
خوفٌ ونومٌ متقطع في محطات المترو.. هكذا تعيش كييف ليالي الحرب الروسية
واستطلعت وكالة رويترز وضع سكان المدينة الذين باتت هذه المحطات ملجأ لهم. داريا سلافيتسكا، وهي أم لطفل يبلغ من العمر عامين، أصبحت تقضي لياليها في مترو كييف برفقة ابنها، حاملة بساط اليوغا والبطانيات وبعض الطعام في عربة الطفل. تقول سلافيتسكا للوكالة: "كنا نأتي إلى هنا مرة واحدة في الشهر قبل ستة أشهر، الآن نأتي للاحتماء ليلتين أو ثلاثاً في الأسبوع".
وتتعرض كييف منذ بداية الصيف إلى قصف جوي ليلي كثيف، ما أثقل كاهل الدفاعات الجوية الأوكرانية وأعاد أجواء الحرب إلى حياة سكان العاصمة، الذين يبلغ عددهم نحو 3.7 مليون نسمة.
ووفقًا لإدارة مترو كييف، ارتفع عدد الزيارات الليلية للمحطات إلى 165 ألف زيارة خلال يونيو، مقارنة بـ65 ألفًا في مايو الماضي، وأكثر من أربعة أضعاف العدد المسجل في يونيو من العام الماضي.
وأرجع رئيس الإدارة العسكرية في كييف، تيمور تكاتشينكو، هذا الارتفاع إلى "شدة الهجمات وخطورتها"، مشيرًا إلى مقتل 78 مدنيًا وإصابة أكثر من 400 منذ مطلع العام الحالي.
وفي سياق متصل، تطرّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الهجمات على كييف خلال إعلانه عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة تشمل منظومات "باتريوت"، وقال: "من المدهش أن الناس يواصلون العيش هناك، وهم يعلمون أن شقتهم قد تُقصف في أي لحظة".
رويترز نقلت عن سلافيتسكا أن طفلها بدأ يعاني من اضطرابات نفسية عند سماع صفارات الإنذار، ما اضطرها إلى استخدام مهدئات، وإقناعه بأن الأصوات التي يسمعها "ليست سوى رعد". وتضيف: "منذ أن دمرت ضربة جوية مبنى مجاورًا لنا في أبريل، أصبحت أجهّز أوراقي الرسمية كل مرة أنزل فيها إلى المترو".
وحذرت الأخصائية النفسية كاتيرينا هولتسبيرغ من تدهور الأوضاع النفسية لدى السكان، قائلة إن "الحرمان من النوم أدى إلى حالات توتر حاد واكتئاب وضعف في التركيز لدى الأطفال والبالغين".
الأزمة تمتد إلى الاقتصاد والدفاع
وفي شهادة أخرى لرويترز، قالت كاتيرينا ستوروجوك، وهي من سكان ضواحي كييف: "النوم السيئ حوّل حياتي إلى جحيم، وصحتي تدهورت بشكل حاد".
أما الباحث الأوكراني أنطون كورابوف من جامعة سالزبورغ، فأكد للوكالة أن "الصدمات اليومية التي يعيشها الأوكرانيون لا يمكن تصورها في الخارج"، مشيرًا إلى أن "الإحساس بالأمان ينهار بشكل تدريجي لدى السكان".
وبحسب دراسة أعدها كورابوف ونُشرت في مجلة European Journal of Psychotraumatology في أغسطس 2024، فإن 88% من الأوكرانيين يعانون من سوء جودة النوم أو لا يحصلون على نوم كافٍ.
ووفقًا للباحثة ويندي تروكسل من مؤسسة "راند" الأميركية، فإن تداعيات الأرق لا تقتصر على الصحة النفسية، بل تشمل الأداء الاقتصادي والقدرات العسكرية. وذكّرت تروكسل بدراسة سابقة للمؤسسة نفسها أظهرت أن الاقتصاد الأميركي يخسر أكثر من 400 مليار دولار سنويًا بسبب قلّة النوم بين العاملين.
ومع تصاعد القصف، بدأ السكان في اللجوء إلى حلول بديلة. وأفادت شركة JYSK الدنماركية أن مبيعات الفرشات الهوائية وأسرّة التخييم في كييف ارتفعت بنسبة 25% خلال ثلاثة أسابيع فقط من يونيو.
وفي ظل غياب ملاجئ قريبة من منازلهم، لجأ بعض السكان إلى "كبسولات حديدية" صغيرة كملاجئ شخصية. وقالت كاتيرينا ستوروجوك لرويترز إنها استثمرت أكثر من 2000 دولار في كبسولة مصنوعة من الفولاذ المقاوم، وأضافت: "كنت أعاني من قلق دائم، ولم أستطع النوم. الآن أنام داخل الكبسولة كل ليلة مع كلبي زوزوليا".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 2 ساعات
- يورو نيوز
زمن الكريبتو في أمريكا.. سياسات ترامب خلقت 15 ألف مليونير جديد من عائدات البيتكوين
وقدّر التقرير أنه بين 20 يناير و20 يوليو 2025، تمكن 15,841 شخصًا من حاملي البيتكوين من دخول نادي المليونيرات، ليصل العدد الإجمالي إلى 192,205 مليونيرًا، بزيادة نسبتها 9٪ خلال ستة أشهر فقط، أي بمعدل 88 مليونيرًا جديدًا كل يوم. وأشار التقرير إلى أن كبار المستثمرين الذين تتجاوز حيازاتهم من البيتكوين 10 ملايين دولار استفادوا أيضًا بشكل كبير، إذ زادت أرباحهم بأكثر من 16٪ خلال الفترة نفسها. وعزت المنصة هذا الازدهار في سوق العملات الرقمية إلى دعم ترامب للقطاع، والتفاؤل الذي عم الأسواق منذ توليه ولايته الثانية، موضحة أنه في اليوم التالي لإعلان فوزه في الانتخابات، كان هناك 132,842 محفظة بيتكوين تابعة لمليونيرات. وقد استمر هذا الزخم في التصاعد، فبعد حوالي 6 أشهر من تولي الزعيم الجمهوري السلطة، ارتفع عدد المليونيرات من مستثمري العملات الرقمية إلى اكثر من 59 ألف شخص، في مؤشر على نشاط السوق وتعزز ثقة المستثمرين. ويُردّ هذا التأثير إلى السياسات التنظيمية التي شجعتها إدارة ترامب، إذ أقر مجلس النواب الأمريكي في وقت سابق من الأسبوع أول تشريع رئيسي ينظم العملات المشفرة في البلاد، ويحمل اسم "جينيوس". ويُنظر إلى هذا التشريع باعتباره نقطة تحول في قطاع الأصول الرقمية، إذ يوفر إطارًا قانونيًا واضحًا طال انتظاره بخصوص الضرائب، وإصدار العملات المستقرة، وقواعد الحفظ المؤسسي.


يورو نيوز
منذ 3 ساعات
- يورو نيوز
برقية أميركية تكشف: الإمارات بدأت إعادة بعض اللاجئين الأفغان قبل أيام من تعهد ترامب بمساعدتهم
قبل أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه مساعدة الأفغان الذين فروا من بلادهم وعلقوا في الإمارات، كانت الحكومة الإماراتية قد بدأت بالفعل بإعادتهم إلى أفغانستان وأبلغت واشنطن بذلك، وفقًا لبرقية داخلية من وزارة الخارجية الأميركية اطّلعت عليها "رويترز" يوم الأحد. وكانت الإمارات، الشريك الأمني الوثيق للولايات المتحدة، قد وافقت في عام 2021 على استضافة عدة آلاف من الأفغان الذين تم إجلاؤهم من كابول مؤقتًا، مع استيلاء حركة طالبان على السلطة في المراحل الأخيرة من الانسحاب الأميركي من البلاد. وعلى مدى السنوات الماضية، تمّت معالجة أوضاع نحو 17 ألف أفغاني في ما يعرف بـ "مدينة الإمارات الإنسانية"، إلا أن أكثر من 30 أفغانيًا ما زالوا عالقين ومصيرهم مجهول. ترامب تدخل متأخرًا وفي سياق متصل، نشر موقع "جست ذا نيوز" يوم الأحد أن مسؤولين إماراتيين كانوا يستعدون لتسليم بعض اللاجئين الأفغان إلى حركة طالبان. وعلّق الرئيس دونالد ترامب على ذلك في منشور على "تروث سوشيال"، قال فيه: "سأحاول إنقاذهم، بدءًا من الآن". لكن قد يكون الأوان قد فات للبعض منهم، إذ نقلت البرقية أن المستشار الخاص لوزير الخارجية الإماراتي، سالم الزعابي، أبلغ مسؤولين أميركيين خلال اجتماع في أبوظبي في 10 تموز/يوليو الماضي أن "عائلتين تمّت إعادتهما بنجاح وأمان إلى أفغانستان" في أوائل تموز. وأضاف الزعابي أن الإمارات، رغم تفهمها للموقف الأميركي، قررت "إغلاق هذا الملف نهائيًا"، وبالتالي ستقوم بإعادة 25 شخصًا آخرين، بحسب البرقية. كما أشار إلى أن الحكومة الإماراتية ستسعى للحصول على ضمانات من طالبان بشأن سلامتهم. ولم يتضح ما إذا كان قد تم بالفعل ترحيل هؤلاء الأشخاص أو ما هي الظروف التي رافقت إعادة العائلتين. هذه البرقية وإعادة العائلتين إلى أفغانستان لم يتم الإبلاغ عنهما سابقًا، ويبدو أن ترامب، وفقًا لمنشوره، لم يكن على اطلاع على الخطوات الإماراتية. روايتان متناقضتان بشأن "العودة الطوعية" قال الزعابي للمسؤولين الأميركيين إن العائلتين طلبتا العودة إلى أفغانستان "لأنهما سئمتا من الانتظار"، وفقًا لما ورد في البرقية. إلا أن مصدرين مطلعين على القضية وفقا لـ"رويترز" شككا في هذه الرواية، وقالا إن الحكومة الإماراتية وسفير طالبان في الإمارات كانوا يخيّرون العائلات الأفغانية في "مدينة الإمارات الإنسانية" بين توقيع وثيقة ترحيل "طوعي" إلى أفغانستان أو التعرّض للاعتقال والترحيل القسري يوم الإثنين. وتضمنت البرقية أيضًا طلبًا من الزعابي إلى الجانب الأميركي بالتنسيق في ما يتعلق بـ"إدارة الانطباع العام"، حتى يكون الخطاب الإعلامي الأميركي والإماراتي متطابقًا، كون الإمارات لا ترغب في انتقادات من المنظمات غير الحكومية "بسبب عدم قدرة الولايات المتحدة على إعادة توطين هذه المجموعة داخلها أو في أماكن أخرى". قلق بشأن العالقين في قطر مصير أكثر من 30 أفغانيًا عالقًا في الإمارات ينعكس مباشرة على وضع 1500 رجل وامرأة وطفل أفغاني آخرين عالقين في منشأة مشابهة في معسكر "السيلية" في قطر. وبحسب "رويترز"، منذ الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان، استقدمت إدارة الرئيس السابق جو بايدن نحو 200 ألف أفغاني إلى الولايات المتحدة. وكان ترامب قد أوقف برنامج إعادة توطين اللاجئين بعد تسلمه الرئاسة في كانون الثاني/يناير، وفي نيسان/أبريل ألغت إدارته الحماية المؤقتة من الترحيل لآلاف الأفغان المقيمين في الولايات المتحدة. ويطالب الديمقراطيون ترامب بإعادة هذه الحماية المؤقتة، معتبرين أن النساء والأطفال الأفغان معرضون بشكل خاص للخطر تحت حكم طالبان. دعوة لتأمين الحماية للأفغان العالقين ومنذ وصولها إلى السلطة، فرضت حكومة طالبان قيودًا واسعة على حقوق النساء والفتيات، بما في ذلك التعليم والعمل وحرية التنقل. ويشمل اللاجئون أفرادًا من عائلات جنود أميركيين من أصول أفغانية، وأطفالًا ينتظرون لمّ الشمل مع ذويهم، وأقارب لأشخاص تم قبولهم مسبقًا، وعشرات الآلاف من الأفغان الذين عملوا مع الحكومة الأميركية خلال الحرب التي استمرت 20 عامًا. وحثّت مجموعة "أفغان إيفاك" الرئيس ترامب على ترجمة تصريحه إلى خطوات عملية، وقالت في بيان: "هذا يعني العمل فورًا لتأمين الحماية والمغادرة للأفغان العالقين في مدينة الإمارات الإنسانية في الإمارات وفي معسكر السيلية في قطر، وضمان عدم إعادتهم إلى أيدي طالبان".


يورو نيوز
منذ يوم واحد
- يورو نيوز
في أول 6 أشهر من ولايته.. ترامب يحصل على لقب "الرئيس الأنجح" وفق الذكاء الاصطناعي
ويقوم هذا التقييم على تحليل لمدى فعالية كل رئيس في تمرير أجندته التشريعية، مع الأخذ في الحسبان حجم سيطرة حزبه على الكونغرس خلال تلك الفترة. ترامب يتصدر قائمة الرؤساء من حيث الإنجاز التشريعي تسلّم ترامب مقاليد الرئاسة للمرة الثانية في 20 يناير 2025، بعد فوزه في انتخابات مثيرة رفع فيها شعارات مكافحة الهجرة غير النظامية، ومحاربة ما يُعرف بـ"ثقافة الاستيقاظ"، وخفض الضرائب. وبحسب التحليل، فقد استطاع ترامب، بدعم من الأغلبية الجمهورية في مجلسي الشيوخ والنواب، وتمتع المحكمة العليا بالأغلبية المحافظة، تمرير مجموعة من التشريعات التي شكلت عماد أجندته السياسية، وفي مقدمتها "قانون الفاتورة الكبيرة الجميلة" و"قانون لايكن رايلي". "قانون الفاتورة الكبيرة الجميلة": التخفيضات الضريبية ورفع سقف الدين في الرابع من يوليو، وقع ترامب القانون الذي تضمن تخفيضات ضريبية، وتمديدًا لإعفاءات 2017 الضريبية، بالإضافة إلى رفع سقف الدين الأميركي، وزيادة الإنفاق على الدفاع وأمن الحدود، مقابل تقليص تمويل برامج مثل "ميديكير" والرعاية الاجتماعية. ووفقًا لتقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس، من المتوقع أن تضيف هذه الحزمة نحو 3.3 تريليون دولار إلى الدين الفيدرالي خلال السنوات العشر المقبلة. وفي 29 يناير، أقر ترامب قانون "لايكن رايلي"، الذي سمي تيمنًا بطالبة جامعية من جورجيا قُتلت على يد مهاجر فنزويلي غير شرعي، ويقضي باحتجاز غير المواطنين المتهمين أو المدانين بجرائم مثل السرقة أو الاعتداء على ضباط شرطة دون إمكانية الإفراج بكفالة. كما يوسع القانون من صلاحيات الولايات في مقاضاة وزارة الأمن الداخلي بشأن سياسات الهجرة. مقارنة تاريخية... من روزفلت إلى بايدن بحسب تقييم الذكاء الاصطناعي الذي أجرته نيوزويك باستخدام "شات جي بي تي"، فإن أداء ترامب في أول ستة أشهر من ولايته الثانية يتفوق على جميع من سبقه منذ عام 1933، حين تولّى فرانكلين روزفلت منصبه ومرر خلال أول 100 يوم له 15 قانونًا ضمن "الصفقة الجديدة". وجاء الرئيس جو بايدن في المرتبة الثالثة، نظرًا لنجاحه في تمرير حزمة "خطة الإنقاذ الأميركية" بقيمة 1.9 تريليون دولار، إلى جانب قوانين مثل "قانون جرائم الكراهية" المرتبطة بجائحة كوفيد-19، وتشريع اعتبار "يوم الحرية" عطلة فدرالية. في المقابل، سجل كل من ثيودور روزفلت وبيل كلينتون نتائج متدنية في التقييم، حيث لم ينجح الأول في تمرير أي قانون مهم خلال أول ستة أشهر، بينما اكتفى الثاني بتمرير "قانون الإجازة العائلية والطبية" عام 1993. قراءة نقدية: دعم حزبي صلب أم مهارة قيادية؟ يرى الباحث في الشأن السياسي الأميركي بجامعة بورتسموث البريطانية، د. دافيد تاونلي، أن نجاح ترامب التشريعي لا يُعزى فقط إلى قدرته القيادية، بل إلى التجانس الحزبي الواضح داخل الحزب الجمهوري. ويقول: "ليس كل رئيس يحظى بحزب موحد خلفه كما هو الحال مع ترامب. الديمقراطيون مثلًا يمثلون ائتلافًا من تيارات متعددة، ما يجعل من الصعب تمرير أجندة واحدة. وقد واجه كل من كلينتون وأوباما هذا التحدي خلال ولايتيهما الأولى". ويضيف تاونلي أن كثيرًا من الرؤساء الجمهوريين في العصر الحديث لم يتمكنوا من السيطرة على المجلسين في الوقت ذاته، باستثناء فترات قصيرة، مشيرًا إلى أن ريغان ونيكسون، رغم التحديات، تمكنا من تمرير قوانين مهمة بالتعاون مع الديمقراطيين. كما يشير إلى أن رؤساء ديمقراطيين مثل جون كينيدي واجهوا معارضة داخل حزبهم من الجناح الجنوبي المحافظ، وهو ما أعاق قدرتهم على تحقيق إصلاحات واسعة، بخلاف الرئيس ليندون جونسون الذي نجح في إدارة الكونغرس بفعالية.