logo
تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السورية تعلن النفير العام

تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السورية تعلن النفير العام

شفق نيوزمنذ 6 ساعات
أفاد تلفزيون سوريا صباح الجمعة باندلاع اشتباكات عنيفة مجدداً بين المقاتلين الدروز والبدو في محافظة السويداء السورية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف التلفزيون السوري أن أحدث أعمال العنف وقعت قرب قرية الدور، بينما شنت قوات بدوية هجمات على مناطق ريفية أخرى غرب المحافظة.
وتستعد قوات الأمن السورية لإعادة انتشارها في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وذلك لتهدئة القتال بين القبائل الدرزية والبدوية، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية يوم الجمعة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع غارتين إسرائيليتين منفصلتين مساء الخميس بطائرات مُسيّرة، استهدفتا مقاتلين بَدْوَاً وآلية عسكرية سورية في السويداء، وهو ما أسفر عن مقتل خمسة جنود.
وأضاف المرصد أن المدنيين البدو بدأوا بالفرار من المحافظة، بعد هجمات انتقامية شنها مقاتلون دروز، فيما أعلنت العشائر العربية في سوريا النفير العام والتوجه إلى محافظة السويداء.
وأصدرت العشائر السورية بياناً قالت فيه: "نعلن نحن في مجلس القبائل والعشائر السورية النفير العام لكل أبناء القبائل والعشائر في سوريا، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها".
ووجّه البيان نداء للعشائر في كل المحافظات السورية، بالتوجه "فوراً" إلى السويداء لإنقاذ أهلهم من "المذبحة والتطهير العرقي"، مشددين على ضرورة "التحلي بأخلاق الإسلام والعروبة وألّا يعتدوا إلا على من اعتدى عليهم".
EPA
https://twitter.com/SyrNetworkNews/status/1945920761337671747
وفي يوم الأربعاء، قُتل 5 عناصر من الفرقة 70 التابعة لوزارة الدفاع، نتيجة استهداف مُسيّرةٍ إسرائيليةٍ سيارةً عسكريةً على طريق ظهر الجبل في السويداء، بحسب المرصد.
وكانت إسرائيل قد حذّرت الحكومة السورية بضرورة الانسحاب من الجنوب، قائلة إنها لن تسمح للإسلاميين بالتوسع على حدودها.
وقُتل ما يقرب من 600 شخص في السويداء منذ اندلاع العنف الطائفي في 13 يوليو/تموز، فيما نزح نحو 2000 عائلة "جرّاء أعمال العنف"، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس هناك بأن مدينة السويداء بدت يوم الخميس مدمرة، حيث نُهبت المتاجر وأُحرقت المنازل وتناثرت الجثث في الشوارع.
وقالت هنادي عبيد، وهي طبيبة تبلغ من العمر 39 عاماً: "ما رأيته بدا كما لو أن المدينة خرجت لتوها من فيضان أو كارثة طبيعية".
مساعدات إسرائيلية
BBC
في الوقت نفسه، قالت إسرائيل إنها سترسل مساعدات إنسانية للدروز في سوريا.
وصرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها، بأنه "على خلفية الهجمات الأخيرة التي استهدفت الدروز في السويداء، والوضع الإنساني المتردي في المنطقة، أمر وزير الخارجية جدعون ساعر بنقل مساعدات إنسانية عاجلة إلى الدروز في المنطقة".
وأضافت الوزارة الإسرائيلية أن قيمة المساعدات ستبلغ مليوني شيكل (حوالي 600 ألف دولار أمريكي)، وستشمل طروداً غذائية ومستلزمات طبية.
من جهة أخرى، حثّ رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، السلطات السورية على ضمان المساءلة والعدالة فيما يتعلق بعمليات القتل والانتهاكات في السويداء.
وقال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، في بيان: "يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، ويجب أن تكون حماية الجميع على رأس الأولويات، بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان".
تبادل الاتهامات بالتطهير العرقي
Reuters
في السياق ذاته، اتهم رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مقاتلين دروزاً في السويداء بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أدى إلى انسحاب القوات الحكومية، بحسب التلفزيون السوري.
وأعلن مكتب الشرع في بيان الليلة الماضية أن مقاتلين دروزاً، تصنفهم السلطات "جماعات خارجة عن القانون"، ارتكبوا "جرائم مروعة" بحق المدنيين بعد الانسحاب العسكري.
وأضاف أن هذه الانتهاكات "هددت السلم الأهلي بشكل مباشر، ودفعت نحو الفوضى والانهيار الأمني"، محذراً من أي تدخل عسكري إسرائيلي إضافي.
كما أفاد التلفزيون الرسمي الليلة الماضية بأن مقاتلين موالين للزعيم الديني الدرزي حكمت الهجري ينفذون "تطهيراً عرقياً" بحق العشائر البدوية.
وفي بيان نُشر على الإنترنت الخميس، دعا الهجري الدروز إلى احترام "العشائر البدوية المسالمة" وتجنب الأعمال الانتقامية.
وكان الشيخ يوسف الجربوع، الزعيم الديني الدرزي قد قال في مقابلة تلفزيونية إن ما يجري في السويداء يرقى إلى "محاولة تطهير عرقي"، وذلك قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، الأربعاء.
السعودية تحشد الدعم الدولي لسوريا
Reuters
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية السعودي، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، ماركو روبيو، على ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا.
وأفادت قناة العربية، السعودية، بأن وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، أكد خلال اتصال هاتفي مع روبيو أمس على أهمية احترام سيادة سوريا وضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على أراضيها.
وجاء الاتصال في حين دعا مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد العزيز الواصل، إلى الوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية على سوريا.
كما أفادت وسائل إعلام سعودية بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلقى اتصالاً من الرئيس السوري، أكد خلاله على ضرورة دعم المجتمع الدولي لدمشق ومنع التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد.
بيان إقليمي مشترك
وأصدرت عشر دول عربية، إلى جانب تركيا، بياناً مشتركاً الخميس، جددت فيه دعمها لوحدة سوريا وسيادتها، ورفضها التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
وعقب "مناقشات مكثفة" على مدار اليومين الماضيين حول التطورات في سوريا، أصدر وزراء خارجية مصر، والأردن، ولبنان، والعراق، والإمارات، والبحرين، والسعودية، وعُمان، وقطر، والكويت، بالإضافة إلى تركيا، بياناً رحّبوا فيه أيضاً بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الأزمة في السويداء.
وحثّ البيان الرئيس السوري أحمد الشرع على محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المواطنين السوريين في السويداء، وأدان الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.
كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في عملية إعادة إعمار البلاد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'واشنطن من انسحبت وليست طهران' .. عراقجي يشترط استعداد الطرف الآخر لاتفاق عادل لاستئناف المفاوضات
'واشنطن من انسحبت وليست طهران' .. عراقجي يشترط استعداد الطرف الآخر لاتفاق عادل لاستئناف المفاوضات

موقع كتابات

timeمنذ 5 ساعات

  • موقع كتابات

'واشنطن من انسحبت وليست طهران' .. عراقجي يشترط استعداد الطرف الآخر لاتفاق عادل لاستئناف المفاوضات

وكالات- كتابات: شدّد وزير الخارجية الإيراني؛ 'عباس عراقجي'، على أنّه لن تكون هناك جولة مفاوضات جديدة ممَّكنة، إلا إذا كان الطرف الآخر مستُعدًا لـ'اتفاق نووي' عادل ومتوازن ومفيُد للطرفين. وأكد أنّه إذا أراد 'الاتحاد الأوروبي' والدول الأوروبية؛ الـ (03): (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، لعب دور: فـ'عليهم التصرف بمسؤولية والتخلي عن سياسة التهديد والضغط البالية، بما في ذلك التهديد بتطبيق آلية (سناب باك)، التي تفتقر إلى أي أساس أخلاقي أو قانوني'. جاء ذلك في منشور لـ'عراقجي'، على منصة (إكس)، بشأن مؤتمر هاتفي مشترك مع وزراء خارجية الدول الأوروبية؛ الـ 03 (E3) ومسؤولة السياسة الخارجية في 'الاتحاد الأوروبي'. وذكّر 'عراقجي'، خلال هذا الاجتماع عبر الفيديو، أنّ 'الولايات المتحدة'؛ هي من انسحبت من الاتفاق الذي تم التوصل إليه على مدار عامين بتنسيق من 'الاتحاد الأوروبي' عام 2015، وليست 'إيران'. وأضاف أنّ 'واشنطن'؛ هي من انسحبت من طاولة المفاوضات؛ في حزيران/يونيو 2025، واختارت الخيار العسكري وليست 'إيران'. 'عراقجي' لبيرو: سلوك بعض الدول الأوروبية يُرسّخ الفوضى.. وفي حديث مع نظيره البلجيكي؛ 'ماكسيم بيرو'، انتقد 'عراقجي': 'الموقف غير المناسب لبعض الدول الأوروبية في دعم العدوان على إيران'. وحذّر وزير الخارجية الإيراني من أن هذا السلوك غير المسؤول سيُرسّخ الفوضى، ويُفاقم انعدام الأمن في المنطقة والعالم. وأكد 'عراقجي'؛ أنّ العدوان الإسرائيلي والأميركي على 'إيران' يُعدّ انتهاكًا صارخًا لـ'ميثاق الأمم المتحدة' والقانون الدولي، ووصفه: بـ'ضربة قاصمة للدبلوماسية ونظام منع الانتشار النووي'. وبشأن العدوان المستَّمر على 'قطاع غزة' والاعتداءات الإسرائيلية المستَّمرة على 'سورية ولبنان'، رأى 'عراقجي' أنّ إفلات الاحتلال من العقاب بفضل الدعم العسكري والسياسي من 'الولايات المتحدة' وبعض الدول الأوروبية، هو العامل الرئيس في هذا الوضع. وشدّد 'عراقجي' على ضرورة تحمّل جميع الدول مسؤوليتها في مواجهة انتهاكات الكيان الإسرائيلي الجسيّمة للقانون الدولي. بدوره؛ أعرب 'بيرو' عن قلقه إزاء عواقب التطورات الأخيرة في تصعيّد الصراع في المنطقة، مُعلنًا موقف بلاده الداعم للدبلوماسية لحلّ القضايا، وكذلك حل القضية النووية الإيرانية عبر المفاوضات. ودعا وزير الخارجية البلجيكي: 'جميع الأطراف إلى بذل الجهود لمنع تصعيد التوتر في المنطقة'. وفي سيّاقٍ متصل؛ حذّر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية؛ اللواء 'عبدالرحيم موسوي'، من: 'أن الأعداء سيتلقون ردًا أشد قسوة إذا عاودوا مهاجمتنا وسنُلحق بهم هزيمة نكراء'.

أيام الرعب في السويداء: شهادات عن القتل والسلب والانتهاكات
أيام الرعب في السويداء: شهادات عن القتل والسلب والانتهاكات

شفق نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • شفق نيوز

أيام الرعب في السويداء: شهادات عن القتل والسلب والانتهاكات

أيام طويلة عاشها أهل السويداء هذا الأسبوع وسط اقتتال عنيف بين عشائر البدو والقوات الحكومية من جهة وفصائل درزية مسلحة أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص ونزوح نحو 2000 عائلة "جرّاء أعمال العنف"، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وتستعد القوات الحكومية لإعادة انتشارها في مدينة السويداء مجدداً، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية يوم الجمعة، وذلك بعد أن أعلنت انسحابها خارج المدينة فجر الخميس، عقب التوصل لاتفاق مع إسرائيل لوقف إطلاق النار بوساطات دولية. وكان الجيش الإسرائيلي قد شن غارات بالطيران الحربي على مبنى قيادة الأركان السورية في دمشق ومحيط القصر الرئاسي وفي مدينتَيْ درعا والسويداء، فيما قال إنه رفض تدخل قوات الحكومة في السويداء وطالب بانسحابها فوراً. وزادت الانقطاعات في الاتصالات وخدمات الإنترنت من صعوبة التواصل مع السكان المحليين وتحديد ما يجري بدقة. لكن بمجرد وقف القتال يوم الخميس بدأ أهالي المدينة بمشاركة قصص الرعب التي عاشوها على مدار أكثر من 48 ساعة، بعضهم آثروا إخفاء هويتهم الحقيقية خوفاً على سلامتهم. "أعدموا الشباب مع صيحات الله أكبر" تسكن مها (اسم مستعار)، في منطقة قريبة من الجهة التي دخلت منها من وصفتهم بالقوات الحكومية، وتقول لبي بي سي إن القوات كانت تقصف من الخارج بقذائف الهاون والصواريخ، قبل أن يدخلوا المدينة "بشكل همجي ووحشي". وتتابع مها، وهي طالبة جامعية درزية مقيمة في السويداء "سمعنا أصواتهم وهم يدخلون، كانوا يصرخون بصوتٍ عالٍ رافعين الأسلحة، ويضربون الأبواب بعنف ويكسرونها". كانت مها مع أمها في المنزل، تصف لحظات الرعب أثناء دخول مَن قالت إنهم قوات تابعة لوزارتَيْ الداخلية والدفاع، حيث كانوا مقسمين على مجموعات، بحسب وصفها. وتتابع "أول مجموعة دخلت لم تقتل أحداً، لكنهم سرقوا الهواتف والسيارات والمصوغات والنقود، كانوا يوجهون أسلحتهم باتجاهنا بينما يقومون بالتفتيش، ويسألون إنْ كان هناك شبان مسلحون". لكنها تتابع أن مجموعة أخرى دخلت البناء المقابل في الحي الذي تسكن فيه، "وأطلقوا الرصاص على البيوت، وأنزلوا الشباب وأعدموهم أمام منازلهم، مع صيحات الله أكبر. كان هناك ترهيب وتخويف للأهالي". تقول مها إنها شاهدتهم "يدخلون إلى منزل جيراننا، يفجرون قذائف هاون ببناء مجاور، كما قتلوا شاباً حاول الوقوف بوجههم، دون أن يتمكن أحد من الوصول إلى جثمانه ليوم ونصف اليوم". وتضيف "لم نشعر بأي لحظة أمان، كانوا يدخلون بهدف أخذ كل ما هو ثمين، وبهدف القتل". وكانت الاشتباكات اندلعت الأحد في السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزياً وأعقبتها عمليات خطف متبادلة. ومع احتدام المواجهات، تدخّلت القوات الحكومية يوم الاثنين بهدف "فضّ الاشتباكات" بحسب التصريحات الرسمية. لكن بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود وفصائل درزية، تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو، وتخللت الاشتباكات انتهاكات وعمليات إعدام ميدانية لـ83 مدنياً درزياً، بحسب المصدر ذاته. "خنزير درزي صغير، قتلناه قبل أن يكبر" كانت لبنى، الطالبة الجامعية من الطائفة الدرزية، في منزل عائلتها بالسويداء عندما دخلت فرقة، قالت إنها من الأمن العام، إلى الحي ورمت المنزل بالرصاص فتكسَّر زجاج الشبابيك والأبواب، على حد وصفها. تتابع أنها هربت مع عائلتها لبيت عمّها، لكنّ شبّاناً آخرين "دخلوا إلى بيت عمّي، أطلقوا النار بين أقدام المتواجدين وهدّدوهم وضربوهم. فتشوا المنزل ولم يتركوا شيئاً دون أذى، أخذوا منا كل شيء، النقود والمصوغات والهواتف" - وتتابع لبنى أن أولاد عمّها كانوا يلبسون الزي الشعبي الدرزي، "حبسوهم بغرفة وضربوهم بشدة وحلقوا شواربهم ورمَوا الحيطان بالرصاص". تصف لبنى تفاصيل تلك اللحظات الثقيلة، وتقول إن المعتدين "تعمّدوا إهانة الرموز الدينية، أنزلوا علم الطائفة الدرزية من على الحائط، ومزقوا صور الشيوخ وداسوها بأقدامهم ومسحوا أحذيتهم بها" - بعد ذلك "صوّبوا الأسلحة علينا وهدّدونا ووصفونا بالخنازير وسرقوا سياراتنا، لا نستطيع الهروب إلى مكان آخر بدون سيارات، وليس معنا نقود، أو أي شيء". وانتشرت فيديوهات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر مقاتلين صوروا أنفسهم بينما يقومون بانتهاكات فاضحة أثناء تواجدهم في السويداء بحق مدنيين و شيوخ متقدمين في العمر. وتخللت الفيديوهات مشاهد للاستهزاء من رموز دينية وحَلْق شوارب لشيوخ متقدمين بالعمر. ولم تتحقق بي بي سي من صحة هذه المقاطع المصورة، غير أنها تم تداولها بشكل كثيف. وأدانت الرئاسة السورية في بيان الأربعاء الانتهاكات التي وقعت في محافظة السويداء في جنوب البلاد، متعهدة بمحاسبة مرتكبيها. وجاء في البيان "إن هذه الأفعال، التي تندرج ضمن السلوكيات الإجرامية وغير القانونية، لا يمكن قبولها تحت أي ظرف من الظروف، وتتنافى تماماً مع المبادئ التي تقوم عليها الدولة السورية". وأضاف البيان أن الحكومة السورية تدين بشدة "هذه الأعمال المشينة"، وتؤكد التزامها التام بالتحقيق في جميع الحوادث المتعلقة بها ومحاسبة كل من ثبت تورطه فيها. تبكي لبنى وهي تصف كيف قتلوا أولاد عمّها، أحدهم "كان لديه بنية جسدية رياضية قاموا بتمزيق عضلاته وقطعوا أصابعه، بينما خلع أحدهم ملابسه وهدّد باغتصاب ابنة عمّي أمام أطفالها" - تتابع لبنى أن الأمر لم ينتهِ هنا، فبعد ذلك بوقت قصير جاءت فرقة ثانية إلى منزل عمّها الآخر "قتلوا ابنه العشريني وسحلوه وهم يرددون: هذا خنزير درزي صغير قتلناه قبل أن يكبر". دَفَن عمُّها ابنَه بحديقة جانب البيت، فيما فقدوا الاتصال بعمّها الآخر وابنه المصاب بعد أن أخذوهما، على حد قولها. "لا أستطيع وصف حالتنا النفسية" تتابع لبنى بصوت مرتجف - "لم يدخلوا لأجل حمايتنا، أخذوا كل شيء، حرقوا منازل ومحلات، شهدنا فظاعة غير منطقية". "نحن نعيش تكراراً لما حصل في الساحل" حسب من تحدثنا إليهم، فإن العديد من تفاصيل الأحداث الأخيرة تُشبه إلى حد كبير الانتهاكات التي وُثّقت بحق أبناء الطائفة العلوية خلال أحداث الساحل في مطلع شهر آذار/مارس. وفي حين تسعى الحكومة السورية الجديدة، التي شُكّلت في 29 مارس/آذار 2025، إلى نزع سلاح الميليشيات الفصائلية وكسب ثقة مختلف الطوائف العرقية والدينية، إلا أن العديد من الأقليات - بما في ذلك الدروز - يشككون في نوايا الحكومة، رغم تعهداتها بحمايتهم. وحتى الآن، ظلت محافظة السويداء الجنوبية خاضعة إلى حد كبير لسيطرة الفصائل الدرزية التي قاومت دعوات الانضمام إلى قوات الأمن. وكان رئيس السلطة الانتقالية أحمد الشرع قد أعلن في كلمة مسجلة للسوريين، فجر الخميس، تكليف "فصائل مَحليّة" ورجال دين دروز "مسؤولية حفظ الأمن في السويداء"، موضحاً أن "هذا القرار نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية وتجنّب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة". وتصف نور (اسم مستعار)، الشابة الدرزية المقيمة في ريف السويداء الوضع بـ"المأساوي" وتتابع "نحن نعيش تكراراً لما حصل في الساحل، ذات المجازر وذات الانتهاكات والتصرفات". وتشير نور إلى أن عائلات عدة نزحت من مناطق الاقتتال إلى قريتها بعد أن فقدت بيوتها وأرزاقها وأوراقها الثبوتية، مع وجود "نقص حاد بالمستلزمات الأساسية والغذاء وحليب وحفاضات الأطفال" - كما أن المنطقة تعاني من ضعف شديد بالاتصالات والإنترنت وانقطاع للكهرباء والمياه. "عائلات بأكملها أُبيدت" كانت هاديا فيصل المقيمة في أوروبا منذ 15 سنة تعيش لحظات طويلة من القلق والتوتر إزاء ما يجري في مدينتها خاصة مع صعوبة التواصل مع عائلتها في كثير من الأحيان. شاركتنا هاديا، التي تنتمي أيضاً للطائفة الدرزية، مشاهدات أهلها وأقاربها من السويداء التي دخلتها جماعات مسلحة، تقول: "كان مظهر بعضهم يوحي بأنهم من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والبعض الآخر غير معروفين، لكنهم جميعاً دخلوا تحت صفة الأمن العام"، على حد تعبيرها. وتتابع هاديا أنهم بدؤوا منذ منتصف ليل الاثنين "بضرب قذائف هاون وأسلحة ثقيلة ومتوسطة، وفي الصباح دخلوا إلى المدينة وبدؤوا ينفّذون إعدامات ميدانية وعمليات سرقة لبيوت المدنيين وسياراتهم". فقدت هاديا صديقتها منال، التي اختُطفت مع زوجها وابنها، قبل أن يتم العثور عليهم مقتولين برصاص في الرأس - في منطقة قريبة من مكان اختطافهم. أما مايا (اسم مستعار) من مدينة شهبا، فقالت إن زوجة أخيها وأطفالها كانوا في زيارة لأهلها في السويداء عند حصول الهجوم. وأمضت الليلتين الماضيتين مختبئة بغرفة في منزل بعد أن دخلت مَن تقول إنها قوات حكومية إلى بيت عمّ الزوجة، وهناك "أخذوا كامل العائلة مع حفيدتهم الصغيرة وصادروا هواتف الجميع، ولا يزال مصيرهم مجهولاً". توضح مايا أن انقطاع الكهرباء والإنترنت والاتصالات الأرضية جعل التواصل في غاية الصعوبة، مشيرةً إلى أن معظم ما نُقل عبر القنوات الإعلامية السورية عن الوضع الميداني كان غير دقيق. وتضيف أنه "بعد انسحاب القوات الحكومية بدأ أهل المنطقة بتنظيف الشوارع والتعرف على الجثث، وتفقد الشهداء". وكانت السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من مدينة السويداء وكافة أنحاء المحافظة مساء أمس، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسيّة. وأفاد رئيس تحرير شبكة (السويداء 24) ريان معروف، بُعيد جولة في مدينة السويداء، بأنها "بدت خالية من القوات الحكومية، لكن الوضع كارثي مع وجود جثث في الشوارع".

تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السورية تعلن النفير العام
تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السورية تعلن النفير العام

شفق نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • شفق نيوز

تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السورية تعلن النفير العام

أفاد تلفزيون سوريا صباح الجمعة باندلاع اشتباكات عنيفة مجدداً بين المقاتلين الدروز والبدو في محافظة السويداء السورية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف التلفزيون السوري أن أحدث أعمال العنف وقعت قرب قرية الدور، بينما شنت قوات بدوية هجمات على مناطق ريفية أخرى غرب المحافظة. وتستعد قوات الأمن السورية لإعادة انتشارها في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وذلك لتهدئة القتال بين القبائل الدرزية والبدوية، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية يوم الجمعة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع غارتين إسرائيليتين منفصلتين مساء الخميس بطائرات مُسيّرة، استهدفتا مقاتلين بَدْوَاً وآلية عسكرية سورية في السويداء، وهو ما أسفر عن مقتل خمسة جنود. وأضاف المرصد أن المدنيين البدو بدأوا بالفرار من المحافظة، بعد هجمات انتقامية شنها مقاتلون دروز، فيما أعلنت العشائر العربية في سوريا النفير العام والتوجه إلى محافظة السويداء. وأصدرت العشائر السورية بياناً قالت فيه: "نعلن نحن في مجلس القبائل والعشائر السورية النفير العام لكل أبناء القبائل والعشائر في سوريا، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها". ووجّه البيان نداء للعشائر في كل المحافظات السورية، بالتوجه "فوراً" إلى السويداء لإنقاذ أهلهم من "المذبحة والتطهير العرقي"، مشددين على ضرورة "التحلي بأخلاق الإسلام والعروبة وألّا يعتدوا إلا على من اعتدى عليهم". EPA وفي يوم الأربعاء، قُتل 5 عناصر من الفرقة 70 التابعة لوزارة الدفاع، نتيجة استهداف مُسيّرةٍ إسرائيليةٍ سيارةً عسكريةً على طريق ظهر الجبل في السويداء، بحسب المرصد. وكانت إسرائيل قد حذّرت الحكومة السورية بضرورة الانسحاب من الجنوب، قائلة إنها لن تسمح للإسلاميين بالتوسع على حدودها. وقُتل ما يقرب من 600 شخص في السويداء منذ اندلاع العنف الطائفي في 13 يوليو/تموز، فيما نزح نحو 2000 عائلة "جرّاء أعمال العنف"، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس هناك بأن مدينة السويداء بدت يوم الخميس مدمرة، حيث نُهبت المتاجر وأُحرقت المنازل وتناثرت الجثث في الشوارع. وقالت هنادي عبيد، وهي طبيبة تبلغ من العمر 39 عاماً: "ما رأيته بدا كما لو أن المدينة خرجت لتوها من فيضان أو كارثة طبيعية". مساعدات إسرائيلية BBC في الوقت نفسه، قالت إسرائيل إنها سترسل مساعدات إنسانية للدروز في سوريا. وصرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها، بأنه "على خلفية الهجمات الأخيرة التي استهدفت الدروز في السويداء، والوضع الإنساني المتردي في المنطقة، أمر وزير الخارجية جدعون ساعر بنقل مساعدات إنسانية عاجلة إلى الدروز في المنطقة". وأضافت الوزارة الإسرائيلية أن قيمة المساعدات ستبلغ مليوني شيكل (حوالي 600 ألف دولار أمريكي)، وستشمل طروداً غذائية ومستلزمات طبية. من جهة أخرى، حثّ رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، السلطات السورية على ضمان المساءلة والعدالة فيما يتعلق بعمليات القتل والانتهاكات في السويداء. وقال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، في بيان: "يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، ويجب أن تكون حماية الجميع على رأس الأولويات، بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان". تبادل الاتهامات بالتطهير العرقي Reuters في السياق ذاته، اتهم رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مقاتلين دروزاً في السويداء بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أدى إلى انسحاب القوات الحكومية، بحسب التلفزيون السوري. وأعلن مكتب الشرع في بيان الليلة الماضية أن مقاتلين دروزاً، تصنفهم السلطات "جماعات خارجة عن القانون"، ارتكبوا "جرائم مروعة" بحق المدنيين بعد الانسحاب العسكري. وأضاف أن هذه الانتهاكات "هددت السلم الأهلي بشكل مباشر، ودفعت نحو الفوضى والانهيار الأمني"، محذراً من أي تدخل عسكري إسرائيلي إضافي. كما أفاد التلفزيون الرسمي الليلة الماضية بأن مقاتلين موالين للزعيم الديني الدرزي حكمت الهجري ينفذون "تطهيراً عرقياً" بحق العشائر البدوية. وفي بيان نُشر على الإنترنت الخميس، دعا الهجري الدروز إلى احترام "العشائر البدوية المسالمة" وتجنب الأعمال الانتقامية. وكان الشيخ يوسف الجربوع، الزعيم الديني الدرزي قد قال في مقابلة تلفزيونية إن ما يجري في السويداء يرقى إلى "محاولة تطهير عرقي"، وذلك قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، الأربعاء. السعودية تحشد الدعم الدولي لسوريا Reuters من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية السعودي، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، ماركو روبيو، على ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا. وأفادت قناة العربية، السعودية، بأن وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، أكد خلال اتصال هاتفي مع روبيو أمس على أهمية احترام سيادة سوريا وضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على أراضيها. وجاء الاتصال في حين دعا مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد العزيز الواصل، إلى الوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية على سوريا. كما أفادت وسائل إعلام سعودية بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلقى اتصالاً من الرئيس السوري، أكد خلاله على ضرورة دعم المجتمع الدولي لدمشق ومنع التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد. بيان إقليمي مشترك وأصدرت عشر دول عربية، إلى جانب تركيا، بياناً مشتركاً الخميس، جددت فيه دعمها لوحدة سوريا وسيادتها، ورفضها التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية. وعقب "مناقشات مكثفة" على مدار اليومين الماضيين حول التطورات في سوريا، أصدر وزراء خارجية مصر، والأردن، ولبنان، والعراق، والإمارات، والبحرين، والسعودية، وعُمان، وقطر، والكويت، بالإضافة إلى تركيا، بياناً رحّبوا فيه أيضاً بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الأزمة في السويداء. وحثّ البيان الرئيس السوري أحمد الشرع على محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المواطنين السوريين في السويداء، وأدان الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا. كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في عملية إعادة إعمار البلاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store