
التصعيد في الشرق الأوسط من نافذة موسكو
روسيا المستفيدة الرئيسية من ارتفاع أسعار النفط اذا ما تجدد القتال، كما ان الحرب قد تشتت الأنظار عن الحرب الروسية الأوكرانية، الى جانب إعطاء الأهمية لروسيا لكي تدخل كطرف يساعد على تهدئة الصراع ومن خلال هذا الدور، يمكن لموسكو العودة إلى واجهة سياسات الشرق الأوسط واستعادة نفوذها الإقليمي الذي أصبح موضع تساؤل بعد السقوط المفاجئ والكارثي لنظام بشار الأسد في سوريا ورغم إدانة الكرملين للضربات الإسرائيلية على إيران، إلا أنه نجح في الحفاظ على علاقات العمل مع الدولة اليهودية علما ان إسرائيل لا تريد دخول طرف ثالث في الصراع.
الحقيقة أن الأزمة بين إيران وإسرائيل تنطوي على العديد من المخاطر والتكاليف المحتملة لموسكو والحقيقة هي أن روسيا لم تنجح في منع الغارات الجوية الإسرائيلية المباشرة الواسعة النطاق ضد دولة وقعت معها قبل أقل من خمسة أشهر معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، الى جانب أن الإيرانيون شعروا بخيبة الامل من روسيا وردة فعلها تجاه الإجراءات الإسرائيلية والأمريكية، وهذه الخيبة ستلقي بظلالها على مستقبل العلاقات الروسية الايرانية.
يبدو ومن الناحية الاستراتيجية ليس لدى روسيا الكثير لتكسبه بل الكثير لتخسره في حال تفاقم الأزمة في الشرق الأوسط،فأن اي تصعيد سيظهر مدى الضعف الذي يعاني منه مجلس الامن الدولي كما ان مقترحات روسيا في مجلس الامن سيتم تجاهلها بخصوص نظام الامن الجماعي وهذا قد يؤدي الى اضطراب العلاقات الروسية الإسرائيلية وهو أمر لايصب بالمصالح الاستراتيجية لروسيا.
أن إزالة النظام الإيراني سيعد خطراً استراتيجيا لروسيا،لان أي نظام سياسي بديل في ايران سيكون اقل ميلا الى روسيا، كما هو الحال في حال أستهدف النظام الايراني الذي بالتاكيد سيؤدي الى صعود الانفصالية القومية فيها والتسلل الجماعي للمتطرفين السياسيين من الخارج وتتفاقم الازمة السياسية واللاجئين والهجرة القسرية وغيرها من مظاهر الدولة الفاشلة، ما يعني أن المصالح الاقتصادية المشتركة ستتراجع وقد تنسحب ايران من المنظمات الاقتصادية منها)(لبريكس وشنغهاي)،وسيمتد عدم الاستقرار الى اسيا الوسطى وأفغانستان والقوقاز.
روسيا وشركاء إيران من الدول الأخرى تستبعد هذا السيناريو، إذ أن أي محاولة لاستهداف النظام السياسي سيكون بفعل تفاقم الصراعات داخل المؤسسة السياسية الوطنية كما حدث مع الاتحاد السوفيتي عام 1991 وبقراءة للتاريخ يظهر ان لدى النظام السياسي الإيراني مرونة عالية واستدامة مبهرة حتى في ظل اعتى الظروف.
ايران بحاجة الى أنظمة دفاع جوي متطورة مثل اس 500 القادر على اعتراض جميع أنواع الأهداف الجوية تقريبًا، بما في ذلك أحدث الصواريخ فائقة السرعة ،فإذا ما حصلت إيران على نظام الدفاع الجوي إس 500 مع الأسلحة المرافقة له مثل طائرات السو 35 فسيكون ذلك نقطة تحول في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية حيث لن تتمكن إسرائيل من شن غاراتها الجوية على الجمهورية الإسلامية دون عقاب أو بخسائر محدودة للغاية.
بالمقابل فأن روسيا لديها مصالح استراتيجية مع إسرائيل منها الجالية الروسية الكبيرة في إسرائيل، وان إسرائيل لم تطبق العقوبات التي قامت بها الولايات المتحدة على روسيا ،وان الانفصال عن إسرائيل سيحرم الكرملين من قدرته على لعب دور متوازن في منطقة الشرق الأوسط من خلال الحفاظ على علاقات بناءة مع جميع أطراف الصراعات الإقليمية العديدة.
موسكو ستركز في تعاملها مع الأزمة الحالية على الأدوات الدبلوماسية وقد يستخدم بوتين اتصالاته الشخصية مع ترامب لتحذير الأخير من الآثار السلبية المحتملة لتدخل أمريكي أعمق في الصراع الإيراني الإسرائيلي، كما أن روسيا تستطيع مساعدة ايران في بناء المفاعلات النووية ومن الأهمية الحالية هو اقناع طهران بعدم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي والحفاظ على علاقات عمل مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
إيران - الولايات المتحدة... عهد جديد من الدبلوماسية الذكية والتعتيم النووي
وافقت إيران على استقبال نائبة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليدي إيفرار، لمناقشة معايير التعاون المستقبلي، من دون السماح بأي عمليات تفتيش للمواقع النووية. وتُعدّ هذه المرة الأولى التي تفتح فيها طهران، ولو في شكل محدود وضيق، بابها أمام الوكالة الذرية منذ الحرب الإسرائيلية على إيران التي استمرت 12 يوماً. وخلال تلك الحرب، اتهمت طهران مدير الوكالة، رافاييل غروسي، بتسريب معلومات حساسة لإسرائيل، وهي ادعاءاتٌ، وفقاً لمسؤولين إيرانيين، دعمتها عمليات اغتيال لاحقة لعدد من العلماء النوويين الإيرانيين. ورغم تعليق التعاون مع الوكالة بعد الحرب، إلا أن طهران منفتحة الآن على التفاوض في شأن «آلية تعاون» جديدة تُحدد شروط التعامل من دون السماح بدخول المواقع الحساسة حالياً. وتهدف المحادثات المقبلة مع ليدي إيفرار إلى استكشافها لهذه المعايير. بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) واتفاقية الضمانات الشاملة (CSA)، تلتزم إيران بالسماح بعمليات تفتيش للمواد والمنشآت النووية المعلنة. ومع ذلك، ولأنها لم تُصادق قط على البروتوكول الإضافي (AP)، فهي غير مُلزمة قانوناً بمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الوصول إلى المواقع غير المعلنة، أو المنشآت العسكرية، أو غيرها من البنى التحتية الحساسة. وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية - الأميركية، تُكرر طهران الآن ادعاءات واشنطن وتل أبيب العلنية بأن برنامجها النووي قد «دُمر»، مُجادلةً بأنه إذا كان هذا صحيحاً، فلن يتبقى شيء ليفحصه المفتشون. مع ذلك، مازالت لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تساؤلات عالقة حول حجم الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي، والأهم من ذلك، مصير مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة و60 في المئة قبل الحرب، حيث مازال مكانها ووضعها الحالي مجهولين. ولذلك، فإن موقف إيران الجديد محسوبٌ عمداً: تُفتح نافذةٌ ضيقة، لكن لا يُسمح بدخول أي شيء تقريباً. يأتي ذلك في أعقاب رفض الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأوروبية إدانة الضربات الإسرائيلية - بتواطؤٍ أميركي كامل - على المنشآت النووية الإيرانية في فوردو وناتانز وأصفهان. وبموجب تفويضها، تتولى الوكالة مسؤولية مراقبة المواقع النووية غير العسكرية المعلنة في كل أنحاء العالم وضمان امتثالها لمعايير السلامة والأمن. وبينما لا تملك الوكالة سلطة إنفاذ لحماية هذه المنشآت مادياً، إلا أنها تلتزم الإبلاغ عن الهجمات، وإثارة المخاوف الإيرانية في الأمم المتحدة، والمطالبة بالمساءلة عند استهداف المواقع المحمية - وهي خطوات امتنعت الوكالة عن اتخاذها في هذه الحالة - ارباك قانوني. وتُشير طهران إلى استعدادها للتفاوض والحفاظ على الدبلوماسية حية، إلا أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو تفعيل آلية «سناب باك» (إعادة فرض العقوبات أو ما يعرف بآلية الزناد) من الأمم المتحدة - وهي آلية من شأنها استعادة جميع قيود الأمم المتحدة السابقة على خطة العمل الشاملة المشتركة، بما في ذلك حظر الأسلحة، والقيود على الصواريخ، وتجميد الأصول، وحظر السفر، وحظر المشتريات المتعلقة بالمجال النووي. وفي حال تفعيلها، ستحذو الولايات المتحدة حذوها. وحذرت إيران من أنها ستنهي أي دور للاتحاد الأوروبي في المحادثات النووية المستقبلية في مثل هذه الحالة. وكانت قد حددت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا أغسطس 2025 موعداً نهائياً لطهران لاستئناف المحادثات والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مواجهة إعادة فرض العقوبات. ويصر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أنه في حالة تفعيل ذلك، ستنهي طهران المناقشات مع الأوروبيين، متهماً إياهم بعدم الوفاء بالالتزامات التي قطعوها بموجب اتفاق 2015. إذ لا ترى إيران أي قيمة تُذكر في التفاوض مع أوروبا، التي لا يمكنها رفع العقوبات الأميركية. وفي الوقت الحالي، لا تنوي إيران الكشف عن الكمية الكاملة أو موقع مخزوناتها من اليورانيوم المخصب. اعتباراً من 17 مايو 2025، وكانت تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما يأتي: - يورانيوم مخصب بنسبة 60 في المئة: 408.6 كيلوغرام. - يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة: 274.5 كيلوغرام. - يورانيوم مخصب بنسبة 5 في المئة تقريباً (LEU): 5508.8 كيلوغرام. تحذّر الوكالة من أن تقييد الوصول، وانسحاب المفتشين ذوي الخبرة، وإزالة معدات المراقبة قد أدى إلى «فقدان استمرارية المعرفة»، ما يزيد من خطر إخفاء إيران لمخزون من أجهزة الطرد المركزي المتطورة. ويمكن لمصنع أو مصانع تخصيب سرية صغيرة، في حال تشييدها، أن يُحسّن بسرعة نسبة 60 في المئة من اليورانيوم عالي التخصيب إلى يورانيوم صالح للاستخدام في الأسلحة. تبنّت إيران أيضاً رواية الرئيس دونالد ترامب، وهي رواية تدّعي أن واشنطن فكّكت برنامجاً نووياً عسكرياً لطالما اعتبرته وكالات الاستخبارات الأميركية والدولية غير موجود. ويكرّر ترامب هذه النقطة كثيراً لدرجة أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من خطاباته، من دون أن يُبدي أحد من فريقه استعداداً لمناقضته. وتشير تسريبات استخباراتية أميركية إلى أن ضربات يونيو - التي انضمت إليها واشنطن خلال الأيام الأخيرة من الحرب - ربما تكون قد أخرت برنامج إيران النووي لبضعة أشهر فقط. بعد الحرب، وضعت طهران شروطاً مسبقة جديدة لاستئناف المحادثات النووية، هي: - تعويضات مالية من الولايات المتحدة عن خسائرها خلال حرب يونيو. - ضمانات بعدم تعرض إيران لهجوم خلال المفاوضات المستقبلية. - تفسير أميركي لمهاجمة إيران في منتصف المفاوضات، والتزام رسمي بعدم تكرار مثل هذه الأعمال. وأعلن عراقجي، أن «طريق التفاوض ضيق ولكنه ليس مستحيلاً»، وهو يُصر على أن الأمر يتطلب تدابير حقيقية لبناء الثقة. وقد غذّت الحرب المشاعر المعادية للتفاوض داخل النخبة الحاكمة والرأي العام في إيران، حيث دعا بعض المتشددين علناً إلى تسليح البرنامج النووي. ومع ذلك، تُصرّ الحكومة على أن البرنامج مازال مدنياً بطبيعته، تماشياً مع فتوى آية الله خامنئي التي تُحرّم الأسلحة النووية. ورغم أضرار الحرب، مازال حجم البنية التحتية النووية الإيرانية غير واضح. إذ يزعم المسؤولون أن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، والبالغ 408 كيلوغرامات، آمن في مواقع غير معلنة، إلا أن التحقق المستقل غير ممكن في ظل القيود الحالية. ويعتمد استئناف إيران الكامل للتخصيب على نطاق واسع على الحالة التشغيلية لمنشآتها، وهو أمر غير معروف منذ هجمات يونيو 2025. وتمتلك إيران الآن ما يقارب من 14,689 جهاز طرد مركزي متطور مُركّب في ناتانز وفوردو، معظمها في محطة تخصيب الوقود في ناتانز (FEP)، بالإضافة إلى أجهزة طرد مركزي من طراز IR-1 في محطات FEP وPFEP وFFEP، ليصل إجمالي الأجهزة المُركّبة إلى نحو 21,900 جهاز. ليست جميعها مُخصّبة، ولكن إجمالي قدرة التخصيب المُركّبة يبلغ نحو 64,000 وحدة فصل سنوية، منها نحو 50,000 وحدة فصل سنوية قيد التخصيب النشط. وتطالب إدارة ترامب بعدم التخصيب إطلاقاً - وهو شرط ترفضه طهران باعتباره يتعارض مع حقوقها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وقال عراقجي إنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق في ظل هذا الشرط، على الرغم من أن إيران منفتحة على التفاوض في شأن نطاقه وضماناته. ومازال ترامب يهدد بمزيد من الضربات إذا استمر التخصيب. ويعمل الجيش الإيراني على زيادة تغطية الدفاع الجوي، وتحسين اختيارات الصواريخ، وتحسين الاستخبارات المضادة لمنع التسلل الأجنبي ونشاط العملاء والجواسيس، وهو ما تعترف طهران بأنه لعب دوراً مدمراً خلال الحرب. كما درست إسرائيل وأجهزة الاستخبارات الغربية قدرات إيران، وتعمل على تعزيز التغطية الدفاعية الإسرائيلية للصراعات المستقبلية المحتملة. التوقعات... الدبلوماسية المسلحة خلصت القيادة الإيرانية إلى أن التفاوض وعدم التفاوض ينطويان على مخاطر متساوية: فالغرب لا يبدي أي نيات لرفع العقوبات، ونفوذ إسرائيل يضمن عدم اتخاذ واشنطن خطوات تُعزز طهران. وهذا يترك الجانبين عالقين في مواقف متضاربة - إذ تُصر الولايات المتحدة على عدم التخصيب، وتُصر إيران على التخصيب المحلي - ما يجعل تحقيق اختراق أمراً مستبعداً للغاية. وتتمثل إستراتيجية طهران الحالية في الدبلوماسية المسلحة: الحفاظ على ردع عسكري قوي مع ترك مجال ضيق للمحادثات، وذلك أساساً للحفاظ على الدعم الروسي والصيني وتجنب العزلة الدبلوماسية. إن القضية النووية الإيرانية هيكلية وليست تكتيكية. ما لم يتخل أحد الطرفين عن خطه الأحمر الأساسي، ستؤدي المفاوضات إلى عملية لا تقدم فيها. تراهن إيران على قدرتها على الصمود أمام الضغوط الغربية مع الحفاظ على قدراتها النووية؛ ويراهن الغرب على قدرته على احتواء إيران من دون التنازل عن حقوق التخصيب. كلاهما يستعد للحظة اختبار حساباته - سواء بعد أشهر، أو سنوات، أو بين عشية وضحاها.


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
دمشق تُعلن قريباً الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية بعضوية... سيدات وعلويين وأكراد ومسيحيين
كشفت مصادر حكومية رسمية لـ «العربية.نت»، أن دمشق ستعلن قريباً عن تشكيلة أعضاء الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، التي ستصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وستتضمن أسماء سيدات، وأفراداً من الطوائف العلوية والكردية والمسيحية وغيرها من مكونات الشعب السوري. وأشارت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن الهيئة التي شُكلت بأمر من الشرع في مايو الماضي، من أجل تحقيق العدالة الانتقالية وضبط من يثبت تورطه في ارتكاب جرائم بحق الشعب إبان عهد الرئيس السابق بشار الأسد، لا سيما في أعقاب الثورة التي اندلعت عام 2011، اقترحت أسماء عدة رُفعت إلى الرئاسة، التي ستتولى مسؤولية وضع التشكيلة النهائية التي سيتم تسميتها عبر إصدار مرسوم رئاسي يحدد القائمة النهائية. وحسب المصادر، استقبلت لجنة فنية جميع المرشحين المؤهلين للقيام بهذا الدور، من قضاة وعدليين، فاق عددهم المئة شخص، من رجال وسيدات، من جميع الطوائف. ومن المقرر أن تعمل الهيئة بناء على غطاء رئاسي، يمنحها ديناميكية ومرونة الحركة، ووضع كل من يثبت تورطه تحت طائلة القانون والعدالة، أياً كان تواجدهم، داخل أو خارج البلاد. السويداء في سياق آخر، تعهّدت وزارة الداخلية، بمحاسبة الضالعين في قتل رجل أعزل داخل مستشفى السويداء الرئيسي، خلال أعمال العنف التي شهدتها المحافظة الشهر الماضي، بعيد تداول مقطع فيديو يوثق إطلاق مسلحين يرتدون زياً عسكرياً، الرصاص عليه بشكل مباشر. وأوردت الداخلية في بيان، اليوم، «نُدين ونستنكر هذا الفعل بأشد العبارات، ونؤكد أنه ستتم محاسبة الفاعلين وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، بغض النظر عن انتماءاتهم». وأتى ذلك بعيد نشر موقع «السويداء 24» الإخباري المحلي والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، لقطات ذكرا أنها مأخوذة من كاميرا مراقبة داخل المستشفى بتاريخ 16 يوليو، تظهر فيها مجموعة من الأشخاص يرتدون زي الطواقم الطبية وهم جاثون في أحد الممرات ويقف أمامهم خمسة مسلحين بزي عسكري، إضافة الى عنصر سادس يده مضمدة ويرتدي سترة كتب عليها «قيادة الأمن الداخلي». ويُظهر الفيديو شجاراً قصيراً بين مسلّح ورجل عرّفه «السويداء 24» بأنه مهندس من «المتطوعين مع الكوادر الطبية» في المستشفى. وبعد ذلك، أطلق مسلحان النار على الرجل، قبل سحب جثته. ووصف المرصد عملية القتل بأنها «إعدام ميداني مروّع» نفذه «عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية». وكلّفت وزارة الداخلية «اللواء عبدالقادر الطحان، المعاون للشؤون الأمنية، بالإشراف المباشر على مجريات التحقيق لضمان الوصول إلى الجناة وتوقيفهم بأسرع وقت ممكن». وفي منشور على «فيسبوك»، اعتبرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات أن «قتل المدنيين العزّل، والطواقم الطبية، والعاملين في المجال الإغاثي الإنساني، أمر لا يمكن قبوله أو تبريره أو التهاون معه»، مشددة على أن «ضبط العناصر المنفلتة ومحاسبتهم هو ضمان لنا جميعاً ولمستقبل أولادنا». وشهدت محافظة السويداء بدءاً من 13 يوليو، ولمدة أسبوع اشتباكات دامية على خلفية طائفية، أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، بينهم عدد كبير من المدنيين الدروز، وفق آخر حصيلة وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتخللها انتهاكات وعمليات إعدام ميداني طالت الأقلية الدرزية. ورغم وقف لإطلاق النار منذ 20 يوليو، لايزال الوضع متوتراً والوصول إلى السويداء صعباً. ويتهم سكان الحكومة بفرض حصار على المحافظة التي نزح عشرات الآلاف من سكانها، الأمر الذي تنفيه دمشق. ودخلت قوافل مساعدات عدة منذ ذاك الحين. وشكلت وزارة العدل نهاية الشهر الماضي لجنة تحقيق في أحداث السويداء، على أن تنجز تقريرها «خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر». إلا أن مرجعيات درزية وناشطين يطالبون بتحقيق مستقل. وكتب المدير التنفيذي لمركز العدالة والمساءلة السوري محمّد العبدالله على حسابه على «فيسبوك» الأحد، «يجب دخول لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة للسويداء فوراً». وأضاف «فيديو إعدام أحد كوادر المستشفى الوطني على يد عناصر ترتدي لباس الجيش والأمن الداخلي يوثق جريمة حرب مباشرة».


كويت نيوز
منذ 2 أيام
- كويت نيوز
CNN: لقاء بوتين وترامب سيبدو بمثابة هزيمة لأوكرانيا
اعتبرت شبكة CNN التلفزيونية، أن اللقاء المقرر يوم الجمعة المقبل بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في ألاسكا، يبدو بمثابة هزيمة بطيئة لأوكرانيا. وظهرت إحدى المقالات المنشورة على موقع شبكة CNN التلفزيونية بعنوان: 'قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تشبه الهزيمة البطيئة لأوكرانيا'. وتشير شبكة CNN إلى أن الوضع المحيط بالقمة تطور بشكل إيجابي بالنسبة لروسيا. ولاحظت القناة أن المهلة التي حددها ترامب في وقت سابق لإبرام هدنة بين موسكو وكييف، انتهت بهدوء في يوم الجمعة 'دون أن يلاحظها أحد تقريبا' وسط مناقشات الاجتماع المقبل بين الزعيمين – حيث 'تبخر' التهديد بفرض عقوبات على روسيا. وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر، أن الدول الأوروبية تشعر بالقلق من أن يتمكن الرئيسان بوتين وترامب لوحدهما وبشكل مستقل، من التوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا. وبحسب مصادر الصحيفة، تسعى الدول الأوروبية لضمان حضور زيلينسكي في اجتماع بوتين وترامب. وتؤكد الصحيفة أن الأوروبيين يرغبون أيضا في المشاركة في عملية التفاوض، لكن هذا الأمر يعتبر مستبعدا. في وقت سابق، أعلن الكرملين والبيت الأبيض أن الرئيسين بوتين وترامب سيلتقيان في ألاسكا في 15 أغسطس. ووفقا لمساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، قام المبعوث الرئاسي الأمريكي، ستيفن ويتكوف، خلال زيارته لروسيا، بطرح خيار عقد اجتماع ثلاثي بين بوتين وترامب وفلاديمير زيلينسكي، إلا أن الجانب الروسي لم يعلق على الأمر، وأكد ضرورة التركيز على تحضير القمة الثنائية. ومن جانبه أشار الرئيس بوتين يوم الخميس الماضي إلى أن لقاءه مع زيلينسكي ممكن، لكن مثل هذه المفاوضات يجب أن تتوفر لها شروط لا تزال بعيدة المنال.