
عراقجي يجدد التمسك بالتخصيب واشتراط التعويض
وقال عراقجي للصحيفة، إن 'الولايات المتحدة مطالبة بالتعويض قبل الدخول في أي مفاوضات نووية'، مشيرًا إلى أن طهران 'لن توافق على العودة إلى الوضع الطبيعي بعد الحرب مع إسرائيل'، وأنه 'لا يمكن التوصل إلى اتفاق طالما استمرت واشنطن في مطالبتها بوقف تخصيب اليورانيوم'.
وأكد عراقجي، وفق الصحيفة، أن إيران لا تزال تحتفظ بقدرتها على تخصيب اليورانيوم، موضحًا أنه تبادل رسائل مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خلال الحرب وبعد انتهائها.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الإيراني بعد ساعات من إعلان الحكومة الأميركية، يوم أمس الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على طهران، استهدفت أكثر من 115 فرداً وكياناً وسفينة، بينهم محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، المستشار المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، أن هذه العقوبات تمثل 'أكبر حزمة متصلة بإيران منذ عام 2018″، وتطال أسطولاً من ناقلات النفط وسفن الحاويات يُعتقد أنه مملوك لنجل شمخاني.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على علي شمخاني في عام 2020، فيما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على نجله في يوليو/تموز الجاري بسبب ما وصف بـ دوره في تجارة النفط الروسي.
ويأتي التصعيد الأميركي في وقت تبدو فيه فرص استئناف الدبلوماسية مع إيران ضعيفة، خاصة بعد الغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة على مواقع نووية إيرانية في يونيو/حزيران الماضي، والتي قال ترامب إنها 'قضت' على البرنامج النووي الإيراني.
وحذر ترامب، يوم الاثنين الماضي، من أنه سيأمر بشن هجمات أميركية جديدة في حال حاولت طهران إعادة تشغيل تلك المواقع، مؤكداً أن أي خطوة في هذا الاتجاه 'ستُسحق على الفور'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 8 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
'الكرملين' يدعو إلى أقصى درجات الحذر مع التصريحات النووية
المستقلة/-دعا الكرملين، الإثنين، إلى التعامل بـ'أقصى درجات الحذر' مع التصريحات ذات الطابع النووي، وذلك في أول رد رسمي على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشر غواصتين نوويتين قرب روسيا. قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن هذه الغوّاصات 'تقوم بمناورات قتالية بشكل دائم'، معتبرًا أن قرار ترامب لا يغيّر من واقع الانتشار العسكري الأميركي المستمر. وأضاف بيسكوف: 'ينبغي توخي الحذر في الخطاب السياسي عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية، فهذه التصريحات قد تكون لها تبعات خطيرة'، في إشارة إلى التصعيد الكلامي الأخير بين واشنطن وموسكو. يذكر أن قرار ترامب نشر غواصتين نوويتين في مواقع 'مناسبة' جاء رداً على تصريحات اعتُبرت تحريضية من قبل نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف. وفي منشور عبر منصة 'تروث سوشيال'، وصف ترامب تصريحات المسؤول الروسي بأنها 'حمقاء واستفزازية للغاية'، وأكد أن كلماته لم تكن مجرد تهديد، بل رسالة تحذير واضحة من عواقب محتملة. وكتب الرئيس الأميركي: 'الكلمات قد تقود إلى نتائج كارثية غير مقصودة، وأتمنى ألا يكون هذا هو الحال هذه المرة'، في إشارة إلى ما اعتبره تجاوزًا روسيًا في الخطاب العدائي. ميدفيديف يهاجم ترامب في المقابل، سبق لميدفيديف أن هاجم ترامب بمنشور لاذع عبر قناته على تليغرام، مشيرًا إلى أن حديث ترامب عن 'مهلة' لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا يشكّل تهديدًا مباشرًا وخطوة نحو المواجهة. وسخر المسؤول الروسي من لهجة ترامب، مشيرًا إلى أنه 'إذا كانت تصريحاتي تثير انزعاجًا لدى الرئيس الأميركي، فهذا يعني أن روسيا تسير على الطريق الصحيح'. وذكّر ميدفيديف بعبارات ذات طابع تحذيري، قائلاً إن على ترامب أن يسترجع مشاهد أفلام 'الموتى السائرين'، في إشارة إلى التهديد المتبادل، كما لوّح مجددًا بـ'اليد الميتة'، وهو النظام الروسي الآلي للإطلاق النووي في حال تعرّض القيادة الروسية لضربة مباغتة. وساطة أميركية محتملة.. ولقاء مرتقب وفي سياق موازٍ، أعلن بيسكوف أن الجهود الأميركية في الوساطة بشأن أوكرانيا ما تزال 'ذات أهمية بالغة'، وأشار إلى احتمال عقد لقاء هذا الأسبوع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، قائلاً: 'نرحب دائمًا بزيارات ويتكوف إلى موسكو ونعتبر التواصل معه مجديًا ومثمرًا'. ضغوط وعقوبات جديدة على الطاولة من جهته، صعّد ترامب خطابه ضد موسكو بتهديده بفرض عقوبات اقتصادية قاسية، في حال لم يوقف الرئيس الروسي عملياته العسكرية في أوكرانيا. وتدرس الإدارة الأميركية حاليًا فرض 'عقوبات' تستهدف الدول التي تشتري النفط من روسيا، في خطوة تهدف إلى خنق العائدات الحيوية التي تموّل المجهود الحربي الروسي. وأبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي، يوم الخميس 31 تموز/يوليو، أن الرئيس دونالد ترامب يسعى للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الروسية في أوكرانيا بحلول 8 آب/ أغسطس، مشيرة إلى استعداد واشنطن لاتخاذ 'إجراءات إضافية' لضمان تحقيق السلام. وقال كبير الدبلوماسيين الأميركيين، جون كيلي، أمام أعضاء المجلس الـ 15: 'يجب على كل من روسيا وأوكرانيا التفاوض على وقف لإطلاق النار وسلام دائم. لقد حان وقت التوصل إلى اتفاق. الرئيس ترامب أوضح أن ذلك يجب أن يتم قبل الثامن من آب/ أغسطس. والولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ تدابير إضافية لضمان السلام'. المصدر: يورونيوز


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 19 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
ديمقراطيون ولاية تكساس يفرون من الولاية لمنع التصويت على إعادة رسم خريطة الكونجرس
المستقلة/- يغادر الديمقراطيون في تكساس الولاية هربًا من التصويت المقرر يوم الاثنين، والذي قد يؤدي إلى إنشاء خمسة مقاعد جديدة ذات ميول جمهورية في مجلس النواب. صرح حوالي 30 ديمقراطيًا بأنهم يعتزمون الفرار إلى إلينوي، حيث يعتزمون البقاء لمدة أسبوع، لإحباط جهود الجمهوريين من خلال حرمانهم من النصاب القانوني، أو الحد الأدنى من عدد الأعضاء اللازم لإقرار إجراءات التصويت. في بيان، اتهم الديمقراطيون في تكساس نظراءهم، الجمهوريين في تكساس، بالاستسلام 'الجبان' لدعوة دونالد ترامب لإعادة رسم خريطة الكونجرس 'لمواصلة دفع سياساته الكارثية'. وجاء في البيان: 'يُوقف المشرعون الديمقراطيون في تكساس خطة ترامب من خلال حرمان مُتملقيه من النصاب القانوني'. وتُفيد التقارير بأن حاكم إلينوي، جيه بي بريتزكر، هو من خطط لمغادرة الولاية، حيث التقى بتجمع الديمقراطيين في تكساس أواخر الشهر الماضي، ووجّه الموظفين لتقديم الدعم اللوجستي لإقامتهم. اتهمت مجموعة تكساس حاكم تكساس، جريج أبوت، بحجب المساعدات عن ضحايا فيضانات نهر غوادالوبي الشهر الماضي، في محاولة لفرض إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية. صرح جين وو، رئيس الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب في تكساس، في بيان: 'سنغادر تكساس للدفاع عن أهلها. لن نسمح بأن تُحتجز إغاثة الكوارث رهينة لمؤامرة ترامب'. وأضاف وو: 'نحن لا نتنصل من مسؤولياتنا؛ بل نتنصل من نظام مُزوّر يرفض الاستماع إلى من نمثلهم. انتهت هذه الجلسة الخاصة الفاسدة اليوم'. في الأسبوع الماضي، أصدر الجمهوريون في تكساس خريطة انتخابية جديدة مقترحة للكونغرس، من شأنها أن تمنح الحزب الجمهوري مسارًا للفوز بخمسة مقاعد في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، والتي عادةً ما تكون عندما يخسر الحزب الحاكم تمثيله في الكونغرس. ستستهدف المناطق المتأثرة بمشروع إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية أعضاء الكونغرس الديمقراطيين في أوستن ودالاس وهيوستن ومحيطها، بالإضافة إلى منطقتين في جنوب تكساس جمهوريتين لكنهما تقتربان من سيطرة الديمقراطيين. لا تخلو خطة مغادرة الولاية من عواقب محتملة. يواجه أعضاء الديمقراطيين في تكساس غرامة قدرها 500 دولار يوميًا واحتمال الاعتقال، وهو إجراء طُرح عام 2023، بعد عامين من مغادرة الديمقراطيين للولاية لمدة ثلاثة أسابيع لعرقلة تشريع انتخابي تضمن عدة قيود على الوصول إلى التصويت. في النهاية، أُقرّ مشروع القانون هذا، ولكن ليس قبل أن يتمكن الديمقراطيون من ادعاء شيء من النصر المعنوي بعد تجريد الإجراء من بعض أحكامه. جاءت أحدث خطة لمغادرة الولاية بعد موافقة لجنة في مجلس النواب على خرائط انتخابية جديدة للكونغرس يوم السبت. صرح كودي فاسوت، ممثل الولاية الجمهوري وعضو اللجنة، لشبكة إن بي سي نيوز: 'هذه الخريطة مبنية على أسس سياسية، وهذا قانوني تمامًا، ومسموح به تمامًا، وعادل تمامًا'. وأشار فاسوت إلى تفاوتات في ولايات أخرى، بما في ذلك كاليفورنيا ونيويورك وإلينوي، حيث يميل وزن المقاعد إلى الأصوات لصالح الديمقراطيين بشدة. وقال: 'تكساس تُعاني من ضعف الأداء في هذا المجال. لذا، من الحكمة بمكان، بل من الصواب تمامًا، أن تتمكن تكساس من الاستجابة وتحسين الأداء السياسي لخريطتها'. تضع الخلفية السياسية لمعركة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في تكساس بريتزكر في صورة معركة وطنية. ويُنظر إلى بريتزكر، وهو ملياردير من العائلة المالكة لسلسلة فنادق حياة، على أنه يتطلع إلى الترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي لعام 2028. وفي يونيو/حزيران، خاطب الديمقراطيين في أوكلاهوما حيث التقى على انفراد في اجتماع 'مُكثّف' لمناقشة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في تكساس، وفقًا لشبكة إن بي سي نيوز. التقى لاحقًا بالديمقراطيين في تكساس، حيث قدّم لهم ضمانات بأنه سيوفر لهم فنادق وقاعات اجتماعات وغيرها من المساعدات اللوجستية. يهدد غياب الديمقراطيين يوم الاثنين بعرقلة قضايا أخرى يطرحها أبوت، بما في ذلك الإغاثة من الكوارث بعد الفيضانات المميتة التي ضربت وسط تكساس الشهر الماضي. قال المدعي العام لولاية تكساس، كين باكستون، في منشور على X: 'يجب العثور على الديمقراطيين في مجلس نواب تكساس الذين يحاولون الهرب كالجبناء، واعتقالهم، وإعادتهم إلى الكابيتول فورًا'. وأضاف: 'يجب أن نستخدم كل ما في وسعنا لملاحقة من يعتقدون أنهم فوق القانون'. وقال رئيس مجلس نواب تكساس، داستن بوروز، إنه إذا لم يكتمل النصاب القانوني في الساعة الثالثة من عصر يوم الاثنين، فإن جميع الخيارات ستكون مطروحة، كما ذكر بعض زملائي الديمقراطيين مؤخرًا.


ساحة التحرير
منذ 20 ساعات
- ساحة التحرير
أوكرانيا تتغذي على منطق الفوضى .. وأمريكا رأس حربة الصراع! توفيق سلاَّم
أوكرانيا تتغذي على منطق الفوضى .. وأمريكا رأس حربة الصراع! توفيق سلاَّم في خضم ضباب الحرب وتراشق التصريحات، تتكشف ملامح مرحلة خطرة من العلاقات الدولية، يتراجع فيها منطق التسوية ويصعد خطاب الهيمنة والغطرسة إلى مستويات الانتفاخ. ليست أوكرانيا مجرد دولة في صراع حدودي مع جارتها روسيا، بل تحولت إلى ميدان مركزي لحرب باردة تتجدد، وتتقاطع فيها مصالح حلف شمال الأطلسي ونفوذ الولايات المتحدة، ويتقوض فيها أي أمل في تسوية دبلوماسية حقيقية على الأقل في الوقت القريب. أوروبا التي تحرك دوافعها واشنطن منغمسة في الصراع، ولا تريد الخروج منه، وربما مشدودة إلى ذلك دون تراجع.. وأخيرًا اتخذت الحزمة ال 18 من العقوبات الاقتصادية الإضافية على روسيا. وفي قلب هذا المشهد، يظهر دونالد ترامب ليس كصانع سلام، بل رجل حرب كرمز لفوضى سياسية جديدة تتغذى على الابتزاز، وتعيد إنتاج منطق الإمبراطوريات على أنقاض القانون الدولي. إعادة تفعيل جغرافيا الحرب الأزمة في أوكرانيا ليست وليدة لحظة، فمنذ العام 2014 تسير البلاد في مسار تصعيدي مستمر، يتغذى من تدخلات واسناد الغرب لدفع أوكرانيا نحو التحول إلى قاعدة لحلف شمال الأطلسي على حدود روسيا. بمعنى آخر أن الحرب ليست روسية-أوكرانية بالمفهوم الضيق، بل هي مواجهة شاملة بين روسيا والأطلسي، حيث تلعب أوكرانيا دور الوكيل العسكري والسياسي في صراع تتوسع خريطته الجغرافية ببطء ولكنه بثبات. الاتفاقات التي حاولت تركيا ووساطة أنقرة التوصل إليها في مباحثات إسطنبول كانت بداية واعدة، لكنها تعثرت تحت وطأة ضغوط الغرب، إذ لا يبدو أن الولايات المتحدة ومن خلفها حلف الأطلسي معنيون فعلاً بوقف النزيف الأوكراني- الروسي. كل المؤشرات تدل على استراتيجية استنزاف طويلة الأمد تهدف إلى إنهاك روسيا اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا. الولايات المتحدة التي لم تخرج بعد من عقدة الأحادية القطبية، تجد نفسها اليوم في مواجهة متعددة الرؤوس، في أوروبا مع روسيا، وفي الشرق الأوسط مع إيران، وفي آسيا مع الصين. لكنها، رغم ما تدعيه من قوة، تبدو فاقدة لتوازنها الجيوسياسي، تستعرض عضلاتها أكثر مما تمارس نفوذًا حقيقيًا، وتراهن على إذكاء الصراعات بدل احتوائها. في هذا السياق، تعيد الإدارة الأمريكية تحت إدارة ترامب تفعيل جغرافيا الحرب، من أوكرانيا إلى بحر البلطيق، وكالينينغراد، وإلى الحدود الفنلندية، دول البلطيق كلها مسارح يجري توتيرها بتوسيع الناتو، حتى النمسا التي كانت دولة حياد سياسي تاريخي، يجري الآن دفعها نحو الأطلسي، في مخالفة صريحة لمعاهدات ما بعد الحرب العالمية الثانية. إنها سياسة التطويق الاستراتيجي التي تجعل من روسيا دولة محاصرة، تُغلق عليها الجبهات واحدة تلو الأخرى. ترامب، الذي يدعي أنه يحمل مفاتيح السلام، لا يتحدث بلغة الدبلوماسية، بل بلغة دبلوماسية الرسوم الجمركية، وتصريحاته لا يمكن البناء عليها. وها هو اليوم، بعد سبعة أشهر من عودته إلى السلطة، يكشف حقيقة مشروعه، ليس مشروع تهدئة بل مشروع حرب. يتحدث بلغة التهديد والوعيد والتخويف والابتزاز السياسي والاقتصادي. حدد مهلة 10 أيام، لإنهاء الحرب الأوكرانية، وإن لم تسجب روسيا سيتخذ إجراءات فرض رسوم جمركية على حلفاء روسيا بنسبة 100%. ماذا بعد العشر ؟ الإجراءات التي سيتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما فيها الإنذار الموجه لموسكو، لن تتمكن من التأثير على سير المعارك ونتيجتها في أوكرانيا. وتحديد مواعيد لتحقيق هذا الهدف (وقف إطلاق النار)، بغض النظر عن مدتها، لن يغير بأي حال. المنطق الأساسي الذي يقضي بأن روسيا لن تتخلى أبدًا عن رافعة نفوذها الرئيسة، وهو التفوق العسكري والهيمنة على أوكرانيا، دون تنازلات جوهرية من كييف والغرب، حسب ماتقول موسكو. ويبدو أن الولايات المتحدة، لا تستطيع تقديم الكثير من حيث التأثير على الديناميكية العسكرية الثنائية بين روسيا وأوكرانيا، وأن الحل الوحيد يكمن في دبلوماسية متسقة وإبداعية تأخذ في الاعتبار جميع التحديات والفرص في العلاقات الأمريكية-الروسية، لأن المخاطر تتجاوز بكثير أوكرانيا. وفي نفس الوقت، اعترف الرئيس الأمريكي بأنه غير متأكد من فعالية هذه القيود، أي رفع الرسوم الجمركية. وعلق دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي على تصريحات ترامب بأنها تمثل خطوة نحو الحرب، بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، قائلا إن هذه 'خطوة نحو الحرب'. وكتب مدفيديف على منصة 'إكس': 'ترامب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا، 50 يومًا أو 10 أيام.. وقال:' عليه أن يتذكر أمرين: الأول، أن روسيا ليست إسرائيل، ولا حتى إيران. والثاني، كل إنذار جديد يُمثل تهديدًا وخطوة نحو الحرب، ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده، وأضاف 'لا تسلكوا درب جو النعسان!'. ميدفيديف، الذي لا يتحدث من موقع شخصي، بل كممثل لمجلس الأمن القومي الروسي، أرسل رسالة واضحة، بأن روسيا ليست دولة لتُضرب وتبتلع الأمر، بل قوة نووية عظمى، جاهزة للرد بما يوازي التهديد.. الدلالة الدبلوماسية في كلامه تكمن في رمزيته، فالرجل يتحدث بلغة 'الردع النووي غير المعلن'، ويكشف بوضوح أن التهديدات الأمريكية لم تعد تمر مرور الكرام، وأن استخدام أوكرانيا كورقة ضغط لم يعد بلا تكلفة. تصريحات ترامب، التي قلصت المهلة من خمسين إلى 10 أيام، تتجاوز البعد السياسي إلى منطق الغطرسة الإمبريالية. إنها محاولات حثيثة لتوسيع جبهة الحرب الاقتصادية على روسيا، عبر فرض العقوبات والضغط على الدول المتعاملة معها، وهو تصعيد خطير، يوازي في دلالته الاستعداد لاستخدام وسائل أكثر تطرفًا إذا لم تُذعن موسكو. رد ميدفيدف، اغاض الامبراطور الأمريكي، وهو ما جعله يتحدث بلغة التهديد مرة أخرى، ليقول:' علينا الحذر بعد تصرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، وقد ارسلت غواصتين نوويتين' لم يحدد وجهتهما. ازدياد حجم الدعم الغربي المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا لم تتوقف، بل ازدادت من حيث النوع والكم. الحديث لم يعد عن ذخائر تقليدية، بل عن صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة قادرة على ضرب العمق الروسي، بما في ذلك موسكو نفسها. ومع التهديد الأمريكي غير الخجول بهذه الضربات، يبدو أن الغرب بات أكثر استعدادًا لتجاوز خطوط بوتين الحمراء، ربما يدرك حجم الرد الروسي المحتمل، ومع ذلك يستعلي على القدرات الروسية، أو هكذا تشير تلميحاته. ولهذا جاء رد ميدفيديف قويًا، عندما قال:' بأن حربنا ستكون مع أمريكا'. من هنا، لا تبدو احتمالات الحرب الشاملة مستبعدة. العالم يقترب من سيناريو غير مسبوق، حرب أوروبية جديدة، قد لا تخلو من نكهة نووية هذه المرة في حال تدخل الأطلسي. ومشروع السلام لم يعد له وكلاء، وأمريكا تقود العالم من جديد نحو هاوية، لا عبر الأخطاء، بل عبر التصميم. وإذا كانت الجغرافيا السياسية تقول إن أوكرانيا هي خط التماس بين روسيا والغرب، فإن ما نشهده اليوم هو تحولها إلى فتيل قد يشعل ما هو أبعد من حدود أوروبا الشرقية. صراع المصالح صار صراع بقاء، والخطاب السياسي تحول إلى صراع إرادات نووية.. والسؤال الذي لا بد أن نطرحه هو: هل نعيش الأيام الأخيرة لما تبقى من الحياة على الكوكب في ظل هذا الاهتراء؟ أم أن البشرية على عتبة التحول الكبير نحو عالم جديد، عالم التعدد القطبي الأكثر عدالة الذي تقوده الصين وروسيا؟ الجزم حول هذا التحول أن هناك حراكًا دوليًا يمضي، وهناك إصرار قوي معلن وغير معلن على هذا التحول، للخروج من عباءة الأحادية القطبية والتفكير الامبريالي بالهيمنة والنفوذ على العالم. 2025-08-04