأشار ترامب إلى أن بلاده ما زالت ملتزمة بإيجاد حل دبلوماسي لقضية البرنامج النووي الإيراني، مشددًا على أن "الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي تحت أي ظرف". وأوضح أن السبيل الوحيد أمام طهران هو الالتزام الكامل بالمعايير الدولية، مع تأكيده على ضرورة حماية الأمن الإقليمي والدولي من أي تهديدات محتملة.ترامب: من المرجح أن توجه إسرائيل ضربة قوية لإيرانقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن احتمالية توجيه إسرائيل لضربة قوية ضد إيران باتت مرتفعة، مشددًا على أن امتلاك طهران لسلاح نووي أمر غير مقبول على الإطلاق.وأضاف ترامب، خلال مؤتمر صحفي عُقد في البيت الأبيض، أن "الهجوم على إيران ليس وشيكًا بالضرورة، لكنه احتمال قوي وقائم"، في إشارة إلى تصاعد التوترات الإقليمية وتداعيات البرنامج النووي الإيراني.وأكد الرئيس الأمريكي رغبته في تجنب اندلاع صراع عسكري مع إيران، لكنه شدد على أن على طهران تقديم تنازلات واضحة في ملفها النووي إذا أرادت تفادي التصعيد. وقال: "ما زالت الفرصة قائمة للحل، لكن الكرة الآن في ملعب إيران".ترامب: نمتلك أقوى جيش في العالم ولا نستبعد صراعًا كبيرًا.. ونرغب باتفاق جيد مع إيرانوقال ترامب أن الجيش الأمريكي هو الأقوى في العالم، مشيرًا إلى وجود احتمال لنشوب صراع كبير، وقال: "قد يحدث شيء قريبًا"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.وخلال مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض، أكد ترامب رغبته في التوصل إلى اتفاق جيد مع إيران، مشددًا على أنه لا يفضل اللجوء إلى أي ضربة عسكرية، قائلًا: "نفضل الحلول السلمية ولا نسعى للمواجهة".وأضاف أن الولايات المتحدة تطمح لإقامة علاقات تجارية بنّاءة مع إيران، إلى جانب استعدادها لتقديم الدعم لها في حال تم التوصل إلى تفاهم شامل.ويتكوف: إيران النووية تهديد وجودي لإسرائيل والعالمقالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلًا عن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن على المجتمع الدولي أن يمنع بأي ثمن تمكين إيران من تخصيب اليورانيوم أو تطوير قدرات نووية، مؤكدًا أن امتلاك طهران للتكنولوجيا النووية يشكل خطرًا وجوديًا على إسرائيل.وأضاف أن الترسانة الصاروخية الكبيرة التي تملكها إيران تمثل تهديدًا مباشرًا لا يقتصر على إسرائيل وحدها، بل يمتد ليطال الولايات المتحدة ودولًا أخرى حول العالم.مسؤول إيراني ل"رويترز": أي عمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي ضدنا سيقابله ردّ بعواقب وخيمةنقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني، إن أي تحرك عسكري ضد إيران من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل ستكون له عواقب وخيمة.وأضاف، إن التهديد باستخدام القوة العسكرية لطالما كان جزءًا من أسلوب الولايات المتحدة في التفاوض مع طهران، مؤكدًا أن بلاده تُدرك هذا النهج وتتعامل معه ضمن حساباتها الاستراتيجية.


الدستور
منذ 28 دقائق
- الدستور
عاجل.. "لا ملوك".. شعار الاحتجاجات الأمريكية السبت المقبل بعيد ميلاد ترامب
قال الإعلامي أسامة كمال، إن المعارضين واصلوا التجمع في مئات المدن الأمريكية، وأنهم كانوا يستعدون للتجمع يوم السبت، بالتزامن مع العرض العسكري الكبير الذي سيقام في واشنطن احتفالًا بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، وفي ذات الوقت بمناسبة عيد ميلاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف كمال، خلال حلقة برنامج 'مساء dmc'، والمذاع عبر فضائية dmc، أن مظاهرات يوم السبت جاءت تحت عنوان "لا ملوك"، في رد مباشر على محاولة ترامب إشباع غروره من خلال العرض العسكري الذي تزامن مع "يوم العلم" الأمريكي، والذي وافق أيضًا عيد ميلاده الـ79، موضحًا أن هذا الاحتفال، الذي كان من المفترض أن يكون مناسبة لتكريم الجيش الأمريكي، حوله ترامب إلى عرض عسكري ضخم تشارك فيه دبابات ومدافع وأسلحة. يوم التمرد على عسكرة الديمقراطية الأمريكية وأشار إلى أن مظاهرات "لا ملوك" كانت قد أكدت أنه تم اختيار يوم السبت لتنظيم "يوم التمرد"، للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بالسلطوية وعسكرة الديمقراطية الأمريكية. وأشار إلى إن الأوضاع هناك شهدت تقلبات شديدة في مختلف المجالات، تمامًا كما هو الحال في بقية أنحاء العالم، لافتًا إلى أن العالم كله أصبح الآن على صفيح ساخن، في كل القطاعات والمناطق.