logo
أسعار النفط تتراجع والأسهم تنتعش مع التهدئة بين إسرائيل وإيران

أسعار النفط تتراجع والأسهم تنتعش مع التهدئة بين إسرائيل وإيران

العربي الجديدمنذ 5 ساعات

تلقّفت الأسواق العالمية إعلان
الرئيس الأميركي
دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد 12 يوماً من الهجمات المتبادلة وتدخل الولايات المتحدة بشن ضربة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، لتخفت فورة أسعار النفط بشكل سريع، بعدما اشتعلت مع انطلاق أولى شظايا الحرب وأثارت مخاوف واسعة من تضرر الاقتصاد العالمي، ولا سيما الأميركي، كذلك هدأت أسعار الذهب الذي اندفع إليه المستثمرون كملاذ آمن، فيما صعدت أسواق الأسهم لتطل مجدداً برأسها بعدما انحنت للهبوط تحت وطأة شظايا الحرب المتطايرة.
وشهدت أسعار النفط تراجعاً حاداً إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع، أمس الثلاثاء، على الرغم من أن الوضع لا يزال غامضاً مع استمرار الهجمات، مما هدّأ المخاوف من اضطراب الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط المنتجة الرئيسية للنفط. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت صوب 69 دولاراً للبرميل متراجعة بأكثر من 4% خلال التعاملات، قبل أن تقلص الهبوط قليلاً، مسجلة أدنى مستوى لها منذ 11 يونيو/ حزيران الجاري قبل اندلاع الحرب بيومين. كذلك هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 6% إلى أدنى مستوى له منذ التاسع من الشهر الجاري خلال التعاملات قبل أن تتقلص الخسائر إلى نحو 3% ليدور في نطاق 66 دولاراً للبرميل.
وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق لدى شركة الوساطة فيليب نوفا: "إذا التزم الطرفان بوقف إطلاق النار كما أُعلن، فقد يتوقع المستثمرون عودة أسعار النفط إلى طبيعتها". وأضافت "في المستقبل، سيلعب مدى التزام إسرائيل وإيران ببنود وقف إطلاق النار المعلنة في الآونة الأخيرة دوراً مهماً في تحديد أسعار النفط". وإيران هي ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، وسيتيح خفض التصعيد لها تصدير المزيد من النفط ومنع اضطراب الإمدادات، وهو ما شكّل عاملاً رئيسياً في ارتفاع أسعار النفط في الأيام الماضية.
وهوت أسعار النفط بأكثر من 7% عند التسوية في جلسة الاثنين الماضي، بعد أن ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر عقب الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية (فوردو، نطنز، أصفهان) فجر الأحد الماضي، والذي أثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع الإسرائيلي الإيراني.
وفاقمت الضربة الأميركية مخاوف أسواق النفط من إقدام إيران على غلق مضيق هرمز، ذلك الشريان الحيوي للإمدادات العالمية، أو حتى اللجوء إلى خيارات أخرى لا تقل تأثيراً. ولطالما هددت إيران على مر السنين بإغلاق المضيق، وهو ممر مائي ضيق تمر عبره خُمس إمدادات النفط العالمية يومياً بما يقارب 20 مليون برميل يومياً. ويُعد الإغلاق الكامل لمضيق هرمز لأكثر من بضع ساعات أو أيام سيناريو كارثياً، ذلك أنه سيؤدي إلى وقف التدفقات النفطية وارتفاع كبير في أسعار الخام، إذ توقع محللو بنك "جيه بي مورغان آند كو" ارتفاعاً يقارب 70%، ما سيؤجج التضخم العالمي ويثقل كاهل النمو الاقتصادي. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت خلال الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل بنحو 11%، فيما صعدت منذ بداية الشهر بنحو 18%.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
فاتورة الحرب: 500 مليار دولار خسارة إيران وترامب تكلّف "أغلى هجوم"
وقبل الهجوم الأميركي على إيران، وضع محللون في شركة أوكسفورد إيكونوميكس للاستشارات ثلاثة سيناريوهات تتراوح بين خفض التصعيد في الصراع، والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز، وقالت المؤسسة في مذكرة إن "لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة على أسعار النفط العالمية". وأضافت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولاراً للبرميل، لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 6% بحلول نهاية العام الجاري 2025.
وقالت إنه على الرغم من أن صدمة الأسعار ستؤدي حتماً إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أي فرصة لخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم". وقبيل الضربة الأميركية، كثفت صناديق التحوط رهاناتها على نفط برنت بأعلى وتيرة منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2024. وزاد مديرو الأموال صافي مراكزهم الشرائية للمرجع العالمي بمقدار 76 ألفاً و253 عقداً إلى 273 ألفاً و175 عقداً، في الأسبوع المنتهي في 17 يونيو/ حزيران الجاري، وفقاً لبيانات بورصة "آي سي إي فيوتشرز يوروب". في المقابل، هبط عدد المراكز البيعية إلى أدنى مستوى له في أكثر من أربعة أشهر. ويبدو أن المتداولين كانوا يتحوّطون من احتمال نشوب مواجهة أوسع في الشرق الأوسط أو من اضطراب التدفقات عبر مضيق هرمز، ما عزّز ميل المراكز الاستثمارية للرهان على الصعود، وهو ما تجلّى بالفعل الأسبوع الماضي.
لكن ما إن جرى الإعلان عن وقف إطلاق النار، تنفّست الأسواق العالمية الصعداء، فقد ارتفعت الأسهم الأوروبية بأكثر من 1%، حيث تدعم التهدئة معنويات المستثمرين عالمياً وإقبالهم على أسواق الأسهم. كذلك صعدت مؤشرات الأسهم الآسيوية، حيث ارتفع مؤشر "نيكي 225" الياباني بنسبة 1%. ونما مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.7%، وارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.9%. وصعد مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3% ومؤشر "ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200" الأسترالي بنسبة 0.9%.
في الأثناء ارتفعت العقود الآجلة الأميركية، إذ زادت عقود مؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و"داو جونز" الصناعي بنسبة 0.5%. وكانت مؤشرات الأسهم الأميركية قد أغلقت تعاملاتها الاثنين على صعود، حيث ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1%. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.9%، كما زاد مؤشر ناسداك المركب بنسبة مماثلة.
وبينما يعود المستثمرون إلى أسواق الأسهم، يهدأ بريق الذهب الذي شهد صعوداً كملاذ آمن مع تصاعد التوترات خلال الأيام الماضية. وانخفضت أسعار المعدن النفيس الفورية بنحو 0.5% هلال تعاملات، أمس، إلى حوالي 3353 دولار للأونصة (الأوقية). ويُعد تصاعد التوترات الجيوسياسية واحداً من أبرز العوامل التي دفعت الذهب للصعود بنسبة 28% منذ بداية العام الجاري 2025، إلى جانب المخاوف من الأثر الاقتصادي للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وزيادة مشتريات البنوك المركزية من المعدن النفيس.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قمة ناتو تتفق على زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة "التهديد" الروسي
قمة ناتو تتفق على زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة "التهديد" الروسي

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

قمة ناتو تتفق على زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة "التهديد" الروسي

تعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الأربعاء بزيادة إنفاقهم الدفاعي السنوي إلى ما مجموعه خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وأكدوا في قمة استضافتها لاهاي الأربعاء، أن روسيا تمثل "تهديداً طويل الأمد" للأمن الجماعي للحلفاء، وسط إشادة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصف القمة بالـ"رائعة"، وقال لرئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: "أعتقد أن القمة كانت رائعة. كانت نجاحاً كبيراً". وشدد الزعماء مجدداً على التزامهم بالدفاع الجماعي قائلين إن "الهجوم على عضو هو هجوم على الجميع". وفي الإعلان الصادر عن قمتهم، قال قادة حلف شمال الأطلسي إن التعهد الدفاعي سيتألف من استثمارات لا تقل عن 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً في متطلبات الدفاع الأساسية. وتعهدوا أيضاً بإنفاق ما يصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي على النفقات المتعلقة بالأمن مثل حماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف. وقال القادة إن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة "التهديدات الأمنية الهائلة"، مشيرين على وجه الخصوص إلى "التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا على الأمن الأوروبي الأطلسي والتهديد المستمر للإرهاب". وجددت القمة دعمها لأوكرانيا في مواجهة موسكو. وأكدت الدول الـ32 الأعضاء في إعلان مشترك أن "الحلفاء يجددون التزاماتهم السيادية لتوفير الدعم لأوكرانيا التي يساهم أمنها في (ضمان) أمننا". الصورة جلسة لقادة دول ناتو في قمة لاهاي، 25 يونيو 2025 (Getty) ترامب يتبنى نبرة تصالحية حيال ناتو من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، إن الميزانية المستهدفة لحلف ناتو، ستشهد زيادة بأكثر من تريليون دولار سنويا. وأضاف في تصريحاته، خلال قمة الحلف أن "جميع دول ناتو تقريبا" سرعت خططها للوصول إلى نسبة 5%، وهي نسبة الإنفاق الدفاعي الجديدة للأعضاء. وأوضح أن حصة الولايات المتحدة في ميزانية الدفاع أكبر من حصة الحلفاء الآخرين، معتبرا ذلك "ظلما" لبلاده. كما أفاد بأن الزيادة المخططة في ميزانية الإنفاق الدفاعي لدول (ناتو) ستكون بمثابة "مكسب كبير" لبلاده. وتبنى الرئيس الأميركي نبرة تصالحية حيال بقية أعضاء الحلف قبل انعقاد القمة، ووصف الاتفاق بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي -قبل توقيعه- بأنه "انتصار عظيم للجميع". وتم الاعتناء بأدق التفاصيل أثناء زيارة الرئيس الأميركي المتقلّب، انطلاقاً من تخفيف الجزء الرسمي من الاجتماع وصولاً إلى استضافته لتمضية ليلته في القصر الملكي. وبدا أن الاستراتيجية تؤتي ثمارها، على الأقل في الوقت الحالي، إذ أبدى ترامب حماسة لتشارك الإشادات بالاتفاق. وقال قبل إعلان الاتفاق: "أطلب منهم زيادة الإنفاق إلى خمسة في المئة منذ سنوات وسيقومون بزيادته إلى خمسة في المئة... أعتقد بأن ذلك سيكون خبراً مهماً جداً". وأضاف: "نقف بجانبهم". وفي وقت سابق اليوم، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته للصحافيين أن ترامب كان "في حالة مزاجية ممتازة" أثناء العشاء الذي استضافه الملك فيليم ألكسندر في القصر الملكي. وقال ترامب على شبكته الاجتماعية "تروث سوشال" "يبدأ اليوم في هولندا الرائعة. الملك والملكة شخصان رائعان. كان اجتماعنا على مائدة الفطور رائعاً!". ولدى وصوله إلى اجتماع ناتو، اتفق القادة على أن إعلان زيادة الإنفاق المقررة أثناء القمة "تاريخي". الصورة ترامب وأمين عام حلف ناتو مارك روته على هامش القمة، 25 يونيو 2025 (Getty) ويشير حلفاء ناتو إلى أن الزيادة ضرورية لمواجهة التهديد الروسي المتزايد من جهة، والمحافظة على دعم ترامب الذي لطالما اشتكى من أن أوروبا تنفق مبالغ ضئيلة جداً للدفاع عن نفسها، من جهة أخرى. وقال رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر: "نحن الأوروبيين، علينا أن ندرك أن انقطاعنا الطويل عن التاريخ انتهى"، مضيفاً أن على القارة تحمّل مسؤولية أمنها "في فترة صعبة جداً". روته: واشنطن "ملتزمة بالكامل" بالمادة الخامسة وفيما تركزت الأنظار على القاعدة الأساسية للحلف المتمثّلة بالمادة الخامسة الواردة في ميثاقه والتي تنص على أن أي هجوم على أحد أعضائه يعد هجوماً على التحالف العسكري الغربي بأكمله، أحدث ترامب هزّة في أوساط حلفائه عندما بدا أنه يشكك في هذه المادة، إذ قال للصحافيين وهو في طريقه إلى لاهاي إن الأمر "يعتمد على التعريف الذي يتم تبنيه. هناك العديد من التعريفات للمادة الخامسة". لكن الأمين العام لحلف ناتو مارك روته قلل من أهمية تصريحات ترامب معرباً عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة "ملتزمة تماماً" المادة الخامسة. ولدى سؤاله عن تعهّد الدفاع المشترك أثناء اجتماعه مع روته الأربعاء، ردّ ترامب بالقول "نقف بجانبهم على طول الطريق". أخبار التحديثات الحية ترامب يكذّب استخباراته: متأكدون من تدمير المنشآت النووية في إيران من جهته، تجنّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الردّ على العديد من الأسئلة التي سعت لاستيضاح موقف واشنطن. وقال ستارمر: "نعيش في عالم متقلّب للغاية ويتعلّق الأمر اليوم بوحدة ناتو، إظهار هذه القوة". وفي رسالة في وقت سابق يرجّح أنه لم يكن من المفترض تداولها علناً، أشاد روته بالرئيس الأميركي لنجاحه في إقناع الجميع بزيادة الإنفاق الدفاعي. وكتب روته في رسالة لترامب سارع الأخير إلى نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي أن "أوروبا ستدفع الكثير، وهو ما يتوجب عليها القيام به، وستكون أنت المنتصر". وأضاف: "تتّجه نحو نجاح كبير آخر في لاهاي". "رجل لطيف" ويشكّل الغزو الروسي لأوكرانيا أساساً لمحادثات القادة المرتبطة بالإنفاق الدفاعي، فيما أشارت توقعات في وقت سابق اليوم إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجتمع مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش القمة. ويعد دور الأخير هذه المرة هامشياً أكثر مما كانت عليه الحال في قمم سابقة، في مسعى لتجنّب الدخول في مواجهة مع ترامب بعد السجال العلني الذي دار بينهما في المكتب البيضاوي في وقت سابق هذا العام. لكن ترامب وصفه بـ"الرجل اللطيف"، وأضاف أنه يبحث ملف الحرب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: "أعتقد أنه يتم تحقيق تقدّم". وفي وقت لاحق بعد انتهاء مشاركته في القمة، قال ترامب إنه من المحتمل أن تكون لدى الرئيس الروسي طموحات في أراض أبعد من أوكرانيا. وأضاف في مؤتمر صحافي أنه قال لبوتين في اتصال هاتفي مؤخراً "ساعدني في تسوية معك"، لإنهاء الحرب في أوكرانيا. (العربي الجديد، وكالات)

روته يصف دور ترامب في حرب إيران وإسرائيل: ولي أمر في شجار مدرسي
روته يصف دور ترامب في حرب إيران وإسرائيل: ولي أمر في شجار مدرسي

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

روته يصف دور ترامب في حرب إيران وإسرائيل: ولي أمر في شجار مدرسي

شبّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، اليوم الأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "ولي أمر" يتدخل في شجار بساحة مدرسة، بعد أن استخدم ترامب ألفاظاً نابية عند وصف الحرب بين إسرائيل وإيران . وفي تصريحات للصحافة خلال قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، شبّه ترامب القتال بين إيران وإسرائيل بمشاجرات الأطفال. وقال روته "لقد دخلا في شجار عنيف، كشجار طفلين في ساحة مدرسة. يتقاتلان بشراسة كما تعلمون، ولا يمكن إيقافهما. دعوهما يتقاتلا لدقيقتين أو ثلاث، ثم يسهل إيقافهما". وأضاف روته ضاحكاً "عند ذلك يتعين على ولي الأمر في بعض الأحيان استخدام لغة قوية لإجبارهما على التوقف". وقال ترامب، أمس الثلاثاء، عقب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إنهما استمرتا في القتال "لفترة طويلة وبقوة لدرجة أنهما كانتا لا تعرفان ماذا تفعلان". ووصف روته ترامب بأنه "صديق جيد" منذ أكثر من عقد ثم أشاد بدور الرئيس الأميركي في جعل قمة حلف شمال الأطلسي ناجحة من خلال "دفع" أوروبا "أخيراً" إلى تعزيز الإنفاق العسكري. وأضاف "في ما يتعلق بإيران، أعتقد أنه يستحق كل الثناء، بعد أن اتخذ هذا الإجراء الحاسم، والمحدد للغاية، لضمان عدم تمكن إيران من امتلاك القدرة النووية". وشبّه ترامب، اليوم الأربعاء، تأثير القصف الجوي الأميركي للمواقع النووية الإيرانية بنهاية الحرب العالمية الثانية عندما استخدمت الولايات المتحدة القنابل الذرية لقصف هيروشيما وناغازاكي في اليابان عام 1945. وقال "لا أريد أن أذكر مثال هيروشيما، ولا مثال ناغازاكي، لكنهما في جوهرهما نفس الشيء. لقد أنهيا تلك الحرب. وهذه أنهت الحرب". تقارير دولية التحديثات الحية قمة ناتو تتفق على زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة "التهديد" الروسي وتعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي، اليوم الأربعاء، بزيادة إنفاقهم الدفاعي السنوي إلى ما مجموعه خمسة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وأكدوا في قمة استضافتها لاهاي، الأربعاء، أن روسيا تمثل "تهديداً طويل الأمد" للأمن الجماعي للحلفاء، وسط إشادة من ترامب الذي وصف القمة بالـ"رائعة"، وقال لرئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: "أعتقد أن القمة كانت رائعة. كانت نجاحاً كبيراً". وشدد الزعماء مجدداً على التزامهم بالدفاع الجماعي قائلين إن "الهجوم على عضو هو هجوم على الجميع". وفي الإعلان الصادر عن قمتهم، قال قادة حلف شمال الأطلسي إن التعهد الدفاعي سيتألف من استثمارات لا تقل عن 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً في متطلبات الدفاع الأساسية. وتعهدوا أيضاً بإنفاق ما يصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي على النفقات المتعلقة بالأمن مثل حماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف. من جهته، قال ترامب، الأربعاء، إن الميزانية المستهدفة لحلف ناتو، ستشهد زيادة بأكثر من تريليون دولار سنويا. وأضاف في تصريحاته، خلال قمة الحلف أن "جميع دول ناتو تقريبا" سرعت خططها للوصول إلى نسبة 5%، وهي نسبة الإنفاق الدفاعي الجديدة للأعضاء. وأوضح أن حصة الولايات المتحدة في ميزانية الدفاع أكبر من حصة الحلفاء الآخرين، معتبرا ذلك "ظلما" لبلاده. كما أفاد بأن الزيادة المخططة في ميزانية الإنفاق الدفاعي لدول (ناتو) ستكون بمثابة "مكسب كبير" لبلاده. وتبنى الرئيس الأميركي نبرة تصالحية حيال بقية أعضاء الحلف قبل انعقاد القمة، ووصف الاتفاق بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي -قبل توقيعه- بأنه "انتصار عظيم للجميع". وتم الاعتناء بأدق التفاصيل أثناء زيارة الرئيس الأميركي المتقلّب، انطلاقاً من تخفيف الجزء الرسمي من الاجتماع وصولاً إلى استضافته لتمضية ليلته في القصر الملكي. (رويترز، العربي الجديد)

إذا صمد وقف إطلاق النار
إذا صمد وقف إطلاق النار

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

إذا صمد وقف إطلاق النار

ليس المنطق السليم والقوانين الدولية والذوق العام وخير البشرية وحدهم ضحايا عصر دونالد ترامب، بل الصحافة أيضاً. تنام على حربٍ يفجّرها الرجل، وتصحو عليه وهو ينصّب نفسه خصماً وحكماً. يعلن الحرب على إيران لإتمام ما بدأته إسرائيل، ثم ببرهة يشكر مسؤوليها ويسمّي نفسه وسيطاً بينهم وبين نظرائهم في تل أبيب. يقول أي شيء، يثرثر أمراً ونقيضه، يندر أن تجد كلمة سياسية مفيدة في عنجهيته وغطرسته وغروره وقلة احترامه لمخاطبه، فلا يترك لمهنة المتاعب إلّا اللهاث وراء خبر يتغيّر في كل دقيقة، حسب تغريداته المتقلّبة والمملّة وتصريحاته وبهلوانياته المكرّرة حيناً والمتحوّلة أحياناً، والتي تكلّف العالم دماً وخسائر اقتصادية وبيئية وبأقل تقدير أعصاباً مهترئة ولعناً لهذه العيشة في هذا الزمن الرديء. ظروف كهذه تجعل التحليل في زمن ترامب شبه مستحيل، هو الذي يكره قراءة التقارير وتقدير المواقف السياسية والأمنية والاستخبارية، ويطلب من مساعديه اختصار ما يودّون إبلاغه شفهياً بكلام شعبوي مقتضب وبأجوبة من صنف نعم ولا، بلا شرح ولا إحاطة أو معلومات أو تنبيه من محاذير وتداعيات. أمّا وقد سارع إلى سرقة جهود الآخرين كعادته، وادّعى تمكّنه من إبرام اتفاق لوقف الحرب بين إيران وإسرائيل ليل الاثنين ــ فجر الثلاثاء، بينما ما رشح يفيد بأن جلّ الجهد بذله المسؤولون القطريون في مفاوضاتٍ مكثفةٍ واتصالات ماراثونية سبقت إطلاق الحرس الثوري الإيراني عشرة صواريخ باتجاه قاعدة العديد في قطر وتلته، فإنّ الأهم يصبح لا التحليل، بل رصد الأحداث لحظة بلحظة لتبيان مصير القتال ومدى تنفيذ الاتفاق من عدمه، لأن التحليل غالباً ما يكون بلا طائل في عصر ترامب. وإن صمد وقف إطلاق النار إلى حين قراءة هذا المقال، وإن تحقق الأمل بألّا يكون مؤقتاً وأن تنتهي الحرب وكل حرب، أمكن التوقّف عند ملاحظة مركزية واحدة عنوانها كليشيه ولكن تكراره مسموح به: أسوأ اتفاق أفضل من أنبل حرب. وبما أنه حتى كتابة هذه السطور ظل مضمون الاتفاق غامضاً، ولا نعرف سوى تفاصيله الإجرائية المتعلقة بموعد توقف الطرفَين عن إطلاق الصواريخ أو المقاتلات الحربية، فإنه بجميع الأحوال يذكّرنا بكم أن النظام الإيراني من الصنف غير الانتحاري، وإلى أي قدر هو براغماتي ويضع بقاءه فوق أي اعتبار آخر. السلوك الانتحاري تركه حكّام طهران لأتباعهم وحلفائهم في المنطقة العربية، في اليمن ولبنان والعراق وفلسطين، بينما عندهم، في مركز ما كانوا يتوهّمون أنه إمبراطورية رأى العالم درجة الخرق والضعف في قلبها وكبدها، أدركوا ربما أن التراجع في منتصف الطريق هو القرار الوحيد الذي من شأنه أن ينقذهم من الخسارة المطلقة، خسارة أنفسهم، أي نظامهم، وخسارة هائلة لشعب من 90 مليون شخص وبلد كبير وعريق واقتصاد وإرث وتاريخ، فالاختلال الهائل في موازين القوى بين أميركا وإسرائيل من جهة، وإيران وأتباعها وحلفائها، أبطل مفعول قواعد الردّ المتعارف عليها والمنطقية على الهجوم الإسرائيلي ــ الأميركي، وجعل مرويات طهران عن إرغام واشنطن وتل أبيب على الندم إلى يوم الدين، والبكاء دماً، والوعد بتدفيع الثمن وردّ الصاع صاعَين وأهازيج النار بالنار، بلا صلاحية ولا نتيجة سوى إلحاق مزيد من الخسائر لإيران؛ لنظامها السياسي ولشعبها ولمقدّراتها وثرواتها ومنشآتها وبناها التحتية. كيفَ لا، وقد أظهرت حرب الأيام الـ12 (إنْ صمد وقف إطلاق النار) أن الاختلال الفاضح في موازين القوى العسكرية والتكنولوجية بين إسرائيل وأميركا في ظهرها من جهة، والمعسكر الإيراني من جهة ثانية، بدرجة التفاوت نفسها في السرعة بين سيارة فورمولا واحد وحصان. أما احتفال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أمس الثلاثاء، بالنصر التاريخي الذي "سيسدّ كل الطرق أمام تكرار مثل هذه الاعتداءات العدوانية"، وبأن إسرائيل أُجبِرَت على قبول الهزيمة، فوحده يكفي للتذكير بحجم الخسارة المتحقّقة في إيران. وكأنّ الاتفاق المبرم يتألف من بند واحد: إيران تنتصر بالتصريحات، والطرف الآخر بتحقيق الأهداف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store