
سندات الخزانة الأمريكية.. قوة سياسية ابتزازية لخدمة اقتصاد واشنطن
تزايد القلق مؤخراً، إزاء مستقبل الاقتصاد العالمي، نتيجة المؤشرات الاقتصادية المتقلبة للاقتصاد الأمريكي.
فبعد أن كان المستثمرون (دولاً ومؤسسات وأفراداً) يرون في سندات الخزينة الأمريكية ملاذاً آمناَ لاستثماراتهم، بدأت ثقتهم في هذه السندات تتآكل، ما تسبب في تحول لافت في سوق السندات الأمريكية.
وفي خضم هذه المؤشرات، تبرز عدد من التساؤلات الهامة، ومنها، أن الحكومة الأمريكية تصدر السندات لتمويل العجز في الموازنة الفيدرالية الناتج عن زيادة الإنفاق عن الإيرادات الضريبية.. فإلى أي مدى تعتمد أمريكا على هذه السندات لتمويل برامجها مثل الدفاع والرعاية الصحية والبنية التحتية؟
يقول الخبير الاقتصادي، عضو مجلس الشورى اليمني، أحمد شماخ، إن الاقتصاد الأمريكي أساساً هو اقتصاد وهمي لا يستند إلى مقومات، فالولايات المتحدة دولة غير منتجة، وتُعد من الدول المستهلكة، وتستدين يومياً حوالي خمسة مليارات دولار، ويصدر البنك الفيدرالي الأمريكي، الدولار بدون تغطية، ويستمر في طباعة الدولار دون أن يلتزم بما تُلزم به أمريكا الدول النامية بطباعة عملاتها تحت غطاء، وتستخدم قوتها السياسية والعسكرية في ذلك وفي ابتزاز بقية البلدان.
وأوضح أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطها، حيث تقوم الدول كدول الخليج العربي على سبيل المثال، بوضع قيمة مبيعاتها من النفط في الخزينة الأمريكية وسندات الخزانة وسوق الأسهم الأمريكي، وتقوم أمريكا باستثمارها في تمويل العجز في موازنتها، وتنفيذ برامجها سواء في الدفاع والرعاية الصحية والبنية التحتية، بالإضافة إلى الاستفادة من هذه الأموال في تدمير البلدان غير الخاضعة لأمريكا ودعم البلدان المعادية للعرب مثل إسرائيل.
القوة العسكرية للهيمنة الاقتصادية
الطلب القوي على السندات الأمريكية يعزز قيمة الدولار، لأن حيازة السندات والاستثمار فيها يتطلب شراء الدولار، فما مدى إسهام ذلك في الحفاظ على مكانة الدولار كعملة احتياط عالمية ويعزز هيمنته على النظام المالي؟.
وحول ذلك يؤكد الخبير الاقتصادي، شماخ، أن الولايات المتحدة تفرض سياسات معينة للهيمنة على النظام المالي، وتقوم بذلك ليس من خلال اقتصادها بل من خلال قوتها العسكرية، وتوظف هذه القوة لصالح الاقتصاد، عبر ابتزاز الكثير من الدول.
ويوضح: في الواقع سعر الدولار عالمياً هو سعر وهمي، غير حقيقي، فمثلاً الدولار في صنعاء يساوي حوالي 530 ريال يمني ، لكنه قيمته في الحقيقة يفترض أن لا يتجاوز المائة ريال فقط، غير أن اللوبي اليهودي في أمريكا يعمل على الاستئثار بسياسات الاقتصاد العالمي والعملات ويجعل كل الدول الضعيفة مجرد اقتصاد تابع، رغم أن بعض هذه البلدان بإمكانها أن تتحرر ويكون اقتصادها أفضل من اقتصاد الولايات المتحدة، لكن للأسف كل موجوداتها وثرواتها تبتزها الولايات المتحدة والدول الصناعية.
فوائد ضعيفة
يعد سوق السندات الأمريكية أحد أهم وأكبر الأسواق المالية بقيمة 29 ترليون دولار، فما تأثير السندات الأمريكية لجذب الاستثمارات الأجنبية في أمريكا؟
يؤكد الخبير الاقتصادي عضو مجلس الشورى اليمني، أن نسب الفائدة في سندات الخزانة الأمريكية ضعيفة جداً، وليست جاذبة للاستثمار فيها، بل أن بعض الدول النامية تصدر سندات أو أذون خزانة نسبة الفائدة فيها أكثر بكثير من السندات الأمريكية، غير أن الولايات المتحدة تستخدم قوتها السياسية والعسكرية للهيمنة على النظام المالي وجذب الاستثمارات، وذلك ما رأه العالم عندما زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول الخليج، وعاد منها بتريليونات الدولارات.
ويشير شماخ إلى أن الدول العربية الغنية لو استثمرت أموالها في مشاريع ضخمة في مختلف القطاعات في البلدان العربية، فستحصل على فوائد وأرباح بنسبة أكبر بكثير من فوائد سندات الخزانة الأمريكية، فضلاً عن عملية التنمية التكاملية بين الدول العربية، ولكن ما يٌسمى بـ"التكتل الاقتصادي لدول الخليج العربي" يعتبر اقتصاد تابع للدول الكبرى ولا يخدم الاقتصادات العربية بشكل عام، وعائدات هذه الدول تذهب لدول معادية للعرب والمسلمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
أسعار الذهب في اليمن اليوم الخميس 3 يوليو 2025
تزامنًا مع تعاملات يوم الخميس الموافق 3 يوليو 2025، سجلت أسواق الصاغة اليمنية حالة من الثبات النسبي في أسعار المعدن الأصفر، حيث حافظت بعض القياسات على مستوياتها دون تغيير ملحوظ. في العاصمة المؤقتة عدن، بلغ سعر بيع جرام الذهب عيار 21 حوالي 261,300 ريال يمني، بينما سجل سعر الشراء 248,500 ريال، كما سجل الجنيه الذهب سعر 2,013,000 ألف ريال للبيع مقابل 1,987,600 ريال للشراء. أما في صنعاء، فقد تراوحت أسعار جرام الذهب عيار 21 بين 51,200 ريال للشراء و48,800 ريال للبيع، مع تسجيل الجنيه الذهب 397 ألف ريال سعر بيع مقابل 392 ألف ريال سعر شراء. أسعار الدولار والريال السعودي مقابل الريال اليمني اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 أسعار العملات في اليمن أمام الريال اليمني اليوم الإثنين 30 يونيو 2025 البنك المركزي اليمني في صنعاء يبقي على أسعار صرف العملات الرئيسية ثابتة


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
أسعار الذهب اليوم الخميس 3-7-2025 في اليمن
شهدت أسعار الذهب في الأسواق اليمنية داخل محلات الصاغة، اليوم الخميس، الموافق 3-7-2025، استقرارًا في بعض جرامات الذهب، وأبرزها سعر الذهب عيار 21 وأوقية الذهب. أسعار الذهب اليوم الخميس في اليمن فيما يلي يُقدم "المشهد العربي" أسعار الذهب في الأسواق اليمنية، اليوم الخميس الموافق 3 - 7-2025، داخل محلات الصاغة على النحو التالي: عدن جرام عيار 21: شراء 213000 ريال يمني بيع 228000 ريال يمني جرام عيار 18 شراء 219370 ريال يمني بيع 224028 ريال يمني جنيه الذهب شراء 340000 ريال يمني بيع 345000 ريال يمني صنعاء جرام عيار 21: شراء 47000 ريال يمني بيع 52000 ريال يمني جرام عيار 18: شراء 25500 ريال يمني بيع 27500 ريال يمني جنيه ذهب شراء 360000 ريال يمني بيع 370000 ريال يمني


المشهد اليمني الأول
منذ 6 ساعات
- المشهد اليمني الأول
ماذا عن اجتماع ترامب نتنياهو؟
بعيداً عن الخطاب الإعلاميّ لإعلان النصر على إيران يعرف دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو ما تقوله تقييمات أجهزة مخابرات كل منهما حول حقيقة أن المعضلة الإيرانية زادت تعقيداً، وأنها تحتاج لإعادة تقييم جدّية هادئة، طالما أن التفاهم مع النظام القائم يبدو إذا حدث مجرد مرحلة مؤقتة وأن الهدف الاستراتيجيّ يبقى إسقاط النظام، وقد ظهر أن حسابات الحرب لإطلاق ديناميّة تسقط النظام لم تكن في مكانها، وبعدما كشفت قدرات إيران الصاروخيّة عن معضلة استراتيجية أخرى لا تقلّ خطورة عن المعضلة النوويّة التي يجب التعامل معها تفاوضياً بعدما فشلت الحرب في حلها، لأن القضية ليست في تدمير منشآت نوويّة بل في تدمير القدرة على النهوض مجدداً نحو برنامج نوويّ ربما يكون أشدّ خطورة إذا تمّ في الظل، ومع وجود هذه القدرة الصاروخيّة وضعف قدرات الدفاع الجوّية في مواجهتها كماً ونوعاً لا بدّ من التحضير الذي يستغرق وقتاً لتأمين مستلزمات أي حرب جديدة، إذا سنحت الظروف بخوضها، لكن كل ذلك لا يجب أن يمنع مواصلة خطاب النصر لقطف ما يمكن من ثمار في المحيط العربي، الذي لم يتفاعل مع الحرب، كما رغب وكما توقع الأميركي والإسرائيلي. ثمّة نقاش في دوائر أميركية وإسرائيلية مضمونه الاعتراف بأن هناك عدم استجابة الرأي العام العربي لدعوات مساندة الحرب على إيران، رغم كل التوقعات المعاكسة وفقاً لمسار التحضير السياسي والإعلامي تحت عنوان التحالف بين العرب خصوصاً في الخليج و'إسرائيل' بوجه الخطر الإيراني المشترك، وأن الشيء نفسه حدث في الشارع الغربيّ الذي خاضت حرب إعلاميّة ضخمة لضمان مساندته مثل هذه الحرب، وأن السبب في اتجاه الرأي العام الغربيّ والعربيّ نحو مساندة إيران عائد بنسبة كبيرة إلى الحرب على غزة وما يرافقها من توحّش وإجرام، وأن الشارع العربيّ والغربيّ الغاضب من 'إسرائيل' لا يستطيع أن يساندها في أيّ حرب تخوضها، بل يكفيه أن يرى لحظة ضعفها أمام الصواريخ الإيرانيّة كنوع من العقاب الذي لم يجرؤ أحد على إنزاله بالمجرم والقاتل الذي واصل لعشرين شهراً قتل الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات ودور العبادة على سمع ونظر العالم دون حسيب أو رقيب. ثمّة اعتقاد في الدوائر اللصيقة بصنع القرار في البيت الأبيض أن وقف الحرب على غزة سوف يُحسّن من صورة الرئيس ترامب، وسوف يتيح نوعاً من الصفقة العربية الأميركية لتعويم بنيامين نتنياهو لقاء وقف الحرب على غزة، ولو بصيغة تشبه ما يجري مع وقف إطلاق النار في لبنان، التوقف عن تدمير المباني والبنى التحتيّة وملاحقة بنية المقاومة، ومنطلق واشنطن هو أن غياب نتنياهو سوف يعني فتح الطريق لضعف 'إسرائيل' أمام إيران وقوى المقاومة، وبمثل ما يسعى ترامب للحصول لنتنياهو على عفو يُنهي المحاكمة التي تهدّد مستقبله السياسيّ، فهو يسعى لجائزة عربية بحجم تطبيع دولة وازنة مثل سورية إن لم تكن السعودية جاهزة بعد لهذا التطبيع، لكن التطبيع السوري يحتاج تغطية عربيّة وتركيّة، يسعى ترامب لتوفيرها، ومثلما سوف يكون الاتفاق المقترح لغزة الذي سوف يتبنّاه الأميركي ملتبساً ومتدرّجاً على مراحل، كذلك سوف يكون الاتفاق على التطبيع مع سورية، بحيث يبدأ التنسيق الأمنيّ قبل السلام، ويبدأ التطبيع قبل السلام ويبدأ السلام دون حسم مصير الجولان، ويترك الأمر طويلاً كي لا يُحرج الحاكم السوري بالتوقيع على التنازل عن الجولان أو يُحرج الإسرائيلي بوضع التفاوض على الجولان فوق الطاولة. نظريّة الاتفاق في غزة والتطبيع مع سورية لها تتمة في الضلع الثالث وهو لبنان، وفق معادلة استعادة التقسيم المذهبيّ للعرب، فالمعركة مع إيران ومع حزب الله هي معركة مع الشيعة يجب أن يساهم فيها السنة العرب بنظر واشنطن، والمساهمة المطلوبة ليست عسكرية بل أمنية وسياسية وإعلامية، ويجب عدم استبعاد تفكير نتنياهو بجولة حرب على الجبهة اللبنانية يجري الإعداد الأميركي والعربي لتحويلها الى ديناميكية لطرح مستقبل سلاح حزب الله على الطاولة كثمن لوقف الحرب، طبعاً إذا ضمن الأميركي والإسرائيلي أن حزب الله لن يقفز إلى الجبهة الأمامية ويفتك بالقوات الإسرائيلية المنهكة، وربما يستعيد أراضي يحتلها الإسرائيلي ويثبت فيها، واذا ضمن الأميركي والإسرائيلي أن حزب الله لن يستطيع تسديد صواريخه الاستراتيجية الدقيقة نحو العمق الإسرائيلي، ومن الممكن أن هذه احتمالات يتمّ فحصها خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن، نحو حرب أيلول الثانية؟ _________ ناصر قنديل