logo
التدخل المبكر يغيّر المسار: قصص نجاح لأطفال ذوي اختلافات عصبية في مدارس الإمارات

التدخل المبكر يغيّر المسار: قصص نجاح لأطفال ذوي اختلافات عصبية في مدارس الإمارات

خليج تايمزمنذ 6 ساعات
عندما التحقت الطالبة حور من دبي بمدرسة سند فيليج للتعليم الخاص، لم تكن قادرة على الكلام أو الرد أو التواصل البصري مع أقرانها أو البالغين. الآن، وبعد ثلاث سنوات ونصف، ستلتحق الطفلة ذات الخمس سنوات بمدرسة عادية كطالبة في روضة أطفال، حيث تأمل أن تواصل بناء شغفها بالموسيقى والرقص ورواية القصص.
بما في ذلك هي وزملاءها مايد وعمر، نجح المعهد في إعادة دمج ما يقرب من 60 طالبًا في المدارس العادية.
وفقًا لأحد الخبراء، تُعدّ هذه القصص دليلاً على أن التدخل المبكر يُمكن أن يُساعد الأطفال ذوي الاختلافات العصبية على التكيف جيدًا مع العالم من حولهم. وصرح محمود أ. محمود، المدير الإقليمي للرعاية السريرية في قرية سند: "يُساعد هذا التدخل الطالب على بناء المهارات الأساسية التي يحتاجها ليصبح مستقلًا بشكل أسرع في حياته. كما يُتيح له فرصة تعلم مهارات أكثر تعقيدًا مثل القراءة والكتابة والالتحاق بالمدرسة".
وأضاف أن الدعم المبكر المناسب يُقلل من الحاجة إلى علاج مُطوّل على المدى الطويل، مما يُوفر على الأسر ما يصل إلى 80% من التكاليف. كما يُتيح فرص عمل مُستقبلية، مما يُساعد أصحاب الهمم على المُساهمة بشكل فعّال في المجتمع والاقتصاد.
المؤشرات المبكرة
قالت جاياتري جوفيند جاجام، أخصائية علم النفس السريري في مركز أستر دي واي يو لتنمية الطفل الذي تم إطلاقه حديثًا في بر دبي، إن صعوبات التعلم غالبًا ما تبدأ في إظهار علامات "في مرحلة الطفولة المبكرة، عادة قبل سن السابعة"، ويجب التعامل معها على الفور.
قالت: "هذه المؤشرات المبكرة بالغة الأهمية، إذ تتيح فرصةً للتدخل والدعم في الوقت المناسب". وأضافت: "إن فهم هذه العلامات من منظور نفسي يُساعد في توجيه الأطفال نحو تجربة تعليمية أكثر إيجابية، ويزودهم بالموارد اللازمة للنجاح الأكاديمي".
قالت إن هذه الصعوبات غالبًا ما لا ترتبط بذكاء الطفل، بل تتمثل في عدم قدرته على "معالجة المعلومات، مثل اللغة والأرقام والتفكير المكاني" بطرق محددة. تتضمن عملية الفحص عادةً تقييمًا شاملًا للكشف عن العلامات المبكرة وتقييم نمو الطفل المعرفي والأكاديمي والعاطفي والاجتماعي.
وأضافت: "نتحدث مع معلمين يقدمون آراءً قيّمة حول الأداء الأكاديمي للطفل وسلوكه، ونجري مراجعة شاملة لنموه المبكر وتاريخه العائلي وأي سجل طبي ذي صلة. ثم نستخدم اختبارات معرفية وأكاديمية متنوعة لتقييم جوانب محددة من نموه".
قرارات مستنيرة
بحسب محمود، يُعامل كل طفل يقابلونه بطريقة مناسبة. قال: "على سبيل المثال، في حالة أحد أطفالنا، عمر، رأى والداه ضرورة نقله من مدرسة عادية وإرساله إلى سند. بعد أن التقينا به، اتفقنا مع والديه. ومع ذلك، في كثير من الأحيان، يعتقد الوالدان أن الطفل يجب أن يذهب إلى مركز، بينما في الواقع يجب أن يبقى في المدرسة أو العكس. لذلك، نتخذ قرارات مدروسة بناءً على كل حالة على حدة".
وأضاف أن مركز سند ليس مركزا تشخيصيا بل يركز فقط على المساعدة العلاجية.
قدمت غاياتري دراسة حالة لطفل يبلغ من العمر ست سنوات، لاحظته المدرسة خلال فحص روتيني لصعوبة تمييز الحروف. وقالت: "بعد تقييم نفسي رسمي، شُخِّص الطفل بعسر القراءة". وأضافت: "مع التدخلات الموجهة، بما في ذلك التدريس القائم على الصوتيات، أظهر الطفل تحسنًا ملحوظًا في طلاقة القراءة والمشاركة الصفية في غضون ستة أشهر".
تمكين الطفل
من أكبر التحديات التي يواجهها الممارسون في المنطقة الوصمة الاجتماعية والخوف. تقول غاياتري: "يتردد العديد من الآباء في فحص أطفالهم خوفًا من الوصم". وأضافت: "غالبًا ما يكون هناك اعتقاد خاطئ بأن صعوبات التعلم تعكس انخفاضًا في الذكاء أو قيودًا دائمة. ولمعالجة هذه المخاوف، نؤكد على أن الكشف المبكر عن صعوبات التعلم يهدف إلى تمكين الطفل من الأدوات والدعم اللازمين للنجاح".
وأضاف محمود أن العديد من الآباء والأمهات الذين يلتقيهم في حالة إنكار. وقال: "نطلب منهم أخذ آراء الخبراء من أي مستشفى أطفال لديه القدرة على تشخيص الأطفال. فهم مدربون على كيفية إبلاغ الآباء والأمهات، لأن هذه أخبار بالغة الأهمية. من جانبنا، نعمل على دراسة سلوكيات الطفل وما ينقصه".
الإمارات العربية المتحدة: قرية "الحياة الحقيقية" للأطفال من أصحاب الهمم الإمارات العربية المتحدة: كيف ساعدت قرية واحدة أربعة أطفال من أصحاب الهمم على الالتحاق بمدارس كبرى دبي: بطاقة سند مجانية لأصحاب الهمم؛ كيفية التقديم
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مبادرات للتبرع بالدم في شرطة أبوظبي
مبادرات للتبرع بالدم في شرطة أبوظبي

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

مبادرات للتبرع بالدم في شرطة أبوظبي

نفذت إدارة الخدمات الطبية في قطاع المالية والخدمات بشرطة أبوظبي، بالتعاون مع بنك الدم التابع لدائرة الصحة، مبادرات تبرع بالدم بمشاركة قطاع دعم اتخاذ القرار وعدد كبير من الإدارات الشرطية في أبوظبي والعين والظفرة، وذلك من منطلق أهمية التبرع في ترسيخ ثقافة التكافل الاجتماعي وإنقاذ حياة المرضى والمصابين. وأكد اللواء خليفة محمد الخييلي، مدير قطاع المالية والخدمات، الحرص على دعم المبادرات الصحية والإنسانية التي تعكس الالتزام بالدور الوطني والمجتمعي، مشيداً بروح المسؤولية لدى المنتسبين بمشاركتهم الفاعلة في الحملات. وأوضح أن مبادرات التبرع بالدم من المبادرات النبيلة التي تجسد قيم العطاء والتكافل وتسهم في توفير الدعم الاحتياطي لبنك الدم الوطني، لاسيما في ظل الحاجة المستمرة إلى وحدات الدم لإنقاذ الأرواح. وقال العقيد عبد العزيز جابر الشريف، نائب مدير إدارة الخدمات الطبية، إن المبادرات تأتي ضمن البرنامج السنوي للفعاليات الصحية، بهدف نشر الوعي بين المنتسبين وتعزيز مشاركتهم الإنسانية الهادفة في خدمة المجتمع، مشيراً إلى مواصلة تنفيذ خطط شاملة لتنظيم حملات دورية على مدار العام داخل وخارج مقر القيادة. وشهدت الفعاليات تفاعلاً كبيراً من المنتسبين من الضباط والأفراد والمدنيين من مختلف القطاعات والإدارات الشرطية، من منطلق إدراكهم لأهمية التبرع بالدم لإنقاذ المرضى وتعزيز القيم الإيجابية وروح العطاء وتقديم الدعم اللازم لجميع الفئات المستهدفة.

«صحة دبي» تحذر من مخاطر «ميلانوتان 2» وتدعو للالتزام بتعاميم الهيئة
«صحة دبي» تحذر من مخاطر «ميلانوتان 2» وتدعو للالتزام بتعاميم الهيئة

البيان

timeمنذ 4 ساعات

  • البيان

«صحة دبي» تحذر من مخاطر «ميلانوتان 2» وتدعو للالتزام بتعاميم الهيئة

دعت هيئة الصحة في دبي جميع المنشآت الصحية وممارسي الرعاية الصحية في القطاع الخاص بالإمارة إلى الالتزام التام بالتعاميم الصادرة عن وزارة الصحة ووقاية المجتمع بشأن مخاطر استخدام مادة «ميلانوتان 2» المعروفة باسم «Barbie Drug». وتعد المادة مركباً صناعياً يُستخدم لزيادة اسمرار البشرة، وتباع غالباً من خلال مواقع إلكترونية على شكل حقن أو بخاخ أنف. ورغم الترويج لها كوسيلة سريعة لتسمير البشرة، إلا أنها ترتبط بمخاطر صحية جسيمة، أبرزها زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد «الميلانوما» بسبب تحفيز الخلايا الصبغية بشكل مفرط. وشددت هيئة الصحة بدبي على ضرورة تجنب هذه المنتجات تماماً، والالتزام بالتعليمات الرسمية لضمان سلامة المجتمع. وكانت تقارير عالمية حذرت من أن هذه المنتجات تُسوّق بشكل مضلل كمستحضرات تجميلية، وغالباً دون رقابة أو موافقة صحية، ما يجعلها خطرة على الصحة العامة. وتشمل الأعراض الجانبية لها: «الغثيان، القيء، ارتفاع ضغط الدم»، إضافة إلى مخاطر أكبر عند استخدامها مع التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

من أبوظبي.. كليفلاند كلينك يقود ثورة طبية عالمية
من أبوظبي.. كليفلاند كلينك يقود ثورة طبية عالمية

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

من أبوظبي.. كليفلاند كلينك يقود ثورة طبية عالمية

ومن بين معالم هذا التحول العميق، يُمثّل مستشفى " كليفلاند كلينك أبوظبي" علامة فارقة، ليس فقط بوصفه صرحًا طبيًا متقدمًا، بل كمختبر فعلي يُطبّق فيه الطب المُبتكر، ويتقاطع فيه الذكاء الاصطناعي بالجراحة الروبوتية، ليُنتج نموذجًا فريدًا للرعاية الصحية. ومع احتفاله بالذكرى العاشرة لتأسيسه، يفتح الرئيس التنفيذي للمستشفى الدكتور جورج بسكال هبر نافذة عميقة على ما تحقق من إنجازات وما يُخطط له من طفرات قادمة، في حوار خاص مع برنامج " بزنس مع لبنى" على قناة سكاي نيوز عربية، كاشفًا عن رؤية استراتيجية تُرسّخ مكانة أبوظبي كعاصمة طبية جديدة للعالم. من "السفر للعلاج" إلى "السفر من أجل العلاج": عقدٌ من التحول الجذري حين أُطلق مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي قبل عقد من الزمن، كانت الرؤية واضحة: تقديم رعاية طبية عالمية المستوى محليًا، دون الحاجة إلى أن يشدّ المرضى الرحال إلى الخارج بحثًا عن علاج. أما اليوم، فإن هذا المنظور قد انقلب رأسًا على عقب، كما يوضح الدكتور هبر: "بعد عشر سنوات من تقديم الرعاية، أصبح بإمكاننا ليس فقط توفير رعاية صحية متقدمة... بل بدأنا نشهد قدوم مرضى من مختلف أنحاء المنطقة والعالم إلى أبوظبي لتلقي هذه الرعاية المتقدمة". الأرقام تتحدث بوضوح: في عام 2024 وحده، استقبل المستشفى 10 آلاف مريض دولي قصدوا أبوظبي لتلقّي علاجات معقدة. الأمر لم يعد يتعلق فقط بتقليص الحاجة إلى السفر للعلاج، بل بتأسيس وجهة طبية عالمية جاذبة. من التجميل إلى زراعة القلب والرئة.. ريادة في الطب المعقّد وفقًا لتصريحات هبر، فان ما يُميّز كليفلاند كلينك أبوظبي عن غيره من المستشفيات، ليس فقط التكنولوجيا، بل نوعية الإجراءات التي تُجرى داخله: "الرعاية لا تقتصر على علاجات بسيطة كطب الأسنان التجميلي، بل تشمل زراعة القلب، زراعة الرئتين، الجراحة الروبوتية المعقدة، جراحة الصرع، وتحفيز الدماغ العميق". هذه التدخلات، والتي كانت تُعدّ حكرًا على مراكز طبية غربية رائدة، تُنفّذ اليوم في قلب أبوظبي بأيدٍ محلية وخبرات متعددة الجنسيات. الروبوت لا يُفكر... لكنه يغيّر مصير المرضى ربما تُعدّ الجراحة الروبوتية واحدة من أعظم التحولات في المشهد الجراحي الحديث. وكما يشرح الدكتور هبر، فإن استخدام الروبوتات لم يعد استعراضًا تكنولوجيًا، بل ضرورة طبية: "نستطيع الآن إجراء زراعة الكلى كاملة – استئصال من المتبرع وزرع في المتلقي – باستخدام الجراحة الروبوتية ومن خلال شق جراحي صغير جدًا". الفوائد لا تُحصى: ألم أقل، رؤية أفضل، دقة أعلى، تعافٍ أسرع، وعودة أسرع إلى الحياة. وليس ذلك فحسب، بل يصف هبر التجربة بعبارات دقيقة: "الروبوت لا يعمل من تلقاء نفسه... هو أداة تنقل حركات الجرّاح بدقة متناهية داخل الجسم". والنتيجة؟ تجنّب الأنسجة المحيطة، تقليص خطر العدوى، وفقدان أقل للدم. في هذا السياق، تُصبح التكنولوجيا شريكًا للمهارة البشرية، لا بديلاً عنها، إنها الثورة الصامتة في غرف العمليات. من زراعة الكلى إلى زراعة الرئتين: الأفق يتّسع حين نجح المستشفى مؤخرًا في تنفيذ عمليتي زراعة رئة باستخدام الجراحة الروبوتية، لم يكن ذلك مجرّد نجاح طبي، بل إشارة إلى تحول استراتيجي أعمق. زراعة الرئة تُعدّ من أعقد الإجراءات الطبية عالميًا، وتتطلب تنسيقًا دقيقًا بين عدة فرق تخصصية. واليوم، تُنفّذ هذه الجراحات هنا، في أبوظبي، ما يعني – كما يقول هبر – منح "فرصة لحياة ثانية" لمرضى لم تكن لديهم أي خيارات. الذكاء الاصطناعي: من فنّ الطب إلى هندسة الحلول لكن الطفرة التكنولوجية لا تتوقف عند الجراحة الروبوتية. إذ يرى الدكتور هبر أن الذكاء الاصطناعي يمثل مستقبل الرعاية الصحية. يقول بوضوح: "إذا لم نستفد من التكنولوجيا، فسنكون أمام تحدٍ خطير". ويضيف: "الذكاء الاصطناعي سيتيح لنا علاج عدد أكبر من المرضى، وسيُحسن قدرتنا على الوقاية والتشخيص". هذه الرؤية التحولية ترى في الذكاء الاصطناعي وسيلة لإعادة هيكلة الطب، وتحويله من فنّ وعلم إلى مسألة هندسية قابلة للتكرار والتحسين. واللافت هنا أن كليفلاند كلينك أبوظبي لا يعمل في عزلة، بل ينتمي إلى مجموعة G42، وهي شركة إماراتية متخصصة في الذكاء الاصطناعي تُعد من روّاد هذا المجال عالميًا. الجينوم والعلاج المُصمّم: حين يصبح الطب "مُفصّلًا" على المريض إضافة إلى الذكاء الاصطناعي، يُشكّل مشروع الجينوم الإماراتي أحد أركان هذه الثورة الطبية، من خلال تسلسل الطفرات الجينية المرتبطة بالأمراض، يمكن تقديم علاجات دقيقة تُصمَّم وفقًا للبنية الجينية للمريض. يقول هبر إن هذه التحولات ستؤدي إلى تحول جوهري في التعامل مع الأمراض المزمنة والمستعصية، لأن الوقاية والتشخيص الدقيق سيُصبحان ممكنين قبل أن يتطور المرض. إنها نقلة من الطب التفاعلي إلى الطب الاستباقي. العلاج بالأيونات الثقيلة: الأمل الجديد لمرضى السرطان في خطوة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، يعمل المستشفى على إدخال العلاج الإشعاعي بالأيونات الثقيلة (Heavy Ion Radiation Therapy)، وهي تقنية تُستخدم لعلاج الأورام التي تقاوم الإشعاع التقليدي أو التي تقع قرب أنسجة حساسة لا يمكن استهدافها دون ضرر. يصف الدكتور هبر هذا التطور بالثوري: "اليوم هو يوم عظيم للمرضى… ويوم سيئ للسرطان"، فبهذا العلاج، تُصبح أبوظبي أول مدينة في محيط ست ساعات طيران توفر هذا النوع من الرعاية، وهذا يجعلها ليست فقط مركزًا علاجيًا، بل أيضًا نقطة مرجعية عالمية في الطب الإشعاعي المتقدم. البنية التحتية للابتكار: من البيانات إلى الاستثمار أبوظبي لا تُراهن فقط على التكنولوجيا داخل غرف العمليات، بل تُؤسس لبنية تحتية رقمية وتنظيمية شاملة، كما يوضح هبر: "لدينا مراكز بيانات مدعّمة بالذكاء الاصطناعي، ومشروع الجينوم، وبيئة تنظيمية تقودها دائرة الصحة". هذا التكامل بين القطاعين الصحي والتقني، يُمهّد الطريق لتحول المدينة إلى منصة عالمية للابتكار الطبي. هبر يرى في ذلك فرصة استراتيجية: "هذا سيجذب شركات الأدوية، المختبرات، المصانع الدوائية، والشركات الناشئة لتأسيس مقراتها هنا". والنتيجة؟ منظومة صحية شاملة تُعيد تعريف العلاقة بين المريض، والعلاج، والاقتصاد الصحي. أبوظبي: من "عاصمة المال" إلى "عاصمة الحياة" في ختام حديثه، يُطلق الدكتور هبر عبارة تختزل كل ما سبق: "أبوظبي لطالما كانت تُعرف بالبترول والغاز… ثم بالقطاع المالي. واليوم، أقول إنها عاصمة الرعاية الصحية". قد تبدو العبارة طموحة، لكنها في ضوء ما استُعرض من إنجازات، تُعبّر عن واقع قيد التشكل. فمع تحول المدينة إلى مركز لجذب العقول والتقنيات والاستثمارات الطبية، تتهيأ أبوظبي لقيادة مرحلة جديدة، لا تقتصر على تقديم العلاج، بل على تصميم المستقبل الصحي للعالم. حين تُصبح الرعاية الصحية نموذجًا اقتصاديًا وثقافيًا في ظل تسارع الأزمات الصحية عالميًا، واشتداد أزمة نقص الكوادر الطبية، تبرز الحاجة لنموذج جديد يتجاوز منطق التوسّع في عدد المستشفيات إلى إعادة تعريف مفهوم الرعاية الصحية. هذا ما تُقدّمه أبوظبي اليوم، لا بوصفها مدينة تستورد التكنولوجيا، بل كبيئة تُنتج وتُصدّر الحلول. ومستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وفقًا لما كشفه الدكتور جورج بسكال هبر، ليس مجرّد منشأة طبية، بل مختبر عالمي للابتكار، ونقطة التقاء بين الذكاء الاصطناعي، والجراحة الدقيقة، والجينوم، والعلاج الإشعاعي المتقدّم. هكذا تُثبت أبوظبي، مرة أخرى، أن الاستثمار في الصحة ليس ترفًا، بل أساس لبناء رأس مال بشري منتج، ومجتمع أكثر تماسكًا، واقتصاد قائم على المعرفة. أمام هذا المشهد، لا تعود "عاصمة الرعاية الصحية" مجرّد شعار، بل واقعًا يُكتب الآن، بأيدي الجرّاحين، وبخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وعلى أرض إماراتية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store