
تدخل أفغانستان عامها الخامس تحت حكم «طالبان»... إليكم خمسة أمور يجب معرفتها
أنصار طالبان يتفاعلون مع طائرة مروحية تحلق فوق تلة وزير أكبر خان في كابل في 15 أغسطس 2025 بينما تحتفل الحركة بالذكرى الرابعة لسيطرتها على أفغانستان.. مدعومةً بأول اعتراف رسمي من روسيا بحكومتها وهي خطوة تأمل أن تحذو حذوها دول أخرى (أ.ف.ب)
من جهتها، تحكم «طالبان» من خلال المراسيم، لكن للأفغان تطلعات واحتياجات لا يمكن تلبيتها عبر المراسيم والآيديولوجيا.
الواضح أن التغييرات المناخية، والزيادة السكانية، والتراجع الحاد في المساعدات الخارجية، ستشكل جميعها اختباراً لقدرة «طالبان» على القيادة، وليس مجرد الحكم.
اختصاصيات تجميل أفغانيات يقدمن خدماتهن لإحدى الزبائن في صالون منزلي بكابول أفغانستان - 16 أغسطس 2025... وتتكيف النساء الأفغانيات بهدوء مع حظر «طالبان» لصالونات التجميل عام 2023 من خلال مواصلة مختصات تجميل أفغانيات يقدمن خدماتهن لإحدى الزبائن في صالون منزلي بكابل - أفغانستان - 16 أغسطس 2025 مما يوفر لهن دخلاً أساسياً وشعوراً نادراً بالعودة إلى الحياة الطبيعية (إ.ب.أ)
وإليكم خمسة أمور يجب معرفتها عن «طالبان»، مع بدء عامها الخامس في السلطة:
الملا هبة الله حاكم الحركة يقيم في قندهار (أ.ف.ب)
يعزّز القائد الأعلى إرثه هبة الله أخوندزاده، المقيم في قندهار، إرثه، حيث «طالبان»، من التمرد إلى السلطة منذ تنصيبه زعيماً لها عام 2016. وعلى مدى العشرين عاماً الماضية، تركت أنظار زعيم «طالبان» على هدف واحد كبير، وهو إقامة نظام إسلامي، بحسب «أسوشييتد برس».
ودار محور هذه الرؤية حول تصديقه، العام الماضي، على قانون «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، الذي يُقنن جوانب كثيرة من الحياة الأفغانية، بما في ذلك الإطار المقبول لروابط الصداقات بين الأفراد.
أنصار «طالبان» في مسيرة إحياءً للذكرى الرابعة لاستيلاء الحركة على السلطة في كابل أفغانستان - 15 أغسطس 2025... وكانت الحركة قد سيطرت على كابل عام 2021 عقب انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وسط انسحاب فوضوي للقوات الأجنبية (إ.ب.أ)
في يونيو (حزيران)، صرّح أخوندزاده بأن «طالبان» قاتلت وضحّت بنفسها من أجل تطبيق الشريعة. وأضاف أن اتباع أوامر القيادة وتوجيهاتها واجب، وأن الجميع مُطالبون بالتصرف في حدود هذه الطاعة.
من جهتهم، يشدد أنصاره على سلطته الدينية العليا في إصدار المراسيم. وذهب وزير التعليم العالي إلى أبعد من ذلك، في أبريل (نيسان)؛ إذ ساوى انتقاد أخوندزاده بالإساءة إلى المقدسات، مشدداً على أن طاعته أمر إلهي.
أنصار «طالبان» في مسيرة إحياءً للذكرى الرابعة لاستيلاء الحركة على السلطة في كابل أفغانستان - 15 أغسطس 2025... وكانت الحركة قد سيطرت على كابل عام 2021 عقب انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وسط انسحاب فوضوي للقوات الأجنبية (إ.ب.أ)
في هذا الصدد، قال إبراهيم بهيص، المحلل البارز في «برنامج آسيا» لدى «مجموعة الأزمات الدولية»: «هو (القائد) يُقرر ما يتحرك وما لا يتحرك، وما يحدث وما لا يحدث».
مدفونة في الأعماق
تبقى خلافات «طالبان» الداخلية مدفونة في الأعماق، فعلى سبيل المثال، دعت جيوب داخل «طالبان» في البداية إلى رفع الحظر المفروض على النساء والفتيات، أو على الأقل تعديله، للسماح لـ«طالبان» بمساحة مشاركة عالمية ومالية أكبر.
أنصار «طالبان» في مسيرة إحياءً للذكرى الرابعة لاستيلائها على السلطة في كابل، أفغانستان - 15 أغسطس 2025 (إ.ب.أ)
ومع ذلك، صمد أخوندزاده ودائرته أمام هذا الضغط، وخرجت حكومة «طالبان» من عزلتها لتطوير علاقات دبلوماسية، وجمع مليارات الدولارات سنوياً من عائدات الضرائب للحفاظ على استمرارية السلطة.
الملاحظ أن سلطة أصحاب النفوذ، مثل وزير الداخلية سراج الدين حقاني، قد خفتت. ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، سيطر أخوندزاده بشكل مباشر على الأسلحة والمعدات العسكرية الأفغانية، ما أدى إلى تهميش وزارتي الداخلية والدفاع، اللتين يديرهما الملا محمد يعقوب، مؤسس الحركة.
كان حقاني، الذي قُتل عمه في هجوم انتحاري بارز في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يوجه انتقادات لاذعة للقيادة، إلا أن الأمر اختلف الآن؛ فحقاني، الذي يقود شبكة قوية خاصة به، لا يستطيع بدء معركة مع فصيل قندهار والفوز.
من جهته، وجه النائب السياسي شير عباس ستانيكزاي، انتقادات إلى أخوندزاده، في يناير (كانون الثاني)، مؤكداً أن «حظر التعليم لا أساس له في الشريعة». وغادر أفغانستان بعد ذلك بوقت قصير، ولا يزال خارج البلاد. وينفي ستانيكزاي التقارير التي تفيد بأنه هرب أو واجه الاعتقال لو بقي.
وضع أخوندزاده الشريعة الإسلامية في صميم قيادته، كما وضع قيادته في صميم تطبيقها؛ قال بهيص: «لقد جعل نفسه لا غنى عنه، والحركة بأكملها مدينة له بالولاء». ولا يوجد أي مؤشر على حدوث تغيير فيما يتعلق بالسياسات تجاه النساء والفتيات الأفغانيات.
وعن ذلك، قالت زهرة نادر، رئيسة تحرير غرفة الأخبار الأفغانية «زان تايمز» التي تقودها النساء، إن اعتراف روسيا بـ«طالبان» يبعث برسالة «مقلقة للغاية».
وأضافت أنه يخبر «طالبان» بأنه بمقدورهم الاستمرار في قمع حقوق المرأة وارتكاب انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان دون مواجهة عواقب. إنهم يكافئون على ذلك. هذه الخطوة صفعة على وجه النساء الأفغانيات.
وأضافت أن هناك معارضة لسياسات «طالبان»، لكنّ الناس خائفين لعدم وجود بديل قوي. لقد «استولت (طالبان) على البلاد بالقوة، وحافظت على سيطرتها على الحكم من خلال العنف».
ورغم نزول النساء إلى شوارع أفغانستان احتجاجاً ضد «طالبان»، بعد الاستيلاء على السلطة، فإنهن قوبلن بالانتقام.
وقالت نادر: «لا ينبغي الخلط بين غياب الاحتجاج المرئي والقبول. في الواقع، يعكس غياب الاحتجاج المرئي المخاطر الشديدة التي يواجهها الناس بسبب المعارضة. لا تزال المقاومة قائمة، هادئة، خاصة، ومتأججة، لكن التعبير العام قد سُحق بالخوف والقوة».
ما بعد «طالبان»
من جهتها، تصر «طالبان» على التزامها بحماية حقوق المرأة. أما نادر، فأكدت أنه رغم «ضعف الإيمان» بتغيير حكام البلاد لسياساتهم، فإن النساء يقمن بإعداد أنفسهن «نفسياً وفكرياً» لمستقبل ما بعد «طالبان»:
«الأمل في أن هذه الوحشية لن تدوم إلى الأبد... هو ما يُبقي الكثيرات منهن على قيد الحياة. هؤلاء النساء لا يعتقدن أن النظام سيُغير موقفه من حقوق المرأة ما دام بقي».
العلاقات الإقليمية الأفغانية قائمة على المعاملات وليس الثقة أو القيم المشتركة، وتستند العلاقات الثنائية لـ«طالبان» إلى أسس مشتركة: الحدود والمياه والنقل والأمن. وقد يُعزز الخطاب المُعادي للمهاجرين، خصوصاً في أوروبا، التفاعل الدبلوماسي مع الأحزاب السياسية في الغرب، في خضم سعيها إلى استرضاء مؤيديها.
في هذا الصدد، قال «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية»، ومقره المملكة المتحدة، إن التفاعلات الدبلوماسية الأوسع نطاقاً لـ«طالبان» تعمل على تفتيت نهج «عدم الاعتراف» الذي يتبناه الغرب، وتفتح الباب أمام «التطبيع التدريجي» معها.
تشعر «طالبان» بالراحة في المنطقة، وقد وجدت طريقة مقبولة للعمل، بينما تكيفت المنطقة مع وجودها، قال نادر: «ما شهدناه في السنوات الأربع الماضية ليس ضغطاً حقيقياً (على طالبان)، بل هو بالأحرى تطبيع واسترضاء. فيما يتعلق بنا، نحن الذين نراقب الأوضاع من داخل أفغانستان وخارجها، هذا الأمر ليس سياسياً فحسب، بل شخصي. إنه وضع مؤلم يؤكد مخاوفنا من تهميش معاناة المرأة الأفغانية لصالح المصالح السياسية».
الاختبار الحقيقي لـ«طالبان» لم يأتِ بعد؛ حتى أبريل (نيسان)، كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لأفغانستان، مع اعتماد أكثر من نصف السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. إلا أنها أوقفت هذه المساعدة الطارئة، بسبب مخاوف من استفادة «طالبان» من هذه المساعدات.
وعلى ما يبدو، فإن آلاف الأفغان، بمن فيهم النساء، في الطريق نحو خسارة وظائفهم، مع تقليص المنظمات والوكالات غير الحكومية لعملها أو إغلاقها. كما أن فقدان الوظائف والعقود وتقليص البصمة الإنسانية يعادل خسارة في الإيرادات لـ«طالبان».
في هذا الصدد، ذكرت إحدى وكالات الأمم المتحدة وجود «مخاطر على السمعة وأمن الموظفين»، مع اضطرار الوكالات الإنسانية إلى تعليق عملياتها بسبب انخفاض التمويل، ما تسبب في مظالم بين المجتمعات، أو بعد عجز الشركاء عن دفع مستحقات الموردين أو إتمام العقود. ويحذر مسؤولو الإغاثة من أن الإحباط وزيادة التوترات سيؤديان إلى عنف عفوي، مع تنافس الناس على الموارد والخدمات.
وتتزامن هذه التخفيضات مع عمليات طرد جماعي للأفغان من الدول المجاورة، ما أدى إلى تضخم السكان وتزايد أعداد العاطلين عن العمل، مع توقف تدفق التحويلات المالية الواردة. وتقدر «منظمة الصحة العالمية» أن عدد السكان سيزداد بنسبة 85 في المائة ليصل إلى 76.88 مليون نسمة بحلول عام 2050. وتحتاج أفغانستان إلى توفير الغذاء والمأوى والفرص الاقتصادية للناس.
من جهته، يتذكر توماس روتيج، من «شبكة محللي أفغانستان»، لقاءه بشخصية بارزة من «طالبان» داخل مكتب «متهالك تماماً» خلال أواخر التسعينات. وأخبره مقاتلون من «طالبان» أنهم يستطيعون العيش في ظل هذه الظروف، لكن الأجانب لا يستطيعون.
وقال روتيغ: «ما يقولونه كذلك إن الأفغان يستطيعون العيش في ظل هذه الظروف، وهو أمر صحيح إلى حد ما. لقد أُجبروا على العيش في ظل هذه الظروف، وتعلموا كيفية التأقلم».
الآن، اختفت وسائل التأقلم لديهم؛ المنازل والأراضي وبعض المدخرات. وأشار إلى أن «طالبان» اعتبرت انتصارها في الحرب «بعون الله والشعب أمراً مسلماً به». وأضاف أنه رغم أن «طالبان» كانت انعكاساً لطموحات الأفغان، فإنها تبقى بحاجة إلى الانفتاح والاستماع إلى هموم الناس.
إلا أنه استطرد موضحاً: «لكنهم يعلمون أنه كلما زاد انفتاحهم، زاد التشكيك فيهم، وقد يتقوض حكمهم».
وقال روتيغ إن «(طالبان) بحاجة إلى التفكير فيما إذا كانوا يريدون حكم البلاد لمجرد حكمها، أم يريدون حكم هذا البلد لجعل أفغانستان مكاناً أفضل للعيش؟ ربما يكون هذا هو السؤال الكبير الذي يواجههم».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 10 ساعات
- عكاظ
خادم الحرمين وولي العهد يُعزيان رئيس باكستان في ضحايا الفيضانات
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز برقية عزاء ومواساة لرئيس باكستان آصف علي زرداري، في ضحايا الفيضانات التي وقعت شمال بلاده، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين. وقال الملك في برقيته: «علمنا بنبأ وقوع فيضانات في شمال جمهورية باكستان الإسلامية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين، وإننا إذ نبعث لفخامتكم ولأسر المتوفين ولشعب جمهورية باكستان الإسلامية الشقيق أحر التعازي، وأصدق المواساة، لنسأل المولى سبحانه وتعالى أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يعيد المفقودين سالمين، ويحفظكم وشعب جمهورية باكستان الإسلامية من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب». كما بعث ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان برقية عزاء ومواساة لرئيس باكستان آصف علي زرداري، في ضحايا الفيضانات التي وقعت شمال بلاده، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين. وقال ولي العهد: «تلقيت نبأ وقوع فيضانات في شمال جمهورية باكستان الإسلامية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين، وأعرب لفخامتكم ولأسر المتوفين كافة عن بالغ التعازي وصادق المواساة، سائلاً الله تعالى الرحمة للمتوفين، والشفاء العاجل لجميع المصابين، وأن يعيد المفقودين سالمين، إنه سميع مجيب». أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 10 ساعات
- الشرق السعودية
بعد ضغوط يمينية.. أميركا توقف تأشيرات الزيارة لجميع سكان غزة
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية وقف جميع تأشيرات الزيارة للأشخاص القادمين من غزة، في انتظار "مراجعة كاملة وشاملة" لآلية إصدار التأشيرات الطبية المؤقتة، وذلك إثر ضغوط وانتقادات من أطراف يمينية بعد وصول أطفال فلسطينيين جرحى من القطاع للعلاج في الولايات المتحدة. وجاء بيان الخارجية الأميركية، بعد يوم من نشر الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر أطفالاً من غزة يصلون إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج، وسؤالها عن كيفية حصولهم على تأشيرات. وقالت الخارجية الأميركية: "جميع تأشيرات الزيارة للأشخاص من غزة تم تعليقها بينما نجري مراجعة كاملة ودقيقة للآليات والإجراءات التي استُخدمت لإصدار عدد محدود من التأشيرات الطبية الإنسانية المؤقتة خلال الأيام الماضية". وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لشبكة CBS، الأحد، إن الإجراء جاء بعد "تواصل مكاتب عدة في الكونجرس معنا وطرحها أسئلة حول هذا الموضوع". وأضاف روبيو: "سنعيد تقييم كيفية منح هذه التأشيرات، ليس فقط للأطفال، بل أيضاً لمرافقيهم، وللمنظمات التي تُسهّل ذلك". وتابع روبيو قائلاً: "العديد من مكاتب الكونجرس قدمت لنا أدلة على أن بعض المنظمات التي تشارك في الحصول على هذه التأشيرات، لها روابط قوية بجماعات مثل حماس"، لكنه لم يقدم أي دليل عن مزاعمه، أو يذكر أسماء هذه المنظمات. وأضاف روبيو أنه "نتيجة لذلك، سنوقف هذا البرنامج مؤقتاً، ونعيد تقييم كيفية التدقيق في هذه التأشيرات، وما إذا كانت هناك أي علاقة بين هذه المنظمات وطريقة الحصول عليها". دعم جمهوري للورا لومر وتباهت لومر بالقرار، مدعية أن الإعلان جاء عقب نشرها تقريراً عن "رحلات تقل فلسطينيين من غزة إلى مطارات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة". وكانت لومر، وهي مقدمة بودكاست يمينية متطرفة وداعمة قوية لإسرائيل، قد نشرت، الجمعة، عدة تدوينات حول "رحلات غزيين إلى الولايات المتحدة" بالتعاون مع منظمة HEAL Palestine الإنسانية، التي تسعى إلى إجلاء وتقديم الرعاية الطبية للجرحى من غزة، وخاصة الأطفال المصابين خلال الحرب الإسرائيلية المستمر على القطاع المحاصر. وتقول منظمة HEAL Palestine على موقعها الالكتروني إنها نجحت في إجلاء 148 فلسطينياً من غزة، بينهم 63 طفلاً مصاباً، إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج الطبي. وشنت لومر هجوماً على برنامج HEAL Palestine الإنساني، وطالبت من إدارة ترمب "وقف هذا البرنامج فوراً". ولاقت منشورات لومر صدى لدى بعض الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل. وكتب النائب الجمهوري تشيب روي على "إكس": "قلق للغاية من هذه الرحلات القادمة (إلى الولايات المتحدة)، بما في ذلك إلى تكساس، والتي يُزعم أنها مليئة بأشخاص من غزة، كما ذكرت لارا لومر"، مضيفاً: "أتابع الأمر". وبعد إعلان الخارجية، نسب النائب الجمهوري راندي فاين القرار إلى ضغوط لومر، قائلاً على "إكس": "يجب أن يُمنح للارا لومر الفضل الكبير لكشف هذه المسألة وجعلي مع مسؤولين آخرين على دراية بها". وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى تأثير لورا لومر على إدارة ترمب، مضيفة أن عدداً من المسؤولين الأميركيين غادروا مناصبهم أو أُقيلوا سريعاً بعدما وجهت لهم هذه الناشطة اليمينية انتقادات علنية. رعاية طبية لأطفال فلسطين وقالت منظمة HEAL Palestine في بيان، الأحد، إنها "مصدومة" من قرار وزارة الخارجية وقف تأشيرات الزيارة من غزة، مؤكدة أنها "منظمة إنسانية أميركية غير ربحية، تقدم مساعدات عاجلة ورعاية طبية للأطفال في فلسطين". وأكد البيان أن المنظمة تجلب "أطفالاً مصابين بجروح خطيرة" إلى الولايات المتحدة بتأشيرات مؤقتة لتلقي علاج غير متوفر في غزة، وأن الأطفال وأفراد عائلاتهم المرافقين يعودون بعد العلاج إلى الشرق الأوسط. وقال البيان: "هذا برنامج للعلاج الطبي، وليس برنامجاً لإعادة توطين اللاجئين". وذكرت المنظمة، الخميس، أن صبياً من غزة غادر مصر متوجهاً إلى سانت لويس لتلقي العلاج، مضيفة أنه "الطفل الخامس عشر الذي يتم إجلاؤه إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين". وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت مراراً إلى مزيد من عمليات الإجلاء الطبي من غزة، حيث دمّرت إسرائيل في حربها المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً معظم نظام الرعاية الصحية في القطاع، وألحقت به أضراراً جسيمة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الأربعاء، إن "أكثر من 14 ألفاً و800 مريض ما زالوا بحاجة إلى رعاية منقذة للحياة غير متوفرة في غزة"، داعياً مزيداً من الدول إلى تقديم الدعم. ويأتي الإجراء الأميركي الجديد بينما تتصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب حربها على غزة، إذ أعرب عدد متزايد من حلفاء أميركا، إضافة إلى شخصيات من دوائر ترمب السياسية، عن غضبهم من الظروف الإنسانية المأساوية في القطاع، وطالبوا واشنطن بإعادة النظر في دعمها للحكومة الإسرائيلية. ورغم أن ترمب أدلى بتصريحات أقر فيها بالأزمة الإنسانية في غزة، إلا إن إدارته لم تُبدِ أي مؤشر على التراجع عن دعمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.


الرياض
منذ 11 ساعات
- الرياض
الرئيس اللبناني: لبنان ليس دولة مفلسة بل منهوبة
قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن الورقة الأميركية التي قدمها المبعوث توم برّاك إلى المسؤولين اللبنانيين "تضمنت الانسحاب الإسرائيلي وإنعاش الاقتصاد". وأوضح عون في مقابلة مع قناتي "العربية" و"الحدث" أن لبنان كان أمام خيارين: إما الموافقة على الورقة الأميركية أو العزلة، مشيرًا إلى أنه لم يتلقَّ أي تهديد لتطبيق بنود المقترح الأميركي، ومؤكدًا أن بيروت تنتظر أن تأتي واشنطن بموافقة إسرائيل على ورقة توم برّاك، وأضاف عون أن الورقة الأميركية تحولت إلى لبنانية بعد إضافة ملاحظات الجانب اللبناني، لافتًا إلى أن تنفيذ بنودها سيكون وفق مبدأ "خطوة مقابل خطوة". وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية، شدد الرئيس اللبناني على أن "لبنان ليس دولة مفلسة بل منهوبة"، مشيرًا إلى أن أولوياته تتمثل في تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم الاقتصادي، وأكد أن لبنان بات على خارطة الازدهار الاقتصادي من خلال الإصلاحات التي تم تنفيذها، مشيرًا إلى أن التعاون الاقتصادي بين لبنان وسوريا يأتي ضمن إطار ورقة توم برّاك.