
عماد الدين أديب... محطات على طريق "الشرق الأوسط الجديد"
بُث اللقاء عبر قناة سكاي نيوز عربية
، الخميس الماضي، واعتُبر خروجاً صارخاً على الإجماع العربي الداعي إلى مقاطعة إسرائيل ووقف أشكال التواصل كافة مع رموزها، سواء في الحكم أو خارجه، تضامناً مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة مستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ما أثار الغضب أكثر، أن أديب منح منبره من دون أي مقاطعة لضيفه، الذي استغل المنصة لوصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وطرح سياسات وأفكاراً عنصرية تستدعي محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية، كما هو الحال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو.
بين جمهور غاضب لا يملك سوى الإدانة، وآخرين برروا اللقاء تحت مسميات مهنية أو بدعوى "مواجهة العدو بالعقل"، بدا واضحاً أن الحوار المطول لم يكن عشوائياً في توقيته ولا في اختيار ضيفه، بل جاء ضمن سياق مدروس. وكانت الرسالة واضحة: صفقات التطبيع مع إسرائيل تمضي قُدماً، مهما بلغت فظاعة مجازرها.
ليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها عماد الدين أديب الجدل. فالرجل عرف منذ عقود بأنه عرّاب صفقات إعلامية وسياسية، بدأها من خلال عمله في مؤسسات عربية، حيث ارتبط اسمه بتسهيل شراء عقارات لمسؤولين كبار في أوروبا، خاصة في لندن. لاحقاً، قرر تحويل مشروعه غير المعلن إلى أدوات ناطقة، حين حصل على ترخيص لطبع صحيفة العالم اليوم، الصادرة في بريطانيا، داخل مصر. كانت أول مطبوعة أجنبية يسمح لها بذلك، وكانت تخدم توجهاً أراده النظام آنذاك: فتح المجال أمام رجال الأعمال للتعبير عن أفكارهم، بعيداً عن الصحافة القومية والحزبية.
وجد أديب دعماً من النخبة السياسية الصاعدة بقيادة جمال مبارك، والتي بدأت تتقدم إلى مراكز القرار مع تولي عاطف عبيد رئاسة الوزراء عام 1999. لم يُفسح له المجال كثيراً في دوائر النفوذ، لكنه حصل على امتيازات اقتصادية، من بينها أراضٍ شاطئية.
فرصة في "الشرق الأوسط الجديد"
مع غزو العراق عام 2003 وظهور فكرة "الشرق الأوسط الجديد" التي بشّرت بها كونداليزا رايس، ظهرت فرصة لأديب ليلعب دوراً محورياً في الترويج الإعلامي للمشروع، الذي لم يسعَ إلى تغيير الخرائط بقدر ما استهدف فرض واقع اقتصادي تطبيعي، تُشرف فيه تل أبيب على قيادة المنطقة من بوابة التعاون العلمي والتقني. وكان الإعلام حجر الزاوية في هذا المخطط، بحسب تصور وزارة الخارجية الأميركية التي خصصت نحو 47 مليون دولار عام 2003 لدعمه. شمل التمويل مؤسسات صحافية كبرى مثل "الأهرام"، ومراكز تدريب، ودور نشر لترجمة الكتب الأميركية وتوزيعها مجاناً عبر السفارة الأميركية في القاهرة.
في بداياته، استهدف المشروع تمويل صحف حزبية، لكنه اصطدم بموانع قانونية ومخاوف السلطة من دعم المعارضة، فجرى التفكير في إصدار صحف خاصة. وظهرت فكرة تأسيس صحيفة المصري اليوم بدعم من رجال أعمال، وبدأ طبع الأعداد التجريبية في مارس/آذار 2003، لكنها توقفت فجأة بعدما واجه الناشرون صعوبة في السيطرة على توجه رئيس التحرير الراحل مجدي مهنا وكتّاب يساريين وقوميين.
عماد الدين أديب و"نهضة مصر"
في ظل تعثّر "المصري اليوم"، أُطلقت صحيفة جديدة تحت اسم "نهضة مصر"، برئاسة مجلس إدارة عماد الدين أديب، عبر مؤسسته الإعلامية "جود نيوز"، التي كانت تملك أيضاً "العالم اليوم" وعدة مجلات ترفيهية، جميعها تحمل تراخيص بريطانية وتُطبع في القاهرة استثنائياً بموافقة من وزير الإعلام الراحل صفوت الشريف.
لعب أديب دوراً مباشراً في رسم الخط التحريري للصحيفة التي تلقّت دعماً غير مباشر من السفارة الأميركية. حضرتُ، شخصياً، أحد الاجتماعات المبكرة في مقر "جود نيوز"، إلى جانب مدير مركز الدراسات السياسية في "الأهرام"، وسفير أميركي سابق خدم في القاهرة وتل أبيب، وكان يشغل حينها منصباً في الخارجية الأميركية.
طرح السفير تصوراً عاماً للصحيفة بوصفها منصة تعبّر عن جميع الأطياف، وتركز على قضايا الحريات. لكن ما تحقق فعلياً كان تخصيص صفحتين يومياً للشؤون الأميركية، وفرض الصيغ الإسرائيلية في التغطية، وتدريجياً سُحبت المصطلحات المنتقدة للصهيونية أو الاحتلال من المقالات والتقارير.
مع الوقت، جرى استبعاد كتّاب التيار اليساري والقومي، واستبدلوا بأقلام محسوبة على لجنة السياسات في الحزب الوطني، المؤمنة بخط السلام مع إسرائيل والدور الأميركي في المنطقة. نال هؤلاء مكافآت تفوق ما كان يتقاضاه رئيس التحرير، بينما تراجع اهتمام الصحيفة بالشأن المصري لمصلحة تغطيات السلطة والولايات المتحدة.
علمت من داخل المؤسسة أن جزءاً كبيراً من تمويل "نهضة مصر" جاء من دبلوماسيين أميركيين، في إطار خطة لتسويق فكرة "النهضة المصرية" على أسس تتماشى مع المشروع الأميركي. اللافت أن هذه التدفقات المالية كانت تجري بموافقة رسمية من الأجهزة السيادية في الدولة.
أثارت هذه الترتيبات حفيظة كثير من الصحافيين، الذين اكتشفوا أن بعض زملائهم يتقاضون ما يصل إلى مليون جنيه شهرياً، في حين لا يحصل الأكفأ منهم إلا على الفتات، وتعرض بعضهم للإقصاء أو التضييق.
منابر شخصية وصفقات إعلامية
تحت إشراف أديب، تحولت "نهضة مصر" إلى منصة دعائية تخدم رجال الأعمال والدوائر المرتبطة بجمال مبارك. ومع اقتراب انتخابات الرئاسة عام 2005، جرى توجيه الخط التحريري لدعم الرئيس حسني مبارك (1928 ــ 2020) مباشرة، وأجرى أديب حواراً مطولاً معه دام ست ساعات.
أثمرت الانتخابات عن صفقة ناجحة لعائلة أديب، حيث تحوّل إلى نجم في إعلام السلطة، واحتل شقيقه وزوج شقيقته مواقع ثابتة على الشاشات المصرية. لكن طموحه السياسي تجاوزه، وبدأت أخبار عن تعيينه وزيراً للإعلام تثير ردات فعل سلبية في الحزب الحاكم، فأُجبر على التراجع، مستثمراً ما حصده في صفقات الأراضي في الساحل الشمالي، قبل أن يغلق مشاريعه الإعلامية في القاهرة تدريجياً. وعام 2020، فصل من عضوية نقابة الصحافيين بعد أزمة مع العاملين في مؤسسته.
لابيد... مجازاً عن كل شيء
على ضوء هذا التاريخ، لا يبدو لقاء أديب مع يئير لابيد إلا استمراراً لمسار طويل من الصفقات الإعلامية التي تتجاوز الصحافة إلى صناعة خطاب سياسي كامل. يسعى أديب اليوم، كما في الأمس، إلى العودة للمشهد من بوابة "السلام الإعلامي"، مروّجاً لفكرة أن التعايش مع إسرائيل ممكن، شرط أن يحدث مع "عقلاء" مثل لابيد لا مع "متطرفين" كنتنياهو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
سرّ غضب صندوق النقد على الحكومة المصرية هذه المرة
لست مقتنعاً بالعديد من المبررات التي ساقها صندوق النقد الدولي لقرار تأجيل صرف الشريحة الخامسة من قرضه لمصر، والبالغة 1.2 مليار دولار، إلى نهاية عام 2025، ودمج المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والذي حصلت مصر بموجبه على قرض بقيمة ثمانية مليارات دولار على مدى 46 شهراً. فالحكومة المصرية نفّذت معظم تعليمات وإملاءات الصندوق، خاصة التي ترتب عليها دهس المواطن وزيادة الأعباء عليه، وطبّقت سياسات اقتصادية "نيوليبرالية" عنيفة لعبت دوراً كبيراً في سحق الفقراء والقضاء على الطبقة الوسطى، وتآكل مدخرات المصريين، وتعويم عملتهم الوطنية أكثر من مرة، وإشعال الأسواق بنيران التضخم التي لا تريد أن تنطفئ ولو لشهور معدودة. وساهمت سياسات الحكومة المطبقة والمتفق عليها مع الصندوق في زيادة الأعباء المالية على المواطن بشكل غير مسبوق، فهناك زيادات قياسية في الأسعار والضرائب والجمارك والرسوم الحكومية، وزيادات في تكاليف المعيشة وأعباء الخدمات العامة من مواصلات وكهرباء مياه وإيجارات، والحكومة "فتحت على البحري" في قصة بيع أصول الدولة من أراض وشركات وبنوك، حتى رغيف الخبز امتدت إليه يد زيادة الأسعار بناء على ضغوط الصندوق. ولا ينسى المواطن الزيادات القياسية في أسعار السلع، بما فيها الغذائية والضرورية وخفض الدعم الحكومي المقدّم لها، و قفزة الدين العام سواء الخارجي أو المحلي. كما قدمت الحكومة عشرات القرابين للتقرب إلى الصندوق وبعثته التي تزور العاصمة المصرية القاهرة من وقت لأخر. صندوق النقد يدرك أكثر من غيره أن تخلي الحكومة الحالية عن "عسكرة الاقتصاد"، وتخارج الدولة كلية من المشهد الاقتصادي هي مسألة صعبة وشائكة ومعقدة لأسباب كثيرة أما بالنسبة للحجج الأخرى التي ساقها الصندوق لتأجيل صرف الشريحة الخامسة فغير مقنعة أيضاً، خاصة الحديث السابق عن التعويم الكامل للعملة المحلية، فالبنك المركزي المصري قطع شوطاً كبيراً في ملف تحرير سوق الصرف الأجنبي، وعوّم الجنيه أربع مرات منذ مارس/آذار 2022، ومصر لا تمتلك رفاهية التحرير الكامل والمطلق لسعر الصرف، لأن للخطوة تأثيرات خطيرة على الأسواق والمواطن والمدخرات ومعدل نمو الاقتصاد، وبالتالي هي ملتزمة بسياسة سعر الصرف المدار والذي يتحكم فيه البنك المركزي عن بعد وبشكل غير مباشر وعن طريق البنوك، خاصة مع امتلاك احتياطي مقبول من النقد الأجنبي لمواجهة أي مضاربات ودعم استقرار سوق الصرف. وصندوق النقد الدولي يدرك أكثر من غيره أن تخلي الحكومة الحالية عن "عسكرة الاقتصاد"، وتخارج الدولة كلية من المشهد الاقتصادي هي مسألة صعبة من وجهة نظرها وشائكة ومعقدة لأسباب كثيرة، وطالما تغاضى الصندوق عن هذه النوعية من المطالب ولم يصر على تنفيذها في المراجعات السابقة التي يجريها منذ العام 2017. موقف التحديثات الحية مصر وصندوق النقد... 8 سنوات من الحصاد المر أما الحديث عن مطلب الصندوق من الحكومة بتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص فقد يكون مطلبا عاديا، وربما يتم طرحه للاستهلاك ليس إلّا، لأنّ الصندوق يدرك أكثر من غيره حجم الاحتكارات التي باتت تسيطر على المشهد الاقتصادي المصري وتتحكم في كل الأسواق، بما فيها أسواق السلع الرئيسية والخدمات. ويدرك أنّ هناك تشابكاً قوياً بين النخب الحاكمة وتلك الاحتكارات التي تعمل لصالحها وليس لصالح الاقتصاد والمواطن. ينجر الكلام إلى الحديث عن وجود خلافات بين الصندوق والحكومة حول بطء وتيرة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المتفق عليها، وعلى رأسها تحرير سعر الصرف، وتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية وطرح الشركات العامة المتفق عليها ومنها بيع بنك القاهرة ومحطات وقود وغيرها. من هنا من حقنا أن نسأل سؤالاً منطقياً: ما هو سر غضب صندوق النقد على الحكومة المصرية هذه المرة، وهي التي حظيت بمعاملة مدللة منذ أكتوبر 2016، وفتحت المؤسسة المالية أمامها خزائنها لتغترف منها أكثر من 23 مليار دولار في غضون سنوات قليلة وتتحول مصر إلى ثاني أكبر مقترض من الصندوق، وتخصص إيرادات الدولة لسداد بند واحد هو أعباء وأقساط الديون؟ ما هو سر غضب الصندوق على الحكومة هذه المرة، وهي التي حظيت بمعاملة مدللة منذ أكتوبر 2016، وفتحت المؤسسة أمامها خزائنها لتغترف منها أكثر من 23 مليار دولار في غضون سنوات؟ صحيح أن هناك أسباباً منطقية وراء الخلافات بين الجانبين، خاصة ما يتعلق بعسكرة الاقتصاد وسعر الصرف المرن، وأن الحكومة تلكأت في تنفيذ بعض البنود المتفق عليها في الاتفاق الأخير المتعلق بقرض الثمانية مليارات دولار، لكنها تمارس سياسة التلكؤ منذ تسع سنوات إلا إذا كان الأمر يتعلق باستحقاق على المواطن، فالتنفيذ هنا يكون فورياً وعاجلاً، وبالتالي قد يكون من المنطقي البحث عن مبررات أخرى إضافية وراء قرار الصندوق الأخير بشأن تأجيل صرف الشريحة الخامسة. مبررات قد يكون لها علاقة بموقف مصر من ملفات إقليمية أبرزها غزة وإيران وسورية وجماعة الحوثي اليمينة، أو تتعلق بتغير مواقف دول إقليمية ضامنة سداد ديون مصر لدى صندوق النقد من النخب الحاكمة في مصر، أو ملفات أخرى غير مطروحة على السطح لكنها تتفاعل في الغرف المغلقة.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يهاجم خطط إيلون ماسك لتأسيس "حزب أميركا"
شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً على مستشاره السابق، ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك ، بشأن خططه لتشكيل حزب سياسي جديد. وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، أمس الأحد: "يحزنني أن أرى إيلون ماسك يخرج تماماً عن السيطرة، ليصبح عملياً حطام قطار على مدار الأسابيع الخمسة الماضية". وأضاف: "حتى أنه يريد تأسيس حزب سياسي ثالث، على الرغم من حقيقة أنه لم ينجح قط ذلك في الولايات المتحدة - يبدو أن النظام لم يصمم لهم". وفي وقت سابق من أمس الأحد، قال ترامب للصحافيين إن خطة ماسك "سخيفة"، وأشاد "بالنجاح الهائل" الذي حققه الجمهوريون. وكان ماسك قد قال يوم السبت إنه قرر تأسيس حزبه السياسي الخاص في الولايات المتحدة، وأطلق عليه اسم "حزب أميركا". جاء إعلانه على منصته "إكس" بعد يوم واحد من إجرائه استطلاع رأي لسؤال المستخدمين عما إذا كان يجب عليه إنشاء حزب جديد لمنافسة الديمقراطيين والجمهوريين. وكتب ماسك: "بنسبة 2 إلى 1، تريدون حزباً سياسياً جديداً وستحصلون عليه". ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان قد اتخذ أي خطوات رسمية لإنشاء الحزب الجديد. وكتب ترامب على "تروث سوشيال" أن الأحزاب الثالثة لا تفعل سوى "إحداث فوضى واضطراب كامل وتام". وأضاف: "لدينا ما يكفي من ذلك مع الديمقراطيين اليساريين المتطرفين، الذين فقدوا ثقتهم وعقولهم! أما الجمهوريون، فهم آلة تعمل بسلاسة، وقد أقروا للتو أكبر مشروع قانون من نوعه في تاريخ بلادنا". تقارير دولية التحديثات الحية ولادة حزب أميركا... كابوس لترامب وكان ماسك قد دعم حملة ترامب الانتخابية بأكثر من 250 مليون دولار وقاد فريق إدارة الكفاءة الحكومية لخفض التكاليف بعد تنصيب الرئيس في يناير/كانون الثاني وحتى أواخر مايو/أيار، حيث أجرى تخفيضات هائلة في الوظائف وخفض الإنفاق الحكومي الأميركي. ومع ذلك، وقع خلاف بين الاثنين منذ ذلك الحين بسبب مشروع قانون ترامب "مشروع قانون واحد كبير وجميل"، الذي وقعه الرئيس ليصبح قانونا يوم الجمعة. ويزعم النقاد، بمن فيهم ماسك، أن مشروع القانون سيؤدي إلى تضخم الدين الأميركي في السنوات القادمة. (أسوشييتد برس)


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
لهذا استهدف الاحتلال سفينة غالاكسي ليدر المملوكة لإسرائيلي في اليمن
شاركت نحو 20 طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في العدوان على اليمن ، ليلة الأحد - الاثنين، مستخدمة أكثر من 50 صاروخاً وقنبلة، بذريعة مهاجمة أهداف تابعة لجماعة الحوثي (أنصار الله). وكان لافتاً استهداف إسرائيل سفينة غالاكسي ليدر، وفق ما أعلنه وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس وجيش الاحتلال، من ضمن مواقع أخرى في اليمن، بينها موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، إضافة إلى محطة رأس الخطيب للطاقة. جاء استهداف السفينة التي استولى عليها الحوثيون في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 ردّاً على حرب الإبادة على قطاع غزة، بحجة أن الحوثيين "يستخدمونها لأنشطة إرهابية"، وفق مزاعم كاتس، فيما زعم جيش الاحتلال أن الحوثيين "وضعوا عليها نظام رادار يستخدمونه لمراقبة القطع البحرية في المجال الدولي، بغية الترويج لأنشطة إرهابية"، على حدّ زعمه. ويدور الحديث عن سفينة شحن مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغر، وتصفها وسائل إعلام عبرية بأنّها باتت منذ احتجازها رمزاً للحوثيين في البحر الأحمر، كما أصبحت منذ احتجازها موقع جذب سياحياً، ويتم على متنها، وفقاً لموقع واينت العبري، دوس العلمين الإسرائيلي والأميركي على سطحها. وكانت التقارير الأولى عن احتجاز السفينة، التي كانت ترفع علم جزر الباهاما، وانطلقت من ميناء بورسعيد في مصر باتجاه جنوب الهند، قد وردت في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، عندما أفيد بأن قوات جماعة الحوثي استولت على السفينة التي كان على متنها أفراد الطاقم المكوّن من 25 شخصاً. وقد انطلقت في رحلتها قبل أربعة أيام فقط من وقوعها في يد جماعة الحوثي. وعلى الرغم من أن السفينة مملوكة لشركة الشحن ريه (Ray) التابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي أونغر، سارعت إسرائيل إلى التنصل منها، وصرّح ناطق باسم جيش الاحتلال في حينه قائلا إن "هذا حدث خطير جداً على المستوى العالمي"، مضيفاً أن "السفينة تضم طاقماً مدنياً دولياً، دون وجود إسرائيليين. وليست سفينة إسرائيلية". أخبار التحديثات الحية عدوان إسرائيلي على الحديدة غربي اليمن والحوثيون يعلنون سلسلة عمليات واتهمت رئاسة وزراء الاحتلال وقتئذ إيران بالوقوف خلف "اختطاف" السفينة، موضحة في بيان أن الأمر يتعلق بـ"سفينة مملوكة لشركة بريطانية وتديرها شركة يابانية، وكان على متنها طاقم من جنسيات مختلفة، لكن ليس من بينهم إسرائيليون". واستغلت رئاسة الوزراء الاسرائيلية الحدث لاتهام إيران بارتكاب "عمل إرهابي إضافي، يعكس تصعيداً في عدوان طهران ضد مواطني العالم الحر، ويخلق تبعات دولية على أمن طرق الملاحة البحرية في العالم". في المقابل، أعلن الناطق العسكري باسم الحوثيين في اليمن يحيى سريع في ذلك الوقت السيطرة على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر. وبعد حوالي أسبوعين من الاستيلاء على السفينة أصبحت "وجهة سياحية". وكان بالإمكان مقابل دولار واحد تقريباً للزوار في اليمن ركوب قوارب خشبية وزيارة السفينة التي جرى الاستيلاء عليها في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، تضامناً مع غزة ودعماً للمقاومة فيها. وأعلن الحوثيون في 22 يناير/ كانون الثاني الماضي الإفراج عن طاقم السفينة غلاكسي ليدر المكوّن من 25 شخصاً، بعد أكثر من عام على احتجازهم، عندما قررت الجماعة التدخل عسكرياً ضد السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر على خلفية حرب الإبادة في غزة. وقالت الجماعة إن الإفراج عن طاقم السفينة تم بالتنسيق مع حركة حماس ووساطة سلطنة عمان، وأشارت إلى تسليم طاقم سفينة غلاكسي ليدر "للأشقاء في سلطنة عمان بالتنسيق مع حركة حماس ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار". وقال المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين إن الإفراج عن طاقم السفينة يأتي في إطار معركة إسناد غزة ودعماً لاتفاق وقف إطلاق النار.