
دراسة علمية تقدم 'وصفة سريعة للسعادة
وتوصل الباحثون في علم النفس إلى أن تخصيص خمس دقائق يوميا لممارسة ما أطلقوا عليه 'تصرفات الفرح المصغرة' – وهي أفعال بسيطة تهدف إلى تعزيز المشاعر الإيجابية – كفيل بتقليل مستويات التوتر، وتحسين الصحة العامة، ورفع جودة النوم بشكل ملحوظ.
وتوضح الدكتورة إليسا إيبل، الخبيرة في مجال التوتر وعلوم الشيخوخة، أن ممارسات بسيطة مثل الاستماع إلى ضحكات عفوية، أو التوقف لتأمل زهرة خلال نزهة في الحي، أو تقديم خدمة صغيرة لصديق، يمكن أن تحدث تحولا ملموسا في الحالة النفسية ونظرة الإنسان للحياة. وتعبيرا عن دهشتها من النتائج، تقول البروفيسور إيبل التي قادت الفريق البحثي: 'لقد فاجأتنا حقيقة حجم التحسن الذي لاحظناه في الصحة العاطفية للمشاركين'.
واعتمدت على عينة ضخمة بلغت 18 ألف مشارك من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، ضمن مبادرة 'مشروع السعادة الكبرى'، واستمرت على مدار عامين حتى 2024.
وتميز هذا البحث بأنه الأول من نوعه الذي يركز على تقييم تأثير الممارسات البسيطة التي لا تتطلب وقتا طويلا ولا جهدا كبيرا، مع قياس مدى استمرارية هذا التأثير.
والمثير للاهتمام أن النتائج أظهرت أن المشاركين الذين التزموا بهذه الممارسات لمدة أسبوع واحد فقط حققوا نتائج إيجابية مماثلة لتلك التي تتحقق عادة من خلال برامج علاجية أو تدريبية تستغرق شهورا من الجلسات المطولة.
وتضمنت الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية Journal of Medical Internet Research سبعة أنشطة موزعة على سبعة أيام، شملت مشاركة لحظات فرح مع الآخرين، القيام بأعمال لطيفة للغير، كتابة قائمة بالمسائل التي يشعر المرء بالامتنان لها، ومشاهدة مقاطع فيديو تثير مشاعر الدهشة والإعجاب بالطبيعة.
وأوضحت البروفيسورة إيبل أن فريق البحث اختار بعناية أنشطة تركز على تعزيز ثلاث فئات من المشاعر: الأمل والتفاؤل، الدهشة والإعجاب، المرح والترفيه. وقد صممت كل مهمة لتستغرق أقل من عشر دقائق، بما في ذلك الإجابة على بعض الأسئلة القصيرة قبل وبعد الممارسة.
ولقياس التأثير، خضع المشاركون لتقييم شامل للصحة النفسية والجسدية في بداية ونهاية الأسبوع التجريبي، حيث تم قياس عدة مؤشرات تشمل مستوى الرفاهية العاطفية، المشاعر الإيجابية، ما يسمى بـ'القدرة على صنع السعادة'، بالإضافة إلى مستويات التوتر وجودة النوم. وتشير الرفاهية العاطفية هنا إلى مدى رضا الشخص عن حياته وشعوره بالمعنى والهدف، بينما تعكس 'القدرة على صنع السعادة' مدى إحساس الفرد بسيطرته على حالته العاطفية.
وكشفت النتائج عن تحسن في جميع المؤشرات المذكورة، مع ملاحظة أن درجة التحسن كانت مرتبطة بشكل مباشر بمستوى الالتزام بالبرنامج. فالمشاركون الذين أكملوا الأيام السبعة كاملة سجلوا تحسنا أكبر مقارنة بمن التزموا بيومين أو ثلاثة فقط. ومن الملاحظات اللافتة أن أفراد الأقليات العرقية حققوا فوائد أكبر من المشاركين البيض، كما أن الفئة الأصغر سنا أظهرت استجابة أفضل من كبار السن.
ورغم هذه النتائج الواضحة، تبقى الآلية الدقيقة التي تجعل هذه الممارسات البسيطة ذات تأثير قوي على الحالة المزاجية محل تساؤل.
وتطرح البروفيسورة إيبل فرضية مفادها أن هذه الأنشطة الصغيرة قد تعمل على كسر الحلقات السلبية في التفكير – مثل القلق المفرط أو جلد الذات – وإعادة توجيه الطاقة العقلية نحو مسارات أكثر إيجابية.
المصدر: ديلي ميل
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

أخبار السياحة
منذ 15 ساعات
- أخبار السياحة
دواء شهير لآلام الظهر تحت المجهر بعد ربطه بمخاطر الخرف
كشفت دراسة جديدة عن وجود علاقة محتملة بين استخدام دواء شائع لعلاج آلام أسفل الظهر وارتفاع خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك، ما يسلط الضوء على إعادة تقييم استخدام هذا الدواء. وفي التسعينيات، اعتمدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) دواء 'غابابنتين' (Gabapentin)، المعروف تجاريا باسم 'نيورونتين'، لعلاج آلام الأعصاب والصرع. ومنذ ذلك الحين، بات يُستخدم على نطاق واسع لعلاج حالات الألم المزمن، بما في ذلك آلام الظهر، وغالبا ما يُؤخذ ثلاث مرات يوميا. وفي الدراسة الجديدة، راجع فريق من الباحثين من جامعة 'كيس ويسترن ريزيرف' في ولاية أوهايو سجلات صحية لأكثر من 26000 مريض أمريكي تناولوا 'غابابنتين' بين عامي 2004 و2024 لعلاج آلام مزمنة خفيفة. ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بالخرف ارتفع بنسبة 29% لدى المرضى الذين وُصف لهم 'غابابنتين' 6 مرات على الأقل، ووصل إلى 40% لدى من تلقوا الدواء أكثر من 12 مرة. كما زادت احتمالية الإصابة بما يعرف بـ'ضعف الإدراك الخفيف' (MCI) بنسبة 85%، وهي حالة تعد أحيانا مقدّمة لمرض الخرف. ورغم أن هذه العلاقة ظهرت لدى المرضى من مختلف الأعمار، فإن التأثير كان أكثر وضوحا في الفئة العمرية بين 35 و49 عاما، إذ تضاعف خطر الخرف وضعف الإدراك مقارنة بمن هم في سن أصغر. وأوضح الباحثون أن نتائجهم تظهر ارتباطا فقط بين استخدام 'غابابنتين' وزيادة خطر الخرف، لكنها لا تثبت وجود علاقة سببية مباشرة. وقالوا إن المرضى الذين يتناولون هذا الدواء لفترات طويلة يجب أن يخضعوا لمراقبة إدراكية دقيقة لتقييم احتمالات التدهور الذهني. وأشار خبراء مستقلون إلى وجود عوامل أخرى قد تكون مؤثرة، مثل قلة النشاط البدني لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة، وهو ما قد يفسر جزئيا ارتفاع معدل الإصابة بالخرف. كما أن الدراسة لم توثق جرعات الدواء أو مدة الاستخدام بدقة، ما يعد أحد قيودها المنهجية. وقالت الدكتورة ليا مورسالين، رئيسة قسم الأبحاث السريرية في مركز أبحاث ألزهايمر بالمملكة المتحدة: 'رغم قوة الدراسة من حيث حجم العينة، فإنها تظهر فقط علاقة ارتباط ولا تؤكد أن 'غابابنتين' هو السبب المباشر في الإصابة بالخرف'. وأشارت إلى أن الدراسات السابقة التي تناولت استخدام 'غابابنتين' في سياقات مختلفة، مثل علاج الصرع، لم تظهر أي ارتباط مماثل. ومن جهتها، نبهت البروفيسورة تارا سبايرز-جونز، مديرة مركز علوم الدماغ بجامعة إدنبرة، إلى أن انخفاض النشاط البدني عامل خطر رئيسي يجب أخذه في الاعتبار، إذ يُحتمل أن المرضى الذين يستخدمون 'غابابنتين' كانوا يعانون من انخفاض في الحركة والنشاط. نشرت الدراسة في مجلة Regional Anesthesia & Pain Medicine. المصدر: ديلي ميل

أخبار السياحة
منذ 18 ساعات
- أخبار السياحة
بقع القهوة تكشف أمراضا قاتلة خلال دقائق
استخدم فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ظاهرة فيزيائية مألوفة تعرف باسم 'تأثير حلقة القهوة' لتطوير اختبار منزلي مبتكر، يمكنه الكشف عن أمراض خطيرة بدقة وسرعة مذهلة. ويعتمد هذا الابتكار على الملاحظة البسيطة أن بقع القهوة تترك غالبا حلقة داكنة عند الحواف نتيجة لتركيز الجسيمات أثناء تبخر السائل. وهذه الظاهرة الطبيعية ألهمت الفريق البحثي لاستخدام المبدأ نفسه في تجميع المؤشرات الحيوية للمرض من قطرة صغيرة من العينة البيولوجية، ما يرفع من حساسية الكشف. ويعد الجهاز الجديد منخفض التكلفة وسهل الاستخدام، وقد أثبت في التجارب قدرته على اكتشاف مؤشرات حيوية لأمراض مثل تعفن الدم وسرطان البروستات خلال أقل من 15 دقيقة، وبحساسية تصل إلى 100 ضعف مقارنة باختبارات 'كوفيد-19' المنزلية. وفي الاختبار، تُوضع قطرة من عينة مثل مسحة من الأنف أو الخد على سطح غشائي. ومع جفاف القطرة، تنجذب البروتينات المرتبطة بالمرض نحو الحواف، مكونة نمطا مركّزا. وبعد ذلك، تُضاف قطرة ثانية تحتوي على جسيمات نانوية مصممة خصيصا للارتباط بالمؤشرات الحيوية المستهدفة. وعند الارتباط، تُحدث هذه الجسيمات تغيرا في طريقة انعكاس الضوء، يمكن رصده إما بالعين المجردة أو عبر تطبيق ذكاء اصطناعي على الهاتف الذكي. وقال الدكتور كاميار بهروزي، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: 'هذه تقنية بسيطة وفعالة للغاية، وتوفر نتائج دقيقة في وقت قصير، ما يجعلها مثالية للبيئات محدودة الموارد'. ومن جانبه، أوضح البروفيسور ليوي لين، المشرف على الدراسة، أن أحد المؤشرات الحيوية التي تمكنوا من اكتشافها باستخدام هذه التقنية هو بروتين مرتبط بتسمم الدم، وهي حالة طارئة تهدد الحياة وتتطلب تشخيصا سريعا، في حين أن الطرق التقليدية قد تستغرق عدة أيام. وأضاف: 'كل ساعة حاسمة. وقد تساعد تقنيتنا الأطباء على اكتشاف تسمم الدم خلال 10 إلى 15 دقيقة فقط'. كما ابتكر الباحثون نموذجا أوليا لجهاز اختبار منزلي يشبه اختبارات 'كوفيد'، ويستخدم مكونات مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد لتسهيل الاستخدام. ويأمل الفريق في أن تساهم هذه التكنولوجيا في تمكين الأفراد من إجراء فحوصات روتينية لأمراض مثل سرطان البروستات دون الحاجة لزيارة العيادات أو المختبرات. وقال لين: 'كما اعتمدنا على الاختبارات المنزلية خلال جائحة 'كوفيد'، نأمل أن نوفر للناس وسيلة موثوقة وسهلة للكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة'. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Communications. المصدر: وكالات

أخبار السياحة
منذ 2 أيام
- أخبار السياحة
دراسة من جامعة أكسفورد تكشف الطريقة الصحيحة لأكل الحمص!
يقدم طبق الحمص تقليديا مع خبز البيتا أو الخبز العربي في موطنه الأصلي في الشرق الأوسط، لكن انتشاره في الغرب أحدث تغييرات جذرية في طريقة تناوله، وأصبح يقدم مع الخضروات النيئة. وهذا الانزياح الثقافي في طريقة تناول الحمص أثار فضول علماء التغذية، الذين بدأوا يبحثون عن الطريقة المثلى لتناوله من الناحية العلمية. وأجرى فريق من خبراء علوم الطعام بقيادة البروفيسور تشارلز سبينس من جامعة أكسفورد دراسة دقيقة حول أفضل طرق تناول الحمص، وخلصوا إلى أن استخدام رقائق البطاطس أو التورتيلا المقرمشة يعتبر الخيار الأفضل، وذلك لعدة أسباب علمية وتقنية. وأوضح الباحثون أن المشكلة الأساسية في استخدام الخضار النيئة مثل الجزر والخيار تكمن في عدم التوازن بين حجم هذه المواد وكمية الحمص، حيث أن السطح الصغير للخضار لا يحمل الكمية المناسبة من الصلصة، ما يؤدي غالبا لسقوطها أو عدم الحصول على النسبة المثالية من المذاق. وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها مؤخرا، فإن استخدام المقرمشات مثل رقائق البطاطس أو التورتيلا يحقق عدة مزايا: – سطح أكبر وأقوى يحمل كمية مناسبة من الحمص – توازن أفضل بين قوام المقرمشات ونعومة الصلصة – تجربة تذوق أكثر اكتمالا بسبب التناغم بين الملمسين – تقليل الفوضى والنثر أثناء التناول كما لفت الباحثون إلى أن شكل المقرمشات يؤثر بشكل كبير على تجربة التذوق، حيث أن الأشكال المثلثة تعزز الإحساس بالنكهات القوية، بينما تعطي الأشكال الدائرية انطباعا أكثر اعتدالا وتوازنا. وفي مفاجأة للكثيرين، نصح الباحثون بعدم استخدام خبز البيتا مع الحمص، معتبرين أنه يتناسب بشكل أفضل مع صلصات أخرى بسبب نعومة قوامه ونكهته الخفيفة. وهذه النتائج تأتي في وقت يشهد فيه الحمص انتشارا عالميا متزايدا، حيث أصبح من أكثر الصلصات شعبية في العديد من الدول، ما يجعل هذه التوصيات العلمية ذات أهمية كبيرة لمحبي هذه الأكلة في مختلف أنحاء العالم. المصدر: ديلي ميل