
"أبو النوتيلا".. سيرة رجل أم حكاية منتوج
توفي الكيميائي الإيطالي فرانسيسكو ريفيلا في 14 فبراير الجاري، تاركا بصمة خالدة في مجال صناعة الحلويات في العالم، استحق بها في الإعلام الإيطالي لقب "أبو النوتيلا"، لدوره المحوري في ابتكار وتطوير تركيبة أشهر منتج شوكولاتة بالبندق في العالم.
التحق ريفيلا في 25 من عمره بقسم الكيمياء في شركة فيريرو عام 1952، حيث عمل إلى جانب ميشيل فيريرو وريت الشركة، على تطوير علامة تجارية ناشئة للحلويات في بلدة ألبا الصغيرة شمال إيطاليا.
بدأت الشركة عام 1946 في تسويق منتوج باسم جياندوجوت (Giandujot)، على شكل قرص قابل للتقطيع إلى شرائح توضع على الخبز. بحلول عام 1951 تطور القرص إلى معجون يدهن بسهولة، وسمي حينها سوبر كريما (SuperCrema)، التي ستصبح أساس صناعة النوتيلا.
استغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن قبل اكتشاف وصفة مثالية، بمكونات بسيطة (السكر وزيت النخيل والبندق والحليب والكاكاو والفانيلا)، مكنت عام 1964 من صناعة أول عبوة لمنتوج النوتيلا المعروف في العالم.
فضلا عن الخلطة، كانت التسمية من ابتكار ريفيلا أيضا، حيث قام بدمج كلمتي "نوت" التي تعني البندق، و"إيلا" التي تعكس الاسم الإيطالي، لتكون النتيجة "نوتيلا" مرطب الشوكولا الذي دخل ملايين المنازل في أنحاء العالم، ذي الطعم اللذيذ الذي يعشقه الكبار قبل الصغار.
قصة معجون النوتيلا تخفي ورائها حكاية أخرى تعود إلى القرن 19، حين عمد نابليون بونابرت إلى حرب تجارية لكسب الحرب العسكرية. أوقف استيراد الكاكاو من كافة أنحاء أوروبا، ما رفع أسعار الشوكولاتة، ليهدي التجار الإيطاليون استخدام البندق المطحون لزيادة الإنتاج، فظهر معجون (Gianduia).
تكرر السيناريو مرة أخرى مع هتلر في الحرب العالمية الثانية، حيث استعاد صناع الحلويات في إيطاليا حيل أجدادهم لإنقاذ تجارتهم، وضمن هؤلاء رجل الأعمال بيترو فيريرو؛ والد مشيل رفيق ريفيلا، الذي ابتكر قوالب وأقراص جياندوجوت (Giandujot).
نجحت الشركة في غزو أوروبا مع بداية عقد سبعينات من القرن الماضي، بهذا المعجون العجيب، لنتطلق النوتيلا نحو أستراليا عام 1978، حيث افتتح أول مصنع للإنتاج خارج أوروبا في منطقة ليثغو بالقرب من سيدني.
بعيدا عن التاريخ، تصنف فيريرو ذات ستة عقود منذ عثورها على الوصفة السحرية، ثالث أكبر شركة شوكولاتة على الصعيد العالمي، بإنتاج سنوي يقدر بنحو 500 ألف طن من النوتيلا، وإجمالي مبيعات يتعدى 12 مليار يورو سنويا.
تنتشر منتجات الشركة في أكثر من 170 دولة، تأتي فرنسا في صدارتها؛ ففيها أكبر مصنع ينتج 600 ألف علبة يوميا، ما يعادل ربع الإنتاج العالمي. كما يتربع الفرنسيون على عرش استهلاك النوتيلا بأكثر من 89 مليون علبة سنويا.
استطاعت نوتيلا بفضل ملايين العشاق، تتقدمهم المدونة سارة روسو، انتزاع يوم عالمي في السنة، حيث أجمع محبي المعجون العجيب منذ عام 2007 على تحديد 5 فبراير موعدا سنويا للاحتفال.
ودخلت كتاب غنيس في عيد ميلادها 40، حين اجتمع 27854 شخصا، في مدينة غلزنكيرش في غرب ألمانيا، للمشاركة في أكبر وجبة إفطار قارية على الإطلاق بالنوتيلا.
قصة نجاح متفردة، انطبقت فيها سيرة الرجل مع حكاية منتوج صمد في وجه العديد من العواصف، آخرها تقارير تتهم الشركة باستخدام زيت النخيل؛ أرخص أنواع الزيوت ما يهدد صحة الزبائن. ما دفع الشركة إلى التوضيح بلسان مدير المشتريات بأن "تصنيع نوتيلا بدون زيت النخيل سينتج بديلا أقل جدوة للمنتج الأصلي، وسيكون بمثابة خطوة إلى الوراء".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
٢٠-٠٢-٢٠٢٥
- الاقتصادية
"أبو النوتيلا".. سيرة رجل أم حكاية منتوج
توفي الكيميائي الإيطالي فرانسيسكو ريفيلا في 14 فبراير الجاري، تاركا بصمة خالدة في مجال صناعة الحلويات في العالم، استحق بها في الإعلام الإيطالي لقب "أبو النوتيلا"، لدوره المحوري في ابتكار وتطوير تركيبة أشهر منتج شوكولاتة بالبندق في العالم. التحق ريفيلا في 25 من عمره بقسم الكيمياء في شركة فيريرو عام 1952، حيث عمل إلى جانب ميشيل فيريرو وريت الشركة، على تطوير علامة تجارية ناشئة للحلويات في بلدة ألبا الصغيرة شمال إيطاليا. بدأت الشركة عام 1946 في تسويق منتوج باسم جياندوجوت (Giandujot)، على شكل قرص قابل للتقطيع إلى شرائح توضع على الخبز. بحلول عام 1951 تطور القرص إلى معجون يدهن بسهولة، وسمي حينها سوبر كريما (SuperCrema)، التي ستصبح أساس صناعة النوتيلا. استغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن قبل اكتشاف وصفة مثالية، بمكونات بسيطة (السكر وزيت النخيل والبندق والحليب والكاكاو والفانيلا)، مكنت عام 1964 من صناعة أول عبوة لمنتوج النوتيلا المعروف في العالم. فضلا عن الخلطة، كانت التسمية من ابتكار ريفيلا أيضا، حيث قام بدمج كلمتي "نوت" التي تعني البندق، و"إيلا" التي تعكس الاسم الإيطالي، لتكون النتيجة "نوتيلا" مرطب الشوكولا الذي دخل ملايين المنازل في أنحاء العالم، ذي الطعم اللذيذ الذي يعشقه الكبار قبل الصغار. قصة معجون النوتيلا تخفي ورائها حكاية أخرى تعود إلى القرن 19، حين عمد نابليون بونابرت إلى حرب تجارية لكسب الحرب العسكرية. أوقف استيراد الكاكاو من كافة أنحاء أوروبا، ما رفع أسعار الشوكولاتة، ليهدي التجار الإيطاليون استخدام البندق المطحون لزيادة الإنتاج، فظهر معجون (Gianduia). تكرر السيناريو مرة أخرى مع هتلر في الحرب العالمية الثانية، حيث استعاد صناع الحلويات في إيطاليا حيل أجدادهم لإنقاذ تجارتهم، وضمن هؤلاء رجل الأعمال بيترو فيريرو؛ والد مشيل رفيق ريفيلا، الذي ابتكر قوالب وأقراص جياندوجوت (Giandujot). نجحت الشركة في غزو أوروبا مع بداية عقد سبعينات من القرن الماضي، بهذا المعجون العجيب، لنتطلق النوتيلا نحو أستراليا عام 1978، حيث افتتح أول مصنع للإنتاج خارج أوروبا في منطقة ليثغو بالقرب من سيدني. بعيدا عن التاريخ، تصنف فيريرو ذات ستة عقود منذ عثورها على الوصفة السحرية، ثالث أكبر شركة شوكولاتة على الصعيد العالمي، بإنتاج سنوي يقدر بنحو 500 ألف طن من النوتيلا، وإجمالي مبيعات يتعدى 12 مليار يورو سنويا. تنتشر منتجات الشركة في أكثر من 170 دولة، تأتي فرنسا في صدارتها؛ ففيها أكبر مصنع ينتج 600 ألف علبة يوميا، ما يعادل ربع الإنتاج العالمي. كما يتربع الفرنسيون على عرش استهلاك النوتيلا بأكثر من 89 مليون علبة سنويا. استطاعت نوتيلا بفضل ملايين العشاق، تتقدمهم المدونة سارة روسو، انتزاع يوم عالمي في السنة، حيث أجمع محبي المعجون العجيب منذ عام 2007 على تحديد 5 فبراير موعدا سنويا للاحتفال. ودخلت كتاب غنيس في عيد ميلادها 40، حين اجتمع 27854 شخصا، في مدينة غلزنكيرش في غرب ألمانيا، للمشاركة في أكبر وجبة إفطار قارية على الإطلاق بالنوتيلا. قصة نجاح متفردة، انطبقت فيها سيرة الرجل مع حكاية منتوج صمد في وجه العديد من العواصف، آخرها تقارير تتهم الشركة باستخدام زيت النخيل؛ أرخص أنواع الزيوت ما يهدد صحة الزبائن. ما دفع الشركة إلى التوضيح بلسان مدير المشتريات بأن "تصنيع نوتيلا بدون زيت النخيل سينتج بديلا أقل جدوة للمنتج الأصلي، وسيكون بمثابة خطوة إلى الوراء".


الرجل
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- الرجل
وفاة "فرانشيسكو ريفيلا" مبتكر "نوتيلا" عن عمر 97 عامًا
توفي الكيميائي الإيطالي فرانشيسكو ريفيلا، الذي يعتبر أحد أبرز الشخصيات في صناعة الحلويات العالمية، عن عمر يناهز 97 عامًا. وولد ريفيلا في إيطاليا، وكان صاحب الفضل في تطوير أشهر شوكولاتة بالبندق في العالم "النوتيلا"، التي أصبحت رمزًا عالميًا للابتكار في صناعة الحلويات، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست. مسيرة طويلة مع "فيريرو" وانضم ريفيلا إلى شركة "فيريرو" الإيطالية في عام 1952، في سن الخامسة والعشرين، ليبدأ مسيرته المهنية في مجال الكيمياء وتطوير المواد الخام التي تستخدم في صناعة الحلويات، ووجد نفسه سريعًا في قلب الابتكارات التي جعلت من "فيريرو" واحدة من الشركات الرائدة في صناعة الحلويات العالمية. وعلى مدار أكثر من أربعة عقود، تعاون ريفيلا مع ميشيل فيريرو، مؤسس الشركة، ليكون الذراع اليمنى له، ويشارك في تطوير منتجات شهيرة مثل "نوتيلا"، و"تيك تاك"، و"كيندر"، وكان لريفيلا دور محوري في ابتكار "نوتيلا" واختيار اسمها، ما جعل هذه العلامة التجارية تأخذ مكانة مرموقة في الأسواق العالمية. ابتكار "نوتيلا" ويعتبر العام 1964 هو العام الذي شهد ولادة "نوتيلا"، حين نجح ريفيلا في ابتكار أول عبوة من كريمة البندق والكاكاو التي أثرت بشكل كبير في سوق الحلويات. وكانت الوصفة المكونة من السكر، وزيت النخيل، والبندق، والحليب، والكاكاو، والليسيثين، والفانيلا، بمثابة ثورة في عالم الحلويات، ما جعلها تحظى بشعبية هائلة في مختلف أنحاء العالم، وقد أدرج يوم 5 فبراير من كل عام يومًا عالميًا للاحتفال بهذا المنتج الشهير. الإرث الشخصي والعائلي وخلف ريفيلا وراءه إرثًا كبيرًا في عالم صناعة الحلويات، وهو والد لثلاثة أبناء وابنة، بالإضافة إلى سبعة أحفاد، حيث ترك بصمة واضحة في حياة من حوله، سواء في مجال عمله أو في عائلته. وتأتي وفاته بعد مرور عشر سنوات تمامًا على وفاة ميشيل فيريرو، وريث شركة "فيريرو"، ما يعكس مسارًا طويلًا من التعاون والابتكار الذي أسهم في تأسيس إمبراطورية "فيريرو" الشهيرة.


الاقتصادية
٠٧-٠٢-٢٠٢٥
- الاقتصادية
المخاطر والتحديات التي تواجه الأسواق الزراعية العالمية
زادت أهمية مؤشر البنك الدولي لأسعار المنتجات الزراعية في النصف الثاني من 2024 بسبب الزيادات القياسية في أسعار المشروبات، لكن تمت المعاوضة الجزئية عن هذه الزيادات مع تراجع أسعار المواد الغذائية. واستشرافا للمستقبل، من المتوقع أن تنخفض أسعار المنتجات الزراعية 4% في 2025 قبل أن تستقر في 2026. غير أن هذه التوقعات تخضع لمخاطر كبيرة، بما في ذلك الظواهر المناخية الشديدة، وتقلبات تكلفة المستلزمات، والقيود على حركة التجارة، والتحديات طويلة الأجل، على سبيل المثال، تغير المناخ، والشروط والمتطلبات المتغيرة دوماً بشأن استخدام الوقود الحيوي . ومما لا شك فيه أن موجات الحر تؤثر في غلة المحاصيل. ووفقا لوكالة الفضاء الأوروبية، من المرجح أن يسجل العام الحالي رقما قياسياً باعتباره العام أكثر دفئاً حسب المستويات المسجلة تاريخياً، حيث تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية مستويات ما قبل الثورة الصناعية بأكثر من 1.5 درجة مئوية. وكان لموجات الحر آثار واسعة النطاق على غلة المحاصيل، مع آثار ملحوظة على الذرة والأرز وفول الصويا والقمح في الصين، وبذور اللفت وبذور عباد الشمس في بلدان الاتحاد الأوروبي ومنطقة البحر الأسود، وقصب السكر في البرازيل، وزيت النخيل في إندونيسيا. ومع تزايد وتيرة موجات الحر وشدتها وطول مدتها، من المرجح أن تؤدي إلى زيادة أسعار المنتجات الزراعية، ما يفرض تحديات كبيرة على الأمن الغذائي العالمي . وتجدر الإشارة إلى أن انخفاض تكاليف مستلزمات الإنتاج يؤدي إلى استقرار الأوضاع مؤقتاً. ومن المتوقع أن تنخفض أسعار الطاقة والأسمدة 6% و2% على التوالي في 2025. وتعكس هذه التخفيضات تراجع أسعار النفط والفحم، ما يخفف من بعض ضغوط التكلفة التي واجهها المنتجون الزراعيون خلال موسمي المحاصيل 2022 و2023. كما تجدر الإشارة إلى أن مؤشر القدرة على تحمل تكاليف الأسمدة (الذي يقيس نسبة أسعار الأسمدة إلى أسعار المنتجات الزراعية) قد عاد إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاطر، حيث يمكن أن يؤدي تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط أو انخفاض صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى عكس مسار هذا الاتجاه ورفع أسعار النفط والغاز الطبيعي. ومن المرجح أن تؤدي هذه التطورات إلى زيادة تكاليف الأسمدة، ما قد يدفع أسعار السلع الغذائية إلى الارتفاع مرة أخرى . القيود على حركة التجارة وتعطل الإمدادات العالمية. أدت التدابير التجارية، بما في ذلك التعريفات الجمركية وحظر التصدير، إلى اضطراب وتعطل الأسواق الزراعية العالمية على نحو متزايد في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، في 2018، انخفضت صادرات فول الصويا من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين بنحو 75% (من 31.7 إلى 8.2 مليون طن)، ما أدى إلى خفض حصة الصين من صادرات فول الصويا الأمريكية من 57% إلى 18%، إضافة إلى ذلك، ونظرا لأن نصف سكان العالم يعيشون في بلدان أجرت انتخابات في 2024. فإن التحولات في السياسات من جانب الحكومات الجديدة يمكن أن تؤثر بصورة أكبر في تدفقات التجارة. كما يمكن أن يؤثر تصاعد النزعة الحمائية أو تجدد التوترات التجارية في أسعار الحبوب والمخزونات العالمية والشراكات التجارية . التركز الجغرافي: غالباً ما تزرع هذه المحاصيل في مناطق محددة، ما يجعلها أكثر عرضة للاضطرابات المناخية المحلية . محدودية إمكانية الاستبدال: على عكس المحاصيل السنوية، لا يمكن للمحاصيل الشجرية أن تتغير إلى أصناف وأنواع أخرى من سنة إلى سنة . وجدير بالملاحظة أن مؤشر البنك الدولي لأسعار المشروبات، الذي يشمل القهوة والكاكاو والشاي، قد زاد 70% في نوفمبر 2024، على أساس سنوي، في حين انخفض مؤشر أسعار الغذاء 6% خلال الفترة نفسها. ولا تزال السلع المدارية معرضة بشكل خاص لمخاطر المناخ، ما يؤكد الحاجة إلى سياسات وإستراتيجيات استثمار فعالة لبناء القدرة على الصمود .